كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
المنتدى الاسلامي
رد: امنا حواء عليها السلام
حواء مع آدم في الجنة:
عندما خلق الله آدم وأمره بدخول الجنة كانت معه أمنا حواء عليها السلام, ويدل علي ذلك قول الله تعالي " وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) "- البقرة
قال ابن كثير ما مختصره وبتصرف يسير:
وقد اختلف المفسرون في قوله تعالى ولا تقربا هذه الشجرة فقيل هي الكرم , وقيل هي النخلة وتزعم يهود أنها الحنطة والله أعلم بحقيقتها "وقد أبهم الله ذكرها وتعيينها ولو كان في ذكرها مصلحة تعود إلينا لعينها لنا كما في غيرها من المحال التي تبهم في القرآن".. ثم قال:
وإنما الخلاف الذي ذكروه في أن هذه الجنة التي دخلها آدم هل هي في السماء أو في الأرض هو الخلاف الذي ينبغي فصله والخروج منه والجمهور على أنها هي التي في السماء وهي جنة المأوى لظاهر الآيات والأحاديث كقوله تعالى وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة والألف واللام ليست للعموم ولا لمعهود لفظي وإنما تعود على معهود ذهني وهو المستقر شرعا من جنة المأوى وكقول موسى عليه السلام لآدم عليه السلام علام أخرجتنا ونفسك من الجنة ... وروى مسلم في صحيحه "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم وذكر الحديث بطوله وهذا فيه قوة جيدة ظاهرة في الدلالة على أنها جنة المأوى وليست تخلو عن نظر وقال آخرون بل الجنة التي أسكنها آدم لم تكن جنة الخلد لأنه كلف فيها أن لا يأكل من تلك الشجرة ولأنه نام فيها وأخرج منها ودخل عليه إبليس فيها وهذا مما ينافي أن تكون جنة المأوى ..
ولأننا ليس بصدد ذكر الخلاف أو ترجيح رأي دون دليل بين فأننا نضرب صفحا عن ذلك ونركز عن قصتنا ونقول أن أمنا حواء عندما دخلت الجنة أياً كانت نهاها الله هي وزوجها آدم عليهما السلام بالأكل من شجرة معينة في الجنة فما هي قصة هذه الشجرة ؟
وهل أمنا حواء كما يقال هي التي أغرت آدم بالأكل منها حتي عصي ربه وطرد منها كما يشاع بين العامة والخاصة؟
حواء والأكل من الشجرة المحرمة :
عندما أباح الله تعالي لآدم وأمنا حواء الأكل في الجنة حرم عليهما شجرة معينة كامتحان واختبار لهما ولكن الشيطان كان لهما بالمرصاد ..
.قال تعالي:
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) البقرة
ووسوس لهما اللعين بالأكل من الشجرة المحرمة وزين لهما الأمر وعصا ربهما .. قال ابن كثير في تفسيرها:
{ فأزلهما الشيطان عنها } أي بسببها كما قال تعالى : { يؤفك عنه من أفك } أي يصرف بسببه من هو مأفوك ولهذا قال تعالى { فأخرجهما مما كانا فيه } أي من اللباس والمنزل الرحب والرزق الهنيء والراحة { وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } أي قرار وأرزاق وآجال ـ إلى حين ـ أي إلى وقت ومقدار معين ثم تقوم القيامة .
ولم يدم وقت دخول أمنا حواء وآدم عليهما السلام كثيراً بأيام الله تعالي فعن ابن عباس قال : ما أسكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ..-والله أعلم –
والقول القوي بالدليل الصحيح أن دخول وخروج آدم من الجنة كان في يوم واحد هو يوم الجمعة فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ] رواه مسلم والنسائي
آدم وحواء في الدنيا:
عندما هبطت أمنا حواء مع آدم علي الأرض وطردا من الجنة وما فيها من نعيم وراحة بدأت حياتهما تأخذ شكلاً جديدا من البلاء والسعي من اجل البقاء والاستقرار فيها فضلاً عن الفتنة المتمثلة في الشيطان الذي هبط معهما يتربص بهما ويوسوس لهما بالكفر بالله تعالي واليأس من رحمته كما يفعل مع ذريتهما إلي يوم القيامة .
وكانت البداية في العدواة بين الأبناء حتي قتل أحدهما أخيه.
قال تعالي:
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) )- المائدة
قال ابن كثيرفي تفسيرها:
عن ابن مسعود عن ناس من الصحابة:
أنه كان لا يولد لآدم مولود ألا ولد معه جارية فكان يزوج غلام هذا البطن لجارية البطن الآخر ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر حتى ولد له ابنان يقال لهما قابيل وهابيل وكان قابيل صاحب زرع وكان هابيل صاحب ضرع وكان قابيل أكبرهما وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل وإن هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل فأبى عليه وقال : هي أختي ولدت معي وهي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوج بها فأمره أبوه أن يتزوجها هابيل فأبى وانهما قربا قربانا إلى الله أيهما أحق بالجارية وكان آدم قد غاب عنهما إلى مكة ينظر إليها فقال آدم للسماء : احفظي ولدي بالأمانة فأبت وقال للأرض فأبت وقال للجبال فأبت فقال لقابيل فقال : نعم تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرك.
فلما انطلق آدم قربا قربانا وكان قابيل يفخر عليه فقال : أنا أحق بها منك هي أختي وأنا أكبر منك وأنا وصي والدي فلما قربا قرب هابيل جذعة سمينة وقرب قابيل حزمة سنبل فوجد فيها سنبلة عظيمة ففركها فأكلها فنزلت النار فأكلت قربان هابيل
وتركت قربان قابيل فغضب وقال : لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال هابيل إنما يتقبل الله من المتقين .اهـ
وقتل قابيل أخاه وقصتهما معروفة لا مجال لذكرها هنا .
وكانت تلك أول جريمة قتل علي وجه الأرض كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل ]" أنظرصحيح الجامع 7387"
ذرية حواء ووفاتها- عليها السلام:
ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير في تاريخه " أن حواء ولدت لآدم أربعين ولدا في عشرين بطنا قاله ابن إسحق وسماهم -والله تعالى أعلم- وقيل مائة وعشرين بطنا في كل واحد ذكر وأنثى أولهم قابيل وأخته قليما وآخرهم عبد المغيث وأخته أم المغيث ثم انتشر الناس بعد ذلك وكثروا وامتدوا في الأرض ونموا كما قال الله تعالى:" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء "الآية
وقد ذكر أهل التاريخ- تخميناً بلا دليل- أن آدم عليه السلام لم يمت حتى رأى من ذريته من أولاده وأولاد أولاده أربعمائة ألف نسمة -والله أعلم-
ولم نجد عندهم ما يدل علي موت أمنا حواء وعمرها والعلم عند الله وحده ولا يصح قول إلا بدليل .
وبكدة اكون خلصت قصة امنا حواء
انتظرونى قريبا وقصة اخرى من السيدات الخالدات
جزاكم الله خيرا
دمتم جميعا فى رعاية الرحمن
|