كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
رد: هديتي "حكاية روح" بقلم زهرة سوداء .. الجزء الثاني
3
كان غاسبار متوترا للغاية بع إنهائه الاتصال مع دايمون أستاذه الذي لجأ اليه لابد ان يجد دافيد ويحاول إقناعه وقد باشر بالتحرك تاركا شارل الحزين وحده يتأمل تلك الراقدة مستسلمة لقدرها
سارع غاسبار الى رينا التي أطلت عليه عند اول الممر
"اين هو "سارع بسؤالها عن دافيد فأخبرته انه خرج تاركا المشفى مما جعله يتبعه قبل ان يغادر
كان كل شيء يتحرك ببطء أمام نظرته التي أبدت العالم حوله باللون الرمادي كانه خارج الزمن واقفاً على رصيف الشارع لا يعلم ما الذي يفعله فهو ما زال تحت تأثير الأخبار الصادمة
ما العمل الان دافيد فكر لا يمكنه ان يبقى غارقا بغضبه ودهشته بينما حياة زوجته و طفله تتسرب مع الوقت عند. ذلك التف على عقبيه عائدا عليه إيجاد حلا ما لا الغرق بأفكاره السوداء
عند المدخل وقف الاثنان على بعد خطوتين من بعضهما نظر الاثنان لبعضهما في ذات اللحظة غاسبار بتوسل للفهم ودافيد بتصميم لتنفيذ قرارا اتخذه
"اسمع .قال غاسبار لقد طلبت الدعم من فريق طبي انه أستاذي سيكون هنا في غضون ساعتين على الاقل هو على علم بحالة ايفي و...."
قاطعه دافيد "فقط أنقذهما لآني لن اسمح لك بغير ذلك "
"ولكن حاول غاسبار ان يشرح "
"لا يوجد ولكن لولا غباءك انت وجدها لما كنا هنا الان " قال دافيد وانسحب الى غرفتها
بينما تابع غاسبار وقوفه مندهشا ما العمل الان
************
دخل غرفتها رغم اعتراضات الممرضة تأمل دافيد ملامحها الشاحبة تمنى لو يضمها لي ريحها من كل آلامها كم تأملت في الفترة الماضية وهو لم يكن بجانبها ليحمها ومع ذلك لم يكن ذنبه هي التي أبعدته وجدها وطبيبها أخفيا مرضها عنه ...ولكن لا شيء يبرر قسوته بحكمه عليها وكلماته الجارحة لها
بقي لساعات لا يعلم عددها يراقبها والأفكار تتضارب في رأسه شارل شاركه المراقبة وقتا لكنه غادر الى الخارج بطلب من غاسبار ليرتاح بينما هو لم يستطع احد ان يقترب منه تكفي النظرة المتوحشة من عينيه لتبقيهم بعيدين عنه
لابد انه غفا لانه لم يدرك انه لم يعد وحيدا معها الا عندما هزته يد صارمة نظر بوجل للوجوه التي تراقبه حازمة تتمتع بالسلطة مع لمحة اهتمام
"لابد انك دافيد "أتاه الصوت الرجولي الهاديء من الرجل الأكبر سنا بينما امرأتين تراقبان ايفي بتعاطف
وقف دافيد ليحي الرجل من ايماءه من رأسه "دافيد هانوفر "
"دايمون سانتوس ابني دوناتو وزوجته ناتاشا وهذه زوجتي ايريا ...نحن الفريق الذي سيتولى حالة ايفي ومما ارى انها مستقرة الان لذلك اقترح ان نخرج لنتناقش "
"ولكن ..حاول دافيد ان يعترض ولكن ايريا التي نظرت اليه بعطف أمومي
"وجودك هنا لن يفعل شيء دافيد عليك ان ترتاح انت أيضاً ستكون بحاجتك "قالت باسمة تضع يدها الدافئة على ذراعه كم تمنى ان تكون كلماتها صادقة يريدها بخير وسيفعل اي شيء لها
0000000000000
اجتمع الجميع في المكتب كان دايمون مسيطرا بحضوره وباشر بالحديث موجهه الى الجميع
"انا لن أعطي آمالا براقة من دراستي لملف ايفي حالتها حرجة جداً ودقيقة قد نخسرها او نخسر الطفل شهقت رينا بذعر بينما نظر له دافيد بحدة واعتلى الحزن ملامح شارل وغاسبار قاطع دايمون اي كلمة ستخرج من احدهم هذا احتمال وارد ومع الأسف انه احتمال كبير لا اريد ان أكون قاسيا ولكن انا أضع الامر أمامكم كما هو "أنهى حديثه ناظرا الى ابنه دوناتو يعطيه الامر ليكمل
"ستتم زراعة الكلى لها وذات الوقت سنخضعها للولادة وبالطبع جسديا هي لن تتحمل مخاض الولادة ولا عملية قيصرية لذلك سنضطر لاتخاذ تدبير اخر وهنا يأتي دور ناتاشا "
أكملت ناتاشا "قلبها لن يتحمل لذا سن وصلها بجهاز ليبقي قلبها يعمل بشكل صحيح ساجري الولادة وبعد إتمامها مباشرة يبدأ دايمون ودوناتو بزراعة الكلى الامر لا يخلو من المخاطرة لكن في النهاية نحن ستفعل ما بوسعنا "
"انتم تقولون انها مخاطرة هل هذا يعني انها لن تنجو ...قال دافيد يجول بنظراته عليهم انا لن اسمح بذلك لايمكنكم هذا ايفي يجب ان تنجو "
حاول غاسبار ان يتدخل لكن دايمون منعه يعمل ان كلمة غاسبار ستكون مرفوضة من دافيد مهما كانت فهو يعمل شعوره نحو
"دافيد لا يسعنا سوى الأمل وان نبذل أقصى جهدنا نحن لا نصنع المعجزات لكننا نحاول ان الوضع خطير وصعب لكن هذا لا يعني ان نفقد الأمل ستبقى حالة ايفي تحت المراقبة اليوم وغدا مع ساعات الصباح ستخضع للجراحة "
"لكني لم أوافق على اجراء الجراحة لها ولن افعل الا اذا حصلت على ضمان منك ..."
قاطعه دايمون "لإيمكنك الحصول على ضمان نسبة نجاة ايفي والطفل لا تتعدى العشرون بالمئة ولا يمكنني ان اقدم لك ضمان بأكثر من. ذلك "
"اذن لن تجري الجراحة "قال دافيد
"لا يمكنك ذلك لست المعني الوحيد بالأمر انا جدها وأوافق على ما قاله السيد دايمون "
"انت جدها وانت السبب بوجودها هنا "
هاجمه دافيد
"وانت لم تحاول يوما ان تفهمها 'تدخل غاسبار
"انت لا تتدخل لو كنت تقوم بواجبك لما كانت هذه حالها "وجه دافيد غضبه الى غاسبار
"كفى "قال دايمون بحزم "شجاركم لن يحل شيء ان كانت ايفي تهمكم فعلا عليكم ان تتفقوا معا علي ان أخبركم ان كل دقيقة تتأخر بها جراحها تساوي عمرا كاملا لانها تقلص من فرصها كما يجب ان تعلموا ان استقرار حالتها قد يتغير ..غاسبار لم أتوقع ذلك منك عليك ان تكون اكثر تفهما "عاتبه دايمون "اعلم انها صديقتك لكن كان يجب ان تخبر دافيد من البداية رغم رفضها ورفض شارل "
"انا لم ارفض أوضح شارل كانت رغبتها "
"انا لا ألوم احد هذا الحديث لا طائل منه الان حياة ايفي وطفلها على المحك لن تصمد اكثر "
"انا ...أوافق على اخضاعها للجراحة عشرون بالمئة أفضل من أراها تذوي أمامي "
قال شارل بحزن
واتجهت الأنظار الى دافيد الذي توسلته نظرات رينا ونظر له غاسبار "أرجوك دافيد لا يمكن ان تتركها ...."
قاطعه دافيد "اوافق قال مجبرا لكني لن أسامحكما لو ...لم يستطع النطق بكلمة فشل "
ربت دوناتو على كتفه "لا تقلق سنبذل كل ما في وسعنا "قال ببسمة متسامحة
بينما هو يغادرهم وقف شارل شاكرا حضوره واهتمامه بالعملية شخصيا مع انه لا يفعل هذا حاليا كونه استشاري
طلبه غاسبار من شارل ان يستريح في احد الغرف موضحا انه مرهقا وعليه ان يكون بكامل قوته في الغد لان ايفي ستحتاجه وهو ما فعله شارل على مضض
طلب دايمون من ايريا ان تكون مع دافيد لانه يحتاج للدعم
"انت لن تشارك في الجراحة غاسبار قال دايمون بتصميم
"ولكن ..."
"انت متعاطف مع حالتها وجودك سيكون عائقا وانت طبيب وتعلم ما معنى هذا "
"انا مع دايمون أوضحت ناتاشا يمكنك انت ورينا المراقبة لكن ان تشاركا سيكون هذا صعب "
"اذن دعونا نبدأ بإعادة دراسة الحالة حتى نضع الخطوات التي سنقوم بها بالترتيب "تابع دوناتو بطريقته العملية
عاد للجلوس امام سريرها لا يعلم ان كان القرار الذي اتخذه صحيح ام لا لكنه لا يملك اي شيء سوى الأمل الضئيل الذي منحه له الطبيب
دخلت بتردد تنظر لتلك الساكنة بين الأجهزة والأنابيب لقد عرفت قصتها وعرفت كل ما مرت به منذ ولادتها حتى دخولها المشفى مع الماسي التي مرت بها ولكن ما اثر في ايريا فعلا هو طيبتها وتقائها ومشوار ها الخير
"قدمت لدافيد كوب القهوة "اعلم ان ما تمر به صعبا ولا احد يلومك قالت تجيب نظرته المتسائلة لكن دعني أخبرك بقصتي مع أبنائي وزوجي وعندها ستعلم ان هناك دائماً أمل الكلى التي ستزرع هي لاختي وانا سعيدة لكونها ستمنح لامرأة رائعة مثل ايفي ....بدأت حكايتي مع أختي التوأم ريانا .......(لمعرفة القصة تابعوا سلسلة نعيم الحب من خمس اجزاء)
كان لقصتها وقعا مؤثرا على دافيد الذي استمع لها بانتباه مدركا العبرة منها حياة عائلة كاملة بنيت بالحب الذي كان أساسا متينا جعلهم يواجهون الصعاب حديث ايريا الذي كان مطمئنا وممتعا له جعل الوقت يمر دون ان يشعر
أتى الصباح يعده بأمل جديد ربما يكون اليوم اسعد ايام حياته ربما يمنحه الله فرصة جديدة يعوض فيها عما حدث سابقا نظر بامتنان الى ايريا التي ابتسمت له عندما دخل زوجها وابنها وزوجته يتبعهم غاسبار ورينا وشارل الذي بدا متوترا
نظر دافيد الى دايمون "انا اثق بك انت ستفعل اللازم "
"بالطبع دافيد تحلى بالأمل وصلي لها سامنح كم دقيقة معها نظر الى شارل ثم سنحضرها للجراحة "قال دايمون ثم اتجه الى زوجته التي استقبلت ذراعه التي ألقاها حولها بحب "يجب عليك ان ترتاحي "قال دايمون بينما هي همست له بود "انها بخير "قبل ان يغادرا الغرفة
|