كاتب الموضوع :
عاشقـة ديرتها
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: حبك خطيئة لاتغتفر/بقلمي
الخامس والخمسين
قبل الفجر بقليل يقف بسيارته جوار المسجد تحت وصية جده الذي طلب منه أن يؤذن لصلاة الفجر ...كان يجلس رافعاً قدمه جوار المقود ويعبث بهاتفه الجوال يقاوم النعاس حين لفتت أنتباهه حركة من المنزل المقابل المسجد ..لكن لحضة هذا المنزل أليس من المفترض أن يكون مهجور .. هذا منزل أبو بشاير الذي بعد وفاته أغلق منزله على حاله ...ياءالله هل هم الجن يعبثون معه ..هل شعروا بذعره منهم وقرروا أخافته . ..تباً لقد كانوا محقين رفاقه حين أخبروه أنه لايجب أن يوضح خوفه منهم لأنهم يتسلطون على من يخشاهم...أدار أذاعة القراءن لتملء السيارة بالقراءة الخاشعة لكن مازالت الاضاءة التي تخرج من بلكونة ذالك المنزل مستمرة ...
.. كانت تنطفيء وترجع وتضيء وكأنها إشارة لطلب للمساعدة ...ماذا ..هل أحد يحاول الأستنجاد فيه ...بعد تردد نزل من سيارته ليقطع الشارع ويقترب من سور المنزل وينادي: ياولد من أنت....
عند المرة الثانيه الذي كرر فيها النداء رد عليه صوت متوتر : أنت عمار صح تكفى ساعدني ..
عمار الذي أقلقه صوت الأنثى عاد للوراء: بسم الله من انتي الله يكفيني شرك ..
الصوت حانقاً: من بكون بشاير راعية البيت ؟؟
عمار بشك : وش أساعدك فيه وش تبين مني ...كيف عرفتيني...
يبتعد ليعود لسيارته : لحضة أصبري شوي..
يسمع صوتها الذي يعود ليناديه ولكن يتجاهله....
تجلس على أرضية البلكونة بأحباط لقد تجاهلها وهي التي تحاول منذ مايفوق النصف ساعة لفت أنتباهه لقد تعرفت عليه وشجعت نفسها لطلب النجدة منه بعد مرور ساعة على أحتجازها هنا ...هي شبه تثق فيه فهو حفيد الأمام وأبن عائشة إليس كذالك يبدو محل للثقة ...عليها أن تجازف لتخرج من هنا قبل أن يصحو أيوب ويصاب بالذغر حين لايجدها جواره وربما حتى يفقد عقله الصغير من الرعب هذه الأفكارة دعتها لأعادة النداء :عماااار عمااااار عماااار .....
يدخل منزل جدة ومباشرة لغرفة ذاك ..يهزه وهو الذي ينام بعمق : خالي الحقني ...قوم ياابن الحلال...مصيبة الحقني..خالي ...
يفتح ذاك عينية المحمرة من الارهاق : أذن ...فاتتني الصلاة...
عمارالمنحني عليه: توه ماأذن ..ألحق مرتك اقصد طليقتك جالسة تناديني من بيتها...
زاهد ينفث يساره ويعود للاضطجاع للأكمال نومة: رحلها..
عمار يعود يهزه: اقولك قم شوف وش تبغى..
زاهد بأنزعاج:انقلع عن وجهي ...أنا فاضيلك ولها لي يومين مانمت زي الناس فارق عن وجهي ....
عمار : الخال قم البنت تستنجد فيني ..
زاهد يرفع لحافه ليغطي رأسه فيه : طيب روح أنقذها ....
عمار بتردد: واذا كانت جنيه ولا وصمت ..
يفتح عينيه ويزيح غطاءة: ولا ايش
عمار بانفعال: نيتها شينه ومخططه علي ..
يسحب المخدة من تحت رأسه ويظربه فيها على وجهه: قسم انك ماتستحي على وجهك يالرخمة...يالفتنه اللي الحريم يبلنك بنفسك....
عمار بضيق: طيب قوم شوفها...
وقف ليخرج من الغرفة بملابسه الداخليه ويطرق الباب على والدية تحت محاولات عمار لردعة ..زاهد المنزعج من إيقاظة بهذة الطريقة يدفعه بذراعة :فارق عني ...
يخرج عليهم أبو زاهد بلباس النوم ووجهه مبلل وكأنه توظأ للتو :خير وش عندكم تهاوشون عندي ...الله يكفيني شركم على هالفجر ....
زاهد يشير بذقنة على عمار :أسمع حفيدك وش جاي يخربط ومصحيني من النوم عشانه ...
أبوزاهد بعدم فهم :أنا ماوصيتك تأذن الفجر وش تسوي هنااا ...
عمار بتأفف :وأنا جالس أحتري الوقت يجي عشان يأذن ونظر لساعته أصلاً باقي ربع ساعة ...المهم شفت نور يطلع من بيت أبو بشاير أحد يكبس بكشاف حسبته الجن يلعبون علي صبرت شوي إلا قلت يمكن أحد يبغى مساعدتي حرامي دخل ونشب ولاشي يوم قربت إلا صوت حرمة سألتها وش تبي قالت أنها بشاير راعية البيت وتبيني أساعدها ...عاد أنا خوفني الموقف وجيت أبغى زاهد يساعدني وقبع بوجهي ....
أبو زاهد بفزع :من متى هالكلام ..الله لايبارك فيك ليش ماقلت لي على طـــول ...ودخل لغرفته ليخرج مفاتيح من أحد خزنته ... وهو مفتاح منزل أبو بشاير الذي كان معه حين بقى أبو بشاير لوحدة بعد وفاة زوجته قبل أن يلحقها بشهر بحادث سيارة من أحد المفحطين وهو خارج لصلاة المغرب أمام بيته مباشرة ...أرتداء ثيابة على عجل وخرج لهم :ألحقوني ...
زاهد :أنا برجع أرقد ...
عمار :نومة أهل الكهف تعال بس مابقى على الصلاة شي ...
زاهد بتأفف :أجي وش أسوي تراكم أشغلتوني ....
أبوزاهد الذي وصل للطابق السفلـــي :بسررررعة الحقوني ....
زاهد بصوت عالي ليسمعه :وش أهميتنا روح شوف وش حاجتها وخلصنا ....
أبو زاهد بصرخة حازم :قلت تعال وبس أنا وش دراني وش تبغى فينا يمكن أحتاجكم أخلصوا علي ...
زاهد الذي فهم أخيراً ربما كان هناك لصوص بالمنزل أو معتديين عاد ليلبس ثيابة على عجـــــــل ...
صعدوا لسيارة عمار ليصلوا لمنزلها مباشرة ...... ليجدوا ضوء الأستنجاد مازال يشير ....
وصوت ينادي :عمااار عمااار وجع وين رحت ...ياااعمار يالكلب ....
عمار بصوت عالي وهو من أصبح أكثر ثقة :خلاص جينا جاء جدي وش عندك .....
بشاير:عمممي ألحقني البلكونة صك علي بابها وولدي داخل لحالة تكفى بسرعة أفتح لي ....أكسروا الباب سووو أي شي ....
أبو زاهد يبادر لفتح الباب ...ليدخلــو للحوش ثم يحاول فتح الباب الداخلي لكن لايستطيع يوجد مفتاح من الداخل ....
زاهد لعمار :روح جيب العدة اللي بسيارتك ...
وبعد محاولات طويلة تخللها أمر من أبو زاهد لعمار لليذهب لللآذان ...
زاهد المنحــني على أكرة الباب يحاول كسره وعرقة بدأ يتصبب رغم برودة الجو من شدة توتره:اللحين وش منظرنا قدام الناس طالعين من بيتها ...
وصاح بأنزعاج وهو يرمي مافي يديه ويرجع بظهره للحوش ليصيح فيها بأتجاه البلكونة :طفي الكشاف ياحمارة ....
صوت مكتوم أطلق عبارة لم يسمعها ربما لعنة أو شتيمة ...عاد لعمله بتوتر أكثر حتى أنكسر أحد المفاتيح بيديه ليرميه مصحوباً بشتيمة ...
أبو زاهد يحــوقل :اللحين أنت وش فيك ثايرة شياطينك ماتبغى تساعدني أنقلع لأمك وأنا أفتحلها لحالي مابي منتك....
زاهد يعض على طرف شماغة الذي يلفها أعلى رأسه بعشوائية حين أنفتح الباب معه أخيراً ..ليدخل والده مباشرة ويلحقه بتردد حين سمع صوت بكاء طفل بالأسفل ...وماأن دخل حتى رأه يقف بنصف الصالة يحمل بطانية صغيرة بيده يعضها ويبكــــــي ...
أبو زاهد بعصبية :أمسك الورع سكته بطلع أفتح للبنت فوق ....
زاهد بسخرية من وضعه:لا قل رضعة بعد وأنا مكلف فيه ....
يصعد والده السلالم دون أن يرد عليه ....ليبقى هو والطفل الباكي لوحدهما ... وبداخله يتحسب على عمار الذين حين أخبره أنه سيذهب لليؤذن مكانه وهو يبقى ليفتح الباب رفض وقال هو من كلف بهذة المهمة أولاً ....وأنك قد رفضتها حين سألنا جدي من يقوم بها مساءً ....
أيوب الباكي وهو يعض بطانيته والمكان الجديد عليه وفقدانة للأمة يرعبة يرفع يديه لزاهد وهو يردد :ماما ماما ماما ...
زاهد بنظرة حادة :خير وش تبي بعد لاتحط في بالك بشيلك بعد أنقلع هناك لين تجي أمك ... هذا اللي كان ناقصني عيال خواتي ماشلتهم ....
أيوب الباكي يقترب ليتمسك به مع ساقية وهو يبكي :ممما ممما ممما ....
زاهد بأنزعاج وهو ينحني له :الله يلعن ماما قل أمين ... الحمارة عقلها وين يوم تخليك لحالك ...تعال تعال الله يخلف عليك .....وأخذ يمسح على رأسه وأخرج له مسبحة من جيبة ليلعب فيها لينشغل فيها لدقائق رغم أن دموعة وشهقاته مازالت موجودة .....
أيوب بتساؤل بعد أن هدأ قليلاً :وين أمك !!!
زاهد بلهجة ساخرة:ببيتها نايمة ...
يسمع أصواتهم وهم ينزلون ووالده يخبرها بصوت عالي أن تلم حاجياتها لتأتي معهم وهي تعترض بكلام لم يفهمه ...
ونداء من والده يخبره أن يخــرج ...
وقف بالخارج وهو يفكر لما ليعود مالذي ينتظره حتى هذه اللحضــة ... حتى خرج عليه والده وهو يهم بالمغادرة ليخبره أن ينتظره لأن يحتاجه لحمل حاجيات بشاير وأبنهاااا ...
زاهد :ليه خير وين بيروحون على هالفجرية ...
أبوزاهد :بتروح معنا ولاتبيها تجلس لحاله بالبيت وبابه مكسور
زاهد بحنق :ودام هذي أخرتها ليه تخلينا نكسر الباب كان فتحناه عادي .... وبعدين هي وش عندها مسكره على نفسها حمارة ...
أبوزاهد :دخلت البلكونة وصكت عليها تفتح من برى بس من داخل ماتفتح ....
زاهد :وليش داخلتها وش عندها فيها ولا نقص عقل بس ...
أبو زاهد يؤشر عليه ليصمت حين رأها تخــرج تحمل أبنها وتجر خلفها حقيبتها:خلي الشنطة زاهد يشيلها ...
زاهد يتمتم :ايه ماهو زاهد خدام أبوها ......
بشاير وهي تلحق بأبو زاهد تاركة حقيبتها خلفها :عمي بنروح لبيت هيااا بس نبي أحد يوصلنا ولابندق على كريم ...........
أبو زاهد :أمشي بس أمشي بعدين نتفاهم أجلسي لين الضحى عندنا وبعدين فكري وين بتروحين ماهو زين تروحين لناس هالحزة ....
بشاير وهي تضع أيوب بالسيارة التي فتح أبو زاهد لها بابها الخلفى :بس يمكن نزعجكم ...
ولم يفتها شخرة ذاك الساخرة ولكن تجاهلهتها ....
أبو زاهد :أركبي وأنا عمتس ماأنتم مزعجين أحد يالله يالله الناس بتطلع تصلي وماهي زين تشوفنا بهالمنظر ...
صعدوا للسيارة ...يظرب زاهد على المقود بتأفف :الشيخ أخذ المفاتيح معه ....
أبو زاهد بصوت حاد :أنزل خذها منه وش تحتري ..
خرج ليواجهه عمارهو الأخر خارج من المسجد ليسلمه المفاتيح رغم أنه حاول به ليوصلهم بدل عنه ولكنه رفض وشبه رمى المفاتيح عليه وعاد لداخل المسجد...
عاد لداخل السيارة بعد معاناة لايعلم لما يحدث هذا معه لقد أكتفى من هذا العبث بمشاعره .. والصدف التي لاتزيد جروحه إلا حــرقة وتقيح ....
كانت تتحدث مع والده بأمر ما أنهوه بفتحة للباب السيارة ....قاد بهم السيارة بالمسافة القصيرة بين البيتين والتي بالسيارة لاتأخذ سوى دقيقتين لاأكثـــــر ... وبعد أن نزلوا وبينما يسرع ليدخل قبلهم البيت أعاده والده ليحمل حقيبتهم وهو يسمع الطفل يسألها بيت من هذا وهي تخبره أنه بيت الجد أمام المسجد وصديق جده .......
وضع الحقيبة بصالة الطابق السفلي وركض صاعداً السلالم لغرفته لينفرد فيها حتى تقام الصلاة ...ولكن ليس كل مايتمنى المرء يدركة فقد وجد أمه وصفية ينتظران بصالة الطابق العلوي ..
أم زاهد بفزع :خير وأنا أمك وش فيكم فجعتوني وين رحتو هالحزة ....
زاهد :أنزلوا تحت وتعرفون الفاجعة الصدقية ...
صفية :زاهد عسى ماشر فيكم شي ...
زاهد وهو يفتح باب غرفته :اعفوني من الكلام أنزلوا وتفهمون عن أذنكم بصلي الفجــــــر وعلى المزرعة ... أودعكم ممن اللحين أشوفكم على خير ..
وأغلق الباب على نفسه ....
من جهة أخرى تجلس بالصالة التي أدخلها إليها أبو زاهد وهي تهز رجلها بتوتر بهذة اللحضة فهمت معنى عبارة تتمنى الأرض أن تنشق وتبتلعها أي موقف محرج ومخجل وضعت نفسها فيه بسبب سوء تدبيرها ...كل شيء بدأ من عمتها أم عماد حين أتصلت فيها وأخبرتها أن تفرش لهم بالسطوح وتعد الشاهي لأنها تريد أن تأتي وتسهر معهاااا ... فعلت ماأمرتها به ....وحين جاءت فهمت أن خلف الأكمة ماخلفها والأمر لايقتصر على سهرة فقط وفتحت الموضوع معها ...
أم عماد وهي تلاعب حفيدها :شوفي وأنا أمتس أنا يشهد علي الله أحبتس ولاكان مأخترتس لولدي عمــاد وأنا ماأبي أدخل مرة غريبة بينا عاد قلت نخطبتس لأنور ويربي ولد أخوه وهو موافق ومنى عينه بس فيه شي واحد كاسره يقول ماعندي وظيفة ومن وين أصرف عليها منه ..عاد أنا دورت منا ومنا وماحيلتي شي عشان يفتح له محل تترزقون منه ...لكن بشور عليتس بشور بيعي بيت أهلتس وعطيه فلوسها يفتحله محل وحلالكم واحد .....
بشاير الذي فهمت مافهمت من الأمر كبحت كل مشاعرها وهزت رأسها بخنوع :يصير خير عاد أن بفكر ياعمة وأرد عليك ....
وماأن خرجت من عندها حتى لملمت حوائجها وهي تفور من الغضب وغادرة تلك العمارة الكريهة للأبد .....وفهمت كل صبرهم عليها ومحاولة تقربهم لها رغم بغضهم لها حين كانت زوجة عمــــــاد قبل أن يستشهد بالحد .....
كانت من قبل تخشى العودة لمنزل والديها ولم ترد أن تفتح جروحها بالدخول إليه وحدها لكن تحت هذا الظرف أجبرت على أن تعود له فهو المكان الذي سيضمها هي وولدها هذه ليست نهاية أسبوع فقط لتتحملها فيها هيونة وأخوتها هذا أستقرار نهائــي وبعد ان أستقرت وأجرت بعض أعمال التنظيف ونام طفلها أبحرت فيها الذكريات وذرفت من الدموع ماذرفت وهي تتذكر الكثير من االذكريات المثيرة للأوجاع والألم وأخيراً تذكرت الصندوق الذي تحتفظ فيه والدتها رحمها الله بأشيائها منذ طفولتها وفكرت أن تفتحه وتستعيد بعض ذكرياتهم معاً ونست كل شيء يخص البلكونة التي لاتفتح من الداخل إلا بمفتاح وكانوا يضعون فيها مفتاح من داخلها حيث يخزنون فيها الأغراض لكن هذه المرة لم تجد المفتاح يبدو ان شخص ما قد أزاله ..خشية أن يدخل سارق من نافذة البلكونة ربمااا ....
سمعت أبوزاهد يتحدث مع زوجته وبعد ذالك دخلت عليها صفية لترحب فيها وترافقها للأحد الغرف وتطلب منها أن ترتاح فيها ....
حدقت بأيوب الذي نام بحجرها بشكل مفاجيء كعادة كل طفل حين يزور النعاس عينية وهو بحضن والدته لايعلم حجم المخاطر من حوله حضن أمه هو كل مايحتاجة من أمان ...وضعته على السرير وأستلقت جواره وهي لم تنزع عبائتها بعد فردت يديها وحدقت بالسقف .. لقد دخلت لمنزل عائلته وهي التي لم تحظى بهذة الميزة وهي على ذمته .... حقاً الدنيا مرعبة كيف تتلاعب فينا وتصفعنا دون رحمة ... وإلا من يصدق أن أبو زاهد سيكون محرمها الوحيد في هذه الحياة ... والذي أخذ هذه الصلة على محمل الجد أكثر من غيره ... وربما ماعززها بقلبه هي وصية والدها الذي أخبرها بها بعد وفاته وأنه قد وصاه عليها وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ... هي لاتريد أن تتذكر والدها بل تسعى جاهداً أن لاتفكر بهما .... هو وأمها ...خنقتها العبرة حتى لاتستطيع التفكير أكثر ...هل يوجد ماهو أشد وطأة على قلب الأنسان من فقد أبوية بنفس الشهــــــر ... فقدان والدتها لم يكن سهل كان أشبه بأقتلاع قلبها من جوفهاااا ووفاة والدها أشبه بأعادة تلك التجربة مرة أخرى ووضع مكانه جمــرة محرقة ...حتى اليوم حتى هذه اللحضة وقد مضت ست أعوام مازالت لاتصدق أنها فقدتهما للأبد ... أمها كان تجلس بمكانها المعتاد تمارس روتينها بشكل عادي حين زارها ملك المــوت ..فقط هكذا ماتت فجأة جالسة وكأن غفوة قد سرقتها وليس الموت بعظمته ... يومها كانت قد جاءت لزيارتها صباحاً فترة الضحى أقتربت منها لتوقظها لأن نومتها بدت متعبة وهي جالسه لكن أكتشفت ماأفقدها صوابها وجعلها كالمجنونة لفترة طويلة أمها قد فارقت الحياة وأنتقلت للرحمة الله ...
أبيها لم يحتمل علمت أنه لن يصمد شاهدت بعينية أقتراب أجله وكان كثيراً مايوصيها على نفسها والحفاظ على زوجهااا لأنها ستبقى وحيدة من بعدهم ..لكن أبي ماذا أفعل زوجي أيضاً لحق بكم ...
الحياة لم تأخذك وأمي وحدكما لقد حرصت أن تحرمني السعادة حتى أخر قطراتها ...
لقد أجتهدت في حرماني لتثق أني لن أضحك بعد رحيلكم أبداً ...لكن أبي أنا مازلت اعيش أضحك وأبكي .. وكل ماشعرت أن الدنيا ظالمة وحظي ناقص نظرة لأيوب ثمرة فؤادي حفيدك الذي لم تراه أبداً لأبتسم وأتأكد ان مازال لي بالسعادة نصــــــيب ...
الكثير من حولي يخبروني أني لو فقدت عقلي بعد أستشهاد زوجي لن يلومني أحد ... وأذا جننت أنا من كان سيبقى لأيوب ...
هل أحرمه هو أيضاً من السعادة وأذيقة سم الحياة قبل أن يذوق شهدها ...
أحتضنت صغيرها وأغلقت عينيها لتمنع دموعها من النزول ولكن نزلت لم تعد تعبأ أين تنام وتحت أي سقف تبقى المهم أن تحافظ على أيوب حتى يكبر ليحافظ عليها ....وهي التي كادت تفقده بروعنتها اليوم أي ذعر أصابة حين أستيقظ بمكان غريب ولم يجدها جواره ...عليها أن تكون أكثر حرص بالمرات القادمة ...وعند هذه الفكرة سرقها النوم الذي طال أنتظاره هذه الليلة ولم تتوقع أن يكون تحت هذا السقف وبين جدران هذا المنزل ...
####
تجلس مسترخية بمقعدها وهي تسمع الجدال الجاري بينهما ....
سالي وهي ترتب شعرها الأسود على كتفها :هيا صادقة بتسمعين شورها هذي لو فيها خير ماجلست للحين بدون رجل ....!!
ميشو ببرود :رجاء لاتستدعي الأمور الشخصية لنقاشنا ...
هيونة وهي لاتصدق أنها أخيراً أستطاعت جمعهم بمكان واحد :بنات بليز أهدأ من كذا يعني والله ماله داعي من تتقابلون تسوون كذا ...
سالي تضع قدم على أخرى وهي تصد بغرور :لو دريت أنها بتجي ماجيت ....
ميشو بلؤم:عزيزتي لقد قرأتي ردي بالواتس اب لقد أخبرتها بقدرتي على المجيء .... أم هل لاتجيدين قراءة الفصحى ...
سالي تتشدق بالضحك:نكتتك سخيفة مثلك .... وتتحول للجدية وهي تردف :هيونة خوذيها مني وشلك بهالشغلة كلها ولاحتى تتتناقشين ولاتقولين شي أرفعي قضية خلع بالمحكمة ولاأستدعوه يفهم الموضوع ...أخليعه وخلصي عمرك وخذي أي واحد يطق بابك ترى العمر يركض ....
هيونة توزع نظراتها بين الأثنتين لترد ميشو بثقة :مازالت أحمل نفس الرأي الطلاق ليست لعبة ..والحب يستحق التضحية ....وهذة المرة أخبرك أنتقمي لايمكنك الأنسحاب بهذة السهولة هل نسيتي مافعلوا بك ... الأنتقام هنا واجب ...عليكي أنت تنتقمي لتعيشي باقي حياتك براحة ...أستعيدي ماهو لك من بين أفواههم ....
سالي تزفر بحنق وتعتدل بجلستها وهي تشير بأصبعها لميشو وتحدث هيا :وش جاب لها الأنتقام هيا أنتي عارفة القصة زين بالله عليك نفعهاااا .... لاتسمعين من وحدة مثلها أسمعي مني أناااا اللي ناجحة بحياتي وقصة حبي للحين عايشة .....
ميشو بألم :وهل ماتت قصة حبي أنا مازلت أعشق رجل تحت التراب ...
سالي بسخرية :من رداتك لو وحدة ثانية أخذت لها رجل ثاني وعاشت قصة جديدة ....
هيونة تفرك جبينها بحيرة :بنات ليش أنتم كلكم أرائكم معقولة وتقنعني ....
سالي بحنق:يمكن لأنك أمعة وكلمة تجيبك وكلمة توديك ولارايحة لبيتهم وماقدرتي تقولين للي أسمه رجلك أنه رجلك لا وراجعة تجرين رجل قدام ورجل ورى وأسمك مرة أبوة ..غبينة قسم تصرفاتك تجلط ....
ميشو بحلم:هيا ليس عليك أن تقرري بسرعة أعطي لنفسك المزيد من الوقت .....
سالي وهي تتلفت حولها :وشذا ماعندكم قهوة وحلا لودريت جبت قهوتي معي ...
ميشو :إيمكنك أن تكوني أقل فضاضة ....
هيونة بأحراج :معليش بنات نسيتكم من كثر مالموضوع بهذلني بديت بالكلام ونسيت الضيافة ....ورفعت هاتفها للتتصل بنور وتسألها عن الضيافة لتخبرها أنها تنتظرهم بالمجلس ...
بعد أن نزلوا للمجلس وبدأو بشرب قهوتهم ....
هيونة تسترخي بجلستها وهي تعود للموضوع :تعتقدون الموضوع سهل علي أني رحت هناك وأنا قاعدة أتذكر وأعيش نفس أخر شعور رحت فيه للبدر بمكتبة وكيف صرفني مثل أي محتاج ماهو قادره يخدمه ....ضغطت بيديها على أطراف كرسييها: كنت أغلي قسم بالله كنت أحس بركان داخلي بينفجر ..بس ضغطت على نفسي وماطلعت نيتي الأساسية صبرت عشان شهاب عشانه بس أبغى كل شي يرجع مثل زمان ...انا بعده أنكسرت من غيره ماأقدر أعيش هو الوحيد اللي يفهمني بدون ماأتكلم هو الوحيد اللي يسمع كلمتي ويحبني مثل ماأنا ...كلهم تغيروا بس هو لااا بيرجع لي مثل قبل ...صح ... هو سندي اللي مستحيل بكمل حياتي من غيرة يفهمني قبل ماأتكلم ويشوف غبائي ويمشية ويساعدني بالصح بدون مايقول سويتي الخطأ مثل غيره اللي يتبجحون علي بعد ماكنت ألبسهم الحفاظة واللحين جايين يفهموني الصح من الخطأ .... هو بس اللي يناسبني وأبغاه ...اخوي زوجي أبوي أي خانة بس المهم يكون جنبي مليت من الحياة بدونه والله مالها طعم ....
سالي بتساؤل :وش اللي سواه بدر ليه تقولين سواليفك بالقطارة حنا نبغى الأحداث نبغى نسمع تفاصيل ملينا من أسطوانة الحزن ....
ميشو :دعيها تخرج مافي داخلها لقد نادتنا لنستمع لها ...
هيونة بأنفعال :تعبت من الكبت تعبت ماأحد يبغى يسمع أحزاني كلهم يدورون عندي السواليف والوناسة واللي يحبوني ويسمعوني تعبوا والله تعبت قلوبهم من كثر ماأنقل لهم حزني .... عضت على شفتها المرتجفة وهي تعود تسترخي بكرسيها :تدرون وش صار علي بعد ماجاء فهد وأخذ أخواني ... جلست مع عمي صلاح بنفس البيت ونفس المكان تمر الأيام ماتكلمنا مع بعض من قسوة الشيء اللي كنا عايشينه ...الحارة كلها قاطعتنا ...واللي عزز شكوكهم أبوي اللي جاء أخذ أخواني وزوجته وزوجة ولده وبنته لا وهي حامــــــل ... وعمي محد صار يجلس معه كل ماجلس في مكان قام وخلوه ... كان الوضع قاسي قاسي جداً ....جتني الولادة ومن شدة الضيم والقهر اللي شفته كتمت نفسي ماأبغى أولد ولاأبغى عمي يدري عني ....لين فقدني وجاء ولقاني بحالتي ونقلني لأقرب مستشفى .....كنت أولد وأنا أبكي مو ألم لاقهــــر وأنا أدعي على كل اللي ظلموني وكل من أساء لسمعتي وظن فيني الشينة وهو ماتأكد ....تهدج صوتها :والله العالم أن دعوتي رجعت علي وماصابت غيري ... زفرت من بين دموعها :رجعت بطفلي وكنت أشوف الدنيا سوداء بعيوني كآبة حمل كآبة ظلم كآبة ولادة ونفـــاس ... شي كريه مرر زي العلقم حتى يوم أتذكر اللي عشته أكره فكرة الحمل والولادة مرة ثانية .....أول يوم رجعت فيه جلست في بيتي أرجف من البرد وعلي بطانتين وماتدفيني كنا بمثل هذا الجو خريف بس كان الجو علي مثل الجليد ...سمعت دقه على الباب لفتت أنتباهي على طـــول لأن من وقت طويل ماأحد دق بابنا ...بعد شوي دخل علي عمي بحافظة طعام وزمزمية يقول لقاها عند الباب .....
وعند هذه النقطة أجهشت بالبكاء :كان أكل شعبي وحليب .... حتى هذي اللحضة وبعد سنين أدعي للي أرسلته لي ...مع أني ماني عارفة من هي ولابغت أحد يعرفها ...سوته للأجر حتى لو هي شاكة فيني ....رحمتنـــــي ...يوم غيرها ظلمني ومارحم ضعفي وهواني وعجزي وأوغل بأيجاعي ...
أخذت عدت دقائق للتتمالك نفسها حين أكملت كان اليوم الثالث بعد طلوعنا من المستشفى يوم أنتبهت للوضع كان تزرق كل مارضعتها ...بالبداية توقعت من الجو والصدق أنا صح كنت أعتني بأخواني لما كانوا صغار بس كانوا يشربون حليب صناعي بالرضاعة فتوقعت أن الرضاعة الطبيعية تكون أصعب ومرهقة للطفــــــل ... بس عمي كانت نظرته غير شفت بعيونه الذعر شفت بعيونة الخيبة ... وكأنه عرف وش اللي بيصير قبل مايصير .....
توقفت لتدفن وجهها بين كفوفها :ماراح أقدر أكمل هذي اللحضة ماأقدر أحتاج أشرب شي يوخر العبرة اللي تخنقني ....
ميشو بشفقة :عزيزتي ليست مجبرة على أخبارنا ماذا حدث أذا كان يزعجك ....
هيونة وهي تأخذ كأس العصير الذي مدته لها سالي :لا محتاجة أتكلم الذكريات تساعدني ...تساعدني على أخذ قراري لازم أتذكرهذا الشعور هذي الخيبة هذا الألم اللي عشته لحالي عشان يشحني للأنتقام يشحني أخذ بحقــــي وحق بنتي.... يوم أركنا على جنب ومحد كلف عمره يسأل عنا أو يتذكرنا بمساعدة ....
عضت شفتها وهي ترتجف :رحنا للمستشفى أخذوها مني على طول وبدأو يفحصونها كنت نفاس مالي كم يوم والدة رجولي ماأقدر أوقف عليها ظهري بيتمزق وكنت أدور على رجولي مثل المجنونة ألحق وراهم طمنوني بنتي وش فيها أرجوكم تكلموا ردوا علي ....ماكان يهمني أي ألم أي تعب أو أرهاق بس أبغى بنتي تكون بخير ويرجعونها لحضنــي وبعد ساعات يمكن نص يوم أستقبلنا الطبيب بمكتبه بعد ماجفت حلوقنا من الركض وراهم وطاحت رجولنا بدون محد ينقل لنا الوضع الحقيقي كانوا حاطينها بالعناية بس سؤال واحد طرح علينا أكثر من مرة أي مستشفى طلعها وهي بهالوضع كيف أستلمتيها وهي تعاني كذا ... ونقل لنا الخبر .. الخبر اللي خلاني أفقد أخر تعقل كان فيني .. بنتك بنص قلب كان يقولها لي كذا بعد ماتعب من الشرح وأنا ماني فاهمة وكل اللي أردده بتعيش أو لااا ... اللحين أقدر أقولكم أسم المرض أبشركم حفظته الله لايبلي مسلم فيه ويشــــفي كل من أبتلاه الله فيه متلازمة ضمور البطين الأيسر ...تنهدت قالي :أن شريانه االأورطي مغلق عشان كذا الدم الغير مؤكسد والمؤكسد يختلطون ويكون الأكسجين ضعيف عندهاااا ..... سألته بنتي بتعيش كيف بتعالجونها هز كتوفه وكأني أشوفه قدامي اللحين وضعها صعب وحنا مانعالج حالتها راسلي مستشفيات تقدر تستقبلها ... حنا بنحافظ على حياتها وحتى هذا الشيء ماأقدر أوعدك فيه ... الأطفال مثلها غالباً المستشفيات مايستقبلونههم يستقبلون أطفال حظهم أكبر بالحياة ويعالجونهم حتى يظهرون بالأعلام ويشتهرون ...كان صريح حتى الألم ... كنت أشوفه وقح وكرهته حتى الموت ... لكن مع الوقت فهمت أن وقاحته كانت لمصلحتي وكان من أرحم الأطباء بذالك المستشفى فينا وساعدني أراسل المستشفيات يوم أنا ماعرفت أسوي هالشي ماخلى مستشفى ممكن يعالجها إلا راسلة عشاني ....كنا بالمستشفى يوم نبهوني أن بنتي مالها أسم .... وسميتها ...
سالي بتساؤل بعد أن صمتت طويلاً :وش سميتيها ..
هيونة بأبتسامة :فرح شهاب بدر مشعل .. كذا نطق أسمها الدكتور وهو يجاملني على جمال الأسم وأن شاءالله تكون كل أيامها فرح ... لكن وقف شوي وسألني بفضول وعيونه تحكي الكثير :بدر مشعل الجد ماهوالدكتور بدر مشعل اللي نعرفه صح ...
وقتها ناظرت فيه لفترة طويلة مثل اللي كانت بغيبوبة وصحت ..بدر جدها الدكتور ومستشفاه كل هذا ماطرى على بالي وقتها ولالحضة ...والله لو كنت أنا المريضة وحتى لوفيها موتي ماكنت بستنجد فيه ..لكن بنتي فرح كانت شي ثاني أساوي كرامتي بالأرض عشانها والمستحيل أفعله لخاطرها ...ماأن خبرته أنه فعلاً جدها لكن بينا خلاف وأني أبغى أرسل تقاريرها لمستشفاه حتى بادر بمراسلة المستشــفى ... أسبوع وماوصل أي رد كانت المستشفيات الثانية ترد رغم أنه دايم الرفض جوابهم لكن ماكانوا يتجاهلون .... وبنتي تأزمت حالتهااا وصارت سيئة لأبعد حد ...وقتها ماقدر أتحمل أكثر خرجتها من المستشفى على مسئوليتي ودفعت اللي وراي وقدامي حتى أسافر على طيارة للرياض .. قلت ساعتين ثلاث بدون مستشفى بتنجي منها ......
طرقات على الباب قبل أن ينفتح ويطل أوس من الباب :عمتي أنا جيت ... متى بنروح المطعم اللي وعدتينا فيه ....
تتبادل الأبتسامات مع الفتيات قبل أن يستأذنها للمغادرة ...
سالي وهي تقف وتضع هاتفها بحقيبتها:سرقتنا الذكريات والوقت تأخر ...ووراي بناتي عندهن أختبارات ...
ميشو :كالعادة لاجديد حين تبدأ الثرثرة تنسين كل شيء ...
ضحكت على مشاكساتهن ...وقفت تودعهن حين جاء ليسلم عليها ...
خلف (فتى الأنمي):مرحبا ... كيف حالك .. لقد أشتقت لسارا وباقي الرفاق لما لم يعودوا للعب معي ...
هيونة بضحكة :خبل أنت كبروا خلاص وش يبغون فيك إلا صدق أنت ليش ماتكبر ...
خلف يهز كتوفة بدون أهتمام : أنا عالق بهذا العمر كما البقية نحن محصوريين بهذة الرواية لانكبــر ..فقط أنتم من تمضي فيكم السنين ...
هيونة بتفهم :أيوة ياحليلك مسكين الناس تكبر وأنت مثل ماأنت ... يالله الله يعين كل مبتلى ...
خلف يلوح بيده بوداع ... يفاجئها أوس من الخلف وهو يقف على عكازية :هيونة مين هذا الولد الوسيم ليش مايلعب معنااا ...
هيونة بضحكة :الله يعين هالولد عليكم بتهبلون فيه جيل بعد جيل .... يالله تجهزوا وين آدم خلونا نروح لذا المطعم اللي أبلشتوني فيه طول الأسبوع ... إلا تعال أمك الشينة ماتقول عندي أخت زوج أمرها أسأل عنها أجيب معي صينة حلا وقهوة مثل البنات السنعات ..صح على طاري السنع أوووف كيف فاتتني ...أمشوا يالله بسرعة عساني ألحق ...
أوس يتقدم للخارج :أنا جاهز بنتظركم بالسيارة أمي تقول أرجع بدري عشان تدرس ...
هيونة بسخرية :سنعة أمك ماشاءالله عليها سنعة ..
بعد أن صعدوا جميعاً للسيارة طلبت من السائق أن يتوقف أمام أحد محلات الحلويات والمعجنات التي تديرها الأسر المنتجة ... لتنزل وتتنقى طلبها بنفسها ...
هيونة وهي تراقب الأصناف أمامها توجه كلامها للعامل المحل :ابي شي مايوضح أنه حق محل أبغاه كأني توي مسويته طازج ..
العامل بحماس :كلها شغل أسر منتجة وطازجة ...
هيونة بانزعاج :هيي أنا من أهل الكار لاتلعب علي أنا أسر منتجة طول عمري أبي شي جديد توه نازل أخلص علي وراي زوج أروح أفطره ....
بعد أن وجدت طلبها أخيراً عادت للسيارة وللفتية الذين لم يعلموا بعد أن مشوارهم قد ألغي ...
أوس بأنزعاج :هيا خلاص بيأذن المغرب أمي تقول تعال بدري ترانا مدارس ...
هيونة مشغولة بتخطيطها :آدم مو فاضية له سكته عني ...
وصلوا أخيراً للعنوان المقصود ...لتبدأ أعتراضات الفتية وأن هذا ليس المطعم المقصــود ... وتحت وعود لانهاية لها قرروا أن ينزلوا أخيراً معهااا ...
من جهة أخرى ..بدر كان قد أستدعا خالد وفيصل ليخبرهم بماحالت إليه الأمـــور ..
كانوا يجلسون حين دخلت عليهم بغنائمها تلك ...
هيونة تفقد شجاعتها للحضة حين رأت من كان معه ولكن تدفع نفسها دفع لتدخل وتجلس جواره تحت نظراتهم التي تكاد تحرقها ....
هيونة ترفع صوتها لتشجع نفسها :جبت فطورك ياحبيبي مسويته لك بيدين ثنتين ...إلا مرتك العجوز وينهاااا ...
ونست من أحضرت معها الذين ينظرون إليها بصدمة وكأن أول من نطق آدم :هيونة من هذا ...!!!!!
يأوس :ليه تقولين له حبيبي ...
هيونة التي أنزعجت من غبائهم الم تطلب منهم أن يصمتوا ويلحقوا بها ويوافقوها على كل شيء تطلبه منهم ...
هيونة بضحكة تتدارك الأمر :وجع آدم أوس وش فيكم هذا أبوكم أمداكم تنسونه تعالوا سلمو عليه ...
بدر الذي لايعلم يضحك منها أم يوبخها على غبائها :يابنت الحلال أجلسي أول شي ماني صايم اليوم الأحد شي ثاني ترى قايل أني ماخلفت منك ...
فيصل بحنق :ماشاءالله هذا الجيل الجديد ماتنقطعون ياذر فهد .....
هيونة بشهقة صدمة :بدر سكت ولدك خله يقول ماشاءالله بسم الله علينا ...وأنا اقول وش اللي ذبح أخوي أكيد عينك الله لايوفقك ماعندك عيال أنت أذكر الله عسى عينك ترجع عليك .....
بدر بتوبيخ يهمس لها :صكي فمك ماهو من مصلحتك تتهاوشين مع عيالي ترى نفوسهم طيبة عليك ....
وختم همسة بأبتسامة حين شاهد دخول أم فيصل التي شخصت عينيها بنظرة حادة وهي تتفحص الأطفال ...
هيونة بوقاحة :سلموا على جده هذولي أخواني ... أوس وآدم يجلسان جوارها ويلتصقان بها خوفاً من أم فيصل ....
أم فيصل تجلس بكبرياء :ماشاءالله توأم ...
آدم الذي يرتدي نظارة يرتبها فوق أنفه :لاا أنا أخو هيونة من أبوها ... أمي أندنوسية عشان كذا ملامحي أسيوية ..أوس ولد أخونا أنا وهيونة ووسيم طالع على جده أبوي فهد ...
فيصل بتساؤل :أنت أخو مروان ماشاءالله مازالت العلاقة مستمرة بين أبوك وأمك ...
هيونة تتدخل :أبوي وفــــي ماهو مثل بعض ناس اللي مالهم أول ولاتالي ...
فيصل بسخرية :والله ياهيا ودي أقول أنك تدقين فينا بس كالعادة هرجتك ماهي مفهمومة ماغيرتك السنين كالعادة كلامك مايطلع من راسك ...
هيونة بقهر حين لم تجد ماترد عليه فيه :بدرررر شوف ولدك ...
بدر بتوبيخ :فيصل كبر عقلك ...
خالد الذي نطق أخيراً وهو متوتر من هيا التي عادت للساحة بعد أن نسوها :عارف أن عقل مرتك صغير ...قالها ساخراً من الخبر الذي نقله إليهم وكأنه يشمل بصغر العقل الأثنين ....
يدخل عليهم أخيراً لتتصاعد دقات قلبها وتضغط على ذراع بدر الذي نست أنها تحتضنها يلقي السلام: السلام عليكم ..ماشاءالله متجمعين ... ويطبع على رأس والدته قبله ويتجاهل والده الذي تتعلق به تلك كالكوالا ....
أوس يهز ذراع هيونة ويهمس لها بصوت عالي يعتقد أنه غير مسموع :أنتي ليش ماسكة يد هالجد ...!!!
أدم بتوتر والأجواء لاتعجبه يشعر أنهم غير مرحب فيهم هنا وتلك الجدة تحدق بهم بعيون حادة لم يرى مثلها من قبل :هيا خلاص خلينا نرجع للبيت أصلاً مانبغى نروح المطعم حتى ....
هيونة توبخهم بصوت واطي :خلاص أنطموا ..ماأبي أسمع صوت أحد منكم ...
كان هناك حديث يجري بين الأبناء ووالدتهم لكن صوت أوس المنزعج يقاطعه :وبعدين خلاص فكي الجد هذا مين لاتقولين له حبيبي ..!!!!
هيونة :ياغبي كم مرة قلت لك زوجي ...
آدم بفضول:ليه كم زوج عندك أنتي الحرمة بس تتزوج واحد .....
هيونة الذي وقع قلبها للأرض تصمت فضحت لقد فضحت ....وأنتهى أمرها ...بعد كل هذا العناء...
أوس بأنفعال :لا ياغبي تتزوج مرتين أمي تزوجت أبوي وعمي ...
آدم :أبوك ماات ياغبي أنت ولانسيت ...
أوس :هيونة حازم مات ...!!!!
هيونة التي أصبح قلبها يظرب بقوة حتى لم تعد تسمع إلا نبضاته مسحت كفوف يديها المتعرقة وهي تلوم نفسها على ثرثرتها مع أطفال لايفقهون خطورة مايخرج من بين أفواههم : لا تطلقناااا ...
أوس :وش تطلقتم .
فيصل يتدخل لأحراج والده :ماشاءالله ماقلت لنا يالوالد مرتك مطلقة ..!!!..كم معها عيال ...!!
يتجاهل الأثنين الرد عليه ... ليقف بدر حين سمع مؤذن المغرب وهيا تنادية :حبيبي الفطور ....
خالد وقف ليلحق بالصلاة وهو يقول بشماتة :قلنا لك اليوم الأحد أنتي ماتفهمين حتى هالحسبة البسيطة ...
بعد أن خرج الأثنان أزالت نقابها وكأنه الفعل الطبيعي الذي تفعله بالعالم ...لكن من قال أن الأمر سيمر مرور الكرام ....
آدم :هيونة ليش شلتي نقابك فيه رجال ...
هيونة بذكائها الخارق:لاخلاص راحوا ..
أوس يشير بعكازة على شهاب الذي يهمس مع والدته بأمر ما :وهذا ...
هيونة وهي ترتب طرحتها على أكتافها :لاهذا عادي ولد زوجي ...
وبعدها أنتبهت على شيء ما حين خروج شهاب لصلاة ستبقى وحدها مع أم فيصل مما أثار رعبها ...وقفت وهي تضع طرحتها على رأسها :يالله أنا بروح ....
أم فيصل :أنثبري مكانك وهاتي هالأكياس اللي جبتيها وماذقنا وش فيها بدال ماتفتحين وتحطين لزوجك جالسة تناقرين عياله مثل البزران ....
هيونة بتكبر :لااا نادي الشغالة تفتحها أعرف هالحركات تبغين تتخدمين فيني ... وأردفت لتبتعد عنها :أبغى غرفة بصلي فيها ....
آدم :أنا بروح أصلي بالمسجد .....
هيونة تسحبه أمامها بعد أن اشارت لها أم فيصل على أحد الصالات المغلقة :أمش قدامي اليوم اللي تذكرت ربك ....
شهاب يربت على يد والدته :يمة متأكدة تقدرين تتحملينها ...
أم فيصل بثقة :روح وأنا أمك ألحق الصلاة لاتفوتك وخلني معها هذي ماتخوف دجاجة ....
شهاب يقف وهو يودع والدته قبل أن يخرج للصلاة ... لتصعد هي أيضاً لغرفتها لتصلي ....
هيونة بعد فرغت من صلاتها بدأت تدور بالطابق الأرضي وتفتش داخله :ماتغير شي توقعتها بتقلب بيتها فوق تحت يوم صحت هو نفسه ماتغير ثمان سنين حتى نفس الأثاث ......
آدم :أنتي جيتي هنا قبل ...
هيونة تدفع مع رأسه :طبعاً ياحبيبي أجل وش جالسة أسوي ....
لاحظت شخص ما يجلس بالصالة الداخلية أقتربت لتجدها جوانا :يوووه أنتي للحين عايشة ..ماطلقك فيصل ....
جوانا تشهق بصدمة :أنتي من فين طلعتي لي العمى بعينك ماأحسدك شو بدك فيني وبجوزي لتحكي هيك ....
هيونة تجلس بتكبر :يقولون حاط لفاطمة فيلا تركض فيها الخيل .....
جوانا بغيض :تئصدي تتنائز فيها الئرود ...
هيونة بنقد :وش ذا وش مسويه بنفسك أعوذ بالله جسمك منعدم شوفي كرشك كيف ناطه كل هذا من الولادات المتكررة يعني بتدبسينة اللحين شوفي وش سويتي بعمرك أكيد جسم فاطمة اللحين أحلى من جسمك .....
جوانا تكش بيدها :جسمي ماأحلاه وعين الحسود فيها عود ...هيا اطلعي من مرائي هلى مش فايئة لك ....
تدخل عليهم أم فيصل لتفز جوانا وترحب فيها :تئبريني مرة عمي ماأجملك ولاصبية بأول عمرها ...
هيونة بصوت عالي :منافقة ..!!!
أم فيصل بعد جلوسها :أجل تعرفتن على بعض ...
جوانا لهيا:صحيح أنتي شو بتعملي هون ...
هيونة وهي تضع قدم على الأخرى :جالسه في بيت زوجي ...
جوانا وهي تتذكرموقف سابق بينهما أسرت لها فيه أنها ستكون مرت عمها الجديدة لكن لم تصدقها حينها .. تتدارك نفسها :مرة عمي بحلفلك ماكنت عارفة ... مابصدئ عمي بيأخذز بنت متل هيك ...
هيا تلوح بيدها :بدأ النصب عيني عينك الله أكبر قبل ثلاث سنين تراكضين وراي :هيا تؤبيريني تعالي لتدربي البنات عندي شو أعمل خدعوني عاملاتي وأنسحبوا وعملوا مشروع تاني من وراية تستاهلين ماجاك .....
أوس يهز ذراعها :هيا من هذي ....
هيونة :هذي مايحتاج تعرفونها مالها أهمية أنسوها لاتتعبون عقولكم بناس زيادة عدد ....
جوانا بتساؤل :ماشاءالله خلفتي ... بعد لحضة تتدارك نفسه :العمى خلفتي من عمي !!!!
هيونة :صكي فمك لاتشرقين ماهو عيالي ماراح يشاركونكم بالورث لاتخافين ....
أم فيصل بغيض من سوء أدبها :بعيد الشر وبحزم :دامك جالسة معنا قدري الكلمة قبل تقولينهاااا ...
هيونة تعدل حجابها :أنا وش مجلسني معكم وين بدوووري حبيبي .....
أخذت تبحث عنه من صالة لمجلس لصالة أخرى حتى وجدت أبنائه لوحدهم يتناقشون بحدة وحين رأوها أحرقوها بنظراتهم ...
فيصل بأشارة من ذقنه :أبوي بالمكتب روحي تكلمي معه ورجاء لمرة وحدة بحياتك أسمعي الكلام ولاتتصرفين بتهور ....
هيونة وهي تحرك نظراتها بينه وبين شهاب لتترك المكان دون أن ترد عليه ...عن أي تهور يتحدث ماذا فعلت الآن ....
طرقات على باب مكتبة ليدعيها للدخول ...
بدر وهو منحني على مكتبة :أجلسي ياهيااا ...
هيونة بملل :وبعدين متى بتقوله طفشت من هذي اللعبة أنا صايرة أجلس مع أمه أكثر منه ..
بدر :أصلاً أنتي وش جابك اليوم .. هذا اللي بيصير كل ماجيتي دون ماأطلب منك ... وبدون تخطيط مني ...
هيونة :ليه غبية أنا بمشي على كلامك أصلاً عارفة بتورطني بشي بس أنا جالسه أستغلك ...
بدربتحذير :أستمري على تصرفاتك وبتخلينه يحمدالله أنه فقد ذاكرته وتزوج غيرك وتخلص منك ...
###
أستيقظت بفزع وهي تبحث عن أبنها ... أحتاجت عدة ثواني لتسوعب أين كانت نائمة لقد حل المساء تباً تباً كيف أرتاحت لهذة الدرجة حتى غرقت بالنوم لأكثر من12 ساعة ...وأين ذهب أيوب بحثت على الأرض ربما نزل يلهو ونام هناك لكن لايمكن هي أستغرقت كل هذا الوقت بالنوم لأنه لم يقوم بإيقاظها ...خرجت من الغرفة بعد أن أرتدت عبائتها وهي تنادي عليه ليأتيها راكضاً وخلفه فتاة صغيرة كان تلحق به وقفت بخجل حين رأتها ....بشاير وهي ضجرة من الموقف الذي وجدت نفسها فيه :تعال أنت هنا وش مطلعك من غيري ...ورفعت عينيها لطفلة :من أنتي ...
الطفلة ذات الأعوام التسعة :أنا روز ..أنتي أم بيبو ...
بشاير بأبتسامة مجاملة :ماشاءالله أسمك حلو وهذا أيوب مو بيبو بس مايعرف ينطق أسمه صح ...وين أمك ..
روز بسذاجة الأطفال :امي تسوي قهوة وبتجي تصحيك ...
بشاير تكتم ضحكتها :خلاص صحيت ..
روز تتأرجح بخجل :هي قالت كذا ..
بشاير :طيب أن بنتظرها بالغرفة بس وين الحمام.
روز أشارة للباب المقابل :وعادي فسخي عباتك أمي قالت للعيال لايجون هناا ...
خرجت بعد قليل لتجد صفية تجلس بالصالة معها صينية قهــوة ..
جلست لتعاتبها :كان صحيتيني والله متفشلة من نفسي بس تعودت مأصحى إلا على صياح أيوب ...
صفية تضحك :والله مادرينا إلا داخل علينا بالمقلط وحنا نتغدى وأبوي فتح له يدينة وجاء يركض ورمى نفسه عليه ومن وقتها لاصق فيه ...
بشورة بأحراج :شم ريحة الأكل البسة ...
صفية :حرام عليك يازينه ماشاءالله ...بس مايشبهك طالع على أهل أبوه شكله ...
بشورة دون أهتمام وهي تأخذ الفنجان الذي مدته عليها صفية:بس أخذ مني اللون ولا أبوة غامق ...إلا وينها خالتي ولاماتبي تشوف رقعة وجهي ...
صفية بأحراج فحقاً والدتها رفضت أن تقابل حتى بشاير ولاتريد رؤيتها أبداً وأخبرتهم أنها لن تخرجها من المنزل ولكن لاتريد الحديث معها أو رؤيتها رغم أنها لم تتجاهل أيوب بل لاعبته وهي تترحم على جدته :طيب دامك عارفة ليش هالسؤال المحرج ...
بشاير بضحكة وقحة :عشان ماتستحين وتحسبين أني ماني فاهمة ...
صفية بلوم :ماتعقلين مهما كبرتي ...
بشاير :عادي الحياة كذا حلوة ...إلا أقولك أنتي خلاص ماعاد أعرستي بعد المريض النفسي ...
صفية بتنهيدة ملل :ووش أبغى بالعرس والله الحمدلله كذا مرتاحة عندي بنتي وأمي وأبوي أبرهم وأخدمهم واحمد الله وأشكره ...
بشاير وهي تأخذ الزمزمية من يد صفية وتصب لنفسها :خلي البساط أحمدي يابنتي ... رضية ماشاءالله عليك ...
صفية بأحراج :الحمدلله طاعة وجتني لحد عندي ....
بشاير :إلا صدق ذيك السالفة قالتها لنا عائشة بس ماصدقناها ...
صفية بأستفهام :أي سالفة ...
بشاير :يوم سويتي نفسك مجنونة ...
صفية بضحكة أحراج :والله السالفة بأختصار أخذته بس عشان يتنازلون عن زاهد وعارفة أنه مريض نفسي وحاله بالحظيظ زوجته الأولى أبتلت فيه ويوم كشفت الموضوع كانت كد حملت وصبرت عشان ولدها وبعدين رجعوها أهلها له بالغصب وحملت بالثاني وبعدها مأدري وش صار وهجت من أهلها ومنه ومن عيالها وراحت لقريبه لها من بعيد لين أهلها أقتنعوا أنها ماتبية ... ويوم عرضوه علي عرفت أني بتورط بس قلت أصبر نفسي ومشيت الأمور لين تنازلوا وهم شارطين ماأطلب الطلاق قلت خلاص أخليه هو يطلقني وهو مسكين بس ماينتقابل لانظافة ولاشكل ولاكلام الله لايوريك النفس عيت تتحمله ... عاد بديت أهبل فيه من تحت لتحت وأسوي نفسي المجنونة عاد ضعيف هو صدق وعقله بغى يزل بالمرة لين طلقني وأرتحت ....
بشاير بأندماج مع قصتها :ماشاءالله والله طلعتي ذيبة عاد ماهو واضح عليك كنتي دجاجة أيام الدراسة ...
صفية :الدنيا تغير الواحد غصب ولا يعني أنتي اللي كنت فهلوانية إلا قريب كنتي وش زينك بس الله يعينك على بلواك ...
بشاير وهي تعبث بهاتفها:أقولك عاد أنا ياعمري بدقلي على كريم يوصلني لبيت هيونة وبكرة بجيب واحد يصلح باب بيتي ...
صفية :أقول بلا بيت هيونة بلا هياتة بهالليل أرجعي بيتك والباب أبوي جايب عامل ومصلحه ومفاتيحة موجودة عندي .....
بشاير بأحراج :والله صدق الله يجزاه خير ليه كلف على نفسه والله أنا كنت بدبر عمري وتعرفين أخوان هيا مايقصرون ...
صفية :مايقصرون بس خلاص خلصنا الموضوع ويالله مافيه إلا على بيتك وتراني بروح معك ...
بشاير بلهجة أستغراب :طيب حياك ياعمري ...
صفية :يالله بدق على مصعب يجهز السيارة وترى هذي أوامر أبوي ....
بشاير تقف لترتب حاجياتها بأستسلام لتعود لمنزلها وتبتعد عن هذا المكان ولوكان على طريقتهم ..حين تبقى في منزلها ستعود لتحكم بحياتها كما تشاء وليس كما يشاؤون ....
أنفتح الباب عليها بعنف مفاجيء لتلتفت وتجد أم زاهد خلفها ....ذعرت من دخولها المفاجيء ولكن تظاهرت بالعكس ..وأقتربت لتسلم عليها لكن تلك رفعت يدها بوجهها :ماتسلمين علي لين تسمعين اللي بقــوله ولا فكيني من شرك وأكفيني سلاماتك ...
بشورة :خير ياخالة وش جاك مني .....
أم زاهد بحرقة :شوفي يابنت الناس أخذتي ولدي ولاهو أخذتس وخربتوا حياة بعض وكل واحد أخذ من الدنيا اللي يكفية بكيفكم قلعتكم طريق ومشيتوه بس تخرب حياة ولدي الثاني عشانك لامعصـــــــي لحد هنا وبــس ...
بشاير بتوتر وهي لاتفهم إلا ماذا تسعى هذه العجوز الحانقة :ياخالة ماني فاهمة وش تبين أنا وش جاك مني ترى والله ماكنت ابي أجي لبيتكم ......
أم زاهد :اللي لازم تفهمينه أرجعي لزاهد ... أذا شاورتس عمتس بأحد غيره قولي لاااا ماأبي غير زاهد .....
تدخل بتلك اللحضة صفية وهي تقول بعتب :يمة الله يهديك وش سويتـــــــي ...
جلست العجوز على الأرض بطريقة صادمة لتجهش بالبكاء تحت أعين بشاير المصعوقة :تكفين يابنت الناس وخري عن ولدي لاتخربين حياته أرجعي للي كان زوجتس لاتخربين حياة الثاني وهو توه ولد بأول شبابة ...
صفية تنزل لوالدتها لتوقفها رغم ممانعة الأخيرة :يمة قومي لاتسوين بنفسك كذا والله ماهم دارين عنك تهينين نفسك وتذبحين نفسك وهم كلن لاهي بحياته ...
بشاير التي حقاً أشفقت على العجــوز أنحنت عليها تساعدها لتنهض :والله ياخالة ماأقرب من عيالتس وش أبي فيهم خلاص توبة ....
أم زاهد الباكية :ماهو مخليتس حالف إلا ترجعين للأول أو تأخذين الثاني تكفين وانا خالتس أرجعيله لو نفستس كارهه لتضيعين الثاني ماله ذنب بكل هذا خليني أفرح فيه مثل باقي الأمهــات ....
صفية بعتب :يمة ماتبي بالغصب هي وأبوي لازم يفهم هالنقطة ...وترى ماله كلمة عليها لاتخوفين نفسك على الفاضي ....
نعود للوراء فترة الظهيرة على سفرة الغداء ... جلس مجبراً من قبل والده أخبره أنه يجب أن يبقى معهم مثل كل أسبوع فهذا اليوم الوحيد الذي يستطيعون رؤيته فيه وتحت الضغط بقــى لم يكن يعلم الهدف الأساسي لبقائه ...
أبو زاهد وهو يتناول طعامة يوجه حديث مفاجيء لزاهد :تزوج أم أيوب ...
زاهد يشرق من صدمته :ومن قال أني أبغى أتزوج لاشكراً لاهي ولاغيرها طابت النفس ...
أبو زاهد دون جدال يوجه حديثه لمصعب :أنت خذها ...
مصعب ببرود :طيب على أمرك ...
ليدب التوتر على سفرة الطعام من جهة زاهد ووالدته ومن جهة أخرى أبو زاهد المصر على تزويجها من أبنائه ..مصعب مستسلم ..وصفية وعمار يشاهدان الموقف بتوتر ....
أم زاهد تنفض يدها من الطعام بعصبية :والله ماياأخذها مصعب لو فيها موتي بتضيعون ولدي ...وتحت دهشتهم من صيغة الجمع ألتفتت على زاهد بعصبية :ماهو أنت اللي أخذتها أول وذبحت نفسك عشانها أرجع ضفها اللحين لاتدخل ولدي بمصايبك وخرابك .....
زاهد بسخرية :خليه يأخذها يمكن تجوز له ...أنا خلاص مالي مع الحريم الحياة ... فكوني من شركم وترك سفرة الغداء خلفه وغادر المنزل بأكملة ...
ليجن جنون أم زاهد وتقضي يومها كله بالولوله والدعاء على بشاير تارة وزاهد تارة أخرى .....
###
يجلس بأرهاق أم التلفاز من جهة ينتظر عشائة ومن جهة أخرى يراقب أوس الذي بدأ حل واجباته للتو ...بسبب هيا التي أخذته معها طوال فترة المغرب ومابعد العشاء وحين أعادته دبت مشاجرة بين الأثنتان فوالدته تقول بأنها سبب لضياع وقته وهيا تخبرها لما لم يحل واجباته طوال فترة الظهر والعصر لو كانت حريصة عليه من الأصل لما تركته يخرج دون أن ينجزها ....
شعر بأقترابها فغير القناة بسرعة لأخرى تحتوي على مذيعة جميلة تكاد ترقص على الشاشة .... حين رأت مايشاهد زفرت بحنق وهي تضع الطعام على الطاولة الصغيرة بزاوية الصالة ....
سولاف :يالله العشاء جاهز ....
حمل نفسه لطاولة الطعام وجلس على الكرسي المقابل للتلفاز وأخذ يتناول طعامه وهو يشاهد ...
أوس بملل من الأصناف الموجودة على سفرة الطعام :عمي عادي نطلب بيتزاء ...
سولاف بغيض :ليه ماتأكل بيض مو أفيدلك من البيتزاء اللي بس تزيد وزنك وتخليك دب ...
أوس :ماأبغى بيض ولا مرتديلا ولاجبن ولازيتون تعبت منها كل يوم عشاء وفطور نفس الشي ....
معتزبحدة:تعشى أو قوم لاتسد نفسي ...
أوس يقف :بقوم أصلاً أكلت بالسيارة مع عمتي أيسكريم ....
سولاف :ايوة والله العالم وش من بلاوي مزططتك من وراي بس عناد فيني متى تتزوج وتفكني من شرها ...
معتز ببرود:بتصكين فمك عني ولا أطلع وأترك لك البيت ....
تصمت دون أن ترد حتى لأنه حتى لو قالت أنها ستصمت سيقف ليغادر المنزل كما فعلها عدت مرات من قبل ....
ويستمر هذا الوضع حتى يخلدون للنوم ..هو يتصرف بدكتاتورية لانهاية لها معهاااا ... أصمتي لاأريد أن أسمع صوتك ...اخرجي أريد أن أنام لوحدي تزعجني تقلباتك ... والكثير من الأوامر التي لاجادل فيها .... حتى أقل حقوقها أنجاب طفل آخر يمنعها منه أصبري حتى يصبح أوس في سن مناسب حتى لاتدخل الغيرة لقلبه ....
أنتهى
عاشقة ديرتها ...
|