كاتب الموضوع :
عاشقـة ديرتها
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: حبك خطيئة لاتغتفر/بقلمي
السابع والأربعون
كانت تجلس وبيدها جهازها النوت تكتب بمفكرتها حين فاجئها ألم مباغت أسفل بطنها تركت مابيدها وأسرعت لدوراة المياة وهي قلقة أن تكون هذه بوادر مخـاض ...
لم تنتبه على الشخص الذي دخل للغرفة فور مغادرتها لها كان يضعه هاتفه ومفاتيحة حين لمس بالخطأ جهازها وأوقعه حمله ليتأكد أنه لم يحلق به ضرر حين لفت أنتباهه البرنامج المفتوح داخلة ومايحتـوي من عبارات ..
**لقد سأمت هذه الحـياة التي بت أحياها ويأست من عودة الحب الذي كان بيننا لقد دمر هتلـر بدكتاتوريته كل عاطفة جميلة كانت بيننا .. أشعر أنه حان لي أن أبحث عن روح جديدة وبداية أخرى ...
أعترف أني أجيد كتابة البدايات في حياتي بكل مرة تتدمر فيها حياتي السابقة وحين أصل لحد اليأس والقنوط منها أعود مرة أخرى بشخصية أقوى أولد من رمــادي كطائر العنقــاء ....**
أغلق شاشة الجهاز وأعادة بسرعة لمكانه على المقعد حيث كان حين شعر بخطواتها تقترب.... دخلت لتتفاجيء على مايبدو بوجودة ولكنها لم توجه له أي حديث وتوجهت مباشرة لجهازها لتلتقطه وتأخذ مكان منزوي عنه وتعود لما كانت تفعله ...
أما بالنسبة له فكان مازال تحت تأثير الكلمات التي قرأها هل حقاً هي كتبت هذا أم كانت تقرأه لقد فاته أن يلتقط معرف من أضاف تلك العبـارات ... لقد جذبة المكتـوب بشدة ويتمنــى لو أستطاع قرائته حتى النهاية .. لو كانت هي من كتبته هل يعني هذا أنه هتلــر المقصـــود ..هل نست من كان المتسبب الأصلي بكل هذا ... تتعبه شخصيتها الجديدة التي تحمله كل خطأ يقع بحياتهم ..كانت جيدة قبل ذالك بشخصيتها المتفهمة المدارية له والتي أصابته بالملل حتى قرر أن يدخل بعض السخونة للحياتهم من خلال الفراق والبعد متوقعاً أزدياد اللهفة والشوق وأشتعال فتيل الحب مرة أخرى بشكل أقوى وأمتن لكن ماحصل عليه كان النقيض تمــــاماً ... وكأنه فتح صندق باندورا لتخرج عليه كل شرور العالم متشخصة بزوجتـــــه ...تملل بمكانة وحاول أن يشغل نفسه بأي شـيء فتح هاتفه وأخذ جولة على برامج التواصل لدية ولكن لاشيء يستطيع أن ينسية ماقرأه ...يريد أن يتم مابدأ بقرائته ويود أن يتأكد هل هي من كتبت ذالك أم غيرها وهي فقط كان تتصفح المكتوب..
وجد نفسه يحدثها رغم أنه لم يفعل منذ عودته يتجاهلها ويحاول أن يقلل جمل الخطاب بينهم للحد الأدني لقد نفذت خياراته بأساليب العقاب التي عليه أن يتخذها معها فهي لامجال لمواجهتها لأنها تنهار بسهولة وتلقي دوماً خطأها على الغير
ويشعر بأن أعصابها واهنة ولاتتحمل أي توبيخ أو مناقشة وهو لايستطيع أن يجازف بها وبولده في هذه المرحلة الحرجة من حملها ... لقد هجرها لشهرين ولم يرد على أي من أتصالاتها لتفاجئة بأنها حين خروجها من المستشـفى قد ذهبت لتبقى في منزل والده ليحتار كيف يصنف هذا هل هو تحدي له أم تشبث بحياتها معه أم وقاحة وسوء أدب بأستغفالها لعائلته التي لاتعلم بعد أنها المتسببة بالفضيحة الأخيرة التي طالت هيام ...
لم يستغرب أنها عاملته بنفس القدر من التجاهل لاتحادثه إلا حين يسألها عن أمر ما ..لايعلم من أين تجد القـوة لتحدية وهي التي فعلت فعلتها الكارثيـــة ... تنحنح ليجـلي صوته :فجــر روحي لمكتبــي وتلاقين بروفايل أسـود جيبيه لي ....
لقد شعر بتفاجئها من أمره المباغت لها ولكن وجدها تقف بأرهاق وصعوبة لتنفذ طلبه دون أن ترد عليه إلا بكلمة يتيمة :أن شاءالله ...
أسرع لمكان جلوسها ليلتقط جهازها النــوت لتفاجئه بعودتها بتلك اللحضة وتضبطة متلبساً بجريمته ...
حمله معه وعاد لمكان جلوسه ببرود ليناديها وحين أقتربت منه مده إليها وطلب منها بكل بجاحــة :أفتحيــه لي ...
وجدها تأخذه بهدؤو من يده قبل أن تفتحه وتعيده له وتخبره بكل ثقة :أذا قفل عليك وأنت جالس تفتش فيه ترى الباس تاريخ زواجنا أتمنــى تكون متذكرة ....عطني مفتاح مكتبــك عشان أجيب الملف اللي طلبته ...
خالد بدون أدنى تأنيب ضمير يبدأ بتفتيش جهازها ليبحث عن البرنامج الذي كان قد قرأ فيه تلك العبارات :كنت بصرفك ماعدت محتاجة تقدرين تجلسين ولاتسوين أي شي كنت بتسوينه ...
وجد أخيراً مطلبة أذاً كان ذالك برنامج الأنسـتقرام ..فتحه هاتفه ليضيف فيه الأكاونت المطــلوب كان ملك لها
أذاً هي من كتبت تلك العبارات ... كان عبارة عن حروف أنجليزية لامعنى لها ولكن حين تنطقها بالعربية تصبح العنقـاء ..أذاً هي تعتقد نفسها عنقــاء حقاً .. لنرى نهاية هذا الأمــر وماذا تخبأ من أفكار حانقة علية ولما تخطط من خلفه ...تظاهر بأنه يفتش حقاً جهازها بحث هنا وهناك قبل أن يغلقه ويتركه على الطاولة المجاورة له ...وقد لاحظ أختفائها من المكــان ...
***
كانت تعض أصابعهاً من شدة القلق مكالمتها مع بشاير لم تهدأها كم أعتقدت بل زادتها خوفاً لقد صورت لها الأمر بطريقة مرعبة ..شعرت أنها لن تستطيع أن تسير برأس مرفوعة بعد اليــوم وأن لاأحد سيصدق قصة حملها من زوجها وستكثر الأفتراءت عليها ...حدقت بالرسالة التي وصلتها بعد ذالك منها ... كانت تخبرها أن أفضل حل لوضعها أن تتخلص من هذا الحمــــل وشارت عليها بالبحث عن المساعدة من خلال نور وأنها بالتأكيد لديها خلطة ما لأسقاط الحمــل ... فهم متطورين بالأعشاب الطبية وربما تجد غايتها عندها ...سحبت شعرها للخلف حتى كادت تمزقة من جذورة ..تسقط حملها كيف ستتجرأ على ذالك .. هل ترتكب جريمة لتغطي على أخرى ... فاجئها دخول سارا المباغت :هيونة وش تســوين تعالي بنأكل ...
هيــونة تقف بأرهاق وتمسد عضلات ساقيها التي تشعر أنها تصلبت من طول فترة جلوسها التي لاتعلم كم أستمرت وهي
غافلة عن واقعها بأفكار تخلصها من مصيبتها :وش نأكل أي وقت صرنا ....
سارا بتكشيرة :نتعشى وش فيك هيونة صرتي مثل الدجاجة ماتفرقين بين الأوقات ...
هيونة بعدم أستيعاب: وش دجاجته ...
سارا توضح بأسهاب وهي تبعد شعرها المتطاير عن عينيها ومحيط وجهها :الدجاج مايفرق الوقت أذا طلع الصباح يبيض والشركات تفتح عليها أنوار قوية بالليل حتى تبيض مرة ثانية وتجيب بيضتين باليوم وهي المفروض بس تبيض مرة وحدة غشاشين هم ...
هيونة تكتم ضحكتها وتسألها بغباء :مين قالك هالكلم الخطير ...
سارا بحماس :عيد ويقول بيربي دجاج ويحط كشافات بالليل عشان تبيض مرتين باليوم ....
هيونه تدفعها أمامها لتوقفها أمام المرآة المثبته على الحائط وتبدأ بترتيب شعرها المنكوش بكل جهة وقد تخلص من الجديلة الذي كان من المفترض أن تكون تسريحتها ... رغم أعتراضاتها المتأففة أنها ستنام قريباً لما ترتب شعرها بهذا الوقت المتأخر :شوفي أذا تركتي شعرك كذا مثل القشعة ترى يمكن يدخل فيه صرصور وينام فيه ويجب عياله وسط شعرك ويصير بيتهم ...
سارا التي أقشعرت من الوصف المقزز:طيب روشيني عشان مايصير بشعري صرصور ...
هيونة تشد شعرها بنفاذ صبر :خليك مكانك بكرة تتروشين اللحين بتتعشين وتنامين ...
سارا مازالت تكشر من الوصف :طيب حطي خل عشان مايجي فيه صرصور ...
هيونة تشد شعرها مرة أخرى وهي عاجزة عن تفكيك شعرها المتشابك وكأنه أغصان شجرة :طيب بحط علبة الخل كلها بشعرك بس خليني أعرف أمشطة زي الناس اللحين ...
بعد أن أنجزت المهمة الصعبة أستطاعت تسريحة بطريقة جيدة وأنهت المهمة بصنع جديلتين تنتهيان على كتفيها ..فكرت أنها لو أنجبت فتاة تتمنى أن لاترث شعرها أو شعر سارا السيئان ...
خرجتا للصالة حيث سولاف ونور ينتظرونهم على سفرة الطعام لقد أصبح تناولهم لطعام على سفرتين بعد أن كانت واحدة لأن العم صلاح لايمكن أن يشاركهم الطعام بوجود نور وسولاف رغم أنه يغيب كثيراً عن الوجبات ويتناولها في بيوت معارفة من أهل الديرة ...
****
التصرف بتمرد وشجاعة مزيفة للأنتقام تصرف غير سيلم لأنه بعد أن ينسحب هرمون الأدرينالين الذي أرتفع بالجسم بشكل مفاجيئ وأمدك بهذة الشجاعة ستقع تحت تأنيب ضميـــرك طويلاً وستعيد الموقف آلاف المرات بدماغك وتتمنى لو فعلت ولو لم تفعل وماذا لو قلت ذاك ولم تقل هذا ... لقد كانت حمقاء متــهورة حين فكرت أن تتحدى نايف بفكرة الحج كانت تحت تأثير ماأخبرها والدها من تأجيلة لحفل زواج الرجال الذي كان مقرر قبل العيد ولم تكن المرة الأولى التي يتملص فيها من هذا الحفل فعل ذالك من قبل حيــن كان مقرر بعد عقد قرانهم بعدة أيام وكانت ذريعته أنه قد وعد عائلته بالسفر ولكن لم يفعل ذالك لم تسافر معه عائلته ولاكنه سافر وحيداً دليل دامغ على محاولته التهرب من هذا الزواج وتحويله للحقيقة ملموسة وأشهاره بين الناس .... لاتعلم كيف جرى ذالك الطلب على لسانها وكأنها لم تكــن هي بل لم تتوقف لتصحيح خطأها وجادلته للآخر نفس بالمكالمة ...لم تستطع التفكير بطريقة صحيحة ولاتستطيع أن تلوم نفسها على هذا أيضاً هو السبب تصرفاته تلك الليلة بالمستشفى التي لاتعلم كيف تصنفها لقد أرعبتها وكأنه يريد أن يجرب شيء ما معها قبل أن يحول الزواج للحقيقة ..يعتقد أنه سيستطيع أن يتهرب من هذا الزواج مازالا على بر الأمان ...كانت محقة حين طلبت منه أن ينفصلا مازالا على بر الأمان لكن ذاك التصرف الذي حدث منه بعد ذالك يمحي كل ماحدث قبله من حديث لايمكنه أن يفعل مافعله ويخرج من هذا الزواج بسهولة هي ليست رخيصة ليجربها بتلك الطريقة ويعتقد أنه سينجو بنفسه قبل أن يقع في فخها كما يعتقد ... لقد تعمدت أن توصل لأبيها أنها تحادثة بطريقة تصرفت وكأنها طبيعية وهو ساعدها بأتصاله بها ذالك الوقت ...لو فكر بعدها بالتهرب منها ستخبر أبيها أنه أختلى بها من قبل أجل ستفعل ذالك هي ليست صيد هين ... هي بالحقيقة لم تسعى إليه وحفظت نفسها كثيراً من تهورات الحب وجنون سطــوته وبهذة المرحلة المتقدمة التي وصلت إليها معه لن تتخلى عن بسهولة حتى لو كان هو من يريد ذالك ....
قاطع أفكارها العميقة صوت رسالة على برنامج الواتس أب أرتكبت حين وجدته المــرسل ...
عضت شفتيها بتردد قبل أن تفتحها وهي لاتعلم ماستحمله إليها .. فتحت الرسالة وأستغربت بداية المنشور لتحتاج عدة ثواني حتى تفهم أنها أعلان أحد حملات الحـــــج ...هل يتلاعب بها ...تباً ماذا فكرت أنه سيرسل إليها قصيدة غزلية أم رسالة حب ... قرأت المنشور بسرعة قبل أن ترسل إليه أنها جيدة ولابأس بها ولو جئنا للواقع فهي لم تتمعن بها بل حركت عينيها عليها فقط ...
رأت أسمه بالأعلى وتحته يكتب الآن..... توترت وعادت تعض شفتيها ماذا سيكتب أيضاً ... تخشى أن تتحمس كثيراً ويكون منشور آخر ...
Abo hoor: السلام عليكم ..ليه صاحية ماعندك دوام بكرة ...
حسناً هيا قد تحدث معكي وأنظري عن ماذا كان حديثة تحقيق وأستفسارات وغداً سيسألها متى خرجت ومتى ستعود لاأمل من هذا الرجل ردت عليه :وعليكم السلام ..أكيد عندي بس لسى مانعست عشان أنام ...
يعاود الكتابة ولم تتأمل هذه المرة كثيراً :وش رايك بالحملة اللي أرسلت لك ...
لم تفكر كثيراً قبل أن تطبع حروفها وهي تفكر كم تتمنى لو نامت ولم تصلها رسالته وتتأمل الكثير من خلفها :ممتازة ...
نايف :متأكدة ترى أذا حجزت مافيه تراجع ترى تعمدت تكون عادية عشان نجرب الحج الصدقي ...
هيام لم تهتم بما قاله لأنها ليست واثقة بعد أنها ستذهب للحج حقاً :طيب جزاك الله خير ...
لم يرد عليها بسرعة رغم أنها تراه بالأعلى متصل فكرة أن ترسل له تصبح على خير وتخرج من البرنامج لتتظاهر أنها نامت ....
خرجت من البرنامج لتنشغل بأي شيء على أمل أن ينهي هو هذه المحادثة التي أكتشفت فشلها بها ....
وصلتها رسالة مرة أخرى منه وكانت عبارة عن صورة تباً بالتأكيد سيكــون منشور آخر وجدت نفسها تضع وضع الطيران لهاتفها لقد سئمــت منه ولاتريد أن تفتح أي شـيء يرسله ربما تضعه أيضاً بقائمة البلوك ...
أطفئت أضائة غرفتها وأستلقت بضجر تحت لحافها لم يزر النعاس عينيها بعد ... تذكرت رسالته الأخيرة
تباً لن تفتحها لن تضعف بهذة السهـــولة هي متحمسة لأي شيء يرد منه وهو غير عابيء إلا بتطفيشها من الأقتراب منه ...
ضعفت أخيراً وقررت فتح الرسالة سحبت هاتفها بسرعة وفتحت محادثته لتتفاجئ بالوجة الذي ينظر إليها والعبارة تحتــــها .......
القذر ماذا يعني بتصــرفه هذا ... تتمنى لو يطاوعها قلبها وتنعته بأسوء الألقــــــــاب لما يرسل صورته لها هل يعتقد أنها مغرمة به لهذة الدرجة حتى تنام على تأمل صورته ...صحيح أنها تمنت لو كانت صورته بالبرنامج هي صورته الشخصية لتســرقها دون علمه لكن أن يرسل صورته لها ويطلب منها أن تحلـــــم به ..هذا يفـوق أحتمالها تباً للمتغطرس
المغرور الأحمــــق ستفعل كل شـيء بحياتها حتى تثبت له أنها لاتحبه وتلك الشائعة لا أساس لها بالواقع .....
****
يعترف أنه تصرف بصبيانيه بل تجاوز حدود الصبيانية لكن هي من حدته على ذالك ...لو كانت تعلم فقط شعوره حين أرسل لها ذالك المنشــور وردت عليه مباشرة لقد فز قلبه حين رأى أسمها أعلى الشاشة وتحته عبارة يكتب الآن .... لقد كان شعور صادم له لم يعتقد أنه متلهف للحديث معها لتلك الدرجة ولكن بما قابلته هي لقد كانت أشبه ماتكون بالجليد بردودها الروتينية لقد أطفئت حماسه وبردت شوقه حتى وجد نفسه يتصرف بتلك الطريقة الصبيانية ...يبدو أنها غضبت حتى أنها لم ترد على عبارته التي تمنى لها فيها أحلام سعيدة ....
كان قد نســى هاتفه بيده وسرح بأفكاره حين رآها غير متصله ,, وصله صوت رسالة من برنامج الـواتس بالتأكيد لن تكون هي ليغلق هاتفه فقط وينام ولكن قرر أن يتحقق ماذا لو أرسلت ولم يرد عليها ألن تنزعج أكثر ..ووجد نفسه هو من ينزعج من تفكيرة لما يهتم بمشاعرها لهذة الدرجــــــة ...
فتح الرسالة ليجد الرد الذي لم يكن يتوقع أقل منه هاهي صورتها تحتل شاشته ولكن أذا كان هو قد أرسل صورته بشكله العادي فهي بالتأكيد لم تفعل ذالك .. حسناً أنه يستحق هذا صورة لها بلبـــاس نوم تظهر الجزء الأعلى من صدرها وكتفيها وكأنها لم تتعمد ذالك وأبرزت شفتيها بقبله ونظراتها اللعـــــوب تحدق فيها مبــــــاشرة وشعرها أجل الجزء الذي لم يراه منها بعد يحيط بوجهها ولايلامس كتفيها بدأ حريري أسود يكاد يشعر بنعومته بين أنامله .... لقد بدت جميلة وأصغر بكثير من عمرها الحقيقي ملامحها تعطيها عمر أقل من منتصف العشرين ..... وغرق في صورتها لم يشعر بنفسه وهو يحللها بهذة الطريقة وكل تفكيرة أصبح يحوم حولها ...حتى أنه لم يرد عليها إلا بعد مضي فترة طويلة تعدت النصف ساعة ....
أرسل أيموجــــي مرهق وبجوار عبارة من وين بيجيني النوم اللحيـــــــن وأردف رداً على عبارتها بأحلام سعيدة التي كانت نكاية عن عباراته السابقة هو :لا أبشرك لاأحلام سعيدة ولاتعيسة لأن النوم ماراح يزور جفــــوني الليلة ....
تنهد وهو ينطوي تحت فراشة ويغلق الأضاءة بضغطة من زر جوارة ... يعترف اليوم هزمته أيضاً لايعلم هل هي حقاً تنتصر عليه بجهدها أم هو من بات يهوى الهزائمة منها ويسهلها لها ....
****
خرجت من المطبخ بعربية تدفعها أمامها بعد أن خلدت إلى النوم وردها أتصال منه يأمرها أن تجهز له عشاء دسم كما وصفة ...لقد أستيقظت كما عادتها مع أذان الفجر وأعدت له طعام الأفطار وبعد ذالك الغداء وأعتقدت أن مهمتها معه أنتهت بعد القهوة التي شربها على أستعجال الرابعة عصراً قبل أن يسرع لعمله ... تشعر بأرهاق شديد بعد أن زار النوم عينيها وأخيراً تستيقظ لتبدأ جولة جديدة بالمطبخ ...
كان تغطي نفسها بلباس صلاة لايكاد يخرج منها شيء حين صادفت بطريقها طراد العائد من الخارج ياللأحراج لقد تنحنح بصوت عالي وأبتعد عن طريقها دون كلام كما عادته ....
وصلت أخيراً للجناح الذي تقطن فيه بمنزل عائلة زوجها ...لتجده يسترخي على السرير ويحدق بهاتفه قبل أن ينزل برشاقه وبصوت حاد يعاتبها :وأخيراً مابغى هالعشاء يخلص ...
أخذت تصف الأطباق على طاولة الطعام المختصرة بنهاية الغرفة وهي تفكر كيف سينام بعد ذالك ورائحة الطعام عالقة بالغرفة إلا يشمئز من الأكل والنوم بنفس المكان ...
فيصل المنغمس بالطعام :أكلي وش فيك ....بعدين ليش لافة نفسك بهالشرشف خلاص نزليه ...
فاطمة المرهقة تزيح لباس الصلاة بتعب:تعشيت بدري وأصلاً ماأحب أكل ثقيل قبل لاأنام ....
فيصل يرفع كأس العصير الطازج الذي طلبة أيضاً :ماشاءالله عليك ودي أقولك روحي نامي بس للأسف ماأحب أقابل الأكل لحالي تحملي شوي وبتنامين ....
أردف حين لم يجد لديها رد :جهزي نفسك بكرة بنروح نتعشــي بمطعم ...
لم ترد فاطمة التي فاجئها بطلبة إلم تخبره قبل قليل أنها لاتحب أن تتعشى بشيء دسم وأمر آخر هي لم تذهب لمطعم من قبل وتخشــى أن تحــرج أمامة ولكن لاتستطيع أن ترفض طلبه أو بالأحرى أمره حتى لاتكون متزمتة ونكدية كما سيطلق عليها لو رفضت الذهاب معه للمطعم كما أخبرها في بداية زواجهم حين رفضت الذهاب معها للمقهــى للأحتساء القهــوة وكما لم يكرر ذاك الطلب بعد ذالك ....
من جهة أخرى فيصل المستمتع بطعامة كان يفكر أنه تصرف بطريقة عادلة حين أخبر فاطمة أنه سيتعشى غداً معها بالخارج ألم يفعل نفس الأمر اليوم مع جوانا وتباً كم تمنى لو لم يذهب فهو لم يستمتع حتى بلحضة واحدة بالمطعم التي أختارته وكان للمأكولات اليابانية وملك الطاولة كان السوشي الذي لايحبذ تناوله ولايعلم حتى كيف يستمتع الآخرين بأكله ... حسناً ليكون منصف لقد أستمتع قليلاً بالغزل معها ومايليه من مقبلات لكن هذا كان يوم فاطمة ويعلم دواعي جوانا لفعل ذالك فقط لتخريب ليلة ضرتها لذالك لقد أنسحب بالوقت المناسب وصدمها بردة فعله حين عادت للمنزل وحيدة وعاد هو لأستكمال مناوبته ...
فاطمة كهبة بهذة الحالة فهو حين طلب منها أن تعد له عشاء متأخر لم تجادلة حتى لو كانت أمراءة أخرى لوجدت ألف حجة للتلافي أن تستيقظ من نومها لتدخل المطبخ وتعد له طعام بأمكانة الحصول عليه من أي مطعم .. وأيضاً لو كانت أمراءة أخرى وعلمت أنه ذهب بيومها ليتعشى مع ضرتها في مطعم فالله وحده العالم ماذا ستكون ردة فعلها لكن فاطمة يعلم أن ردة فعلها ستكون طبيعية وأقرب للنقاء والعفوية كما أعتاد أن يرى منها ...
نظر إليها وهي تقاوم النوم جالسة ليشعر برحمة تغمر قلبه عليها كان قد فرغ من طعامة وقف ليتقرب منها ويطبع قبله على جبينها وهو يهمس لها :يعطيك العافية ياروحي ماقصرتي والله أنك أصيلة ونادرة ....
وتركها خلفه ليغتسل ويستعد للنوم رغم أن شيطانه أخبر أن لايفعل ذالك يجب عليه أن لايوضح تقديرة لتصرفها حتى لاتبدأ بالتعنت والتغــــــلي وتصبح كغيرها فهذا ديدن النــساء لكن ضميرة أخبره أن يشكرها كما تستحق ....
****
أنهى أتصال ورده من والده يؤكد عليه أن يستمر بذهاب لطبيبه النفسي الذي يحصل عنده على جلسات أستشارة ...بات يكره الذهاب لتلك المواعيد رغم أنه هذه الجلسات ساعدته في البداية لكن يشعر الآن أنه أصبح بحالة جيدة وليس بحاجة إليها ...أسرع خطاه على السلالم قبل أن يستقل المصعد لينزله لسيارته بالكراج أسفل عمارته وينطلق بها مراعياً قوانين القيادة هنا فهو ليس بالسعـــودية ....قام برتيب شعره الذي قد غير تصفيفته يوم أمس لقد أصبح أقصر كثيراً كما يليق به ... وصل أخيراً إلى جامعته وبعد أن صف سيارته التي لفتت أنظار من حوله أرتداء نظارته الشمسية ونزل وبنفس الوقت كان يحمل كتابة وملفاته لمحاضرته القادمة ....دخل للقاعة المطــــلوبة بحث بعينية عنها وحين وجدها أخيراً تقدم للمقاعد الفارغة أمامها وجلس تحت نظرات أمجد وبعض الرفاق الذين أشاروا له بأيديهم لينضم إليهم ولكنه تجاهلهم وأختار ذاك المقعد وأستقر فيه ...وصلته رساله على أحد برامج التواصل كان من أمجد وسطر فيها أبشع الألفاظ رد عليه بألفاظ مشابهه ساخراً منه .... أجل ليس هو من يخسر رهاناته ...الفتاة حقاً لاتعنية وغير مهتم بها ولكن الشعور بالنشوة يتعاظم داخلة حين يفكر أنه سيلفت أنتباهها وسيربح الرهان ...الأمر الذي يغرية حقاً الفوز بالرهان ...يحب لذة الفوز والأنتصار على غيرة بكافة أمور الحياة حتى لو وصل الموضوع للنســـاء ...
والده بأتصال اليوم كعادته وصاه أن يركز على دراسته ومستقبلة ويحافظ على صلاته ويبتعد عن الجنس الآخر كما يسميه ولكنه لايهتم بالتأكيد كل أب سيوصي أبنه بذالك .. فاتن هي الأخرى حذرته من العبث مع الفتيــات وأخبرته أنه ماأن تعود للوطن حتى تبحث عن أجمل الفتيــــات وتخطبها له وكأن أقصـى طمـوحاته هو الزواج وتكــوين أســــرة ...
الخال سليمان يعتبر أمر آخر فهو أخبره أذا كان لايستطيع الصــبر بالغربة عليه أن يتزوج زواج مؤقت وحبذ لو كان فتاة أمريكية ليحصل على الجنسية بعد ذالك ...يشك أن ذالك الخــال طبيعي بالتأكيد قد جــرب هذا النوع من العبــث ويريد أن يورطة به تباً ماذا لو فعل ذالك ونتج عنه طفــل من سيتورط به....
أنقطعت أفكاره حين لاحظ أن المحاضر بدأ يطرح بعض الأسئلة على الطلاب حدق بالرسمة التي كان يخربشها أسفل دفتر ملاحظاته وتعجب منها وضع علامة أكس عليها وفتح صفحــة جديدة ليسجل ملاحظاته فيها...
****
كان يجلس مع بعض زملائة في أحد المقاهي ..حين فتح برنامج الأنستقرام وأخذ يتصفح حسابها رغم أنه حفظ 54 بوست المضافة فيه والتعليقات تحتها ....بحث بسرعة عن أحد البــوستات الذي لايستطيع تصنيف شعوره الحقيقي حين يقرأه كم يتمنى لو تكون مجرد ثرثرات لاتعبر عنها يخيفة جداً ماكتبت ويرجح ماأخبرته فيه فاتن من قبل وأنها تحتاج للأستشارات نفسية ....وأمر آخر يخفية ولايريد تذكرة وهو التسجيل الصوتي الذي أرسلته أختها له وكانت تشتكي فيه فجر منه ومن حياتها لقد اعتقد وقتها أنها قد مثلت كل ذالك وعلى أتفاق مع أختها ولكن ماتكتبه في حسابها يخيفه ويجعله يعيد حساباته بالتفكير بحالتها النفسية وهل وقع بفخ كبير حين أرتبط بها ....عاد يقرأ عباراتها التي سطرتها تحت صورة فتاة تمسك بيدها قناع يغطي وجهها :
((أشعر بأن لا وجه حقيقي لي فأنا كل فترة أنزع قناع لأرتدي آخر وبينهما لونظرت لنفسي بالمرآة أشعر أني سأجد وجه مموه لاملامح فيه ينظر إلي ... تغيري لشخصيتي
أشبه مايكون بأزالة زينة وجهي آخر النهار أونزعي للباس وأرتداء آخر لايشبهه مختلف بألوانه وقياساته.... أتقمص شخصيات الأخرين الأناس الطبيعيين الذين يسيرون حياتهم بأرادتهم بعكسي التي اسير على خطأ غيري..
لقد فقدت هويتي الحقيقية أثناء محاولتي الحصول على حياة ناجحة أنا من الداخل فارغة.. أحب انه أشبه أي شخص ناجح لو رأيت طبيبة ناجحة لأردت أن أكون هي وبعد أن أسلك ذاك الطريق المتعب ..سأغبط ربة منزل ناجحة على حياتها وسأقطع طريقي الأول وألتحق بخطاها ... أحيان أعجب بشخصيات غير سوية بمجتمعي وأجد نفسي أتلهف لأكون مكانهم ... كنت يوماً أنا بعفويتي بنقاء بصيرتي.. لكن ضاعت تلك الشخصية تحت عشرات الشخصيات الوهمية التي تقمصتها في سبيل البحث عن أنا ناجحة ..))
هل حقاً هذه حقيقتها هل ترى نفسها هكذا أم مجرد ثرثرات وتخيلات كما يفعل الكثيرون يصفون أشياء لمجرد المتعه ولاتعبر عنهم أبداً .... لو كانت كما وصفت نفسها يشعر أنه سيعاني كثيراً في سبيل أصلاحها .. لم تكن هكذا حين عرفها كطالبته بالتأكيد ليست هكذا كانت تبدو أو بالأحرى رائها كفتاة مكافحة كانت فتاة مجتهدة رغم كونها متواضعة القدرات ...لكن كفاحها أبهره حين يصحح واجباتها أو الأختبارات كان يجلس وقت طويل يحدق بأجابتها التي أنها حين خطتها كانت تفعل كل مابيدها حتى لو كانت لاتعرف الأجابة الصحيحة رغم أنه يكره أن يضع الطالب أي أجابة لملء الفراغ لكنه دائماً يجد أجاباتها وواجباتها غريبة ومتميزة بالنسبه له كان يتخيلها تشد على أسنانها من أجل الحصول على أجابة حتى لو غير صحيحة ولكن تكون مقاربه لصواب ... مماجعله يتخيلها شـيء لايشبه ماوجده على الطبيعة ... تنهد حتى أن بعض الزملاء من حوله سخروا من تنهيدته أستئذن منهم بأبتسامة معتذرة يشعر أنه يريد البقاء وحيداً بأفكاره حول شريكة حياته أجل هيا الشريكة التي أختارها بكل رغبته لقد أحبها حقاً أحب شيء متميز رآه فيها ولكن أن يصدم الآن بأن كل ماتفعله هي مجرد مسرحيات تستعرض فيها مرضها النفسي ...بالتأكيد مرض نفسي أو أي مصطلح علمي يمكنه أن يطلق على حالتها ...أن تتظاهر بشخصية ليست لها وتستنسخ تصرفات غيرها وتعيشها بالتأكيد هذا يعبر عن جنونها لايجد تعبير آخر يصف حالتها ... كيف يمكن لشخص يتصرف هكذا أن يكون سوي عقـــلياً ...
قلقه يتفاقم كلما تعمق بالتفكير بحالتها هل ستنجب طفله وتربية وهي بهذة الحــالة ... يشعر بالتشتت والقلق من المستقبل هو يخاف عليها ومنها بنفس الكيفية ...
****
تقلب المنيو بين يديها وتفكر هل سيحتوي هذا المنيو على الطبق التي تنوي طلبه ... توقفت عن تعقيد نفسها وأخبرته بصـوت عالي ماتريد :باستا سي فود .... فيصل الذي يقلب هو الآخر المنيو بين يديه :هلااا ...
فاطمة بصوت مرتجف :أقول أبغى مكرونة سي فود ...
فيصل مازال يتأمل منيو المطعم الذي أختاره على ذوقة :طيب وش ثاني ...
فاطمة التي شعرت بالراحة قليلاً يبدو أنها لم تخفق بالطلب وقالته كما حفظتها زينب أرتكبت وهي تقـول :لا بس يكفي ...
فيصل يغلق المنيو أخيراً:طيب وش رايك أطلب لك شوربة بالكريما المطعم هذا يتقنونها ويمكن تتعلمينها وتسوين لنا بالبيت مثلها ...
فاطمة تهز رأسها بنعم بأستســلام وهي تخـشي ماستتذوقه فذوقها صعب قليلاً وتشمئز من الأطعمة التي لم تجــربها من قبـل ...
تحدثوا قليلاً قبل أن تصل طلباتهم وصمتوا أكثر وأنشغل فيصل عنها بهاتفه فأي مواضيع مشتركة سيتحدثون فيها ...فقط سألها عن عائلتها وأن كانت أتصلت بهم اليوم ... وردت عليه أنها فعلت وأخبرته بأمر طلاق أخيــها ...ورأت على وجهه علامات الأنزعاج خصوصاً حين علم بالمدة التي أستمرها زواجه وأخبرها أنه تهور وكان عصبي قليلاً قبل أن يتجاهلها وينشغل بهاتفه ....
وصلت طلباتهم أخيراً تذوقت القليل من الشوربة ووجدت طعمها مستساغ لها وتشبه شيء صنعته صفية من قبل ولكن لم تستسيغه هي واليوم تشكر صفية على أنها جعلتها تتذوق هذا الطبق من قبل حتى لاتبصقة الآن أول مايدخل فمها كما فعلت سابقاً ... أخذت وقتها بتناول الشــوربة ... حتى كادت تفرغ فجلست تحدق بطبقها الأخر والقلق بان على ملامحها دون أن تدرك وهذا ماجذب أنتباه فيصل لها فسألها بتعجب :وش فيك ماعجبك طلبك؟؟؟؟مو مثل مابغيتيه أناديهم يرجعونه تطلبين شــــي غيره...
فاطمة بسرعة ترفض من الأفضل أن تتناول ماطلبت قبل أن تقع بفخ آخر مع طبق لاتعرف محتوياته :لاا عاجبتني المكرونة للحين ماذقتها ....
من جهة آخرى كان فيصل مستمتع بطعامة ولكنه يستغرب بعض المشاعر التي تظهر على وجه فاطمة يبدو أنها لم تستسغ طلباتها ربما جربتها بمكان آخر وكانت بطريقة ألذ أو هي صنعتها فكانت أكثر تميز وألطف من طعام المطعم ..وإلا لايعلم ماهي علتها ...
بدأت بتناول المكرونة التي وجدتها لابأس فيها ولكن لم تتعجل بأنهائها قبل أن تشعر أنها تختنق ..مدت يدها للمشروب الغازي الذي طلبته وشربت بعضه قبل أن تخرج من فمها وينتثر بكل مكان هي تختنق حرفياً ....
فيصل المصدوم من الذي يحدث معها قفز من مكانه لها وهو حائر لايعلم مالذي تعاني منه حاول أن يكتشف علتها ...
فيصل يقف على رأسها تقريباً :فاطمة بشويش تنفسي لاتكتمين نفسك وش تحسين فيه ...
فاطمة بصوت لايكاد يخرج :ماااني قاادرة أتنننفس فيه شي يخنقني ...
فيصل بسرعة بديهة :أنتي تتحسسين من شيء معين يمكن عندك مشكلة مع المأكولات البحرية تسبب لك حساسية هي ....
فاطمة التي تشفط كمية هواء كبيرة ولاتكفيها :ماأدري ماعندي حساسيه ...
فيصل يتلمس حنجرتها بعد أن أزال طرحتها عنها :تذكري متى آخر مرة أكلتي مأكولات بحرية ....
فاطمة بأرهاق :وش مأكولات بحرية ماأكلتها أنا ...
فيصل بصدمة :وهذا اللي تأكلينه وش يابنت الحلال ... صمت قليلاً ليستدرك :أنتي أول مرة تأكلين هالطبق ...
فاطمة بأحراج ومازالت تعاني مع التنفس :لادايم أكله ...
فيصل بشك سيكمل أستجوابها بسيارة هم بحاجة للذهاب للمستشفى بأسرع وقت :قومي قومي أنتي لازمك مستشــفى ....
فاطمة تلف طرحتها بأرهاق وترتدي نقابها :لامايحتاج بروح البيت أرتاح ...
يسحبها من يدها خلفه وهي تسير بتعب يحاسب سريعاً ويخرجان للسـيارة ..كان يشعر أنها تعاني تحت نقابها ماأن صعدوا للسيارة حتى أزاحة ...
فاطمة بتعب تمسك بيده حتى تمنعه ولكن ينزعه بقوة :حرام عليك ...
فيصل يحرك السيارة :لاتغطين وجهك خلي لك فرصة تتنفسين اللحين بنوصل المستشفى أكيد عندك حساسية من اللي أكلتيه لازم تأخذين أبرة عن الحســاسية ....
فاطمة تستسلم تحت تعبها وهي تفكر هل تدعي على زينب التي لم تختار لها إلا طبق تتحسس منه أم تدعي على نفسها وغبائها ولهفتها على الظهور بمظهر جيد أمام فيصل المثقف حتى تقع بورطة أعمق ثمنها صحتها ...بدأت تشعر بحكة شديدة بجسدها ...لم تفكر كثيراً وهي تبدأ بحك يديها حتى كادت تدميها جسدها بأكمله تشعر أنه يشتعل ....
فيصل يتأفف بصوت عالي من شدة توتره من زحمة الطريق التي تعيقة عن أقرب مستشــفى كان يظرب على المقــود وهو يقول غاضباً:أوف أوف ...وين كان عقلك يوم تطلبين شي ماتعودتي تأكلينه اللحين لو متـي علي وش أسوي دكتــور وماقدرت أنقذ زوجتــي ..عمرك وصل الأربعين وماتدرين أن عندك حساسية من المأكولات البحرية وش كنتي تأكلين طــول عمرك ...لكن هذي غلطتي أستاهل مسوي بعدل لو أخذك مطعم شعبي وطالب لك مثــلوثة أحسن لي ...
والكثير الكثير من التأنيب لنفســه ولها حتى شعرت أنها تود أن تمــوت وترتاح بعد كل هذه الأهانات التي تلقتها منه
كيف يمكن للأنسان يحتــوي صدره على قلب ينبض أن يهين غيرة بهذة القــسوة والقبـاحة .. لم تعش هذا النوع
من قلة التقدير من قبل حتى معه لم يتجاوز حدوده لهذة الدرجة من قبل وحدث ماكنت تقلق منه وفعلت كل شيء حتى لاتقع فيه وتعيشه هذا النوع من الأهانات والتقليل من شأنها وكأنها لاتعرف ماينقصها أمامه تعلم جيداً الفروقات بينهما ولم يكن يحتاج هذه الطريقة حتى يخبرها فيها ...
كان تنطوي على نفسها وهي تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها تتمنى لو تدخل غيبوبة ولاتصحـــى منها لاتستطيع ان تواجهه بعد هذا لايمكنها أن تبقـى معه وترفع رأسها بوجوده وهو الذي أفضى بكل مافي قلبه أتجاهها وتقيء كل نفوره
وأستصغاره لها بوجهها وعلى مسمع منها ...
*****
السابع من ذي الحجة ... لقد صعدت قبل قليل إلى الحافلة التي ستقلهم إلى مكــــــة ... أجل ستتنقل بحافلة من الرياض إلى مكة لأن الدكتور نايف الزاهد أراد أن يحج بتواضع ويعيش أجواء الحج الحقيقية وترك جميع الحملات الراقية والتي توفر تنقل بالطيـــران وأختار من الحملات متوسطة المستوى ليتنقلوا خلالها بالحافلات .... لقد أعتقد أنها ستتخلى عن مرافقته لو فعل ذالك لكنها كانت قد عزمت أمرها لو تخلــت عن الحج معه شبه تخلـــي عن الحياة معه للأبد ... ستعلمه كيف يتحمل مسئوليتها ويجعلها من ضمن عائلته رغماً عنه ..ليس وحده الذي لم يصدق أنها عازمة حقاً على الذهاب للحج معه والدها وأخوتها صعقــوا من تصـرفها ... وحاول فيصل أن يمنعها من الذهاب معه قبل أن يتزوجــا حقاً وماذا سيقـول الناس عنهم ولكنها أصرت على رأيها وكانت قوية بمواجهتهم وللحسن الحظ كان لديها حجة قوية فهي العام الماضي والذي يسبقة طلبت منهم أن يحرموا لها بالحج ولكن تعللوا بوظائفهم ومشاغل الحياة .... حسناً لحسن حظها أنهم كانوا قد فعلوا ذالك وإلا لم أستطاعت الذهاب هذا العام ومع نــايف .. سبحان الله هل كانت تتوقع أن يحدث هذا ولا حتى بأسعد أحلامها رأت ذالك ..ربما هذا نتائج دعواتها بعرفة الماضية بأن تحج هذا العام وغيرها من الدعـــــوات هل دعت أن يكون نايف رفيقها لاتعتقد لقد كانت تخجل حتى أن تدعوا أن يكون زوجها ...
أفكارها خففت عليها قليلاً من التشنج الذي أصابها باليومين الماضيين والحنق الذي شعرته أتجاهه ...تنهدت بتعب عليها أن تحسن نيتها فهي ذاهبة للحج تخشى أن تمننها بالذهاب بالحافلة يفسد حجتها ...أجل ستتوقف عن ذالك لقد أختار الله لها أن تحج بهذة الطريقة.. لتفكر بألاف الحجاج من أصقاع الأرض الذين يأتون بوسائل مختلفة والله وحدة يعلم كم عانوا حتى يصلــوا مكــة وكم أدخروا حتى يتحملوا تكاليف الحج وهي تجلس مرتاحة في حافلة مكفية وتتندم على عدم توفر رفاهية تنقل أخرى ....
وصلتها رسالة واتس منه يسألها كيف الأجواء عندها ... أخبرته بأيموجي مبتسم أنها جيدة وأضافة عبارة جزاك الله خير ... لاتعلم لما فعلت ذالك ربما المصارحة مع نفسها التي قضتها بالدقائق الماضية دفعتها لفعل ذالك ...
سرحت بأفكارها حتى تشك أنها قد نامت قليلاً قبل أن تشعر بوخزة على كتفها أكتشفت أنها من المراءة التي تجلس جوارها ...
سألتها بأستفهام :خير أختي تبغين شــي ...
المراءة بصوت مخنوق :لا بس أبي أسولف معك عشان يقصر الطريق ...
هيام التي أضمرت بداخلها الأستياء أجابتها :أستغفري وسبحي ويقصر الطريق ..
المراءة المصرة على الحديث معها :مع من جاية للحج ..؟؟
هيام لأنها لاتريد أن يتفرع الحديث أصمتتها بقولها :جاية مع أبوي وأخواني ...
شهقت المراءة جوارها لتسألها بأستفهام :مو أنتي هيام ...
هيام بتعجب :من أنتي ...
تفاجئها المراءة بظربة عنيفة نوعاً ما على كتفها :يلعن أبليسك أحسب غلطت بحرمة ثانية ...
هيام تمسك كتفها بألم والدهشة تصيبها من هذه المراءة التي تعرفها وبدأت تشك بعمرها هل يعقل أن أمراءة ناضجة تظربها بهذة الطريقة وكأنها مراهقة:أنتي مين ترى أسلوبك ماهو حلــو أبد ..
الفتاة جوارها تكــشف وجهها وتبتسم :أنا صبا ياخالة وشد دعوى ماعرفتيني ....!!!
هيام تتأمل وجه الفتاة المألوف لديها ولكن عقلها لم يستطيع أن يخبرها بأسمها وأين شاهدتها من قبل :والله ماعرفتك أي صبا ...
الفتاة تتأفف بأنزعاج :وأنا اللي أقول خالتي هيام حبوبة وبتعرفني على طول وش دعوى مسرع نسيتيني أنا صبا نايف بنت زوجك ياخالتي ...
وختمت كلمتها الأخيرة بتكشيرة على هيئة أبتسامة ....
هيام بصدمة عقلها لم يرد أن يفهم من البداية رغم أنها نادتها خالة ألف مرة وكانت الكلمة لاتشبه المجاملة أبداً بل كأنها تلقيها بوجهها وتعايرها ...مالذي تفعله هذه هنااا كلا لايمكن :هلا صبا وشلونك بس وش تسوين هنا وين أمك ؟؟؟!!
صبا تنفجر بضحكة لم تستطيع كبحها :والله أنتي فلة ياخالة من صدقك تسأليني عن أمي وش تسوي معنا تبغين تحول الحج لمذبحة ..بس بالله وش رايك بالحملة ترى أختيــاري ...
هيام بهدوؤ تتمالك أعصابها :صبا حبيبتي أنتي اللحين جاية لحالك يعني بدون أمك وأختك ...
صبا تبرز كتفيها العريضتين :وش قصدك يعني بزر لازم أحج مع أمي تراني مرة بالغة والحج واجب علي لاتخافين أعرف أدبر راسي لاتشيلين همي ياخالتي الحنونة ....
صمتت هيام وهي تفكر أي حج سيكـون مع هذه المراهقة لقد أخطأت يانايف حين أصطحبتها لقد أرتكبت أكبر خطأ يرتكبه عــاقل كنت سأغفرلك أي شـيء إلا هذا كلما مديت حبـل للوصل قطعته ولكن أن تدخل بناتك وعائلتك بيننا هذا لايمكـــــن أن أغفره ....
*****
خرجت من منزلهم قريب الغروب وهي تتلحف بعبائة وضعتها على رأسها لتخفــي هويتها وحتى لاتتميز عن غيرها بعبائة الكتف التي كانت ترتديها ... بحثت عن المنزل الذي أصبحت تعرفه جيداً بالأونة الأخيرة من كثر مادخلت إليه وتراجعت باللحضة الأخيرة ...
طرقت على الباب الحديدي المتهالك ودخلت وهي تنادي :خالة ياخالة أم مضحـــي ...
سمعت صوت مكتوم من داخل المنزل يدعوها أن تدخل ...دخلت وهي تسلم من بعيد :كيفك ياخالة اليـــــــوم ...
أم مضحي العجوز تجلس بفراشها تكح بتعب :بخير من الله يارب لك الحمد ...
نزلت مافي يدها أم العجــوز :هذا فطورك ياخالة ...
العجوز تدعي لها بصوت مرتفع :الله يجزاك خير ياوليدي بس لاتعبين عمرتس الأجاويد مايخلوني ...
جلست بعيد عنها حتى لاتشتم رائحتها وتعرف من هي وكانت قد غيرت حتى طريقة كلامها حتى لاتميزها العجوز النبيهة :بسألتس ياخالة ...
العجــوز تسبح بصوت عالي :أسألي وأنا أمتس ...
هيونة بتردد :أنا ربي بلاني بمصيبة وجاية أشاورتس فيها ...
العجــوز تحوقل :الله يبعد عن المصايب وش جاتس وأنا أمتس ...
هيــونة وقلقها يتضاعف وشعرت العرق يتصبب منها هل تبوح أخيراً عن مافي داخلها للعجوز الكفيفة والتي رأت نساء الديرة يستشيرونها بهمومهم ... لكن ماذا لو نقلت العجــوز سرها لغيرها من نساء الديرة وأفتضح أمرها ...لكن لو أن العجـوز واشية وتنقل الكلام هل أتمنوها النساء على أسرارهم وشاوروها بمشاكلهم .... عزمت أمرها أخيراً ونطقت بماتخفي :أنا ياخالة تزوجت بس للحين ماسوينا عرس ... صمتت قليلاً كم هي صعبة هذه الكلمة ومحـرجة حين تنطقها أمام الآخرين حدقت بالأرض رغم أنها تعلم أن العجوز لاتستطيع رؤيتها :ورجلي دخل في وأهلي مايدرون وسافر وخلاني وأنا اللحين حامل ... والعرب نصها ماتدري أني متزوجة ...ويمكن مايصدقون لأن الرجال ماهو من الديرة ....
لم ترد عليها العجوز مباشرة ولم تستغفر بصوت عالي كما تفعل عادة .... وطال الصمت وشعرت بالجفاف في حلقها والرعب يدب بجسدها هل تفر من المكان لن تعرف العجوز من هي لتستر على نفسها وتقفز من مكانها وتخرج حالاً قبل أن تكتشف هويتها ...لكن العجوز نطقت أخيراً قبل أن تفعل مافكرت فيه :أنتي اللحين حامل بالحلال ولا الحرام ؟؟؟؟
سـؤالها المباشر أقلقها هل تشك فيها :لا ياخالة بالحلال أكيد أعوذ بالله من الحرم ...
العــجوز بصوت عالي معنفة :أجل وش هوله تدسين حملتس وكنتس مسويه شي بالحرام خلال وأنا أمتس اللي صار صار والرجال زوجتس بالحلال ماسويتو شي غلط بس لاتخلين الحلال مثل الحرام ....والناس لاشافوتس تدسدسين حملتس قالوا بس جايبته من حرام لكن دامه حلال لاتخبينه ولاتظهرينة أذا أحد نشدتس قولي أيه حامل وأذا محد هرجتس أسكتي ... وأهلتس أول من يدري علميهم قبل مايشكون فيتس هو شي يزعل بس الحمدلله ماهو حرام ولاعيب ....
شكرت العجـوز وخرجت وهي غير مقتنعة بما قالت هل حقاً تتصرف كما شرحت لها ...هي عجــوز قد جاوزت التسعيـن عام بالتأكيد عاشت الكثير من أمور الحياة وتعرف أكثر من ماتعرف هــي لكن كيف تخبر عائلتها من تخبر هل العم صلاح هو من يجب أن يعرف بالتأكيد هو أهم شخص حالياً لكن كيف تخبره بذالك هذا ليس أمر محرج فقط لكن يدعو للخجــــــل ماذا سيقـول عنها ..تباً تباً تباً فقط لو تطبق على عنق ذالك الحقــير الذي ورطها وفر بفعلته ...عد فقط دعني أراك ياشهـــاب سوف أبصق بوجهك كلا سأسكب ماء نار بوجهـــك سأخنقك في نومك وأدس سم الفئران بطعامك تعال أظهر نفسك فقط وستــرى ماسأفعل سأجعل الجنــون مطلبك وفقدان العقل رفيقك ... سأتخلص من كل العقـد المحبة للعنف داخلـي فيك ....ليتك تعــود فقط ...
أنتهى عاشقة ديرتها
|