كاتب الموضوع :
عاشقـة ديرتها
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: حبك خطيئة لاتغتفر/بقلمي
البـارت الخامس والأربعون
مضت ثلاثة أيام على هروبهم ولم يردها أي أتصال متسائل عن مكانهم ..قررت أخيراً أن تتحرى بنفسها أتصلت على بشورة التي لم ترد من المرة الأولى وأحتاجت عدة مرات قبل أن ترد عليها ...
جائها صوتها لاهثاً :هلا هيونة معليش كنت مشغولة شوي ...
هيونة :لايكون أزعجتك ...
بشورة :لاعادي حياك وشلونك .؟؟!
هيونة بتساؤل وتحفز:طيبة الحمدلله أقولك محد سألك أو سأل أهلك عنا؟؟؟؟
بشـورة بتعجب :وليش أحد يسأل عنكم ...وش مسوية أنتي بعد ..؟؟!
هيونة بأحباط من ردها يبدون أنه لم يكتشف هروبهم أحد وكل الأكشن الذي أفتعلته ربما لايكون له أي داعي لقد خرجوا بالفجر من شدة حماسهم وترقبهم ولكن يبدو أن لاأحد خلفهم:لأنا هربنا ...
بشورة بصيحة تعجب وعقلها لايستوعب كلمة هروب وماذا تعني بوضع هيونة :هربتو كيف من أيش؟؟؟ أنتي ومين ؟؟
هيـونة بملل وهي مغتاظه كيف تخطط وتهرب وتقطع كل هذه المسافة ولم يعلم أحد بخبر هروبهم ولم يتم التحري خلفهم والسؤال عنهم :سالفة طويلة أهم شي أنا هربنا وآخر شي محد سأل عنا ...
بشورة فكرة الهروب أصابتها بالنشاط بعد أن كانت تعيش خدر فكري بالأونة الأخيرة:طيب وينكم أنتووو اللحين بجيكم وتعلميني كل شي ...
هيونة تشعر بخطأ فعلتها فهاهي قد تفرقت عن بشورة وأصبحت مئات الكيلومترات تحول بينهم :ماتقدرين تجيني أنا بعيد مرة ...
بشورة فكرة أنها ستقابل هيونة تزيدها نشاط بعد حبسها لنفسها بالمنزل بالأيام الأخيرة:لاعادي أقدر أجيك بس علميني وينك ..
هيونة شعورها بالأحباط يتفاقم ربما كان عليها أخذ بشورة أيضاً معها فهي تشعـر بالفقد هذه اللحضة لما أخذت سولاف الحرباية كان عليها أخذ بشورة الصديقة الوفية :والله ماتقدرين تجين مرة بعيد لازم تجلسين بالسيارة نص يوم عشان توصلينا ...
بشورة بصدمة وعقلها لايستوعب كيف لهيا أن تغادر الرياض وهي التي لم تغادرة منذ ولدت:تمزحين .!!!..ليش سويتو كذا كيف بجيك اللحين ...
هيونة تفكر بيوم ما ستستطيع لقاء بشاير بالتأكيد هذا لن يكون أبدي:ماأدري بس هالفترة أكيد مانقدر نتقابل ...
بشورة بحيـرة وهي لاتعلم هل تصدق حديث هيا أم هذا مجرد مقلب منها :طيب ليش ماعطيتيني خبر قبل تهربين وليش هربتي ...
هيونة بتلكأ وهي تفكر هل تخـبرها أم لا فموضوع ظرب بدر لها يؤذي مشاعرها وهي التي كانت تعتقد نفسها قوية ولايستطيع أحد أن يرفع يده عليها:أقولك سالفة طويلة تخيلي بدر ظربني كف وعمي نايف تهجم علينا وجلس يطق الباب لين بغى يكسره بس مافتحته لو فتحته كان صرت بخبر كانا ...
بشورة التي أشتمت رائحة مصيبة قادمة سألتها بغيض :ليش وش أنتي مسوية حتى يتهجمون عليك هيونة مابطلتي بلاويك ولسانك المفلوت ...
هيونة بقهر :قسم بالله أني مظلومة حتى أنتي يابشاير تشكين فيني وش ذنبي أذا احد طبع بطاقات لزواج هيام ونايف وهم مو متزوجين ...
بشورة مصدومة هل حقاً فعلتها هيا مرة أخرى وأرتكبت مصيبة أكبر من حجمها :هيونة بليز قولي ماسويتيها أنتي ...
هيونة تضغط على هاتفها بقسـوة من شدة القهـر والأحساس بالظلم الذي يرافقها حين التفكير بهذا الموضوع :قسم بالله ماسويتها بشورة بليز تعرفيني ماأكذب عليك أنا مظلومة هالمرة والله أخذوني بذنب غيري ...
يقاطعها دخـول سولاف الغاضبة للغرفة ترد بسرعة على بشـورة :أقولك بعدين أكلمك يالله مع السـلامة ...
هيـونة بعصبية :خير وش عندك ليه تفتحين الباب بهالطريقة ...
سولاف بأندفاع فهي تكاد تجـن من فكرة هيونة الجديدة للكسب المال بهذا المكــان والكذبة التي صرحت بها أمام بعض نساء الديرة يوم أمـــس :أسمعيني عاد الغباء اللي براسك ماراح تسـوينه لو أيش أحنا مو ناقصين فضايح بمكانا الجديد ...
هيــونة تدفعها مع كتفها بغضب :هي أنتي أصحي على نفسك وشوفي من تكلمين الكلمة كلمتي بهالــبيت ياحبيبتي مو عاجبك أتصلي بأخوك حالاً وخليه يجي ياأخذك ترى ماحنا مكلفين فيك وأذا جاء ولد أخوي أخذتها وربيته أحلى تربية ...
سولاف بشخرة سخرية :واضح مرة التربية اللي بيأخذها منك والمال الحرام اللي بتصرفينه عليه ...
هيـونة بغيض من هذه الصغيرة المزعجــة كانت كقدم الكرسي لاصوت لها مالذي أخرج لسانها الآن وكأنها تنقصها إلا يكفيها تحكم العم صلاح وقوانينة الجديدة :أسمعيني عاد مو عاجبتك طريقتي وشغلتي دور لنفسك على شغلة وحطي يدك بيدي بمصاريف البيت أما تجلسين متسدحة بفراشك طول اليوم والباقي قدام التلفزيون وجايه بوساعة وجه تحاسبيني على سعيي لكسب لقمة عيشكم بدال ماتشحدونها ...
سولاف بغيض وهي لاتستطيع الرد عليها بنقطة عدم عملها:وعشان تكسبين لقمة عيشك تكذبين على الناس وتسوين نفسك ميك آب أرتست أصلاً أنتي عارفة وش يعني ميك آب أرتست ولا بس تخمنين من راسك ترى قسم بالله لتنفضحين الناس هنا واضح مو مغفلين نص اللي شفناهم أمس لابسين ماركات ومكياجهم متعوب عليهم مو زي الغباء اللي بتسوينهم لهم ....
هيونة بعصبية وهي تغرز أصبعها بأعلى كتفها وتنقرها :ووش دخلك أنتي حتى لو تفشلت حتى لو أنفضحت وش دخلك أنشغلي بنفسك وحملك وخلي علي الأمور الكبيرة اللي طول عمري أسويها مو أنتي يالفصعونة تعلمـيني عن الخطأ والصح ....
وخرجت وتركتها خلفــها ... لتتجه للعم صلاح حيث يجلس بالصالة يستمع للأخبار المعروضة على جهاز التلفاز التراثي ...
هيـونة تتخصر وتهز رجلها :عمي أسمع اليـوم بنروح المدينة نشتري مكياج ...
صلاح بأنزعاج :يالله صباح خير طيب قلت لتس أن شاءالله خلينا نصبح اللحين وبعدين يصير خير ...
هيـونة :شبعت من هالكلام العصر بنروح يعني بنروح ...
صلاح بصوت مرتفع :طيب خلاص أجل زهبي نفستس قبل العصر بنمشي قدامنا طريق وزحمة المدينة ...
هيونة :حلــو أنت ماعليك من زحمة المدينة دخلني لها وأنا بأخذ تاكسي عشان يدل كل مكان ....
بعد ذالك الخامسة عصراً كانوا قد وصلوا المدينة ركبت مع تاكسي هي وسارا ومعتز والعم صلاح أخبرهم أنه سيذهب للحرم ليصلي المغرب هناك ...
كانت قد سألت النساء يوم أمس عن أفضل سوق بالمدينة فأخبروها أنه راشد ميغا مول ... لكن شيء أخبرها أن تسأل السائق عنه ليخبرها أنه أحد المولات التي تحتوي على الماركات الفخمة ,,, أي المترفة والتي بالتأكيد لن تشتري منها أخبرته أن يذهب بها للسوق شعبي للحسن الحظ أنها سألته وإلا كانت ستقع بفخ ...
ذهبت للسوق الشعبي قربان ووجدت مطالبها مكياج بأرخص الأسعار ...
كانت قد بحثت عن مستحضرات التجميل التي تحتاجها وأخذت من كل شيء عليها أن لاتفشل بمهنتها الجديدة
لن تأبه لمحاولات سولاف لأحباطها فقد أتفقت هي ونور أن يعملن بهذا المجــال فهي ستقوم بأعمال المكياج ونور ستكون متخصصة بباقي الأعمال من أستشوار للشعر وعمل التسريحات وأزالة للشعر بالحلاوة أو الشمع والبوديكير وحتى حمامات الساونا ...عليها أن تشتري لها خيمة ساونا و فتحت الورقة التي تحتوي على قائمة بالمستحضرات التي تحتاجها ...
أنهت تسوقها تحت تذمر أخوتها المطالبين بالكثير من الأمور ...شرت بعض الأشياء لهم أخيراً لتصمتهم بها ...
معتز :خوذي هذي اللعبة لمروان بيزعل لشاف سارا عندها عروسة وهو لا ...
هيونة تنظر لوجه سارا المصفر :وش فيك أنتي لاتقولين بطنك مرة ثانية ...
سارا الشاحبة :والله رجع يوجعني ... أحس برجع ...
هيونة تحمل الأكياس :يالله بسرعة حركوا بنأخذ تاكسي ونروح لسيارة عمي صلاح نحط فيها الأغراض وبعدها نروح المستشفى ...
معتز الذي يحمل أكياس تكاد تفوقة طولاً يتذمر:كيف نروح المستشفى وباقي أخواني لحالهم هناك لازم نرجع قبل الليل ...
هيونة بحزم فقلقها بدأ يتصاعد على حالة سارا الصحية :أسمع عاد البنت حالتها كل يوم أردى من الثاني تبغاني أنتظر لين تطيح علي يالله بسرعة تحرك قلت لك مية مرة لاتناقشني بقراراتي ...
أتصلت بالعم صلاح وأخبرته بخطتها حاول أن يثنيها ولكن لم يستطيع كانت مصرة على الذهاب بسارا للمستشفى أدخلتها طواريئ أحد المستشفيات الحكومية وأنتظرت قدوم العم صلاح وكان ذالك قبل صلاة العشاء بقليل ...
خرج عليها الطبيب بعد فحص سريع ليخبرها أنها الزائدة الدودية وعليهم أزالتها ستدخل اليوم لتنويم وغداً صباحاً سيجرون لها العملــية ...
هيونة كانت تعض أصابها من شدة توترها وهي تخبر العم صلاح أن يذهب هو ومعتز للديرة وهي ستبقى مع سارا كمرافقة ...
صلاح :خلاص يالله خير أن شاءالله أشوى جبناها قبل ماتنفجر فيها ...
معتز يعترض على بقاء هيا لوحدها:أنا بجلس معك ..
هيونة بأنزعاج :أنت غبي ولاتستغبي مافيه إلا مرافق واحد اللي هو أنا أنت أرجع للأخوانك وأنتبهم عليهم والأغراض أنتبه عليها لاينكسر منها شي ... أنا بكرة أتصل عليكم لاسوت العملية وأذا سمحوا لنا نطلع تجون تأخذونا ....
صلاح يهز رأسه بأستحسان لرأيها :يالله أجل فمان الله ....
لحق به معتز بعد أن صاحت به هيونة ليذهب ... دخلت لسارا النائمة والتي ستنقل بعد قليل لغرفة التنويم ... مهنتها الجديدة تبدو فاتحة خير عليها فهي لحسن الحظ ساعدتها بأكتشاف مرض سارا قبل أن يتفاقم ...
مسحت على رأس سارا النائمة وأخذت تتأمل المكان من حولها قبل أن يرن هاتفها برقمة .. لم تكن ترد عليه بالأيام الماضية ولكن اليوم يجب أن ترد عليه ...
هيونة بهجــوم :خير ليش متصــل مو قلت لك ماأبغى أتصالك أبغاك ترجع ....
من طرف الأخر صوته منخفض هاديئ :ليش ماتردين علي تعرفين جفاك هذا بيزعجك أكثر مايزعجنـــي ..صمت قليلاً وحين لم يجد رد منها :وش فيك مين زعلك ..؟!!
هيونة وهي تزيل نقابها بيد واحدة مرتجفة بسبب توترها :أنت مو داري عن ولاشي شفت اللي يتسمى أبوك وش سوى فيني عطاني كف عشان بنته الغبية هيام ... وأتهموني بشي ماسويته واللحين سارا تعبانة وأنا أركض فيها للمستشفى بديرة ماأعرف فيها شـــي ...
حـازم ومازال صوته هاديء وألتقط كلمة مهمة واحد من ألف كلمة هاجمته بها :وش فيها سارا ؟؟؟!!
هيـونة بتأفف :لاتتكلم ببرود رد علي بصوت عالي تكلم زي الناس أقولك سارا تعبانة وأنا اضطريت أترك الرياض كلها وهربت وأنت للحين بارد حتى متى أنا أحترق هنا وأنت دايم مو فيه واللحين صرت بأخر الدنيا ...
حازم بنبرة مبهمة تحمل بعض الحزن أو ربما هذا ماأرادت أن تشعربه :ماأقدر أرد إلا كذا عصبيتي ماراح تزيدك إلا ألم أنا مو عندك صرت كرت محــروق بحياتك هذا اللي ودك تسمعينــه لاما حسبتيها صح هالمــرة أنا موجود بحياتك ورجعت اليوم أو بعد سنه راح أبقى موجود فيها ماراح تقدرين تتخلصين مني بسهولة وترتبين حياتك على عدم وجودي أهربي غيري أسمك سوي اللي تقدرين عليه برجعلك وبلقاك وبلصق فيك لأخر نفس من صدرك ...
هيــونة التي تريده هنا هذه اللحضة حين تشعر نفسها وحيدة في مكان لاتعرفه ولم تعتاد عليه وأشخاص غرباء يحيطون فيها بكل مكان هي ليست خارج المملكة حتى ولكن تشعر بالغربة هي التي لم تخرج من أحياء الرياض كل شيء يشعرها بالوحدة حتى رنت اللهجة الحجازية بأذنها تشعرها أن هذا ليس مكانها المعتاد وعليها أن تخــاف وتقلق:يعني عارف أجل ليش تدق علي وش تبغى فيني أنا ماأبغى أتصالات ماراح أستفيد منها إلا الوجع أبغاك هنا عندي ولا أترك لي الفرصة أنساك وأتصـرف لحالي .. تدري وش أحس فيه اللحين بالوحدة الغربة حتى أصوات الناس من حولي تخــوفني لهجتهم اللي ماتشبه لهجتـي تقلقني أحس كل الناس تدري أني لحالي ومامعي أحد ماعمري حسيت كذا بالرياض بس اليوم هذا شعوري ..
حـازم ليس من السهل عليه أن يسمع شكــواها وهو تفصل عنها قارات ومحـيطات أن تخبرها أنها ضعيفة وخائفة سيقض مضجعة بالأيام القادمة ولكن هذه اللحضة عليه أن يدفعها لتعود شجاعة كما أعتادت التظاهر به ..ضحك بنبرة لاتحمل بين طياتها لابهجة ولاسخرية :تبغيني أصدق أنك خايف هيــونه أنتي لو أرسلك لأسرائيل رجعتــي ومعك مفتاح الأقصـى
لو أرسلك لأيران رجعتــي وأنتي قالبة مذهبهم واللحين خايفة من اللي عندك عشانهم يتتكلمون غير لهجتك طيب وش فيها حاولي تتعلمي منهم سوي نفسك حجازية مثلهم محد كاشفك وريهم أبداعاتك ...صمتت قليلاً ليردف بزفرة : ماراح يطـول هالـوضع بطلب من بدر يسمحلك تجين عندي وأكيد بيرفض وبترك كل شي وبرجع علشانك بس تحملي أكثر قريب برجعلك ...
هيـونة التي طمأنها الكلام معه حقاً شعرت بنفحة قوة تستقر بصدرها تظاهرت بالأنزعاج وهي تقول:إذا جيت كلمني عشان أعلمك وين مكانا غيرها لاتزعجني بمكالمات مالها داعي ...
أغلقت الأتصـال وهي تزفر الراحة القليلة التي أستوطنت صدرها ولكن هناك شيء لايمكن أن ترتاح وهي تفكرفيه قريباً ستكتشف صحة حملها من عدمه وهو مازال في الخارج ماذا ستفعل لو حدث ماخطط له هل ستتحمل تبعات المـوضوع لوحدها كيف ستوضح لمن حولها من أين جاء هذا الحمـــــــل ...لم تستطع أن تتحدث معه عن هذه النقطة أرادت منه أن يفهم دون أن تصــرح هـي ليته يتفهم قلقها ويفـي بوعده ويعــــــود لأنه لن تحتمـل هذا الوضع دون وجوده ...
***
رغم كل مامر فيه مع أبنائة في الفترة الماضية لم يشعر بمثل هذا الغضب الذي يعتريه بعد أن عرف بأمر أختفائها وعائلتها ... حين أبلغه الشخص الذي أمره بمراقبتهم أن المنزل خالي ولم يخرج أو يدخل إليه أي أحد من ثلاثة أيام شعر أنه تم أستغفاله كيف بأمكانها الهروب بعد ماهددها,,لقد ظربت بكل تحذيراته عرض الحائط وفعلت فعلتها ...
لقد دمرت حياتها الجديدة بعد تحديه والهــروب منه وكأنه لايملك عليها أي كلمــة ...لايستطيع أن يتجـاوز عن هذا
أنتهى كل شيء هذه الفتـاة لايمكـن أن تستمـر بحياة شهاب وحياتهم أكثــر .. هناك فكرة ما بدأت تتخمـر بعقله مؤخراً لأزالتهم نهائيــاً من طريق عائلته ...
كل شيء يزعجه هذا اليـوم وأتصال من نايف يخبره أنه غير مستعد للسير قدماً بالزواج في هذه الفترة لأنه قد وعد عائلته بالسفـر ولايستطيع أن يتخـلى عنهم وعليهم أن يراعوا ظروفه وأن ماحصل تسبب لعائلته بهزة داخلية وظروفة الراهنة لاتساعده ..
عليه أن يسافر حالاً إلى حازم في أمريكا لن ينتظر أكثر حتى ينفذ مايفكر فيه على الأقل سيتمسك بحياة صحيحة لأحد أبنائة قبل أن تنحرف مادام الأمر مازال تحت يده .. سيترك الأمور هنا بيد فيصل رغم أنه لايحبذ ذالك ويفضل أن يكون هو المتحكم بكل أمور أبنائة ولكن الظروف تحده على ذالك حالياً ....
***
أغلق المكالمة المزعجة مع خالد المتبـرم الذي أنهكة بطلباته من أجل زوجته وكأنهما الزوجان الوحيدان في العالم الذي يمـران بمشكلة لما لايتحدث معها مباشرة ويطمئن على حالتها بدل هذا التكبر والأنفة أمامها ومن خلفها يكاد يمـوت ليطمئن على حالتها الصحية ...
فقط لو يتوقف أخوته عن التظاهر بعكس مايشعـرون لنجحـوا بحياتهم الخاصـة ...ضغط على زر طلب المصعـد وهو يفكـر بحياته هو الخاصة والمشكلة التي أنفجرت أخيراً بينه وبين جـوانا بعد تأجيل سفرتهم برمضان والتي كان سيعوضها عنها قريباً ألغت مشروعهم الذي تعب بأقناعها في وهو الحصـول على طـفل رابع وقد خصص هذه الرحلة للعمل على ذالك ...ضغط زر المصعد بألحاح ودخل مبـاشرة قبل أن يلاحظ وجود أشخاص بداخله وتنحنح وضغط على زر الطابق الذي سيصعد إليه ...
أنزوت أمرأه ترتدي الحجاب الكامـل خلف شـاب صغير السن ..
تنحنح وقال معتذراً حين لاحظ نظرات الشاب المتهمة :معليش سامحنا يالأخو ماأنتبهت أن معك الوالدة ..العذر والسموحة منك ياخالة ...
الشاب بأندفاع :من هي الخالة لو سمحت أحترم نفسك خالتي أصغر منك يالشايب ..
لاحظ أهتزاز كتوف الأمراءة وهي تنزوي بجسدها القصير الممتليء خلف الشاب وفلتت منها عدة ضحكات وصلت لمسمعة ...
من جهتها لم تكن تستطيع منع نفسها من حالة الضحك الهسترية التي صابتها لم تتعود على التواجد في مكان ضيق مع رجل غريب وكانت ردة فعلها بهذة الطريقة المثيرة للخــجل ...
كانت تشد ثياب أبن أختها وتقوم بقرصة من كتفية ليتوقف عن الجدال مع الطبيب وبنفس الوقت تضحك بهسترية حتى شعرت أن صوتها اصبح مسموع له ...
الشاب يعود لخالته بأنزعاج :خلاص آوص فضحتينا ...
فيصل بأنزعاج من أسلوب الشاب الغير محترم :ياأبن الحلال قلت لك ماكنت أقصد أعذرنا ...
الشاب وهو يعود ترتيب شماغة بعصبية :لاياشيخ وين أصرفها هذي حنا حريمنا مايركبن المصاعد مع رياجيل غرب ...
فيصل ويده على زر المصعد :خلاص ياأبن الحلال هذا أنا بنزل ..
خرج وهو منزعج وكأن هذا ماكان ينقصه شاب أهوج وأمراءة حمقاء لاتكاد تمسك نفسها وتضحك على أتفه الأمور مالذي جمعه بهم ..
***
مازال يخوض معركته اليومية مع ليلى منذ حادثة زواجة وهي تحد لسانها كل يوم لحرب جديدة ...
نايف بحلم وأناة :قلت لك لمي أغراضك وأمشي معي على موعدنا البنات مالهم ذنب بكل اللي يصير عشان نحرمهم من السفر ونخرب أجازتهم ...
ليـلى بصوت عالي مروع لايشبها أبداً :أي بنات ياحبيبي على أساس بيروحن معك بناتك أصلاً مايبغن حتى يشوفنك ..
نايف :ليلى أحسنلك تقصرين صوتك لما تجين تتكلمين معي ترى للحين باقي زوجك ولي حقوق عليك ومن أقلها الأحترام ...
ليلى بأنفعال وهي تضع قدم على أخرى وتلوك لبانة بفمها :ووين أحترامك لي يوم تروح تاأخذ علي وحدة ماتجي بطرف أظفري عشان أبوها وفلوسه ...
نايف يغمض عينية ويشد على سبحته بكفة اليمين يحاول أن يحتوي غضبة ولايخرجه عليها :والله
يابنت الناس أنتي أعرف الناس باللي عندي والركض ورى الفلوس ماهــو من طبعي عيني مليانه من يومــي ...
ليلى بطريقة أستفزازية :أيوة يعني أنا بنت الفقر ...قولها هذا اللي باقي تعايرني عشان بنت الحسب ...
نايف يغير مقعد لقربها ويلتقط كفها بين يديه وبحنان :ليلى حبيبتي ممكن تهدين شوي وتعلميني وش اللي يرضيك
عشان ترجعين لي ليلى الأصيلة اللي ياما وياما وقفت معي وعملت بأصلها الطيب ...
ليــــــلى بحسم :طلقها مايرضيني إلا طلاقها أنا أنسانة ماأتشارك مع أحد ثاني ياتطلقها ياتطلقني ....
نايف بهدوؤ وهو على نفس وضعه :بس هذا ماهو كلام أنسان عاقل لو بطلقها ماأخذتها من البداية يعني بدال مانطلع بفضيحة أدمر حياتها بطلاقه مني بهالسرعة ...
ليـلى :شفت كل تفكيرك فيها ومافكرت فينا وبالدمار اللي بيسوية زواجك منها خلاص يانايف النفس طابت منك رح لها
عليها بألف عافية بس قبل طلقــــــني أنا ماأجلس على ذمة رجال وعلى ذمته غيري ....
نايف بقسوة مفاجئة :تدرين أنتي ماتستاهلين اللي يداريك وياأخذ بخاطرتك وطلاق ماني مطلق وخليك معلقة للأبد وأنا اللي طابت نفسي منك ماهو نايف اللي تنقال له هالكلمة ويجري ورى اللي قالتهاااا ...
وصاح بصوت عالي :حورررررررر ياحــــــــووور ...
جاءت حــور تركض مرتبكة من نداء والدها المرتفع :هلا باباا سم ...
نايف وهو يكاد ينتفض من الغضب :بتروحون لزفت اللي حجزتوا لها أوو لاااا أمكم بتنطق هنااااا خليها تدور أحد يسفرها .....
حور بدهشة :نسافر بدون ماما بس ..
نايف بهدؤ لايخفي عصبيتة حين شاهد كيف أثر عليها غضبة وأصابها بالأرتباك هو لايحب أن يخرج غضبه على بناته :تبون تســافرون يالله ماتبون أجلسوا عند أمكم ...
حــور بقلق :مانقدر كيف من غير ماما ...
نايف:أجل خلاص قابلوا بعض أنا مسافر لحالي ...
وخرج وتركهم خلفه ليلى ترتجف من غضبها وحــور نادمة على السفرة التي ضاعت من بين أيديهم وعلى وضع والديها المثير للقلق ...
صبا تخرج من المطبخ وبيدها تفاحة تقضمها :وشفيه أبوي يصارخ ...
حــور بدهشة من برودها :يابردك ياشيخة أبشرك سفرتنا تكنسلت ...
صبا بصدمة وفكها يكاد يسقط من شدة مافتحت فمها حتى شرقت وأخذت تكح :لاااا كيف حرام عليكم وش هالعيشة
كم لي أنتظر الأيجازة تجي عشان نســافر الله لايوفق اللي كان السبب حسبي الله عليك ياهيام الفلبينية أهب ياوجها كل من تحت راسها أكيد بيسافر معها شهر عسل ...
وكانت تلك الكلمة التي أشعلت فتيل ليلى من جديد :خلاص بس ماأبي أسمع أسمها ولا أسم اللي ماينتسمى أبوكم بالبيت ...
وذهب بخطوات سريعة لغرفتها ....
صبا ترمي نفسها على أحد المقاعد :والله النار شبت بين الأنداد القوية وحنا بنطيح بين الرجلــين ...
حور :ياسخافتك ياشيخة هذا وقتك ...!!
صبا تقضم من تفاحتها :وش أنا قايلة ولا اللي يقول الصدق عندكم مكــروه ...
حـور تتجاهل كلامها :وين وجد ...؟؟!
صبا :ليش أنا مربيتها الخاصة ماأدري عنها روحي شوفيها بغرفتها ولا بغرفة الألعاب ولايمكن ببيت جدتي ولا أنخطفت وأرتحنا منها ....
حور بقهر :عساك أنتي اللي تنخطفين لأن صدق بنرتاح منك ...
صبا بتريقة :مسس باربي بشويش على أعصابك ترى اللعب معاي متعـب ...
حورالتي بدأت تغضب من أستفزاز صبا المراهقة لها :ولد قسم أنك ولد أكيد فيه خطأ بالموضوع مستحيل تكونين بنت ...
صبا بوقاحة :للأسف هذا الكلام غير صحيح تأكدت أني بنت من الأشارة الحمراء التي تولع أخر الشهر ...
حــور يتغضن وجهها بأحراج من وقاحة صبا :يامقرفة ...وش هالألفاظ صدق أنا الغبية وش مجلسنـي معاك ...
تخرج عليهم والدتهم بوجـه محمــر :شنطكم جاهـزه صح ؟؟؟
صبا :والله أنك أحلى أم ماأعجبك ننحرم من سفرتنا ...
ليلى تتجاهلها وتتحدث مع حــور :جهزوا باقي أغراضكم بنروح لبيت جدكــــــم ...
حـور بصدمة :ماما مو من جدك وش نســوي هناك تبغين ننحشـر بغرفة وعشان أيش ؟؟؟
ليلى بعصبية :نفذوا بدون جدال ولك وجه تسألين ليش أبوك رمانا وفضل علينا بنت بدر وللحين تتكلمــين وتجادلين لو فيك خير دافعتي عن أمك قدامه موت تنافضين كنك عصفور غرقان صدق مامنكم فايدة ...
صبا بحـزم :هالبيت ماني طالعة منه وبيت أبــوك ماني طابته لو على ايش من حبه لنا أصلاً ...
ليلى :أحسن أجلسي بالناقص ..حور جهزي أغراضك أنتي ووجد ...
حـور :مااما بليز أفهميني ماأقدر كيف نروح هناك ....
تتجاهلها ليلى وتعود لغرفتها وهي تقول :جهزي أغراضك أنتي ووجد ساعة ونمشـــــي ...
حور تلتفت لصبا التي تحولت ملامها بغضون دقائق من ساخرة ووقحة إلا جادة مخيــفه :أنتي مو من جدك بتجلسين هنا وتخلينا نروح لحالنا هناك ...
صبا بجدية لاتتناسب مع عمرها الصغـير:أنا بروح عند جدتي بس أروح لبيت الشايب العايب معصــي أنا ماأقدر أتحمل وقاحــته خليها هي تروح تتهنى تترك عز أبوي وتروح لأبوها ....
حـور بضعف :هذي أمي كيف تقولين عنها كذا ...
صبا :لما تكون أمي غبية وتبغى تخرب بيتها بيدها ماراح أداريها وأمشــي وراها أنا ببقى بيت جدتي لين ترجعــون ...
حور :ماأعتقد نرجع وأكيــد أبوي بيجيب هيام هنا بتعيشين معها يعني ...
صبا بنظرة لئيمة :تخيلي بس يجيبها هنا معي عشان تطلع لشهـار مباشرة حبيبتي أبوي مو غبي ولا وقح عشان يجيبها بيتنا أكيد بيدبر لها مكان ثانــي بس أمي هي الغبية اللي تطلع وتخلي بيتها ...
تتأفف حــور وتتركها لتنفذ أوامــر والدتها وتبـقى هي تفكر بالأحداث التي عصفت بمنـزلهم الهاديء بأيام
قليلـة وتحـولت حياتهم من حـال لحال .. والدته حمقاء لمغادرته المنـزل وذهاب لمنـزل أبيها هذا ليس التصرف الحكيم خصوصاً أن أبيها لايقدرها ولايعاملها بطريقة جيدة ويزدريها هي وبنــاتها ...
لن ينفعها الأحتماء به سيصبح مظهرها سيء جداً لو فكر باأعادتها لزوجها كما فعل مع أحد خالاتها ..
لاتعلم كيف تفكر والدتها كيف تتخلـى عن زوجها الذي كان يعيشها كملكة وتعود لوالدها الذي يعاملها كجارية ...
سترتكب أكبر خطأ في حياتها لو أصرت على الرحيـــل ...
***
# بعد مـرور شهرين من الأحداث السابقة #
خرجت من المنــزل بقـوة لاتشعر بها هي تخشى أن يظهر بوجهها بأي لحضة ويكيل لها الظربات كما فعل بالمرة الأخيرة التي ظهرت فيها لعملها فهاجمها على غفلة منها وقام بظربها بالشارع على مرأى الكثير من أهل الحــارة وأصبحت حادثتها فاكهة جلساتهم لفترة طويلة ....
لاتعلم كيف أصبح يفكر فجأه هو يعتقد أنها على علاقة بمـازن أبن خالتها وأخيها بالرضاعة ... كل شيئ تفعلة مثير للشك لقد قام بتحطيم هاتفها الجوال بأحد المــرات ويراقب ظهورها بمواقع التواصل الأجتماعي ويوبخها على تعليقاتها فيها ...
لاتصدق أن شخص عاقل ممكن أن يتصرف بهذة الطريقة لقد أخبرته أن يطلقها ويتخلص من همها أذا كان يشك فيها لهذة الدرجة ...لاتعلم لما مازال متمسك فيها هل بقي من حبه لها شيء أم هو مجرد حب للسيطرة وتسلط وعقاب لها ...
***
من جهـة أخرى العاشق الملتاع المرتاب مازال يتقلب على جمــــر ولضى .. مابين حبه وعشقــه الذي عاد يحـرقة كما قبل وأشد وبين شكوكة التي تكاد تطيح بصــوابة .. تفكيره بها لايكاد يفارق عقله ربما حتى بصلاته ونــومة ..
لكن شكوكة بها عظيمة وخطيئتها لايمكن أن يغتفرها صوت ضحكاتها وتغــزلها بزملائة بالعمــــل مازال يزوره بيقضته وأحلامة ككابوس ينغص عليه حيـــــاته ...أصبح يكره كل شخص يملك أحد الأسمــــين ..طراد وسليمـــان ...ذات ليلة فقد فيها باقي تعقله فكر أن يذهب إلى مكان عملها السابق ويبحث عنها يريد أن يتأكد مالميز بهما عنه لقد رفضته قبل أن تذهب للعمل بذاك المكــان وصدت تقربه منها وجرت خلف الأثنان فقط يريد أن يفهم كيف هما أفضل منه ...
تمتم بالأستغفار وقام عن سـفرة الطعام ...نادت والدته ولكن خاف أن يرد عليها وتسمــع صوت العبرة بصــوته دخل لغرفته مباشرة وأغلق على نفســه ....
دخن سيجارته وأستمــــع للمقطع الصوتي الذي كلما ضعف أتجاهها ووجد نفسه يكاد يسقط ويعود ليرتجي قربها يكرها أكثر ويبغض حتى أسمها ...
(( كان تغنـي بصوتها الفاتن الذي يذيب حتى عظامة حيــن يستمع إليه :
يا أحلاهم..
تلفت صوبي وطالع فيا يا محبوبي يا أحلاهم
ولا عامل حالك مو سامعني يا أحلاهم
أدري إنك تدري أني ميت فيك
وأدري إنك تدري أني ذايب فيك
خف شويه وطالع فيا ياللي تدري أني أعنيك
تلفت صوبي وطالع فيا يا محبوبي
حتى هنا لم يكن ليهتم رغم أنه يزعجــه جداً أن تنشــر صوتها ويخشـى أن يقع بيد رجل ما ويستمع إليه وكان سيعاقبها على هذه الفعلة لكن كان هناك تتمـــة هـي ماقتلــــــت كل شيء جميل بهم هي ماذبحت حبة ووأدت ليلته التي طـال أنتظاره لها ...
كان هناك فتيات لجوارها صفرن وصفقن لها بعد أن أنهــت غنائها وسألتها أحداهــن من المقصــود هل هو سليمان أو طــراد ...لتـــــرد تلك بصوت مغنـاج قاتـــل سام :امممم مــودي اللحين الثقيـــــل أبو عيــون قتاله اللي من نظرة منه يركض قلبـــي وراه الحــب طراد ...
في أول مرة سمع هذه الجملــة كان صوت ضحك الفتيــات بعد جملتها التي كان كسم زعاف سقتـه له لقد أصابه بالرعب لقد شعـر أنهم يسخـرون منه ويضحكــون عليه هــــو ...شعر أنه ينـفصل عن ذاته ويشاهد نفسه من بعيد مصدوم
مذبـــوح منحــــــور الشعــور بالخيانة شعـــور مــرعب شعــور يجعلك تتمنـى أن تنسلخ من ذاتك وتكــون أنت لست باأنت ... لأنك ستتهم نفسك بالخطأ قبل أن تتهم الطـرف الآخر لقد شعر أنه هو المذنب هو بالتأكيد فعل شـيء سيء ليستحق أن يكافيء بهذة الخــيانة ..
ماذنبه ليكـون هذا ماضيها لم يحـــــــب أنثى ســواها هي كانت خطيئة الوحيــدة بالحياة لم يحـادث فتاة هاتفياً سواها وكل مكالماتهم كانت سب وتوبيخ منها وتوعد وتهديد من قبلــــــــه .. لقد لاحقـها فقط لأنه أحبها حقاً وفتن بها ... لم يسر بطريق غير سوي سوى طريـــقها .. ليجد بنهايته هــاوية مـريعة من صنعهـــا ...
يتمـنى لو يجد عذر لها لكــن لايوجد للأسف هي مذنبة من رأسها حتى أخمـــــــص قدمـيها ...تباً لقلبـه الذي أوصله لهذة النهاية يتعذب بكل لحضة من حيـاته وكل تصرفه سيتصـرفه سيكــون نهايتـــه جحــيم أبدي بقربها أو بعيــد عنها ...
***
مرت شهرين منذ تم عقد قرانها وحتى هذا اليوم لم يحدث أي جديد بحياتها رغم أن بعض أفراد عائلتها تحولت حياتهم تحول كارثي ...
لم تستطيع أن تكبح ضحكتها على لبنى التي غضنت وجهها من الطعام الذي قدمته لهم فاطمة زوجة فيــــــصل الثانية ...
لبنى بتكشيرة :وش هذا ليه طعمه كذا تلعبين علي أنتي ليه تقولين لي حلى وطعمه غريب كذا لاحالي ولاحامض ...
فاطمة بلطف :أفاا عليك يالبون هذا حنيني ماتعرفينه وهو حلو حنا نأكله مع القهوة ...
لبنى ترمي شوكتها بأنزعاج :وأنا وش دخلني فيكم دامك جالسه عندنا تمشين على أسلوبنا ....ميري بليزز هاتي ســـويت ...
فاطمة بأستطراد عفوي :إلا لبون ليش تسمين كل الشغالات ميري اللي يهديتس أنا صدقت أن أسمائهم كذا ...
هيام تتدخل أخيراً:كلام لبنى مانأخذه كل على محمل الجد عشرين بالمية بس الصدق والباقي أختلاقات كاذبة ....
لبنى بأسلوب سخيف :هيام بلا فلسفة اللحين وش عرف فاطمة بكلمتك اللي قلت قصدها أني لاير كذابة بالعربي ..وغمزت لها بوقاحة ...
تدخل عليهم مـاريا من الخارج بأنفاس مقطــوعة :خالة فاطمة أهربي ماما جاية وراي وناوية الشر ...
لم تكد تنهي جملتها حتى دخلها جــــوانا بعبائتها الأنيقة وتحــتها ملابس تصرخ بالبذخ والفخامة والعصرية :تعي على فين رايحة بدي أحكي معك فطمة خانم ...
هيام تحوقل :جوانا أذكري الله مالك شغل بالأدمية عندك شي روحي تكلم مع زوجك ...
جوانا تتخـــصر بأنزعاج :ليك أنا شفت خلئته حتى أحكي معه ...أحكي أنتي فطمة خانم أمبارح يومي ولايومك يامحترمة ياأمينة ... مو حكيتي بدنا نصير أخوات ولاوحدة تغلط على التانية ومالنا شغل في خصوصيات بعض ....شو هيدا ممكن تفسريلي ...
فاطمة بصدق :والله وأنا أختك ماشفته والله ياأم بدر أنه ماهو عندي البارح ...
جوانا تظرب على صدرها بجزع :العمى مايكون أخذ التالته ...
هيام بصدمة من تفكيرها:ليش هي حلاوة ...
لبنى :السبحة تسحب بعضها دامها أخذ الثانية مو بعيدة الثالثة بس أهم شي كيف بيكون اللوك ....يعني مع الفرق الخرافي بين الأولى والثانية أتوقع الثالثة بتجي جلطة ...
ماريا بأنزعاج :هي أنتي مو كنك تغلطين على أمي وخالتي ....
لبنى بسخرية :عاد هذي مصدق نفسها مرة يالناس فيه وحدة عاقلة تحب مرة أبوها ....
توكز هيام بكوعها وتغمزلها :تعلمي منها خوذي عندها دورة شوفي ضرتها وبنتها كلهن مشيتهن على العجين مايلخبطوش ....
جوانا تتجاهل لبنى :فطمة ماتتصلي بجوزك تسأليه فينه ...
لبنى :شوفو النجسة بتورط فاطمة ..حرمة لاتتصلين مالك علاقة فيها تبي تسأله هي تتصــــــل ...
يقاطعهم دخول فجر التي أنضمت أيضاً لهم بالمنزل بعد الوعكة الصحية التي مــــرت بها والفترة الطويلة التي بقى فيها خالد بالخــارج حتى أنه أعتذر عن تدريس مواده هذا التـــــرم ..
لبنى تقفز من جلستها لتغادر الجلســــة :فتكم بعافية ...فطوم لاتتصلين ماأوصيك ..
فجر بسخرية وهي تجلس بثقل :أيوة أذا حضرت الملائكة ...
لبنى بلؤم وهي تمد أصبعها أمام وجه فجر :الشياطين أنتي وأشكالك ولا أذكرك ببعض الشياطين اللي كانو صديقاتك ...
فجر تتجاهلها :فاطمة ياعمري صبيلي قهــوة ..
فاطمة بعفوية :أبشري ...
وأخذت دلة القهوة وصبت لها فنجال ..
ماريا بأنزعاج :لو سمحتي أستحي على نفسك خالتي فاطمة أكبر منك أحترميها شوي مو جالسه تتأمرين عليها ...
جوانا بحزم :ماريا ماخصك كل حد عنده لسان ويحكي فيه ...
هيام :ياجماعة أذكروا الله ممكن تجلسون مرة دون جدال ...
جوانا تتعدل بجلستها وتعيد ترتيبها عبائتها حــولها :أيوة هيوم حبيبي متـى بدنا نفرح فيك ...
هيـام زفرت بضيق وكأنها تنقص من يذكرها بالأمــر إلا يكفيها كل ماعشته الشهرين المـاضيات أولاً بسفرة والذي لعب بعقلها وجعلها تكاد تكره نفسها من شدة ماشعرت أنها السبب وأن سفره هرب منها .. مشاكله مع زوجته لم تجلب لنفسها أي راحــة .. هي أنسانة لاتحب أن تتدخل بالأخرين كيف أن تكون سبب مشاكلهم ...الجميع يبغضها بالتأكيد ...
عودتها للعمــل وعودته هو بعدها بأسبوعين لم يكـــــن مريح أبداً كانت لاتخرج من مكان إلى آخر حتى تسطر ألف دعاء وتـوسل أن لاتقــابله كانت كل يوم تخرج فيها للعمــل تشعر أنها ذاهبة لأرض العدو من شدة الضغط الذي تشعر به ...
:إذا جاء أبوي كل شي بيتحدد اللحين مافيه شــي جديد ...
صمت الجميـع ولم يعـقب أحد على جملتها الكثير من المتواجدين يننتظرون عودة بدر وكل له غايته الخــاصة ....
ماريا تقف :بروح أسلم على جدتــي ...
فاطمة تقف :خليني أروح معك ...
هيام تمسك يدها لتعيدها :أنتي أجلسي أمي للحين تحسبك مرة أبوي بليز فطوم تفهمي الوضع ...
جـوانا تفتح عينيها المزينة بأتقان بتصــنع :آآي العمــى كيف بتفكر مرة عمــي ..عمي بدر أكتير مزوء مافيه يأخذ حدن مثل هيك ...
فاطمــة كان ردها مجـرد أبتسامة عفــوية دون تعــقيب هي ناضجة كفاية حتى لاتهتم للأساءت المبطنة التي ترسلها لها جــوانا ..
لكن هناك شخص أهتــز من هذا التعبــير وغادر المكان بأستــياء ...
هيام بدهشة من طريقة فجر بمغادرة المكان بسرعة :بنت شوي شوي على نفسك ...لاحول ولاقوة إلا بالله هذا بتجننــي بتصرفاتها ..متى تولد وأرتاح من همها ...
فاطمــة بطيبة :الله يسهـل عليها مسكينة مـوصل ...
جوانا تغضن وجهها بأشمئزاز:بطلي تتكلمي بخرافاتك هي مافيه حد يأخذ أكثر من شهــوره أكيد لساته بدها وئت أكتر لتولد ...
هيام التي تعبت من أسلوب جوانا :أم بدر أجلسي بأحترامك ولا مع سلامة ...
جوانا تتظاهر بالضعف :شو هيوم حتى أنتي بدك تصيري ضدي شو عملت لتعاملوني هيك العمى حتى ضرتي مابتعاملني متلكن ....
صـوت الباب الرئيسي للمنـزل ينفتح تترقب العيون للداخل والذي كان حقاً مفاجئة ....
هيام بفرحة وهي تقفز من مكانها وتسرع للقادم بدر:أبوي وأخيراً الحمدلله على السلامة ....
بدر يتلقى سلامها بسعادة وبعد أن فرغ من السلام عليها لفت أنبتاهة وجود وجه غريب يلتفت للفيصل الواقف خلفه والذي أحضرة من المطــــار ..
بدر لهيام :الله يهديك ليش مجلسه ضيوفك بالصالة كان دخلتوهم للمجالس الداخلية ...
هيام بلؤوم وهي تكتشف أن فيصل لم ينقل الخبر لوالده بعد :أي ضيوف هذي فطوم زوجة ولدك ولاماوصلك الخبر .....
فيصل بأندفاع :لاواصلة الخبر ...
بدر بنظرة متفاجئة حين أخبرة فيصل أنه تزوج توقع شيء ولكن مايراه الآن شيء أخر لايمت لتوقعاته بصلة ينطق بداعبة :أجل خلوني أسلم على حريم ولدي الذيب اللي مجمعهن سوى ....
فيصل بأنزعاج يتوجه للجلسة يشير لجوانا الذي فاجئة وجودها:أنتي وش تسوين هنا ...
جوانا بصدمة فهي لم تتوقع أن يحدثها هكذا أمام عائلته : أبو بدر شو هالسؤال الله يسامحك جيت لأزور مرة عمـــي ....
يقترب بدر ليقاطع كلامهم الذي وصل للجميع ...
بدر بترحيب :السلام عليكم ...حيا الله حريم ولدي ....
جوانا تسلم عليه بأنزعاج من ردة فعل فيصل :أعزرني عمـي مافي أجلس معك أتسمم بدني من كلامو لأبنك ...
بدر يمسك يدها ليوقفها من المغادرة :أجلسي وأنا عمك ماعليك من هالخبل ....ويوجه حديثه لفيصل :رح شف شناطي نزلوها أو لا
فيصل يقف بتردد يريد أن يرد بشيء ما ولكن لسانه لايسعفه يغادر المكان بأنزعاج ملحوظ ...
فاطمة تسلم على أبو فيصل وتقبل رأسه ويده بحياء فهي ولو وصلت لهذا العمر لكن تخجل من الرجال الغرباء :الحمدلله على السلامة ياعمي وشلونك عسى ماأتعبك الطريق ...
بدر يجلس بأرتياح :الله يسلمك يابنتي طيب يارب لك الحمد والرحلة كانت مريحــــة ...
هيام التي أتصلت على الفتيات لينزلن :كيف فاتن وعيالها وأبو سهيل وشهاب كيفه أستقرت أموره هناك ....
بدر :كلهم طيبين ويسلمون عليكم شهرين وفاتن بتجــي وبيستقرون هنا أبو سهيل خلص شغله بالسفارة وبيستقرون هنا .... وشهـاب أموره زينه وبدت جامعته وأن شاءالله مايرجع إلا وهو مع شهادته ....
هيام بتفاجيئ :بيجلس لين يخلص ...طيب وهيا ...
بدر بنبرة واثقة :بأذن الله ماراح يرجع لين يخـــلص وهيا خلاص أنسوها مثل مانساها شهــاب طلعت من حياتها ولاعاد أسمع أحد متكلم معها تجاهلوها وخصوصاً انتي يمكن تحاول تقرب منكي عشان مرة عمها لاتسمحين لها تدخل حياتك أبد ....
عاد فيصل الذي دخل وخلفه أحد الخادمات تدفع عربة محمل بحقائب والدة ....
فيصل وهو متوجه للأعلــــى :فاطمة ممكن شـــــوي ...
صعدت فاطمة خلفة وهي منحرجة من نظرات جوانا الحانقة عليها أمام عمها ..لاتعلم لما فيصل يتعمد أزعاج جوانا بتصرفاته هذه أمامها ...
حين وصلوا أخيراً لجناحهم دخل مباشرة للحمام وهو يخبرها أن تخرج له ملابس مريحة للمنزل ...
من جهته وهو تحت الدش أخذ يفكر بأحداث الشهرين الماضية التي لم يصدقها أحد من عائلته وتوقعوا أنه هذه نزوت منتصف العمر وجائته مبكرة .... هو لن يكذب ويقــول أنه يحب فاطمة أو فتن بها ...لكن شيء جذبه لها وكانت البداية من ذالك المصعــد وحين أكتشف لاحقاً من أبن أخيها أنه خالته الكبرى وهي غير متزوجة ... كان قد ألتقيا بمصلى المستشفى حين عاود الأعتذار منه حسناً ليكون صريح عمار أعجبة كأبن لطالما تمناه وهو يراقب الأيام ليشب بدر ويكون مثله يعجبه الفتية المعتزين بأنفسهم والمتظاهرين بالرجولة المبكرة ...
وسط حديثهم أخبره عمار بسذاجة وهو الذي تظاهر قبل ذالك بعكس هذا ببعض الأمور التي جذبته إليها ...
هو يحب جـــوانا الجميلة المغناج لقد أختارها عن حب وعـــــشق وفوران الشباب ...لكن فاطمة شيء ما يعجبة بالمرأة التفاني بخدمة الزوج التقدير والأحترام حد التقـــديس يرضي جانب فيه لطالما كان فارغ ... يشعر بالتوازن بوجود الأثنتين ... جوانا اعترضت وجن جنونها ولكن حين تعرفت على فاطمة تبخر نصف ذالك ولقد رأى بعينها نظرة الشفقة وكأنه أرتكب بحق نفسه جريمة بزواجه منها .... لذالك أمامها يحب أن يظهر بمنظر الزوج العاشق لفاطمــة وكأنها حق الثانية الذي يميل إليها ....الجميع أعتقد حين ذكر أنه يعزم على الزواج من ثانية أن سيتزوج صبية صغيرة أو ربما زميــلة موازي له بالطمــوح والثقافة لكن أختيارة لفاطمــة العانس المتواضعة التعليم صدم الكثيرين حتى والده لقد رأى بعينية أمارة عدم التصديق قبل قليل ...
أغلق المـاء وخرج بعد ان أرتدى معطف الحمــــام ... ليجدها تنتظره بمـلابسه لتساعده على أرتدائها هكذا ...
إلايبدو هذا مريح لأي رجــــل أمراءة صامته لن تبدأ الحديث حتى يبدأه وأن لم يفعل ستستمر بذالك حتى الغد ...
هو رجل يحتاج لهذا النوع من الهدؤ يوم تلو الأخر ومع جوانا للأسف يفتقده ..وهكذا يجد موازنة بحياته
أمراءتين تعطيه كل منهما جانب يرغبـــه .. هو لايظلم أي واحدة على حسـاب الأخرى
فقط الميل القلبـي ويتمنى أن لايؤخذه الله على ذالك ...
***
أوقف سيارته في الشارع المقابل لمنزل أخته وقطع الطريق بخطوات سريعة وهو يرفع غطاء جاكيته ليحمي نفسه من المطر المنهمــر خريف نييويورك قد أبتدى لاوقت لديه لملاحظة الطقس وخروج فصل وبدأ أخر هو منهمك بدراسته والجـري خلف مستقـــبله ...فتح الباب الأمامي وأزال حذائة وجاكيته توجه مباشرة للمطبخ الدافيئ ....
شهاب يقترب من الموقد ليفرد كفيه أعلاه :سلااام ...
فاتن المنهمكة بأعداد العشاء :وعليكم السلام وأخيراً مابغيت تتكرم علينا بهالــزيارة ...
شهاب بتأفف من ألحاحها:مشغول ياأم سهيل مشغـــول دراستي مو سهلة ماأدري كيف دخلت هالقسم ...
فاتن بحاجب مرفوع :مو بس أنت اللي درست طب كل أخوانك درسوة ماقطعونا كذا ..عموماً تعب الدراسة بيروح بس أهم شـي ماتضيع وقتك على شيء مايســوى كلها كم سنة وتصير دكتور قد الدنيا ونرفع روسنا فيك ....
يجلس على طاولة الطعام ويبدأ بتناول بعض البسكوت الموجود هناك ....فاتن بتحذير :لاتكثر منه بيسد نفسك عن الأكل ...
شهاب يقضم منه بتلذذ :هذا البسكوت أحبه يوم أذوقه ماأحسه يروح لبطنـــي أحسه يصعد لقلبي .....
فاتن بضحكة أندهاش من تعبيرة :يادكــتور البسكوت مستحيل يصعد للقلب الدم بس يروح هناك ...
شهاب ينفض يده من باقي فتات البسكـويت :وصفة لك شعــوري مو الطريقة العملية للهضم ...
فاتن :طيب يادكــتور ممكن تنادي نسيبك وعياله على بال ماأرتب لكم العشاء على الطاولة ...
شهــاب :أبشري بس لاتتأخرين لو جيت ومالقيت العــشاء على الطاولة بأكل رنيم البطــــة ...
يغادر المطبخ وهو يسمع تهديدات فاتن من خلفه أن لايعبث مع أبنتها بخشــونة ....
مر على مكتب أبو سهيل وأخبره أن العشاء جاهز ورد عليه ذاك أن يعطوه خمس دقائق فقط وسينظم إليهم على السفــرة ...
توجه مبـاشرة للغرفة رنيم ...نادى عليه بصــوت مخيف يقلد فيهم فحيح الوحوش :رنيممممم وينك جيت أكلك .....
أنفتح الباب فجأة ليندفع شـيء صغير ويمر من بين قدميــة يلحق فيها بضحكة :رنيم يالبطة تعالي بأكلك ....
ولكن تلك الصغيرة لم تتــوقف وأندفعت لمكتب والدها لتحتمــي به ...
أنهى ضحكته على طفلة شقيقته ذو الأربع سنوات والتي تبدو أصغر من عمرها بكثير ...
توجه لغرفة سهيل وطرق الباب بقوة :أنزل بسرعة العــشاء ....
وتركه لينــزل قبل أن يتذكـــــر الأبن الأخر والذي خرج قبل أن يطرق على بابه أحمد ذو تسع سنـوات يلعب بحـواجبه :مؤقتي البيولوجي يخبـرني أن وقت العشاء قد حان ....
شهاب يظربه على جبينه بداعبة :ومؤقتك ماخبرك قبل ماأتعب نفسي وأطلع لك ....
توجها مباشرة للغرفة الطعام وهم يتمــازحان ...
هذا أحد الأيام التي يقضيها في منزل شقيقته والذي لايتكرر إلا كـل عدة أيام .. يغير من أجواء الدراسة حين يصبح وسطهم ولايعلم كيف سيكـون حاله من بعد عودتهم للسعــودية ..أصبح لديه بعض المعـارف والزملاء من العرب والأجانب ولكن لاشيء يعـوض الأسـرة ...
فقط لتمـضي سنوات دراسته بسرعة ويعـــــود للبلده بعد أن يحصـل على شهادة الطـــب ....ليزاول عمله في مستشـفى والده ويرث مهنته ....
***
كان تمشـي بأحد أسياب المستشـفى بعد منتصف الليل مشغـولة بالتحاليل التي بين يديها والتي ستجريها بعد قليل للحالات المسـئولة عنها ومحتارة بين أنهاء جميع عملها أولاً أو أن تأخذ راحة قصيرة وتذهب للسليمان بمكتبه الذي أخبرها أن قد طلب عشاء متأخر لكليهما من أحد المطاعم القريبة من المستشفى ...
فجأة شعرت أن أعصار أنتشلها من مكانها أوربما تعثرت وهوت بمكان مظلم .....
حصل كل شي بسرعة حتى أن عقلها لم يسعفها لتفهم مايحدث حتى وجدت نفسها محتجزة بمكان ضيق مظلم قبل أن يضيء كشاف ما المكان ....
شعرت بيد تمتد لتزيل لثمتها قبل أن يضيء الكشاف وجه مهاجمها الذي ينحني الآن عليها ويثبتها بذراع المتكئة على الجدار خلفها :آسف بس كان لابد من هاللقاء وأنتي ماتساعدين على شوفتك بسهولة ......
هيام الذي قلبها كان ينبض بسرعة من رهبة الموقف أكثر من لقائة :ممكن أفهم وش هالتصرف الطفولي ..تدري أن قلبي كان بيوقف من الصدمة اللي حسيت فيها والرعب اللي عشته بسببك .....
همس قربها :سلامة قلبك ...بس كان لازم أسوي كذا محتاج أشوفك ...
قلقها أصبح يتفاقم وهي تفكر أن وجهها أصبح مجرد أمامه وخالي من أي زينة تباً أي لقاء أول يفترض أن يكون هذا ...
لفت بوجهها بعيد عنه :أسمحلي توقعت أعقل من كذا تصرفك كان أهوج وغير مدروس ...
دفع جبينها ليعيد وجهها إليه :طيب ياأم تصرفات مدروسة ترى ماأحب اللي يصد عني ناظري فيني وأنتي تكلميني ...
لم تستطيع إلا أن تعود وتبعد نظرها للجهة الأخرى كيف يطلب منها أن تنظر للوجه بهذا القرب إلا يكفي جسده الذي يكاد يلامس جسدها والمكان الضيق والكشاف الذي يرهبها ضوئة وتواجدهم بمكان غير آمن وممكن أن يدخل عليهم أي أحد فجأة :أنا مو مرتاحة بهالوضع ممكن تتركني أطلع اللحين ونتكلم بوقت ثاني ...
تملل بوقفته وهو يعيد وجهها إليه :ليه مو مرتاحة وش اللي ماهو مريحك ...
ضغطت يديها التي فردتها على الجدار خلفها :يعني أنت تحس الوضع اللي حنا فيه طبيعي أول شيء أنت فاجئتني
وأنا غير مستعدة بعد لهذا اللقاء والمكان اللي حنا فيه ماهو مناسب ...
ضحكة ساخرة منه قرب أذنها أجبرتها لتنظر إليه فقط نظرة واحدة للوجهه الوسيم أجبرتها لتصد عنه مرة أخرى ...
تعالت ضحكته قليلاً لاتعلم ماذا رأى على وجهها ليجلب له كل هذا المرح :المفروض أنا عايشين مع بعض من شهر وثلاث اسابيع وأنتي جاية اللحين تقولين مو مستعدة لهذا اللقاء ...صمت قليلاً :لو مشينا على طرقك المدروسة ياهيـآآآم بنطــول على بال مانصير مع بعـــــض ...
تلاعب بنطق أسمها لايمكن لأذنها أن تخطأ نبرة السخرية بلسانة ..تكتفت بتوتر لايمكنها أن تخسر أول مواجهة بينهما أن تستسلم لمشاعرها ستكــون الخـاسرة حتى لو كان وجوده معها وعن هذا القرب كان حلـم وتحقق لن تضعف عليها أن تظهر عكس ماتشعر حتى تكون الرابحة :اممم أصلاً كل شيء بينا ماهو مبني بطريقة سليمة والتسرع اكثر من اللي حصل ماهو بمصلحتنا أحنا الأثنين و ....
قاطعها بشخرة سخرية :هونك على نفسك راح تتعبين بألقاء الخطبة اللي جالسه تدور براسك الكلام هذا قوليه لغيري يوم تتكلمين معي تكلمي على طبيعـــــتك ماأحب هالأسلوب يكون بيني وبين زوجتي ...
تقاطعه بسرعة بديهة :وبأن شايفين قدامنا نموذج فاشل للأساليبك أتوقع المرة هذي تخــليني أنا أجرب أساليبي .....
يريح جبيه على الجدار قربها :والله أنتي شكلك بتعبيني معك كثيررررر ...
أستسلمت لنظرة عينية المتعبة وأنجذبت لها دون شعور منها حتى وجدت نفسها تنطق بنبرة مسحــورة :لاتفكر كذا
أنا ماعندي نية أتعبك معي بالعكس ...صدت عنه حين شعرت أنها أطالت النظر إلية :خلينا نكون واضحين من البداية
مافيه أحد منا يكون حامل بقلبة شي على الثانــي ..مثلاً أنت لو شايف أن دخولي لحياتك خربها وتسبب بتفريقك عن زوجتك وبناتك أنصحك من البداية توضح رأيك وتخلينا نفتــــــرق وحنا بسليم أحسن ماله داعي نجـرح بعض ونزيد حياتنا تعقيد ....
هذه المرة لمسته كانت على فكها وكانت رقيقة لف وجهها لوجهه :هذا اللي كنت أبغاه .. أبغى أحس أني ماأخطأت يوم ضحيت بكل شي عشانك قوليلي ياهيآآم أنا مو غلطان أني أخترتك خليني أعيش بسعادة مماثله للي كنت عايشها أو أفضل حتـــــى ...
صدت عنه لكنه ضغط على فكها بقوة هذه المرة :حسسني أني ماخسرت عطيني شي ماعطتنياه هي ... آسف لكن محتاج هالشي محتاج هالقرب ..أستسلمي لهذي اللحضة وعيشيها معي لاتفكرين بالصح والخطأ ...
كانت غارقة بكلامة التي شعرت أنه ثقيل على قلبها يريد الكثير منها ولم يفكر ماتريد هي ...أستسلمت لقبلته لم تفكر كثير ولم تصد عنه ربما لعامل المفاجئة دوره لكنها كانت فهمت من كلامه بعض ماينويه .... كانت تشعر بالخدر برأسها حين تركها أخيراً ... كانت أنفاسة ثقيلة قويه بعكسها هي ...حتى بعد أن غادر المكان مازالت تشعر بها وبسخــونتها ...
جلست على الأرض بالمكان الضيق المظلم وهي تستمع لصوت دقات قلبها المرتفعة ماحصل معها يعصف بمشاعرها جنون ماتشعر به جنـــــون ياءالله لاتجعله يتركها بعد أن زرع نفسه بداخلها هكذا كيف ستتخلص منه وهو قد أصبح يجري بعروقها منذ هذه اللحضة .... لقد عاشت معه لحضة كهذة كيف ستعيش باقي العمر بدونة ...
***
من جهته كان يسير بسرعة وفي لحضة ما كان قد مسح شفاته بطرف كمة دون أن يشعر بتصرفه جنون مافعله أي كان عقله حتى يتصرف بهذة الطريقة الهوجاء ...عقله لم يعد يتصرف بطريقة صحيحة بعد مافعلته به ليــلى لقد أطاحت بكل صوابة حتى أصبح لايعلم كيف تصرف ومع من .....لم يفكر فيها حتى قبل أن يراها بتلك اللحضة شعر بنفسه حانق عليها
أجل هذا كان مايشعر به حين صادفها بالممر كانت غارقة بالنظر لأوراقها ولم يلفت أنتباهها وجوده لايعلم ماذا أراد منها بالحقيقة ولكن أخافتها أو أزعاج هدوئها كان أحد مطالبه ...
لكن حين أنحشر معها بذاك المكان الضيق القليل من هرموناته تحركت وهو رجل بالأخير وزوجته قد جافته للمدة طـويلة وربما قريباً سيصبح مطــلق والزوجة الثانيــة التي كانت سبب كل هذا لاتعلم عن معاناته شـيء ...
أراد تجربت شـيء ما يخبره أنه لم يخطأ حين أختارها يحتاج لمكافئة تدفعه للأمام وجزاء على نخوته التي خربت بيته وفرقته عن بناته حتى ...
بحث عن سـلوى لقلبة ومـرهم لجـروح روحه ..كان الحديث معها ممتع صـوتها الهاديء كان مــسكن ومخدر لسمعه دغدغ مشاعــره وأشعره بالسكينــة .. لم تكن حادة ولالينـة مابين وبين متأرجحه بينهما لايخفـي أن التحدي بصوتها أعجبه لايحب لأنثاه أن تكــون خنوعة مستسلمة أو أن تمثل ذالك كما كانت تفعل ليلى وكشرت عن أنيابها بعد دهـــر من العشرة ... في أحد اللحضـات ألتقت نظراتهم رغم حرصها كما لاحظ أن لايحدث ذالك ...
في عينها رأى الكثــــير لم تكن نظرتها له عادية ,, نظرة عرف منها الكثير هي بالتأكيد تحـــــــبه كما قال الجميـع ...
ياءالله تلك النظرة كم فعلت به الأعاجيب لقد ساقته لها كأسيــــــر بعدها لم يعـي ماذا يفعل ولم يتصرف بتعقل ولالحضـــــة كان مندفع مسحـور تحت تلك النظــرات لم يعي على نفسه إلا بعد مافعل فعلته ...خرج كالمجنــون من المكان لايعلم كيف تجرأ على ذالك لم يكن بعقله مستحيل أن يكون بعقله ويفعــــل ذالك ....
هو ليس بالمتهــور والأحمق الذي تسير نزواته ولايشعره أستراق هذه اللحضـات بالأماكن العامة بالنشــوة ...
ويزدري عادةً من يفتعل هذه الأمـــــور ولم يفكر يوماً أن يكون منهم كيف سيكون مظهره لو كان هناك من لاحظهما بالصدفة أو أكتشف خلــوتهما عن قصد ... كل هذه الأفكار تعزز خطأ تصرفه وسوء ســلوكه معها وبحق نفسه وسمعتهما وكأن هذا ينقصهما ...
***
عملها لايسير كما يجب يوجد الكثير من المتبرمين عليه وكثيراً ماعملت وحين تنتصف يبدأن بالتذمر من عملها وأنه غير محترفة وقامت بالنصب عليهم ... للأسف سولاف كان محقة وسرعان ماأكتشف أمرها لكنها أستمرت بالعمل مع النور التي حقاً كان عليها أقبال جيد وفوق المتوقع أستمرت هي بعمل أستشوار الشعر وتشقير الحواجب فهيا تتقن الأمرين ومحترفة بهما وتوقفت عن عمل المكياج لأن لاأحد أصبح يطلبها لذالك ربما كان عليها أن تتدرب أكثر .... بالأضافة لذالك مازالت تعمل بصنع الحلويات من المنزل وأيضاً هذا عليه أقبال ولكنه متعب ومرهق لأن المقادير عادة لاتكـون متوفرة بدكان الديرة فيكون عليها الذهاب للأماكن خارجها للبحـــث عن تلك المقادير ...
تكذب لو قالت أن أمورها تسير بطريقة جيدة فلاشيء أرادته وخططت له يحدث معها ..فمثلاً أخوتها أستطاعت أن تدخلهم للمدرسة رغم عدم وجود ملفاتهم لأن المـدير من أهل الديرة وأراد مساعدتهم على أمل أن يحضروا لهم ملفاتهم في وقت لاحق ولكن سارا لم تستطيع أن تلتحق بالمدرسة لأن مديرة المدرسة للبنات رفضت أن تقبلها بجميع الأحــوال ..
حـازم أو شهــاب أنقطعت أتصالاته حاولت التواصل معه ولكن ذالك الرقم لم يعد موجود ... وهي للأسف حــــامل
تأكدت من ذالك لقد أحضـرت تحليل حمل منزلي في أحد المـرات التي ذهبت فيها خارج الديرة لم تكن لتجازف وتأخذة من صيدلية الديرة الوحيدة ....
لاتعلم كيف ستستمر هنا وهي حامل وكيف سيفكر الناس بها رغم أنها أخبرتهم أنها متزوجة وزوجها قد سافر للأكمال دراسته تحسباً لو حدث معها حمل ...
لكن كل هذا لايهم أمام تخلي حازم عنها لقد مضى شهرين كاملين ستون يــوماً ولم يعد بعد رغم أنه وعدها بذالك كيف ستخبر العم صلاح وبقية أخوتها أنها حامل لاتملك أي قوة لتفعل ذالك تتمنى لو بأمكانها الهروب هذه المرة ولكن لوحدها ....
أنتهى عاشقة ديرتها
|