كاتب الموضوع :
عاشقـة ديرتها
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: حبك خطيئة لاتغتفر/بقلمي
الرابع والستون
تغلق عينيها لليلة الثانية بعد أن فقدت الأمل من مجيئة ... كان اليوم بأكمله ساعات أنتظار كل لحضة أعتقدت أنها ستسمع رنين الجرس معلناً قدومه أو أتصال على هاتفها يخبرها أنه بالخارج حضر على الوعد الذي بينهما...ولكن أي من هذا لم يحدث أبداً .. وهي غير صبورة بطبعهاا مالذي ينتظره لما لم يأتي فوراً ويستمع لما لديهااا كيف لديها كل هذه القدرة على الأحتمال أم أنه غير مهتم من الأساس ...ولكن تصرفاته كان توحي بالأهتمام لقد أراد أن يعرف .... هل أكتشفت عائلته الأمر وحاول تشويشه من جديد هل صبو عليه المزيد من الكذبات والخدع كعادتهم ... هل حرفوا الأمر وأظهروا بمظهر المذنبة وبرأو أنفسهم من جرمهم ...نهضت من سريرها وأرتدت معطف فوق بيجامتها وتوجهت للزاوية غرفتها التي حولتها للمرسم بدأت بفتح الألوان وأختارت فرشاة نظيفة وبدأت بتلوين اللوحة على الأستاند والتي كانت قد لونت نصفها من قبل فقط مجرد ضربات بالفرشاة دون تركيز أو أهتمام بما ستتحول له اللوحة وأنها تدمرها بهذة الطريقة ... كيف تحولت حياتها لهذة الطريقة طوال يومها كل ماتفعله الركض خلف شهاب وأستعادته والتفكير به وتحليل الماضي والبحث عن حلول للمستقبل ..ماذا كانت تفعله من قبل ألم تكن تعيش جيداً كانت حياتها هادئة وتقبلت الأستمتاع بها دون محاولة مجابهتها ... أرادت أستعادة شيء من الماضي غير موجود فأخوتها من حولها الذيين لم يفقدوا ذاكرتهم تغيروا فمابال من نسى ذاكرته وتخلى ... لما علقت أمالها به وكأن من سينتشلها من حياة اللاحياة التي تعيشهااا ... أخطأت حين أعتقدتهم شريكين حقيقيين بالحياة وعليه أن يشاطرها ألم الماضي هو لايهتم نسى بل هو لايعلم حتى أنه أصبح أب بفترة ما من حياته لم يذق مرارة فقدان الأبنه التي تجرعته مرارا كل عام يمضي حين تتخيل أبنتها لو كانت مازال الحياة كم أصبح عمرها وماكانت أحولها وكيف سيكون حالها هي كأم ... لايتذكر الماضي الذي شاركها به ولا الماضي الذي حدث بعد مغادرته وليس مهتم أصلاً بمعرفة الحقيقة .. يبدو أن حان الوقت لتبحث عن حياة حقيقية تعيشهاا بعيداً عن أوهام الماضي ... والسعي خلف سراب حازم ...
####
أستلقى بفراشة بعد أن أرتداء ثياب نومه هذه الليلة الأسوأ في أسبوعة هو فقط ينتظر حلول الصباح ليفر بجلده من هناا ... شعر بها تنضم له بالفراش رائحة عطرها الثقيل تكتم أنفاسه ألتفت إليها بعد أن نادته أكثر من مرة ...
ليلى بثياب نومها الفاتنه وجمالها الساحر :دريت عن أخوك !!! .. يقولون متبرع لأخوه من أبوه بكبدة ...
فهد بعد أن حوقل بداخله يرد عليها ببرود :أنتي ليه ماترقدين يامرة وتفكينا من القيل والقال واذا يهمتس مره لا مادريت ولا يهمني أدري الله يستر عليهم مالي شغل فيهم وأنا ماعندي أخوان ....
ليلى بوقاحة لم تكن من طبعها ولكن بروده ولامبالاته لها حولها لأنسانة أخرى خصوصاً بعد ماعاشته مع نايف وهي التي أعتقدت أن فهد سيعوضها بحبه ولكنها أكتشفت أنها خسرت من الجهتين : اللحين كل حريمك لارحت عندهن عطيتهن ظهرك ونمت أجل وش هوله مجمعهن على قلبك مغير مخاسير على الفاضي ...!!!
فهد بأنزعاج وهو يفكر أن هذه الليلة لن تنتهي بخير :يامرة أستحي فيه وحدة عاقلة تقول هالكلام لرجلها خلاص ماعاد فيها حياء فصختيه على الأخر ....
ليلى بتأفف وهي تجر اللحاف عليها :خلاص نام نام وش أرتجي منك ياأبو الثلاث ...
أعطاها ظهره وعاد للمحاولة النوم ليلتها هي الأسوأ في لياليه يحاول تجنبها قدر الأمكان لم يكمل أسبوع من زواجه منها حتى أدرك حجم خطأه لقد تزوجا للأسباب الخطأ كل واحد منهما بحث عند الآخر عن شيئ غير موجود هي تزوجته بحثاً عن حب قد مات وأنتقاماً من زوجها السابق وهو تزوجها بحثاً عن ليلى أخرى لم يجدها فيهااا ...ولكنه لم يستطيع الأنفصــال يشعر أنه يرتكب خطأ شنيع بحقها لو طلقهااا يحمل نفسه خطأ الزواج بها وعليه تحملها للآخر هي لم تطرق بابه هو من طرق بابهااا ...
أغمضت عينيها بحرقة ودمعة حارة تفر من بينهمااا هكذا أصبحت حياتها تشحذ الحب والمودة والعطف من رجل خالي منهااا ...كانت حياتهااا أشبة بالقصص الخرافية والرويات الرومانسية مع زوجها السابق ولكن دخول أخرى بينهما قد دمر كل شيء على الأخر لم ترضى أن تتشارك معها فيه لم ترضى أن يقسم الحب بينهمااا .. فأصبحت اليوم تشارك اثنتين زوج خالي من المشاعر ...
تشعر أنه عقاب طال أنتظاره من بداية قصة مراهقتها مع فهد وعلاقتهاا من خلف عائلتها معه كانت تشك دائماً كيف لها أن تحظى بعد تلك الغلطة بحياة سعيدة ويبدو أن ظنونها كانت محقة دار بها الزمن لتدفع الثمن ...
###
كانت تجلس مع أخيها الوحيد والذي بعمر أبنائها ..بعد أن دارت بينهم الكثير من الحوارات سألته عن الموضوع الأساسي وكل مايشغل بالها في الأونة الأخيرة حوله :هاه وأنا أختك ماهداك الله وتخليني أخطبلك ...
سليمان بضحكة مجلجلة :والله العظيم قبل ماتنطقينها أقول غريبة تأخرت هالمرة مافتحت الموضوع معي ..أنتي علامك علي كل ماشفتيني رجعتي لهالموضوع ترى رايي ماراح يتغير بأسبوع ولابشهر ...
أم فيصل بخيبة أمل :أنا بس لو أفهم وش اللي مانعك وش ناقصك ماتتزوج مثل غيرك وأنت صاك الأربعين ...
سليمان يسكب لنفسه من دلة القهوة أمامه :هذي المشكلة ماناقصني شي بدون زواج ليش أتزوج ....
أم فيصل بأنزعاج :هذي ماهي حياة طبيعية ماودك يجيك عيال وتسعد فيهم ...
سليمان يهز كتفيه بلا مبالاة :وليش تربطين السعادة بالعيال الحمدلله أنا أحس نفسي سعيدة بدونهم وأذا على العيال ماهو كل المتزوجيين عندهم عيال هذا ولدك طراد له فوق 8 سنين متزوج ولاخلف ليه ماتلتفين له شــوي ..
أم فيصل :وأنت هذي عادتك لو كلمتك بموضوع يخصك لازم تلف وتدور وترجع على عيالي ....
سليمان وهو يضع فنجانه ويهم بالوقوف :أتوقع وصلنا لطريق مسدود بهذا الموضوع عن أذنك بشوف رفل قبل ماأمشي ولا بعد هالمرة ممنوع ...تخافون أهرب لها ممنوعات ..!!!
أم فيصل :بس لاتطول ترى أبوها وأخوانها مايدرون أنك عارف بموضوعها وتجي تقابلهااا ...
سليمان بنبرة حاقدة :ايه بعد ماحرموني من لبنى بيلحقونهااا رفل نسوا أني أنا اللي أهتميت فيهن وكنت لهن أخ وأب أكثر من خاال بس عادي تعودنا على نكران الجميل من زمااان ...
####
بعد أن أستيقظت صباحاً وأعدت لبيبو الأفطار وفتحت له التلفزيون في الصالة العلوية من منزل والديهاا المتوفيين ...
كانت تشرب قهوتهاا وتتصفح هاتفها بدأت برسائل الواتس اب ...
بعد أن فتحت عدت محادثات لفت أنتبهاها محادثة من صفية قبل عدة ساعاتين السابعة صباحاً بالضبط ...لما صفية ستراسلها بوقت مبكر كهذا ..
فتحت المحادثة لتجد عبارة السلام عليكم صباح الخير معليش على الأزعاج لكن أمي من الفجر طلبتني أسجل لها رسالة لك .....
وبعد رسالة صوتية ... بقيت تحدق فيها وقد زادت نبضات قلبها ماذا سترسل لها العجــوز !!! ... وتذكرت آخر موقف بينهما وأنهيار العجوز وهي تترجاها أن لااتتزوج من أبنها الأصغر وتدمر حياته كما فعلت مع الأكبر وأنا زوجها مصر على تزويجها لأحد الأبنين .... أعتدلت في جلستها وأغلقت المحادثة .. عضت أنا ملها من التوتر خائفة من محتوى الرسالة وماستحمله لها ,,لاتريد المزيد من التوبيخ والأهانات .. مالذي أستجد في الموضوع حتى ينفتح مرة أخرى لقد أعتقد أن هذا الأمر أنتهى للأبد ...
بقيت عدة دقائق واجمة لاتعلم كيف ستتصرف ولكن أخيراً شجعت نفسها لتفتح الرسالة لأن صفية بجميع الأحوال سترى أنها قد قرأت ماأرسلت لها وستستغرب من عدم فتحها للمحادثه الصوتية ....
بعد أن زفرت بقلق ضغت على علامة التشغيل وأخذت تستمع بدون تركيز لصوت العجوز وهي تشعر أن دقات قلبها تصم أذنيها حتى أن الرسالة قد أنتهت وهي لم تفهم مجملها وعادت لتفتحها من جديد ....
((السلام عليكم ..وشلونتس وشلون ولدتس .. حنا صار بينا هرج يوم كنتي في بيتنااا .. وقلت لتس أرجعي لزاهد اللي كان زوجتس ..واليوم مر ولدي بحادث وشاف الموت ومافيه أشفت من الأم على ولدها وولدي ماراح أحد بيوصل غلاته لو وش ماسوى .. وهو هاويتس وعيى عن الحريم من بعدتس بس إلا متى بيبقى على هالحال المرة هذي مرة بسلام ...بكرة يروح وهو ماخلف ولاعقب من وراه
اللي يرفع أسمه ... أسمع يابنت الناس حنا خطبناتس وقلنا لتس بالتصريح والتلميح نبيتس من جديد مرة له وأنتي للحين ماعطيتينا جواب له معني وينفهم بين الناس أنا أرجع وأعيدها لتس حنا نخطبتس مرة لولدنااا وبتعيشين أنتي وولدتس معززة مكرمة معه وماراح يجيتس اللي يزعلتس منا ولامن بناتنااا ...
نبـي رد صريح ومفهوم أذا موافقة قولي أيه ولا قولي ماني موافقة والله يستر عليتس وأنا ماني مخليه ولدي بدون عـــرس المرة هذي مزوجته مزوجته منتس ولامن غيرتس وأنا ودي لو ترجعين له أنتي دامكم هاويين بعض وبينكم تفاهم ومودة ... يالله فمان الله وننتظر رداً زين على طلبنا والله يكتب لنا ولتس اللي فيه الخير ))
عادتها للمرة الخامسة ورأسها يدور ويدور لقد أعتقدت أنها أغلقت الموضوع معه مرة أخرى ولكنها أصبحت لاتفهم شي لم تشعر بنفسها وهي تدور بالمكان كالمعتوهة حتى شعرت بضحكات بيبو وهي يركض حولهااا معتقداً أنها تلاعبة ...
####
أستيقظ قبل صلاة الظهر بمدة بسيطة كان النوم مازال على ملامح وجهه حين جلس مع والدته وصفية التي أعدت له قهوة جديدة وطعام الأفطار ...
زاهد وهو يتناول فنجان القهوة منها :الله يجزاك خير ..وين أبوي ؟؟
صفية وعينيها تتنقل بينه وبين والدتها التي تحمل مسبحتها وتتم بالأستغفار :طلع على الساعة عشر يقول بيقضي له كم مشوار قبل الصلاة ...
هز رأسه بتفهم وهو يأكل من طبق التمر الموضوع أمامه :ووش أخبارك يمة وش شاغل بالك ...شكلك مسوية مصيبة ..!!!
أم زاهد بجزع :الله يكفينا شر المصايب وش هالخرابيط اللي مصبحنا فيها ...
زاهد بتعجب :لا والله شكل وراك سالفة أعرفك اذا مسوية شي مرة ماتهرجين أحد ...واللحين قبيتي بوجهي وأنا ماقلت شي شكل ببطنك علم طلعية مين يفهمك كثري ....
أم زاهد تقوم بثقل لتغادر المكان وهي تقول :أروح أتجهز للصلاة أبرك لي من مقابلك ...
زاهد يلتفت لصفية ليرى علامة الذنب على وجهها :لاوالله السالفة كايدة وش فيكم قلتها مزحة وشكلها جد !!!! ...
صفية بصوت هامس :والله ياخوي مالي ذنب هي اللي أجبرتني من صباح العالمين وهي تقول أرسلي عليها أرسلي عليهااا ...
زاهد بتعجب :من هي ..؟! قالها وهو يعتقد أن المقصودة أحد أخواته ...
صفية بعد صمت ثواني بقلة حيلة :بشاير ...!! ...أمي أجبرتني أسجلها رسالة صوتيه تسألها عن ردها على موضوعكم !!! هي قالت لها أخر مرة كانت عندنا فيها أرجعي لزاهد ولاتوافقين على مصعب واليوم أرسلت لهاا تقولهااا وش ردك على رجعتك لزاهد أنا مزوجته مزوجته أنتي ولاغيرك .....
زاهد الذي مال الفنجان من يده من شدة ذهوله حتى أنسكب على السجاد تحته ...
صفية وهي تراه بذاك الحال :ومن اليوم تنتظر ردهااا ...فتحت الرسايل بس للحين ماردت ...
زاهد بعنف :ولاراح ترد وش ترد تقول مين قال لكم أصلاً أني أبغاها هذي سواتك وأنتي اللي عارفة كل شي أنا وش قلت لك آخر مرة ليش تتلقفين وترسلين لهااا ليش ماصرفتي أمي لين أصحى وأتصرف معهااا ليش تحطيني بهالموقف متى تحسون فيني أنتم متى تحسون ..... يعني مايعجبكم لين تهين كرامتي وترفضني للمرة المليون ...ماترتاحون لين تعطونها الخنجر اللي تغرسه بصدري ليش تجددون لهااا الفرص بقهري وأراقة كرامتي ....
وغادر المكااان بغضب ئنت له جروحة ....
####
قبض على كفها التي كانت تمررها على شعره تارة وعلى لحيته تارة أخرى.....لتنتفض هي بمفاجئة لقد أعتقدت أنه نائم ألم تخبرها الممرضة للتو أنها أعطته المسكن وسيبدأ مفعوله سريعاً انتظرت المدة المطلوبة ودخلت وهي متأكدة أنه نائم ولن يشعر بتواجدها حوله ... وجذبها لشفتيه ليطبع قبلاته على نبضها قبل أن يعيدها برفقة يده ليضغطها على وجهه وبصوت هامس :كملي اللي كنتي تسوينه ..!!
سحبت يدها بأرتباك وأبتعدت عنه مزعجة وهي تخبره بزعل :أعتقدت أنك نايم !!
نايف وهو يعدل سريره ليجلس :عارف كنتي تجيني وأنا نايم ولما أصحي أتذكر وجودك مثل الحلم ... ماتحملت أبغى أشوفك قلبي ماتحمل أبغى أضمك وأنا صاحي مثل ماتضميني وأنا نايم ...عشان كذا ماأخذت المسكن وأشار له حيث تواجد على الطاولة جواره ... تعااالي ..
هيام بتجاهل وهي قد أتخذت أبعد مقعد عنه مكان لهااا :مو ناقصك ضمات جاك كثير من زوارك اليوم ...
نايف :وانتي وش عرفك باللي جاني من ضمات وانتي حتى مادخلتي عندي ..!!!
هيام :أعرف مايحتاج أشوف ..
نايف بمداهنة يمد يده إليها :طيب تعالي ماراح أضمك بس بلمس شعرك ووجهك مثل ماسويتيلي .....
هيام بأنزعاج مصطنع :أوف وش حركات البزران هذي ياخي عيش عمرك ...
نايف بتهديد :ترى بضطر أقوم وأجيك بنفسي تعالي لاتتسببين علي ...
وقف أخيراً لتقترب منه وهي تتظاهر أنها مجبرة على فعلتها هذه بسبب تهديده تجلس جواره على السرير ويمد يده ليسحب ماتمسك به شعرها لينسدل على أكتافها يتخلله بأصابعه ويداعب مؤخرة عنقها يقرب رأسها أكثر منه ويهمس قرب أذنها :تصدقين صرت أدعي لهيا بصلاتي على اللي سوته لنااا وأنها بألاعيبهااا جمعتني فيك ... مهما جربت بحياتي وعشت تبقين أجمل شيء صار بحياتي ... وأغلى من سكن صدري ... أحبك ياللي حبيتيني بقلبين ....
صمتت هادئة ورأسها يستقر على صدره حيث وضعهااا وأستمر بمداعبة شعرها ...هكذا هي الحياة بينهم يوم يمطرها بأعترافات كهذة وأيام أخرى تشعر أنها أكبر عقوبة يعيشها في حياته ....
####
يحب أن يأتي لهذا المنزل ويجلس بين بعثرة المكان ورائحة الغبار والحريق ليفكـر .. يشعر أن جميع أفكاره تصبح جليه واضحة هنااا لايعلم هل السر بالمكان أم بعقله المشتت ... لثلاث أيام متتالية يأتي ويجلس على هذه الأرضية الباردة وحولة المقاعدة المحطمة والزجاج المتناثر يحدق بلوحة مائلة على الجدار بقيت متعلقة بطرف بسيط توشك على السقوط لكنه لم يحين بعد ... يشعر أنها تميل أكثر في كل مرة يجلس بمكانه هنا يحدق فيهااا ....عقله في دوامة وقلبه في صراع .. وألف أمر يشغله ... ذاكرته زواجه عائلته زوجته !! ...فزواجه أمر وزوجته بحد ذاتها أمر آخر ... مابال عائلته لم أستغفلوه ودسوا عنه أمر كهذا هدأ أعصابة وفوران غضبة وفكر ألف مرة ووضع الأسباب والمبررات لكن لاشـيء يقنعه أي سبب لايبرر أنه أستغفلوه وعاملوه كفاقد للأهلية لايستطيع التعامل مع شئونة ومشاكله بنفسه ....لكن مايحيره ويثير جنونه لما زوجته وزواجه أمريين غير موجوديين بذاكرته ...عائلته بالتأكيد تعلم أنه لم يعد يتذكرهما مالذي حدث له بالحقيقة ليسقطا من ذاكرته هذا أمر أخر تم دسه عليه .... ولما زوجته بذات الغير موجود بذاكرته ومتى أختفت منهااا لايستطيع التذكر مهما ضغط على عقله يوجد حاجز هنا وحفرة عميقة هنااااك ذاكرته ليست سليمة بالكامل ... أشياء كثيرة عن الماضي حين يبحث عنها بعقله لايتذكر مثلاً تخرجه من الثانوية !!! ... هو يتذكر أول يوم دراسي من كل عام يتذكره كذكرى يخبره عنها والده ولكن تخرجة لقد كان قريب جداً لينساااه لما موقف مهم كهذا حصل قبل أقل من عشر سنوات ليس متواجد بذاكرته ...أمر ذاكرته يحيره كثيراً ويشعر أن هناك أمر أفضع وراء فقدانه لهااا وعائلته تدسه عليه ... ومن جهة أخرى يريد أن يعرف تفاصيل زواجه ولكنه يخشى ماسيسمعه منها لذا فضل أن يكون متأني في هذا الموضوع فهو يعلم أن ماسيكتشفه لن يكون بصالحه أبداً وربما سيصبح وضعه أكثر سوء لايعلم من الأمور التي سكتشفها له كيف سيكون دور عائلته ..عقله لايتوقف عن تصوير أبشع الحكايا ... وهو يعلم جيداً لو ذهب ليستمع لها لن تعود حياته كما كانت سيتغير الكثير من الأمور ....
وقف أخيراً ونفض الغبار عن ملابسه وحدق بساعة الحائط الثانية عشر صباحاً وقت متأخر ولكنه لايهم عقله أختار هذا اليوم وهذة الساعة ليستمع لما ستخبر به من ماضيهما معاً ...
###
الليلة الثالثة أنتهت ولم يحضر بعد حدقت لصندوق الذي جهزته على تسريحتها ووضعت به بعض الصور والأوراق من الماضي لتدعم به حكايتهاا .. حملته لتعيده لدولاب وجوده هنا يذكرها بالأمر رغم أنها لاتنساه لحضة ....تنتبه على رنين هاتفهاااا كان هو المتصل أحتاجت عدة ثواني لتصدق أن المستحيل حدث ورن هاتفها برقمه ردت مباشر بعد أن أستدركت نفسها :هلااا ..
شهاب على الطرف الأخر :أرسلت لك من ساعة أقولك أناااا تحت أعتقدت أنك نمتي ..!!!
هيونة بأرتباك :لا بس كنت بنام ماشفت الرسالة ..
شهاب :طيب أنا تحت كيف اللحين وش السواة ...
هيونة :طيب أصبر خمس دقايق وأنزلك ...
أغلقت منه وبقيت مكانها تشعر أنها مرتبكة لاتعلم بما تبدأ وكيف ستخبره وماذا ستحكي له من شدة ماأنتظرت نسيت كل شيء فكرت فيه ...شعرت أنها قد تأخرت ..ألتقطت معطف لترتدية على بيجامتهااا .. أعادت أخراج الصندوق من الدولاب وحملته معهااا ..أرتدت خفها المنزلي ونزلت راكضها مع السلم ...
وقفت أمام الباب تتلاقط أنفاسها لاتعلم تشعر أن تواجدها هنااا من ظرب الجنون لايوجد أحد الجميع نيام لما تشعر أن مايفعلانه خطأ ...
فتحت الباب وهي تنحي أفكارها المجنونة جانباً .. كانت تقف خلف الباب حين دخل وألتفت لينظر إليها مختبآة خلف الباب كان يضع قبعة الجاكيت على رأسه ومع الظلام بدأ مخيفاً لوهلة ...وأمامه بدت ضئيلة جداً فشعرت برجفة تسري بجسدها .. قبل أن يسحب منها الباب المتكأه عليه ويغلقة خلفه وهو يتأمل أنكماشها على نفسهااا :وين بنجلس أكيد ماراح نوقف هنا نقص الماضي على بعض !!!
سبقته وهي تشــير للملحق الخارجي حيث سبقته لهناك ووضعت الصندوق فيه وفتحت أضائته قبل أن تفتح الباب له .....
شهاب دارت أنظارة بالمكان قبل أن يقول :المكان بارد وموضوعنا بيطول ...
توجة بأنظارة لمكان النار :عادي أشب النار ولا تخافين يلفت الأنتباه ...
هيونة بلامبالاة وهي تجلس حيث وضعت صندوقها :عادي تصرف مثل ماتحب وأنا ماسويت شي خطأ عشان أخاف ...
شخر على ثقتها المبالغة بنفسها قبل أن يتوجه لمكاان أشعال النار ويبدأ بوضع قطع من الحطب هنااا وثم يشعلهاا بمساعدة مستلزمات أشعالها الموجودة هناااك ..وبعد أن فرغ توجه ليجلس جوارهااا وهو يراها مندمجة بتأمل مايفعله ...
تحدثت بتلقائية وهي تشعر بدفء النار وحرارتها :فكرت ألف مرة كيف أقولك الماضي وأنا أشك أحياناً بمصداقية نسيانك أو فقدانك ذاكرتك .. بس لو كنت فعلاً فقدت ذاكرتك انت فقدت كثير ... أردفت حين لم تجد منه أي رد :انت تعتقد أني زوجتك لفترة وأنتهى الموضوع هذي بس الذكريات اللي بيننا ..!! .. بس الواقع للأسف غير كذا أصلاً نقطة زواجنا مجرد نقطة ببحر مثل مايقولون ..اني ماني فاهمة أنت مو متذكر أو فاقد ذاكرتك بس عمرك مافكرتك بماضيك ووش صار فيه ...
شهاب ينطق أخيراً وهو يشعر أنه كان محق حين أعتقد أن الأمر أكبر من أعتقاده :أي ماضي تتكلمين عنه !!
هيونة بأنفعال :ماضيك كله يعني أنت وش متذكر أصلاً لو كنت ناسيني يعني ناسي عمرك كله ...
شهاب يقاطعها :أنا بس نسيتك أنتي ولاباقي ذكرياتي طبيعية ...
هيونة :انت بتجنني كيف ذكرياتك طبيعية وأنا ماني فيهااا تتذكر يومك صغير يعني كل عمرك قضيته معنااا كيف نسيته ..
شهاب يشير بيده ليقاطعها :لحضة وقفي هنااا كيف عمري كله قضيته معكم من أنتم ....
هيونة تزفر لتهدأ نفسهااا :أنا وأخواني وأبوي وأمي من كان عمرك 3 سنوات أو يمكن وأنت معنااا كنت ولدنا كنت أخوي لين صار عمرك 19 سنة بعدها طلع بدر بحيااتنا ولاقبلها كل حياتنا كانت مع بعض .....
شهاب يشعر بان المعلومة لاتستطيع الدخول لعقله رغم انه فهمها كيف كان يعيشة معهم هذا مستحيل هو عاش مع والده وأخوته ووالدته ولدية ذكريات وصور ...وحاول تذكر تلك الذكريات لكن شعر بأن عقله ضعيف هلامي لايستطيع تذكر الماضي ...وضع يديه على رأسه وضغط عليه ...يريد البكاء هذه اللحضة من شدة الصدمة والحيرة ....
هيونة التي لم تفهم أي شيء من صمته مدت عليه صورة أخرجتها من الصندوق :وبدأت تشرح له ... الأطفال الثلاثة الموجوديين بالصورة ..هذا أنت وكان الأطول من بينهم وأشارة على الفتى الأخرى بالصورة وهذا محمد كان مبتسماً ويبدو أجمل منه وهذي أكيد أنا كانت تقف بينهماا ولديها غرة كثيفة تغطي جبهتها والكثير من الخصل قد هربت من جديلتها وحامت حول وجهها ...
أخذ يحدق بالصورة محقة هذا الطفل هو يوجود بذكرياااته هو يتذكر من صورة رسمية له أخبره والده أنها صورته بملفه الدراسي للمرحلة الأبتدائية ...هذا هو الطفل الذي بذاكرته رافق بدر للمدرسة بأول يوم له فيهااا...
شهاب أشار بأصبعه على الطفل الذي يمثله :هذا أنا أتذكر أعرفني هذا يشبهني لما رحت بديت المدرسة ...
هيونة تكمل :وهذي أنا وهذا محمد الله يرحمه ...
شهاب بعدم فهم :محمد مين ؟؟؟
هيونة وهي تدور بأصبعها حول وجه محمد الطفل :محمد أخوي المفروض تحزن يوم قلت لك الله ترحم لكن طبعاً كيف بتتذكر حتى المشاعر تروح منا لانسيناااا ...تكمل بألم :مات بعد ماسافرت أقصد بعد ماسافرت أكتشفنااا أنه مااات ...كان عزاه أول يوم بالعيد ....
عضت على شفاهها حتى لاتبكي ومسحت دمعت فلتت من عينيها أكملت تروي الماضي :كان أسمك حاازم عشت معنااا عمرك لين وصلت 19 سنة وطلع فجأه بحياتنا بدر كنا نعالج مروان بمستشفاه مروان كان وقتها أصغر أخواني وعمره 5 سنوات ..بعدها أنا اشتغلت عندهم بالمستشفى ... وصارت أحداث كبير قبل ماتعرف أنت حقيقة أنك مو أخوناااا ...وحتى بعد ماعرفت قلت أنك ماتهتم أصلاً أنت من ولده ومايهمك غيرنا وأنك بتستغل بدر بس ولا ماراح يفيدك كأب أو غيره وغيرت هويتك وصار أسمك شهاب بعد ماكان حازم ....
شهاب بصوت مرتجف :أنا حازم ؟؟؟؟؟؟؟؟
هيونة بأنفعال وهي تعتقد أنه يشكك بأقوالها :أيوة أنت أنت حازم عشت عمرك كله وأنت حازم بس الثمان سنوات الأخيرة صرت شهاب والله العالم وش اللي غيرك فيها سافرت وأنت مازالت على نفس رايك ومبدأك أنت تستغل بدر كان شرطة على زواجنا أنك تسافر تكمل دراستك برى ووعدتني ترجع قلت بتسوي كل شي عشان ترجع وكنت خايف أذا ماسافرت يفصلنا عن بعض ....
صمتت حين رأته يغوص أكثر بالحيرة وعدم التصديق لتكمل :من الأحداث اللي صارت رحنااا بيت بدر بعد ماعرفت حقيقة أنك ولده وبذاك الوقت ماكنت أشوفك إلا أخوي حتى بعد ماأكتشفت كل شي ماقدرت أفكر فيك إلا اخوي بس طلبت منك ماتلمسني ...تذكر يوم طحت بالمسبح تذكر يوم تهاوشت مع أخوك عشان وكنت بتذبحة لأنه لمسنى كنت وقتها اعتقد أنك تغار علي كأختك مافكرت أبداً أن لك رأيي ثاني ...
أبعد يديه الذي يغطي فيها وجهه وحدق فيهااا ...هيونة بأنزعاج :ليه تناظرني كذا أنا صادقة انت زمان وللحين خسيس وأناني ونواياك غير شريفة ..!!! لو طلعت من حياتي بدون ماتغير صلتك فيني من أخ لزوج ماكان هذا حالي ضعت من بعدك وتدمرت وعشت مرارة الحياة وظلمها سنين وكله من تحت راسك أنت وأهلك ....
شهاب يرفع يده لشعره ليفركه بقهر :أنتي مستوعبة أنك جالسه تحاسبيني على ماضي ماني متذكرة ..!!!..ولاقادرة حتى بعد مانقلتيه لي أصدقة ...
هيونة حانقة :أيوة أكيد انا حتى بعد ماأقول الحقيقة ماتنصدق مني بس لو غيري قالها لو كذبة بأسلوبهم المخادع الساحر يحولونها لحقيقة ...بدر وبنته يقولون الأكاذيب الخارقة وأنت تصدقها بس أنااا لاا حتى بعد ماأثبت لك كل شي ماأنت مصدقني ... أمسك شوف صورك ماضيك أوراقك شهاداتك كلها أدلة على صدق كلااامي ...
ودفعت إليه بالصندوق :لاتصدقني بس الصور وهالأوراق مستحيل تكذبهاااا ...ناظر ببعض هالأوراق بتلاقي خطك أتوقع مافيه أحد بيتوه عن خطه ...وإذا خلصت من كل هذا تقدر تقرأ الورقة هذي أخر شي الورقة اللي ودي تفسرلي بأي عقل أرسلتها لي ...وتوجهت للباب لتخرج ..
شهاب وهي يحتضن الصندوق التي دفعت إليه به :وين رايحة تونا ماخلصنا ...
هيونة تزفر بملل :لاتخاف راجعة لك بس بروح أشرب لي حاجة تبرد قلبي اللي أحرقته معك ...
وخرجت لتتركه مع أوراق وصور تقول إنها من ماضية رغم أن ذاكرته الهشة تخبره غير ذالك ....
أخذ يحرك يده على شعره من الأمام للخلف والعكس وكأنه يحاول تنشيط ذاكرته بهذة الطريقة ويدة الأخرى كانت تفتح الأوراق الواحدة تلو الأخرى شهادات حازم بعض الأوراق الخاصة فيها صوره التي تحمل وجهه الذي يراه كل يوم بالمرآه ولكن بعمر أصغر كان قد فكر أن هذا شخص ربما يكون توأمه ولكن آخر صورة له دحظت كل أفكاره كانت له مع ثلاثة صبية وكان وجهه يحمل الآثار والندب التي يعرفها جيداً وكثيراً مافكر بشأنها ولم يكن لها ذكريات بعقله ...!! وحين سأل والده ذات مره كيف حدثت أخبره أنها نتيجة حادث الدراجة اللذي حدث له ...وسأله أذاً لما أنا لأعرف عن هذا الأمر ولاأتذكره ليجيبة أنا أيضاً نسيت متى أجريت عملية الزايدة رغم الأثر الذي على بطني ... وتدخل فيصل ليخبره بأمر أشنع أنا لاأتذكر ليلة عرسي من جوانااا والكثير من الأكاذيب التي حيكت عليه بالتأكيد كانت أكاذيب هو كان شخص آخر ولأنهم أرادوا أن يكون أبن لهم بالكامل حاكوا عليه الأكاذيب ولكنه مازال لايفهم كيف فقد ذكرياته ولما يتذكر أمور أخرى كماضي له وفيها أبيه وأخوته رغم أنه من المفترض غير موجوديين فيهاا ....
حمل الورقة التي أخبرته أن يقرأها أخيراً ... تأكد أن الخط خطه قبل أن يبدأ فيهاااا ماأن وصل لآخر حرف فيها حتى شعر أن رأسه يكاد ينفجر والأرض تدور به ولايتذكر ماحدث بعد ذالك سوى الظلام الذي يحيط به واللاشيء ...
أنتهى
عاشقة ديرتها ...
|