كاتب الموضوع :
عاشقـة ديرتها
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: حبك خطيئة لاتغتفر/بقلمي
السلام عليكم /صباح الخير
أتمنى ماأكون تأخرت عليكم هذي المرة شاكرة ردودكم وتفضلوا البارات ...
الثاني والستون
بقيت تحدق فيه حتى اللحضة الأخيرة مازال مصراً على كذبته لن يخبرها الحقيقة سيتظاهر أنه مسافر لمؤتمر رغم أنها تعلم جيداً أن ذاهب للمستشفى للتبرع لأخيه بجزء من كبده ...
نايف وهو يحمل مفاتيحة ومحفظة نقودة ويضعها في جيبه :ايش التكشيرة الوداعية هذي ...
هيام تزفر بسخرية :يعني مصر ماتعترف ..
نايف بحاجب مرفوع مستفهماً :أعترف بايش ..لايكون بتبدين بحركات متزوج علي ورايح شهر العسل ...
هيام بنبرة بكاء وقد أنفلتت أعصابها :ودي أفهم بس ليش أنا دايم أكون بذيل قائمة أهتماماتك ليش دايم تقدم الناس علي متى بتحبني بصدق وتفكر فيني مثل ماأنا أحرق نفسي وأتلف أعصابي عشانك ....
نايف بهدؤو وكأنه قد شك بأن أمر آخر قد وصلها :وش لزمة هالكلام اللحين ...
هيام تعض شفتها لتوقف شهقات البكاء التي بدأت معها :يعني رايح تسوي عملية وتخضع لتخدير وجراحة وبيأخذون جزء من كبدك ومازلت مصر تخبي علي مع أن كل الناس تدري حتى أمك العجوز عندها خبر بس لاا هيام مين عشان أعطيهااا أي علم بالموضوع ....
نايف يترك حقيبته الصغيرة التي قد حملها بنية المغادرة :ماكان هذا القصد ماأبغى أخبي عليك لكن الوضع .....
هيام بهستريا :وش الوضع وش بتبرر أخوك عنده ألف ولد ليش ماتبرعوا له ليش أنت بالذات وين باقي أخوانه وعيالهم وين عادل أنا متأكد أن هذا بالذات ولاسوا تحليل يشوف فيه يناسب يتبرع لأخوه أو لاا دايم أنت المتفاني المضحي ودي أفهم ليش ليش كل هذا على أساس يقدرون اللي أنت تسويه عشانهم ...
نايف بحزم :بدون هستريا لو سمحتي وش قلنا ألف مرة أنا مو طفل عندك تعلميني الصح من الخطأ ومين اللي يستاهل من غيره ... صبرت كثير على أسلوبك الأعوج هذا لكن مازلتي مستمرة عليه ...قلنا ألف مرة كله ولا أهلي ياهيام مالك شغل في أخواني وأي شي أسويه عشانهم أنا حر فيه وأسوي بدون مقابل أو أنتظار عطاء منهم ...
هيام بقهر من بين دموعها :أكيد بينقلب الموضوع كذا ودايم انا الغلطانه وهم الصح .. ذنبي أني أحبك وماأبغاك تضحي بنفسك وتتأذى عشان غيرك ...
نايف يغمض عينية ويتحكم بأعصابة :يعني عارفة بدخل المستشفى وأسوي عملية ومازلتي مصرة على أستفزازي وأني أطلع من عندك مقهور وبأعصاب تلفانه ونفسية زفت ...
هيام :أنت اللي بتسوي العملية وأنا اللي بتألم وأتوجع عشانك ماهو غيري أنا بس اللي بذوق هالقهر ......
نايف بصبر :خلصنا من هالموضوع ...يمد يده لها :تعالي بسلم عليك قبل ماأروح ....
هيام تنفجر بالبكاء بقهر :لاوبكل برود يبغاني أودعه روححح يانايف خلاااص ولاتحاول حتى تقرب مني ...
ودخلت الحمام وأقفلت الباب عليها ....
رفع عينية للسقف :ياررب عطني صبرررر من عندك ...
###
وقفت حائرة بين الأثنين وعقلها المشتت يحاول أستيعاب بعض مما يحدث أمامها ....
رفل ببكاء :والله ماأتفقت معها ولاشي أنا تفاجئت فيها تدخل علي حسبت أنت اللي جيت مادريت أنها هي أنتم قلتم هي مو بالبيت وش دراني بتطلع لي فجأة ...
يلتفت عليها بحركة مفاجئة :أنتي وش موقفك للحين أطلعي برى روحي لغرفتك ولا ألتعني بستين داهية ....
هيونة المذعورة من صرخته تخرج وهي تود أن تعود وان تبصق في وجهه وتخبره أنها حرة بما تفعل .... مالذي حدث للتو متى عادت رفل ولما تبدو بتلك الحالة المريعة ومالمانع من مقابلتها أو الحديث معها هل هم في سجن ..
ماأن دخلت غرفتها وهمت بنزع ملابسهاا حتى شعرت بباب غرفتها ينفتح بعنف ...
هيونة وهي تعيد أغلاق أزرة ملابسها بيد مرتجفة وبرعب :هي أنت كيف تسمح لنفسك تدخل علي كذا وش قلت الأدب هذي وين أبوك يجي يشوف حركاتك قليلة الأدب ...
شهاب وهو مازال واقفاً على الباب :قلة الأدب اللي تسوينها أنتي من سمحلك تدخلين غرفة ماهي لك والأدهى وش جايبك قريب الفجر ليش ماأنطقيتي في بيت أهلك لين الصباح وجيتي ...
هيونة تتكتف في وجهه :وش دخلك أنا حررررة كيفي أجي الفجر الصباح ماجيتكم زيارة حتى تحددلي الوقت المناسب هذا بيت زوجي وأجيه بالساعة اللي تناسبني ...واللحين أطلع من غرفتي قبل لأسويلك فضيحة تتكلم فيها الناس ستين سنة قدام ...
شخر بسخرية وهو يغلق الباب خلفه :كأنك قد التهديدات اللي تقولينهااا ...
زفرت براحة بعد خروجه كان جسدها يرتجف بأكمله من رعب اللحضة لو تأخر فقط دقائق لدخل عليها وهي دون ملابس تباً له ولهااا الحمقاء كيف لاتغلق الباب وهي تعلم أن هناك منحرف يتربص بهااا ..
بعد أن أعاد رفل لغرفتها وأقفل عليهاا الباب كما هو الحال عليه من عدة شهور بعد أكتشاف أدمانها على المهدئات الذي أستمر لعاميين دون أن يكتشف أمرهاا ... وكانت البداية من ثلاجة الأدوية بالمنزل التي أصبحت المسئولة عنهاا وبعد ذالك تفاقم الأمر وأصبحت تسرق الأدوية من المستشفى بعد عملها كصيدلية فيه وكادت تتسبب للعائلة بفضيحة كبيرة لو أنهم لم يكتشفوا أمرها ويداروا على الفضيحة ....دخل للغرفته وألقى بجسده على السرير مالذي أصابه ليذهب لغرفتهااا ويتسبب بذالك الموقف المحرج والأدهى يقف كأحمق أمامها غير عابيء بما تكيله من تراهات وكل مايفكر فيه عقله أكملي ماكنتي تفعلين ......
ألتقط أحد المخدات وغطى فيها رأسها وكأنه بهذة الطريقة سيكبح أفكاره ...
لقد أرتكب أشنع غلطة في ليلته حين تبعها لغرفتها كيف يستطيع أن يمحي مارأى من عقله والأفكار التي تفجرت بعقله كيف سيدرأهاا ...
####
كانت قد أرتدت طبقات من الملابس وختمتها بمعطف صوفي ضخم تكاد تختفي فيه فهي مصابة برشح بعد أن أغلقت التدفئة من غرفتهااا حتى تققن صرف الكهرباء بعد أرتفاع فاتورة الكهرباء وأكتشفت حين صحت مصابة بالرشح أنها لم يكن عليها فعل ذالك فهذا ليس منزلهم وبدر من سيدفع الفاتورة وليس هي ولاوالدهااا ....
هيونة وهي تمسح أنفها المحمر :اللحين درجة الحرارة وصلت الصفر ولا أنا حساسة جداً للبرد ...
أم فيصل وهي تتأمل طبقات الملابس اللي عليها وتقارنه بما ترتديه :والله من اللي أشوفه أنتي اللي حساسه للبرد .. بيت أهلك مافيه تدفئة طيب شغلوا المكيفات على الحارر ....
هيونة بعطسة :ايوة ماهو أنتي اللي بتدفعين الفاتورة ليش خبووول حناا نرمي فلوسنا للشركة الكهرباء حنا ناس فاهمة مانرش فلوسنااا مثل المويااا ...نلبس ملابس كثيرة وخلاص مايحتاج صرفيات على الفاضي ...
أم فيصل دون أهتمام :تبغين زنجبيل ...
هيونة تهز رأسها وهي تضم جسدها المرتجف :صبي صبي ...
أم فيصل بحاجب مرفوع :لاياعمتي قومي صبي لنفسك مرة أنتي ناسية نفسك ومن تكلمين ...
هيونة تتأفف بدخلها تقف لتكسب لنفسها كأس من الزنجبيل وتعود للتتقوقع على نفسهاا :بعدين أن مرضت من هنا مو من بيت أهلي ذبحني البرد حسيته دخل بأعماق أعماقي وأنا نايمة ..
أم فيصل وهي تسكب لنفسها كأسه من الزنجبيل :ليه غرفتك خربانة تدفئتهاا ...
هيونة تعطس وتهز رأسها بلااا :لاا أنا الغبية صكيتهاا نسيت أن هذا مو بيتناااا قلت بقلل الأستهلاااك ماتذكرت إلا الصباح وبعد مادخلني البرد ومرضت أن هذا بيت بدر ......
أم فيصل بعد أن يئست من حالتهااا:خلاص روحي لغرفتك أرتاحي وأذا جاء بدر ولاشهاب أخلية يجي يفحصك ويعطيك علاااج ...
هيونة وهي تقف بتعب :أبغى دكتور بدر شهاااب لا أشوفه جاي عندي المنحرف القذر .....وأبتعدت وهي تسبه بكلمات غير مفهومة ...
أم فيصل هزت رأسها بيأس من تصرفاتها وهي تتمنى فقط أن تعود للماضي وتعرف بأي طريقة تربت هذه الفتاة لتصبح على هذه الهيئة ...رفعت هاتفها وأتصلت ببدر :الو السلام عليكم ..وشلونك ..أنا بخير الحمدلله ... هيا مريضة تعال شوفها ولا أرسل دكتورة من المستشفى ..
بعد نصف ساعة ينزل عليها بعيون ناعسة وبغضب :اللحين ممكن أفهم وش سالفة الزفت اللي يبغاني أبوي أفحصهاا ..لايكون أخذ أجازة عشان أشتغل لها دكتور خاص ..
أم فيصل بأستنكار :يايمة أنت وش فيك راجع لي مراهق كنك أبو سبع طعش عيب هالكلام البنت مريضة وحالتها حالة لاتفحصها ولاشي أنا أقيس لها حرارتهاا وأنت بس أصرف لهاا علاج وأرسل السواق يصرفه من الصيدلية ......
شهاب يزفر بعنف هو لم يخرج من تأثير ليلة أمس أبداً حتى يقترب منها اليوم فهو من أصيب بحمى حقيقية من شدة تتوقه لهااا ومن هستريا أفكاره التي لاتأخذه إلى إليهااا وغرفتها وفراشهااا ...نفض رأسه بعنف ليبدو كالمجنون بعيني والدته :بس هذا ماهو كلام أبوي اللي طالب مني أركب لها مغذي وأعطيها أبره .. أنا رايح أجيب المغذي والأبرة أسبقيني لغرفتها أنا مستحيل أدخل عندها لحالي ...صاح بكلمته الأخيرة بقهر ...
أم فيصل تهز رأسهاا بحسرة :أي مشاعر من الممكن أن تتكون بين الأثنين وأي مستقبل سيكون بينهمااا وهو ينفر منها بهذة الطريقة ....
بعد فترة ...
كانت تتقلب بفراشهاا بتعب الحمى تمنعها حتى من النوم تشعر كأن ملائتها عبارة عن صفيح ساخن يحرق جسدهاااا .... ولاتستطيع حتى أن تتنفس مع أنفها بطريقة طبيعية تفتح فمها لأدخال الهواء لرأتيهاا ...
أنفتح الباب بعد عدة طرقات مؤدبة لتدخل عليها أم فيصل وبعد تردد أخبرتهاا :شهاب بيجي يفحصك بدر أرسله ...
هيونة بأستنكار :وش هو هذا اللي كان ناقصني ليه البلد خلت من الأطباء حتى أسمح له يفحصني ...
شهاب الواقف على الباب :شفتي بلغي أبوي باللي قالته أنا عداني العتب ..
وأرتد للخلف ليغادر المكاان ...
أم فيصل بندم :يابنت الحلال كان خليتيه يفحصك شوفي حالتك كيف صارت ...
هيونة بعصبية وشعور بالقهر يعتريها من أنسحابة السريع كان عليه أن يحاول أقناعهاا يفعل أي شيء ليساعدها في مرضها ولكنه أنسحب دون أدنى أهتمام القذر لقد وصل لمنصبه هذا من خلالهااا لقد أرتقى على كتفيهاا حتى يصبح طبيب والآن لايحاول حتى معالجتهااااا تباً وكأنها تحتاج له :عساني أموووت بس مايذلني ماني محتاجة له البزر ماوصله للوصله غيررري مالت لو مربية لي كلب كان أوفى منه .....
تقترب أم فيصل بمقياس الحرارة متجاهله ثرثراتهاا :أمسكيه قيسي حرارتك ...
هيونة بتأفف :مادانية هذا ماعندكم حق الفم أكرهه ماحب شي يدخل أذني ...
أم فيصل بحزم :أمسكي بس بلاحركات البزاريين ...
هيونة تقيس حرارتها بنفسها :39 ونص والله أحسهااا ستين موووتي قرب ومحد داري عني ...
تدخل الخادمة بالكمادات وحبوب تخفيض الحرارة التي أرسلتها فيها أم فيصل:حطي الكمادات على راسك وخذي الحبوب لين يجي بدر ويشوف له صرفة معك ....
هيونة وهي تضع الكمادة على جبينهااا بعد أن تناولت الحبوب :ايه الله يعينك على ماأبتلاااك بلوة وتورطتي فيني أنتي ماقابلتي عيالك وطببتيهم عشان تطببين بنات الناس ...
تخرج أم فيصل غير عابئة بثرثراتهااا ...وتجلس هي وحدهااا تنعي نفسها ووحدتها وحاجتها للنذل الطفولي الذي لم يمد له يده وهي بأمس الحاجة له ..
####
دخلت بأندفاع وهي تزيح طرحتها وتضع على أكتافها وبأنفعال تحدثت مع زوجة أبيها :خالة شايفة وش سوى ولد أختك اللي ورطتوني فيه الله يسامحكم بس عنجد ماأدري بأي قرن عايش هالأنسان ..
فاطمة تحاول أن تغمزها لتخبرها بوجود أبيها بالداخل ولكن دون جدوى أكملت ثرثرتهااا :شوفي عنجد لو أستمر الوضع كذا وماحاول يغير من أفكاره الرجعية أنا مستحيل أكمل معه ...
فيصل الذي كان بغرفة دراسة أبنائة من فاطمة أحمد وبجاااد ناداها بصوت حاد :مااااريااا ...وقص لسان وش فيك شايله البيت بصوتك ياقليلة الأدب تبغين اقصه لك عشااان تعرفين تتكلمين زي بنات خلق الله ...
مارياا تهز خصرها بصدمة وتلطم خديهااا بخوف وبهمس لفاطمة :ليش ماقلتيلي أنه هنااا ..مو اليوم المفروض عند أمي وأنا طالعة من الدوام جايتك مباشرة ...
فاطمة ترفع كتفيها بأستسلام وتتوجه للمطبخ لتحضر القهوة التي طلبها منها فيصل ليزيل الصداع الذي تسبب له فيه أحمد العنيد ...
دخلت ماريا بهدوؤ وبمهاجمة :مساء الخير بابا ماشاءالله اليوم بعد عند خالتي أكيد أمي ماعندها خبر أنك تجي هنا من ورى ظهرهااا ...
فيصل بسخرية :يعني اللحين بنسى اللي سويتيه وبخااف من أمك خليني أخلص من اللي بيدي وتشوفين طولت اللسان اللي سويتيه قبل شوي وش عقابهاا ...
ماريا تجلس بأستسلام لامفر وتبدأ بالعبث بأحد الكتب الموضوعة على المكتب الذي جلست على كرسية : ايه ماشاءالله مخليين دراستكم وتقرون قصص ...
فيصل يرفع عينه لها بأستنكار :انتي ماعندك أحترام ماتشوفيني مقطع نفسي أشرح لهم هناا ..
ماريا ترفع كتاب القصص :شوف وش يقرون ومخلين دراستهم ...
فيصل بأستهزاء يوزع نظراته بين الصغيرين المترقبيين لشرحة بعد التوبيخ شديد اللهجة الذي تلقياه منه بعد أن وصل أتصال فاطمة تخبره أن مدرسهم قد أرسل ملاحظة يشتكي فيها من مستواهم الدراسي المتدني :الله وأكبر وش هالذنب الكبير اللي أرتكبتوه ياعيالي ...
ماريا بوقاحة وحسد :أيوة شوف بس الحنان المتساقط من نظراتك ماعمري شفتك تناظر أخواني بهالنظرة ....
فيصل يهز رأسه بصبر :لا أنتي حسابك معي اليووووم طووويل مابقي إلا تتهميني بالتفرقة بين عيالي يالبسوس ...
بعد أن فرغ أخيراً من تدريس الصغيرين .... أشار لها لتلحقة ليجلس في مجلسه المعتاااد ويأمر أن تقفل الباب خلفهااا ..
فيصل بلهجة حازمة:تعال أجلسي ... أول شي كلمة وماراح أعيدها مرة ثانية تجين تشتكين لفاطمة مرة ثانية من ولد أختها ياويلك وياسواد ليلك أصلاً هي من البداية ماتبغى تدخل نفسها بهالموضوع واللحين بتجرينها له غصب ..ثاني شي أنتي ماتستحين تشتكين من الرجال وأنا اللي مختاره لك وش تحسبين نفسك ماتحمدين الله أن الله سترك وتزوجتي من رجال والنعم فيه ..
ماريا بصدمة من جملة أبيهاا :سترني ليش وش فيني ..وبقهر أردفت :أصلاً ماعيف الناس فيني غير نظرتك هذي أذا أنت أبوي تفكر فيني كذا الناس كيف بتعتقد فيني ... وخالتي فاطمة يوم أدخلها لأنها عاقلة أكثر منك ياأبوي ودايم تعطيني حلول وتعقل ولد أختهااا شبيهك ...
فيصل يتلفت حوله بحثاً عن شيء يرميها فيه وحين لم يجد حمل المركى بأكمله وألقاه عليها ولكنه سقط دون أن يلمسهاا :أنتي ماتستحين تمدين لسانك هذا طوله علي وأنا أبوووك ماتخافين الله ماتدرين أن هذا يسمى عقوق ...
ماريا :لاتشتغل على هالوتر بليزز ترى فاهمه حركاتك لأنحشرت قلت أنا أبوك وأنا أبوك ....
فيصل بحنق وهو يظرب كف بكف :أنا وش مسوي عشان الله يبلاني فيك كل الناس الله رازقهم ببنات ومثل العسل على قلوبهم وأنا ماجاني غيرك ومثل البلوه بحياااتي أخوانك العيال ماسوو فيني مثل سواتك .....
ماريا دون أهتمام تقلب عينيهاا وهي تهز قدمها التي وضعتها على الأخرى :ايوة حلو الواحد يراجع حساباته ويتذكر وش مسوي بحيااته عشان يتعاقب فعياله .. لأنك تفضلهم علي الله سلطني عليك ...
فيصل يحوقل ليصبر نفسه :اللحين ممكن أفهم وش مشكلتك مع الرجال ...
ماريا بأندفاع :رجعي دقة قديمة جايني طازج من الصحراء ...
فيصل بحلم :وش سوى عشان يصير كل هاللي قلتيه ...
ماريا بتلعثم من شدة توترها من الموضوع:تخيل وش يقول يبغاني ألبس برقع يقول اذا رحتي عزيمة أو حفلة بعد مانتزوج ألبسي برقع ...شفت حتى أنت ماعرفته وأشارت لوجهها من أعلى لأسفل :برقع اللي يلبسونه العجايز طبعاً كيف بتعرفه حتى جدتي العجوز ماتلبسه اهااا وفرقعت أصابعهااا :اللي تلبسه العجوز أم نااايف اللي تصير عمة عمتى هياام العجوز الكبيرة ذيك عرفت اللي تحطه على وجهها هذا ...
فيصل ببرود :أعرف وش هو البرقع مايحتاج كل هاللفه ألبسيه وش عندك ماصارت نهاية الدنيا عشان ماتلبسينة .......
ماريا بقهر :وليييييش ألبسه لييييش مجنونه أنا خبله ماعندي عقل ليش ألبس شي أندثر قبل ترليووون سنة ... العجز اللي أعمارهم ثمانين هم آخر جيل يلبسه ليش أنااا ألبسه ...
فيصل بحلم :يابنتي ياحبيبتي أسمعيني هدي شوي ولاتخلين الدنيا حرب أنتي مصدقة هالشي أنه بيجبرك عليه هذي خرابيط شباب أعرفها زين يسوي نفسه أنا اللي بفرض عليك قوانيني وأنا الأقوى وبعد ماتروحيين لبيته أنتي بتمشينه على ميزاجك ...
ماريا بعناد :وليش أتنازل وأخليه يصدق أنه يقدر يفرض شي علي ...
فيصل يغمض عينية ليصبر نفسه وهو يود أن يمسك ويظرب برأسها الجدار حتى تفهم :خليك أنتي الأذكى مشي اللي براسك وخليه يعتقد أنه هو اللي يمشي كلاامه لاتعاندينة وأنتي الكسبانة أنا رجال وأفهم هالأمور زين شوفي أمك وشوفي فاطمة ...أمك مثلك تبغى تمشي كل شي على كيفها وتبغى تفرض رأيها بالقوة وكل حبي لها ماشفع لها بعكس فاطمة اللي كان أقصى طموحها ترضيني وماأحتاجت كثير حتى صرت أنا بنفسي أغير رايي عشان رغبتهاا هي وبالأول والأخير هي اللي طلعت كسبانة ...
ماريا التي حدقت به بأندهاش :معقولة وبكل هالبساطة لو على كذا الموضوع سهل بس مستحيل بتفهمني أن كل الرياجيل مثل بعض والأمور بهذي البساطة يعني أشوف بالواقع غير كذا .. يعني مثلاً عمي خالد وطراد غير كذا ويحبون حريمهم ...وبصراحة ماشيين وراهن وبدون زعل مثل الخرفااان مع أن شخصياتهن أبعد ماتكون عن شخصية خالتي فاطمة ..
فيصل وهو يفكر أنه سيوبخها بوقت لاحق عن حديثها بأعمامها :وانا قلت الرياجيل مثل بعض ولا الحريم مثل بعض ...بس أنا أخترت لك رجال عارف شخصيته زين والطيب يغلبه يعني لو عاملتيه مثل ماأقولك ماراح تلقين عنده إلا الأكرام والمعزة ...
ماريا بتردد :والله أبوي يجي منك يعني الصراحة أقنعتني شوي مو كثير .. بس ماأعتقد بيطول أقتناعي لأن تعرف شخصيتي مترددة وأي أحد يقدر يقنعني ...
فيصل يهز رأسه بتفهم :أنتي هدي شوي لاتدخليين الحياة بأندفاع هوني الموضوع ويهون وترى هو مثلك ويفكر بنفس اللي تفكريين فيه الله بس يصلح حالكم وعسى ماأكون اخطيت بهالزواجة ...
####
كان يجلس مع صفية التي رغم مغادرة الجميع بقت معه ومع مصعب الذي أستئذن للتو ليدخل الحماام ... شعر أن هناك كلاام يدور على لسانها ولكن لم تنطق به ....
صفية بتنهيدة بعد دخول مصعب للحمام :وأخيراً من اليوم أبغاك لحالنا بس كل شوي أحد ناط لنااا ..
زاهد بشك:خير ان شاءالله بنتك فيهاا شي لايكون عمتي راجعة تزعجك ....
صفية تهز يدها بسرعة بنفي :ماهو موضوع بنتي ولاعمتيي موضوع يخصك أنت ...ومدت له هاتفهااا ..ليقرأ محادثة لم يستوعب في البداية كان مجرد كلام عادي وشخص يسأل عنه لكن لحضة الأسم كان لهااا أجل هي ..هو لم يستوعب في البداية لأنه كانت مكناه باسم أبنهاا أم أيوب ...
زفر بتعب :وش يعنيي ...جزاها الله خير ...أتوقع كثير غيرها سألوا عني ...
صفية التي أنطفأ حماسها من ردت فعله :وش فيك يامسلم لو هي مو مهتمة فيك ماسألت عنك أن أعرف البنت وتفكيرها قبل فترة كانت ماتبغى حتى الكلام عنك واللحين واضح عليها الخوف والقلق ...
زاهد بنرفزة :أم روز أنتي ولاعارفة شي كل السبل بينا أنقطعت وهي أقطعتها بيدهاااا ..أنا سعييت لهااا وتجرأت وراسلتهااا وطلبت منهاا الزواج مرة ثانية وردت علي رد مثل السم تمجد فيه زوجها السابق وتتغنى فيه وأني ماأسوى قدامه شي ...قالت كلااام أهانتني فيه أهانة ماتقبلها حتى بيني وبين نفسي ..
عرفت نقطة ضعفي وتمتعت بغرس سكينهاا فيهااا أنا وهالأنسانة أنتهينااا ماعاد بينااا مصير مشتررك .. ماأنكر أحبهاا وأفكر فيهااا وبعد كل هالسنين قلبي يدق لها مثل أول مرة عرفتهااا فيها بس وش أسوي بمشاعر ماهي متبادلة .....
صمت قليلاً ليردف :فيه نقطة كلكم ماأنتم فاهمينهااا أنا وبشاير مشاعرنااا أبداً ماكانت متبادلة أنا كنت أحبها من طرف واحد وحتى طريقة حبي لها بالبداية منحرفة ونواياي ماهي سليمة لكن رجعت لنفسي وعقلي قبل مايطيح الفأس بالرأس ... بس البنت ماكان حابتني ولا حتى تطيق شوفتي وأنا اجبرتها على الزواج خدعة أبوهاا الله يرحمه أن بيناا علاقة ومشاعرنا مشتركة وأنتي عارفة سالفتة مع زوجته وأنه تزوجهاا عن حب ولا أهلها ماكانوا راضيين فيه وهو لقيط حتى لو أختلف اللون كل عرق يحب يكون متكافيء مع نفس لونه وأصله وفصله .. ورضى يزوجني أياه بس طردهااا يعني تخيلي الصدمة اللي جتهااا يوم أبوها يصدق فيها ويزوجها من أنسان ماتبغاه ويمكن تكرهه وتحقد عليه وأنا ولاكان هامني كنت مكبر راسي وحاط في بالي أن بالأخير بترضى فيني وبتطيح على وجهها بحبي لكن بعد كل هالسنين مازلنا بنفس الوضع حبي من طرف واحد وهي ولادارية عن هوى داري ويوم رجعت أطلبهااا أستغلت الفرصة عشان تنتقم مني وتهين كرامتي اللي هي أغلى ماأملك وتقارني برجال ثاني ملكهااا بعدي وهي تعرف مقدار غيرتي وجنوني فيهاا وأصلاً ماوصلنا لطلاق إلا هالنقطة ...
صفية التي كانت تضع يدها على فمها من صدمة مايخبرها فيه .. لم تفكر يوم ولم تحلم حتى أن زاهد بأمكانه أرتكاااب كل هذه المصائب والفواجع كيف أرتضى أن يفتري على فتاااة ويتزوجهاا رغم أرادتها بل ويتسبب بتشويه سمعتها أمام عائلتهااا ... زاهد لاتصدق كيف يصدر منه تصرف كهذا أنه يبدو زاهد كأسمه لقد أعتقد الجميع أنها هي اللعوبة التي أوقعت الشاب الساذج الوسيم في شباكهااا لو لم تسمع هذا بلساانه لم تصدق ...ياءالله كيف تبدو بعض الأمور عكس مانتوقع وكم تحتوي القصص من أسرار :معقولة كيف قدرت تسوي كذا وليش ماأدري وش أقول يازاهد والله مصيبة اللي سويته الصراحة اللحين خليتني أستحي حتى أطالع بوجه البنت ...مسحت وجهها بتوتر :الصراحة لو هي قالت لي هذا الكلام ماأصدقها لو ماسمعته منك مستحيل أصدق كلنا توقعنا هي اللي لفت عليك وخلتك تتعلق فيهااا أوما أنت تسوي كذا ولاحتى بأسوأ أحلامي تخيلت هالموقف ...
سخر بسخرية وهو يضغط زر السرير لينزله لأن حروقة بدأت تؤلمه وبات يشعر بحرارتها تشتعل بجسده :هذي المصيبة ياصفية أنا المذنب الأكبر بكل الموضوع كل ماحاولت ألومهاا أرجع ألوم نفسي ...
يقاطعهم دخول مصعب الذي أخبر صفية ساخراً وهو يعيد ترتيب أكمامة التي رفعها للوضوء :أتوقع خلصتوا أسراركم الخااصة يالله بوصلك للبيت بطريقي للدوام ... وأنت كلها ساعة وتخلص الصلاة ويجيك عمار هو اللي برافق معك اليوم ...
####
من أصعب الأشياء عليها أن تمثل الهدوؤ وهي أبعد ماتكون عنه ... المنزل بأكمله متوتر الجميع يعلمون أن غداً هو موعد العملية ويعتقدون أنها مازالت لاتعرف ... أخذت تقلب بقنوات التلفزيون وهي تتجاهل سؤال العجوز الذي تردد للمرة العاشرة بهذة الجلسة :ماأتصلتوا على نايف .....
سمعت رد حور عليهاا ولكنها لم تستطيع أن تحتمل أكثر لتغلق التلفاز رغم تمنع بناتهاا :خاله ماله داعي هالأسلوب ترى عارفة زين نايف وينه ...!!!
صبا بتهور :قالك ..
هيام تشخر بسخرية :حنا مانخبي شي على بعض ...
صبا بلؤوم :بس هو قال لنا مانعلمك ...
هيام بأزدراء لم تستطع كبحه وهي تفكر كم تسببت له بمشاكل بنقل أخبارهم الخاصة لوالدتها حتى أصبح نايف حين يريد أن يخبر والدته أو يخبرها هي بخبر وصبا موجوده يقوم بتصريفها أو أرسالها لأحضار شيء ما وكأنهم لايملكون خصوصية بمنزلهم :يمكن قال عشان يخدعك يوم توصلين لأمك خبر مكذوب تفرحينهااا فيه ...
بهت وجه صبا وردت حور بعتاب :هيام لو سمحتي ماله داعي تجريين أمي لموضوع مالها خص فيه ...
هيام :لاحبيبتي أمك لهااا علاقة بكل شي حتى بعد سنين من خروجها من هالبيت مازالوا جواسيسها شغاليين ماكأنها صارت على ذمة رجال ثاااني للحين أخبار أبوك عندهاا ...
العجوز أم فهد :يابناتي أستهدوا بالله مايصير الله تقولونه وعيب ....
هيام :ليش عيب ياخاله ليش يعني عشان بنت أختك ماترضيين عليهااا يرضيك أنا مانقدر نقول كلمة وحدة وحنا مجتمعين لأن نخاف الأنسة صبا تنقلها لأمهااا حتى وجد صغيرة صارت تعرف الصح من الخطأ وهي للحين حتى أدق تفاصيل حياتنا تنقلها لهااا ....
صبا بدموع مكبوته :شكراً وصلت المعلومة مايحتاااج تهنيني أكثر عشان توصلينهااا وبأنفجار :تحلمين أنسى أمي أو تصيرين مكااانهااا مستحيييل ....
بعد خروج صبا العاصف شعرت بالندم لكن هم من ضغطوها توترهم أحاديثهم المبطنة وكأنهم يتفاخرون بتخبئة السر عليها أو ربما هذا ماوسوس لها الشيطااان شعور مزعج أعتراهااا حتى تقف فجأة :عن أذنكم يالله يابنااات بنروح بيت جدكم .....
أم فهد:يابنتي أجلسي ببيتك وين تطلعين البنيات بهالبرد وهن على أدنات الدون يمرضن ..
هيام بأصرار وهي تدفع البنات أمامها :معليش ياخالة أنا ماأقدر أجلس دقيقة أكثر هنا بدون نايف أذا رجع بس أقدر أرجع ...
وخرجت وهي تكبح الغصة التي علقت بحنجرتها لمجرد تخليها أن لايعود ماذا لو حدث له شيء غداً ولم يستطيع العودة أبداً ماذا لو رحل وهم على خلاف هي لم تودعه حتى لم تسمح له أن يحتضنها ويقبلهااا قبل الوداع ..لم تستطع أن تستنق رائحتة للمرة الأخيرة ...هزت رأسها بجزع وهي ترتب شنطة الصغيرتين بماذا تفكر هل جنت لن يحدث له شيء سيعود بالتأكيد هذه فقط وساوس شيطااان ...
####
دخل عليها بتردد يخشى أن تكون مستيقظة ويعلق بلسانهاا لكنه لم يستطع فعل شيء طوال اليوم سوى التفكير فيهاا لم يصدق أن ينصرف الجميع للنوم حتى جاء ليطمئن عليها بنفسه ...فقط يريدها نائمة ليس مستعد لأن يسمع أي حرف من لسانها السليط ....
وكان له ماأراد كانت نائمة بل تبدو غارقة بالنوم بالتأكيد الأبرة التي أعطاها والده ساعدتها على النوم تفحص المحلول الذي يكاد يفرغ وأبرته المغروس بكفهااا لم يكن ليستطيع فعل هذا أراد حقاً معالجتها لكن الأمر خرج عن سيطرته الأقتراب منهما وملامستها وتحت أنظار والدته أشبة بالجنون ...
مد كفه ليضعها على جبينها لااحرارة جيد ... تبدو أنها شفيت من الحمى .... ولكن لم تشفى من أثارها بعد فهناك خط من العرق على صدغها .. وشفتهاا قد أبيضتااا .....
لم يشعر بنفسه وأنه يجلس جوارها على طرف السرير وأن يده تمادت وبدأت المسح على شعرها حتى فتحت عيناها الكبيرة وحدقت فيها ...نظرتها ليست حادة ولامخيفة ولكن لايعلم لما توتره ...شعر بقلبه يهبط إلى بطنه ...
الآن ستصرخ فيه وتوبخه بل ربما تجمع عليه البيت وتصبح فضيحته على الملأ ...
مدت يدها ليده التي على رأسهاا وهو يراقبها بخوف حقيقي وترقب لتنطق أخيراً :حااازم ... أنقلع عني ....اووووف مزعج الله يبلشك ...صحيتني من نومي وأنا تعبانة ...
رد عليها بتساؤول لم يستطع كبحه وهو الذي قد حبس أنفاسه قبل قليل :مين حازم !!!
هيونة وهي تدفع وجهه بعيد عنها وتسحب اللحاف عليها وهي ترتجف:بلا سخافة أنت ... أوف وش هذا بررد مين طفى الدفاية ..
شهاب لايعلم هل تهذي ام أصيبت بالجنون تجاهل حديثها عن حازم الذي تعتقد هو ويشعر أنه سمع به من قبل :أنا شهاب نسيتي !!!
هيونة بتمتمه وأسنانها تصطك ببعضها :عارفة شهاب بدر الغبي أكرهك أنقلع عني ...
شهاب عاد يهزها :هيااا بردانه ...
هيونة :بموووت من البرد ...
شهاب ونظراته المشفقة قد تحولت لشيء آخر : تبغين شي يدفيك ...
لم ترد عليه لأنها قد عادت للنوم .. لم يتوانى عن تنفيذ مايفكر فيه لقد فعلتها هي من قبل للتلاعب به لمااا يتردد هو بفعلهاااا فرصة وقد جائته بقدميهااا لعنده ...
أنتهى
عاشقة ديرتها
|