كاتب الموضوع :
بعثرة وهم
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يتامى زمن قاسي
السلام عليكم
عودة متأخره مع الجزء السابع
اعتذر ع التأخير
[ يتآمى زمن قآسي 7 ]*
الجزء السابع ...
يوم جديد له بالجامعه*
وضع الكتب والأوراقه الخاصه به*
وهو يتنهد بصوت مسموع*
مسح على شعره وهو يتأفف*
" ها وش صاير عندك !! *
كسرت المكتب فوق هذا سحبت الأكسجين من الغرفه كلها "*
ابتسم وهو يحاول التكلم بطريقه طبيعيه : سلامتك ، بس تدري اخواني كلهم على راسي*
تنهد بهدوء وهو يهتف بصدق : اها*
الله يعينك ويعينا عليك*
عمار نظر الى ساعته بإرهاق وهو يتذكر ما حدث له بالأمس !!*
.
.
" وين بتروح ؟ يعني شنو انا اظل بروح !! "*
عمار بسرعه وهو يلتقط ما تبقى من اغراضه المتناثره على طاولة : راكان مو فاضي لك*
روح عند فهود ، روح عن سيف الوافي ، حتى لو تبي تجلس هنا*
وخر عني بسرعه*
راكان بهمس : تكفى عمار ، لا تخليني بروحي*
عمار نزل لمستواه وقبل جبينه بهدوء ليهتف بعدها بسرعه : راجع ، كلها ساعه وراجع*
راكان نظر اليه اخر نظره وهو يخرج من الباب ليرمي نفسه على الاريكه وينهار في البكاء*
لا يعلم لما يشعر بالرغبة الشديده بهذا البكاء لكنه يعلم يقينا ان اخاه جراحاً في ورطه كبيره*
لذا خرج بسرعه من الشقه ليضرب باب منزل عمه*
.
" وش تبيني اسوي يعني !! "*
العم بغضب : جاي متهجم عليّ واشوي يتعارك معي تبيني اسامحه*
عمار بهدوء : عمي ، الله يخليك ، لا تدخل الشرطه بينا*
اللي تبيه بسويه*
ابو انور بهمس : تطلق مرتك*
عمار انتفض بغضب : وش دخل مرتي بالسالفه !!*
ابو انور بنبرة مقصوده : اجل تحمل ، بتشوف راس اخوي بالمحكمه*
عمار بجزع : لا تكفى*
خذني انا بداله ، جراح وش مسوي عشان يتعاقب كذا*
ابو انور بغضب : ليش ناسي سالفة السرقه*
عمار بهمس : وقتها كانوا جهال*
وبعدين الفلوس رجعت كلها لك وكماله بدون اي نقص*
ابو انور : بس انا ما سكرت السالفه ، تبيني اضيع فرصه مثل هذا*
بدال ما تهجم عليّ فتحت السالفة القديمه من جديد عشان يعرف كيف يتصرف مره ثانيه*
عمار بصدمه : سجلت عليه حكمين*
ابو انور بثقه : واللي جاي اعظم*
عمار بحقد : يا الحقير ، وش لك مصلحه بكل هذا وش اللي تبين بالنهاية*
تبي تذبح اخوي ، زين وش اللي تستفيد منه بعدين ! *
ابو انور بنبرة مقصوده : مرابحي واجد*
لكن لما تسوي اللي ابيه منك ، راح تشوف اللي يرضيك من ناحية اخوك بس*
عمار بهمس : وش اللي تبيه لكن تحلم اطلقها*
ابو انور : لا خلاص ، خلنا من هالطلاق*
وعطنا شي احسن منه بواجد*
.
.
رمى كل شي امامه وهو يتنفس بعصوبه*
ليقفز صاحبه وهو يهتف بخوف : بسم الله*
عمار وش صاير لك*
عمار نهض وهو يهتف بهدوء : ما فيني شي ايوب ، دزيتهم وانا ما ادري*
ايوب بعتب : عليّ انا تقول لي ما فيني شي*
وش اللي صاير يمكن اقدر اساعدك*
عمار بهمس : ما تقدر صدقني*
اذا انا مو قادر عليه ، ولا حتى قادر اوقفه*
بسمع منك انت !*
.
.
***************************
اغلقت الهاتف من عنده لتخرج من غرفتها مسرعه*
صوته لم يعجبها ابداً ، قلبها ينبض بقوه خائفه جداً ، لم تكلمه كثيراً لكنها بدأت تعرف تصرفاته بالفتره الأخيره*
فتحت باب المجلس لتراه مستنداً على الأريكه و وجهه شاحب ومصفر*
جلست بجواره وهي تهتف بجزع : عمار ، وش فيك ؟! وجهك مصفر حيل*
هتف بتعب : شكلي جلستش من نومش*
وعد بهمس : مو مهم جلستني من نومي ولا انا جالسه قبل*
المهم الحين انت !*
وش صاير ليش كذا شكلك*
عمار همس بألم : جراح بالسجن وقريب يحولونه للمحكمه وشكله موضوعه مو سهل ابداً ....*
.
.
.
****************************
هاهو الاسبوع الثالث من ذهاب اخيه لتبوك
وهو لم يرد على اي رساله تأتي ابداً*
يشعر بالضيق كبير*
فهو يجلس بالمستشفى ويستمع لصرخات إحدى المرضى بجانبه*
يخاطب احد ما ويلقى بالألفاظ الحاده*
وله حتى الآن نصف ساعه*
بعد عشر دقائق*
اسند رأسه على السرير وهو يعدل اسلاك المغذي بيده يشعر بألم حاد بيده فهي تألمه من وخز الأبره لم ينزعها لمده*
نظر لانبوبة المحلول وجدها شبه فارغه*
لا يوجد بها الا القليل*
سحب الأبره من يده بهدوء وهو يمسح الدم الذي بدأ بالنزف*
فتح الدرج ليجد به شاش ابيض*
لف يدها به وقطعه بالسكين المتواجده بسله فواكه احضرها اخوه قبل يوم*
لم يجد لاصق بحث في الدرج دون ان يجد شيئاً*
ادخل طرف الشاش بإصبعه ليحكم ربطه
حالما إنتهى استند رأسه مره أخرى*
ورتب السرير للوضعه المستقيمه حتى يستطيع *النوم*
اطفئ النور الذي يتواجد فوق رأسه*
واستعد للنوم ....*
.
.
فتح عيناه بسرعه وقلبه يخفق بقوه*
" بسم الله ، وش صاير ! "*
ابتسم بهدوء عندما تأكد من الجالس بجانبه : ابد كابوس مثل كل مره*
شكلك جاي مبكر اليوم*
عمار بهدوء : ايه من الساعه ثمان انا هنا*
فيصل بهمس ناعس : ايه الحين كم الساعه ؟؟*
عمار وهو يأخذ بعضاً من الماء : تسع*
يعني صار لي بس ساعه من جيت*
فيصل وهو يعدل وضع السرير ليجعله جالساً : ايه وش عندك على هالنشاط اليوم الثلاثا مو عطله*
عمار بخبث : الحمدلله باقي فيك عقل يعني ما فقدت الذاكره*
ايه ما عندي شي ، على احسابك خليتهم يفتكون مني اشوي*
فيصل بخبث : اشوي ، الا مستانسين*
الحين تشوفهم ينقزون على البحر من الفله*
عمار بحزم : انثبر اشوف*
فيصل بتذكر : الا تعال الحين انت اشلون جيت*
مو وقت زياره الحين*
عمار بهدوء : جيت من السلالم*
ماحد شافني*
فيصل بنبرة هادئه : ما جبت راكان معك*
عمار بنبرة مقصوده : اهو ، انا الحين جالس امدح فيك ما فقدت الذاكره*
راكان بالمدرسه يالذكي*
فيصل بسرعه : ايه صح*
الا جراح وينه ، اخر مره شفته يوم الاربعا اللي فات*
حتى ادق عليه جواله مقفل*
عمار اخفض رأسه ، وعلامة الضيق بدأت تقتحم روحه ، ماذا يقول له*
لم يستعد ل الجواب على هذا السؤال*
ولم يخطر على باله انه سيواجه موقف هكذا*
اخذ نفساً عميقاً وهو يسمع هتاف اخيه المتوتر *: جراح شنو صاير له ؟؟*
عمار بهدوء : خير إن شاء الله*
فيصل بسرعه وهو يعتدل جالساً : شنو !*
عمار الله يخليك ، لا تقص عليّ ، انا متأكد ان جراح صاير له شي ، من دريت ان جواله مقفل من اسبوع اللي فات*
عمار بضيق : بالسجن ...*
شهق بعنف وهو يهتف بإنفعال : ليش ؟!*
وش مسوي !*
عمار نهض اليه بسرعه وهو يهتف بهمس : اشش ، هدي احنا بالمستشفى في ناس مراضى ، لا تصارخ*
فيصل بصوت مخنوق : ليش زين ؟!*
عمار جلس مكانه وهو يحاول ان يخبره بالموضوع بشكل مختصر : تذكر سالفة الإخناق مع ولد عمك*
حتى وصلت للشرطه لأنهم كانوا بمكان شبه عام*
فيصل بتذكر : ايه ، يومها ابوي الله يرحمه ، حشر جراح حتى نام برا البيت*
من كثر ما هو مقهور من كلام ابوي*
عمار بهمس : ايه عمك ما سكر السالفه وخلاها سلاح عنده ، لما تهجم عليه جراح قبل اسبوعين ، فتح السالفه الا الكل ظن انها خلصت*
هذا اهو له اسبوع بالسجن ، وقريب يحولونه للمحكمه*
ثم اردف بنبره حاده : بس*
انا مو اي احد عشان اخلي عمك يلعب عليّ وينصب عليّ ويستغلني وياخذ املاكي واملاكم عشان بس ، يرضى ويتنازل عن جراح*
.
.
************************************
وفي ليله أخرى من ليالي الشتاء البارد
تأخر بالمجيئ لفتره تقارب ساعتين , لقد كان الجو ممتلئ بالغيوم مما أدى الى تعطل الرحلات
وضع حقيبة على الأرض وهو يأخذ نفساً عميقاً
أخذ بسفره فقط شهراً واحداً , وها هو يحمل شوقاً كبير لـ لقاء أخوته وأخواته وأمه ...
وهو متحمس جداً لـ لقاءها وخصوصاً بعد أن عرف بخبر حملها
لكنه يحمل شوقاً خاص لإنه أخيه المزعج بالنسبه له
فهو دائماً يفسد عليه مخططاته
عندما دخل المنزل كان المكان مظلماً ولا يتواجد به أحد
توقع هذا , فالساعه الآن تقارب الثانيه ليلاً من يكون مستيقظاً في هذا الوقت
ترك حقيبة بغرفته وخرج سريعاً
.
.
بدأ يدر بالشواع حتى قاربت الساعه الرابعه فجراً وبعدها سمع صوت الأذان
توجه لأقرب مسجد لأداء الصلاه
عندما إنهتى خرج منه و عاد للمنزل
أول من رأى أمامه أخيه الأكبر , تمنى كثيراً أن يجد أباه لكن أمنياته ذهبت بالسراب
سلم عليه سريعاً وأراد أن يعبره لكنه أوقفه : ها وين رايح ؟؟
هاني بدون نفس : بروح فوق ؟؟ تبي شي ؟؟
تركي بحده : صليت ولا لازم أحد يقول لك أن الصلاه دخل وقتها
إلتفت له بهدوء : الصلاه صار لها نص ساعه
روح لحق قبل ما يسكر المسجد و تفوتك
تركي نظر اليه بنظره حاده بعدها تركه وخرج من المنزل ، ليتنهد هاني وهو يصعد الدرج*
متوجههاً لغرفته فهو يحتاج للكثير من الراحه بعد هذا السفر الطويل*
*******************************
شهقت بعنف والدموع تملئ عينيها*
لا تستطيع التصديق*
خرجت من الحمام وهي توقظ زوجها : صقر ، صقر قوم بسرعه*
صقر بصوت ناعس : وش صاير ؟! خليني نايم*
مها بسرعه وهي تبحث عن عباءتها : قوم بسرعه ، انا استناك تحت*
صقر بتكاسل : تعالي جنبي*
جلست بجانبه وهي تهتف على عجل : بتقوم ولا بخلي فارس يوديني*
صقر نهض ليجلس على السرير : اشفيش انتي ؟!*
الساعه 7 الصبح منو جالس لش ، يوم الخميس اجازه*
مها نهضت بسرعه : انا بروح حق فارس*
انت خليك نايم احسن لك*
اغلقت الباب ، ليعود صقر للنوم*
فهو للتو اغمض عيناه ، لم تكفيه النص الساعه التي ارتاح فيها*
.
.
انتهت من لبس عباءتها و توجهت الى ابنها النائم لتوقظه فهي لن تنتظر صقر حتى يستيقظ لا تستطيع الصبر اكثر*
عندما فتحت الباب ، وجدته كما توقعت ، يغط في النوم*
اضاءة الانوار لينقلب للجهه الأخرى وهو منزعج : يوووه ، طفوا النور ، اليوم الخميس خلوني نايم*
اقتربت منه وهي تنزل له : فارس حبيبي قوم ابيك بشغله*
فارس دون ان يلتفت لها : يمه ، تكفين خليني نايم بس اشوي*
مها بإنزعاج : يعني لا انت ولا ابوك*
بسرعه قوم*
التفت اليها ليجدها ترتدي عباءتها نهض بسرعه وهو يقف على قدميه وهو يهتف بصدمه : وين بتروحين ؟!*
مها بهدوء : المستشفى ...*
فارس بخوف : ليش اشفيش ؟!*
مها وهي تستعد للخروج : ما فيني شي*
لا بسرعه بدل عشان نروح ونجي بسرعه*
******************************
نهض على الصباح الباكر لا يعلم اي نشاط يجتاحه*
ومن المؤكد انه سينهض في هذا الوقت المبكر*
فقد نام لمدة يوم كامل*
وقد علم هذا عندما فتح هاتفه وراه يشير الى الثالث من فيبراير*
فقد وصل في الواحد من فيبراير*
وادى صلاة الصبح واستعد للنوم*
يتبقى عليه اربع صلوات لم يقضيها غير انه يواجه صلاة الصبح بعد ساعه من الآن*
نهض من سريره ليغسل وجهه ويستعد لقضاء ما فاته من صلوات*
حالما انتهى حتى سمع صوت الأذان*
طوى سجاده واستحم سريعاً
لينزل بسرعه وهو يغلق ازارير كم ثوبه*
التقى بأخيه الأكبر " عبدالله "*
سلم عليه سريعاً وهو في قمة الإستغراب انه قد رأه في هذا الوقت
لم تتح له الفرصه بالتحدث معه فهو قد تأخر عن الصلاة*
خرج من المنزل ليلتحق بالإمام وهو يكبر لبدأ الصلاه*
حمد الله كثيراً انه وصل في الوقت المحدد*
فرغ من الصلاة ليشاهد اخيه الاخر يجلس بجانبه : امس ما شفتك بالمسجد ؟! وين كنت !!*
هاني بهمس : توني جالس*
تركي بصدمه : يعني من الصبح اول امس توك تجلس !*
هاني نهض من مكانه وهو يعيد المصحف الى مكانه : ايه توني جالس ، فيها شي ؟ واحد تعبان وجاي من سفر وش تبيه يسوي*
اخفض رأسه ليقبل جبين والده المستغرق بالتلاوة : تقبل الله*
ابو تركي بدون ان يرفع رأسه : منا ومنكم صالح الأعمال*
ثواني وهو يغلق المصحف ليرفع رأسه ويرى الجالس بجانبه ويهتف بصدمه : هنوووي ؟!*
متى وصلت *؟!
هاني بإبتسامه : امس الصبح ؟!*
ما جيتك لاني توني جالس*
ابو تركي بضيق : حسبتك تركي*
ما شاء الله اصواتكم تتشابه*
هاني بحركه سريع وهو ينفض اعلى ثوبه : تف تف ، ويع ما بقيت الا تريكي*
ابو تركي بنبرة مقصوده : ان شاء الله يسمعك الحين*
هاني بثقه : عنده دوام يبه ، مراح يطول بالمسجد*
يعني اكيد الحين يكون طلع*
ابو تركي وهو ينهض : اجل قوم ، نسولف بالبيت ... انت عارف ما اقدر اظل جالس على الأرض واجد*
هاني بعياره : صج شيبه*
ابو تركي بنبره حازمه : والله محد شيبني غيرك انت وعبيد*
هاني بهدوء : انا اوكي ! عبيد وش دخله بالسالفه*
ابو تركي بهمس : تعال قرب*
اقترب هاني منه اكثر وهو يساعده على النزول من مرتفع المسجد حالما انزله هتف بإنزعاج : مدري ليش مسوين صبه هالرفع*
لو مخلينه واطي احسن*
هاني بهمس : يبه ، خلنا نروح المزرعه*
ابو تركي بهدوء وهو يمشي بخطوات ثابته : بعدين ... مو الحين*
هاني برجاء : وش عندك ؟ دوامك يبدأ من وحده الظهر*
ابو تركي وهو يفتح باب المنزل : وش عندي عندي بلاوي اخوك فوق راسي*
الله يستر وش مسوي هذه المره*
هاني لم يفهم ما قاله والده لذا قرر الجلوس معه فهو لم يطمئن ابداً من حاله*
اي مصيبة يخبئها اخيه وعن اي اخ يتحدث*
كان يمشي معه وذهنه شارد : مين بكون صقر متخانق مع مرته ، لا مستحيل اصلن صقر يموت على مرته وحتى لو كان متخانق وش له يقول حق ابوي ! صقر مستحيل*
تروك ! وش عنده تريكي ، يمكن عشان بنته سجوه البزره !*
ولا مسوي حرب منزليه ما لحقت احظرها*
يجوز منه كل شي هالتركي ويعايب عليّ*
ما يدري ان كل شي اسوي عن خبره من تصرفاته*
برهوم ! ابراهيموه ، يمكن!!
هو مره تخانق مع ولد جيرانه وكسر خشم الولد *
لا ما اتوقع يعيدها ، مستحيل ينسى اللي صار له توه ما خذ شي*
قطع عليه حبل افكاره وهو يشاهد عبدالله واقف امام والده ويكاد يقسم انه ان تكلم ابي سينهار كلياً*
لكن ابي لم يفعل لو ينطق بحرف واحد فقط !*
إحتـــــضــــنـــه !!*
.
إحتضنه بقوه لينهار اخوه حالما فقد كل قواه*
لم يستطيع التحمل*
انهار باكياً وهو يهتف بكلمات لم افهمها جيداً فقد كانت يبكي ويتكلم غير ان صوته كان منخفضاً وكنت اقف بعيداً عنهم*
احسست بألم عميق وانا ارى اخي بهذه الحاله*
طبعاً لكثرت خروجي لم اشاهده قبلاً هكذا*
فقط كنت اسمعهم يقولون انها ليست المره الأول التي ينهار فقد انهار قبلاً مراراً*
ولم تتح لي فرصه برأيته هكذا
وهاهي المرة الأولى التي اراه بحالته التي سمعت عنها كثيراً*
عبد الله لا يكبرني الا سنتين فقط
وقد تزوج مرتين*
بالمرة الأول اخذ بابنت خالي وهي حالياً زوجته*
وفي المره الثانيه*
تزوج بإحدى فتيات الحي المجاور لنا*
لكنها لم تدم له كثيراً حتى انفصلا*
ومنذ ان انفصل عن ( الجوري ) بدأت تتكرر عليه هذه الحالة*
التي اعتاد عليها ابي وكذاك امي وتركي*
عندما بدأ يمل من المراقبه*
خرج من المنزل دون حتى ان يقابل امه*
يشعر بضيق يخنقه لا يعلم لماذا*
رفع هاتفه وهو يتصل بأحد ما*
حالما رفع : تعال شارع الظهران مقابل مكتبة المنار*
اغلق الخط قبل ان يتيح له الفرصه حتى بالسلام عليه*
انتظر ربع ساعه حتى رأى السيارة السوداء تدخل لتقف امام المكتبه*
اشار لصاحبه الذي معه ليحرك السياره بعيداً عنهم*
اقترب منه وهو يراه يلتفت يميناً وشمالاً دون ان يجد اي شي*
او بالأصح ، لا يعلم لما هو هنا وعن ماذا يبحث
بعد ان يأس عاد لسيارته مره اخرى*
وقبل ان يرن هاتف هاني دخل هاني السياره*
ليسمع شهيقه : هنوي متى جيت ؟؟*
هاني لم يجيبه فقط جره اليه ليحتضنه بشوق كبير : صار لي يومين من جيت*
وانت حتى ما فكرت ترفع التلفون تقول لي الحمد لله على السلامه*
فارس بسرعه وهو يفلته : وش وش وش*
انا اصلن توني الحين عرفت انك هنا*
هاني بهمس : ما علينا ، روح اي مكان مخنوق*
فارس بهدوء : السياره ما فيها بانزين*
هاني بغضب : كل تبن*
هذا استقبال تستقبلني اياه*
يلا اخلص ابي مطعم يجيب الراس*
فارس بخبث : افا ، انا ابي طباخ ام تركي*
هاني بسرعه : كل تبن ، امي فاضيه لك تطبخ لك*
هي حالتها حاله ، تبيها تطبخ لك انت وجهك*
فارس بنبرة مقصوده : بس ابوي متكفل بكل شي*
هاني التفت وهو ينظر اليه بشكل مباشر : قلت لي ابوك .....*
فارس بإبتسامه واسعه وهو يهز رأسه بإجابيه*
هاني ضحك بخفه وهو يهتف : وش فيك مثل الخبل ، الحمد لله والشكر*
تفاجأ اكثر وهو يرى احتضان فارس له وهو يهتف بسعاده كبيره : هنووووي ، بصير اخو*
بصير اخو كبير ، امي حامل يا هاني حااااامل*
.
.
.
**************************************
طرقات سريعه ويتلوه صراخ يملئ المكان*
استيقظ من نومه مفزوع وهو يذهب للباب ليرى من يوقظه بهذه الطريقه*
ألا يعلم انه للتو تمدد للنوم*
فتح الباب وهو يهتف بغضب مكتوم : وش هذا ؟*
ما تعرف تطق الباب بهدوء*
روعتني من نومي ، صج ما تستحي*
راكان بسعاده : عمار عمار*
جراح جراح شوف شوف*
عمار نظر اليه بإستغراب ليرفع رأسه ويرى اخيه جراح يقف امامه وهو يبتسم له بتعب : وش فيك ؟! ما تبيني اطلع !*
عمار بسعاده وهو يجره اليه : ليش بعد ما ابيك تطلع*
اصلن اشلون طلعت وانا ما سويت اي شي*
مو مصدق انك صج اقبالي*
.
.
فتح عيناه بسرعه لينهض وهو يتنفس بسرعه*
أي يحلم ام كان واقعاً*
لا يرى الا الظلام ونور هادئ يخرج من هاتفه*
رفعه ليرى من يكون يريده في هذا الوقت*
واي وقت لا يعلم فقط اجابه بهدوء : اهلين الوافي*
الوافي بنبرة غريبه : اهلين فيك*
عمار بهمس متوتر : الوافي !*
وش صاير صوتك ابداً مو طبيعي*
عمي فيه شي ! ولا وعد فيها شي !!*
الوافي بسرعه : لا تخاف ، كلهم بخير*
بس....*
عمار بنبرة غاضبه لم يعتاد عليها : الوافي ، انا بروحي اعصابي تعبانه*
وتجي تلعب معي ، لا تخليني ادخل من الجوال واطلعك اقبالي*
الوافي شعر انه يختنق ويضيق من حوله كل شي*
ترجا اخيه ان يخبره هو ، فهو يعلم مدى تعلق عمار به ، و يعلم جيداً انه لا يستطيع اخباره بهذه السهوله*
فقد تكون له الصدمه قويه لا يستطيع احتمالها*
يكفيه ما حدث لأمه وابيه و مشاكله المستمره مع عمه وابناءه : عمار ....*
هدي واسمعني عدل*
عمار لم يتمالك اعصابه وهو ينهض من السرير واقفاً ويهتف بعصبيه : وش اهدي ما اهدي*
انت خليت لي شي اهدي فيه روحي*
كلامك يخوفني*
بعدها صمت لفتره وهتف بهدوء : اخواني فيهم شي*
صعق وهو يسمع هذه الكلمه ، نبرة صوته تكفي انه لم يحتمل ما سيقوله الآن : ها ، اااا ...*
اخذ نفساً عميقاً وهو يحاول ان يخبره الخبر بالشكل المناسب لكنه فشل بهذا وهو يهتف على عجل : اليوم ، راح يحاكمون جراح اخوك*
وكأن احدهم ضربه على رأسه ، يشعر بألم حاد بمقدمة رأسه*
وكأن الدم توقف عند رأسه*
كل شي توقف امامه ، صحيح يجلس بغرفه مظلمه ولا يكاد يرى الا نور خافت من النافذه*
لكنه لا يرى اي شيء لا يرى شيئاً ابداً*
فالمكان امامه مظلم جداً ويشعر انه يختنق شيئاً فشيئاً*
وانفاسه تعو وتهبط بسرعه كبيره ، جراح !! *
جراح ، فقط هذا ما يفكر به*
ايعدم ! ام يسجن ! ام حتى يخرج من هذا الكابوس*
تمنى كثيراً انه كابوس ويستيقظ بعدها وينتهي كل هذا*
بعد عشر دقائق وهو واقف دون حراك*
ودون ان يشعر بما حوله*
استعاد اخيراً وعيه وهو يسمع صرخات الوافي بالهاتف الذي تركه دون ان يشعر*
حمل الهاتف وهو يهمس : هلا*
الوافي تنفس براحه وهو يهتف بعتب : خوفتني لي ساعه اصارخ ابيك ترد عليّ*
على بالي صار لك شي*
عمار بصوت مخنوق : الوافي انا شفته*
جراح رجع البيت اشلون تقول لي بحاكمونه اليوم ، الله يخليك اذا مزح تراني ما اتحمل اي شي ! كفايه عليّ ارحمني تكفى و قول لي ان جراح بغرفته تكفى*
الوافي ألمه ذلك كثيراً لم يعتاد على عمار ان يرجوه هكذا ، او حتى يضعف امام احد : عمار ، انا ما امزح معك*
انا الحين واقف بالمحكمه وبعد ساعتين بحاكمون*
عمار شهق بعنف وهو يستند على اي شي امامه : ساع... ساعتين !*
الوافي بهمس : تكفى عمار*
مو متعود عليك كذا ضعيف*
هذا بس قرار محاكمه ما بعد يصدر الحكم وش بتسوي بعدها ! اصبر ، وتعال انا وابوي والكل بالمحكمه*
عمار اغلق هاتفه ليتوجهه بسرعه لغرفة اخيه جراح ، فتح الباب واضاء الأنوار*
وهو يدقق على سريره ليجد الغطاء مرتفع وكأنه يغطي احد ما*
شعر بسعاده كبيره وهو يهتف بداخله : يصقون عليّ على بالهم غبي*
تقدم اليه ليرفع الغطاء وهو يبتسم : جراح *
فجأه*
تلاشى كل شي امامه وهو يرى السرير فارغ لا يوجد به احد*
فقط كان الغطاء غير مرتب ويبدو انه يتواجد به احد*
*************************************
" هنوي اشفيك ؟!*
من مشينا وانت ساكت ، ما علقت ابداً
اعرفك ما تسكت كله هذره ! "*
هاني بهمس : واللي يرحم والديك*
نفسي في خشمي وتعبان*
فارس رفع حاجبيه : شنو ؟!
هاني بهدوء وهو يغمض عيناه : ودني المزرعه*
ما ودي اشوف احد بالمره*
فارس بهمس : كيفك*
لم تمر الا دقائق حتى قفز هاني وهو ينظر للنافذه ويبتسم بخبث : لقيتش وهذه المره مراح اطوفش*
فارس وهو ينظر له ، فقد توقف عن الإشاره : شنو تقول انت !!*
هاني انزل هاتفه وهو ينظر له وابتسامه واسعه ترسم ملامح السعاده بوجهه*
فارس سحب الهاتف من يده وهو يهتف بعصبيه : اشوف اعيونك مطيره*
خلني اشوف وش عندك !*
ليرمي الهاتف بحضنه ويهتف بغضب : يعني سويتها ...*
هاني ببرود : وليش ما اسويها*
تعال وش حارك انت !*
فارس بغضب عارم : حارني انها وحده من بنات ديرتنا*
وش له تصورها ، حرام ، ما تفهم ، البنت ما تدري وبعدين وش دراك انها راضيه*
هاني بهمس غاضب : فروس لا ترفع صوتك عليّ*
والبنت هذه انا باخذها*
فارس بسخريه : قال بياخذها قال*
فهمني اشلون بتاخذها وانت بس تعرف شكلها وبالنقاب بس !!*
لا اسم تعرف عنها ولا حتى وين ساكنه*
هاني بهدوء : سيارتها عندي*
وكلها يوم يومين وادل بيتهم واعلمك كل شي عنها وبالتفصيل الملل*
فارس بتنهد : كيفك ! انا تعبت معك ... وانت بالنهاية تمشي اللي براسك ما تسمع مني*
هاني بإبتسامه وهو يدقق بالهاتف : مين الخبل اللي يسمع من بزر !*
.
.
.
]#بعثرة_وهم]
|