04-04-14, 04:08 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو راقي |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
اعترافات شمعه بقلم أحمد الرفاعي
اعترافات شمعه قصة قصيرة
للكاتب : أحمد الرفاعي
عندما أوى الليل إلى فراشه باكراً، أضاء شمعة يستجدي بها ضوء النهار فربما شعر بوحشته وعاد..
كان يطيل النظر إلى شمعته فكأنما استفز صمتها وأجبرها على الكلام.. أو ربما خيل له أنها تحدثت عندما شعرت بانتقاصه لها فأخبرته بمعادن البشر.
قالت له: معادن البشر كالشموع في منزلك الصغير، تتقسم باختلاف أطباعهم وإخلاصهم وحبهم وتمردهم..
تطغى الصفات السيئة على كثير منهم فلا يبقى وهجهم طويلاً ويخذلونك في أول الوقت عندما تكون في أمس الحاجة إليهم..
وبعضهم لا يضيء نوره إلا ما حوله أنانية وطمعاً..
تلتقيهم في ممرات البيت و المرحاض، وفي المستودع والمرآب..
يسمُرون معك فقط في أول الليل ثم يرحلون إذا اشتد الظلام، وجودهم والعدم سواء..
لكن..
عندما تشتد ظلمة الليل يصبح للأحباب طعم خاص..
فنشعل شموعهم في غرف نومنا وأمام مرآتنا ليتسنى لنا رؤية أخطائنا من خلالهم وتعديلها..
نحافظ عليهم في قلوبنا حتى لا يخبو نورهم ولا يتعثرون بنسمة هواء رقيقة..
شموعهم تفوح برائحة الحب وتكون قادرة على التحمل لفترات طويلة ولا يمكنك الاستغناء عنها..
تحرق نفسها لتستطيع الرؤية من خلالها فيا له من حب منحتك إياه دون مقابل..
تراها تحترق وتكتفي هي بأن تراك تكبر.. إن رحيل هذه الشموع سيؤثر فيك كثيراً ويجعلك تعيش ظلمة لا حدود لها..
دنى وقت السحر..
فأصبح حديث الشمعة همساً يدخل القلوب..
ينقي الأرواح ويبعث في النفس الطمأنينة والحب والخير للجميع..
عندما تثاءبت الشمس في صباح اليوم التالي فارضة سيطرتها على الكون..
قال لشمعته وداعاً..
منذ اللحظة، سأكون شمعة تحترق لتضيء طريق من أحب..
|
|
|