المنتدى :
المنتدى الاسلامي
غزوة العسرة في القرآن
طلب الله من المسلمين النفير وهو الخروج للحرب سواء كانوا خفافا أو ثقالا وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فى سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون "وكان الخروج فى هذه المرة إلى أرض بعيدة ليست قريبة ولذا فإن المنافقون لم يخرجوا لعدم وجود متاع قريب وسفر مختصر وحلفوا للمسلمين بالله فقالوا :والله لو استطعنا لخرجنا معكم وفى هذا قال "لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم "وقد فرح هؤلاء القاعدين عن الجهاد وبغضوا الجهاد بالمال والنفس فى سبيل الله وقالوا لبعضهم :لا تنفروا فى الحر وكان وقت الغزو فى القيظ وهو شدة الحرارة وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم وقد قال نار جهنم أشد حرا وفى هذا قال "فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله وقالوا لا تنفروا فى الحر قل نار جهنم أشد حرا "وفى هذه الغزوة أتى المعذورون من الأعراب وهم أهل الأسباب المانعة لهم من الجهاد حقا للنبى (ص)وطلبوا منه الإذن لهم وأما الذين كذبوا بالله ونبيه (ص) وهم المنافقون فقد قعدوا عن الجهاد ولذا توعدهم الله بإصابتهم بالعذاب الأليم وفى هذا قال " وجاء المعذورون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم "وبين الله للمسلمين أن المسموح لهم بالقعود عن الجهاد هم الضعفاء وهم الأطفال والمرضى والذين لا يلقون مالا للإنفاق على خروجهم للجهاد وذلك فى حالة إخلاصهم لله والذين ذهبوا للنبى (ص)وطلبوا منه أن يأخذهم معه للجهاد بتوفير ركائب لهم وقد رد النبى (ص)عليهم قائلا :لا أجد شىء أحملكم عليه وعند هذا انصرفوا وهم يبكون بكاء نزلت منه الدموع والسبب حزنهم ألا يجدوا مالا يشترون به ركائب يذهبون عليها للجهاد وفى هذا قال "ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ولا على الذين ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون "وبين الله للمسلمين أن الفئات السابقة ليس عليها عقاب إذا قعدت عن الجهاد وأما العقاب فهو على الأغنياء الذين طلبوا الإذن للقعود عن الجهاد وفى هذا قال "إنما السبيل على الذين يستئذنونك وهم أغنياء "ولما ذهب النبى (ص)للجهاد ومعه المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه فى وقت الفقر والضيق كاد أن يضل نفوس بعض منهم ولكنهم عادوا للحق فغفر لهم وفى هذا قال "لقد تاب الله على النبى والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه فى ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم "وكان ثلاثة من المسلمين قد قعدوا عن الجهاد بلا عذر فندموا على هذا ندما شديدا حتى أن الأرض على وسعها قد ضاقت عليهم كما أن أنفسهم ضاقت أى غضبت على فعلهم غضبا شديدا واعتقد الثلاثة أن لا منقذ من الله إلا هو وقد تاب الثلاثة من ذنبهم فتاب الله عليهم وغفر لهم ذلك وفى هذا قال "وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا "ولما عاد المسلمون مع نبيهم (ص)للمدينة وقد انتصروا على عدوهم حدث ما أخبرهم الله به فى أثناء الغزوة من أخبار المنافقين فقد ذهب المنافقون يبسطون أعذارهم ويشرحون مواقفهم للمسلمين كذبا ولذا طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم وقد قال لا تعتذروا لن نصدقكم قد أخبرنا الله بحكاياتكم وفى هذا قال "يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم "وقد طلب الله من المسلمين الإعراض وهو ترك إيذاء المنافقين إذا حلفوا بالله فرضاءهم وفى هذا قال تعالى"سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم"
|