كاتب الموضوع :
ودااد
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
رد: قصص قصيرة و قصيرة جدا
4 - أحلام اليقظة
نادية طفلة محظوظة , فهي تعيش في أسرة سعيدة لا ينقصها شيء
كما أن والديها يحبانها كثيرا خاصة أنها ابنتهما الوحيدة , لهذا يمكن القول أنها طفلة مدللة .. كل طلباتها تتحقق !
- نادية ... ماذا دهاك يافتاة , هل أصبحت صماء ؟
ردت الفتاة الصغيرة في ارتباك واضح :
- أ ... أنا .. كنت فقط ...آ ,, آآآآآسفة سيدتي لقد شردت قليلا
- لا تكثري الكلام , بسرعة نظفي البيت و بعدها قومي بتحضير الغداء ... هيا !!
5 - ( حب ميت )
أحيانا يقولون أن من الحب ما قتل .. لكن هذه العبارة لا تنطبق على هيثم الذي تركته حبيبته لترتبط برجل آخر لديه من المال ما يكفي كي تنسى كل كلمات الحب و الوفاء التي وعدته بها
باحدى الأيام كان هيثم جالسا أمام حاسوبه يحدق بنظرة خاوية حيث الأرقام التي تظهر على الشاشة .. هذا كان عمله .. محاسب باحدى الشركات .. و بينما هو في حالة التماهي تلك مع الأرقام سمع صوتا لطالما تمنى سماعه في الأشهر الماضية .. كان صوتها .. صوت الفتاة التي أحبها بكل جوارحه لتتركه بعدها مع علامات استفهام كبيرة , و كلها كانت تدور في فلك واحد هو لماذا و كيف !
عندما رآها واقفة أمامه أصابته الدهشة .. لم يتصور للحظة أنه سيراها مرة أخرى... ثم انسابت الكلمات من شفتيها بارتباك و توتر واضح .. كلمات الندم و الرغبة في أن يعود اليها.. أخبرته بأنها لا تزال تحبه لكنها ضعفت أمام وهج المال و في النهاية نظرت اليه نظرة تنطق بمعاني الألم و الأمل و هي تتمتم بكلمات مخنوقة :
- أتمنى أن تصفح عني ... أنا الآن حرة .. لقد انفصلت عنه .. نعم ... فقد أدركت أن المال لا يشتري الحب و ان كنت متأخرة في ادراكي لهذه الحقيقة ....
ساد صمت مطبق لم يقطعه سوى صوت حذائها ذو الكعب العالي , كانت ابنة المدير قادمة من مكتب والدها حيث خطيبها هيثم !
وجهت الشابة الجميلة كلامها اليه في صوت ناعم :
- عزيزي اعذرني لأني تأخرت ... أفكر في تناول الغداء بالمطعم الذي ذهبنا اليه آخر مرة , ما رأيك ؟
ثم لاحت منها التفاتة لا مبالية حيث الخطيبة السابقة و غادرت و هي تقول بثقة و قلة اكتراث :
- سأنتظرك في الأسفل
و قبل أن يلحق بخطيبته قال بصوت بارد لم تعتده تلك الفتاة التي كانت لا تزال قابعة في مقعدها و علامات الصدمة بدت جلية على محياها :
- لقد تغيرت بفضلك .
6 - الهدوء كان يخيم على القسم حيث يدرس وحيد .. ذلك الشاب المتفاني في دراسته لدرجة أصبحوا معها ينادونه بالتلميذ النجيب
مع أنه لم يكن عبقريا لكنه كان مجتهدا جدا و يعد من الأوائل في مدرسته
و بذلك اليوم .. عندما انتهت حصة الصباح .. جلس كالعادة وحيدا في القسم بعد أن غادر الجميع الى منازلهم ولم يتبقى سواه ...
فما بين 12 ظهرا و الثانية بعد الظهر - حيث تبدأ الحصص المسائية - توجد ساعتين فقط
ساعة كانت ستكفيه للذهاب الى بيته ... و الساعة الأخرى كي يعود
و هكذا فضل البقاء و استغلال الوقت المتبقي في الاشتغال على مادة الرياضيات بدل اضاعته في الطريق الطويل
و طبعا كان يحضر معه وجبة الغداء التي حضرها ليلة البارحة .. رغم أن مذاق الطعام البارد لم يستسغه كثيرا الا أنه استمر في قضم قطعة الخبر مع شوربة الفاصولياء و بنفس الوقت كان ينظر لكتاب الرياضيات و يحاول فهم تلك المعادلة الصعبة ...
فجأة اهتز المكان .. و سقط السقف على وحيد
كان هو الضحية الوحيدة في ذلك اليوم
.....
|