كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 405 - في قلب النار - كاي ثورب ( الفصل الثالث )
وكأنما شعر ريموند بحيرتها ، فقال لها:
- هنا نجلس حين نكون أسرة واحدة أما غرفة الطعام الكبيرة فللمناسبات.
كانت عيناه على أخيه الذي نهض عن كرسيه، وقال له:
- كانت كارين تائهة وبحاجة إلى من يرشدها إلى هنا.
تقدم لويس بوجه جامد وجر كرسياً إلى جانبه لتجلس عليه، وذلك بدعوة صامتة، فجلست عليه شاعرة بكل شيء ماعدا الراحة ، واعية إلى عيني بياتريس ترمقانها عبر المائدة بعداء.
جلس ريموندو بين الاثنتين، بينما أكملت ريجينا الدائرة.. بعد أن همست بحرارة حين رأتها:
- تبدين أقل تعباً مما كنت حين وصولك، لقد أفادتك الراحة.منتديات ليلاس
وقال لويس:
- لقد نمت بعمق، فأنت لم تستفيقي عندما أغلقت مصراعي النافذة.
قالت كارين بمرح قدر إمكانها:
- كان يوماً شاقاً.
وراحت تفكر في أن الليل سيكون أكثر مشقة، ولكن عليها أن تصبر فهي متأكدة من أن بياتريس لن تسمح بجعل حياتها سهلة.
كانت تشعر بالجوع، فأكلت من يخنة السمك اللذيذة التي شكلت الطبق الرئيسي، ورفضت بعد الطعام أن تتناول القهوة أو الشاي، إذ كانت متلهفة إلى العودةإلى العزلة في غرفتها، رغم خوفها من ساعات الوحدة القادمة.ريحانة
لم يتكلم لويس أثناء تناول الطعام إلا قليلاً، وكانت تراه بطرف عينها وهو يرفع كوب القهوة إلى شفتيه، إنه زوجها.. الرجل الذي يبدو أنها تزوجته في لحظة لم تكن تدري ماتفعل، ورغم إعجابها بتأثيره في مشاعرها بمجرد النظر إليه، إلا أن تباعها تلك النزوة الطارئة كان جنوناً. لم تعرفه حينذاك أكثر مما تعرفه الآن ، ولابد أن جولي ظنتها مجنونة كلياً، فهذا ماكانت لتظنه بها لو أن الوضع معكوس.. ولكن جولي ماكانت لتوقع نفسها في ورطة كهذا، لأنها واقعية و منطقية جداً.
ربما لو بقيت على الاتصال بها، لأخبرتها بمايحدث لها هنا، عليها أن تطلع جولي على مسألة فقدانها لذاكرتها ثم تسألأها ، روغم انزعاجها من هذه الفكرة إلا أنها وجدتها الطريقة الوحيدة لمعرفة ما دفعها إلى مثل التصرف.
سألها لويس:
- هل يؤلمك رأسك؟.
فأدركت فجأة أنها تضع يدها على صدغها.
- قليلاً.
فقال وهو يقف ثم يتقدم نحوها:
- عليك إذن أن ترتاحي مرة أخرى، النوم أفضل دواء.منتديات ليلاس
وخطر لها أنه يشفي الجسد، لكنه لن يؤثر كثيراً في حالتها الذهنية، قال تخاطب الجالسين حول المائدة:
- تصبحون على خير.
وتجنبت النظر مباشرة إلى بياتريس بينما أجابت ريجينا:
- غداً ستجدد معرفتك بلاسانتا.
فقال لويس موضحاً:
- المدينة التي مررنا بها.
وتابعت ريجينا:
- غداً يوم السوق، أنت تحبين السوق.
استطاعت كارين أن تتصور ذلك، فلطالما أحبت التسوق وابتسمت:
- يسرني هذا جداً.
توقعت أن تترك وحدها لتجد طريق العودة إلى غرفتها، فتملكها الارتباك عندما رافقها لويس.
قالت له في الردهة:
- لست بحاجة إلى مرافقتي، سأكون على مايرام وحدي.
- أنت بعيدة عن أن تكوني على مايرام، أنا نفسي بحاجة إلى الراحة، فلا تخافي مني الليلة.
- أنا لا أخاف منك..إنما...
وبسطت يديها بعجز مضيفة:
- من صعب أن أعرف ماعليّ أن أقول!
- إذن ، لا تتكلمي، الزمن وحده سيقرر ما إذا كان زواجنا سيعود إلى سابق عهده، لكن اطمئني إلى أنه سيستمر، سواء أكانت علاقتنا حسنة أم سيئة.
لم يكن لديها ماتقوله بهذا الشأن، كما أدركت بألم.
نهاية الفصل الثالث
|