كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 405 - في قلب النار - كاي ثورب ( الفصل الثاني )
فأجاب بجمود:
- لا، كانت تفضل أن أتزوج امرأة من قومي.
- هذا مفهوم.
- لامزيد من الأسئلة الآن، أنت بحاجة إلى أن تأكلي.
كان الطعام أبعد مايكون عن ذهنها ، لكنها نهضت ، سيحرجها مظهرها هذا وهي تدخل المطعم ، هذا ماخطر لها وهي تنظر إلى نفسها في مرآة على الجدار، لكن لم يكن في يدها حيلة.
بعث الضوء الخافت في المطعم بعض الراحة في نفسها، لكنها لم تر شيئاً مألوفاً في مايحيط بها، في الحقيقة لم تكن تتوقع ذلك ، وتركت لويس يختار لها وجبتها، آكلة ماوجدته أمامها من دون استمتاع.
ألقت نظرة على الرجل الجالس أمامها، الذي حركت رجولته السمراء حواسها وقالت:
- هذا لن ينجح، لن ينجح شيء على ما أظن.
فقال:
- لن نخسر شيئاً إذا جربنا، سنذهب من هنا إلى نادٍ ليلي ومن ثم نعود إلى الفندق.
شعرت كارين بتسارع مفاجئ في النبض عند صدغها وفي قلبها، وحاولت عبثاً أن تتمسك بالصورة التي اختفت من ذهنها بسرعة.ريحانة
سألها بصوت منخفض عامر باللهفة:
- ماذا جرى؟ هل تذكرت شيئاً؟.
هزت رأسها ببطء:
- مجرد شعور للحظة، مامن شيء متماسك .
- لكنه عني شيئاً ما، كان هذا واضحاً.
- هذا مايبدو.
وتفحصت الملامح الملئية بالحيوية، متمنية لو تعرف مايقكر فيه في هذه اللحظة، ثم سألته:
- هل يعلم الجميع بأمر لوسيو فيرنانديز؟
لمعت عيناه لحظة:
- بياتريس هي الوحيدة التي تعلم.
- هل تثق بأنها ستحفظ السر؟
- من الافضل لها أن تفعل، ريجينا تعتقد أنك رحلت لمجرد خلاف بيننا، وسيكون صعباً عليها جداً أن تتقبل فقدانك لذاكراتك.
ليس كما تستصعب الأمر هي نفسها، قد لا يكون التذكر امراً مستساغا أحياناً، لكنه يبقى أفضل من هذا الظلام.
- يمكننا أن نبقي الأمر سراً.
رأت شفتيه تتوتران وهو يقول:
- أهذا وضع يمكن التعامل معه بلامبالاة.
فاجابت معتذرة:
- طبعاً ، لا لكن...
ابتعلت ريقها بصعوبة:
- هل لديك فكرة عن شعوري وأنا أستمع إليك تحدثني عن أناس وأماكن وأمور ليس لدي فكرة عنها على الإطلاق ؟ المرأة التي يبدو أنني في مرآة تعكس لي صورة امرأة اخرى.
- هذا صعب بالنسبة إلينا، نحن الاثنين، أن ترى نفسك مخدوعاً أمر صعب، لكن أن تجد نفسك منسياً..!
وسكت ليرفع يده مشيراً إلى النادل، حتى الساعة، كانت كارين من الانشغال بمشاعرها بحيث لم تنتبه جدياً إلى مالابد أنه يعانيه.ريحانة
حاولت أن تضع نفسها مكانه، أن تتصور شعورها إذا ماعملت أنها محيت من ذهنه تماماً بعد أشهر من العيش معاً كزوجين؟ أي رجل يستطيع أن يواجه هذا بهدوء؟
نظرت إليه وهو يوقع على ورقة الحساب، هاتان اليدان تعرفان من دون شك كل إنش من جسمها ، وأرسلت هذه الفكرة قشعريرة في ظهرها، الاشهر الثلاثة تلك، محت كل عائق أو كبت كانت تعاني منه، ودليلها على ذلك رد فعل جسدها في هذه اللحظة، لعلها لا تتذكر حبها لهذا الرحل، لكنها انجذبت إليه الآن بشكل خطر، ومهما يكن مادفعها إلى الارتماء بين ذراعي رجل آخر ، إلا أنه يعني أن لويس لم يعد يثيرها.
|