كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 405 - في قلب النار - كاي ثورب ( الفصل الأول )
تردد الطبيب ثم قال :
- قد تعود إليك ذاكرتك في أي وقت ،عليك بالصبر وحاولي ألا تقلقي بهذا الشأن.
فكرت كارين في سهولة هذا القول ، وكيف لا تقلق بهذأ الشأن
سار لويس إلى الباب مع الطبيب الذي قال إن بإمكانها أن تغادر المستشفى ، وعندما عاد إليها ، قال:
- سيحضرون لك حقيبة ملابسك لتختاري ما تلبسيه، هل تحتاجين إلى من يساعدك؟.
- كلا.
جاء هذا النفي بحدة أكبر مما قصدت ماجعله يبتسم ابتسامة ساخرة اخرى.
- قصدت أن تساعدك ممرضة وليس أنا.
- آسفة ، أنا لا أقصد إظهار عدم الثقة بك.
فسألها بلطف :
- حقاً..أيمكنك أن تد عي أنك تصدقين كل كلمة قلتها؟.
- عليّ أن أصدقك، ليس أمامي أي خيار آخر.
وخرج قبل أن تستجمع كارين قواها لمتابعة الجدل، ستذهب معه لأن ليس لديها مكان آخر تقصده، في الواقع عليها أن تكتشف المزيد ، لكن ماذا؟
لم تعرف الحقيبة الجلدية التي سلمت إليها إلا بعد لحظات، مع حقيبة يد جلدية اخرى، بحثت بسرعة في حقيبة اليد فوجدت جواز سفر يحمل شهرتها بعد الزواج، مع محفظة تحتوي على رزمة من الأوراق النقدية الأجنبية.منتديات ليلاس
لم يكن لديها فكرة عن قيمة هذه الأوراق، لكن هذا لا يشكل فرقاً حالياً، أما ما أثار تساؤلها فهو نوع الخطة التي يفترض أنها والمدعو لويس فرنانديز قد وضعاها، لكنها لم تجد في حقيبة اليد تلك ما يجيب عن هذا السؤال، فتحت حقيبة الثياب فصدمها منظر الملابس المكومة داخلها، التي بدت وكأنها وضعت على عجل، مايوحي بأن القرار اتُخذ قبل دقائق من تنفيذه وليس بناء على خطة سابقة، وجدت وسط كل هذه الملابس صورة مؤثرة شعرت بفصة لرؤيتها، كانت الصورة قد التقطت أثناء إجازة قبل أشهر من مقتل والديها، كانا يضحكان معاً، حاملين السمكة الصغيرة التي اصطادتها أمها من النهر الذي يجري خلفهما، كانا زوجين وسيمين يملكان كل مايمكن أن يعيش الإنسان من أجله.
استنتجت كارين أن صديقتها جولي أرسلت لها من دون شك أغراضها الأخرى التي طلبتها منها، وغالبت دموعها، فهذه الصورة آخر ماتفكر في تركه خلفها.
اختارت ملابس داخلية من الدانتيل وتنورة بيضاء وقميص من دون كمين، لم تتذكر أنها رأت هذه الملابس من قبل أو هذا الحذاء العالي الكعبين، لم تكن قصيرة أبداً ،لكنها أرادت أن تتشجع لتواجه رجلاً يفوق طوله المئة وتسعين سنتيمتراً.ريحانة
وجدت في جيب حقيبة اليد أحمر شفاه ذا لون وردي باهت، وقلم كحل رمادي وماسكارا، لم تتعجب لذلك فهي غير معتادة على الإكثار من الزينة على وجهها، وهكذا وضعت لمسة من أحمر الشفاه على شفتيها ثم سرحت شعرها، الرضة في الصدغ بدت أسوأ مماكانت عليه الليلة الفائتة، وكذلك الخدوش على وجنتيها وفكها، لكن لديها الآن ماهو أهم من مظهرها لتفكر فيه.
آخر ماتتذكره هو أنها حضرت حفلة أقيمت لتوديع زميل لها ليترك العمل، تبعها عشاء في الخارج مع مجموعة من الأصدقاء، وعندما عادت إلى بيتها لم تجد جولي فحضرت شراباً ساخناً وذهبت مباشرة إلى سريرها.
حدث هذه كله في الثاني عشر من أيلول، أي أمس ايلول، بحسب مايتذكر عقلها، لكن لويس يقول إنهما تزوجا منذ ثلاثة أشهر، وإن كان هذا لا يعطيها فكرة عن تاريخ اليوم.
|