لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-12, 12:42 AM   المشاركة رقم: 466
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي

 

احم احم

ههههههههه


مساء الخير أولا

انا جبت الفصل الـ 29 والـ 30

اعذروني عشان بحطهم من غير تصميم ....

وكمان أعذروني لو كانوا قاسيين بعض الشيء .. إلا أنني كلي أمل أن تنال الرواية بمجملها إعجابهم



ولا تنسوا لقائنا القريب مع الخاتمة ومفاجأة الروايه

بحبكم في الله واستودعكم الله

 
 

 

عرض البوم صور my faith   رد مع اقتباس
قديم 16-07-12, 12:43 AM   المشاركة رقم: 467
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي

 



(29)
لن تُهزمي




- لقد أغمي على أمك .
عبث الذعر بملامح الطفولة في وجه ابن خالتها الصغير محمد والذي دخل عليها المطبخ راكضا .. تركت إيمان الأواني لتنزلق من بين أناملها المليئة بالصابون .. لتركض نحو حجرة النوم وتجد رأفت يجلس على مقربة من جسد والدتها المسجى على الأرض دون حراك .
- أمي .. أمي .. هيا استيقظي أرجوكِ .
لم تحرك سوسن ساكن وبدا أن قلب إيمان يسعى لشق صدرها بنبضاته الحادة تلك .. حولت نظراتها المستنجدة بين عيني ولديّ خالتها اللذان كانا يحبان قضاء إجازتهما الفصلية برفقتها وخدمة خالتهم .. لم تكن نظراتهما بأقل منها ذهولا .. مما جعلها تحارب تلك الرعشة ألا إرادية والعابثة بأطرافها الباردة ..
وبحركة خرقاء وضعت يدها على فتحت أنف والدتها .. تستجديها بضعة أنفاس كانت الأقدر على بث السكينة في كيانها المهزوز ...
- لتتصلي بأمي .
تمتم بها رأفت في حين بدا بعينيه اللتان تأبيان مفارقة خالته وكأنه يخشى أن تغادرهم على غفلة منه .. ستتصل بالخالة إخلاص .. نعم .. لما لم تفكر بذلك من قبل .. أسرعت بالتقاط سماعة الهاتف منفذة مشورة رأفت .. إلا أن أناملها تحجرت هناك حينما جاءها ذلك النداء اللاهث الضعيف بما يشبه الأنين :
- إيمان ....
لم تضف سوسن شيئا حتى أنها بقيت على سكونها .. لكن إيمان كانت الأقدر على فهم رغباتها .. مؤكد بأنها بخير .. فهي لا تود الاتصال بالخالة إخلاص .. ما هي إلا ثواني قليلة حتى ارتجفت رموش سوسن من جديد لتنفض عنها غبار غيبوبتها المؤقتة وتبعث في صدر ابنتها أنفاس الحياة .. ثم راحت تجبر جسدها على النهوض مشيرة لابنتها بالابتعاد :
- لا تساعديني حتى لا تؤلميني .
كم هو خانق شعور الإعاقة الذي يجتاحنا دون رأفة .. حينما تتحول حتى يد المساعدة لأداة تزيد آلام من نحب .. زحفت الدقائق ببطء شديد وسوسن تصارع آلامها لتنهض بجسدها المنهك إثر تلك السقطة المؤلمة .. حتى تمكنت أخيرا من الجلوس على كرسيها العريض .. والذي أصبحت بطانته السميكة غير كافية لتحول دون احتكاكه بعظام جسدها الذي ازداد بروزا في الآونة الأخيرة ...
في العصر .. جاءت إخلاص لتلاحظ ذلك الشحوب الطافح على ملامح أختها .. وخطواتها المترنحة التي كانت داعيا كبيرا لتطلب العون الطبي من أخت عبد العزيز الصغرى سمية .. خاصة وأن سوسن ترفض تماما اتصالهم بعبد العزيز نفسه .. والذي لم ينتهي بعد من حرب الكرامة التي يخوضها ضد حكم "صنعاء" .
- هل ستكون بخير ؟.
تساءلت إخلاص بصوت مختنق بعبراتها المحتشدة في مقلتيها .. وهي تلاحظ غياب سوسن عن الوعي من حين إلى آخر .. بينما تعمل سمية برفقة الأطباء على تزويد أوردتها بما تحتاجه من دماء ومغذيات ..
سارعت سمية بطمأنة ذلك التساؤل القلق لإخلاص .. لم تكن تدري بأن وجودها بحد ذاته كان مطمئناً خاصة وأنها جاءت برفقه زياد الذي عمل على ترك عروسه في شهر عسلهما ليقوم برعاية زوجة أخاه .. لكنها أفتقد هي للعون والعزاء .. وهي تراقب أوراق السوسن في ذبولها .. فما عاد بإمكان سمية كطبيبة سوى اللجوء إلى الله .. والسهر بجانب سوسن محتضنة كفها النائم باستسلام مثلها .. وإمطار أناملها الهزيلة بسيل من دموعها وقبلاتها .....
***
"أريد أن أموت في بيتي"
ظلت تلك الجملة التي همست فيها سوسن حين أفاقت تدوي في رأس إيمان طيلة اليوم مصدرة طنينا لا يرحم ولا ينقطع .. فعلى إثر ذلك الرجاء اليائس الحزين رضخت كل المقاومات .. كانت عودة والدتها بتلك الحالة المرضية المتدهورة ما هو إلا تأكيد من العمة سمية بأنها تعيدها لكفنها .. أصبح العم زياد متواجدا طيلة النهار لتلبية احتياجاتهم .. بينما استمرت سمية بالإشراف على سوسن اليومية وتزويدها بالمغذيات اللازمة وتطهيرها الدائم لتلك الغدة القابعة بخبث على عنقها .. بينما لم تقدر الخالة إخلاص على ترك إيمان لتضيع بين أزقه التيه والذهول وتركت زوجها وأولادها لتمكث برفقة أختها وابنتها .
ولم يكن خالد بأقل معونة إذ اهتم بأمور المنزل في غياب إخلاص .. بينما سخر أبنائه لخدمة خالتهم .. إذ كان محمد ورأفت يتناوبان على قضاء حاجيات المنزل الخارجية .. بينما تكفل كلا من رامي وعُمر بحمل خالتهم للحمام أو تعديل وضعية نومها على سرير الموت .
"أريد أن أموت في بيتي"
أهذا ما يسمى بالاحتضار ؟.. أهكذا ينضب وعلى مرأى منا ذلك النبع الفياض من الحب والعطاء .. كيف للقلب أن يعي تلك الحالة العبثية التي دفع بها المرض بجسد الأمومة والحنان حتى حافة الانهيار .
بقايا إيمان .. ظلت تنتفض في صدرها الذي يتلوى للفض أنفاسه الأخيرة .. مطمئناً ومهدأً لكل من حوله .. ربما تخلى عنها الجسد .. إلا أن الروح الطاهرة باقية .. لم تكن لتوهن .. ولم تكن لتحتضر .. فإيمانها برحمة الله أقوى من أن تُهزم أو تخور .. وهكذا بدت سوسن مصرة على عيشها للحياة حتى أخر رمق .. بتمسكها بصلاتها وإصرارها على إيمان في كل ليلة على ترتيل بضع آيات من القرآن .. كانت كفيلة بإحلال بعض السكينة على نفوسهم جميعا .....
***
- لما تقولين هذا الكلام يا سوسن ؟.
لم يفلح نشيج إخلاص في إسكات همهمة أختها .. التي راحت تضغط بأناملها الوهنة على كف إخلاص المرتجف بينما تعيد وصيتها بإلحاح أشد :
- أنني على ثقة بأنكِ خير الأم لإيمان .. لقد كنتِ لها كذلك حتى مع وجودي أنا في حياتها .. إلا أنني وددت أن أوصيكِ خيرا بها حتى يطمئن قلبي فقط .
- سوسن ؟!!!...
اخترق ذلك الصوت الرجولي مشدوه النبرات ذلك الصمت المنتحب من حولهم .. لتفر على مرآه إخلاص مخبئة دمعاتها بعيدا عن العيون .. ولتترك زوج أختها العائد من "صنعاء" برفقة الألم وحده .
تسحبت خطواته الحذرة نحو ذلك الجسد المتهدم فوق فراش المرض والذي لا يشبه امرأته المحاربة في شيء .. جلس بجانبها على السرير .. ثم رفع أناملها متحسسا نحولها بشفتيه :
- ألف سلامة عليكِ ؟.
- أنا بخير يا عزيزي .. لا تقلق .
حاولت تخفيف وقع الصدمة عليه .. حينما راحت تتساءل بعفوية :
- كيف كانت رحلتك .. وهل وفِقت في الحصول على وظيفتك ؟.
- نعم .. نعم ....
أكان قادرا على إشهار الحقيقة في وجهها .. وبأنه عاد خائبا ككل مرة يلتقي بها "صنعاء" فوق أراضي القهر والمظالم .. بل هل سيمهله قدرها العجول لحظات أخرى ليبثها هموما ماضية وأخرى محدقة به .. سرقت قشعريرة غريبة في كيانه وهو يستشعر شبح الموت القابع في إحدى زوايا تلك الحجرة .. اهتزت نظراته ذعرا مع تحرك الدمع في مآقيه .. مما جعل سوسن تهمس له بابتسامتها الحنون :
- لا تحزن أرجوك .. فكم أود لو تركت بداخلك بعضا من روحي .. لترعاك .. وتمكنك من احتواء طفلتنا بروح الأب والأم معا ....
حاولت جذب نظراته الهاربة من أسر عينيها .. حينما راحت تردد بكل ثقة :
- كن قويا من أجلي أنا .. ومن أجل إيماننا الحبيبة .
ما كان لرجولته أن تتجلد أكثر من ذلك .. خاصة حينما لانت عينيها بنظرة عشق أدمنها لأعوام طويلة وهي تهمس له بشغف :
- ولا تنسى يوما .. بأنني أحبك .
أجابها عبد العزيز يومها بهزة مطمئنة من رأسه تتعهد بحفظ وصيتها .. وبقبلة طال رسمه لها على جبينها .. ثم خرج من الحجرة كي يبتلع أحزانه بعيدا عنها حتى يختنق بها وحده .
وفي لحظة خروجه العاصف ذاك اصطدم بجسد صغيرته التي دخلت بكوب من الماء لوالدتها .. وقفت إيمان للحظات متأملة ذلك الجو المشحون بالأحاسيس الحزينة في حجرة والدتها .. إلا أن ابتسامة سوسن اتسعت لمرأى التساؤلات القلقة في عينيها .. وراحت تكرر عليها تلك الجملة الأخيرة .. بنفس النبرة التي تذوب عشقا بوالدها :
- أنا أحــــبه يا إيمان .
لم تكن بحاجة توضيح .. إلا أن والدتها أردفت بهيام أكبر :
- إن قلبي مملوء بالحب والرضا نحوه .. ولا أريدك أن تقفي في سبيل سعادته مهما كان قراره .. حتى وإن أراد الزواج بأخرى بعد رحيلي .
- أمي .
كم كانت تبغض مثل تلك الأحاديث .. بل وهذه النبرة المستكينة بين شفتي والدتها .. والتي تخبرها في كل مرة بأنها راحلة لا محالة .. وكأنها تقرأ خبر نعيها المسبق في كل مرة ترى ذلك الرضا المرتسم على صفحه وجهها .
أشارت سوسن بأناملها كي تستحث خطوات ابنتها للاقتراب وتنهي آخر وصاياها وهي تربت على يديّ إيمان :
- أسمعيني يا حبيبتي .. إن رحلت .....
- ساُجن إن رحلتي .. هل تسمعين .. ساُجن ...
هاجمتها إيمان بكلماتها المختنقة مرارة .. إلا أنها ابتسمت بحنان أكبر معاودة حديثها :
- لن تُجني يا صغيرتي .. فأنتِ تمتلكين إيمانا أكبر من أن يرميكِ في براثن الجنون .. وأنا على يقين تام بأني سأكون راضية عنكِ دوما .. فلا تخيبي ظني بكِ .. كما أنني أوصيك خيرا بوالدك يا إيمان .. وأن لا تتركي بيتنا مطلقا .
زاغت نظراتها أمام ذلك الضغط الذي تمارسه والدتها عليها .. إلا أنها جاهدت لتركز عينيها على شفتي والدتها التي أردفت موضحه :
- أعمامكِ وعماتكِ .. أخوالكِ وخالتكِ .. جميعهم سيحبونكِ ولن يتوانوا في الاهتمام بكِ .. حتى أن أبوابهم جميعا ستنفتح من أجلكِ بعد رحيلي .. لكني لا أريد لكِ أن تعيشي اليتم والغربة بعيدا عن والدكِ .. يجب أن تبثي أنفاس الحياة في صدر بيتنا .. وتعيدي رسم هندسة أسرتنا ولو بالضلعين المتبقيين .....
- ستبقى هندستنا الثلاثية مثلما هي .. وسيبقى صدر بيتنا عامرا بأنفاسكِ أنتِ أمي .
لم تكن لتستوعب تلك المهام التي تكلفها بها والدتها .. ذلك الوقت الذي تحدثها عنه .
"بعد الرحيل"
أي رحيل تتحدث عنه .. ألا تدري بأن طفولتها لم ترتوي منها بعد .. بأن أباها سيعاني اليتم إلى جانبها .. وأن منزلهم لن يقوى الصمود بعد تهدم أقوى دعائمه ....
- ماذا جلبتِ من أجلي ؟.
سرحت إيمان حنجرتها المختنقة بعبراتها المكتومة .. قبل أن تقدم لوالدتها ذلك الكأس الراشح بين أناملها :
- لقد أحضرت لك مياها باردة .
كلتاهما تدركان عدم جدوى المحاولة .. فقد مر أسبوعين كاملين وسوسن لا تقوى على تمرير شيء إلى جوفها .. فتلك الغدة في عنقها قد ازدادت حجما بعد أن امتصت الحياة من جسدها .. إلا أن نظرات الأمل في عيني طفلتها جعلتها تفكر بحل يربت على كل القلوب الملتاعة من حولها :
- ما رأيك أن تحضري لي قطعة من الثلج لأضعها في فمي .. علّها تذوب وتروي شيئا من عطشي .
قفزت إيمان حاملة معها آمالها الجديدة .. لتجلب تلك القطعة الصغيرة من الثلج .. وبالفعل وبرحمة من الله أفلحت تلك القطرات المنسابة ببطء في حنجرة سوسن من أن تبدد خواء جوفها .
سرت موجة من التفاؤل والسعادة الهشة في أرجاء المنزل .. بينما سوسن تتابع امتصاصها لقطرات المياه الدائبة في فمها .. حتى حل المساء .. وراحت تزيد بإيمانها الكبير معالم الطمأنينة في تلك الوجوه الملتفة حولها :
- لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون .. فكلما اُقفل باب في وجهي فتح الله لي طريقا آخر .. أليس كذلك ؟.
- ليشفيكِ الله يا حبيبتي .. ولا يخيب لنا رجاء .
قالها عبد العزيز بعد أن قبل خدها مودعا .. إذ كان يقضي الليل في منزل والدته حتى لا يقيد حرية إخلاص أثناء مكوثها بجانب أختها .. وبعد رحيله تلك الليلة ألحت سوسن على إخلاص اليقظة دوما كي تأخذ قسطا من النوم هي بأشد الحاجة إليه .. بينما داعبت نظرات إيمان بابتسامتها الحلوة وهي تدعوها لتحتضنها وتقبلها ككل مساء :
- ابتسمي يا إيمان .. إنني بخير .. ولا تنسي بأن الله أحن علينا من أمهاتنا .
أكان ذلك تفاؤلا حقيقيا ما يملأها فرحا .. أم أنه إحساسها بقرب لقائها لذلك الإله الرحيم ؟.. لم يجرؤ عقل إيمان على إجابة ذلك السؤال البسيط .. بل أنها سارعت بحجبه عن أفكارها .. ووجدت في تلاوتها المسائية للقرآن منفذا لطرد وحوش الهواجس .. استمرت إيمان يومها بترتيلاتها حتى وقت متأخر من الليل .. لتعزز تلك السكينة التي زينت وجه والدتها النائمة .. وحتى تيقظ بداخلها هي أملا جديدا بأن الله معهم .. ولن يتركهم يتذوقون مرارة الهزيمة في معركتهم الطويلة مع ذلك المرض اللعين ....
***
- من أين هذه الأصوات ؟.
تساءلت الجارة هدى بحيرة وهي ترهف السمع لذلك الصخب والضجيج المنبعث من منزل عبد العزيز المقابل لهم .. خرجت على عجل لتروي فضولها .. ففوجئت بأولئك الأشخاص المرتديين للبياض والفرح كحلة واحدة .. بينما ترفرف الزغاريد من أفواههم بتناغم جميل مع قرعات الدفوف بين أيديهم .
دست هدى جسدها بين الجموع في حين كان عقلها يحلل الموقف بصمت .. أمعقول بأنه عرس إيمان ؟.. لكنها لا تزال صغيرة جدا على الزواج .. كانت السعادة تبتسم لها في كل وجه تلقاه .. حتى طرحت سؤالها أخيرا على أحد المحتفلين :
- لمن هذا العرس ؟.
- إنه عرس سوسن .
أجابها ذلك الرجل ببشاشة .. مما أثار الريبة بداخلها .. أمجنون هو .. إن سوسن متزوجة منذ زمن :
- كيف لها أن تتزوج مجددا وهي متزوجة من عبد العزيز ؟.
- إنه عرس سوسن .
ابتعد عنها ذلك الرجل مكررا إجابته بابتسامة لطيفة .. ليندس بعدها بين الجموع .. يشاركهم احتفائهم بالعروس الجميلة سوسن ....
انخفضت وتيرة قرع الدفوف في آذان هدى .. حتى تحولت لنقرات خافتة على باب حجرتها .. كانت تلك والدتها التي تحاول إيقاظها لتأدية فريضة الفجر :
- رباه يا أمي .. لقد حلمت حلما عجيبا .
داعبت والدتها ملامح الشرود على وجهها الذي لم يستفيق بعد من روعة ذلك الحلم :
- خير إن شاء الله يا حبيبتي .
أضافت هدى بسعادة بالغة وحماسة حقيقية بعد أن شرحت لوالدتها أدق تفاصيل ذلك الحلم :
- ربما هي بشارة من الله عز وجل بأن جارتنا الطيبة سوسن ستصبح بخير بإذن الله .
- لندعو الله أن يخفف مصابها .
أجابتها هدى بهزة مؤيدة من رأسها .. ثم سارعت بالتوضؤ وأداء فريضة الفجر .. حتى تبتهل إلى الله بالدعاء لتلك الجارة الطيبة .. وترجوه تحقيق ذلك الحلم الخلاب والذي لم تكن تدركِ بأن الله قد صدقها الرؤيا .. حيث زُفت في ذات الليلة تلك الحورية الجميلة إلى جنان الخلد .......

 
 

 

عرض البوم صور my faith   رد مع اقتباس
قديم 16-07-12, 12:45 AM   المشاركة رقم: 468
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي

 



(30)
إيماني




- إيمان .. إيمان .. هيا استيقظي .
حدقت إيمان بعينين نصف مغمضتين ونصف واعيتين في جسد خالتها المرتجف بجانب سريرها .. والتي راحت تبلغها دون سابق إنذار :
- إن سوسن لا تجيب عليّ .
- ما الذي تقصدينه يا خالة ؟.
انتفضت كل خلية في جسدها لتهرول إلى حجرة والدتها .. بعد أن كررت خالتها بقلة حيلة وعينين تنزفان دمعا :
- لقد حاولت كثيرا إيقاظها .. إلا أنها لا تستجيب .
إنها نائمة .. إن والدتها لا تزال نائمة .. نادتها بصوتها القلق من ظنون خالتها :
- أمي .. أمي .
شعرت بالاختناق بينما لا تجد سوى الصمت المطبق ونحيب خالتها من خلفها ردا على نداءاتها اليائسة .. اقتربت أكثر لتلتقط رسغ والدتها وتقيس شدة نبضاتها .. فذبحتها تلك البرودة المنبعثة من جسدها المسجى على السرير .. ومع اختلاط المشاعر بداخلها تدافع النبض في عروقها .. لتخطئ إيمان ترجمة نبضاتها الثائرة متوهمة بأنها تنطق في رسغ والدتها الأخرس ....
- إنها بخير .. نعم هي كذلك .. إنني أشعر بنبضات عروقها .
لم يكن نشيج إخلاص المتعالي بالرد المنشود .. إذ زاد في عبوس إيمان وإحساسها بزيف أوهامها .. وكادت تصرخ في وجه خالتها حنقا .. لما لا تفهم بأن والدتها لا تزال حية .. باقية معها .. إذ لا يمكنها الرحيل عنها .. إلا هلكت بعدها ...
تركت إيمان تلك الحجرة المرددة لنحيب خالتها .. ولجأت للحمام لتتستر على تلك الرجفة ألا إرادية والتي راحت تلهو بجسدها .. وبعد أن أيقنت مدى ضعفها وعجزها خرجت لتتلقاها الخالة إخلاص بذلك الكأس المملوء بالماء البارد .. والذي سكبته في وجهها بشكل مفاجئ .. حتى تحرر صرخات طال أسرها .
- ما الذي يحدث هنا ؟.
فوجئ عبد العزيز والذي جاء لتفقد احتياجات المنزل قبل ذهابه للعمل برؤية طفلته بين أحضان خالتها .. والتي لم تجد ردا مناسبا على سؤاله .
"لقد ماتت أمي"
هل بإمكانها أن تتقبلها هي كي تنطق بها ؟.. إلا أن عبد العزيز لم يحتمل صبرا .. فاقتحم حجرة زوجته ليتفقدها بنفسه .. انتاب إخلاص قلق بالغ عليه .. لكنها وقبل أن تهم بتفقده وجدته يهرول هربا من تلك الحجرة .
- الحقي به يا إيمان ؟.
ترددت خطوات إيمان لثواني أمام رجاء خالتها .. ثم اكتفت بالجلوس على الأرض بعد أن ظنت بأن والدها قد غادر البيت بخطواته الواسعة .. لكنهما فوجئتا بتلك الصرخة المقشعرة للأبدان والتي ترامى أنينها من درج المنزل .. سارعت إيمان في تلبية ذلك الأنين المرير .. لتفاجأ بمنظر والدها المتهالك في أعلى الدرج .. إذ كان يجلس هناك دافنا رأسه وبقايا صرخاته بين ركبتيه .. كم بدا هشا وقتها وكأنه طفل صغير يقاسمها يتمها .....
"إنها تنام بسلام"
كم ودت أن يصدق كل من حولها تلك الجملة .. أن يؤامنوا بها .. فوالدتها لم تمت .. ولن تفعل .. إنها نائمة فقط .. فهل للأمومة حق الموت أو الرحيل ؟!!....
لا تدري كيف علمت جدتها علياء بالأمر .. ولا من أين اقتحمت سكون منزلهم الحزين بولولتها وصرخاتها التي تدمي القلب .. جلست الجدة علياء تحت سرير سوسن لتضرب صدرها دون وعي منها لحرمانية ما تفعل .. كانت وجيعتها أكبر من أن يعي فكرها البدوي البسيط بأنها تعترض على حكمة الله بمثل ذلك العويل .
جاءت الجدة حنان والجد محمد .. تثقل خطواتهما عمرهما الكبير وفاجعتهما الأكبر .. فراحا يتسلقان درج المنزل زحفا على الأكف والأقدام .. إلا أن حزنهما كان أقل حدة وأعمق أثراً .
"الحمد لله .. الحمد لله"
عجبت إيمان لتلك الجملة التي لم تفتر بين شفتي جدتها حنان والتي كانت تغص بها أحيانا فتسقيها ببحر من دمعاتها .. مما دفعها هي لتشارك لتردد بصمت :
"إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها"
هل كانت مقتنعة حينها بأن هنالك أجرٌ خيرٌ من والدتها .. ربما لم تكن .. ولن تكن أبدا .. إلا أنها أرادات أن تثبت جذور إيمانٍ حرصت والدتها على مر أربعة عشر عاما أن تزرعه بين أضلعها ....
- أخرجوا إيمان من هنا .
ربما شعر العم حامد بذلك الجرح الذي تحدثه الجدة علياء في صدر إيمان بولولتها المتواصلة .. للحظة أحست بأنها لم تعد تملك أمر نفسها .. وكأنها أضحت ريشة تحركها رياح هوجاء .. فراحت تنفذ ما يأمرها به من حولها دون تفكيري حقيقي بالأمر ..
رضخت لرغبه العم حامد في مغادرتها للبيت .. وبخطى مترددة اقتربت من والدتها .. لتودعها بقبلة أخيرة على الجبين .. لتلاحظ من بين دمعاتها المتدافعة ذلك التغيير البادي في وجه والدتها .. إذ بدت أكثر جمالا وصحة .. وكادت أن تعاود تمسكها بخيوط أوهامها الزائفة .. والتي سرعان ما انقطعت حينما وقعت عينيها على أنامل والتا المنقبضة ما عدى غصبعها السبابة .. متخذة بذلك وضعية التشهد ...
***
- ما الذي ننتظره ؟.
تساءل العم عماد بحيرة .. وهو يستمع لأذان الظهيرة الذي طغى على صوت نحيب رامي الجالس بجانبه .. بينما بعثر الحزن بقية إخوته الثلاثة في أرجاء الحارة .. في حين لم يكن أخاه عبد العزيز بأقل من أولئك الصغار ضعفا .. إذ بدا بعينيه الشاردتين والمحدقتين للا شيء وكأنه مجرد طفل صغير فقد أمه وملجأه الآمن ....
- عبد العزيز .. ألم تقل النسوة بأنها أصبحت جاهزة ؟.
رفع إليه عبد العزيز عينيه المحتقنتان بوجيعته .. وقبل أن يعي مقصد عماد شعر بذراع أخاه حمزة تندس تحت ذراعه لتسنده في وقفته .. وليلقي نيابة عنه ذلك الأمر الذي ما كان عبد العزيز ليقدر على النطق به :
- هيا بنا .. فلنحرك الجنازة .
تزاحم الرجال في ذلك الموكب الجنائزي .. بينما تمردت بضع دمعات بعد أن أحرقت عيني عبد العزيز وهو يستمع لشهقة مكتومة انطلقت من أحد أبناء إخلاص .
حُفِر القبر .. لتؤخذ حبيبته الغالية من بين ذراعيه .. وتدفن تحت الثرى للأبد .. وما كان بمقدوره الوقوف في قبرها ليضعها بيديه في لحدها .. كان موقفا يفوق رجولته على الاحتمال .. وهذا ما دفع أخويّ سوسن لتولي المهمة .. إذ بادر صالح بحمل ذلك الجسد الغالي بين ذراعيه ليشتم عبيره الفواح قبل أن يسلمه لذراعي كامل الممتدتين من داخل القبر .. والذي بلل لحدها بِحَرِّ عبراته قبل أن يعيد الأمانة إلى بارئها ...
***
- لا إنها على خير والحمد لله .. في الحقيقة هي تأكل وتشرب وتنام .. ولم تبدي أي انهزام منذ أن أخذتها .
- لكن يا حامد لا بد لإيمان أن تعود .
- حسنا .. حسنا ..
رضخ حامد أخيرا لرغبة أخاه .. فصرخ مناديا لإيمان التي كانت تقهقه في الحجرة المجاورة إثر إحدى مشاكسات أولاده .. جاءت لتتسلم سماعة الهاتف بتردد واضح .. فقد قضت ثلاثة أيام في ضيافة العم حامد مبتعدة عن أجواء الموت والعزاء .. تنمي على غفلة من الجميع وهما جديدا بداخلها .. بأن شيئا لم يحدث في منزلها .. وبأنها لابد عائدة لوالديها بعد أن تنتهي زيارتها المؤقتة للعم حامد ....
- مرحبا أبي .
- مرحبا يا حبيبتي .. كيف حالك ؟.
- أنا بخير .. وأنت ؟.
- إنني مشتاق لكِ يا إيمان .
لم تدري بماذا تجيبه .. إنها تشتاق إليه أيضا .. لكنها لا تود العودة له وحده .. يجب أن يكون في انتظارها ووالدتها .. أليس هذا هو وضعهم الطبيعي .. قطع عبد العزيز حزنها الصامت مداعبا .. بينما يجاهد نبراته كي تظهر جملته كمزحة لا خبر نعي مثلما بدت :
- لقد انطفأ قنديلٌ واحد يا صغيرتي .. ولا بد للقنديلين الآخرين أن يستمرا في إنارة الحياة لمن حولهما .. أليس كذلك ؟.
- بلا .
همست بها إيمان باستسلام بالغ من خلال عبراتها المترقرقة .. ما الذي كانت تتوقعه بحق السماء .. أن يخبرها بأن والدتها قد عادت للحياة بعد خروجها هي من المنزل .. بأن كل ذلك النحيب والعويل كان مجرد مزحة ثقيلة منهم جميعا .. لقد رحل عنهم ذلك الحضن الدافئ .. ووجب عليها أن تعود لتحارب وتبدد شيئا من ذلك الصقيع الذي سيجتاح أركان منزلهم في غيابها .. محققة بذلك آخر أمنيات والدتها ...
***
- لقد عادت الخالة سوسن .
تحفزت حواس هدى لحديث ابنه أخاها الصغيرة والتي كانت تنظر عبر النافذة نحو منزل جارهم عبد العزيز .. كانت تعلم أن جارتهم رحمها الله قد توفيت منذ أسبوع مضى .. إلا أنها لم تقاوم الالتحاق بابنة أخاها على النافذة لتطالع ذلك الشارع الخالي تماما من المارة :
- أين هي الخالة سوسن يا حبيبتي ؟.
رفعت تلك الصغيرة أناملها نحو باب منزل عبد العزيز المغلق وراحت تكرر بإصرار أكبر :
- أنظري .. أنظري .. يا خالة هدى .. إنها هناك .. تحاول فتح الباب .
كان الوقت في منتصف الظهيرة ولم يكن هنالك أحد في الشارع بطبيعة الحال .. إلا أن صغيرتهم التي لم تتجاوز الثلاث سنوات بعد أردفت بيقين :
- لقد عادت حتى تطمئن على ابنتها إيمان .

 
 

 

عرض البوم صور my faith   رد مع اقتباس
قديم 16-07-12, 01:08 AM   المشاركة رقم: 469
المعلومات
الكاتب:
dew
اللقب:
قطر الندى



البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32556
المشاركات: 8,339
الجنس أنثى
معدل التقييم: dew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسي
نقاط التقييم: 5602

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dew غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي

 

إيمان ..مابعرف لو ينفع أقول لك مبروك على الفصلين الاخيرة ..لكن بقول لك الله يعطيك العافية على المجهود اللي عملتيه ..ولي عودة للتعليق على الفصلين المؤلمين >_<
أشوفك على خير يا قمر ^_^

 
 

 

عرض البوم صور dew   رد مع اقتباس
قديم 16-07-12, 01:32 AM   المشاركة رقم: 470
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew مشاهدة المشاركة
   إيمان ..مابعرف لو ينفع أقول لك مبروك على الفصلين الاخيرة ..لكن بقول لك الله يعطيك العافية على المجهود اللي عملتيه ..ولي عودة للتعليق على الفصلين المؤلمين >_<
أشوفك على خير يا قمر ^_^


الله يرضى عنك يا ندى اول شي وحشتييييييييييييييييييييييييييييييني كثير حبيبتي

وانتي تقولي اللي تحبي يا ندوووووووووو والله يبارك فيك يا عمري ويعافيك كمان

وفي انتظار تعليقك حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور my faith   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, منتدى, اتنفس, احلام, بقلم, faith, حرجة, رومانسيات, رومانسيات عربية, رواية, سوسن, إيماني
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية