" رهف تعالي لنخرج قليلاً ألم تملين , منذ أسابيع وأنتِ لم تفارقين هذه الأوراق "
نظرت رهف إلى صديقتها سمية ثم قالت
" سمية الوقت يداهمني وأنا بالكاد أنتهي من تصاميمي ,, فماذا تريدين مني عمله "
" حسناً معك حق في ذلك لكن أرجوكِ أعتقينا ساعة لوجه الله ,, لنأكل فيها "
نظرت رهف إلى سمية وإلى المتواجدات معها بالمكان من مساعدات ثم قالت
" حسناً اطلبي لنا من أي مطعم ترغبن به "
" يا الهي رهف ,, رهف نريد أن نخرج نستنشق بعض الهواء ,, وصلت الفكرة "
" لا "
" رهف أرجوكِ "
" لا "
" رهف لديك خمس دقائق لتغادرين هذا المكان أو أقسم لكِ "
" ماذا "
" سأحرقه بما فيه ,, حرام عليكِ ,, اتقي ربنا ,, ما ذنبي أنا تحبسينني مع الجميع "
" ذنبك أنكِ شريكتي , ثم أنتِ تعرفين أنه لدينا موعد محدد لتجهز التصاميم وتعرض ,, ومن دون ذلك لن تستطيعِ أن تدفعين أقساط منزلك وسيارتك ,, وصلت الفكرة "
" أنت من ماذا مصنوعة "
" سمية خلاصة الكلام "
" لن أعمل "
" نعم "
" أنتِ أيضاً لن تبقي دقيقة واحدة "
ومن ثم استدارت للأخريات وقالت " الجميع للخارج لديكن ساعتان راحة ,, هيا "
" سمية ,, إياكِ ..."
لكن سمية لم تترك رهف تكمل حديثها بل جرتها مع حقيبتها للخارج .
........
وبينما سمية تقود السيارة قالت رهف
"
سميه أنتِ تضعين علينا الكثير من الوقت ,, فهذه الساعتان لو تركتي الأخريات يخطن فيها ويكملن عملهن ألم يكن ذلك أفضل
من هذا "
" لا "
"آآآه يا سميه ستسببين لي الجنون "
" أنتِ من ستسببين لنا الجنون ,, رهف أنتِ تجعليننا نعمل 12 ساعة متواصلة "
" هذا من شروط العقد "
" أنتِ شخص مستبد "
" فليكن "
" تباً لكِ ,, أريد أن أشعر كأنني شريكة ولست موظفة لديكِ "
" من منعك من ذلك "
أخذت سمية نفس عميق ثم قالت
" رهف حبيبتي ما رأيك أن تكفِ عن تعكير مزاجنا , وتدعيننا نفكر أين سنذهب "
" أي مكان "
" أي مكان , أي مكان , أي مكان "
ثم ضربت سمية يديها فجأة على المقود وقالت وهي تبتسم
" وجدتها "
" ما هي "
" ما عليكِ "
ضحكت رهف فسمية مجنونة بحق ثم أخذت تراقب صديقتها عبر انعكاس صورتها في الزجاج وهي تتذكر سنواتها العشر
معها فهي ليست مجرد صديقة , فقد تعرفت عليها بعد أن سافر زين .
كانت آنذاك فتاة لم تبلغ العشرين من عمرها زوجها غائب لا تعرف له طريق وبين يديها طفل يجب أن تتحمل مسئوليته ,
وقتها أمرها والدها أن تعود للدراسة في الجامعة فهي لن تضيع عمرها هكذا دون أن تنجز شيئاً وأخبرها أن شهادتها في يدها يعد كسلاح لما يخبئه لها المستقبل.
فعادت رهف للجامعة وكانت آنذاك فتاة منعزلة عن بقية الطالبات كان كل همها أن تنهي الجامعة لتعود لأبنها وليد في أخر النهار منهكة لكنها سعيدة برؤيته يكبر كل يوم .
وهنا أتى دور سمية الفضولية لتقتحم عالمها بصخبها وعدم مبالاتها بكل ما حولها بالرغم من ضحكتها التي لا تفارق وجهها كانت من عائلة فقيرة جداً ومناضلة فهي تملك 8 أخوة وأخوات وكان من شدة فقرها أنها كانت في معظم الأيام تسير على قدميها مسافة ساعة ونصف إلى الجامعة دون افطار و بالرغم من ذلك تراها ضاحكة مشرقة كأن لا هموم لديها.
أنهينا سنواتنا الأربع معاً أصبحت سمية وقتها كظلي لا تفارقني فقد كانت تأتي معي لتعتني بوليد وتساعدني في إنجاز واجباتي لقد أحببنا بعض بصدق .
بعد أن أنهينا دراستنا اقترحت عليّ عمل مشروع خاص بنا وحقاً ساعدنا والدي في البداية.
وقبل أن نبدأ مشروعنا تزوجت سمية بمهندس اسمه حسام كان للتو تخرج من كليته ولم يكن ذو شأن لكنهما وبكفاحهما استطاعا أن ينجزا الكثير , انجبت منه ولدين وفتاة جميلة..
بعد زواجها بثلاثة اسابيع بدءنا مشروعنا وسهرنا عليه أيام وليالي وها نخن منذ خمس سنوات قمنا بتسديد كل القروض الذي أخذناها بالإضافة بروز اسمنا في السوق ..
قطع صوت سمية حبل افكارها
" وصلنا يا عسل "
" ما هذا المكان "
" انه جديد وأريد ان اجربه معكِ قبل أن أتي بحسام إليه ,, هيا رهف انزلي "
نزلت رهف ودخلت مطعم جميل جداً عندها استدارت سمية وأمسكت بيد رهف وأخرجتها الى شرفة تطل على البحر وكان الجو رائع
" هنا أفضل ,, أليس كذلك "
" بالطبع ,, سمية من أين لكِ معرفة مثل هذا المكان الرائع "
" هل تسمعين "
اغمضت سمية عينيها لتصغي للموسيقى بطريقة تثير الضحك ..
" يا الهي منك لن تتغيري أبداً "
" ولما أتغير لأعيش مثلك في نكد "
" الأحزان والهموم تختارني يا سمية , لست أنا من اختارها "
" وإن كان ذلك صحيح يجب أن تسعدين ذاتك بذاتك يا رهف ,,
يجب أن تكوني إنسانة قوية لا تنهزم بسهولة عندها ستنهار كل العوائق أمامك ,,
أنتِ مشكلتك أنك وضعت زين الدين في أعلى قائمتك ,,
انتظرته عشرة أعوام وادخرتي سعادتك وفرحتك حتى عودته وعندما عاد ماذا فعل لك ,,
زين الدين علمك درس قاسي جداً وهو ألا تجعلين أي شخص أب أم أبن زوج أخ أخت أساس لسعادتك فإن غاب غابت بسمتك معه "
" كلامك صحيح , لكن ... "
" آآآششش ,, استمتعي بيومك لا أريد أن أسمع منكِ أعذار فقد مللت "
أشارت سمية لرهف أن تصمت لتتناول غدائها ولتستمتع بمنظر البحر وجوه الأكثر من رائع وحقاً أخذت رهف تستمتع بالمكان وبينما كانت تتناول رهف طعامها كانت أغنية Wrecking Ball تصدح بصوت منخفض عندها أغمضت رهف عينها لتنصت لها
We clawed, we chained, our hearts in vain
We jumped, never asking why
We kissed, I fell under your spel
A love no one could deny
Don’t you ever say I just walked away
I will always want you
I can’t live a lie, running for my life
I will always want you
I came in like a wrecking ball
I never hit so hard in love
All I wanted was to break your walls
All you ever did was wreck me
Yeah, you wreck me
I put you high up in the sky
And now, you’re not coming down
It slowly turned, you let me burn
And now, we’re ashes on the ground
Don’t you ever say I just walked away
I will always want you
I can’t live a lie, running for my life
I will always want you
I came in like a wrecking ball
Yeah, I just closed my eyes and swung
Left me crouching in a blaze and fall
All you ever did was wreck me
Yeah, you wreck me
I never meant to start a war
I just wanted you to let me in
And instead of using force
I guess I should’ve let you win
I never meant to start a war
I just wanted you to let me in
I guess I should’ve let you win
Don’t you ever say I just walked away
I will always want you
---
" هل أعجبك المكان "
" سمية إنه ساحر "
" الحمد لله أنه أعجبك "
" اذن هيا فلنغادر "
" لنتناول الآيس كريم "
" سمية وبعدين "
" قهوة "
" سمية "
" لن أنهض "
" أطلب 2 آيس كريم "
وأثناء مناقشتهم لأمور لا تذكرها رهف من صدمتها فقد رأت زين يتناول طعامه مع ابنت الوزير أو فلتقل زوجته نعم زوجته ما أصعب قولها من كان يتخيل زين زوج لغير رهف لكن ذلك أصبح حقيقة لا تستطيع أن تنكرها.
أحزن رهف ذلك وبشدة فأرادت أن تنهض لتصرخ به حتى تفضحه ومن ثم تشد شعره وتحرقه بالشوربة أو لتطعنه بالسكين في صدره لتصل لقلبه الخائن وعندما همت بالنهوض امسكتها سمية التي دهشت لتغير لون وجه رهف للأحمر فاستدارت لتبحث عن السبب فعرفت ما تفكر به رهف فأمسكت بيدها وقالت
" لا تحاربيه بهذه الطريقة "
" نعم "
" لا تحاربين أي رجل بالصراخ والغيرة بل بالبرود وعدم المبالاة تجعليه يركع "
" سمية ليس وقتك للنصائح ,, اتركيني اذكره بماضيه "
" ما الذي ستستفيدين من ذلك سوى إسعاده بأنك مازلتِ تحبينه وتغارين عليه "
" اذن ما العمل "
" اجلسي "
" جلسنا "
" ابتسمي "
" ابتسمنا "
" تناولي الآيس كريم وبردي أعصابك "
" إلى متى "
" لنهاية اللعبة "
" آآه يا سمية انظري انه يضحك "
" كلي الآيس كريم وأنت مبتسمة "
" سمية "
" ابتسمي "
.......
نهضت رهف برفقة سمية وسارت أمام زين فتلاقت أعينهما معاً شعر زين كأنها سنة ففي الحقيقة لم تكن لديه الجرأة لأن يقابل رهف وهو برفقة رولا فقد كان خائف من ردت فعلها ..
قامت رهف بالوقوف أمامه وظلت تنظر إليه طويلاً دون أن تنطق بشي ثم أكملت طريقها .
رولا " هل تعرفها "
" نعم "
" هل هي والدة وليد "
" نعم "
" أليس غريب هدوئها "
" ماذا تعنين "
" ما اعنيه لو أنها كانت تكن لك بعض المشاعر لكانت صرخت ولم تتركنا في حالنا "
" وهذا ما يخيفني "
" ماذا تقصد , أنه يهمك أن تظل تحبك "
" لا لم أقصد ذلك "
" إذن ماذا قصدت "
" اهدئي يا رولا ان ما قصدته أن هدوئها مخيف "
لم يستطع زين بعدها أن يستمتع بشي من حوله كان كل تفكيره منصب على رهف وكيف نظرة إليه ولما تركته دون أن تقول شيء هل حقاً لم يعد يعني لها شيء ..
إنه منذ أن خرجت من غرفتها وعادت لعملها وهو بالكاد يراها , في الحقيقة انه لا يعرف من منهما يهرب من مواجهة الأخر فهو يعود متأخر ويذهب بعد أن يتأكد أنها ذهبت أو يسبقها في الخروج فهو لا يستطيع مواجهتها فالكلام سهل لكن تنفيذه شيء صعب .
ربما هو تزوج وداس على كل شيء بينهما لكنه مازال يحبها بحق ..
..................................
أخذ زين يقود سيارته عائداً للمنزل بعد أن أوصل رولا لمنزلها وإذا برهف فجأة تقطع الطريق عليه بسرعة فائقة , فداس زين على البنزين ليلحق بها لكنها كانت تدوس أكثر فخاف زين عليها أخذ يزمر لها , لكنها لم تهدئ من سرعتها فحاول أن يسير بجوارها لكنها كانت تقترب منه محاولة دفعة لخارج الطريق , عندها افلت دواسة البنزين خوفاً منها في لكن الحقيقة شعر أنها تحاول أن تقتله .
وصلا للمنزل فنزل زين من سيارته منزعج يصرخ برهف وهو يسير إليها بينما رهف كانت قد وصلت للمنزل وأقفلت الباب خلفها
" تباً "
مد يده لجيبه ليخرج مفاتيحه لكن المفتاح لم يفتح الباب فهمس لنفسه
" هل يعقل أنها غيرت مفتاح الباب ,, تباً "
دار حول المنزل إلى الأبواب الأخرى فوجدها كلها مغلقه وعندما دق الجرس لعل احدى الخادمتان تسمعانه فتفتحان له الباب , لكنها كانت قد فصلت الجرس , عندها اخذ يصرخ عليها من خلف الزجاج لعل أحدهم يفتح له فقد مضي عليه في الخارج نصف ساعة, بينما رهف كانت تحتسي كوباً من الشاي
" مدام ما في مفتاح "
" لا ما في مفتاح يا نعيمة "
فجأة سمعت رهف صوت زين داخل المنزل فقفزت من مكانها تاركتاً كأس الشاي يسقط ويكسر وهي تحاول أن تهرب وتصعد الدرج لكنه كان أسرع منها في الصعود لكنها استدارت وباغتته ودفعته فأسقطته من أعلى الدرج دون أن تقصد ذلك فقد كانت ردت فعلها الطبيعة لخوفها من أن يلحق بها
" زين الدين "
نزلت رهف تهرول خائفة لكنه كان مغمض عينيه فقد سقط سقوط قوي
" نعيمة ,, نعيمة ,, سناء ,, سناء "
" نعم مدام "
" أحضرن بعض الماء واتصلن بالإسعاف "
" زين الدين , زين الدين ,, يا الهي ماذا حدث له "
" امي ماذا هنالك "
" وليد اذهب لغرفتك "
" امي لماذا بابا هكذا "
" وليد اذهب لغرفتك "
" لن اذهب هل بابا مات "
اخذت رهف تبكي وتقول " وليد اصمت واذهب لغرفتك "
.......
اخذت رهف تحتضن زين وتبكيه وفجأة شعرت بيده تشد شعرها فنظرت إليه ورأته يعتدل في جلسته وقد شدها من شعرها وقال
" أولا ترمينني مثل الكلب بالخارج ومن ثم تدفعينني من الدرج ,,
والآن تبكينني "
" أيها الحقير "
ثم صفعة زين صفعة كانت أقوى من تلك التي تلقاها قبل احدى عشرة سنة حتى انه افلت رهف من بين يديه , عندها نهضت رهف ومن شدة غضبها قامت بركله بكل قوة أتتها في بطنه حتى سمعته يصرخ وحاول أن ينهض ليلحق بها لكنها كانت اسرع منه هذه المرة وعندما وصلت للأعلى رأته يتلوى من الألم وهو يصعد ..
" تستحق ذلك أيها الحقير "
ثم دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها ..
بعد ساعة من ما حدث اتصلت رهف بسمية لتخبرها بكل ما حدث لتنفجر سمية من الضحك فرهف أفرغت طاقتها كلها في زين ..
" هل تظنين أنه سيسكت لكِ "
" ليجرب حظه مرة أخرى ,, اقسم أنني سأجعله يعض أصابعه ندماً وغيظاً "
" بل قولي أنك ستحطين عظامه "
" وأسنانه أيضاً حتى لا يستطيع أن يبتسم مرة أخرى "
فضحكت سمية ثم قالت
" اللهم اكفينا غضبك وشرك "
" اريد أن اكويه بنفس النار التي يكويني بها "
......................