بعد اسبوعين ...
دخل زين مكتب رولا لكنه لم يجدها
السكرتيرة " عذرا سيد زين الآنسة رولا في اجتماع مفاجئ , لكنها أخبرتني أن أخبرك بأن تنتظرها في المكتب حتى تأتي "
" حسناً سأنتظر "
فتحت السكرتيرة باب المكتب ليدخل زين وهو منزعج فأكثر ما يزعجه هو الانتظار , فرولا هي من اتصلت به بالأمس وحددت
الموعد بينهما حتى يأتي ليرى ما تم عمله في المشروع الذي ساهم بماله في انشائه لهذا ازعجه عدم وجودها في
الموعد.
قطع صوت السكرتيره حبل أفكاره بسؤالها
" ماذا تشرب "
" شاي "
" حسناً ,, ثواني "
ثم تركته وحقاً لم تمر سوى دقائق حتى أتى رجل بشاهي وبجواره قطعة من الكيك.
فأخذ زين يحتسي الشاي وهو يتأمل اللمسات الجمالية في المكتب , فالإضاءة والألوان وترتيب المكان يشعر من يدخله
بالراحة وأثناء ذلك دخلت رولا والابتسامة تعلو وجهها
" مرحبا "
نهض زين من الكرسي وهو يبادلها الابتسامة
" مرحبا "
" عذراً ,, هل أخفتك "
" لا لم تخيفيني "
" كان يبدوا عليك أنك في عالم أخر ,, تفضل "
جلست مقابله ومن ثم طلبت منه الجلوس
وهي تكمل " عذراً على تأخري , كان اجتماع طارئ "
"لا بأس "
" شكراً لتفهمك "
" في الحقيقة لقد استغليت الوقت لأنظر إلى اللمسات الجمالية في مكتبك "
" هل أعجبك "
" نعم "
" أنا من قام بعمل ديكور مكتبي "
" حقاً "
" بالطبع ,, فأنا مهندسة ديكور "
" أووه ,, شي رائع بحق "
" شكراً "
" أتعرفين أول يوم أتعرف عليكِ كان عن طريق جمعية خيرية كعضوه فيها , لأفاجأ عندها بأنك ابنت هشام عبدالله, ومن ثم
أفاجأ بأنك تعملين في مكتبه مديرة أعماله , والآن تخبرينني بأنك مهندسة ديكور ,, ماذا بعد "
" هنالك المزيد لكنني سأتركه لوقته "
فضحكا ثم قالت
" حسناً ,, إذ انتهيت من شرب الشاي فهيا بنا "
" حسناً "
غادرا المكتب إلى مواقف السيارات عندها قالت رولا
" ما رأيك أن تركب معي ,, فذلك أفضل "
" حسناً "
صعد زين السيارة بجوار رولا , وفجأة اهتز هاتفه وعندما نظر إلى الاسم فظهر له اسم رهف عندها أجاب ببرود.
" ألو "
" مرحباً زين "
" مرحبا "
" زين إذ لم تكن مشغول ,, هل مررت على وليد لتأخذه من المدرسة "
" لما "
" لأنني سأتأخر حتى العصر لدي زبونة "
" حسناً متى سيخرج وليد "
" الساعة 12:30 "
" حسناً "
" شكراً زين "
" مع السلامة "
.....
نظرت رولا إلى زين بفضول محاولة أن تعرف من المتصل
" لما أنت منزعج "
" لا شي "
" كيف حال وليد "
" إنه بخير "
" أتمنى أن تحضره معك المرة القادمة "
" حسناً "
" هل لي أن اسئلك مع من يعيش وليد معك أم مع والدته "
" معنا نحن الاثنين "
" ألستما منفصلين "
" كنا "
" هل عدتما لبعض ,, متى ذلك "
"نعم ,, منذ ما يقارب شهر "
" آآآممم ,, مبروك ,, أذن أفهم من هذا أنك قررت أن تعود لها لأنك مازلت تحبها "
" لا أعلم لما تصرين أن تعرفين ذلك "
" ما هو "
" أقصد أنك أحياناً تصرين علي بأن أعترف بأشياء لا أعترف بها لنفسي "
" لأنك في الحقيقة تائه لا تعلم ماذا تريد وأنا لا أحب الأشخاص التائهين ,, بمعنى إن كنت حقاً تحبها فأخبرها بذلك وإن كنت لا تحبها فلما أعدتها إلى حياتك ,, ما الفائدة "
" ما الفائدة ؟؟
وليد لا أريد أن أحرمه من والدته ,, لا أستطيع أن أفعل به ذلك "
" وهل تظن أن أفضل حل أن يعيش وليد بين والدين يعيش كل منهما في عالم "
" من الذي قال ذلك "
" كلامك يشرح حقيقة علاقتك بزوجتك فالبرود في صوتك يدل على برود علاقتكما "
.....
ثم صمتت رولا استجابة لصمت زين وقد شعرت ببعض السعادة بأنه ليس سعيداً في زواجه بمعنى أن فرصتها للفوز بقلبه
مازالت قائمة ولو أنه عاد لزوجته.
وصلا للموقع ونزل كلاً من رولا وزين وأخذا يتحدثان مع المقاول ويناقشانه وكان زين يصغي لرولا أكثر مما يناقش فقد أعجب
بذكائها حتى أن المقاول شعر بذلك فكان يجيبها اجوبة مستوفي لها كل شي وكان كل ذلك مدون على الأوراق حسب طلبها وظلا يتنقلوا بين مكتب المقاول والموقع طيلة ثلاث ساعات شعر زين بعدها بالإنهاك ..
" آنسة رولا هل أعدتني للشركة فأنا أريد أن احضر وليد من مدرسته ولم يتبقى الكثير على انصرافه "
" حسناً بما أننا انتهينا "
وبينما كانت تقود واجهتها زحمة اخرتهم عن العودة للشركة فرأت زين يراقب الساعة بتوتر وانزعاج فسألته
" متى ينصرف وليد "
" 12:30 "
" وأين تقع مدرسته "
" في أخر شارع الروضة "
" أأوه ولما هنالك إنها بعيدة جداً عن منزلك "
" إنها أفضل مدرسة في المنطقة "
" آآه ,, حسناً لا تقلق بقي نص ساعة على انصرافه وبما اننا متأخرين سنمر اولا لأخذه ومن ثم سأعيدك للشركة لأخذ
سيارتك "
" ذلك أفضل ولو أنني سأتعبك معي لكن لا خيار أخر لي "
" لا بأس "
أوقفت رولا سيارتها أمام مدرسة وليد فنزل زين ليحضر وليد وعندما دخل المدرسة باحثاً عن وليد فإذا بوليد يجلس تحت ظل
شجرة وحيداً
" وليد "
" أبي "
" ماذا هل تأخرت كثيراً "
" لا بأس "
ثم نهض وقال " هيا بنا يا أبي "
" ماذا بك ,هل أنت على ما يرام "
" لا شي يا أبي "
" وليد انظر إلي ,, هل هنالك من أزعجك "
.....
" وليد اخبرني ماذا هنالك "
" انه زياد فتى في الصف السادس ضربني هو وأصدقائه امام اصدقائي "
" ولما لم تضربه "
" كانوا اربعة "
" وأين اصدقائك "
" تخلوا عني "
" اين هو الآن "
" لقد صعد الباص قبل قليل "
" تعال الباص لم يتحرك بعد "
سار زين ويشعر بأن جسده كله يغلي غضباً فرؤيته لابنه بهذا المنظر ومعرفته ان هنالك من اهانه امام بقية الفتيان زاد من غضبه فأسرع في خطاه حتى يصل للباص قبل أن يغادر وقبل أن يصعد قال
" وليد أريد أن تصعد وتضرب الفتى دون أن تخاف فأنا سأكون خلفك "
وحقاً صعد وليد وكله ثقة وأخذ يبحث عن زياد بعينيه وما أن رأه حتى أشار لوالده عن مكانه
" اذهب "
ظل زين واقف خلفه تردد وليد لحظة ثم انطلق ليضرب زياد لكن هذه المرة لم يكن هنالك اصدقائه يساعدونه لان زين اخاف البقية من الفتيان وعندها اتى السائق ليتدخل لكن زين امسكه واخذ يتشاجر هو الأخر حتى أتى مدرسان آخران وعندها نزل زين ووليد من الباص بالإضافة لزياد وأصدقائه عندها صرخ زين
" أين كنتم عندما ضرب ابني انه في الصف الرابع وقد قاموا هؤلاء بضربه وهم بالصف السادس ,, أنا أريد أولياء أمورهم ,, أو
سأبلغ عنكم للشرطة "
المدرس الأول " اهدأ يا أبى وليد الموضوع لا يستحق كل ذلك انها مشاجرة فتيان , ثم ما الفائدة وقم قمت بمعاقبتهم
بنفسك "
" لست أنت من تحدد هل تستحق ام لا , أنا لن اصمت على ضرب ابني "
المدرس الثاني " اذن لما لم تقدم شكوى منذ البداية هذه مدرسة محترمة وليست غابة "
" ليست غابة لان ابني اخذ حقه بيده ومن قبل اين كنتم نائمين عندما ضرب "
المدرس الأول " لا يجوز لك عمل هذا فأنت تجعله يتمرد على القوانين كان لا بد منك أن تقدم شكوى "
" انا لن اقدم أي شكوى يجب ان يعلموا هذا الفتيان انهم اذ تعرضوا لابني مرة أخرى لن اتركهم في حال سبيلهم ,, وما
فعلته اليوم ليس سوى قرصه اذن "
المدرس الأول " الأمور لا تحل هكذا "
" اليوم أنا سأذهب وغداً سآتي وأتمنى أن يكون هنا أولياء أمورهم "
لم ينتظر زين أي رد فقد انصرف برفقة وليد وعندما خرجا من البوابة قال زين
" ما شعورك الآن "
ضحك وليد " سعيد يا أبي ,, فأنا لن أخاف بعد اليوم "
" أحسنت يا وليد ,, لا تدع أحداً يضربك بعد اليوم "
" حسناً يا أبي ,, أبي"
" ماذا "
" أنا أحبك "
" أنا أيضاً "
ثم صعدا السيارة وهما مبتسمان فاستدارت رولا
" مرحبا وليد ,, هل تذكرني "
" بالطبع فأنتِ صديقة أبي "
نظر زين إلى وليد ثم إلى رولا متحرجاً مما قاله ابنه صديقته
لكن رولا ضحكة " نعم صديقة والدك ,, لكن ماذا حدث لك ولملابسك هل تشاجرت مع احدهم "
فقال وليد بكل ثقة " نعم "
" ولما أنت سعيد "
" لانني ضربتهم "
" أحسنت لا تدع أحدهم يضربك يوماً "
ثم قادة رولا السيارة وهي تمازح وليد وأثناء ذلك ظن زين أنه رأى رهف فنظر للمرآة الجانبية ليتأكد من ذلك فرأى سيارة رهف
توقفت ورأى رهف تراقبهم من المرآة الجانبية لتتأكد هي الأخرى مما رأته , فدهش من رؤية رهف فقد أخبرته في الصباح
أنها لن تستطيع أن تمر على وليد فما الذي تغير ....
.......
أوقفت رولا سيارتها خلف سيارة زين
" ها قد وصلنا "
ابتسم زين " شكراً يا آنسه رولا "
" العفو ,, إلى اللقاء يا وليد "
" إلى اللقاء يا رولا "
.............................
دخل زين المنزل برفقته وليد يجر حقيبته خلفه عندها ظهرت رهف أمامهم.
" وليد ,, ما الذي حدث لوجهك , ملابسك "
" لقد تشاجرت مع بعض الفتيان "
" نعم , وليد منذ متى تتشاجر ألم أخبرك أن تكون فتى مؤدب "
عندها تدخل زين غاضباً " فتى مؤدب هل أنتي تربين فتاة أم فتى ,, اسمعي يا رهف منذ اليوم أنا من سأعتني بوليد اتركي
هذا الأمر عنكِ "
" ماذا تقصد "
" لقد ضُرب فبدل أن تخبريه أن يكسر رأس من ضربه تلومينه على مشاجرته من أجل ماذا ,, قميص تمزق ,, أم ماذا "
" زين المدرسة التي يدرس بها هي أرقى مدرسة في المنطقة وبها أبناء مسئولين وأي انذار سيأتيه سيفصل "
" حسناً فليكن ,, أهم شيء لا يترك أحداً يعتدي عليه "
" زين هنالك مدير نقدم شكوى له "
" شكوى ,, هذه ان كانت فتاة "
" زين تربية الشوارع هذه ليست مناسبة لوليد وليست في مصلحته ,, يجب أن تفهم ذلك "
" ماذا تربية شوارع ,, أهذا ما ترينه أنني تربية شوارع "
" زين أنا آسفة ما قصدت الذي فهمته "
" لو أنك حقاً ما قصدته لما تفوهتي به ,, لكن الغضب يخرج ما يخبئه الأشخاص "
" زين لا تقتنص الأخطاء "
" اولا تربية شوارع , تالياً اقتناص أخطاء ماذا بعدها ,,
فأنت أفهم مني بالطبع أنتي من ارتاد افضل المدارس والجامعات ومن عاش بين المسئولين وأبنائهم "
" زين كف عن ذلك لا تكبر المشكلة "
" أكبرها أنتِ من تتفوهين بالأشياء وأنا من أكبرها اذن ماذا تعنين بحديثك هذا "
" ما أعنيه أنني أريد أبني أن يكون شخص راقي في تعليمه وأخلاقه "
" حسناً ما رأيك من الغد أنني سأنقله لمدرسة حكومية لأصنع منه رجل ,, فتربية الشوارع أفضل له من أن تحوليه لفتاة
مؤدبة "
" زين أنت ..."
" ماذا قوليها "
" همجي "
ثم تركته وتوجهت إلى مكتبها وهي تشعر بالغضب والغيظ منه فلقد جعلها تتفوه بأشياء لا تعنيها , وأسوء شيء أنه جعلها تتشاجر معه أمام وليد وهذا مالا تريده ...
.........................
دخل زين غرفته وهو غاضب جداً من ما قالته رهف وما أن دخل حتى خلع حذائه ووضعهم في مكانهم ومن ثم خلع ثيابه ووضعها في أماكنها وفجأة توقف يهمس لنفسه في المرآة
" تربية شوارع ,, ماذا تقصد بذالك ,, بالرغم من فقرنا إلا أنني نظيف ومرتب ومحترم ,, هي من كانت الفوضوية وتتشاجر مع فتيات صفها , هي سليطة اللسان ولست أنا "
ثم توجه للفراش وهو منزعج حتى أنه لم يتناول الغداء فما قالته رهف جرحه بحق .....
.......
الساعة 12 ليلاً
كانت رهف في غرفتها تفكر فيما حدث بينها وبين زين وكيف أخبرته بكل تلك الأمور , لكن في الحقيقة إنها لم تقصد ذلك , لكن تذكرها لصورته وهو بجوار تلك الفتاة كان يجعلها أن تبحث عن أي سبب لتصرخ به .
ولكن بقائه في غرفته طيلة هذا الوقت عرفت أنها جرحته فقررت أن تذهب لغرفته لتعتذر ولتضع له طعام فهو لم يذق شيء منذ الصباح ...
نزلت رهف وتوجهت إلى المطبخ لتجهز بعض الطعام لتذهب به لزين وبينما هي تطبخ أفزعها زين يقف بالخارج كطفل لا يعرف ما يعمله هل يدخل أم لا عندها قالت له
" هل أنت جائع "
" لا "
" أذن ماذا تفعل هنا "
"اريد أن اشرب ماء "
وبينما اخذ كوب ليشرب ماء امسكت رهف بيده وقالت
" هل ذقت هذا "
نظر إليها وهو عاقد حاجبيه
" لا أريد "
" زين ذقه "
" لقد قولت لا أريد "
" افتح فمك زين "
" رهف كفِ عن ذلك ,, ثم اتركي يدي "
ابتسمت رهف وقالت " زين أنا بالكاد المس يدك "
شعر زين بالإحراج فقد أراد أن يبقى لكنها أحرجته وعندما هم أن يذهب أمسكت بيده وهي تضحك " زين أبقى كنت أمزح
معك "
لكنه مشى خارجاً فلحقت به رهف ومسكته بكل قوتها وصرخت به
" زين كف عن ذلك إن دمك حقاً ثقيل "
" ماذا بعد "
" أوووه يا إلهي ,, ألم أقل لك أنك تصيد في الماء العكر "
نظر إليها نظرة انزعاج عندها صرخت رهف " آآآهااا يا الهي منك ,, ألا تمل "
" تصبحين على خير يا سيدة رهف "
" زين انتظر لا تذهب "
توقف زين لكنه لم يلتفت فذهبت رهف إليه وضمته من الخلف فشعرا كأن الوقت توقف فهي ما كانت تخطط لذلك وهو لم
يكن يتوقع بعد كل الجفاء والبرود الذي يعاملها به أنها تضمه
" زين أنا آسفة عن كل شيء "
...............................
فتح زين عينيه لينظر إلى السقف وهو عاقد حاجبيه مفكراً فيما حدث ليلة أمس فقفز من سريره ليبعد التفكير عنه فما حدث قد حدث ..
وقف زين أمام المرآة ليحلق ذقنه وفجأة تذكر ما حدث بالأمس .
فبالأمس قامت رهف بالاعتذار منه من ثم أمسكت يديه وجرته خلفها إلى المطبخ وأخذت تطعمه بيديها , لكنه ما أن رأى ابتسامتها تعلو وجهها عندها شعر بالغباء والضعف أمامها وظن للحظة أنها تسخر منه بداخلها فها هي تطفئ غضبه بدلالها.
فانتفض فجأة وصرخ بكلام لا معنى له بل كان أخرق ومن ثم غادر المطبخ , في الحقيقة أنه خاف منها ومن مشاعره لكن ما قاله وفعله جرحها بشدة ..
والآن هو لا يستطيع أن يواجهها...
.................................................
رن منبه الجوال فنهضت رهف لتطفئه وهي تشعر بألم شديد في رأسها فهي ليلة أمس ظلت تبكي حتى غفت عينيها .
ففي ليلة أمس فوجئت رهف بتصرف زين فهي لا تعلم ما الذي حدث له , لكنها ليلة أمس تأكدت بأنه لم يعد يكن لها أي مشاعر إنه لأمر مؤلم هذا الشعور لقد نساها ونسي حبه لها بينما حبه مازالت نيرانه مشتعلة بداخلها ...
أخذت تبكي لمجرد تذكرها لصراخه بها ورميه كل ما على الطاولة إلى الأرض
" رهف هل تظنين أن بهذه الحركات ستجعلينني ألين أو أغير موقفي ,, يجب أن تعرفي ما بيننا قد انتهى منذ اليوم الذي تركتيني به ,, أنتي بالنسبة لي مجرد مربية لوليد إياكِ أن تظني أنك أكثر من ذلك فلولا وليد لما كنا اجتمعنا تحت سقف واحد "
بينما هي واقفة أمامه تذرف دموعها في صمت لا تعرف ما تقول أو تفعل فقد فاجأها بردت فعله الغريبة , فكل ما أرادته أن تراضيه لكن بدلاً من ذلك قام يصرخ بها ويسمعها كلام ما كانت تظن أنه سيتفوه به .
نهضت إلى الحمام منزعجة من ضعفها فهمست لنفسها
"لا فائدة من الدموع الآن "
فكرت أن أفضل شي أن تشغل نفسها بعملها ووليد , فقد أخبرها زين باختصار ما هي طبيعة علاقتهما منذ أن عادت وهو يحاول أن يقولها لكن لم تأتيه المناسبة وعندما أتته لم يتوانى في إخبارها بذلك ...
نزلت رهف وهي تشعر بإرهاق جسدياً وعاطفياً ففضلت أن تتوجه للغرفة التي أصبحت مكتبها وملاذها الوحيد فهي لا تريد أن ترى أحداً .
قامت بوضع لوحة وفرشاة ومجموعة ألوان أمامها ومن ثم أدارت المسجل
أشكيك لمين
لمين
لمين
أشكيك لمين
يشعر بقلبي اللي أنظلم وياك سنين
أشكيك لمين والخصم أنت والحكم
أنا شكوتي منك إليك
وفرحتي ودمعي في أيديك
وإن كان ضميرك نفسه ما بيقدر عليك
************
أشكيك لمين ؟؟؟
أشكيك لمين وأنت الحبيب
وأقرب لي من أقرب قريب
أي إنسان مهمن كان! مهما كان! بعدك غريب
أنا أدراي دموعي وأضحك
أنا دمعي عزيز ويرخص لك
عشانك عشان تتهنّا
من ناري أعملك جنة
عايز أيه أكبر من كدا قلب
عايز أيه أكثر من كدا حب
***********
يا ريت قلبي يكون قاسي .. عشان يقدر يفوت حبك
وأعيش زيك سعيد ناسي .. ولا أسألش على قلبك
لقيت عينيه عليك تبكي .. تقولي أصلي ما يهونش
وحتى روحي تخاصمني .. وقلبي يقول ما تظلمشي
وعشت أسير لأحساسي .. وأقول يمكن يلين قلبك
أحس النار بأنفاسي .. ودا كله ومش عاجبك؟؟
وأثناء الأغنية كانت رهف تذرف دموعاً ساخنة فحقاً زين أصبح عدو نفسه فهي في الحقيقة لا تعلم إلى أين سيصل بعناده وحقده , وما هو مصير علاقتهما إن استمر بهذه الطريقة ..
......................................