عادت حياتي إلى الفراغ مرة أخرى لا أحد ينتظرني في المنزل ولا أحد يهتم إن عودت أم لا حتى إن مت فلن يعرف أحد ذلك حتى تنتشر رائحتي في هذا المنزل الكبير الذي يسكنه الهدوء كم هذه الفكرة مؤلمة جداً ...
نظر زين إلى سقف غرفته أو بالأصح غرفة رهف سابقاً وأخذ يتذكر براندا وكيف ماتت وحيدة لا زوج اوابن او ابنه بجوارها حتى أنا غفوة على الأريكة وتركتها وحيدة في لحظاتها الأخيرة.
انتشل رنين الهاتف زين من أفكاره فرفع هاتفه ليجد اسم رولا ظاهر على الشاشة
" الو "
" مرحبا زين "
" مرحبا رولا "
" كيف حالك "
" على ما يرام "
" زين لماذا لا تجيب على اتصالاتي ورسائلي "
" آسف لكنني هذه الأيام مشغول بتدريباتي "
" هل هذا عذر في رأيك "
" رولا أرجوكِ أنا متعب "
" زين أجيبني بصراحة هل تريد حقاً إقامة حفلة زواجنا أم لا "
" بالطبع يا رولا كل شيء سيسير حسب ما اتفقنا عليه "
" لكنك لم تفعل شيء من ما اتفقنا عليه "
" لم افهم ماذا تعنين "
" زين أنت لم تشتري منزل ولم نؤثثه بالطبع حتى فستان العرس لم اخيطه بعد "
" رولا حبيبتي ,,انا لا أملك وقت لكل ذلك ,,اشتري ما تريدين واتركِ الحساب علي ,,ما رأيك "
" زين هذا ليس ما اتفقنا عليه "
" إذن ماذا تريدين "
" زين أريدك أن تأتي معي "
" رولا أنا ملتزم بتدريبات والموسم لقد بدء وأنت تعرفين ذلك "
" وأنا أين مكاني في حياتك "
" رولا أنتِ تعرفين أين مكانك "
" لا لا أعلم "
همس زين لنفسه * حتى أنا لا أعلم لما أكمل معك هذه التمثيلية *
" بلا تعلمين ,, على العموم أنا الآن مشغول و مضطر أن أغلق الخط "
" مع السلامة "
" لا تنزعجي كل شيء سيسير على ما يرام ,, مع السلامة "
....
نهض زين من سريره منزعج من نفسه وخرج إلى الحديقة ليتمشى قليلاً وبينما كان يسيرتذكر ما قالته رهف عن تمثيليته مع رولا وأنها تعلم أنه هذا مجرد تمثيل لكنه اسمعها كلام قاسي جداً يومها وجعلها تذرف الدموع وهاهو يعاقب على ذلك.
أخرج زين هاتفه وأراد أن يتصل على رهف لكنه تراجع عن ذلك فماذا سيقول لها يخاف أن يزيد الجراح والبعد بينهما فأعاده وهو يفكر بها وكيف أضاعها بغبائه .
فعندما كانت رهف أمامه وبين يديه كان يبعدها عنه ويجرحها والآن عندما فقدها اشتاق لها ولصوتها أي شخص جبان هو.
فجأة اهتز هاتفه بجيبه فأخرجه لكنه ما أن رأى الاسم حتى عقد حاجبيه
" سامر "
" مرحبا "
" أهلين "
" كيف حالك "
" الحمدلله "
" أين أنت "
" لما "
" أريد رؤيتك "
" أنا مشغول "
" سأنتظرك حتى تنتهي "
" ربما لن أنتهي سوى في منتصف الليل "
" حقاً "
" نعم "
" غريب "
" ما الغريب "
" أنني أراك أمامي تتمشى في الحديقة "
التفت زين حوله ليجد سامر يقف بجوارسيارته أمام منزله فشعر بالإحراج لأن هذه المرة الأولى التي يتصل به سامر منذ عودته والمرة الأولى التي يكذب عليه فقد اعتاد أن يكون صادقاً مع أخويه , لكنه سار إليه بالرغم من إحراجه وعندما وقف أمامه سأله سامر
" أخبرني بماذا مشغول "
أخذ زين يحك رأسه فقد شعر بإحراج شديد وكأنه رجع طفل أمام أخاه " آسف "
" لما "
" لأني كذبت ,في الحقيقة أنني لست بمزاج جيد "
" ليس مهم ,, فما تمر به تستحقه لكنني لست هنا لأقرعك على أخطائك فأنت من الأشخاص الذين يتعلمون بالطريقة الصعبة جداً وبالكاد تفهم وأتمنى أن تفهم هذه المرة "
" شكراً لك لشرحك شخصيتي "
" العفو "
نظر زين إلى أخاه ووجده ثقيل الظل حاد الطباع واللسان
ألن تسألني لما أتيت "
" نعم صحيح لقد نسيت ,, تعال فلتدخل أولاً ثم سنتحدث بالداخل "
" لا حاجة لذلك سأنتظرك هنا "
" لما "
" ستذهب معي إلى مكان ,, ثم أبي لما لم تمر عليه منذ فترة ألم يتصل بك "
مسح زين وجهه ثم مرر يده على شعره فتأنيب سامر يزعجه
" لقد نسيت سأمر عليه غداً إن شاء الله ,, لكن ما هذا المكان الذي أتيت لأخذي إليه "
" تعال معي وستعرف "
" أنا حقاً متعب يا سامر هل نجعلها مرة أخرى "
أخرج سامر سيجارة وقال
"سأنتظرك ,, لديك عشرة دقائق لتبدل ثيابك "
ثم أشعل سيجارته وأخذ ينظر إلي
" هيا تحرك سأنتظرك هنا "
وحقاً قمت بتبديل ثيابي بسرعة وسرحت شعري ثم خرجت وصعدت مع سامر السيارة وعندما انطلق سألته
" لم تخبرني أين سنذهب "
"شمال المدينة "
" أليست هذه المنطقة غيرمأهولة "
ضحك سامر
" غير مأهولة ,, أذن سأوريك عجب العجاب ,, من أي زمن أتيت يا زين الدين "
" لما هل هنالك من يسكنها "
" ماذا بك يارجل ,, لقد أكملت سنة منذ عودتك ,, ألم تسمع عنها ؟؟ ألم تذهب إليها ؟؟ "
" لا ,, ثم تذكر يا سامر أنني منذ عشرة أعوام غائب عن البلد "
" أذن سأوريك شمال المدينة "
وحقاً وصلا شمال المدينة فذهل زين بالحي فقد كان مجموعة أبراج سكنية ومجموعة فلل يبدوا عليها أنها تخص أناس أغنياء جداً وهنالك الأسواق التي تضم أضخم الأسماء العالمية ومطاعم وأمور لم يتخيلها زين فقد كانت هنالك الكافيهات والبارات بأنواعها ومحلات للمساج حقاً ذهل زين لقد شعر أنه سافر إلى خارج البلاد لم تكن هنالك علامة واحدة تدل أنه حي يعيش به ناس عرب حتى لوحات المحلات والإعلانات كلها مكتوبة بالإنجليزية ..
" ما هذا أين نحن "
" شمال المدينة "
" يا إلهي حقاً لم أتوقع هذا "
ضحك سامر دون أن يعلق ...
" لكن لم تخبرني أين نحن ذاهبان "
" كدنا نصل "
ثم واصل سيرهما وهما صامتين فسامر لم يرضى أن يبوح لزين عن مكان ذهابهما بينما زين حاول أن يعرف ما يخفيه أخيه لكنه لم يتوصل لشيء.
وبعد فترة ليست طويلة وصلا إلى منزل كبير وأوقف سامر سيارته المتواضعة بجوار السيارات الأخرى الواقفة هنالك.
" ألن تخبرني الآن يا سامر "
" بالداخل ستعرف "
نزل سامر بينما زين بقي في السيارة عندها أشار له سامر بأن ينزل على الفور.
" يا إلاهي منك "
ثم دخل معه ليجد منزل يدل على رفاعة ذوق صاحبه و دفء مشاعره لكنه ما أن دخل حتى تفاجأ بأحمد وابنتيه وأبناء سامر أيضاً جمعيهم هنالك , وهنالك رجلان فقط يصغرانه في العمر أما البقية فهم رجالاً كبار ربما يقاربون والده في العمر ونساء كبيرات يضعن على رؤسهن الحجاب ولقد كان الجميع يضحك ويمزح وقبل أن ينتبه له أحد دخلت خادمتان يحملن عدة أنواع من الطعام الشهي تتبعهما شابتان احداهما الدكتوره رزان وخلفهم امراءة كبيرة في السن.
" قدمن الحلو لأطفالي الصغار "
ثم فجأة عم الهدوء عندما رأى الجميع المرأءة الكبيرة في السن توقفت دون حراك تنظر إلى الخلف فنظر الجميع إلى ما تنظر إليه ليجدوا زين وسامر واقفين أخذ زين ينظر للجميع وحاول أن يتعرف على أحدهم لكنه لم يعرف أحد
" بني "
شعر زين حينها وكأن شريط حياته يمر أمام عينيه لكنه لم يجد صورة واحدة أو ذكرى تربطه بمن تقف أمامه.
نهض أحمد ونهض الجميع الكل ينتظر ردت فعل زين حتى الأطفال صمتوا لصمت الكبار.
قرر زين أن يخرج لكن ما أن أرجع قدميه حتى إصطدم ظهره بصدر سامر وسمعه يهمس.
" لا تكن جباناً "
عندها استدار زين حقاً وأراد أن يهرب لكن سامر أمسكه من كتفيه وقال هامساً بغضب
" زين يكفي كن رجلاً وكف عن تصرفات الأطفال "
" أرجوك اتركني "
" لا لن أتركك "
عندها أخذت دموع زين في السقوط وكانت ساخنة على وجنتيه كذكرياته المؤلمة فكم من يوم وليلة قضاه متمنياً أن يرى والدته أوأن يسمع صوتها أو تمسح على رأسه عندما يمرض , عندها سمع صوتها تناديه
" زين الدين بني لا تغادر "
عندها وبكل غضب صرخ زين وقال وهو يمسح دموعه " لا أغادر ,, لما من أنتِ لتطلبين مني لا أغادر "
احمد " زين الدين هذه والدتك لا ترفع صوتك عليها يا أخي "
" وأنت أصمت لا تتدخل "
صمت الجميع وشعر الأطفال بالخوف
" سامر ابتعد عن طريقي "
" اهدء الأمر لا يحتاج كل هذا الغضب "
" أنت أيضاً لا تتدخل "
" زين الدين بني "
صرخ زين " لست ابنك فلما تناديني بإبنك "
" لأنك إبني وسأظل أناديك بني رضيت أم أبيت "
عندها أخذ زين يصرخ ودموعه تسقط " أين كنت قبل سبعة وعشرين عاماً عندما كنت طفل , أين كنت عندما كنت أحتاجك ألم تترميننا وانتما كيف سمحتما لأنفسكما بالقدوم إلى هنا , أمنا ماتت في ذلك اليوم الذي غادرتنا "
" زين الدين بني لا تقول ذلك ,, أنا لم أنساكم يوما واحد "
" إنها سبعة وعشرين عاما لم تكن يوما واحد أو سنة أنا حتى لا أملك لكِ صورة أنا لا أعرفك "
" لكنني أعرفك أنا من حملت بك وأتيت بك إلى هذه الدنيا "
" وياليتك ما ولدتيني "
ثم استدار ليغادر لكنه سمع رجل يقول " لا تظلم والدتك والدك هو السبب هو من قطعكم عنا هو من منعنا من زيارتكم "
" أنا لا أسمح لأحد أن يتحدث عن أبي بأي سوء "
" وهذه أمك اسمعها على الأقل "
" وأنت من زوجها "
عندها سمع أحدى الرجلان الذان يصغرانه " إنه خالنا منصور "
" خالكم أنتم , أنا لا أنتمي لكم "
عندها سامر قال " زين الدين ماذا بك "
" ماذا بي تأتي بي إلى هنا دون علمي تظن أنك بهذا ستضعني في الأمر الواقع وأتقبل وجودهم في حياتي لا لن أتقبلهم "
ثم التفت إليهم وقال " أين كانوا عندما كنا أطفال يتركنا والدنا في المنزل ليس لدينا من يصنع لنا طعام أو حتى يغسل ثيابنا ,, أين كانت والدتك عندما كنا بحاجتها تركتني بعمر الأربعة أعوام وأنت إبن السابعة وأحمد ابن العاشرة ,, أين كنتِ يامن حملتنا بأحشائك تسعة أشهر وتألمت لولادتنا عندما حرق أحمد وسامر جسدي عندما كانا يصنعان الطعام لنا ,, أين كنتِ عندما كسر سامر قدمه وظل يبكي لا نعرف ما نفعل له حتى أتى والدي في منتصف الليل ,, أين كنت عندما مرض احمد وظل طريح الفراش لعدة أشهر لإصابته بسوء التغذية ,, أين كنتِ عندما كنا بحاجتك حقاً لقد كنا نتناول وجبة واحدة في اليوم و كنا نتضور جوعاً طيلة اليوم بينما كنا نشم رائحة الطعام من منازل الجيران كان لدى الجميع امهات ضحين بحياتهن وبقين في ذلك الفقر لأجل أبنائهن لكن أنتِ ماذا فعلتي لنا "
" يكفي أرجوك يكفي "
" اسمعي سأخبرك بشيء لترتاحي انسينا كما نسيتنا سابقاً وليس هنالك حاجة لتكفري عن ذنوبك الآن فقد نسيناكِ كما
نسيتينا "
وعندما هم بالخروج فجأة سمع صراخ فإلتفت ورائه ليرى والدته ممدة على الأرض بينما الفتاتان تصرخان
" أمي ,, أمي "
وأخذ الجميع في الصراخ والتجمع حولها حتى أمرهم سامر بالإبتعاد عنها ثم قاموا بنقلها للمشفى وعندما وصل زين وقد كان أخر شخص يصل إلى هنالك وجد الجميع مجتمعين ,, فكانت كلاً من الفتاتان والنساء الكبيرات في السن يبكين وينظرن إليه أما الأخرون فقد اكتفوا بالنظر إليه , لكنه لم يبالي بأحدهم فجلس أمامهم بينما كانوا جميعهم واقفين فقد كانوا خائفين على والدتهم فقد كان كلامه قاسي جداً عليها لدرجة أنها لم تتحمل .
عندها خرج سامر من غرفة والدتهم وبحث بين الوجوه حتى وجد زين يجلس بعدم مبالاة ينظر إليه وقال
" ادخل أمي تريدك "
لكن زين لم يتحرك عندها قالت أحدى الفتاتان
" حرام عليك تحرق قلب أمك "
عندها اقترب احمد وقال " انهض واذهب واعتذر من امك لن يفيدك هذا التكبر انها والدتك بالرغم من كل شيء ولكل شخص عذره فمن حقها أن تسمعها وحتى ان لم تقتنع ,, أنت مجبر أن تخفض جناحيك لها "
لكن زين لم ينهض بل أخذ يحك شعره تارة وتارة يحك ذقنه مفكراً عندها اقترب سامر وامسك بمرفقه بخشونة ثم سحبه أمامهم جميعاً وأدخله ثم أغلق الباب .
دخل زين ليجد والدته ممدة مغمضة العينان وكمامة الأكسجين تغطي وجهها وهنالك ابر في كلا يديها ومحاليل معلقة بجوار سريرها , فسار بهدوء حتى لا يزعجها واقترب من السرير عندها أخذ يتأمل ملامحها فوجد أنها جميلة جداً فبشرتها ناصعة البياض وملامحها رقيقة جداً إنها بحق سيدة مجتمع .
فتحت عينها لتجد زين ينظر إليها ولقد تغيرت ملامحه عندها انسابت دموعها دون توقف فقام زين بمسح دموعها بيديه ثم قال وهو يبكي أيضاً
" أشتقت لكِ يا أمي فلا تذهبِ الآن "
ثم اقترب منها وضمها إليه وأخذ يقبل جبينها ويديها واخذ يشم رائحتها
" لو تعرفين كم كنت أريد أن أرى صورتك ملامحك وأن أشم رائحتك ,, لطالما أردت أن أختبئ في حضنك أنا لم أنساكِ يوماً يا أمي أبداً "
ثم توقف فقد كانت دموعه وعبراته أصدق من أي كلام سيقوله لها.
ظل زين مع والدته طيلة الليل لم يقطعهما أحد فلقد تركهما الجميع وبعد أن نزعت الكمامة قال
" زين الدين بني يبدوا أنك مرهق اذهب لتستريح "
" أتريدين أن أتركك بعد أن وجدتك "
" بني أنا لن أذهب إلى أي مكان قبل أن تأتي "
" لا تحاولين لن أغادر "
" اذن لدي قصة أريد أن أرويها لك "
ضحك زين وقال " وأنا منصت "
" عندما كان عمري ثمانية عشر تزوجت والدك وانجبت احمد ومن ثم سامر وبعده أنت خلالها كان والدك آنذاك رجل طيب , لكن الفقر يا بني قاسي فحوله إلى رجل قاسي لا يطاق فأصبح من الصعب ارضائه , وكان يصرخ ويرمي بي أي شي بيده وكان يؤلمني ذلك حتى أنني حاولت أن أساعده , فتعلمت الخياطة وعملت في المنازل لكنه كان ينزعج لذلك فتركت العمل وبقيت على الخياطة , لكن تربيتكم انتم الثلاثة كان شيئاً صعباً بالإضافة لشح المال وطبع والدك الحاد كانت تلك الحياة صعبة علي "
صمتت والدته لتلتقط أنفاسها ثم أكملت
" فذهبت لخالك منصور لأرتاح قليلاً من ضغط الحياة فقد توفي والدي ولم يكن هنالك سوى منصورلأذهب إليه , وعندما رأى حالتي خالك انزعج من والدك الذي أتى ليعيدني لكن منصور اسمع والدك كلام لاذع وقاسي قليلاً , فلم يتحمل والدك عندها أتيت أنا ولم أكن أعلم ما في الأمر فخيرني والدك بينه وبين أخي فلم أعرف عن من أتخلى لكنني أخترت أخي عندها طلقني والدك هكذا بكل بساطة "
" أمي ارتاحي يبدوا أن الحديث يتعبك "
" لا بأس ,, المهم حاولت أن أجعله يعيدني لقد أرسلت له عدة أشخاص أطلب منه أن يعيدني لأرعاكم لكنه رفض تستطيع أن تسأله عن ذلك , عندها تقدم لي رجل يكبرني ومتزوج لكنه لم ينجب من زوجته الأولى وكان يعيش في استراليا , فأخبرته أنه لدي ثلاثة أطفال فقال أنه مستعد أن يأخذكم معي لكن والدك رفض التخلي عنكم أو حتى يدعني أركم لقد حرمني منكم , عندها تزوجت وسافرت فقد كان بقائي عند أخي مزعج لزوجته وذلك أيضاً لشح المال وعندما وصلت لإستراليا حملت برأفت ثم رزان وأتعبوني كما أتعبتني زوجة والدهم فقد كانت امرأة قوية مسيطرة كانت فكرتها أن أنجب وأتركهم واغادر فبقيت معهم رافضت أي اجازة حتى لأرى أخوتي كنت خائفة من أفقد الأخرين كما فقدتكم حتى توفيت من عدة سنوات عندها أخذت أبنائي وعودت للبحث عنكم ,, لكن أثناء بقائي هنالك كنت أرسل لكم بالمال ولكن والدكم لم يكن يرضى لخالكم بالإقتراب منكم لهذا حتى أخوالك وخالاتك انقطعوا عنكم , أنا لا أريد أن أزعجك أو أؤلمك لكن والدك هو من أجرم في حقنا كلنا "
" الآن عرفت أنا أشبه من "
" لم أفهم "
" انسي يا أمي "
خرج زين من عند والدته تاركاً إياها لتستريح وتنام ليجد الجميع غادروا ولم تبقى سوى رزان
" هل امي بخير "
" نعم إنها بخير لكنها نائمة الآن "
" زين الدين يا اخي لا تقسوا على أمي فلم تنساك يوماً ما زلت أذكر عندما كانت تشتري لرأفت ثياباً وتبكيك فقد كنت حرقة في قلبها "
" اعتني بأمي يا رزان أنا ذاهباً الآن لأستريح قليلاً "
" لا تنسى أن تزورها مرة أخرى "
" بالطبع سأزورها "
" تصبح على خير يا أخي "
" تصبحين على خير "
ثم تبادلا الابتسامة بكل حب لقد شعرا حقاً بحب بينهما.
...........................
منتظرة تعليقاتكم ....