نشوة إحساس تحفز الإبداع ..

نشوة إحساس تحفز الإبداع ..

في أحد اللحظات الغامضة التي تعتري النفس ...
في أحد العواصف العارمة التي تهجم على القلب ...
وفي أحد الأوقات التي تندر في الوجود الشاعري ...
ينفتح الباب على مِصراعيه ...
وتـتـفتح جميع نوافذ الإدراك ...
لكي يسطر الإنسان ماينسكب في نفسه من عذاب الشعور ...
وآهات المشاعر ... وآلام العواطف ... وغرائب الأحاسيس ...
وعجائب الألفاظ ... ونوادر الكلمات ... وجميل الأحلام ...

يكتب الخاطرة على أوراق نـُسِجت من صفحات حياته ...
يرسمها على منصة مسرح تجاربه ... وفصول ذكرياته ...
يسطرها وهو شارد الذهن ... زائغ النظرات ... ساهماً في فضاء ذكريات وجوده ...
وكيانه غائب عن عالم الواقع ... فهو وقتها غارق حتى أذنيه في عالم غير عالمه ...
في بُـعْـدٍ شاعري نفسي وروحي لايمكن وصفه ...

يحلق حينها بلا أجنحة ... ويطير في أي عالم واقعي وخيالي ...
ليكون سفير العوالم ... وزائر الأبعاد ...
وكاشفاً لكيانات كتابية شاعرية عجيبة ... لايستطيع وصف حقيقتها تماماً ...

ورغم كل هذا الخِضَمّ المتماوج من الأفكار المتضاربة ... والمشاعر الملتهبة ...
رغم كل هذا ... يستطيع بأعجوبة أن يتقمّص الهيئة التي تروق له ...
وأن يستحضر أرواح عجائب الدنيا السبع ! ..
ثم يتشكل كــقِطٍ ذي تسعة أرواح .. ويسقط من عَل ٍ .. ويهبط من شاهق ..
ليتـلولب أثناء سقوطه بكل مرونة كتابة ورشاقة قلم ... ثم يهبط على أرض الحقيقة متماسكاً ..
ليقول لنا ويخبرنا كيف عَبَرَ كل هذه العوالم الجميلة الغامضة والأبعاد الخيالية السحرية ..
التي التفـّت ذات يوم وتشرنقت حول كيانه بغير إرادته !! ...

هذه حال من جملة أحوال ... تستحوذ على كل شاعري .. ومفكر .. وخبير .. ومبتدئ .. في عالم الكتابة الشاعرية ... والذي دائماً يكتب لنا – ولا يدري كيف – صورة رائعة من تجليات إبداعات أنهار مشاعره وأمطار أفكاره في عالم الخواطر ....