المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رواية السارق الفتي بقلمي
رواية السارق الفتي أشواق المختار
في منزل فاخر في الظلام الغامض..
يبحث في أدراج المطبخ الأنيقة عن ما خف وزنه وغلا ثمنه...
أقساط الجامعة .. رهن المنزل أو هدية لأخته المقعدة...
كلها أسباب اجتمعت خلف جبينه الأبيض ..
يده المتعرقة تسقط عدد من الملاعق الفضية ..
يغضب
:اللعنة.
: ماما تقول هذه كلمة سيئة .
ألتفت خلفه فرأى تلك الصغيرة تعقد يديها على صدرها معلنة اعتراضها ,تمط شفتيها الصغيرتين تلبس منامة زينت بكلمة( أميرة ) ...
فزع فور رأيتها و أسقط كيسه القماشي الذي أصدر أصوات معدنية تفضح ما بداخله ...
تجمد للحظات هل يهرب هل يقنعها بالعودة إلى غرفتها ..هل ..هل
:هل تسرق منزلي ؟
قطع أفكاره صوتها الطفولي ,تزيح شعرها البني عن عينيها الواسعتان .
:أااه أنا ..
: أتحب الفضة منزلنا مليء بها ماما تقول أن قيمة بعضها يتعدى العشرة ألاف دولار .
طمع السارق الفتي في بقية الفضة أتسعت عيناه و أمال رأسه إلى الأمام
: وهل تحفظين أماكنها أيتها الصغيرة ؟
تجيبه بسؤال
:وهل تنوي سرقتها ؟
أبتسم لها وقال
: أستعيرها اليوم و أعيدها غدا .
ابتسمت الصغيرة وقالت
: لا بأس ... لكنني جائعة ولا أحب التجول وبطني يؤلمني .
وجلست على إحدى الكراسي التي وزعت بنظام حول البار الرخامي ...و كأنها تنتظر خادمها المطيع ليعد لها وجبة ملكية .
يعيد شعره الأسود إلى الوراء بتوتر , نظراته تتأرجح بين الطفلة الجائعة و النافذة المفتوحة التي دخل منها ...
: هل تتلاعبين بي أيتها الصغيرة .
تجيبه دون أن تنظر إليه
:أنها صفقة أصنع لي وجبة إفطار و أنا سأعيرك الفضيات جميعها .
:حسنا وجبة واحدة وبعدها نبحث عن الفضيات .
أومأت الصغيرة برأسها تعني الموافقة ..
فتح الثلاجة الكبيرة أخرج ثلاث بيضات و أخرج وعاء من الخزانة الزجاجية و بدأ بعمل الخبز الفرنسي ...
وضع ثلاث قطع من الخبز الفرنسي أمام الصغيرة ..
التي نظرت به باستغراب
: ما هذا ..
أجاب بابتسامة واثقة ..
: أنا أفضل من يصنع الخبز الفرنسي .. فأنا أعمل طباخ في المطعم الــ.. وصمت .
قالت : أي مطعم ..
أجاب : أسف لا يمكن أن أكشف لك عن مقر عملي أو أسمي ...
قالت الصغيرة بحماس
أنا أعرف لنستخدم أسماء مستعارة .سأكون أميرة .
و أنت ..
قاطعها الشاب وهو يعقد يديه
: دعيني أحزر و أنا فارس .
ردت الصغيرة بفرح : رائع .
أعادت الصغيرة نظرها إلى الطبق المعد باحترافية وقالت باشمئزاز
: فارس لا أحب هذا.
عقد الفتى يديه و سأل حانقا
:ولما لم تخبرينني منذ البداية ؟
أجابت الصغيرة
:ماما تقول من العيب أن أقاطع الكبار .
:حسنا ماذا تريدين ..
:أحب البان كيك .
ينحني بطريقة مسرحية ويقول
: أمرك يا أميرتي .
ضحكت الصغيرة من حركته الغريبة ...
فقال لها واضعا أصبعه على فمه
: ششششش لو علم والديك أنني هنا لن أتمكن من استعارة الفضيات .
وبدأ الطبخ من جديد وينتهي من الطبق الثاني بعد رشه بصوص الشوكلاه المحلى ...
يضع الطبق أمامها قائلا
:تا ترتا
نظرت الصغيرة إلى الطبق ومطت شفتيها
:ممممم .
الشاب معترضا
: ماذا !!
:أين قطع الفراولة ؟؟
: لم تخبريني أي شيء عن الفراولة !!
الصغيرة تبرر :ماما قالت ..
قاطعها الشاب محاولا أن يمسك أعصابه
:أعلم أعلم , هل تريدين أي إضافة مع الفراولة.
: لا فقط الفراولة .
من الجيد أن الخليط ما زال في الوعاء ليكفي طبق أخر ,يخرج قطع الفراولة ويقطعها مكعبات صغيرة ويضيفها إلى الوعاء ويخلطها بالملعقة الكبيرة و أفكاره تتضارب هل سيوقع نفسه في المتاعب ببقائه مع الصغيرة أميرة , لو لا حاجته للمال لما بقي ثانية هنا ...
يضع الطبق مرة أخرى أمام الصغيرة
ابتسمت وقالت
:أخيرا كما تعده أمي ..
راحة كبيرة سرت في جسد الشاب ...
بعد أن يرحل من هنا بضع سرقات أخرى ولعله سيتمكن من جمع المال لعملية أخته الصغيرة المقعدة
لن يسمح لطفولتها أن تنتهي وهي لم تجري في المنتزهات أو تلعب لعبة الاختباء ...
فور أن يجمع المال سينتهي من أول أهدافه التي أثقلت كاهله
: انتهيت .
قطعت أفكاره أميرة و هي متحمسة للبحث عن ما سيسرقه هو أبتسم على براءتها الساذجة ..
حمل أمتعته قائلا
: السيدات أولا .
تمشي تلك الصغيرة بثقة كبيرة تشير له هنا وهناك ...
و يلتقط هو كل ما يراه ثمينا ..
غادر تلك الليلة وهو يحمل كنزا ثقيلا كنزا أثقل جسده وضميره على السواء.
بعد
ان أنهى قراءة ما كتبت هي ...
طبق جهاز الكمبيوتر المحمول ..
و عاد إلى الوراء ليجلس مسترخيا على كنبة المقهى الأرجوانية اللون ..
قالت له منتظرة رأيه بقلق
: ما رأيك هل أتقنت كتابة ما حدث ...
فك ربطة عنقه ذات الماركة العالمية وقال
: نسيت الجزء الذي يفضح شقاوتك أخر تلك الليلة .
ضحكت بخفة وقالت
:أية جزء .
أبتسم و أشار عليها بيده ممازحا .
:أنها نفس الضحكة الشيطانية .
: حسنا يا جيمي الآن أنت الذي تتلاعب بي .
يضع يده على صدره ويقول
أنا محامي معروف بمهارتي فإن أخطأت سأقاضيك ليلا نهارا .
ابتسمت لترد عليه
: وأنا كاتبة مشهورة مقال واحد ويعرف الجميع القصة المختصرة بأسمائها الحقيقية.
جمع كفيه و قربهما من فمه ...
: ستكونين محامية قاتلة لو عملت في شركتي .
ترشف الشاي وتقول
: آسفة جيمي اخترت طريقي .
يرن هاتف جيمي ويرد عليه
:أهلا حبيبتي نعم نحن ننتظرك في المقهى ...وأنا أيضا أحبك .
يعيد نظره إلى إميلي
: ستكون هنا في دقائق .
:رائع , سأطلب لها شيئا لتأكله .
أشارت إميلي إلى النادل ,وطلبت كوبا من الصودا الخاصة بالحمية كما تحبها إيفا ...
و وجبة شطيرة كلوب دجاج ..
دخلت شابة المقهى تدفع أمامها عربة أطفال زرقاء من النوع الخاص بالتواؤم , وبطنها المستدير يدل على قرب ولادتها ...
يراها جيمي ويسرع إليها يحتضنها يهمس لها بكلمات قليلة لتبتسم بسعادة يتناول العربة منها ويقربها من كنبته يحمل الصغيرين إيما و إيثان ...يجلسهما على رجليه و يقول بصوت مضحك
:كيف حال توأمي المفضلين ..ويقبلهما ليضحك الصغيران بغرابة لا تتناسب إلا مع الأطفال ...
تصافح إيفا إميلي ويتبادلان عبارات الترحيب ثم
تجلس بجانب زوجها و
تخلع حذائها المسطح ..
يحضر النادل الطلب الخاص بإيفا ويضعه على الطاولة الخشبية فترشف من الصودا حتى انتعشت وتناولت الشطيرة وقضمت منها نظرت إلى زوجها وقالت
: يا إلهي ابننا يجعلني أشعر بجوع رهيب .
تقول إميلي بعد أخذت الصغيرين من جيمي
: ها هما كتاب المستقبل سأحولهما إلى كاتبين عالميين .
يرد جيمي
:لا لن أدعك تؤثرين عليهما ,سيعملان لدي , ينظر لإيفا
:ما رأيك إيفا .
أجابت إيفا بعد أن خلعت معطفها البيجي و اتضحت ملابس حملها قميص أصفر ربيعي يضيق عند الصدر ويتسع تحته كبقية ملابس الحمل و برمودا أبيض
:أنا حقا لا أهتم الآن
إلا لخروج هذا الراكل من بطني .
وتمسح بطنها بيديها .
تخرج إميلي المسجل من حقيبتها الصغيرة وتفتح التسجيل و تسأل ...
لأكمل الرواية علي أن أسأل عن بداية قصة حبكما .
يقول جيمي بعد أن أنهى قهوته .
لقد قابلتها في إحدى القصور التي سطوت عليها .
أكملت إيفا وهي ممسكة بيد زوجها
:هو أنقذ حياتي في الوقت المناسب .
أكمل هو بعد أن قبل يدها
: لأنني أكثر الرجال حظا ,
لكن أنا لن أحكي القصة سأتركها لإيفا .
يقف ويأخذ الصغار ويجلسهم بداخل العربة
:علينا الذهاب للتنزه في الحديقة العامة .
وضعت إيفا كأس الصودا على الطاولة التي بجانبها , و أراحت جسدها على الصوفا لتبدأ الحكاية ..
((أنتظروني في البارت القادم لنكتشف قصة عشق السارق الفتي و قبل النهاية سنكتشف قصة كوابيسه الرهيبة و سببها ))
|