لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-14, 08:31 AM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264541
المشاركات: 403
الجنس أنثى
معدل التقييم: عمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 586

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمر الغياب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمر الغياب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: المواجع والظنون

 

البارت
-13-


.
.
.




أتذكر أيامي معك

كمن يرى الأشياء عبر نافذة قطار مسرع :

نائية وجميلة

والقبض عليها مستحيل

من وقت إلى أخر

فلنعد أطفالا

ولنحزن بلا كبرياء زائف

يوم احتضر

سافكر بتلك اللحظة المضيئة

حين وقفنا في الظلمة

على شرفة القرار

وقلت لي بحقد : أحبك

سأتذكر صوتك

وسيجيء الموت عذبا

ويضمني كرحم الفرح المنسي

وسأهمس بحقد مشابه :

آه كم أحببتك !

غادة السمان..



.
.
.


استيقظت بين أحضانه هي لم تحلم بأن شارك مساء عيدها
وكأنما انفتح لها مليون باب وقلبها رغم الجروح يشدها كل ما سلمت نفسها للغياب شيء له بالذات (غصب يردَهــا)

ابتسمت: جمال.. أصحى..
جمال وهو يتقن تمثيل..
وهم: شف عاد أبي أصلي قوم صل الفجر توه أذن..
جمال وهو يسند ظهره على سرير وعينيه بنظراتها الناعسة: الحين بدل ما تصبحين بكم كلمة حلوة.. قوم يا حبيبي وروحي.. أنا قايل إنك شحيحة بس عيا قلبك يصدق..
وهم ابتسمت لترفع حاجبها الايسر (بقهر): يوم إنك صاحي! ليه ما قمت!!
جمال بخبث: انتي مقيدتني...
وهم تنظر لعينيه: وشلون؟!
لتبعد يديه عن صدره...
لكن امسكها: اعترفي أحسن لك..
وهم بتلعثم: وش تـ ـقـ ــول..
جمال: هدي انتي ليه ترجفين؟! تراني ما أعض..
وهم: جمال كتمت أنفاسي..
جمال: أحسن.. أنا بلحق على صلاة جهزي نفسك بـ نفطر بمطعم..
وهم: أي فطوره وبعدين العيد اليوم عند خالتي..
جمال: ما عليه جهزي نفسك مهوب تطولين، ومرة وحدة نمر على المستشفى نتطمن على صحتك..
وهم بخمول: جمال والله ما فيني أقوم من مكاني.. أنت تبيني ادخل بهالشكل المطعم وبطني يا كبره!!
جمال: أذكري الله على نفسك..
وهم: ألف من ذكره.. خلني أسوي لك الفطور بنفسي..
جمال: توك قلتي ما فيك تقومين.. أنا أصلا حجزت ليلتين بالفندق بس خربتي المفاجأة..
وهم رمقته بطرف عينيها: الله يسامحك خليتني انام معك، وملاك ما سلمت عليها...
جمال ابتسم بخبث: بتعذرك.. المهم جهزي نفسك مباشرة بعد صلاة الفجر بنمشي..
وهم: طيب..

ولج لدورة المياه لـ يتوضأ من ثم خرج لـ يخطو أخذ المنشفة مسح وجهه دخل غرفة تبديل الملابس وكأنما محل مصغر... اخذ ثوبه ليرتديه ليخطو للتسريحة امسك ساعته لتعانق يده اغلق الكبك في كمه من ثم تعطر بعبق بلو دو شانيل.. لـ يعدل نسفة شماغه من ثم أخذ مسبحته ومحفظته ومفاتيح سيارته..
وهي خرجت من دورة المياه لترتدي شرشف صلاة..
ابتسم لها: استودعتك الله..

خرج لـ تفرش سجُادتها وتصلي بخشوع تام.. لم تعلم بـ أن الوقت مضى
رفعت يديها: يارب اشرح لي صدري.. اللهم اجعل لي من كل ما اهمني وكربني من أمر دنياي وأمر آخرتي فرجا ومخرجا و أرزقني من حيث لا احتسب واغفر لي ذنبي وثبت رجائي و أقطعه عمن سواك.. يارب اهده وحنن قلبه علي يارب مالي غير سواك..
ولج على دعاءها.. تطعُن قلبه دون شعور.. دخل غرفة تبديل ثم امسك حقيبة سفر وضع بعض ملابسه، واحتياجاته الخاصة.. لتقف وهم عند الباب الفاصل لغرفتها
وهم: وش قاعد تسوي؟!
ابتسم لها بحب: تقبل الله..
وهم ما زالت بشرشف صلاة: منا ومنك صالح الأعمال.. أنت مسافر..
جمال: امداك نسيتي.. مهوب بنسري للفندق.. تعالي حطي ملابسك
وهم اقتربت منه: ابعد عز الله بتهدم كل شيء..
جمال: وش قصدك إني فوضوي...
وهم ابتسمت بخبث: الا على راسه ...
مسك كفوفها وثبت ظهرها ملتصق بالجدار، ونظر لعينيها الخائفة همس بين آذنيه: تخافين..
وهم: ابد ما أنت صاحي ناسي إني حامل..
جمال: ماني ناسي.. بسك تكابرين
لتدفعه: جمال..
ليبقى ثابت بمكانه ابتسم: يا عيونه..
وهم: مو تقول نلحق على الفطور ابتعد عشان اجهز نفسي
جمال يقُبل خدها: تدرين إني اشتقت لك.. وتدرين إني اعشقك..
وهم اغمضت عينيها لتسقط دمعة على خديها..
جمال: وش له البكا الحين!!
وهم: فاقدتهم.. بسنة وحدة فقدتهم.. نسيت شكلهم والله ما اذكر ملامحهم ما غير صورة كنت ارثيها وهي قديمة..
جمال عانقها: اششش هدي.. بـ تلتقين فيهم بالجنة إن شاء الله.. هالدنيا محطة ودار ابتلاء.. اذكريهم بدعوة ولا صدقة..
وهم: ليه الي صير فينا كله..
جمال: وهم استغفري ربك ولا تجزعين..
وهم ودموع تسقط ابت الوقوف: اللهم لا اعتراض
جمال: هدي أنا ما اقول لا تحزنين عليهم لكن بكاك ما يفديهم بشيء.. يبون منك صدقة ودعاء..
قبل جبينها: لا توجعينهم، وامسحي دموعك.. بعوضك عن الي راح لا تخافين دامني بوجود..
وهم بحزن: اتمنى هالشيء..
جمال بعتاب: ما عندك ثقة فيني..
وهم: مهوب كذا بس...
اغمضت عينيها والحنين ينهش روحها بقسوة.. تشتاق لهم بشدة..


.
.
.



في الجانب الآخر

كانت ترضع صغيرها.. وتبتسم تقبل عينيه وشفتيه وتلثم خديه... ولولو نائمة بين احضانها..
ياسمين: يا حبابي مشتاقين لك كثير..
ملاك: أنا اكثر.. ما قلت لي جهزتي نفسك...
ياسمين: أي حمد لله وهم و سارونه ما قصروا الله يجزيهم الخير.. باقي الفستان بعده عند المصمم..
ملاك: الله يوفقك ما ظنتي يمديني افصل فستان بـ هالوقت القياسي..
ياسمين: يمديك بـ اسبوعين.. اليوم ننزل تختارين قطعة قماش وأنا عندي موديل لك..
ملاك: صدق ومين الي يقبل يفصل بـ اسبوعين...
ياسمين: ما عليك.. المصممة الي دوم نتعامل معها رزان..
ملاك: يوه على طاريها هي بخير... عهدي بها يوم فصلت فستان زواج صحبتي ورود..
ياسمين: بدق عليها العصر..
لتفتح هاتفها: وش رأيك بالموديل.؟
ملاك: يهبل بس أنا افضل لون درجات البحري يطلع انعم..
ياسمين: اوكي.. مهيب مشكلة.. على 9 نمشي لمحلات الاقمشة اخليك ترتاحين الحين..
قبلت خديها وابتسمت لها: تصبحين على خير يا عمري..
ملاك: وانتي من اهله...

.
.
.


خرجت ياسمين لتمر من صالة وقفت عند الشباك لتسحب ستائر لتجد زيد يضع الحقائب.. ابتسمت له بحب يضج قلبها بالفرحة ويمتلئ صباحها بذكريات الجميلة.. امسكت قلادة ذهبية وهاتفها الذي يضج بنغمته لترى اسمه
بصُوت خجول: الو
زيد: يا حي هالصوت يهون عليتس تقطعيني شهر يا الظالمة..
كتمت ضحكتها: تدري فيني مشغولة..
زيد: اجل مشغولة والله هالشهر لا اطلعه من عيونتس..
ضحكت لـ يبتسم..
ياسمين: انت وش تسوي؟!
زيد: تراقبيني زين ياسمين أنا اوريتس..
ياسمين: شوف لا تتهور تراك فشلتني عند ابوي.. وش تبي يقول عني ما استحي..
زيد: أي عشان مرتن ثانية يوم اني ادق عليتس ترفعين الخط مهوب تعطيني مشغول..
ياسمين: طيب حبيبي.. تبي شيء الحين لأني جد مرهقة، وعهدي بنوم امس صباح..
زيد: الله يهني المخدة واللحاف ما يصير تخميني بدالهم اوفر لتس..
ياسمين بخجل: زيد يالله عاد..
زيد: الله يصبرني اسبوعين يا ثقل هالايام تمشي بطيء..
ابتسمت: مع سلامه..
زيد: الله يصبر قلبي.. فمان الله...


.
.
.

بجناح جمال


وهم: جمال صعبة نروح واختك محتاجتك في هالوقت.. وش رأيك ناجلها من بعد زواجها.. بس ترى ما يمنع إنك تأخذني لمطعم راقت لي الفكرة..
أبتسم جمال: ابد ما عندي مشكلة.. دام كذا روحي البسي وأنا انتظرك.. تعالي وش فستانك ..
وهم: يوه نسيت أمره.. تقدر نمر عليها اليوم..
جمال قبل خديها: نقدر ليش لا.. يالله لا تبطين علي..
وهم: طيب ابتعد عني وشلون تبيني أمر!!
قبل ثغرها بنعومة وبخبث: تعالي معي..
أمسك معصمها ليشد خطواته ولج للصالة: هذه هديتك..
نظرت لصندوق الكبير.. وبعض الأكياس المُلقاة على الأرضية
وهم ابتسمت: هذا كله لي.. ليه مكلف على روحك؟!

اقتربت من صندوق الابيض الكبير لتفتحه وتجد صندوق أصغر منه وهكذا استمرت حتى وجدت علبة مخملية بـ لون الليلك.. فتحتها لتلمع عينيها من القلادة البيضاوية بداخلها عروسة مرصعة بـ الماس واسمها بشكل جمالي يعانق العروسة اتسعت ابتسامتها..
وهم: هذه العقد الي أنا رسمته وأشلون!؟ وصل لك!!
جمال سحب القلادة أبعد شعرها ليضعها حول عنقها قبل عينيها
وأردف: هذا قليل بحقك..
وهم: شكرا..
أشار لخديه: حبيني هنا..
ابتسمت وقبلت خديها: شكرا حبيبي ..
عانقها ويديه تخلخل ليلها طويل.. أخذ نفساً عميقاً وينتعش برائحتها المُسكرة لنبضه.. سكت وللعين نواطق تشكي أرقاً..

وهم: روح وأنا بلحقك بشوف ملاك..
جمال: تعالي معي.. باقي على الوقت الكثير..




امسكها من معصمها لـ يهبطون لطابق الثاني..
طرق الباب، ونبض وهم قد تضخم..
دلف الباب وبعض الخطوات ليجدها جالسة على سريرها الوثير تعانق رضيعها خالد..

جمال: صباح الخير..
ليقترب ويقبل جبينها..
ملاك بخجل: صباح النور
جمال: يالله اخليكم شوي..

وهم تقف عند الباب بعض الكلام يختنق في حنجرة الصمت حين توقن إن صدر الوطن أصبح منفى لا يتسع لها!!

بحنين أردفت: وهم..
وضعت ابنها على سرير فتغطيه بالفراش.. ومن ثم الوسادة على جانبيه..
وقفت لتخطو لها: وهم تعالي وش فيك كذا؟ّ! متصنمة وألا ما انتي مصدقة حضوري!!
تخطو لها وببكاء عميق: ملاك..

ارتمت بحضنها، وتزيد وتيرة البكاء.. بكت! وكأنما لم تبكي أبدا: آآآآآآآآآآآه ملاك ليه كذا الي صار فينا!! ليه دنيا فرقتنا؟ وغربتنا!! ما عدت أنا القوية يا ملاك.. فقدتهم في سنة وحده ما عدت أعرف نفسي!!
ملاك شاركتها البكاء: الله يرحمهم ويغفر لهم، ويصبرك يا قلبي.. أششش أذكري الله.. ليه هالضعف وين قوة إيمانك بالله؟! وين وهم الي نور الإيمان يشع منها؟!
وهم: اخوك يا ملاك ذبحني ما انسى إنه طعني في شرفي.. جاسم ما زال يهدده يبي يأخذني بأي شكل.. لدرجة
وضحكت بسخرية ومرارة البُكاء: متخيلة وضع إن زوجك يتهمك ويطعن شرفك وكرامتك بالأرض هو الي عمره ما مد يده ضربني عشان شوية صور قذرة.. مد يده وذبحني هدم كل الي بنيناه بلحظة..

واجهشت بالبكاء وبنبرة حزينة مصحوبة بشهقة عنيفة: متخيلة إنك بنت في بيت اهلك معززة ومكرمة، وفي لحظة اغتصبني ما كان ابد برضاي أجبرني ما كان جمال الي أعرفه واحد ثاني!! غريب علي تصرفاته.. حملت وأنا باقي ما دخلت بيتي!! واجهضت قبل زواجي بـ أسبوعين!! وكملها ذبحني بسوط كلامه لما قال لي ...

قدميها لم تتحمل الوقوف.. سقطت لتمسكها ملاك، وتشاركها الدمع.. صدمة تلوها صدمة.. جمال أخيها يعامل حبيبته هكذا أين حنانه وعطفه؟ أين اتزانه؟ لا تصدق! لكن واقعها المُر يتجسد تلك الخاوية..

لتجلس بمستواها وطبطبت على كتفها: إن كان الحكي يضايقك لا تحكين وتوجعين قلبك..
وهم: خليني أفضفض ظاهرني عشان طلبت طلاق.. ما كان بيدي أعيش على شكه وظلمه لي.. القشة التي قمصت ظهر البعير..
ملاك: حياتي انتي كل هذا وكاتمة بقلبك..
.
.
.
لم يعلمون بأن أبو جمال كان يقف على مقربة منهم أراد إن يصبح على ابنته ليسقط عكازه اثر حديثهم..
.
.
.
ملاك بخوف: وش هالصوت!؟
وهم بـ انهيار: مدري لا يكون أحد سمع كلامي.. لا لا لا!!!
ملاك وهي تحضنها وتمسح على شعرها: هدي وهم عشاني حبيبتي هدي.. أنا بروح اشوف مين وأعلمك؟!

أخذت عكازيها لتقف خطوتين تفصلها عن الباب أمسكت وكرة الباب لتديره لتجد أبيها ممد على الأرض لتصرخ بخوف: أبويـــــه..
اقتربت لتجلس ودموع لم تفارق مقلتيها: يبه فديتك قوم يبه أنا ملاك بنتك يــــــــبه..

وهم حاولت صمود على الألم الذي كان من فجر اليوم يشارك وجعها.. تحاملت على نفسها لتستند على الحائط.. لترى ملاك تعانق عمها وتجثو عليه.. تماسكت قليلاً.. لتعض شفتيها وتدميها..
وهم: ملاك شوفي فيه له نفس، وأنا بدق على جمال..

ولجت للغرفة من جديد تبحث عن هاتف ملاك.. لتجده على الكمدينو سحبته لتتصل على جمال..



.
.
.



بالجهة الأخرى



كان ينتظرها بسيارته.. نظر لشاشة جواله ونغمة الرنين ترتفع ليرى " ملاك تتصل بك " قلق لا يعلم لما!؟

جمال: هلا أم خالد ..
أهداب الحزن تشاركها اليوم: جمال عمي لقيته طايح قدام غرفة ملاك
جمال دون استيعاب: ابوي لحظة!! انتي وش تقولين؟! خليني أسمعك زين؟!
بشهقة عنيفة: أقول لك لقينا عمي طايح.. تعال جمال لا يروح منا..

وضعت يديها على جبينها لتداهمها دوخة وتخر على الأرض ساقطة دون شعور غرقت بالظلام..
.
.
.
وهو ترجل ليصعد السلالم ويدخل من الباب الطويل لتراه والداته..
أم جمال: خير إن شاء الله وش فيك!؟ تجري كأنك مصروع..

لم ينتبه لكلمات والداته صعد السلالم ليصل غرفة ملاك، وجد أخته ترثي على الجثة الهامدة أمامه اقترب منها وأبعدها بقسوة..
ملاك: جمال ابوي وده للطوارئ لا يروح منا..
واجهشت بالبكاء..

اقترب من أبيه ليسمع تنفسه الضعيف.. حمله بين ذراعيه لـ يخطو لا يكاد يسمع شيء سوى صوت انفاسه المدوية الذي يشبه صوت الريح بصحراء قاحلة..
ولج للمصعد صوت قرقعة أبواب المصعد تفتح لطابق المنشود.. خرج لـ يسمع صراخ عالٍ..

ياسمين صرخت بصدمة وهي ترى أبيها بين ذراعي أخيها: أبــــــــــــــوي
أم جمال: يمه جمال أبوك وش فيه؟! يا ولدي خذني معك..

لكن كان غائب عن التفكير مشتت الذهن.. يخرج من قصر وهو يجر
نفسه نحو سيارته، وما إن انطلق حتى يبدأ إعصار يعصف رأسه ويحطم كل شعور.. يرى وجه أبيه ترهقها قترة.. قطع الإشارات الحمراء وتجاوز سرعة الجنونية.. أخذ ينظر لأبيه وتارة لطريق الذي أمامه..

أمسك هاتفه وانامله ترتعش لـ يسقط الهاتف بجوار قدميه، وينحني نظرة لهاتفه ونظرة لطريق.. أمسك الهاتف لـ يرفع رأسه ويحدق بـ شاحنة التي أمامه اتسعت عينيه اندهشاً.. حاول إن ينحرف عن طريق؛ لكن المكابح لم تأبى الخضوع له، وتدور السيارة واحتكاكها تصدر أصوات تضج القلب.. لتنقلب السيارة أكثر من مرة.. حاول إن يفيق من دوامة الدوار الذي يعصف برأسه سقطت دموعه ودماء تشكل خطوطا تسير على وجنتيه: يبه..

لـ يغيب في غياهب الظلام.. استرجع شريط حياته الذي يمر أمام عينيه بصورة فلاشات ومضة.. حاول أن يجاهد ويتحامل لكن الألم أقوى منه ليسحبه في ظلام دامس..



.
.
.


بالقصر

تحديداً بجناح ملاك..

انكسر كوب الماء الذي كانت بحوزتها..
اناملها ترتعش وبخوف أخذت العُطر لتسكبه بباطن يدها اليمنى وتضع على أنفها!! في غضون ثواني فتحت عينيها لتجد عيني ملاك القلقة وأمطار حزنها حول وجها..

بـ استغراب: وش فيك؟! وش صار!؟
لـ تسترجع ما قد شوش بعقلها لتشهق: عمي..
ملاك: هدي وهم إن شاء الله ابوي بخير.. كلمت عبد المحسن يجي يأخذنا له..
وهم: جمال جاء أخذ عمي معه..
لتهز رأسها قبولا..
أمسكت طرحتها لتقف بتعب: مدري وش هالضيقة الي ملازمتني من الصباح!! الله يستر..


.
.
.


في الأسفل بصالة

رنين الهاتف يعلو.. كانت ياسمين على مقربة منه لتمسك سماعة الهاتف وتجيب بصوت خالي من الحياة: الو..
: سلام عليكم أختي.. هذا بيت جمال صالح الخالدي..
ياسمين: أي نعم خير اخوي وش بغيت!؟
: مضطر أنكم تجون له حالاً بالمستشفى..
ياسمين واطرافها ترتجف: وش صار لهم!؟
: لا جيتي المستشفى يا أختي بتعرفين..


أم جمال نظرت لبنتها أمسكتها قبل أن تسقط: يا أمك مين الي حكاك وش له!؟ المستشفى لا يكون صار لهم شيء وأخوك و أعرف سواقته المتهورة.. دقي على بدر وألا عبد المحسن..
ملاك: يمه
ارتمت بـ احضانها.. تنهال الكآبة من كل مكان حتى على سكان هذا القصر! حتى تطبق عليهم!!


ياسمين أمسكت الهاتف لتتصل على عبد المحسن..
ليجيب: هلا ياسمينة حي الله العروس..
ياسمين: عبد المحسن تعال البيت ضروري..
لتأخذ أم جمال الهاتف: يا أمك تعال أبوك طاح علينا ولا ندري وش بلاه!؟
عبد المحسن: لا حول ولا قوة إلا بالله.. إن شاء الله أنا قريب من القصر جهزوا نفسكم..
أم جمال: إن شاء الله انتبه على نفسك مهوب تسرع..
عبد المحسن: أبشري يمه..

لتغلق الخط، وتلتفت لـ ابنتها..
أم جمال: ياسمين أجلسي عند جدتك ولا يزل لسانك إلى لمن نتطمن على أبوك..
ياسمين: بس يمه أبي أروح معكم..
أم جمال: يا يمه أسمعيني زين وكلي جدتك ولا سألتك عني قولي لها طلعت سوق زين يا أمك..
ياسمين بضيق: إن شاء الله يمه..
ملاك: يمه إنا بروح معك وهذاني لبست عباتي..
أم جمال: زين يمه.. بس تماسكي مهوب تصحين.. وهم يا عمتك وراك ساكتة!؟ وش فيك؟!
وهم بريق عينيها قد اختفى ويكسوها البرود من كل جانب لتردف بقسوة: ما فيني شيء خالتي..


سمعوا أبواق سيارة لـ يخرجون صعدوا سيارة التي تقف بـ أسوار القصر.. ويتحرك عبد المحسن..

ليتلفت لها: يمه عسى ما شر؟! ابوي وش فيه!؟ لا يكون سكري ارتفع عليه!!
أم جمال: مدري يا أمك.. دق على جمال واستفسر منه..
عبد المحسن: إن شاء الله..

أخذ يتصل لكن ما من مجيب للمرة ثانية، أتاه الرد..
عبد المحسن: الو جمال وش صار على ابوي؟!
: نعم اخوي مين تكون؟!!
عبد المحسن: أكون اخ جمال انت من تكون!؟
: أنا ضابط منصور.. وللأسف أحب أبلغك أن اخوك صار عليه حادث
تغير وجهه مسود كظيم: لا حول ولا قوة إلا بالله.. عسى مهيب كايده؟!
: والله مدري وش أقول لك؟! لكن تقدر تستفسر بمستشفى فيصل التخصصي..


اغلق الهاتف.. يتأمل طريقه وبشتات كبير..
أم جمال: وش صاير وراك لونك متغير؟!
عبد المحسن: أذكروا الله.. ابوي وجمال صار لهم حادث وإن شاء الله إنهم برحمة ربي..
أم جمال: إن لله وإنا إليه راجعون‏ اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها..

ملاك بكاءها المكتوم وشاهقتها،
وهم صمت تآكل بها وبداخلها (كله بسببي ليتني ما نطقت)..
أغمضت عينها بتعب.. لتغيب في وجع الذكريات..







.
.
.



بعد نصف ساعة



وقف سيارته أمام المستشفى..
ليتلفت لوالدته: يمه نزلوا وأنا بلحقكم بس بوقف سيارة..
أم جمال بحزن: إن شاء الله.. يالله يا بناتي !!

ارتجلوا لـ يدخلون المستشفى.. ملاك كانت تسير بعكازيها لا تفارقها، وهم تخطو من أمامهم لتقف عند الاستقبال..

وهم ببرود: اخوي جات لكم حالة من قريب..
نظر لها ليردف: الاسم؟
وهم: جمال صالح الخالدي..

كتب الاسم وتظهر له البيانات: أي أختي حاليا هو بغرفة العمليات.. والوالد بـ إحدى الأجنحة..
ملاك: يمه وش يقول!؟ أخوي بالعملية أي عملية الي يقولها!!
أم جمال: يا وليدي تقدر تدلنا وين مكانهم؟!
ليجيب: أي خالة أرقي الدور الأول وطولي وخذي يمينك..
أم جمال: جزاك الله خير يا ولدي..
أبتسم: ما سويت إلا الواجب يا خالة..


ابتعدوا لـ يشدون خطواتهم، وقفوا عند بوابة العمليات لتراه أم جمال من الزجاج الصغير.. مستلقي على سرير الأبيض، والاطباء من حوله لا ترى شيء من ملامحه..

وصل لهم عبد المحسن: يمه ارتاحي وأنا بشوف جمال..
وهم بتعب استندت على الحائط تريد إفراغ ما ببطنها الخالي من أي أكل..
ملاك: وهم انتي بخير!!
وهم: شوية دوخة..

صدمات لم تتحملها يوماً سقطت على الأرض مجددا جسدها ضعيف كان لا يقاوم أي سقوط..

أم جمال: يا أمك أمسكها..
امسكها عبد المحسن وهو يرى عجز أخته، والداته البعيدة بخطوات كبيرة.. جلسها على الكرسي لينادي على إحدى الممرضات لتأتيه وتنقل وهم بأحد الأجنحة.. لـ تعطيها المصل وتنام دون شعور.. هروب من واقعها الذي بات يضيق ذرعاُ يطبق عليها..

هناك من يقف في وجه النهايات كي لا تأتي، ويطهر من أهداب الحزن مدت يديها ويكف عن نحر الأحلام المعلقة بالسماء..


ترى ملامحه لتهمس: صدق صرت انسى يا جمال ايه نسيت ليلة لقائنا ونسيت حضنك الدافئ! ليه صرت غريب علي ليه يا ولد عمي ؟!
تذكر يوم قلت لي لا تزعلين وبكره بيجي وتنسين الانين تنسين مواجعيهم والحنين.. ما دريت إنك تمهدي لي الطريق للرحيل يا جمال!!! والله ما دريت إنك تودعني.. لا ترحل صدق شايله عليك، واسايرك بس ما اعلمك.. بس لا ترحل بـ هالطريقة.. صدق أكابر لـ شوقي لك بس شيء أكبر مني.. شعور غريب يا جمال يخنقني يمكن عشانك كسرت فيني أشياء كثيرة أولهم صورة زوج الحنون والقلب الي تمنيت ادخل بوسطه وافهم وش يدور بعقلك!؟ بس كل هذا ما صار.. تبي ترحل خذني معك لا تخليني بروحي..


.
.
.

على الجانب الآخر

دخلوا على أبو جمال الذي كان به رضوض وجروح خفيفة..
أم جمال: قلت لك صالح لا تدعي عليه.. هذا ولدك!! شف هذا هو طايح بالفراش لا حول ولا وقوة..
أبو جمال بحده: أسكتي يا مرة أنا ما عندي ولد، لا تناديني بو جمال..
أم جمال بصدمة ضربت على صدرها: لا بالله ما انت صاحي.. أشلون اناديك قلي وهو ما قصر فيك هذا ولدك!!! حرام عليك..
نهض من مكانه: خرجنا..

ملاك اقتربت منه لتقبل رأسه ويديه: يبه حمد لله على سلامتك يا الغالي..
أبتسم لها بحنان: الله يسلمك يبه إلا بنت عمك وينها؟!
ملاك: ها! أي شوي تعبت.. الحين هي نايمة..
أبو جمال: رجعني للبيت يا عبد المحسن وخذني لبنت عمك مالي وجه اناظر فيها عقب سواة اخوك شينة ماني قادر ارفع رأسي بين الناس..
عبد المحسن: ما عاش مين يوطي رأسك يبه..
أبو جمال بقسوة: هذا هو عايش اخوك ما خاف على بنت عمه حسبي الله ونعم الوكيل فيه..
أم جمال: يا صالح استغفر ربك هذا مهما كان ولدك واشلون تدعي عليه!!
أم جمال: قلت لك لا تناديني بـ هالاسم ناديني بو بدر..
أم جمال بكت: خاف ربك هو بين يدين الله يمكن دعوتك تستجاب.. إذا هانت عليك العشرة يا أبو جمال أنا ما تهون علي، ذا ولدي قطعة من جوفي..
أبو جمال: ولدك الي تقولين عنه مغتصب بنت عمه وأنا أقول وراه سالفة 3 سنين ما جازت لي إنها تبي تفهمه!! هذا هو ولدك الي فرحانة فيه.. واشوف بنت اخوي تبكي ما تبي عرس ولا طقطقه اسأل ولدك يكذب علي!! على آخر عمري يقول خوف عروس..

ملاك: يبه هي نست كل شيء بدليل إنها بدأت تتعايش مع واقعها.. يبه فديتك لا تقسى على اخوي لا تحكم من طرف واحد.. أسمع له يبه انت ما تدري و أشلون كان يصوم!؟ ويحرم نفسه من أشياء كثيرة.. كنت مستغربة ليه يصوم؟ وليه يسوي اشياء غريبة؟! كان كل يوم يعطي للمساكين أكل يتصدق عليهم.. بس فهمت الحين ليه يسوي كذا..
عبد المحسن: أي بالله يبه.. ذا اخونا وذي بنت عمي مثل أختي، ولا أرضا عليهم يبه أسمع له.. ليه سوا فيها كذا؟!
أبو جمال: يا بنتي الي سواه اخوك في وهم المسكينة لا يرضا الله ولا رسوله، وانت وش تبي أسمع له؟! لا تبررين سواته!! قم وصلني لبنت عمك..
ملاك: يبه وهم هنا بالمستشفى..
أبو جمال: أجل وينها؟ ليه ما جات معكم!؟
ملاك: قلت لك تعبت شوي.. تعرف تعب الحمل هي نايمة هنا..
أبو جمال بقلق: وينها فيه؟!
ليقف وأمسك عكازه لـ يضرب الأرضية بغضب: هذا هي طاحت وهو ما يستاهل شعره منها.. قومي خذيني لها..
ملاك: إن شاء الله يبه..


خرجوا لـ يتجهون لجناح وهم.. دلف الباب ليرى جسدها
نائمة، وملامحها المُرهقة يعلو جبينها حبات العرق، وتستيقظ اثر الحلم..
لتبكي بـ انهيار: أبي اشوفه لا تخلونه يرحل عني.. عمي قل له لا يروح طلبتك.. لا يخليني مثل ما راحوا أمي وأبوي..

أبو جمال اقترب منها ليجلس بجوارها على سرير ويشدها لـ أحضانه: بسك يا عمك.. هو بخير لا تخافين..
بهلوسة: هو قال لي لا تخافين بجلس جنبي.. عمي أنا أحبه والله أحبه خله يقوم وأنا بـ اعترف له.. والله مسامحته عشان ولدي الي ببطني تكفى يا عمي لا تزعل عليه هو يحبك كثير.. ودوم يقول أبي رضا ابوي علي.. عمي انت راضي عليه صحيح يا عمي راضي عليه..
أمسك وجهها نظر لعينيها التائهة: يا عمك بس قطعتي قلبي..
لتمسكه من ثوبه: عمي الله يخليك سامحه مثل ما أنا سامحته.. طلبتك يا عمي لا تجرحه زود ما هو مجروح مني..
أبو جمال بكى من بكاءها: أبشري يا عمك أنا راضي عليه بس غضبان على تصرفاته.. يوم أنك ما تبغين العرس ليه ما فهمتني؟! ليه أخفيتي عنا الحقيقة؟! ليه يا أبوك!؟
وهم: ما قدرت يا عمي موقفي صعب خفت تتضايق من جمال..
أبو جمال: كلكم غلطانين الله يهديكم بس.. أجلسي على وين العزم!؟
وهم: بروح اشوفه.. فديتك عمي أنا بخير..

ملاك تكتم ضحكتها: أي خير انتي شفتي شكلك خريطة الاتحاد السوفيتي بكبرها بوجهك..
وهم بضيق: ملاك..
ملاك: طيب طيب خلاص قومي دخلي الحمام وغسلي وجهك..


.
.
.


في بيت أبو جاسم تحديداً بغرفته

كان يجلس على طرف سرير يتأمل صورة ابتسامته العاكسة بالمرآه..
أبتسم بـ انتصار: بيض الله وجهك يا أبو كرم..
أبو كرم: ولو يا أستاذ جاسم إحنا تحت الخدمة بأي وقت..
جاسم: الحين مثل ما اتفقنا كل شيء يمشي مثل حسب الخطة..
أبو كرم: لا تخاف.. رجالي يعجبونك.. مسار الخطة الثانية قيد تنفيذ..
جاسم: والله ما يجيبها إلا رجالها.. أول ما تتم المهمة اتصل علي..
أبو كرم: تم..







اغلق الهاتف.. لتدخل والداته.. وتجلس على طرف سرير
أبتسم وهو يجلس مقابلا لها: هلا يمه هلا بالغالية..
أم جاسم: أبي أفهم شيء واحد مرتك ليه ما تزورها؟!
انمحت ابتسامته وبضيق: يمه لا تطرين سيرتها ماني ناقص وجع رأس..
أم جاسم: لا يا جاسم هذه مرتك لها حقوق تحترمها انت حتى عقب الملكة ما قد زرتها!! وش بـ يقولون الناس عنا!! قم يا أمك الله يرضا عليك، وخذ لها هدية معك فرح قلبها المسكينة..
جاسم بغضب: ماني رايح لها.. مهوب ذا الي تبونه تملكت عليها وش تبون أكثر!! إني أحبها اسمح لي يمه أنا ما احب غير وهم، وأبشرك قريب حيل بتكون من نصيبي..
أم جاسم: حسبي الله عليك من ولد.. انقلع اطلع برا البيت، ولا عقلت تدل الدرب اطلع برا..
جاسم: بهد لكم البيت بكبره.. مسافر أنا يمه ويمكن أرجع لكم عقب سنين..
أخذ حقيبة السفر ليوليها ظهره.. لتبكي أم جاسم بحزن..
فرح ولجت لتجد والداتها تنتحب وتشهق: يمه وش صاير!؟
أم جاسم: اخوك يبي يذبحني.. خرج ما كأنه عنده زوجة يأخذ بخاطرها على آخر عمري ما عرفت أربي..
فرح وهي تحضن والداتها: يمه لا تقولين هالحكي.. هو من صاحب هالي اسمه طارق وهو متغير لا تنسين يا يمه إن صاحب ساحب..
أم جاسم: الله يهديه.. ما دريت إنه يحب وهم هالكثر.. دقي عليها يمه من بعد وفاة أختي وإنا ما قد زرتها؟ ولا سألت عنها؟ ما عرفت هي وش تحتاج!؟ الله يغفر لي..
فرح: إن شاء الله يمه..









.
.
.











ساعة العاشرة مساء - في السجن -



كان يمشي متنكر بزيه العسكري ينظر لأسفل، ويشد قبعته العسكرية ويسير بـ اتزان امسكه أحد المراقبين..
ليردف: وين رايح يا عسكري..
ليجيب بثقة: دورة المياه..
ليعتقه: زين لا تطول وراك مراقبة..
ليضرب بتحية العسكرية: تامر طال عمرك..

احدى رجال الشرطة.. بصراخ عالِ: حريقة..
في غضون دقائق اتى دفاع المدني والمكان محاصر..

وهو خرج من أزقة السجن بسلام.. وعينيه تلمع بمكر شديد لـ يصعد سيارة وينطلق نحو القصر أبتسم ليترجل ويخطو للباب الخلفي المُطل لمكتبة أبو جمال وضع المفتاح الذي تم نسخه أمسك بوكرة الباب ليديره أبتسم بخبث..

اقترب للمكتبة وعبث بها بحث عن أوراق مهمة لـ يجد أوراق لا تجدي نفعاً.. وصل للصندوق لـ يفتحه بـ آلته أبتسم بخبث ليجد أوراقه وبعض الأموال امسكها ووضعها بكيس أسود ليعود لسيارته ويرميها بداخل سيارة.. اشتاق لسذاجتها دخل مجددا المكتب بحث بصالة..
كان القصر هدوء قاتل.. رأى الخادمة ليكتم صرختها، ويمسك رأسها ليضغط على اسفل عنقها حتى فقدت الوعي وتغيب بالظلام..

صعد السلالم وصل لطابق الأول فتح الأبواب الغرف.. لكن لا يوجد أحد.. لم ييأس لـ يشد خطواته لطابق الثاني ويجد ضالته.. أول باب فتحه بهدوء وحذر ليجد حورية بلباس ناعم تقف عند شباك اقترب منها، وأمسك خصرها
لـ يقبل رقبتها وهمس بين أذنيها: اشتقت لك ملاكي..
هي تعوذت من الشيطان الرجيم؛ لكن حينما تمادى صرخت
ليكتم أنفاسها: أششش لو سمعت حرف منك قتلتك.. أجل عايشه على هالعز كله ومستخسره فيني مئة مليون.. بس مقبولة حتى عيالك خليهم هنا..
وضع فوهة المسدس برأسها شدها حتى لقط عباءتها وعلى سريع أجبرها بأن ترتديها.. أمسك رأسها ليضغط على نبضها وتفقد الوعي.. ثواني وهي خائرة القوة امسكها بسعادة ليهبط من السلالم ويخرج دون اثر له..




.
.
.


بالمستشفى

مكتب ماجد


جلس مقابل عبد المحسن..

ماجد: والله يا اخوك حالة جمال متدهورة جدا ضربة جات له مباشرة على رأسه.. واحتمال كبير يفقد ذاكرته
مسح عبد المحسن وجهه: لا حول ولا قوة إلا بالله..
ماجد بحزن: أنا ما بغيت الوالد يسمعنا.. إذا مرت 48 ساعة وما في بوادر إن يصحى ..احتمال كبير يدخل في غيبوبة، والله العالم متى يصحى منها..
عبد المحسن: والحل يا ماجد.. وش بقول لأهلي وش بقول لزوجته!؟
ماجد: لا تقول شيء خلها على ربك..
عبد المحسن: ونعم بالله.. طيب الوالدة تقدر تجلس عنده..
ماجد: والله يا اخوك ممنوع بس بـ احاول في المدير.. لا تشيل هم..
ليقف عبد المحسن ويصافحه: جزاك الله خير يا ماجد تعبانك معنا..
ماجد: أبد لا أسمع منك هالحكي.. جمال اخوي الي ما جابته أمي وهذاني أدي مهنتي كـ طبيب.. أنت ادعي له، وربك يقول لقوله تَعَالَى:{قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [78.. [سورة يس[
عبد المحسن: ونعم بالله.. ما به شيء بعيد عن ربي الله كريم يا ماجد.. الله كريم..
خرج ليتجه نحو أهله.. ليجد والداته تقف على مقربة من البوابة وملاك جلست بإحدى الكراسي


كانت تسير بوهن نحو العناية المُركزة تراه من زجاج صغير..
أبو جمال بقلبه الممتلئ حزن كبير: يا بنتي خلينا نمشي جلستك هنا ما منها فايدة..
وهم: عمي فديتك بجلس معه طلبتك..
أم جمال: يا بنتي الله يهديك روحي مع عمك وأنا بجلس عنده.. ملاك يا أمك انتهبوا على نفسكم..
ملاك: إن شاء الله يمه..
أبو جمال: انتبهي على نفسك يا مره..
لتجيب بضيق: أبشر انت خذ دواك بوقته مهوب تنسى..
أبو جمال: ماني بـ ناسي لا تقلقين بس..


.
.
.





بعد نصف ساعة




دخلوا القصر لـ تشهق ملاك بفاجعة: يمه!! هذه خديجة طايحه!! وش هاليوم!؟ الي مهوب راضي ينتهي على خير..
وهم: استغفر الله العظيم..
اقتربت منها لـ تضرب وجنتيها: خديجة أصحي..
بضع دقائق لتصحى خديجة لتقف وتبكي وهي تشير لملاك: في حرامي.. زوج مال انتي

عبد المحسن بغضب: شنو قصدك؟! طارق!!
خديجة: أي بابا..
أبو جمال: ها الفاجر مهوب ناوي يرسيها على بر..
شحب وجه ملاك بخوف أمسكت أبيها وبـ أنانية: يبه عيالي أكيد أخذهم
لتجهش البكاء..
احتضنها أبو جمال: إن شاء الله ما بهم إلا كل خير..
ملاك: ما ظنتي يبه أنا أعرفه يبي يلوي ذراعي..
ولجت للمصعد هي وَ وهم لتدلف وتجد أبناءها نائمين بنفس امكانهم اقتربت منهم..
ملاك بخوف: ياسمين وينها؟!
وهم: بروح اشوفها..


خرجت وهم وهي تجر نفسها نحو غرفة ياسمين لتلج وتبحث عنها بدورة المياه تطل على غرفة تبديل الملابس وقفت عند شباك لتنظر للحديقة لكن وكأنما الأرض قد بلعتها.. لتسير إلى ملاك..

وهم بقلق: مهيب بغرفتها!!
ملاك: يمكن عند ميمتي دقيقة أروح معك..
.
.
.
ولجت لتجد جدتها جالسة فوق سجادة ترتدي شرشف صلاة.. تسبح بمسبحتها العتيقة..
اقتربت وهم لتقبل رأسها: تقبل الله..
أم علي: هلا يا امتس منا ومنتس صالح الأعمال.. وراه وجهتس متغير لونه أصفر..
وهم: ميمتي شفتي ياسمين..
أم علي: إيه يا أمتس تغدينا انا وياها.. ثم قالت لي بتجلس عند عيال أختها وراحت لا عاد عودت..
وهم: مهيب فيه يمه.. عيال ملاك نائمين ولا أحد حولهم.. دورتها بغرفتها بعد ما هي موجودة..
أم علي: يالله سترتس يمكن الخبل زيد جاء وأخذها!!
وهم: ها! يمكن ميمتي..
أم علي: خذي جوالي و ازهمي ولد عمتس زيد..
وهم: إن شاء الله ميمتي..

أمسكت الهاتف لتتصل على زيد.. أخذت الهاتف أم علي
لتردف: الو زيد يمه
أبتسم: هلا بعيون زيد.. أجل يا يمه عفتي القصيم..
إم علي: انت وينك!؟ اليوم صبح كنت هنا وش الي مرجعك!!
زيد: اشغال يمه..
أم علي: يعني ياسمين ماهي معك؟!
بعقدة حاجبيه: وشو وشلون يعني!! وبعدين وش يجيب ياسمين عندي!؟ ميمتي وش قصدتس!؟
أم علي: البنية مختفية مدري وين غدت؟؟

زيد الذي أمسك طريق القصيم لـ يرجع ويمسك طريق الرياض من جديد..
زيد: ازهمي على جوالها يمكن بمكان ثاني بالحديقة مثلا..
أم علي: انت وين الحين؟!
زيد وهو يفتح أزرار ثوبه العلوية وبضيق: برجع للرياض مميتي أول ما تعرفون مكانها عطوني خبر..
.
.
.
اغلق الهاتف لـ يتصل على هاتفها المغلق " إن الهاتف مغلق الآن نرجو الاتصال في وقت لاحق" ليرمي هاتفه
زيد: وينتس ياسمين؟! وين غديتي لا توجعين لي قلبي بغيابتس عني!! انتي وعدتيني يا أغلى من سكن هالروح..

.
.
.


تم البحث عن ياسمين لكن دون جدوى.. دخلت وهم لقسم جناحها الملكي بالنسبة لها.. ولجت لـ غرفة تبديل الملابس تبحث عن رائحة ثيابه
وبداخلها: (أنت وينك ما رميت لعمرك الهارب سنينك.. مآخذتك الريح ترنميه لبابي.. آآه يا جمال يا كثرك معي يلعن حنينك)

ولجت للغرفة لتجلس على كرسيها مقابلا لتسريحة أمسكت عطره لترشه على ثوبه وتقربها لـ انفها وتستنشق رائحته: في غيابك يا جمال جيت أدور عطرك.. تعال لي انا محتاجة لك حتى عمي الي ظهره انكسر.. من عيونه قريت إنه محتاج لك.. تعال لي جمال.. كلنا محتاجين لك..





.
.
.


في مكان قذر سقف تآكل عليه الزمن بابه مصدأ جدرانه قد تشققت بفعل هطول الأمطار بغزارة...


امسكها ليرميها على سريره القذر فتح حزام بناطله رمى بلوزته جانباً ليرمي عباءتها اندهش من جمالها ناعم والمغري له أبتسم وشيطان يتلبس روحه اقترب منها ليقبل ثغرها اعتدى على طهارتها وعفتها لتفتح عينيها وتجده
لتصرخ وببكاء: لا تلمسني..
أمسك خصرها ليحضنها بقوة وبخبث همس بين أذنيها: تدرين إنك أحلى من ملاك بكثير #####
بكت بـ انهيار لتشمخ وجهه..
اقترب منها لينشر قبلاته: أششش أنت من يوم رايح لي.. بسوي لك كل الي تبينه..
ياسمين قتل روح البراءة انغدرت بطليق أختها: يا مريض فكني لا تلمسني.. ابوياااااا

ياسمين بكت تحاول أن تبتعد عن قذارته لتبصق عليه
ويشد شعرها: قد هالحركة..
ياسمين: يا حيوان خاف ربك إنا ما أحل لك أشلون تسوي فيني كذا وأنا خالة عيالك.. فك قيدي..

أبتسم بعذاب لتنظر لـ ثالث الذي يشارك كـ مصور إعلامي لتصمت وهي ترى ابن خالة وهم.. بكت وهي تدعي خالقها بأن يستر عليها من ذئاب قتلت فيهم الرحمة.. حاولت إن تفتح رباط الحبل حول يديها وقدميها جسدها العاري صرخت وهي تراه مجددا يقضي على عذريتها..
أبتسم بمكر ودهاء ليرمي شرشف على جسدها المحرم وهو أخذ يرتدي بناطله سحب الهاتف من بين يدي جاسم عينيه زائغة، ضميره يؤلمه بشدة وضيقة كادت تخنقه..
سحب الهاتف من طارق
جاسم: أنت مجنون أنت تبي تنتقم منها هي مالها ذنب..
شد الهاتف ليبصق عليه: ولا حرف مين تكون عشان تحكم.. أظن مهمتك انتهت هنا تدل الدرب صحيح ..
ليشده من تلابيب ثوبه ويخرجه ملقيه على الارضية واغلق الباب، و أوصده بقفلتين..
اقترب منها وبعبث وهو يقبل ثغرها وهي تبعد وجهها وتبكي ليثبتها فيضغط على فكها وبتلاعب: أششش انتي من الحين ملكي لا زيد يستاهلك ولا غيره بـ نسافر اليوم أساسا هذا عقد زواجنا والفرح في باريس..
نظر لعينيها الخالية من أي بوادر حياة وكأنما رفعت روحها وبقت جسد جثة هامدة لا حراك..
أبعد اللحاف عن جسدها العاري وفك قيودها ومسدس بحوزته: لو سمعت صرخة منك أو نفس ما يكفيني موتك عجوز قريح أموته بدم بارد..
هي غائبة الذهن صدمة كانت أكبر من أن تتفوه بكلمة.. أبتسم لـ خضوعها له..

ليأخذ الهاتف ويضعها أمام عينيها لتشاهد مقتل روحها ببطيء حاولت أن تتكلم لكن فقدت النطق، وعينيها تكاد تبكي دماً ليضغط على مشاركة برسالة نصية وبحث بين الأسماء ليجد اسمه زيد إرسال.. تمت رسالة بنجاح..
طارق: لعلمك لو ما وصلت لي مئة المليون هالفديو بنشره تخيلي عدد المشاهدين.. باي يا حلوة..
خرج من مكانه المهجور المعتاد لكل جرائمه.. ليتركها تبكي بـ انين..




.
.
.



على الجانب الآخر



نغمة هاتفه تعلن عن رسالة جديدة، وقف سيارته بجانب طريق ليفتح رسالة اتسعت عينيه مندهشاً اغتيال زوجته انغدرت على يدي الفاجر.. رأى بكاء انهيارها شديد تسارعت نبضات قلبه.. كان قريب من المكان المنشود ..دخل على وصفه وجدها تتمسك بشرشف الأبيض.. اقترب منها وهو يضع يده بجانب يسار صدره..

ليرى تنافضها وارتعاشه ميتة على قيد الحياة..

زيد بقلق: ياسمينتي انتي بخير..
نظرت لعينيه وجهها شاحب حتى أصبح كورقة خريفية هزيلة سقطت دمعتين من مقلتيها: إنا ما أستاهلك انت انظف مني انا قذرة ما أصلح لك..
اقترب منها حاول إن يهدأ من روعها لكن كانت تبتعد حتى سقطت من سرير لتعانق شرشف بقسوة: لا تقرب مني لا تلمسني ..
حتى غابت عن الوعي لـ تلتقطها معالم ظلام.. اقترب منها أخذ ملابسها ليساعدها في ارتدائها.. اتصل على عبد المحسن .. حتى بلغ الشرطة..
صعد سيارته ووضعها بالمقاعد الخلفية وأمسك خط الرياض...




.
.
.



بعد نصف ساعة

وصل للمستشفى كان بـ استقباله عبد المحسن وبدر

أخذوها للطوارئ.. وهو جلس بـ انهيار ليبكي بألم..
عبد المحسن: زيد قم يا اخوك لا تسوي في نفسك كذا.. قوي نفسك عشان هالمسكينة الي بداخل..
زيد عينيه الحمراء: اغتصبها الحيوان.. انت ما شفت خوفها هي حتى ما تبي أهون عليها آآآآآآآآآآآه قهرني الله يقهره والله لا اشرب من دمه.. والله لا اقتله
وقف ليمسكه عبد المحسن: تعوذ من إبليس
أبو جمال: وش الي تقوله ياسمين بنتي وش فيها ما تردون..
زيد: الخسيس يا عمي دنس براءتها قتلها والله لا اقتله..

جلس على الكرسي أبو جمال وضع يديه على رأسه
بداخله (الله يمهل ولا يهمل يا جمال الله يمهل ولا يهمل.. عاقبك ببنتي الي مالها ذنب وبنت أخوي بعد مالها ذنب.. يا كبر مصيبتك يا صالح يا كبرها وش الي يصير استغفر الله العظيم..)
وقف مستندا لعكازه ليسير متجه للمصلى
بدر: يبه وين رايح!؟

لكن أبو جمال لم يسمع سوى نداء ربه دخل دورة المياه لـ يتوضأ ولج للمصلى ليقف بين يدي الله يستشعر لذة اتصاله بخالقه حتى يذكر الفاتحة من ثم يتلو }وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون{ ]البقرة:155ـ 157[
ليخر راكعا ليقف وسجد مسبحاً بربه الأعلى وحشرجة بكاءه المكتوم ..

يتأمل أبيه وبكاءه يتذكر دموعه عندما فقد عمه صقر والدا وهم.. حزن أبيه حزناً شديداً.. والآن تكالبت عليه مصائبٌ فوق عاتقيه.. حادث جمال من جهة و ياسمينة أخته والاقرب لروحه من جهة أخرى..

ليرفع يديه: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه..

ابتعد ليجد عبد المحسن وهو يحضن زيد حتى خارت قواه لينادي بعض الممرضات المارين من ذلك الطريق حتى نقلوه للطوارئ..
بدر وجهه المسود: إنا رايح ادوره..
أمسك عبد المحسن بغضب: وين بتروح انت ثاني.. أنا ناقص هموم ثانية أنثبر بمكانك هنا وشرطة جالسة تبحث عنه ناقص تدخل لي سجون على تالي هالعمر..
بدر صرخ ليرمي عقاله بالأرض: أجل يرضيك نجلس كذا لا إحنا عارفين وش الي صاير.. لا تصير لي مطوع زمانك..
امسكه من تلابيب ثوبه ليدفعه على الحائط: إن كان تبي تفش غلك فيني أضربني هذاني قدامك.. مو تصارخ بوجهي احترمني أو على أقل أعطف علي يا اخوي الكبير..

بدر إنهار على الأرض ويتلثم بشماغه..
دكتور: مضطر توقع لي على هالأوراق اخوي.. لابد له من عملية قسطرة جراحية وضياع الوقت مهوب صالحنا..
أخذ الأوراق ليوقع بالمكان الذي أشار عليه..

بدر بصدمة: قسطرة مرة وحدة.. أنا قايل هالزيد مهوب بخير سألته وشف كيف أهمل روحه..
عبد المحسن ليمسح وجهه: استغفر الله العظيم..

خرجت دكتورة لـ ينتبه لها وشد خطواته
عبد المحسن: بشري يا دكتورة واشلون أختي؟!
دكتورة: للأسف اخوي هي فقدت القدرة على الكلام..
بدر: وش تقولين وش فقدانه!! عبد المحسن هذه وش تهذري!!
دكتورة: صدمة الي تعرضت لها جدا عنيفة وواضح إنها حالة اغتصاب مضطرة أبلغ شرطة يفتحون محضر ..
عبد المحسن: أنا بلغتهم.. طيب أقدر ادخل لها..
دكتورة: تقدر في حالة إذا ما استجابت لكلامكم حاولوا تطلعونها من حالتها نفسية..
عبد المحسن: إن شاء الله.. تعال وش فيك واقف؟!
بدر: ما أقدر ادخل واشوفها بـ هالانكسار واسكت



ولج عبد المحسن ليجدها تحتضن فراشها الابيض وتمسكه بشدة.. اقترب منها قبل جبينها وأبتسم لها بحنان: ياسمينة..
نظرت لـ أخيها الحنون والدمع يرثي ويغسل روحها بقبح قذارته..
عبد المحسن عانقها لتجفل وتشمخه على كتفيه وانين بكاءها المُختنق..

عبد المحسن: بسم الله عليك.. هذه هي شرطة تبحث عنه أقلها بـ يأخذ إعدام لا تخافين يا عيون اخوك..
حاولت أن تتكلم لكن صوتها لم يساعدها سوى بكاءها المخيف ليقرأ عليها من آيات ربه الحكيم حتى تطمئن روحها دون شعور لتنام قريرة العين بين أحضان أخيها.. أبعدها بهدوء ليلقيها على سرير ويغطيها بالفراش قبل جبينها ليسير متجهاً لأخيه..


ليجده يقف عند باب العمليات المغلقة.. بضع ساعات حتى فتحوا الباب وسرير المتحرك يحتضن زيد.. الأسلاك تنتشر نحو صدره المكشوف..
ليشد خطواتهم أمسك بالطبيب..
بدر: دكتور طمني..
ابتسم: حمد لله نجحت العملية تستاهلون سلامته
أبتسم بحزن: الله يسلمك.. أقدر اشوفه..
أردف: الحين لا.. ممنوع عنه زيارة لمدة 3 أيام وتقدرون تشوفنه بمواعيد زيارة عن إذنكم..

بدر يشير لهاتفه: ذا عمي ذبحني من كثر ما يدق علي مدري وش أرد عليه!؟
عبد المحسن: عطيني إياه..
أخذ الهاتف: يا هلا عمي أذكر الله.. لا هو طيب الحمد لله بس تعب علينا شوي.. أبشر أنا أجي لك الحين ولا يكون خاطرك إلا طيب.. خلاص إن شاء الله ساعة واكون عندكم.. يا عم وش تعبه الله يهديك إن ما أخدمك أخدم منو.. أنت بس لا تضيق خاطرك.. فمان الله...

ليعطيه الهاتف: أنا رايح للقصيم..
بدر: وأنت تدل الدرب لك فوق 10 سنين متغرب..
أبتسم عبد المحسن: هذه ديرتي وش الي انساها؟! المهم الحين انتبه على الجميع وبلغني بأول الأخبار مهوب تتجاهلني..
بدر: إن شاء الله وش صار على ياسمين؟
عبد المحسن: حالتها سيئة عسى الله يمسح على صدرها وترد لنا بسلامة.. ابوي وينه شفته!؟
بدر: أيه يصلي بالمصلى..
عبد المحسن: انتبه عليه تراه تعبان.. ولا له شدة مهوب تنسى
بدر: رح الله يستر عليك..






.
.
.






بعد يومين


بالمُستشفى



زيد: يا يمه ذبحتيني من هالآكل تراني ماني طفل..
أم زيد: أسكت أجل مريض وساكت ولا تتكلم وش مقصرين معك يوم أنك تسكت كل هالسنين عن ألمك!! ما ترد..
زيد: أسف وهذه حبة رأس يا الغالية عاد أنا عريس ومثل هالليلة عرس زواجي ادعي له يمه..
أم زيد: والله عين ما صلت على النبي أنت طحت من هنا وهي لحقتك وأم جمال الله يكون بعونها ولدها جمال كاسر ظهرها.. هاوا للحين ما صحى من الغيبوبة..
زيد: إلا يمه صحى بس فاقد نفسه الحادث الي صار له مهوب شوي وأنا بأجل عرسي حتى تهدأ النفوس..
أبو زيد: عين العقل يا ابوك.. الزواج بـ يتم مثل موعده تناقشنا أنا وعمك تأخذ حرمتك وتتوكل.. حتى طقطقه ما في..
أم زيد: يا ابو زيد أنا بفرح بولدي..
أبو زيد: ولدك مهوب معارض.. انتي وراتس يا مره اخوي عياله متوجعين و يا زينا نفرح وش تبين ناس ينقدون علينا.. تقل ما قلت لك متى يرخصونك؟
زيد: اليوم يبه.. زين الي سويته أنا بعد مابي زواج..
أم زيد وقفت بضيق: بكفيكم ما كأني أم، وأبي اشوف فرحة عيالي
لتخرج..
أبو زيد: ما عليك فيها تزعل وعقب تنسى.. زيد يا أبوك لا أوصيك في بنت عمك دوايها انت يا أبوك.. حنن قلبك عليها والله لو تشوف انكسار اخوي ما تقول ذا عمك.. بس البركة فيك يا أبوك..
زيد: لا تشيل هم يبه هي عيوني المركبة..
طبطب عليه: بارك الله فيك ولدي، وعسى الله يهنيك وافرح عيال عيالك قبل الله لا يأخذ أمانته..
قبل يد أبيه: لك طولة العمر يبه.. يبه وسع صدرك لأمي تراها زعول ولا أرضا عليها..
أبو زيد: أي إن شاء الله يا أبوك.. انتبه لنفسك زين، ونام ولا تفكر خل كل شيء على ربك هو الي بـ يدبرها..
زيد: ونعم بالله يبه..





.
.
.



صباح يوم جديد – قصر ابو جمال –



ملاك وهي تمشط شعر ياسمين لتترك جدائل ليلها طويل على كتفها: يا وجعك ياسمين.. أدري مالي وجه أطالع فيك.. بس زيد غير ياسمينة زيد الي يحبك وبار بـ أبوه وأمه..
عينيها الخالية من لمعة الحياة ميتة على قيد الترصد والاصرار..

ملاك: أنا بروح الحين بـ نجهز أغراضك تبين أجلس معك..
لتهز رأسها نفياً..
ملاك قبلت خديها: لا تضيقين خاطرك مصيره بـ يلاقونه إذا مهوب بكره الي عقبه..
لتنكمش بخوف وهي تتذكر لحظات مخزية وتغمض عينيها بوجع
لتحضنها ملاك: بسك ياسمينة حرام عليك انتي تقتلين نفسك بدون ما تحسين على عمرك.. عشاني ياسمينة اهدي
لم تتجاوز صدمة قلبها يخفق بشدة..

تريد أن تصرخ (ليه أنا بذات يصير لي كذا.. ليه وش بقى على زواجي أسبوعين ليه هدم فرحتي!؟ ليه صوتي يخنقني أبي أتكلم بس ماني قادرة.. ما لك ذنب يا ملاك.. وأنا حامل منه..)
لتبكي تريد أن تخبرها..

أمسكتها ملاك: ياسمينة الله يخليك خلاص لا تدمرين نفسك لا تصيرين مثلي ضعيفة..
شدت انامل أختها ووضعتها على بطنها.. لتبكي بنشيج وصوت عالِ

ملاك اتسعت عينيها بصدمة: حامل منه..
لتهز رأسها وترتمي في أحضان ملاك..

وهم: ملاك مين الحامل؟!

لتمسك رأسها وجلست على الكرسي وسكبت دمعتيها على خديها لتوضع يديها على رأسها: يالله لا تسخط علينا.. حسبي الله ونعم الوكيل في الي ما خاف ربه..
ملاك: وهم
وهم: قومي معي كلمي اخوك عبد المحسن بدون لا أحد يعرف يا ملاك والي في بطنها لزوم ينزل..


.
.
.





نهاية البارت الثالث عشر من الفصل الثالث..
لقاؤنا القادم على ما تحبون اختياره، وَ إذا الله مدني بعمر..



.
.
.


الدعوات الصالحة الصادقة من الوالدين مظنة الإجابة وإن تفتح لها أبواب السماء فاجعلوا دعواتكم لأولادكم جزءاً من مشروع التربية والتوجيه والأمل |~


.
.
.



عمر الغياب

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة تفاحة فواحة ; 07-06-14 الساعة 01:33 PM سبب آخر: تعديل بسيط
عرض البوم صور عمر الغياب   رد مع اقتباس
قديم 30-05-14, 09:08 AM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264541
المشاركات: 403
الجنس أنثى
معدل التقييم: عمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 586

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمر الغياب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمر الغياب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: المواجع والظنون

 

بالنسبة لمواعيد البارتات


تبون بارت طويل راح يكون مرة بالاسبوع يوم الجُمعة فقط ويناسبني كثير حاليا في وقت الاجازة
والا بارت طوله متوسط مثل البارتات من الفصول الأولى راح يكون مرتين في الاسبوع الثُلاثاء والجُمعة....


راح اشوف رأي الأغلبية ويتم تصويت عليه ^^ ، وقراءة ممتعة مقدما


.
.
.



عمر الغياب

 
 

 

عرض البوم صور عمر الغياب   رد مع اقتباس
قديم 30-05-14, 09:41 AM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمر الغياب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي المواجع والظنون

 

السلام عليكم
وهم وجمال حاجتها للحنان خلتها تغفر زلته
جمال الله يعينه على الالم
جاسم انسان حقير هو وطارق الكلب
مسكينه ياسمين حامل من الكلب الله يستر ويعين
زيد لازم تنسيها همها
عموره عدمي لي طارق وجويسم ولا سلميني اياهم اعدمهم وافك الخلق من شرهم
يعطيك الف عافيه
انا عن نفسي افضل بارت طويل الجمعه

تم الإرسال بواسطة iPhone بإستخدام Tapatalk

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة تفاحة فواحة ; 30-05-14 الساعة 09:42 AM سبب آخر: ظ„ط²ظٹط§ط¯ط© ط§ظ„ط±ط¯
عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 31-05-14, 02:26 PM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265740
المشاركات: 53
الجنس أنثى
معدل التقييم: هَتيف عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هَتيف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمر الغياب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: المواجع والظنون

 

السسلام عليكم ورحمة الله

أخييراً وصلتكم في البارتات ياجميلين
وهـم : حبها لجمال والنقصى العاطفي عندها خلاها تسامحه
مع انو الى الآن واضح قلبها احس ماصفى منه

طارق : يارب يارب يارب تطحنه طاحونه وتفرمه فرامه وهو حي
ويحطونه في كيس زباله ويودونه المحرقه يحرقونه وبعدها الزباله على طول
كريه ثقيل طيينه وشين ووع هف بس

ياسمين : يابعد الدنيا وسعدها أنتِ بس

زيـد : وش حليله بس حبه لياسمين يكرهني فيه يحلها لدرجة حب التملك
لدرجة انه من عنده ينادي الشيخ في وقت خخططببهه ويقول بتزوجها !!

أبو جماال : أحبببه ممره هالأبو حنيّن وجميل وكلشي فيه

يعطيك الف عافيه
وأنا بعد عن نفسي افضل بارت طويل الجمعه

 
 

 

عرض البوم صور هَتيف   رد مع اقتباس
قديم 01-06-14, 01:24 PM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264541
المشاركات: 403
الجنس أنثى
معدل التقييم: عمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 586

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمر الغياب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمر الغياب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: المواجع والظنون

 

بالنسبة للبارت القادم واغلبية التصويت

هو يوم الجُمعة فقط... واعلموا انه الموعد يناسبني كثير..
البارت 14 للأسف لم اكتب الا جزء بسيط منه وتعب الاسبوعين بدأ اثره تطلع هالأسبوع
فـ اعذروني موعدنا الجمعة التي تلي الأسبوع هذا، وسامحوني على القصور |~


.
.
.



عمر الغياب

 
 

 

عرض البوم صور عمر الغياب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المواجع, والظنون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t193461.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 11-12-14 10:55 PM


الساعة الآن 06:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية