كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
كان مايلز يكره الوقاحة فقال لها – ان لك على الدوام ألفاظا بديعة .
لم تحمل نفسها عناء التظاهر بالابتسام وهي تقول – هذا يتناسب مع الذكاء يا أبي وقد ورثت هذين عنك . وفكرت بصمت في ان القلب قد ورثته عن أمها .
انها مازالت تفتقد أمها بعد كل السنوات التي مرت فقد كانت في الخامسة حين توفيت مرغريت كونراد فقد كانت أمها تمثل لها كل ما هو دافئ ونفيس لقد كان الشك يراود اليسون بقوة أحيانا في ان أمها ذوت من نقص الحب والرعاية ذلك انه يكاد يوجد في الحقيقة ما هو بقسوة قلب أبيها .
كان هذا هو السبب في انها في نهاية كل يوم كانت تتساءل عما يدعوها الى الاجتهاد في محاولة الوصول الى قلبه ذاك ثم تفترض ان جزءا من ذلك السبب هو توق كل طفل عادة الى الحصول على حب والديه الى حد ما .
أما بقية السبب فهو الشعور بالذنب وكان هو حريصا على ان يذكرها دوما بذلك ان لم يكن بالإشارة السافرة الى أصابته بالعجز بسبب ذلك الحادث فهناك دوما الكرسي ذات العجلات يذكرها به يذكرها بتلك الليلة منذ خمس سنوات تقريبا عندما قررت ان تخبره بأنها أخيرا كفت عن محاولاتها إرضاءه وان الثقافة والنضال في سبيل دخول شركته الدفاع عن نفسها إزاء الملاحظات والمعاناة الخفية الدائمة قد أرهقها .
كانت حقيبة ملابسها في سيارتها جاهزة بعد ان فرغت من توجيه حياتها الى ناحية أخرى فقد كانت تلقت رسالة بالقبول من شركة تايلور وويلز وهكذا ستلتحق بشركة بناء في نبفادا حيث ابتدأت حركة بناء المساكن بالازدهار هناك وبالتالي الحاجة الى مهندسي بناء موهوبين .
كان هدفها بداية جديدة بعيدا عن أبيها . كانت تريد حياة خاصة بها بعيدة عن ظله ... عن عبوسه الدائم الذي لا ينفك يرى فيها نقصا . الامل المفقود
كانت قد قطعت تذكرة سفر وحجزت في الطائرة ولم يبق سوى أخباره بنيتها فقد تركت ذلك الى النهاية متجنبة بذلك مشهد الوداع الحزين لم تكن تريد ان تمنحه فرصة يستمر فيها أياما يعيرها بنكران جميله وكل ما فعله لأجلها او الاستماع الى اتهامه بسرقة عملائه فهذا أيضا مما سيقوله فقد كانت تطوعت لتوصيله بسيارتها الى اجتماعه في فندق شار يدان كان المطر قد بدا ينهمر بغزارة اثر عاصفة ربيعية غير معتادة وكانت هي تبحث بعناية عن كلمات مناسبة تعلن بها استقلالها وعندما وجدتها لم تجد الفرصة قط لإعلانها .
ذلك ان سيارة نقل من الناحية الأخرى للشارع قفزت نحوهما ورغم محاولتها هي تفاديها الا ان تلك السيارة اصطدمت بهما بقوة وكان أخر ما تذكرته هو صرختها باسم والدها .
بقى والدها في حالة غيبوبة ما يقرب من الأسبوعين أمضت كل دقيقة منها بجانبه رافضة تركه كانت تمسك بيده تحدثه عن العمل والمشاريع وكأنه مستيقظ مستميتة في محاولة إبقائه مرتبطا بالحياة وبعد أسبوعين استيقظ وكأنما من كابوس وإذا بالرعب يتملكه ان وجد نفسه وهو الرجل الجم الحركة والنشاط والمزهو دوما بلياقته الجسدية وجد نفسه مشلول القسم الأسفل من جسمه .
هذا بينما نجت اليسون من الحادث بجروح سطحية وكدمات لأغير . . هذا جسديا أما عقليا فكانت قصة أخرى لقد أصبحت مقيدة فهي اذا لم تكن قد لامت نفسها لهذا الحادث فهناك والدها يقوم به لأجلها فهو الذي كان يعاملها من قبل بعدم مبالاة . قد اصبح الان مليئا
|