كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
نهضت باستقامة وسرعان ما تملكها شعور بالذنب وهي ترى النظرة التي بدت في عيني والدها ذلك ان لديها ساقين يمكنها ان تقف عليهما . بعكسه هو وكان ذلك ذنبها فعادت تجلس وهي تقول – أنني لا اهدي يا أبي وإنما أحاول ان أجد الكلمات المناسبة لكي أخبرك بان المناقصة لم ترس علينا وحدنا - آه .
كانت كلمته هذه مغلفة بالثلج تبا لذلك فهي لم تعد في الخامسة من عمرها انها في التاسعة والعشرين وعندما تخرجت من كلية الهندسة كانت من الأوائل ... وذلك لكي تريه فقط لأنه كان قال ان ليس لديها الكفاءة كذلك كان بإمكانها ان تبني الأشياء وتجتاز العقبات التي تقف في طريقها وذلك منذ تعلمت المشي فلماذا تشعر دوما بعدم الكفاءة عندما تكون قريبة منه ؟
لأنه كان يريدها ان تشعر بذلك فهذا يجعله مسيطرا عليها ولأنها كانت تشعر بمسؤوليتها عن ملازمته الكرسي ذي العجلات هذا فقد تركته يفعل ذلك .
قالت – يبدو ان مار ينو و ماكليلان قد قدما نفس العرض . لقد كانت هي التي جهزت العرض وهو سيلومها لذلك تماما كما اعتاد ان يفعل إزاء كل خطا تقع فيه .
فردد يقول – مار ينو و ماكليلان ؟ يبدو ذلك وكأنه رسم فرقة هزلية من الدرجة الثانية .
شعرت بالغيظ لاستخفافه هذا انه لا يعلم شيئا عنهما فكيف بإمكانه ان يقلل من شان الآخرين بهذا الشكل وذلك بإشارة من يده ؟ ملقيا ملاحظات لا مبرر لها ؟ كانت تعرف جواب ذلك فقد رأته يفعل هذا طوال حياتها .
- أنهما ليسا من الدرجة الثانية إذ يبدو أنهما من المقاولين الأكفاء تماما . لم يكن لديها فكرة عما دفعها الى هذا القول . وربما هو الغضب من غطرسة أبيها هذه . رفع حاجبه متسائلا فقد ساءه استنكارها الى حد بالغ ولكنه كان راغبا في الاستماع اذا كان في قولها ذاك صحة فسألها – هل رأيت عملهما ؟
كان بإمكان والدها ان يعرف الكذب وهكذا جربت حظها فاجتابت دون ان يطرف جفناها – نعم . الامل المفقود
- هكذا أذن . ودفع كرسيه ذا العجلات الى الخلف قليلا مبتعدا عن المكتب كان طراز الكرسي أخر ما وصلت اليه الحضارة في التقنية فقد كانت بشكل كرسي مكتب سوداء اللون تتحرك بلمس اليد وتتجاوب مع كل رغبة تخطر له ولكنه كان يكرهها وكانت اليسون تدرك ذلك .
- اعدي قائمة لأجلي فانا أريد ان أرى بنفسي من مار ينو . وهذا يعني الاتصال به وأخذت تفرك أبهامها بسبابتها . كان استياء مايلز واضحا من هذا الترتيب فقال
- لا أحب ان اقرن اسمي باسم شخص أخر .
بعد ان أمضت سبع سنوات في هذه الشركة مازال يقول – شركتي . وليس شركتنا . لقد كانت تضرب رأسها بجدار من الصوان وقالت – اعلم ذلك ولكن لم يكن ثمة مناص من هذا ما دمنا نريد ان ندخل في هذا المشروع .
لقد كانت تعلم ان كرامته مازالت مهمة بالنسبة اليه . كشأنه على الدوام .
- ما هو الترتيب الذي تقرر إذن ؟
كانت ماهرة في سرد التفاصيل – سنعمل معا في المشروع مناصفة ولن يصدر اي قرار بشان اي شيء دون موافقة جميع الإطراف .
فقال بغيظ – لا أريد ان ينظر احد من فوق كتفي .
|