كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
رفع يده يقرع الباب بينما وقف شاد يحدق اليه . – هل انت جاد ؟ لقد كان ذلك حدث بالنسبة اليه هو بنفس السرعة فقد القي نظرة واحدة على جاتي أدرك بعدها انها مختلفة عن غيرها ثم لم يأخذ وقتا أكثر من ذلك لكي يدرك انه يريد هذه المرأة في حياته بشكل دائم .
أجاب انجلو – ما كنت جادا في حياتي أكثر مما أنا ألان تنهد وهو يتذكر ذلك اللقاء المختصر وقال بابتسامة عريضة – انها لا تكاد تبلغ كتفي طولا شقراء بالغة الحيوية تبلغ الخمسة أقدام طولا وكان معها كلب .
نسيا الاجتماع لحظة وشاد يسأله وقد استند الى الجدار – هل ستراها مرة أخرى ؟
- كانت تركض مع كلب دانمركي ضخم فاصطدما بي لقد سقطا فوقي في الواقع .
حاول شاد ان يتصور ما حدث ثم قال – هل من الممكن ان تتضح صورة ما حدث اذا كررت القصة ؟ لكن انجلو لم يشأ ان يعاود الحديث عن ذلك خوفا من ان يتبدد سحر ما حدث فقد اثر ان يقتفي أثرها أولا وهكذا رفض قائلا – كلا .
فضحك شاد – ما اسمها ؟
فقال على مضض – لا ادري لم تشأ ان تخبرني ...
- الا تعلم شيئا عنها على الإطلاق ؟ الامل المفقود ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
فاتسعت ابتسامته مرة أخرى – لدي رقم سيارتها المرسيدس .
صفر شاد بصوت منخفض – لقد وقعت على الأقل على ابنة طبقة غنية . سنبحث في أمر اقتفاء اثر سيدتك الغامضة تلك وذلك بعد اجتماعنا بوولترز . وقرع شاد الباب ففتحته
على الفور امرأة في عقدها الخامس .
- مرحبا يا سادة انه في انتظاركما ثم سارت أمامهما متجهة نحو مؤخرة الردهة خلال ممر متألق بالأنوار . سألها انجلو بظرفه المعهود الذي يحبب الآخرين به على الفور سألها بقوله – ما رأيك يا واندا ؟ هل رست علينا المناقصة ؟
نظرت اليه المرأة وبدا وكان الخطوط حول عينيها وفمها قد تلاشت عندما استجابت لابتسامته – هذا ما يبدو لي . وغمزت بعينها بشكل واضح بينما تبادل شاد وأنجلو النظرات بسرور . لقد ابتدأ مار ينو ماكليلان طريقا طويلا منذ الأيام التي كانت لا تعرف سوى مار ينو وكانت الشركة حينذاك شركة قرميد وكان سلفا تور مار ينو قد جعل طبيعة عمله مختصة بتجديد الحمامات وقد أورث شاد مهارته وحماسته في توسيع أساس الشركة
كان سلفا تور قد اخذ اليه شاد ودوتي وأصبح بمثابة الوالد بكامل رغبته ومن كل النواحي بحيث لم يكن بينهما وبين ابنهما انجلو اي فرق في التربية والنشأة فقد كان منزل مار ينو بيتا لهم جميعا .
لكن شاد أصبح لديه أسرة ألان تضم ابن زوجته البالغ من العمر خمسة عشر عاما هذا الى طفلة رضيعة ولم يكن من العدل بالنسبة إليهم ان يعمل شاد ألان بنفس الوضع والساعات التي كان يعمل بها قبل زواجه فخمسة عشر الى عشرين ساعة يوميا كان أمرا معقولا قبل زواجه أما بالنسبة الى انجلو فلم يكن هذا يزعجه الى ما قبل فترة قصيرة ففي العام الماضي غير راية بالنسبة الى الدفء والحنان الذي كان يسود جو حفلة عشاء الأحد الذي كانت أمه تحب ان تتصدره فقد كان هو جزءا من كل ذلك ومع ذلك فقد كان يشعر بالوحدة والانفصال عن كل ذلك وكان شاد وأسرته ودوتي وأسرتها يأتون كل احد وكان هناك دوما كرسي زائد لأجل من قد يحضرها انجلو معه ولكنه نادرا ما كان يستعمل فهو لم يكن لديه من يهمه أمرها فيحضرها معه لكنه ألان قد ابتدأ يتساءل عما اذا كان سيعثر على تلك المرأة يوما ما .
عندما اقتربا من الباب المؤدي الى المكتب الداخلي في نهاية الردهة نفض انجلو عنه اكتئابه فقد كانت الشركة التي رعاها شاد وأنجلو قد سبق وبنت سوقا صغيرا في ماليبو وساعدت في بناء عدة أسواق أخرى كان شانهما يعلو في الحياة ولم يكن هذا الوقت المناسب للحزن على أشياء لم تكن تجري في حياته كما يجب
لم يستطع شاد تجاهل الاهتمام الذي شعر به نحو مزاج انجلو ما غطى على اي عقد كان يأمل في الفوز به فقد كان انجلو أكثر أهمية لديه من اي مشروع عمل وهكذا وقف قبل دخولهما المكتب – اسمع يا انجلو اذا لم تكن شاعرا برغبة في الجلوس في الداخل بإمكاني ان ...
ماذا ؟ وادعك تستولي على كل المجد لنفسك ؟ كلا إنني بخير حقا . عادت ابتسامته الى شفتيه وتألقت عيناه السوداوان بذلك الحب للحياة والذي كان يفيضه على الآخرين حتى في أحلك الأوقات فكل ما هو آت . آت لقد كان هذا أول درس علمه إياه والده والقي بذراعه حول كتفي أخيه بعفوية وهو يقول – الى داخل المكتب .
|