كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
فانحنت نحوه تساله – هل انت بخير ؟
نظر إلي فم الكلب وهو يحاول أبعاده عنه فيزمجر الكلب باستياء – كان يمكن ان اكونا حسن كثيرا لو أبعدته عني .
- آسفة جدا نهضت واقفة ثم التقطت رسن الكلب وهي تصرخ به – تعال يا فيت . وإذا بالكلب يخطو فوق انجلو بخفة الى حيث وقف بجانب سيدته .
فوقف انجلو واخذ ينفض العشب عن ملابسه وهو ينظر الى الكلب قائلا – فيت ؟اهو اسمه ؟
لم يكن الرجل يبدو وهو مستلق على العشب منذ لحظة بمثل هذا الطول الفارع ولم تعرف هي السبب الذي جعلها تشعر بمثل هذا الاضطراب الذي تملكها فرفعت رأسها دون وعي محاولة التعويض عن الفرق بين طول قامتيهما وهي تقول – لقد وجدته جروا على بابي وتذكرت مبلغ استياء والدها حينذاك فقد كانت المرة الوحيدة التي طلبت منه شيئا لقد ظلت تتوسل اليه حتى لان أخيرا وسمح لها بالاحتفاظ به ولكنه لم يسمح لها قط بان تنسى ذلك وابتسمت اليسون للحيوان وهي تمر بيدها على رأسه ملاطفة وهي تقول – لقد سميته فيت ومعناه قدر كما تعلم لان القدر هو الذي أرسله إلي .
رأى نفسه يتمنى لو انها تلاطفه بنفس الشكل فقد شعر بالغيرة منه وقال – ما اغرب ما تتحدثين عنه .
فنظرت اليه مقطبة جبينها إذ تشعر بالاضطراب لما شعرت به من انجذاب نحوه واشتدت أصابعها حول الرسن بينما نظراته الحادة إليها تزيد الاضطراب في كيانها فقالت له – ماذا تقول ؟
أجاب – لا شيء ذا أهمية ولكن هل تفعلين هذا كثيرا ؟
وأشار الى ثياب الركض التي ترتديها – اعني الركض وليس الوقوع على الناس .
فانصرف تفكير اليسون الى المكتب الملئ بالأوراق الكئيبة التي تنتظرها والاجتماع الذي سيكون بعد ساعات قليلة فما أكثر المتطلبات منها وما أضيق الوقت وإجابته – ليس كثيرا. الامل المفقود ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كانت لهجتها كئيبة وهي تقول ذلك فنظر انجلو الى ملابسها كانت ترتدي ملابس رياضية لم تكن تبدو جميلة الطراز كما اعتاد ان يراها على أجسام الكثيرات فقد كانت ألوانها حائلة الى درجة أصبح من الصعب معها تحديد ألوانها الأساسية وكان شعرها الأشقر منسدلا حول وجهها كانت كنزتها فضفاضة ولكنها كانت نحيفة الخصر .
شعرت أمامه بالتوتر دون ان تعرف السبب كانت تعلم انه لو كان يشكل خطرا عليها لاحس فيت بذلك واخذ يزمجر ومع ذلك فقد ساورها أحساس بان هذا الرجل يشكل نوعا من الخطر عليها وكلما سارعت في الابتعاد عنه كان ذلك أفضل .
نظرت الى ساعتها اذا لم تسارع الى بيتها ألان فتغتسل وتغير ملابسها فستتأخر عن موعد الاجتماع .
- حسنا من الأفضل ان اذهب . ثم استدارت تهم بمعاودة الركض مغادرة حياته بنفس السرعة التي دخلتها فيها.
امتدت يد انجلو تمسك بمعصمها – انتظري أنني لم التقط اسمك .
فنظرت الى معصمها تنتظر منه ان يتركه ولكنه لم يفعل فقالت متحدية – أنني لم الق به .
ترك معصمها وهو يراها منزعجة من أمساكه به ولكنه سد طريقها بجسمه – ولكنه ...
تنحت اليسون جانبا مصممة على الإفلات منه تملكها التوتر ما أثار عجبها كان الوقت نهارا والناس حولهما ما جعلها أكثر قدرة على حماية نفسها هذا الى ان فيت كان بجانبها فلماذا كل هذا التوتر ؟
ولكن هذا الشعور لم يفارقها وهي تنظر اليه متحدية – حسنا ما دامت ملابسك ليست برداءة ملابس ... أخذت تقول ذلك وهي تنتقل حوله فتقدم انجلو الى أمامها مرة أخرى لا يريد ان يدعها تذهب بهذه السهولة .
- آه ولكن ملابسي كذلك فعلا .
نظرت اليه بارتياب لم يكن في ملابسه اي شاهد على الرثائية فسألته – أين ؟
فوضع يده على قلبه – في قلبي.
فاخذ قلبها بالخفقان ولكنها قالت ببرودة تخفي بها مشاعرها – ظننتك جادا في كلامك .
فقال – بل أنا جاد .
عادت تسير مبتعدة مرة أخرى كانت خطواتها سريعة حازمة وهي تقول له من فوق كتفها – عليك أذن ان تستشير طبيبا نفسانيا وأرسل ألي قائمة الحساب.
فاغتنم الفرصة وصاح بها مناديا – سأفعل اذا انت أرسلت إلي اسمك لأرسل إليك القائمة.
|