كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
متشككا ذلك انه رغم حبه الكبير لدوتي لم يستطع ان يتجنب ذلك التوتر الذي تملكه قبل الزفاف فقال له – مد يدك . وعندما مد انجلو يده اخذ شيا يتفحصها بامعان ثم قال وقد تملكته الدهشة – ليس هناك أي ارتجاف .
فدس انجلو يده في جيبه وهو يقول – قلت لك انني لست متوترا . وكان هذا صحيحا فهو لم يكن قط في حياته هادئا كما هو الان . الشيء الوحيد الذي كان يقلقه هو ان يحدث شيء يفسد عليه زواجه .
نظر انجلو الى شاد متذكرا وصية امه وساله – هل الخاتم معك ؟
فاخرجه شاد من جيبه وهو يقول – لقد جعلتني جاتي اتفقده ثلاث مرات قبل الخروج من البيت .
وتقدم فرانكي يقول – عمي انجلو .
التفت انجلو مبتسما لابن اخيه وهو يبدو في بذلته الرمادية اقرب الى رجل منه الى صبي واجابه – نعم .
- اذا لم تكن متوترا فلماذا لا تنفك تنظر الى الباب . واوما الى باب قاعة الزفاف لم يكن انجلو يظن ذلك ظاهرا عليه الى هذا الحد . وفي الحقيقة كان يتوقع ان كونراد قد يغير رايه في اخر لحظة فيحضر . ذلك ان انجلو متفائل على الدوام فقال يجيبه – انني اتوقع حضور شخص ما .
وتبادل النظرات مع شيا الذي هز راسه ببطء قائلا – لايبدو انه سيحضر .
فساله فرانكي – هل هو شخص هام ؟
- هام بالنسبة لاليسون .
وتمنى لو يكتم انفاس ذلك العجوز ولكن هذا ما كان ليرضي اليسون . وعاهد نفسه على ان يعوضها عن ابيها .
وذلك بان لا يجعلها تندم على زواجها منه ابدا .
***
ارتدت اليسون ثوب العرس بمساعدة جاتي ودوتي شعرت وكانها في حلم .فقد كانت قماشة الثوب ناعمة هفهافة تتطاير حولها كالغيمة ولم تستطع ان تفهم
كيف استطاعت هاته النسوة ان يجهزن كل شيء بهذه السرعة .
كان ذلك بتقسيم العمل بينهن فقد تولت دوتي امر الملابس وجاتي تنظيم قاعة الزفاف والدعوات وبريدجيث امر الطعام . كانت اسرة يعرف افرادها كيف يتعاونون معا لاجل هدف مشترك . وهي ستكون جزاء من هذه الاسرة ولم تستطع ان تصدق ان هذا يحدث حقا .
- يا ليتك اشتريت ثوبا بسحاب بدلا من الف زر صغير كهذه .
اخذت دوتي تتمتم وهي تزرر ثوب اليسون من الخلف .
وعندما انتهت ساعدتها على تثبيت النقاب الشفاف على راسها وما لبثت انغام الموسيقى ان تجاوبت في جو الغرفة الصغيرة . الامل المفقود
فقالت جاتي – اظن الوقت قد حان . وضغطت يد اليسون الرطبة وهي تهمس – سيكون الامر على ما يرام .ثم غادرت الغرفة .
احتضنت دوتي اليسون قائلة – انه رجل رائع يا اليسون فهو يمكن الاعتماد عليه تماما انه دوما يقابل خطاي بالحسنى والتفاهم بينما شاد يكاد يقطع راسي ان انجلو هو صخرة .
- نعم انه كذلك وهي تعلم الان انه صخرتها وان مهما حدث فهو سندها وموجود دائما حين تطلبه .لم تعرف مثل ذلك قط في حياتها فحظها اسعد مما كانت تجروء على تمنيه واومات تقول – اعلم ذلك .
- تنحت دوتي جانبا تفسح الطريق لها لتمر بينما تقدمت ابنتها اليكس تقبل اليسون على وجنتها قائلة – تبدين رائعة الجمال .
القت اليسون نظرة على نفسها في المراة كانت متالقة حقا متالقة لانها كانت ستتزوج انجلو وقالت – انني اشعر فعلا بانني رائعة الجمال .
لم يكن قد بقى في الغرفة الان سوى بريدجيث التي اخذت تسوي النقاب لها وذلك بنشره حولها ثم نظرت اليها والحب يطل من عينيها – انني احب كل اولادي يا اليسون . عندما تزوج شاد في البداية ثم تبعته دوتي شعرت بالبهجة وفي كل مرة كنت اقول لانجلو لماذا لا تتزوج انت ايضا ؟ لكنه لم يكن يجيبني ابدا انما الان عرفت السبب .
وامسكت بيدي اليسون لحظة طويلة ثم عادت تقول – لقد كان ينتظرك . ابتسمت بريدجيث وعيناها تغرورقان بالدموع – انني مسرورة لانه كان ينتظرك وقبلتها قائلة – كونا سعيدين .
ضغطت اليسون يد بريدجيث وقد ملاها الحب والسعادة وهي تقول – سنكون اعدك بذلك .
اخرجت بريدجيث منديلا من حقيبتها وهي تقول – انني اكره المراة التي تبكي
في العرس فليس هنالك سبب يدعو للبكاء . فالعرس مناسبة سعيدة .ثم غادرت الغرفة وقد امتلات عيناها دموعا .
كان العرس قد ابتدا القت اليسون نظرة نهائية على صورتها في المراة ثم جمعت ثوبها حولها وغادرت الغرفة ومع ان شاد وشيا قد عرضا عليها ان يسيرا معها فقد رفضت بكل تهذيب وحزم لقد عاشت حياتها وحدها وبامكانها ان تكمل المسيرة نحو مكان العريس وحدها ايضا كان قلبها ما يزال يتالم لعدم حضور والدها عرسها ولكنها قد تقبلت ذلك الان مدركة انها لو كانت حاولت ان تتقبل حالها معه منذ سنين لما كانت بذلت كل تلك المحاولات الشاقة لاكتساب رضاه .
قبل ان تصل الى باب القاعة خيل اليها انها تسمع صوتا يهمس باسمها وذلك من الغرفة الصغيرة بجانب الباب لابد ان اعصابها تصور لها ذلك .
ولكنها عندما عادت تسمع الصوت يناديها مرة اخرى ادركت انها ليست مخيلتها فالتفتت ببطء خائفة من الامل خائفة من ان تصدق فقد طالما خاب املها عبر السنين .
ولكن والدها كان هناك يتقدم منها ببطء وقد بان الوقار على وجهه .
|