كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
كانت ضحكته حاقدة وهو يقول – ومن لا يعجبه التقرب بالزواج الى هذه الشركة .
تلك كانت طريقته في التفكير فهو لا يفكر في الحب بل في الربح المادي فهو لا يفهم ما يعني ان يحب احدا فقالت له بزهو – ان له شركة خاصة به .
فقال باحتقار – انني لم ار اسمها مدونا في مجلة المقاولات .
كل تلك السنوات التي امضتها سجينة مشاعرها نحوه نهضت الان تواجهها . لماذا لا يتمنى لها الخير ولو مرة واحدة في حياته الا يمكن له ان يفكر في سعادتها بدلا من العمل وقالت تجيبه – هنالك الكثير من الاشياء غير مدونة في المجلة يا ابي . مثل كيف يكون لك قلب . الامل المفقود
فادار لها ظهره وحاول ان يتوجه نحو المكتب وهو يقول – انك مصابة بنوبة عصبية .
فوقفت امام كرسي العجلات تسد عليه الطريق – كلا بل انا افكر بوضوح وذلك لاول مرة في حياتي .ثم استجمعت شجاعتها وجازفت بتلقي رفض اخر وهي تقول – اريدك ان تكون موجودا اثناء العرس لتسلمني للعريس حسب التقاليد المتعارفة او على الاقل تكون موجودا . واذ رات الجواب في عينيه تنحت جانبا لكي يمر .انه لا يريد القدوم الى العرس .
فتابعت تقول – من المفروض ان تكون مهمة تسليمي الى عريسي سهلة عليك يا ابي ذلك لانك لم تحبني قط . ورغم انها كانت تعلم ذلك في اعماقها الا ان تلفظها بهذه الكلمات بصوت عال جعلها تشعر بالالم .
- لقد علمتك هذا العمل .
- هذا بعد ان ارغمتك انا على ذلك ولم افعل ذلك الا لانني اردك ان تلحظني تلهفت اليه لانني اردت ان افعل أي شيء . اكون أي شيء .فقط لاصبح جزاء منك لاجعلك تهتم بي . ومرت باصابعها خلال شعرها المكوم على راسها بطراز فرنسي فتساقطت الدبابيس على السجادة الشرقية فتركتها حيث هي بعد ان تقبلت اخيرا حقيقة انه لن تكون بينهما اية علاقة او عاطفة من ناحيته وتابعت تقول – ولكنك دوما كنت مشغولا عن الاهتمام بي . والان اما ان تاتي الى العرس وتكون ابي واما ان تبقى حيث انت لكي تصبح في النهاية عجوزا تكتنفه الوحدة والمرارة فالخيار هو لك اما انا فقد صنعت قراري .
- انك ستندمين .
- كلا فقد كنت اسفة على الدوام ...اسفة طوال تلك السنوات التي لم استطع فيها ان ارضيك لم اتمكن من ان اكون كما تريد وقد وجدت الان من يهتم بي ولن ادعه يرحل لقد كنت اطرده لاجلك ولكنني لن اعود الى هذا التفكير بعد الان .
راته يهتز لهده الكلمات فهو لم يتعامل مع المشاعر من قبل وساورها الاسى اذ تجد ان سعادتها تبعث له الضيق .
قال – سواء تزوجت ذلك المعتوه ام لا فانا لا اريد ان اكون عرضة لسوء تهذيبه .
دون ان تنطق بكلمة اخرى استدارت اليسون على عقبيها وخرجت من الغرفة .
وليمنعها مايلز من الرحيل القي اليها بالتهديد الوحيد الذي يعرفه – ولكن اذا انت تزوجته فانت نطرودة من الشركة .
لم تعبا بالالتفات اليه وهي تقول – ان خسارتك يا ابي ستكون اكبر من خسارتي . واسرعت بالخروج لا تريده ان يرى دموعها .
***
لم تشا اليسون ان يراها انجلو ايضا تبكي ولكنه راها ذلك انه عندما لم تخابره هاتفيا ذهب الى بيتها بعد ذلك بنصف ساعة حيث اخبرته ادنا ان اليسون تجادلت مع ابيها ثم غادرت المنزل .
مان المنتجع الصحي مغلقا وهكذا ذهب انجلو الى السوق يبحث عنها ولكن الحارس اخبره بانه لم يرها تعود بعد ان خرج الجميع وفي النهاية قرر انجلو ان يحاول البحث عنها في مكتبها حتى ولو كان الوقت منتصف الليل . وهناك وجدها جالسة الى مكتبها تنظر من النافدة ودموعها تنهمر على وجنتيها تحمل الامها التي طال كبتها .
التفتت وهي تسمع صوت قدومه متوقعة ان ترى الحارس الليلي وعندما رات انجلو واقفا عند العتبة مسحت دموعها بسرعة بقفا يدها وهي تقول – ما الذي اتى بك الى هنا ؟ الامل المفقود
فدخل متقدما نحوها وعيناه على وجهها المبلل بالدموع وقال – جئت ابحت عنك .
- ولكن البناية مقفلة فكيف دخلت ؟
- جلس على زاوية المكتب الم تدرك بعد ان لا شيء يقف في طريقه عندما ينوي الوصول اليها – تحدثت مع الحارس اسفل حيث اخبرته اننا انا وانت قد تشاجرنا وهكذا سمح لي بالدخول انه يؤمن بالحب .
فهزت راسها غير مصدقة بينما ابتسم لها قائلا وهو ينظر اليها في ثوبها الابيض الذي ما زالت ترتديه – لقد تحدثت الى ادنا اتريدين ان تغيري رايك بالنسبة الى العرس ؟
رات العطف في وجهه فهزت راسها بغضب –لن افعل ذلك ابدا .
فتنفس الصعداء فقد كان تملكه القلق والان بعد ان تقرر ذلك لاحظ انه تفرغ ادراجها فاشار الى صندوق ملئ بالكتب يسالها – ما هذا كله ؟
فابتسمت بضعف قائلة – انني اخذ اشيائي فقد طردني ابي من الشركة .
كان هذا فوق ما يستطيع فهمه فسالها –يطرد ابنته ؟
- انني لست ابنته فالاب لديه مشاعر نحو ابنته وما انا سوى امراة لها نفس اسم اسرته انني لا اعدو ان اكون موضعا للتنفيس عن مشاعره عندما يغضب .
- اسمعي انا امامنا وقتا وافيا فاذا كنت تشعرين بان ذهابك الى البوكيرك لاجله قد يجعله يلين يمكننا ان نلغي العرس .لم يكن يريدها مطلقا ان تندم فيما بعد على شيء تقوم به .
- لكنها هزت راسها فما دامت وافقت فهي تريد للامر ان يتم باسرع ما يمكن فقالت – لقد انتظرت هذه الساعة منذ تسعة وعشرين عاما فانا اريد ان اتزوجك باسرع ما يمكن يا انجلو تاركة كل شيء اخر خلف ظهري .
اطال انجلو النظر اليها رغم كل حبه لها الا انه كان يعلم انها لن تكون سعيدة بهذه الطريقة خصوصا وثمة اشياء ما زالت معلقة .
***
بعد ذلك بساعة وبعد ان ترك انجلو اليسون امنة في منزل دوتي قاد سيارته نحو منزل كونراد كانت الساعة الثانية صباحا تقريبا ولكنه لم يهتم لذلك فظل يقرع جرس الباب الى ان فتحته له ادنا .
وقفت امامه تدير اطراف معطفها المنزلي حولها وقد بان اثر النوم في عينيها وكانت الدهشة تكسو ملامحها . – ادنا انني اعلم ان الوقت متاخر ولكنني مضطر الى التحدث مع السيد كونراد .
- هل حدث شيء ؟ هل هي بخير ؟ وكانت ادنا قد افضت الى انجلو في المرة السابقة بقلقها على اليسون قائلة انها لم تر اليسون بهذا الشكل قط من قبل .
وضع يده على ذراعها مواسيا . على الاقل هناك من يحب اليسون في هذا البيت وقال لها – انها باتم خير لقد اخذتها الى منزل اختي ونحن سنتزوج الاسبوع القادم . وابتسم لها – وهي تدعوك الى حضور عرسها .
ففتحت ادنا الباب له على مصراعيه تدعوه الى الدخول وهي تقول – لا شيء يمكن ان يمنعني من ذلك ثم استدارت تقوده الى غرفة كونراد قائلة – من هنا من فضلك .
لم يكن مايلز كونراد نائما وكانت انغام موسيقى موزارت تملأ جو الغرفة .
قال له ادنا وهي توصله الى باب الغرفة – انه يدير الموسيقى حين لا يستطيع النوم بعد ان تزعجه افكاره كما اظن وان كان كلها من صنع يديه ثم تنحت جانبا وتمتمت وهي تربت على كتفه – حظا سعيدا . ثم تركته .
طرق انجلو الباب مرة واحدة ثم ادار الاكرة ودخل دون ان ينتظر اذنا .
نظر كونراد من فوق سرسره مجفلا وسقط من يده ضابط الصوت على اللحاف – أي مصيبة قذفت بك الى هنا ؟
- اريد ان اتحدث اليك . الامل المفقود
فصرخ مايلز بصوت عال - ادنا . وعندما جاءت هذه قال لها – استدعي الشرطة اريده ان يخرج من بيتي .
فهزت ادنا راسها – اسفة يا سيد كونراد انني مصابة ببرد واريد ان اذهب الى فراشي .
قالت ذلك وخرجت مغلقة الباب خلفها .
كانت الكراهية التي راها انجلو في عيني كونراد من القوة بحيث شعر بانه يكاد يلمسها باليد كانت كجدار لا يستطيع اختراقه ولكن عليه ان يحاول لاجل اليسون .
رفع كونراد من صوت الموسيقى يريد بذلك تجاهله ولكن انجلو اخذ من يده ضابط الصوت واقفل الجهاز وهو يقول –لن اطيل الكلام .
فشبك كونراد ذراعيه فوق صدره وهو يقول – اختصر .
- انك تعني بقدر الاهتمام الذي اسبغته انت على اليسون
فرفع كونراد راسه بعنف – ان علاقتي بابنتي ليست من شانك .
- بل هي من شاني انني ساتزوجها وارى ان كنت ساتمكن من انقاد هذه الفتاة الحلوة التي حاولت انت ان تحطمها طوال هذه السنوات .
كان غضب كونراد دوما يجعل الذين حوله ينكمشون خوفا ولكن انجلو لم ينزعج وهذا يصيح به غضبا – كيف تجرؤ على هذا الكلام ؟
سمره بنظرة قاسية ثم قال – والان لا ادري السبب في رغبتها في حضورك عرسها بينما انت قلبت حياتها راسا على عقب .
- انا لا احضر الكوارث .
- ولكنك جعلت من حياتك نفسها كارثة اليس كذلك ؟
فاحمر وجه كونراد غضبا – لقد جعلت حياتي ناجحة .
كاد انجلو يضحك عجبا – هل تعتبر ذلك النجاح هو القاؤك جانبا الشيء الوحيد المهم الذي انجزته ؟
فقال كونراد هازئا – يا لها من فلسفة من عامل بناء اذا كان يريد بهذا القول الحط من شان انجلو فقد خاب امله فقد كان انجلو من قوة الشخصية بحيث لم يكن يهزها راي مايلز فقال – ان يكون للمرء قلب يا سيد كونراد هو امر لا يحتاج فلسفة اسمع ان وجودك في العرس هو امر يهم اليسون جدا وانا اريدها ان تكون سعيدة فلا يمكنك ان تتناسى انانيتك الحقيرة ولو ليوم واحد لاجل اليسون ؟ لقد كانت كرست لك حياتها باجمعها فلا تستطيع تكريس ساعة واحدة لها ؟
كان كمن يتحدث الى جدار فكبح انجلو شتيمة والقى الى كونراد بضابط الصوت ثم غادر الغرفة .
اما كونراد فقد رفع صوت الموسيقى الى اعلى مداه ولكن ذلك لم يفلح في اخماد صدى كلمات انجلو في راسه ... الامل المفقود ..
انتهى الفصل الثاني عشر ...
|