كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
الفصل الحادي عشر ،،،،،،
اخدت بريدديث مار ينو تنظر الى المراة الشابة الجالسة الى مائدة المطبخ تقشر البطاطا كانت القشور المكومة امامها اسمك مما يعجب بريدجيث ولكن ليس هذا هو المهم فهي لم تقصد سوى الانفراد باليسون دون مقاطعة من احد وهي تتحدث مع المراة التي اختارها ابنها صحيح ان بريدجيث قد احبت الاولاد الثلاثة الذين نشاوا تحت سقف بيتها بالتساوي دون تفريق بين احد منهم الا ان رابطة خاصة كانت بينها وبين انجلو ابنها الوحيد الذي من لحمها ودمها فكانت تريد ان تراه سعيدا كانت تريد ان تطمئن الى ان هذه الشابة الرقيقة بامكانها ان تسعده . الامل المفقود
- اذن فانت تشتغلين مع انجلو .
انطلق ذاك الصوت الرقيق مفاجئ جعل اليسون توشك على ان تجرح اصبعها فقالت بابتسامة متوترة – كلا الوضع بيننا هو اننا نعمل في بناء ملحق السوق ولكنني امثل شركة كونراد وولده .
نهضت بريدجيث تخلي المائدة . كانت القشور التي امامها ضعفي القشور التي امام اليسون وهذا يعني انها غير ماهرة في المطبخ ولكن ليس انها غير ملائمة او راغبة في ذلك وهذا يعني الكثير .
قالت وهي تضع امام اليسون المزيد من البطاطا لكي تبقى هذه معها مدة اطول – نعم لقد اخبرني انجلو بذلك وبانك انت الولد في الشركة ولكنني لم اكن واثقة من انه سيحضرك الينا هذه المرة .
نظرت اليسون اليها بدهشة – هذه المرة ؟
فاومات المراة تقول – اخذت اطلب من انجلو ان يحضرك الينا للعشاء وذلك منذ اخبرني شاد عنك .
نظرت اليسون اليها بغباء دون ان تفهم شيئا –شاد اخبرك عني ؟ ماذا يمكن ان يخبرها شاد عنها يا ترى .
سارت بريدجيث في انحاء المطبخ تحرك وتذوق وتضيف شيئا لهذا القدر وشيئا لذلك باعثة رائحة شهية جعلت لعاب اليسون يسيل وهي تقول – لقد حدثني بان انجلو معجب بفتاة معينة وعندما سالته عن اسمها واستدارت تنظر الى اليسون بعينين باسمتين – عند ذلك اخبرني باسمك . الامل المفقود
لم تشا اليسون ان تدع هذه المراة البالغة اللطف تنخذع بالوضع بينها وبين انجلو فقالت لها – لا ادري ما الذي اخبروك به يا سيدة مار ينو ولكنني مكرسة حياتي لشركة ابي كليا ...
- والدك ؟ هل يوافقك على هذا ؟
فتساءلت اليسون عما اذا كان والدها يوافق على كل ما يختص بها ولكنها قالت – انه يتوقع مني هذا .
- اه وهل يتوقع منك ايضا ان تتزوجي عملك ؟
تابعت اليسون تقشير حبة بطاطا في يدها وهي تقول – اظن ذلك .
- ستكون حياة موحشة لقد انشا زوجي الشركة وها ان انجلو وشاد يديرنها الان بينما اقتصر عمله هو على اشغال القرميد في المطابخ والحمامات والاشياء
الصغيرة واشارت الى ارض المطبخ المبلط بقرميد ازرق موشي بازهار صغيرة بيضاء وذلك بشكل انيق جميل .
واخذت حبة البطاطا من يد اليسون وهي تبتسم في عيني الفتاة – العمل هو شيء جميل جدا يا عزيزتي ما دام لا يصبح هو الشيء الوحيد في حياتك عليك انت ان تسيطري على العمل لا ان تدعيه يسيطر عليك .ثم وضعت اخر حبة بطاطا في القدر – ها قد انتهينا من البطاطا اخبري انجلو بانك ساعدتني جدا . ولوحت بيديها الاثنتيم لاليسون تشير بذلك الى ان مهمتها انتهت .
خرجت اليسون من المطبخ لتجد نفسها وجها لوجه امام انجلو الذي قال لها ضاحكا – كنت ابحث عنك .
لم تصدق ذلك الشعور بالارتياح الذي تملكها لرؤيته – اخذتني امك الى المطبخ لاقشر بطاطا ولاحت على شفتيها ابتسامة راضية كانت تعلم ان هذه امسية تبعد عن حياتها الحقيقية العديد من السنوات الضوئية ولكنها اثناء وجودها هنا يمكنها التظاهر بان هذا جزء من حياتها وليس مجرد انحراف .
فنظر الى المطبخ قائلا – احقا ؟
كانت ياقة قميصه مكرشة قليلا ربما بسبب لعبه مع الاطفال فاخذت اليسون تسويها بين اصابعها كان هذا عملا تافها تقوم به ولكنه زاد من شعورها بالبهجة .
سالته – لماذا تبدو عليك الدهشة لذلك ؟
- لان امي تكره ان يذخل احد الى مطبخها اثناء عملها فيه فهي تقول انهم يشيعون فيه الفوضى انها بسماحها لك بذلك انما تعبر عن رضاها عنك.
ان حب افراد الاسرة لها بهذا الشكل يعني الكثير بالنسبة اليه صحيح ان شعوره نحو اليسون لن يتغير لو كان العكس الا ان ذلك يجعل الامور افضل.
- انها سيدة طيبة جدا . ربما لو لم تمت امها لكانت مثلها الان .
- اننا نراها كذلك نحن ايضا . الامل المفقود
وجدت اليسون نفسها تنسجم مع هذه الاسرة وكان هذا شيئا غير منطقي كانت دوما تشعر بنفسها غريبة شاذة في مجال اظهار عواطف الحنان والمودة ومع ذلك فقد وجدت المكان هنا بين افراد اسرة مار ينو مناسبا تماما لم يكن لديها فكرة على الاطلاق عما جعل هذا الشعور لديها ينمو خلال ساعات قليلة كل ما كانت تعرفه هو انها شعرت بانها تنتمي اليهم وتحبهم اكثر مما كانت تتصور
عندما دخلت المنزل مع انجلو كانت تشعر بنفسها غريبة عن هذا المكان ولكن مع انتهاء المساء كانت قد اخدت تستمع الى الحديث حول المائدة وتضحك وتشترك فيه احيانا ووجدت ذلك شيئا طبيعيا رائعا تماما .
لقد اصبحت واحدا منهم لهذه الليلة على الاقل .
كان انجلو يراقب انشراحها مدركا انه كان مصيبا باحضارها الى هنا لقد كان ثمة شيء ما في شخصية امه يجعل حولها هالة من المحبة لم يكن هذا يتعلق بشيء تقوله وانما بالطريقة التي تتصرف بها وتذكر كيف كان شاد ودوتي في بداية مجيئهما الى منزلهم خائفين منعزلين وخصوصا شاد الذي كان عدائيا للغاية لكثرة ما سبق وتحمله من النبذ والرفض ولكنهما ما ان استقرا في المنزل وعاشرا بريدجيث وسلفاتور حتى ابتدأ يخرجان من الانطواء الذاتي الذي كان يتملكهما الى ان اصبحا كما هما الان .
كان انجلو واثقا من ان جاذبية شخصية امه ولطفها سيساعد اليسون كذلك فهو لا يستطيع القيام بذل وحده كما انه لا يشعر بالخجل مطلقا ازاء حاجته الى المساعدة ذلك ان مستقبل ابنائه الذين لم يولدوا بعد يعتمد على هذا .
***
|