كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
يا له من رجل لا يفكر في كل شيء – اولا هو شيء مربك يوسخ الايدي والملابس . الامل المفقود ...
حالما فتح لها باب المطعم فاحت روائح الطعام الشهية حولها تذكرها بان ما كانت تناولته من غداء لا يعدو ثلاث قطع بسكويت بالشوكولاته وكان هو يقول لها – ان العلب الكرتونية التي توضع فيها الاطعمة حصينة ضد تسرب السوائل .
حمل انجلو كيس الاطعمة الى دار السينما حيث هربه الى الداخل بتغطيته بسترته وشعرت اليسون برغبة في الضحك لم تستطع مقاومتها تصورت نفسيهما اشبه بمراهقين يتسللان الى السينما بفاكهة ممنوعة . وكانت اللائحة الموجودة فوق شباك قاطع التذاكر تمنع منعا باتا احضار اي طعام او شراب.
لقد جعلها انجلو تشعر وكانها طفلة او هي طفله للحظة وامراة في اللحظة التالية .وكان في هذا ما يكفي من تشوش الذهن لاي انسان.
وجد مقعدين حيث كانت السينما شبه خالية وقال وهو يناولها منشفة ورقية – عندما كنت صبيا صغيرا كانت النقود لدينا قليلة .
في تلك الايام كانت السينما رخيصة ومع ذلك فقد كان نادرا ما نذهب اليها وقد اعتادت امي ان تاخذني اليها كلما بقى لديها مبلغ كاف .كانت عند ذاك تصنع زادا من الدجاج المقلي والخبز ثم نذخل فنجلس في الصف الاخير فنتفرج وناكل .
راى رغم العتمة ما ساد ملامحها من كابة لاحت على وجهها لحظة فسالها – ماذا حدث ؟
حاولت تركيز اهتمامها على الموسيقى الرائعة التي كانت تتجاوب في اجواء الدار وهي تقول – لا شيء .
ولكنه لم يشا ان يسكت – كلا هيا اخبريني . هل ذلك بسبب شيء قلته انا ؟
فابتسمت قائلة – نعم فقط اخذت اتساءل ما كنت ساشعر به لو كنت انا وامي نفعل الشيء نفسه .
فابتسم لها قائلا – كنت مثلي في ذلك الحين ما عدا انك كنت اقصر مني كثيرا اتريدين بيضة مسلوقة ؟
فكبحت دمعة كادت تسيل وتناولت منه الكيس الذي كان قدمه اليها .شاكرة انه لم يلح عليها بالاسئلة كان طيبا نحوها رغم زمالتهما الطويلة في العمل وساورها شعور بان الامور بينهما ستبقى بهذا الشكل وكان في شعورها هذا قدرا كبيرا من الراحة النفسية .
لم يكن لدى اليسون وقت مطلقا للسينما وذلك اثناء سنوات المراهقة فقد كانت حياتها تسير في نظام صارم دقيق تحت اشراف مربيات كان يختارهن لها والدها وعندما كبرت لم يشد اهتمامها السينما وما اشبه وذلك في الوقت الذي كان العمل وما تدين به لابيها يحتل تفكيرها وكيانها باجمعه . وها هي ذي الان تتوقع الملل والسام في التفرج على فيلم عمره خمسون عاما .
لكن الفيلم لم يلبث ان سحرها وشد اهتمامها قوة سكارليث ازهارا وشخصيتها ... تلك المراة التي شقت طريقها خلال الاحداث الغريبة ما اشبهها هي اليسون بسكارليث تلك المكافحة والمنتصرة بالطريقة الوحيدة التي تعرفها .
وعندما اضيئت الانوار اخيرا بقيت اليسون في مقعدها هادئة تماما ومازالت تمسك بالشواء كما لاحظ انجلو بشدة دون ان تمسه .
كان بقية الموجودين في دار السينما قد ابتداوا يخرجون ولكنها بقيت في مكانها وقد
استولى عليها التاثر العميق كان انجلو قد اخذ بالنهوض ولكنه عندما راها ما زالت جالسة عاد فجلس وهو يقول – كان فيلما رائعا اليس كذلك ؟
ادارت عينيها اليه فالتقت نظراتهما وعند ذلك راى دموعها وهي تساله – هل تحب هذا النوع من الافلام ؟ الامل المفقود ...
لم يكن واثقا مما كانت تتوقع منه ان يجيب فلم يكن باستطاعته الا ان يكون صادقا فيقول – نعم احبه .
نهضت وهي تتنهد يا لها من حمقاء اذ تتاثر لفيلم سينمائي بهذا الشكل البالغ ولكن هذا ما حدث لقد استعادت سكارليث كل شيء واكثر من ذلك ولكنه خسرت اهم شيء في الحياة وهو الحب وقالت له – ان نهاية الفيلم غير سعيدة . اهذا هو السبب اذن ؟
وشعر بارتياح وخرجا معا من الصالة وهو يقول – هذه حال بعض الاشياء اما بالنسبة الي فانا احب ان اضع نهاياتي بنفسي .
- وكيف بامكانك ان تعاود كتابة قصة هذا الفيلم .
- كان هذا سهلا بالنسبة اليه فقد سبق ان قام بذلك منذ راى الفيلم اول مرة فقال وهو ياخذ مكانه في السيارة بجانبها – حسنا كان علي سكارليث ان تمضي بعض الوقت في منزلها بالندم واصلاح سلوكها لكي تعود بعد ذلك للبحث عن رايت ثم تسمع طرقا على الباب ففتحته واذا بها ترى رايت يتلر حبيبها .
وسر اذ راها تستمع اليه باهتمام فقال وقد غير صوته متخيلا شخصية سكارليث – اه رايت ... ها قد عدت الي ثم ان رايت ...
وسكت انجلو اذ تصاعدت قهقهة اليسون فقال يلومها متصنعا الاستياء – ما هذا ؟ ان الضحك ممنوع هنا فالموقف جاد .
رفعت اليسون يدها – انتظر اعدك بان لا ... وعادت الى الضحك وبجهد بالغ تمالكت نفسها فقد بدا مضحكا جدا بدور سكارليث وظريفا للغاية .
قال بصبر – هل انت مستعدة ؟
فاجابت محاولة التظاهر بالعبوس – مستعدة .
- لقد قال لها رايت وقد تالقت عيناه حبا بصراحة يا عزيزتي لا يهمني احد .
- كان من المفروض ان تكون هذه كلمات رايت فقد كان كل ما يريده انجلو هو ان يعطي اليسون نهاية سعيدة للفيلم . ولكن بعد تفوه بتلك الكلمات ادرك انه وان كان يقلد صوت
|