كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
- قلت أوقفي السيارة ووضع يده على عجلة القيادة . مؤكدا كلماته . ان حالتك لا تسمح لك بالقيادة والحديث قي نفس الوقت خصوصا عن موضوع كهذا .
ماذا يظنها لكي يأمرها بما عليها ان تفعله ؟ قالت – سأسكت أذن لا ادري ما الذي حدث لي ...
فقال – يل انت بحاجة الى أخراج بقية هذا يمكنك ان تصفي السيارة هنا .
فعاد طبعها – ومن انت لكي تخبرني بما أنا بحاجة اليه ؟
وضع يده بلطف على يدها التي تقود عجلة القيادة يحولها الى اليمين وهو يقول – شخص يهمه أمرك .
أخذت تقاومه وتعدل عجلة القيادة قائلة – آه اهكذا ؟
لم يحاول ان يحرك العجلة مرة أخرى ولكنه قال – نعم ماذا ؟
اغرورقت عيناها بالدموع تبا له انها ستنهزم ألان في اي وقت أخذت تشتمه لذلك وهي تحول السيارة الى جانب الطريق بينما تحاول جاهدة ان تمنع الدموع من التدفق – لا أريد ان يهتم بي احد .
تبا لعدم رغبتك بذلك . كان يريد ان يكون صديقها بقدر ما يرغب في ان يكون حبيبها وتابع يقول – كل شخص يحتاج الى الآخرين فالعزلة تشوه نظرتك الى الأشياء انك بحاجة الى الإفضاء لشخص يهمه أمرك مثلي أنا وألان حدثيني وألا سنبقى هنا طوال النهار والليل أيضا اذا احتاج الأمر وجذب بيده الأخرى مفاتيح السيارة من مكانها وأطبق عليها أصابعه .
ابتعدت عنه قدر أمكانها وهي تقول – لا يمكنك ان تحتجزني في هذه السيارة ان علينا عملا يجب انجازه .
تنهد متسلحا بالصبر وهو يقول – لا اهتم حاليا بآي شيء عداك وماذا كنت لم تلاحظي فانا اكبر حجما منك بكثير .شبكت اليسون يديها في حجرها وأخذت تحدق أمامها الى حركة السير ما ان أخذا هو يظن انها ستلوذ بالصمت اذا بها تبدأ الحديث بصوت جامد لا حس فيه .
لقد كانت تعرفه جيدا وتعرف ما هو عليه من إصرار. وانه سيبقيها هنا كما قال.
- كنت في الخامسة من عمري عندما ماتت أمي .ان أبي لا يتحدث عنها مطلقا وهذا ما لا استطيع فهمه أبدا ان يكون له زوجة ثم لا يأتي على ذكرها على الإطلاق وكأنها لم تكن موجودة وسكتت لحظة أخذت تمر فيها بأصابعها على عجلة القيادة – كانت ذات يوم تملا حياتي . تمسك بيدي تجعل الأشياء رائعة الجمال ... وفي اليوم التالي اذا هي في المستشفى .
أغمضت اليسون عينيها ولكن دموعها سالت من بين أهدابها لقد بقيت طوال تلك السنوات يغمرها الحزن لذلك الشباب الذي انقصف . ولخسارتها هي – ثم اذا بها تغيب عن حياتي لقد ماتت بسبب اشتراكات حدثت لها اثر التهاب رئوي وبعدها عشت وحيدة باستثناء خدم المنزل . الامل المفقود
- أما أبي فكان دائم الانشغال والغياب عن المنزل . . حاولت اليسون وهي تقول ذلك ان لا تبدي انتقادها لذلك ولكن الألم كان يتجلى في صوتها – وهكذا فكرت في أنني اذا اجتهدت في دروسي واشتغلت معه في الشركة فقد ينتبه إلي ويتحدث معي .
رأى انجلو ابتسامة حزينة فوق شفتيها فشعر بالكراهية لذلك الرجل الذي سبب لها مثل هذا الحزن هذا بينما كانت هي تتابع قائلة – لم يكن يتحدث إلي قط كلمات قليلة فقط هنا وهناك هي عادة انتقاديه . وأخيرا قررت ان هذا يكفي وان علي ان انفرد بحياتي وجدت وظيفة في شركة في نيفادا وقبل رحيلي بيوم واحد كان أبي قد تأخر للالتحاق باجتماع له .
اخذ صوتها بالانخفاض وهي تتذكر – لم أكن قد وجدت فرصة اخبره فيها بأنني سأسافر فقد كان مشغولا عن الاستماع إلي كان سائقه مريضا وهكذا تطوعت لتوصيله مفكرة في ان بإمكاني ان اخبره أثناء الطريق وانهي الأمر .
جذبت نفسا عميقا قبل ان تتابع قائلة – كان المطر ينهمر وفجأة اندفعت تلك السيارة نحونا حاولت الانحراف عن طريقها ولكن لم يكن هناك مكان يسمح لي بذلك .
كانت دموعها تنهمر ألان فلم تعبا بمسحها – مكث أبي غائبا عن الوعي مدة أسبوعين وعندما استعاد أخيرا وعيه كان قد أصبح مشلولا .
نظرت الى انجلو وقد تألقت عيناها بالدموع – هذا الرجل القوي الملئ بالحيوية والذي اعتاد الاندفاع من مكان لأخر تاركا طابعه على الحياة قد أصبح مشلولا وأنا من فعل ذلك به . كانت ما تزال تسمع صوته في أذنيها يتهمها .
اخرج انجلو منديله من جيبه واخذ يمسح به دموعها ما هذا الذي تفكر فيه ؟
- اليسون لا ذنب لك فيما حدث .
لكنها هزت رأسها بعناد – لو لم أكن متوترة بذلك الشكل ... لو لم أكن أحاول ان أجد الطريقة الفضلى لأخباره بأنني راحلة بينما ربما كنت أرجو سرا ان يطلب مني البقاء لولا كل ذلك ربما ما كان حدث ما حدث .
كانت قلبت ذلك الأمر في ذهنها مئات المرات لتخرج دائما بنفس النتيجة وهي انها المسؤولة عما حدث .
امسك بكتفيها يهزها محاولا ان يجعلها تهدا وهو يقول – مهما كان أمرك فتلك السيارة كانت ستندفع وتصدمكما . كرت بيدها على وجهها ما هذا الذي تفعله بجلوسها هنا تبكي ؟ لو كنت منتبهة كما يجب . أرايتها قادمة فتجنبت الحادث .
وضع منديله في جيبه وهو يقول – ربما كان ذلك وربما لم يكن فهناك ألف شيء مختلف يوضع في الحسبان ووضع مفاتيح السيارة في يدها ثم ضغط عليها مشجعا ما جعلها تشعر بالمساندة بالحنان . بالقوة – كان بإمكان أبيك ان يلغي الذهاب الى ذلك الاجتماع او ان يأخذ سيارة أجرة لا يمكنك السيطرة على كل شيء يا اليسون فالأمور تحدث في هذا العالم دون خطا منا لا يمكنك ان تستمري في لوم نفسك لهدا الحادث بقية حياتك كلها .
قالت وهي تضع المفتاح في مكانه – ربما ما تقوله صحيح ولكن بإمكاني ان أصلح الآمر بالنسبة اليه .
أدرك ما تعنيه بذلك فقال – كيف ؟ بتضحيتك بنفسك ؟ لا أظنه يريد ذلك منك.
بانت على شفتيها شبه بسمة خالي من البهجة – انك لا تعرف أبي انه يتذكر كل شيء ولا يسمح بشيء . الامل المفقود
فاوما يوافقها على ذلك فكرر قوله – قدميني اليه فانا أحب ان أتعرف عليه كان يريد ان يعرف نوع هذا الرجل الذي يكبل ابنته بشعور الذنب بهذا الشكل .
|