كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
الفصل السابع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أخد انجلو يتأمل صامتا اليسون وهي تأكل رأى ان هذه السيدة لن تحتاج الى أكثر من قليل من الإقناع لكي تصبح كفة الميزان في صالحة كانت بحاجة الى ان ترى ما كان عرفه في أعماقه .
- اخبريني يا اليسون هل بإمكانك تأدية امتحان ؟
نظرت اليه بحذر – اي نوع من الامتحانات ؟
- حاوي ان تتجاوبي مع مشاعري نحوك . الامل المفقود
فسقطت الشوكة من يدها محدثة صوتا وهي تقول له ذاهلة – فقد عرفت ألان انك مجنون .
- هل انت خائفة ؟
- لماذا ثاتيره عليها يستمر بهذا الشكل ؟
أجابته – أخاف ممن ؟ من شخص مجنون ؟
سكتت وهي ترى نظرة جادة في عينيه .
- حاولي ان تبادليني مشاعري فإذا لم تنجحي في ذلك علي ان تكوني صادقة فانا على استعداد لان اطوي مائدتي هذه وأتوارى عنك الى الأبد .
كانت هذه مغامرة منه ولكنه كان مصمما على ان يربح وكان واثقا من ذلك .
- لا أرى في ذلك ما يمكن ان يحل مشكلة .
رأى في عينيها و وراء كلماتها لمحة من خوف كأنها خائفة من ان تكتشف انها تحبه . انها منجذبة اليه وان مستقبلهما معا .
- انك خائفة .
- نهضت واقفة وهي تقول – وأنت بغيض صعب لا تطاق اخدت تبتعد عنه وهي تفكر في انها لن تتابع مراجعة العمل الذي كانت ستقوم به انها ستقوم بذلك غدا أما ألان فكل ما كانت تريده هو الهرب منه ومن عرض الزواج هذا .
لكن لم يكن باستطاعتها الهرب منه بهذه السهولة فهو لن يسمح لها بذلك فقد سار معها خطوة بخطوة الى المخرج وهو يقول – اعترفي بذلك انك تحبينني . اليس كذلك ؟
لكنها استمرت في سيرها بخطوات واسعة سريعة .
سأحضر كلبي معي الى العمل من ألان فصاعدا وحدثت نفسها بأنها قد تحضر بندقية أيضا .
لن يكون رجلا اذا لم يتمسك بها وهو لن يدعها تفلت من بين يديه خصوصا بعد ان وجد منها تجاوبا .
فجأة تجلت لها الحقيقة ما الذي هي بسبيله ؟ الهرب ؟
ان مطره ان تواجه الحقيقة مهما كانت فهذا ما تعودته توقفت فجأة فأخذته البغتة وتراجع كيلا يصطدم بها حاولت ان تتسلح بالغضب . منقذها الوحيد ولكن الغضب لم يسعفها لن تستطع ان تشعر به كل ما شعرت له هو غصة في حلقها تكاد تخنقها .
رأى تألقا في عينيها سرعان ما خبا انها رغبة ... فهي إذن غير منيعة منه كما تحاول ان تدعي . وكان في هذا تطورا كافيا له .
أغمضت عينيها برهة ثم عادت ففتحتهما وهي تهمس – اطو مائدتك وارحل.
فتشابكت أعينهما لحظة . كلا انه لن يدعها تفلت من بين يديه فقال لها – لا أراك ستخبرينني بأنك تشعرين نحوي بأي شيء .
متى سيعود نبضها المتسارع الى حالته الطبيعية ؟ متى تعود ساقاها ثابتتين كعادتهما .
- هذا صحيح فانا لا اشعر نحوك بشيء .
هز رأسه ببطء – كلا فأنت لست من النوع الذي يكذب .
غصت بريقها ولكن الجفاف ما زال هناك .
- ما الذي يجعلك تظن أنني كاذبة ؟
- عيناك . الامل المفقود
- انك مغرور .
- ليس هذه المرة في الواقع ما كنت مغرورا قط وبإمكاني ان احضر لك من يشهد بذلك .
ها هو ذا يتباهى بمن يعرف من النساء فقالت – اعرف ان بإمكانك إثبات هذا الشيء .
أدرك ما يدور في ذهنها لقد أساءت فهمه فتملكته الغيرة وسره هذا إذ معناه انها تكن له بعض المشاعر حتى ولو لم تدرك هي ذلك .أولا تريد ان تعترف به .
فقال – ان أيا من إفراد أسرتي يمكنه ان يخبرك بأنني رجل متواضع غير مغرور.
شعرت بالارتياح أنما للحظة قصيرة فقد انتبهت الى نفسها ما زالت واقفة هناك مستمتعة بمبادلته النظرات .
فقالت – الرجل غير المغرور لا يترصد النساء لم يكن صوتها بقساوتها المعهودة فهنأ نفسه على دلك وأجاب – هذه ليست عادتي ولكنني أريدك .
كان في عينيه ما جعلها ترى صدقه رغم انها كانت تعلم ان قوله هذا سخيف منطقيا أتراه يحبها ؟
لكن ما هذا الذي تفكر فيه ؟ انها تدع نفسها تذهب بعيدا الى حيث لا مكان لها وكانت تعلم هذا فهذا هو وجه الحياة ألخاف حيث الوحدة في كل مكان كل شخص هو وحيد في هذه الحياة إذ لا يوجد ما يسمونه حبا كلا هذا غير صحيح ما يسمونه حبا ان هو الا تخيلات الفجر فالحياة خافه وعلى الإنسان لكي يعيش ان يكون قاسيا وقويا فقد علمها والدها ذلك بمختلف الطرق .
عادت الى المائدة حيث كانت نسيت في اضطرابها حقيبة يدها فالتقطتها وهي تقول له – اسمع أنني لست كمن عرفتهن من النساء .
فقال – أنني أول من يوافقك على هذا .
لابد انه يلعب بالألفاظ فقالت – ان لدي مسؤوليات يا مار ينو وواجبات وهي أشياء يبدو انك لا تفهمها .
كان شاعرا بالتعب من هذا الوضع الذي جعلته فيه دون ان تحاول تحري ما اذا كان ما تظنه فيه حقيقة قال – هذا ليس عدلا فأنت تصدرين علي أحكاما دون أساس تعرفينه أنني من أسرة علامتها الفارقة هي الشعور بالمسؤولية فهذا جزء من المحبة عندما تحبين تشعرين بالمسؤولية وتكون تصرفاتك تبعا لذلك فهي والمحبة أمران لا يفترقان لقد كان دوما ملبيا لحاجات أسرته حتى حين لا يكونون بحاجة اليه لقد كان هذا أيضا جزءا من المحبة وهو أيضا يشعر بالمسؤولية تجاهها هذا اذا توقفت عن الشعور بالخوف منه لكي ترى ذلك . فكرت بالفكرة التي تتملك والدها عنها رغم كل جهودها مهما حاولت ان ترضيه او ان تتحبب اليه بصفتها ابنته ولكن الوقت الوحيد الذي ترى فيه نتيجة لجهودها هو عندما تبني شيئا فالبناء . وليس القرابة هو صلتها الوحيدة به .
أجابته وهي تقاوم رغبة من البكاء – ليس دائما فحيث يمكن للشخص ان يعيش دون شخص أخر ما الذي وجده انجلو في أعماقها بكلماته هذه ؟ لقد كانت دوما متمالكة لنفسها بحيث لم ير احد قط هذه الناحية منها لا احد رأى الفتاة المحتاجة في أعماق المرأة المتزنة رابطة الجأش هذه تبا له لماذا لا يتركها وحدها ؟ واستطردت تقول – يمكن للشخص أحيانا ان يشعر
بالمسؤولية دون ذرة من المحبة في الموضوع .
لم يكن هو يريد شيئا أكثر من ان تسمح له بمشاركتها العبء الذي تحمله أم يجعلها تعلم انه سيكون موجودا كلما احتاجت للمساعدة .
قال لها – اخبريني عن وضعك يا اليسون .
ساورها الإغواء في ان تخبره ان تتخلص مما يعتمر في نفسها الى الأبد ربما ما زال يكمن في أعماقها ان الشعور بأنها منبوذة وأنها لم تكن محبوبة قط من أبيها قد يجعله يجلس معها مدة كافية ربما كل ما في الأمر هو انها بحاجة الى اتصال بالآخرين .
لكنها لم تستطع ان تخبره بكل هذا كان من الصعب ان تتجاوز سنوات الكتمان و الانغلاق في لحظات قصيرة حتى لو أرادت ذلك . الامل المفقود
وبدلا من ذلك حاولت ان تلفت انتباهه الى شيء أخر فقالت – كل إنسان يدعوني باسم سوني .
- لا أريد ان أكون مثل اي احد أخر في حياتك يا اليسون .
يم يكن ثمة فائدة من كل هذا فقالت له – ان لدي عملا يا انجلو وأكون شاكرة لو تركتني أقوم به .
لقد دعته باسمه الاول وهذه خطوة الى الإمام ان بإمكانه ان يحقق مثل هذا في كل مرة فقال – لا باس اخذ يضع الأطباق في السلة ذلك ان دوتي سيغمى عليها اذا هو وضعها هنا فكل الأشياء هي لها وتابع يقول – هل تمانعين في ذهابي ؟
- وهل ستبقى هنا اذا قلت لك ذلك ؟
نظر أليها بابتسامة عريضة – كلا ولكنني وجدت من التهذيب اخذ إذن منك .
ضحكت وهي تهز براسها كان صعبا للغاية ولكنها ألان لم لا لم تجد في هذا صفة سيئة كما اعتادت وعادت بأفكارها الى رأيها الاول في إمكانياته فقالت – أظن علي ان أكون شاكرة لك ان لم تجرني من شعري الى كهفك .
قال وهو يطوي غطاء المائدة – هذه ليست من صفاتي هذا الى انني لا املك كهفا وانما املك بيتا جميلا يحتوي على ثلاث غرف نوم وهو ما احب ان اريك اياه يوما ما .
فقالت ضاحكة – حقا انك مجنون . ولم يكن في لهجتها الان اي اتهام كالعادة . ما راى هو فيه خطوة اخرى الى الامام مفكرا في انه مجنون حقا وانما بها .
عندما سارا معا نحو المبنى الضخم كانت هي تفكر في ان ليس ثمة جدوى من مخاصمته فهو يبدو عديم الاذى . ولكن لا ... هذا غير صحيح فالرجال عديمو الاذى
لا يحدثون في المرأة مثل هذا الاضطراب والمشاعر التي تحس بها .
لكنها تعلم ان بعض الرجال يعيشون من اجل التحدي وهي منهم فاذا قاومته بعنف . فهي تدفعه بذلك الى مقاومة ذلك بعنف اكثر . من الافضل اذن ان تستعمل معه المودة بجعله راضيا عن نفسه وبالتالي يدعها وشانها .
كانت هذه فلسفة حسنة في نظرها وقد تنجح اما ما لم تستطع فهمه فهو السبب الذي منعها من ان تبتهج لهذه الفكرة من كل قلبها .
كان يعرف الكثير عن العمل كما ادركت مؤخرا وهذا يعني ان نجاح شركته لم يكن عائدا الى مقدرة شريكه ذلك ان انجلو كان فطنا داهية ... داهية للغاية ولكنه فقط يحب المباهاة .
عندما أخذا يراجعان أعمال الأسبوع الماضي مما تأكد لها بشكل عفوي بعض اختصارات طرق العمل والتي توفر المال ولا تقلل من نزاهة العمل نفسه تملكها من الارتياح أكثر مما شعرت به عندما علمت بأنه لا يؤمن بانجاز عمل ردئ دون المستوى المطلوب أما بالنسبة لعمله فكان مزهوا به قدر ما هي مزهوة بعملها ولكنها كانت تعد انجازاتها بمثابة إشارة .برهانا على جدارتها بينما كان هو يعتبر انجازاته أثباتا طبيعيا لذاته .
انها لم تعرف رجلا مثله قط من قبل .
|