كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1096- اطفال في خياله - ماري فيراريلا - دار نحاس
- كلا بل رواندا . الامل المفقود
ابتدأت الأمور تبدو لها بشكل مؤامرة فعادت تساله – وهل اتصلت بسكرتيرتي ؟
فاوما قائلا – بدا لي القيام بذلك شيئا منطقيا . أظن الأفضل ان تبداي بالأكل فقد اخذ الطعام يبرد .
لكنها كانت ما زالت تحدق اليه وكان له راسين .
لكن فضولها كان اكبر من رغبتها في الطعام فسألته – ما الذي يدفعك الى هذا العمل ؟
كان الأمر واضحا ولكنه قال على كل حال – حسنا اذا لم يأت الجبل إلي فانا اذهب اليه.
ولكنها لم تفهم شيئا على الإطلاق ككل شيء أخر قاله كما كانت ما تزال تحاول ان تفهم جملته ( أم أولادي )
سألته – ماذا تعني ؟
ناولها السمك وهو يقول – اعني انك رفضت الخروج معي لتناول العشاء وهكذا أحضرت ... أحضرت أنا العشاء إليك او بالأحرى الغداء كما تري .
- وهل تكبدت كل هذا العناء لكي تتناول الغداء معي ؟
- نعم .
- ولماذا ؟ ألقت عليه هذا السؤال مرة أخرى فهي حتى ألان لم تسمع منه ما يشفي غليلها .
اخذ يتأمل مفكرا في ان هذا ربما كان سبب جاذبيتها فقد كانت فريدة بين النساء فأجاب – ان أسئلتك كثيرة جدا بالنسبة الى امرأة خالية المعدة .
- ولكنني لا احصل على اي جواب ما الذي تريده وما الذي لا تريده ؟ قل لي الصدق .
كانت دوتي قد وضعت له معكرونة باردة مع السلطة فاخذ ألان يلح به على اليسون.
قال يجيبها – حسنا . أذن اقتراحي بان تكوني أم أولادي . لم يعجبك ففكرت في ان نسير فترة في طريق أخر .
أمسكت بطبق السلطة وهي تقلب الأمر في ذهنها بين ان تأكله او تفرغه فوق رأسه ولكن حيث انها كانت تكره التبذير فقد أكلته وهي تقول – انك مضحك .
لم يقل شيئا وتركها تستمتع بطعامها بينما هو يستمتع بالنظر إليها فترة سألها بعدها – لماذا ؟ الم يخبرك احد قط من قبل بأنه يريدك ؟
رفعت بصرها تنظر في عينيه وهي تضع الشوكة على الصحن – لماذا تحاول ان تقودني الى الجنون ؟
- أنني لا أحاول ان أقودك الى الجنون يا اليسون بل أحاول ان أجعلك ترتاحين قليلا معي. ولكنني أريد ان تكون تصرفاتك منبثقة عن إرادتك الحرة .
- لو كنت اتبعت إرادتي الحرة يا مار ينو لما أعجبك ذلك .
بدت تعني بذلك تهديدا لا شك انه نابع من الخوف ليس خوفا من ما يفعل انجلو بها شيئا بل ان تفعل هي شيئا بنفسها وذلك بمجرد وجودها معه هنا . فقد كانت ثقتها بنفسها تهتز بشكل جاد فقد كان في كل ما يحدث شيء من الجاذبية لقد وجدته جذابا حقا ولكنها لن تخضع لدافع الطبيعة المؤقت قال يجيبها – جربيني .
حاولت ان تفهم ما يقول وما لبثت ان سألته – هل انت واحد منهم ؟
- واحد ممن . الامل المفقود
فهزت كتفيها شاعرة بالإحباط باحثة عن كلمات تقولها لو ان ذهنها أكثر صفاء وقالت له – انك تحدثت عن الإرادة الحرة فهل انت من نوع الأشخاص المقيدين بأمور وأشياء ؟
ليست قيودا جسدية بل روحية ... من النوع الحسن خفضت بصرها الى المائدة – ما الذي تعنيه بذلك ؟
فقال ببساطة – هنالك قيود معوقة هي غير تلك التي تجعل الشخص يشعر بالأمان وانه جزء من شيء ما له أرادته الحرة .
ابتلعت ريقها وقد جف فمها ثم قالت – لا أفهمك . كانت تكذب وهذه هي المشكلة فقد كانت تفهمه جيدا .
- أظنك لا تريدين ان تفهميني .
نهضت فيما كانت تشعر بالخوف وكان هو يرى ذلك في عينيها كانت تحاول ان تستعيد ثقة طفل قد سبق ان أسيئت معاملته او حيوان قد تلقى الضرب أتراها لا تثق بالحب وما الذي جعلها كذلك ؟
قال لها – ان الحارس لا يتجاوز الخمسة أقدام طولا وهو على وشك التقاعد فلو شئت لنطحته براسي وأخذت عيناه تقنعها بالبقاء وهو يقول – إنني أفضل الجلوس هنا وتناول الطعام معك يا اليسون فلا تجادليني رغم إنني أحب النظرة الثائرة في عينيك ورأى تباشير ابتسامة على شفتيها فأضاف – تحدثي ألي .
سألته بحذر – عن ماذا ؟
- عن كل شيء ما عدا البناء وهذا الملحق .
أجابت بعناد – ان البناء هو كل ما اعرف .
اخذ يمعن النظر في وجهها – ان امرأة بمثل جمالك يجب ان تعرف أكثر من هذا بكثير.
رفعت رأسها بكبرياء – أنني افتخر بعملي .
- هذا حسن ولكنه لا يجب ان يكون حياتك كلها .
كان يعطيها رأيه مرة أخرى فكرهت منه ذلك حتى ولو كان ما قاله صحيحا فهذا ما جعله أسوا – انك لا تعرف شيئا عن حياتي .
- اخبريني أذن ؟
خفضت بصرها تنظر في طبقها وقد تلاشت شهيتها – ليس لدي عادة كشف أفكاري أمام الغرباء . ولم تشأ ان تصده فأردفت تقول – الناس هم جميعا غرباء اذا أردتهم ان يكونوا كذلك .
وألقت عليه نظرة ذات معنى لابد انه فهم أخيرا ما أرادته ان يفهمه .
لكنه ضحك قائلا – من الصعب ان تنهزمي .
- هذا صحيح . يا مار ينو .
فقال وهو يلتهم الطعام – لا شيء مستحيلا اذا كنت تريده حقا .
ترددت وكأنه يوجه إليها إنذارا فتجاهلته والتفتت الى طعامها فهذا ما بإمكانها ان تفهمه على الأقل تمتمت وعيناها على الطبق – تناول طعامك .الامل المفقود ؛؛
انتهى الفصل السادس ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
|