كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
بقيت ساعات مستلقية في سريرها تستمع الى الهمهمة الغامضة في الغرفة الثانية , مدعية لنفسها بأنها كانت مهتمة بأمر اختها , في الوقت الذي كانت فيه تنتظر الحركات المعتادة في الشقة الثانية خلف الجدار و التي كانت تشير الى ذهاب هانتر الى فراشه , وعندما سمعت اخيراً ذلك كانت ساعتها تشير الى الثانية صباحا , وكانت هناك عثرات وارتطامات اكثر من المعتاد , يتخلل ذلك شتائم متوترة تشير الى ان الذي يحتل الفراش في تلك الشقة , كان في غاية الضيق.منتديات ليلاس
ضغطت بيدها على الجدار لكي تستطيع الاحساس بالذبذبات الناشئة عن حركاته العنيفة , ولكنها لم تستطع الصبر اكثر من ذلك, فجلست في سريرها , ووضعت يدها حول فمها لكي لا يسمعها زائراها , وكذلك إيفان الذي كان يثرثر في مهده بجانبها , ثم همست :
- هانتر؟
فتوقفت حركاته القلقة خلف الجدار , فعادت تهمس :
- هانتر ؟
ولكن الصمت كان شاملا , فعادت تتكور حول نفسها تحت الملاءة وقد تدفقت الدموع من عينيها , لم تشعر بالوحدة قط قبل ان تأتي الى هذه المدينة , ولم تشعر بالعزلة الحقيقية قبل ان تقابل هانتر , وكورت الملاءة حول وجهها تكتم بذلك شهقة صدرت عنها , تبعتها اخرى .
- نامي.
فرفعت رأسها بحدة عن الوسادة وهمست :
- هانتر ؟
- قلت لك نامي , تبا لك.
كان ذلك زجراً منه , ودست نفسها تحت الملاءة مرة اخرى وقد خف ماتشعر به في فؤداها من وحشة , انه يعترف بوجودها على الاقل , وشهقت مرة اخرى تريه بذلك انها لا تخاف منه , فاجابها بزمجرة استحالة الى همهمة ناعسة.
اغمضت عينيها ومازالت الهمهمة مستمرة , فابتسمت , لقد كان يغط في نومه , انها ستغيظه بذكر ذلك فيما بعد.ريحانة
ايقظها إيفان في السادسة صباحاً فخرجت مترنحة منتفخة الأجفان الى غرفة الجلوس , لتجد كاتلين وديمتري مازالا جالسين على الاريكة يتحدثان وبينما اخذ ديمتري يلعب مع ابنه , تبعت كاتلين آن الى المطبخ حيث كانت هذه تجهز طعام الافطار للجميع , واخبرتها بعض ما صمما عليه الليلة الماضية , وشعرت آن بالارتياح حين رأت انهما قد ابعداها عن الموضوع كلياً.
كان ديمتري مستحقاً إجازة من عمله , ففكر في ان يأخذها على الفور ذلك في التماس يقدمه يذكر فيه انه يريد قضاء بعض الوقت مع ابنه الذي اكتشفه حديثاً هنا في نيوزلندا , ثم يعود الى سفينته في سيدني بعد اسبوعين , فإذا سمح له بذلك , فسيعود مع كاتلين الى غولدن بي , حيث يتزوجان من جديد , وبهذا يتعرف ديمتري الى ابنه جيداً, وكذلك كان قد سبق وتحدث عن تقديم التماس يطلب فيه الاقامة وبناء حياة جديدة لنفسه في هذا البلد المسالم الدائم الاخضرار الذي كان اعجب به في زيارته الأخيرة .
ومن ناحية عملية , اعلن ان بإمكانه ان يكون عوناً لها في رعاية ابنه مما يمنحها مزيداً من الوقت للكتابة .
|