كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
وشعرت بالارتياح عندما اخذ هانتر يتحدث عن امور مختلفة تافهة , محدثاً إياها عن الحياة في المباني الجامعية , وكانت هي تستمع مفتونة بفكرة ان هذا قد اصبح عالمها هي ايضاً, وسرعان انطلقت بحديثها الحماسي المعتاد , ماجعلها لا تلاحظ تحول الحديث نحو الأمور الخاصة, وماداما بعيدين عن موضوع الكتب والكتابة وإيفان فقد احست بالسرور لأنها لم تكن تدلي بشيء عن نفسها وهي تتحدث عن حادث الاصطدام الذي تعرضت له أمها, والسنوات التي امضتها تحت العلاج , وعن عشق ابيها للأرض , وعن اخوتها الأربعة المشاكسين .
- يبدو انكم اسرة متعاطفة جدا.
- أحقاً؟.
ولم تكن آن قد فكرت في هذا من قبل, فقد كانوا مجرد .. اسرة وتابعت تقول :
- ربما هذا صحيح .. إذ كان ذلك يعني اننا مستعدون لمعاونة بعضنا البعض .. ماذا عن اسرتك أنت ؟
تجاهل دعوتها له للافاضة بالحديث عن نفسه مثلها , وسألها :
- وهل كانوا هناك ليعاونك اثناء ولادة إيفان؟
ابتدأت اجراس الإنذار تقرع , فركزت آن اهتمامها في طبق الطعام امامها , ثم قالت :
- انهم جميعاً يحبون إيفان بقدر ما أحبه فهو اول حفيد لوالديّ , فأخي دايون خاطب وكين وركس لكل منهما حبيبة , ولكن يبدو ان العادة في اسرتنا هي تأخر الزواج , فأبي و أمي لم يتزوجا حتى بلغا من العمر..
وسكتت إذا ادركت انها ابتدأت تهذي بما تخفيه بينما تلك العينان الثابتتان السوداوان تحدقان فيها .
سألها :
- ماذا كان شعورهما لدى قدومك الى أو كلاند؟
اجابت بصدق :
- آه لقد كانا مسرورين لأجلي , خصوصا أمي , لقد كانت تعلم انني دوماً كنت اريد الذهاب الي..
وسكتت فجأة بعد ان كادت تقول الى الجامعة , وقالت بدلاً من ذلك .
- الى المدينة لكي اكتب.
- لابد انهما مشتاقان اليك.
فقالت بسرعة :
- آه انني لم اكن اعيش في المنزل , ولكن نعم , لابد انهما كذلك, فأنا اتلقى رسالة من المنزل كل يومين.ريحانة
وضحكت تغطية لما شعرت به من الشوق الى اسرتها , ثم تابعت :
- لا اظنهما ادركا مبلغ ماسيصيبهما من قلق, حتى سافرت.
لقد كان كل قلق والديها في ذلك الحين موجهاً نحو كاتلين , فقد كانا يتوقعان من آن ان تتصرف بتعقل كامل, حيث كان اليأس يتملكها من تصرفات اختها التي لم يكونا يفهمانها , وعادت تقول :
- ان امي لم تعش في المدن طوال حياتها , ولكنها فجأة اخذت ترسل اليّ الصحف والمجلات التي تتحدث عن الحياة في المدن , كما ترسل اليّ بانتظام من طعام البيت , ان لديها فكرة عن سكان المدن انهم باردون لا يهتمون بالآخرين بينما هم في الواقع كبقية الناس إنما اكثر عدداً.
تمتم يقول:
- انك فتاة برئية خارج اسرتك , فلا عجب ان يتملكهم القلق عليك .
فقالت بحدة:
- انني لست برئية .
قال :
- ولكنك لست فتاة محنكة ايضاً , فالمحنكة تحمي نفسها حتى انك لا تتذكرين اقفال بابك .
- لم أنس , بل كل مافي الأمر انني لم انتبه الى انك لم تغلق الباب جيداً خلفك.
بدا عليه الهزل اكثر من التأثر وهو يقول :
- يالخيبة أمل ديمتري, انني في هذه الحالة , اتطلع الى قراءة كتابك بكل شوق , متى تتوقعين ان تنتهي منه ؟
|