كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
فقالت تحاول كبح هذا الشعور في نفسها :
- عندي هنا مرهم لدعك اللثة به.
- لماذا لا تحضرينه؟ انني سأحمل عنك الطفل .
ومد يديه , فتراجعت آن الى الخلف قائلة :
- لا بأس .. أنا ..
فقاطعها بقوله :
- لا تحبين الاعتماد على الآخرين ؟ نعم , اعلم ذلك , ان هذا شيء حسن جداً , ولكنك لست بحاجة الى التشدد في ذلك , هاتي الطفل .منتديات ليلاس
وتناوله منها يحيطه بذراعيه القويتين , والتقت عيناه بعينيها فاهتزت للنظرة القوية التي رأتها فيهما , وسارعت تقول :
- سأفتش عن ذلك المرهم..
واندفعت مبتعدة نحو الحمام حيث صندوق الأدوية , وعندما وجدت انبوب المرهم , اغلقت باب الصندوق بعنف , وقالت توبخ نفسها وهي ترى وجهها المتوهج المضطرب في المرآة , تمالكي نفسك وإلا ظنك فتاة عابثة كما سبق وظنك لا تقدرين المسؤولية .
- لا تقولي انك تخفين شيئاً آخر هنا .
فأجفلت لصوته الساخر المفاجئ , وقالت وهي تسرع بمسح وجهها بخرقة مبللة بالماء قبل ان تخرج من الحمام :
- انني اتحدث الى نفسي فقط .
ولكنها ذهلت وهي ترى منظر هانتر و إيفان وقد تشابها تماماً في اللون والنظرات الحادة الفضولية وهما ينظران اليها قادمة نحوهما. سألها :
- هل تفعلين ذلك كثيراً؟
منتديات ليلاس
القت عليه نظرة لاذعة , ثم اجابت :
- تعني التحدث مع نفسي؟ طوال الوقت , انني اجد متعة في الحديث بهذا الشكل .
ثم تحولت الى إيفان تخاطبه :
- افتح فمك ياحبيبي , ان هذا المرهم سيريحك تماما , آه , نعم .. أليس هذا لطيفاً؟
ودعكت لثته بالمرهم وهي مازالت تشجعه طالبة من هانتر ان يمسكه جيداً, ثم تتابع :
- نعم , عندما افعل ذلك ستشعر بالسرور , أليس كذلك, يا حبيبي ؟ آه , نعم , آه , نعم ..
- اتعلمين ان أي شخص يحدث ان يسمع حديثك , هذا سيسيء فهم مايحدث هنا ؟
ولكن عدم فهمها مايعينه لم يدم سوى ثوان , وحين رأت ابتسامته الماكرة , قالت بمرح :
- اشك في ذلك إذا هم رآوك هنا , ذلك انك في الأربعين تقريباً .
كانت ماتزال تذكر ردة فعله العنيفة حين سخرت مرة من سنه .
اجاب بهدوء:
- ولكنك انت لم تعودي فتية , رغم نظرانك البرئية التي تدعو الى الدهشة , ان معظم الناس يؤمنون بالحكمة التي تقول ان الصبا لا يثبت امام التجارب.
فقالت وهي تفكر في انها اذا كان عليها ان تكذب فليكن ذلك بشكل محكم :
- نعم حسناً , ولكنني افضل ..
فسألها :
- مثل ديمتري ؟
فسألته وقد فوجئت :
- من ؟
فقال ساخراً:
- والد الطفل .
فقالت بابتهاج رغبة منها في اغاطته وذلك لسبب لم تكن تستطيع تفسيره :
- آه هو , نعم , لقد كان ديمتري شاباً وسيماً ..
وتنهدت تتكلف الاغتباط للذكرى وهي تقول :
- انه بالكاد فوق سن المراهقة ..
- يالك من امرأة لعوب منحرفة تماماً.منتديات ليلاس
لقد بدت الطريقة التي تلفظ بها بهذه الجملة , بذلك الصوت الخشن الرصين , بدت جريئة خطرة , واعجبتها فكرة التعرض للخطر , وهي التي امضت حياتها في مأمن يدعو الى الملل.
|