كاتب الموضوع :
مُلُوك
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ثقل الروح, وسواد الظل
مسـاء الود والورد.. كيف حالكم حبايب قلبي؟عساكم بخير وصحة وسـعادة.. أول شَيء ماتحسون إننا نتكلَّم بمشاعِر الاناث ونركِّز على أحداثِهنّ؟ طيب الطرف الآخر ما رأيكم انُعطيه حقّه أم لا؟ الشَي الثاني شُكرًا لكل عيـن تقرأني وحُبًا لكل يد علقت لي ()
البارت (15) راح يـكون الجُمعة بإذن الله
البـارت(14)
في اليَومين اللذَين قالت بهما أن زَوجها مُسافر كان يتصِل في كُلِ ساعة ولم تُجب هيَ عليـه, كانت تود بتر هذا الألم تستعجل لحظة الحسم وقرار الإنفصال.. لأن البقاء عليه هكذا يزيد الأمر سوءً بسـوء.. اتصَلت بأخيها, الأخ الذي اقنعها هيَ صغيرة العُمر بهذا الزواج أو هذه المَهزلة هو الذي أوهمها بجماليَّة ورد الياسمين الذي يطوِّق عش الزوجيَّة! الأخ الذي تَشعُر بأنهُ انتهكَ حقها بالعيش "ملكة" في هذه الحيـاة.. اتصَلت بِه وقالت مُباشرة: الموضوع ما يتأجل
عبـدالملك: عسى ماشر؟
هنـاي: ما ابي عبدالعزيز
عبدالملك:وش صاير؟
هنـاي: هالرجال مايناسبني يا عبدالملك
عبدالملك:وتوك تقولين هالحكي؟
هنـاي: ايه توي اقوله! الحين عرفته زين انت اكثر واحد عجلت بالزواج وما خليت لي فرصة اعرف الرجال هذا اولًا ثانيا انت اللي اصريت علي اتزوج من البداية ومالك أي احقيّة تحدد مصيري مرة ثانية سواءً كون انك اخوي الكبير ولا الصغير ماكنت قد الأخوة اللي بينا وكنت أنا بعيونك عالة
عبدالملك حاول أن يكون هادئًا: تعوذي من بليس لو أبوي بينّا ما رضى بقرارك
هنـاي انفجرت من بروده: لو ابوي بينّا كان بحث فيه ولو لقى دخانة شربها في مراهقته ما رضاه لي ما اقول الا لي العَوض
عبدالملك يُحاول اقناعها: هناي أنا مقدّر احساسك لكن عطي الرجّال فرصة خليه يتجاوز مرحلة الطيش وبيكون لك ونِعم الرجُل
هنـاي وكلماتُه تستفزّ شعورها: عبدالملك لو أنا راعية رجال تتوقّع هو بيوم راح يرضاني ولا يعطيني فرصة ويصبر علي؟
عبدالملك: انتِ غير وهو غير
هنـاي وصَوتها يضعُف: يوم القيامة نُعاقب على اعمالنا السيئة ولا بيقول ربي عشانه عبدالعزيز وذكر ما يُعاقب
عبدالملك بصوت ملول: والله مو فكرتي هذي.. هذا مجتمعنا وهذي تقاليـدنا, بعد ثواني صَمت أردف: تآمريـن على شيء؟
هنـاي: الله يحفظك
يا ثقل روحـي, وسواد ظلِّك/وطأتك.. يا ملوحة الدَمع الذي يخرج من عيناي وما قدرُها إلا أنت.. يا شجَن قلبي ومسكنه الذي يُرثيكَ ويبكيـك أنت.. “ألا تتقِ اللهَ في قتلِ عـاشق لهُ حيـن يُمسي زفرةٌ ونحيـب" الا تتقيـه فيَّ انا التي أحببتك بهذه الطريـقة القاسية على قلبي؟ نَهضت من سرير الصِبا ذاك الذي ما شَهد إلا السَّعادة وما أحس إلا بدموعِ الفراغ وعدميَّة الهموم والحُب! توضئت وصلَّت كبرت الله ثُم بكَت, بكت بملء ما فيـها.. بكَت حتَّى لم تعُد تعي إلا المُناجاة حتَى لم تعُد تسمع الاتصالات ولا طرقـات الباب, كانت شهقاتُها تخرُج لمن هوَ بالفؤادِ بصيرا.. لجاعلِ الهمِ من عَدم.. لخالقِ السعادة بلا حدود.. للسَّكنِ والرَّحمة.. حينَ يُفقد السَّكن/الزوج وتُفقد الرَّحمة/الأخ, استخارت لله: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن إكمال حياتي مع عبدالعزيـز خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِه.”
-
فـي مَطار الملك خالد الدولي, حطَّت الطائرة السعودية التي كانت آتيَة من مديـنة -تورنتو- الكنديَّة.. نزلوا الرُكَّاب المُتعبين والبائسين.. وبعد ساعتين من انتظار الحقائب والحُمولات, خرجـا ترف وعسَّاف إلى الصالة الرئيسية جـاء من اُرسل لعساف وحمل الحقائب إلى المنزل.. أما عن الابنة ووالدُها ففضل الوالد أن يباتا في الفُندق رأفةً بنفسية "ترف" المُكتئبة..
تَرف: مصيرنا راجعين للبيت ماراح يغير هاليوم شيء
عسَّاف: الا بيغيِّر, وش ودك فيه بيوم زواجك؟
صُدمت ترَف ترغب لو أن الموضوع اُجل ليومٍ آخر ليومٍ يكون التعب واحدًا لا اثنين: ما ارتحت لهالزواج
عسَّاف عقَد حاجبيه بصَدمة: وشهوو؟
مسكينٌ والدي ليتَه يعلم بأنَّ شريَّانين من قلبي قَد قُطعا.. ليتهُ يعلم انه مصدر العيش الوحيـد والأمل والشريان الابهر المُتبقي لدَيّ.. ليتهُ يعلم بحُبي الفائض الذي ذهب "للمزبلة".. ليتهُ يعلم بأنَّ ابنته قَد ماتت مرارًا وهيَّ حيَّة, ماتت اجزاءً وها هِي ذات 18 شتاءً تنتظر الموت الأكبر ليجَد كُل الأجزاء ميِّتة فيحملها ويرحـل: يبه لا تغصبني
عساف الحَزين, الضائـع, المَصدوم, النـادم: ماراح تلقين زي محمد.. تروفي ولو ماصار اللي صار كان بيصير من نصيبك محمد.. ونعم الرجل هو.. ثُم اردف بتنهيدة: وش السبب يا عمري؟
تَرف لا توَّد أن ترفع عيناها: اول شي انا صغيرة... وملّكتوني بدون تفكير ممـ..مكن لو ماصارت ذيك القروشة ما كنت باوافق
عسَّاف الغضبان من كلمات ابنته: وش تسمين ذيك السوالف طيش شباب يعني؟ ماااعمري راح ارضى بكذا!
تَرف: لا يبه لا تفهم كذااا
عسَّاف: ارفعي عيونك وكلميني صح
رَفعت عيناها الواسِعتان وحيـال هالعينين السود "السمع والطَّاعة": مابيه يايبه
عسَّاف يختبر كلماتَها الكاذبة:ماتبينه خلاص؟
تَرف تُقاوم الدَمع: ايه
عسَّاف يَحد النظر لعينيها: قفلتِ خلاص؟ مررة ماودك به
تَرف وغُيِّمَ نظرُها: ايه
عسَّاف واحس بانهُ انتصر: ماراح تستخيرين؟
تَرف وقَد تجمَّع الماء الملحي على جفنيها: لا
فتَح عساف قفل جِهازه واردف: باتصل على ابو محمد ابلغه
ولمَّا وضعَ الجهاز على اُذنِه اجهشَت ابنته بالبُكاء: اسـ..حب كلامي
|