كاتب الموضوع :
مُلُوك
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ثقل الروح, وسواد الظل
مساؤكُم سعادة.. اشتقت واجد لكُم $:.. كيف حالكم جميعًا؟ عساكم بخير وصحة وعافيـة ().. أتمنى لكُم قراءة مُمتعة وتَكملة هذا البارت راح تكون غدًا بإذن الله.. كل الحُب والتقدير لكم
وإن كان محبوبي أراد منيتي فقد نال مني بالنوى فوق ما نوى
الجُزء الحادي عشر*
اقفّلت البـاب, ثُم جلست هي المَحمومة على "الكَنبية" كـانت تَزفُر بقوة.. وشيءٌ غيـر طبيعي يَحدُث بتأكيـد.. شيءٌ جعلني على الهـامش في حياة هذا العَزيـز.. أتذَّكر الشهر الماضي تحديدًا, في فُندق "الريتز كارلتـون" بالبحريـن.. تِلك المُفاجآت الجميلة التي أغدَقني بِها والقُبلات الحميمية, وكلمَة "أحبـك" التي خرجت من لِسانِه بكُل عذوبة.. الشِعر الذّي غنّاه لي و"يـا قايـد الغزلان ذكراك ما غيّبت عن خاطري سـاعة" وَقتها كُنت شهرزاد الحَديثة وكان هوَ لي شهريار.. كُنت الأميـرة وكانَ هو سيِّد قلبـي.. الآن وفائض من الأحزان ينفجِر بـي "وش غيَّرك؟ " ردَّت وهي تدعي الله في عُمقها أن تُقتلع هذه الشكوك.. عاضَّة على شفتيها بقوة والصمت في الطرف الآخر يحدُث.. إلى أن خَرج الصـوت الذي زلزل أراضيـها.. وأحدث الكوارِث في عُمق العُمق.. العُمق الذي ينخره عبدالعزيز ويَفيض بالصَديد والمُلوِّثـات, خرج صوتُ الاُنثى التي تُشارك هناي بهذا العزيز!
هـي: عزوزي
هنـاي بالصوت الذي كان دائمًا صافيًا وعميقًا خرج الآن مهزوزًا ومبحوحًا: ما تخافييين ربك؟
لم تُجب هذه الحَقيرة.. هنـاي المُنخنِقة: مو حرااام عليك؟
هـي المُرتبكة: مالي دخل...مادري والله.. وأغلقت السماعة في وَجه هنـاي
حزينة ومَحروقة يا عزيز كدُمية منفصِلة الأعضاء لِعب بها الأطفال حتّى صارت مملة ومنظرها يَدعو للشفقة! أتسائل وسَط هذا الإنهيار وسط الدُموع والدِماء أللعُمر بقيَّة؟ وسَط هذا الخواء المُخيف أبقي لي من عُمرٍ يُعاش؟ لا اشعُر الآن إلا بالحياة وهي تَهرب مني كعصافيرٍ ضالَّة.. شَهقاتُها الشاهِقة تخرجُ مناياها بِها.. تموتُ في هذه اللحظـات ألفًا.. نهَضت من الكَنب وهي تتمايل بتَعب وكتبت الرقم بيدِها لتتصل على صديقتِها..
العَنود بصوتٍ نائم: هلا
هنـاي محاولةً ليبدو صوتها طبيعيًا: أخوك قلتي لي انه يشتغل بوزارة الاتصالات
العنود: ايه
هنـاي: بارسلّك رقم وجيبي لي اسم صاحبه
العنود: وش فيه؟
هنـاي وهي تبلع تنهيدة عميقة: ابد مزعجني هالرقم
العنود: خلاص ان شاء الله.. يلا بحفظ الله
هنـاي: مع السلامة
-
كـانتْ مُنهكة بقراءة الكِتاب الذي اشترته "تغريـد" لها من معرض الكِتاب.. وصَلت إلى: “كُلما أقبلتـي إلى الله خاشِعة صغُر كُل شيء حَولـك وفي قَلبِك. فكُل تكبيرة بيـن يدي الله تُعيد ما عداه إلى حَجمِه الأصغر, تُذكّرك بأنَّ لا جبَّار إلا الله.. ابكي نَفسك إلى الله وأنتِ بينَ يديـه ولا تبكي في حضرة رجُل يخـال نفسه إلهًا, يتحكّم بحياتك وموتِك, ويمن عليـك بالسعادةِ والشقاء متى شـاء, البُكاء بينَ يدي الله تَقوى والشكوى لغيرهِ مذَّلة, اسعدي بكُل موعِد صلاة.. إن الله بجلالِه ينتظرُك خمسَ مرَّات في اليـوم. وثمةً مخلوق بشري يدب على الأرض يبخُل عليـك بصوتِه وبكلمةٍ طيّبة" ابتسَمت والدموع على محجَريها لأننا بالحُب والحُزن نقرأ نفسنا بكِل كتاب وكُل أُغنية.. والأجمل أن نقرأ حلولنا ونحاول التغيير.. في هذه الأثناء دَخل "عسَّاف" عليـها نهضَت هي وقبَّلت رأسه
عساف: اليوم ماشاء الله كانك حصان
تَرف: الكُتب تُعيدنا للحياة
عسَّاف: شريت كمية كبيرة لك ولبنات عمك تقرونها هِناك
تَرف: انا مابطلع من المُستشفى إلا للمطار البيت عفتَه يايبه
عسَّاف: سويت اجراءات الخُروج نطلع البيت بس تلمين أغراضك ننصى المطار.. يلا يا عيون ابوك البسي عباتِك.. كَانت تَرف سعيدة جِدًا رُبما من الكُتب لذيذة العِبارات التي قرأتها طوال مكوثِها بالمُستشفى ورُبما من "السفرة" التي أتت بوقتِها.. يا رَب آخر الأحزان بقَلبي وبداية طريق ممهد للفرحات والرَّحمات.
-
ريـم: ابوي يقول ما تطلعون إلا باُمكم
الجازي المُنفعِلة وَقفت فوق السرير المملوء بالوسائِد و"الأفرشة" جَميلة الزَخرفة: ماااصارت مابقى الا ما ندخل الحمام إلا بامنا
ريـم: انتِ هاليومين انهبلتي مدري وش جايك؟
الجـازي "نطّت" بقوة و"حطّت" على السرير دلالة على الملل.. قرَّبت وجهها لوجه اُختها وقالت: مسوعبة السجن اللي حاطنا ابوي بَه؟ ياخي انا باتمرد كذا
ريـم: اسمعي شرايك نسويها ونهج من الشباك؟
الجـازي: مش بطّالة.. بعد العصر يا ريم لحّافاتنا البيضا نربطهم مع بعض ونحوّل
ريـم: صدقتي؟
الجـازي: تذكرين شهد صديقتي هذيك شغالتهم انحاشت كِذا وصورت لي شكل المفارش مربطة ومقطوطة من شباك الغرفة انا عقبها آمنت ان الحركة حقيقية مب بس افلام الكرتون يسوونها
ريـم المدهوشة من خبالة اختها: افعلي ما بدا لك بالنسبة لي ماراح اتهور والشيء الثاني ترف بعد بكره بيجون وناخذ راحتنا رايحين جايين بشوارع فكتوريا
الجازي: وأنا وش ينطرني لبعد بكره؟
ريـم: صدق مراهقة مُتأخرة المهم باسوي لي كلوب شاندويتش اسوي لك وياي؟
الجازي: ام بطنييين اطلعي برررا
|