كاتب الموضوع :
مُلُوك
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ثقل الروح, وسواد الظل
مسـاء الود.. كيف حالكم؟ عساكم بخيـر وصحة وسَعادة ()
لظروف سَفرية تأخرت بتنزيل هالبارت.. وأعرفكم على انتظار وتقدير لظروفي () شُكرًا لصبركم هذا أولاً, ثانيًا هذي التَكملة للبارت التـاسِع وراح نرجع لنظامنا حق كِل يوم نص بارت.. عَدا ايام الويكيند لاني ممكن أنشغل فيها
+ أسمح بنقل روايتي هذه عِِند حِفظ الحقوق لي ولا أُحلل بغير ذلك..
+ اللي ما هو مضبوط عِندها موقع ليلاس تقرأ بغَرام.
+ أتـوق للردود اللي تشرَح الصـدر.. وشُكرًا عميقة لـ"وردة شقى" و "لحن".
حَزيـنة بعُمق وينتـاب قلبي الإحسـاس بأني فَقدت شيئًا ثمينًا, شيئًا لا يُعوض.. اعتَقدت أن الحيـاة كَفتني عن سوئها بَعد أن تهـاوَت روحي بمَرض أبي لكنَّ شيئًا ما في داخلي كـانَ حيَّـًا وخصبًا قَد مـات الآن.. ملء الدِماء التـي بللت قَميصي يا عَزيـز لـن اُسامِحك! على السيـراميك البارِد كانت تبكي العُمر والثِقة والحُب.. العُمر الذي سَبلهُ منها هذا العَزيـز, والثقة التي اجتثَّها من عُروقها, والحُب الغزيـر الذي قَدمته له بلا حُـدود.. كـانت نصف نائِمة جُزءٌ مِنهـا ينهارُ ويبكي والجُزء الآخر في مُحاولة لعَدم التصديـق والهَرب, “اعرف أحّب لكن ما اعرف أنـام.. قلبي السَّالم أمس واليُوم ما سلَم" بَعد 4 سـاعات ذُبول ومَوت.. نَهض هُو ليُفجع بمنظرها هذا وبَدت هي في حالة اللاإدراك.. حَملها على كَتفيـه العريضَتين ليَضعها على السريـر ويوقضها: هناااي هناااي
فَتحت عيناها المتورِمتان: اييش؟
عبدالعـزيـز: وش هالدَّم؟
هنـاي تُمسِك بذراعِه لمُحاولة النُهوض وبِهمس: بردانة
عبدالعزيـز المذعور: وش هالدم؟ اوديك المستشفى؟
الدَم الذي كان في الأعلى من قَميصها أقل بكثيير مما كان عِند منطقتِها الحساسة!
هنـاي بَعد الاستيعاب: وش تببي اببععععد عني اكرهك
عبدالعزيز بصَدمة: وش فيك؟
هنـاي: وش ما فيني؟ جوالك المليان صور تسم البدن ورسالتها.. عِند الكَلمة الأخيرة خَرجت شَهقة من أقصى عُمقها.. من قلبِها الذي سَن وكَبُر.. من شِغافِها المليـئةِ بالثُقوب, تغيَّر وجهه وتأتأ بالكَلمات ثُم خَرجت منه جُملة صحيحة: المهم أوديـك المستشفى بعدين نتفاهَم
هناي بصَوت حاول جاهِدًا أن يكونَ غير مُبالي: عشان وش ياحظي عشان اللي طاح مني؟
عبدالعزيـز المُرتبك والخائف: وش طاح منّك
هنـاي بكلمات خَرجت من دونِ وَعي: الغلطة اللي حملتها منّك
ليَصفعها هو بقوة وتسقط على الأرض.. وأزيزًا يتكسّر ويتحطم بداخِلها: أستاااهل منك هذا كله؟ استاااهل منك اللي تسويه فيني؟ حسبي الله عليك يا عبدالعزيز الله لا يسامحك
تقدّم منـها لتزحَف هـي عنه والدِماء تنزف منها.. جِسمها رخو غيـر قادِر على المُقاومة.. حَملها على صَدره لتُتمتم: الله يعطيني القوة والصبر اللي اتحملك فيها
عبدالعزيـز بهدوء: ليييه هذا كله يا هنااي؟
هناي بالزَفير والشَهيق الذي ترتعد بِه مفاصِلُها: انت اللي لييه؟
عبدالعزيز: والله انه جوال خويي
هناي بنظرات غَير مُقتنعة ليُردف عبدالعزيز: اييه والله وهذي اللي أرسَلَت تحسبني هو وأنا أحاول اصلح بينهم.. صدقيني يا هناي أنا مستحيل أخونك
هنـاي هي لا تُحاول التَصديق فقط بل تُريـده: صدق يا عبدالعزيز؟
عبدالعزيز: ايـه والله ثم والله انها تحسبني هو.. لا تخلين بليس يلعب عليك ويخرب بينا
-
الجازي: ليـه ما تثق فيني؟
فـارس: أخاف عليك يا بنتي
الجازي: يبه لا تخاف أنا قلبي بيَد الله والله يثبت هالقلب ولا يزيغه
فـارس: آمين.. عطيني جوالك
الجـازي: بابا وش قلنا؟
فـارس: عطيني إياه بلا خَرط فاضي
الجـازي أخرجت جوالها من جَيبها وقَدمته لوالِدهـا بثقة: سَم
فـارس أخذه ودَخل على الواتس اب ثُم التويتر ثُم الكِك ثُم البـاث وأخيرًا سناب شات
آخر فيديـو من حْمود.. فَتحه والدُها, وقلبها يخفق ويَخفق تَشك بأنَّ أباها يسَمع هذا الخَفقان العـالي.. كان الفيديـو لحْمود وهو يتَكلم عن تقلبات الجَو في كَندا.. حَمدت الله وشكرته على ذلك.. لتُردف الجازي بلا أن يسألها: هذا برنامج يرسَّل لكل العالم فيديوات وكِذا
فـارس: تحسبيني غبي ما أفهم بذي الاشياء!
الجـازي بحياء: محشوم يبه.. همَّت بالوقوف وهي تَقول: وش تبي تشرب؟
فـارس الذي لم يَرفع عينه عن جوالِها وهي الواثقة بحَذف جميع المُحادثات والصور قبل دُخولِها: سوي قهوة
الجازي: ابشر.. تَركت القهوة تَطبخ فوق النـار.. لتَذهب للصالة بَعد أن انشغل والدُها بقراءة الجَريدة سَحبت جِهازها من جانبِه ليُمسك يَدها: خليه معي
الجـازي وبؤبؤتها تتسع: ليــه؟
فارس: بس أبيه عندي
الجازي: وش فيـك يبه؟
فــارس: خليه عنـدي
تساقطت البلَّورات المالحة من عينيها لتُردف بتمرد: وشو اللي خليه عندي؟ وش سويت أنا؟ تراه جوالي مب على كيفكم كل ماهتويتوا تاخذونه
عبيـر: كنّك متشفقة عليه تشككينا في بلوة من وراه
لم تُجب على والدتِها وسحبته مرّة اُخرى وهمّت بالنهوض
فارس بصُراخ: اتركيه لا احلف ما عاد تشوفينه مرة ثانية
عبير باستهزاء: يا عمري ما تقدر على فرقى حمود
صُدمت الجـازي وتغيَّر وجهها للسواد: تراني تربيتك هذا اللي أقوله واذا بتسيئين لي تسيئين لروحك.. ثُم بلعت غصَتها واكملت:وحمود مين ان شاء الله عشان ما اقدر على فرقاه؟ ولا عشانكم شفتوه بسناب شات؟ سبحان الله تدورون أي شيء تشكون فيه
أكملت عنها ريـم: ترانا حاطينه عندنا عشان نضحك على وجهه الغبي وشعره اللي كأنه غابة الامزون ههههههههههههههههه
فـارس بانفجار وملل: اطلعن برّا يلا أشوف وأنتِ يا ريم تحسبين نفسك اللي الله الله روحي جيبي جوالك وان شاء الله من اليوم ورايح ما به جوال الا اذا اعرستن
ريـم بابتسامة: ابشر يبه هذا اللي تبيه بس؟
تلاقت عينا الولِدان ببعض في استغراب لتَنهض ريـم وتغمز لاُختها وتَخرجان: يا غبية يالجازي هم ما اخذوه منك إلا من قو التعلق سوي نفسك ما يهمك.. انتِ اللي لا انسحب جوالي تقولين هالحكي وش غيّرك؟
الجـازي ببكاء: واذا ما رجعوه؟
ريـم: ماعليك بيرجعونه, بعدين حتى لو ما رجعوه في أشياء فلّة نسويها وعندنا الأيباد اذا نحتاجه
بَعـد مُدة أردفت: أهم شيء تكونين ماسحة الاشياء النص كم, بجاهزك وبهَمس أكملت: المرّة هذي من صالحِك المرّات الثانية راح تكون ضِدك
-
تَرف: كيـف وافق أبوي؟
محمد: بالتهريب جايّك طبعًا قلت له انهم يعتنون فيها عناية خاصة واني بامر عليها بين الفينة والأخرى ناظرني بشَك قلت له تراها قبل ما تكون زوجتي تراها اختي هههههههههههههههههه قلتها لا إراديًا وغبية الجملة أصلًا مدري كيف اقتنع
تَرف: ههههههههههههههههههه والله بصراحة ابوي مادري وش جاه أنا أخاف على نفسي منك
محمـد: لا تخافين ماني مستعجل على رزقي
تَرف اقتربت من خّده الخَشن وقبّلته: يااا رجُل.. ابتسَم لتَبرُز وسامتَه الشرقيَّة
تَرف استلقت على السَريـر: خلاص اطلع بنام
محمد بخُبث: عادي أنام جنبك؟
تَرف: ههههههههههههههههه أبد مب مستعجل على رزقِك
محمد نَهض وأغلق الضَوء وهو خـارِج: صلي وترِك ولا تنسين الأذكار يا أميـرة
تـرف: تراني اتدلع وين رايح أصبر بدري
محمد يُغلق الباب بَعده لتَنهض بسُرعة وتفتحه دَخل عليـها: ويييين يا بنت لو احد دخل عليك؟ ما تتوبين انتِ؟
تَرف ببراءة: لا تروح أخاف لحالي
محمد الغاضِب: إلا بروح
تَرف بضيـق: ترى بابكي
محمد: صلي ويروح هالخوف
تَرف: طيّب بصلي بس اقعد
محمد يَختبرها: تصليـن عشان إيش؟
تَرف بعفويـة: عشانِك قلت لي
محمد ثـار: وشو اللي عشاني قلت لك؟ يعني أتزوجك عشان أعلمك كيف تخلصين الاعمال لله؟ طفلة أنتِ؟
تَرف وعيناها الواسِعة تزيـغ وتمتلِئ بالدموع: طيّب آسفة
كـانت ضَعيفة مِن الأحزان التي فاضَت ولَم تحترم صِباها.. مليئة لأخمص قدميها بالدُموع.. مُحتاجة لمن يقولُ لهـا: انا مَعك, لمن يُربت على كَتِفيها بحُب لا بشَفقة.. مُحمد تغيَّر كثيرًا, لم يَعد أمير الشُعراء وملِك الغَزل والصَاحِب الحَق.. أنـا أبكي هذا الخواء والإدمـان على الحُزن يا رَب..
كـانَ عاقِدًا حاجِبيه مُحركًا رِجله بقلق وتوتر وعيناه مُعلقتان على الحائـط بتفكير عميق.. قَطعت تَفكيره تَرف: محمد أشغلتك خلاص روح الله يحفظك
نَهض.. ثُم قبّل جبينها ببرود وهَمس: تمسيـن على خيـر
|