مسـاء الخير.. كيف حالكم؟ أتمنى تكونون بخير وصحة وعافيـة, أولًا تأخرت في تنزيل البارت لظروف قاهِرة جِدًا ولا أعلم ما إن تستمر أو لا.. سأُحاول أن اُنزل البارت الثامن يـوم الأثنين بإذن الله.. اتمنى لكم قراءة مُمتعة..
*البارت السـابع
بَعد أيـام جميلة وموجَعة قضياها في باريـس, عادا من فرنسا إلى مصر -القاهرة- تحديـدًا
ذهبـا مُباشرة إلى فندق "كمبينسكي النيـل" المُطل على نَهر النيـل
هنـاي: فرق بين أجواء فرنسا ومصر
عبدالعزيز: إيه مصر في اغلب الفصول حارّة, وش رايك بمساج؟
هناي: محتاجة والله
وحَجز لهُ ولها.. نامـا من "تَعب" السفر في الليلةِ الاُولى.. في صباح اليـوم التالي أصَّرت هناي لتذهب إلى الاهرامات..
هناي بوَجه سَعيـد ومُندهش: اجل متاحف اللوفر ودارالاوبرا.. يا حبي لهالحضارات يا عزوز
عبدالعزيز السعيد بسعادتِها: ندخل؟
هنـاي: ياليت
عبدالعزيز يُغيَّر رأيه بعد ملاحظته لمغيب الشمس: الممرات مرة ضيقة وانتِ فيك ربو
هناي برجاء: عادي
عبدالعزيز: استحي اسوي لك تنفس صناعي قدام الناس
هناي صمتت رُبما من حيائِها وربما لجُرأته
أردف: بيحيون سهرة غنائية بسرعة نحجز لنا مقاعد
هناي بعد أن كانت أعيُنها على الأرض رفعتها إليـه: وش تقول؟
عبدالعزيز: مثل ما سمعتِ
هنـاي: يضيق صدري لما اسمع لهالاشياء
عبدالعزيز: يا بنت الحلال مرَّة وحدة ما راح تضر
صَمتت, لأنها تعلم لو أنها جادلته سيبقى هو المُنتصر ولا تُريد أن تُرهق نَفسيتها
ذَهب هو لأخذ التذاكر جَلست هي على المقاعِد الصغيرة ثُم اتصلت على امها.. رَدّت خلود: هلا بالقاطعة امداك تنسينَّا؟
هناي تنهدت: وشلون أنساكم؟ وش اخباركم؟
خلـود: الحمدلله كِلنا بخير, وش اخبارك انتِ؟ متى ناوين ترجعون؟
هناي: بعد خمس أيام إن شاء الله, ثُم أردفت: وش اخبار أبوي؟
لم تُجب خلود, أحسَت هناي بوَجعها فقالت: وش تبين أجيب لك هدية؟
خلود: اللي تبين, يلا هذي هي أمي خذيـها
-
لم أكُن اُدرك عن هذه الكمية الهائلة من العَتب.. ولَم أُرد أن اُدركها, إن أوجع ما يُمكن أن يَحدث لي في هذا العالم هو سماع نشيجكِ بهذه الصورة.. بالصورة التي لا يسع للساني أن يَرد عليـكِ بها إلا بأنفاسي المُثقلة.. ولا يَسعُ لقلبي التَصديق! مُشكلتي أنكِ أحببتِني بصُورةِ الألم.. ولَم أكن أنا اريـد إلاكِ والصلاح! أن تَرفضيني بهذه الطريقة ما لَم تفعل أي امرأة قبلك! كُنتِ الاستثنائية ولم اكُن لاناسِبك.. في هذه اللحظة جميعي يَتمرد على عائلتي.. لأنَّ روحـي منكِ وجوارحي ستتربى على يَديـك, يا "موطني " ما ذاب من فَرطِ الهوى بكِ عاشقٌ مثلي ولا عَرَفَ الأسى إنسان.. ثُم: الجازي لا توجعيني يشهد ربي إني أحاول أصلح نفسي, لا تَرد سوى بشَهقاتِها المتتاليـة " علمني كيـفَ يموتُ الحب وتنتحر الأشواق؟ ": الجازي لا تبكين لا توجعيني دَمعك عزيز على قلبي والله
الجازي المُتعبة: بحفظ الله, واغلقت السَّماعة
شَعرُها الأسود الفاحم الذي تُشارك لونَه " تَرف" كان بفوضوية متوزعًا على أجزاء وسادِتها, ودَمعها الدافِق يتسرب ليستنشقه "جلالها" المزَخرف.. جسمها ينتفض بشِدة من حُمَّى الحُب, دَخلت ريم التي اعتادت على رؤية اُختها بهذه الصورة في الأيام الأخيرة: بطنك يعورك مرة ثانية؟ عمومًا الله يشفيك وامي قالت اشغّل لك الجمر عشان تدفين.. اتجهت للمدفأة الريـفية ذاتِ الطوب الأحمر واشعلت النار فيها.. قبل ان تَخرُج: ترى احنا طالعين
لو كُنتَ حلالًا لخَرجتُ معهم, ولتنهّدتُ الألم ولَخبرتُكَ بكُل بساطة أنني اُحبك وان عيناك جميلة وصوتُكَ اُغنيةُ لقلبي.. ولكَومتُ نفسي بِك في مثل هذهِ اللحظات الوعِرة, لو كنتَ حلالًا لما بكيتُك!
توضئت وصلّت وهي تُلحح بالدُعاء: اللهم لا تجعل قلبي يتعلّق بغيرك اللهم زِد قلبي حُبًا وتَعلقًا وإقبالًا عليـك اللهم أرح قلبي واجبر كسري اللهم واغنني عمّن سِواك.. فتحت المصحف وأخذت تتلو الأيـات بصوتٍ رخيم.. أصرّت على نفسها بأن تخرُج و"تغيّر جو" اتصلت على اختها: وينك
ريـم: في تيم هورتنز, شبّكت السماعات في جِهازها ووصلتها إلى اذنهابآيات السَكينة بصَوت " مشاري العفاسي " كَرهت أن تخرج وتستفز موسيقى الفلنتاين ذاكرتها المُحبَّة!
وصلت إلى حيث اُختها: مساء الخير ريمي
ريـم: مساء النور والسرور كويّس روقتي
الجازي: وش مطلعكم بهالوقت؟
ريـم: عشان الفلنتاين أبوي يقول تطوّل لا تسكر المحلات اليوم.. اسمعي تذكرين طيّبة وبناتها زيتونة ومدري مين؟
الجازي: اييه هذوليك الصوماليات؟
ريـم: ايه, الزبدة تعرفين اختك محبوبة الجميع, زيتونة عازمتني بكره بقاردن بوتشارت.. نَبَضَ قلب الجازي واكملت ريـم: تجين معي؟
قطعت حديثُهما النادِلة الاسبانية بانجليزية مُتقنة: من منكما تُدعى الجازي؟
الجازي مُتعجبة: أنا
قَدمَّت النادِلة لها كيسًا صغيرة من كارتير وهي تَقول: هذا لك, واتبعتها بغمزة
الجازي وريـم في آنٍ واحد: ممن؟
النادلة الفاتنة: لو كان الشخص يُريد أن تعرفيه لما استخدمني لكي اُعطيكِ اياها.. ثُم ابتعدت
ريـم وهي تسحب كُرسيها لجانب اُختها بفضول: وصار لك مُحبين وهدايا وحركات وكارتير بعد على انك ما تستاهلين يالنفسية يلا افتحيها خنشوف
الجازي كانتْ سَعيدة وحزينة في الآنِ نفسِه اما النادِلة الاسبانية فكانت تنظر لها بسعادة بالغة وحالمية.. فَتحت الجازي "البوكس" الأحمر المنقوشِ عليـه كارتير وقَلبُها يخفق بشِدة.. كانَ خاتمًا ذهبيًا تتوسَطُه ألماسَة
ريـم: واااو مرررة جميل ورايق البسيه يا جوجو
كانَ ضيقًا في اصبعها السبابـة, أتت النادِلة الجميلة وقالت: ضعيهِ هُنا-اشرت إلى البُنصر- إنهُ جميل عليكِ جدًا انامِلك تُذكرني بما كَتب المؤرخون الاسبانيون عن الأطراف الاندلسية القديمة
الجازي: هذا من لُطفك شكرًا جزيلًا لكِ, أخبريني في أيِّ وقت كانَ ذلك؟
النادِلة: بالأمس, انحت بطريقة ارستقراطية وهي تَقول: اتمنى لكم وقتًا وحُبًا سعيدًا
بَعد آخر رَشفة من "الاسبريسو" نهَضتا وهمَّتا بالخُروج لتتبعُهما النادِلة: آنسة الجازي انتظري قليلًا
التفتت الجازي لتراها محمَّلة بـ"بوكيـه" كبير من الورد الأحمر: لقد امرني ذلك الشخص بأن لا اقدمها لكِ لكنني لم أستطع إنها المُكملة لذلكَ الخاتم.. وعُذرًا على الإزعاج
الجازي: انتظري متى قال لكِ ذلك؟
النادِلة: منذُ أكثر من ساعتين
خبئت الجازي "الكرت" الموضوع في أعلى البوكيه عن اُختِها ريـم وهي تقول: لا تعلمين امي ولا ابوي اخاف يفهمون غلط الزبدة نقولهم إحنا شريناها
ريـم: اوكي.. تتوقعينها من مين؟
الجازي لتَقطع شكوك اختِها: اكيد من واحد كندي تعرفينهم مُعجبين بتمسكنا بعاداتنا, اهم شيء يختي الهدية ماهو مُهم من مين صح؟
ريـم باقتناع: صح, الزبدة بتجيـن معي بكره؟
الجازي وجدت ذهـاب اُختها كمبرر هي الذّاهبة من أجله تُحاول أن تخدَع نفسها: ايه
بعد عودتِهما.. ريـم اتجهت لوالدتها بينما الجازي لغُرفتِها "مُتحمسة" لما بالكرت.. خَطهُ الفخم يُنبأ عن عروبة أصيلة عكسَ ما يتمتع هو بملامح بيضاء دقيقة اروربية نَقش بخطوط العاشِقيـن الحادة/المُخترقة لشغاف القلب: “كل عينٍ تشوفك ليتـها عيـني, وكِـل دارٍ تضمك ليتها صدري" حرَّمت علي أن اقرا هذه الكلمات منك! أتدري أن وقعها كان أكبر وأحد من " الهديـة " تَغشو السعادة على قلبي وتَسري الحُمرة على وجهي.. أن اُصبح وأنا ادعو عليـكَ وابكيك وأمسي وأنا سَعيدة بك واتمناك هذا ما يُصنفه علماء النفس بالانفصام.
-
فتحت الدولاب.. اختارت "بلوزة" رمادية اللون قطنية ذات شِعارات غريبة تُغطي صَدرها فقط وتظهر ما تحته.. هي التي نوَّت ان تَحرقها مُنذ فترة هذا الوقت لتَستعملها "وربما ضارةٍ نافعة" قالتها وهي تبتسم.. أرتدت "جينز" قصير يُظهر فخذيها ذا لونٍ اسود ليَنعكس بياضُها عليـه, تركت شعرها بفوضويـة جذّابة ونزلت للأسفل علت الدهشة على وجوه الخادِمات لمنظرها الغريب والمُثير لتجري الامور بطبيعية بالنسبة لها وهي تقول قبل أن تفتح الثلاجة: جاب حسين الكيكة؟
فتحت الثلاجـة ثُم الكرتون الكَبير, كما اختارت كيكة بورود حمراء على جِهتها اليُسرى "سبيكةُ" سُكر مكتوبٌ عليها بانجليزية: هابي فلنتاين
خرجَت للمجلس الداخلي وتَركت بالونات "الهيليوم" الحمراء والبيضاء تطير إلى السقف, احضرت بوكيه الورد الأبيض من غُرفتِها ووضعته على الطاولة.. بعد نصف ساعة من الترتيبات اتصلت على سارة: وينك يا عمري؟
سارة: هذاني عند لفة بيتكم
وصلت سارة وضمَّت "ترف" بطريقة غيـر طبيعية ومُقززة قبَّلت رُقبتها بعُمق بعد ان استنشقتها وتَرف الصامِتة بلا أي انفعال
سارة: وش هالاشياء الحلوة انا يشبعني جمالك وبَس.. وغَمزت لها
أرغب بالبُكاء, لستُ سعيدة أبدًا ولا أشعُر إلا بالخواء.. أنا تَرف مليئة بأكثر الاوجاع فتكًا على القلب, الآن أتذكر وَعدك يا مُحمد:” سأتصورك عليـلةً لاُشفيك, مُصابةً لاعزيـك, مطرودةً مرذولةً لاكون لك وطنًا واهل وطن " أنا العليلة المُصـابة المطرودة المرذولة "المُذنبـة" احتاجُك, يشهد الله بأني أخـاف على روحي من الجفاف/الهلاك فكُن غيثًا وامطرني.. وكُن رياحًا على سارة واقتلعها من أرضي الطاهرة, قطعت تفكيرها بوعده وعَهده تُريـد الحاضر فقط السيئ المنتقِم..
قدَّمت ترف الكعك لها وجَلست بجـانبها حرَّكت سارة يَدها لتُداعب حاجِب "ترف" شديـد السواد وهي تقول: هالجَرح مزودك جمال وش قصته؟
تَرف تَخلُق لنفسِها ذِكريـاتٍ اُخرى: طحت لما كنت صغيرة كانت امي ماسكتني بيد وبيالتها بيدَّها الثانية فانجرحت فيها
اومأت سارة ثم قالت وهي تبحث في شنطتها: تسمحين أدخن؟
تَرف تدعي اللامُبالاة: خذي راحتك
في هذه الأثنـاء دَخل أبا تَرف فجأة من بوابة المجلس الداخلي والسُرور والاستبشار بادٍ على مُحياه حتى رأى الطامةَ بعينه, خُيَّل له بأن "سارة " فتى حتى تنبّه لملامحها الانثوية.. اشتَّد سواد وَجهه لم يكن هُناك مجال للغضب بل للإنهيـار, أن يرى ابنته بهذه الصورة يستحي والله أن يرفع عينه ومعها من تتشبه بالرِجال وتُدخن.. ضَعُف صوته ووَهُن عظمه: اطلعي الله يستر عليك, لمّت اغراضها بسرعة وخَرجت.. مع خُروجها خَرج صوتُه الشديـد الصوت الذي احتفظ بمداه من صباه لأرذله: امااا انتِ حرااام تكونين بنتي شي واحد بس باقولك اياه اليوم ملكتك جاي بابشرك واشاركك فرحتك اما الحين هذي الملكة ما هي الا شيء يقطع ولايتي فيك وابوّتي حتّى ما عادني ابوك من هاللحظة الله يخسك ويسود حياتك الله يعذبك ليتك لحقتي بامك ما جبتي لي الا الشيبة والشقا حسبي الله عليك
ثُم خَرج.. نادى مُحمد السعيد وكأن وجهه كُتلةُ مذّهبة عقد حاجبيه بعد أن رآه بهذه الصورة: وش فيك يا عمي
عسّاف: ابد يا وليدي البنت تعبانة وأنا بودي العقد توقّع عليه وان شاء الله ما يصير الا طيب, ربتَ على كتفه ثُم أردف ليقطع كُل مجال للحديـث: الله يحفظك
-
وصلتَا للحديقة في السـاعة العاشرة والنِصف
الجازي: يا جمالها اللي يشرح الصـدر
ريـم: تدرين إنها ثاني أجمل حديقة بالعالم؟ وينها زيتونة بادق عليها.. اتصلت عليها وحددتا مكان اللقاء
الجازي: مايمديني اقطف ورد؟
ريـم: يعني أمس جايك حوالي المية وردة ماملت عينك
الجازي: سخيفة ما اشبع من الورد أنا
إلى النافورة الراقصة حيـث حددتا تبادلا السلام.. ومن ثم ذهبنَ للكوفيّات المبنية بشكل ريفي
الجازي بانجليزية: اود لو اجلس معكم.. لكني سأتفرج قليلًا منذُ مدة لم آتي إلى هُنا
ريـم: تسوين خير واتبعتها بضحكة
ابتعدت عنهم وهي تتأمل النـاس القُلل والزهور المُتفتحة والعاشقيـن المسروريـن.. رأت امرأة شديدة السواد بملابس مُثيرة رغم برودة الجَو تُظهر سوادَها الشنيع وبجناِبها زوجها كما حللت الجازي زَوجها الفاتـن كممثلي الهوليوود, تمتمت وهي تحدق فيهم بذهول: ياااويلي اكيد امها وجدتها وقبيلتهم الافريقية بكبرها داعية لها وش ذااا, إلى أن بكى طفلهم ذو البشرة البيضاء والملامِح الكبيرة الخَشنة كوالدته هو المَرعوب من شَكل الجازي/خمارُها.. ابتعدت عنهم باحراج.. هي السَعيدة وجِدًا تُحادث نفسها: من هواياتي التحديق في الآخرين.. مَشت في ممر ضيّق مُظلم بفعِل الأشجـار الشاهِقة إلى أن وصلت للحَديقة السُفلية/المَعلم.. صوَّرت المنظر من الأعلى.. ونزَلت للاسفل.. ثُم الى الدَرج في الجِهة الأُخرى إلى أن لمَحته.. خفُق قلبها وضاقَ كثيرًا, توقفت لتراه جالسًا على كُرسي خشبي ويبدو أنه يُفكر بعُمق.. ملامِحُه باهِتة جِدًا ومَلابسه كانت ثقيلة ضِعفَ برودة الجَو, بعد مرور لحظات انتبهَ له أشرقَ وجهه.. ووقف ثم اتجه إليـها, بابتسامَة عذبة: صباح الخير
الجازي: صباح النور
بحثت عيناه في يدها وتنبه للخاتم, ادخلت هيَ يدها بسُرعة: اعجَبَك؟
الجازي: إيه
حْمود: بس؟
صمتت ثم أردف هو: جميل على يدك
صمتت مرةً أخرى
حْمود: طيب عشانه آخر يـوم خليني اتذكرك ذِكرى حلوة..
تَكـاد أن تَهوي على الأرض.. لم تَحسب حساب رؤيته, رُبما بفعل كلماتِها الحادة ليلة الأمس
حْمود: شُكرًا لحضورك
ودّت أن تقول له "مو عشان سواد عيونك" لكنها احترمت مشاعِره اولًا ولما أسعدها بِه ثانيًا: عفوًا
بعد أن مَشيا في الممرات الضَيقة والبَعيدة.. وَد لو يقطع صمتها: تدرين وش قصة الحديقة؟ هـ.. قطعت حديثه: إيه اعرف القصة.. ابتسَم هو رُبما لجفاوتِها الجميلة بعَينه.. بلا هَدف تمشي أقدامُهم إلى ممر أضيق بالكَاد يسع لشَخصين, توقفت هي ثُم قال هو: نرجع؟
الجازي: لا نكمّل.. التصقت بالجِدار وهي تمشي إلى أنَّ رأت كلبًا اسود ضخم في الاتجاه المُقابِل, خفق قلبُها بعُنف,هي المُصابة بفوبيا الكِلاب, لا إراديًا تمسّكت بيـد حْمود.. كما تفعل دائمًا مع اباها, خرجت أنفاسُها قويَّة.. اشارَ هو للمرأة الصينية صاحبة الكَلب بأن تعود لكنها أكملت مُتقدمة غيرَ آبهةً بِه, كان الكلب ينظر إلى الجازي وهو ينبح فاتِحًا فاهُ المليئةَ باللعاب.. اقتربَ اكثر الفاصِل هو مترَين فقط.. صَرخت الجازي بحِدة.. بسُرعة وَقفَ حمود أمامها وظَهره ملاصق لوجهها تمتم: لا تخافين, قرّب الكلب وجهه لرِجل الجازي من الجانب الآخر لتضم الجازي حمود وتُعلق نَفسها به.. ضجَّ الناس القلل المارين بالضحك.. رفَس حمود وجه الكلب برِجله حتى سَقط.. غضبت الصينية ليَقول هو: اللعنة عليك وعلى كلبك أيتها الشمطاء البلهاء ممنوع دخول الكلاب للحديقة وسأُبلغ عنك لما سببتِه من ضرر
.