المشهد
( 18 )
المـــــــــواجهة الســــــــابعة
فيما مضى
بصعوبة استطاع اخراجها من السيارة بذالك الفستان الضخم الذي يلتف حولها
ارتعدت فرائصه خوفا عليها وعلى قلبه الذي و اخيرا قد لامس الحلم !
نعم هو لم يتوقع الكثير في هذه الليلة !
في نفسه قرر ان يصبر عليها فهي تستحق ،
وكذالك يعلم ان ما فعله معها لن تغفره له بسهولة فهو رجل لن يخدع نفسه !
مع ياسمين بالذات كل شيء يبدو ناقصا وهي الوحيدة التي تبدو في نظره في منتهى الكمال حتى نفسه !
تقيأت على ملابسها حتى امتلأت ، أكل ذالك قرف مني يا ياسمين ؟!!
كانت منتهية نامت ولم تصحو ؟ فضلت ان تنتقل الى العالم الاخر ، عالم الموتى او عالم النائمين الابديين !!
ملابسه كذالك قد امتلات قيأً ،
اه يا ياسمين قد حطمتك أعلم ذالك ولكني اقسمت منذ زمن بعيد لا تعرفيه ان لا تكوني لغيري وها قد تحققت امنيتي فها انتي هنا احملك بين ذراعي لبيتنا ،
حتى وان كنتِ غير راضية سترضين قريبا فأنا لن اوفر شيئا تتمنينه ولن افعله ،
يفتح بمقدمة رجله باب الغرفة الحمراء البديعة الجمال ، فمن اجدر من ياسمين لكي يصمم لها غرفة كغرف الملكات !!
الاثاث الاحمر الذي يخطف الانفاس والثريات الكرستالية العملاقة المدلاة من الاسقف المزينة بالجبس والابواب الزجاجية وحوض الاستحمام الذي في زاوية الحجرة فكل مرة تريد الاستحمام لا بد وان تفعل ذالك امامه !!
السرير الكبير ذو الاغطية الحمراء الموشاة بالنقوش على الأطراف لتبدو في قمة الفخامة على سرير ذو اعمدة تغطيه الستائر الحمراء القانية فتلامس الارض ،
هناك سيقضي معها وقتا حميما وستحبه !!
كل شيء كان مثاليا لليلة مثالية فيما عدا العروس النائمة التي لم تكن كذالك !!
وضعها بهدوء على السرير حتى لا يوقظها
واقفا متأملا اياها وهو يخلع الجاكيت عن جسده ثم يرفع اكمام قميصه الذي فك ازراره الفضية ، ازاح ربطة العنق وفتح الزر العلوي من القميص الابيض وخلع حذائه بجانب السرير ..
جلس قبالتها على السرير يتنهد عشقا ً
الفرح هو عنوانه الليلة بل سيطير عاليا حتى يلامس اطراف السماء فملاكه هنا على سريره
هل للدنيا ان تقترب منه اكثر ؟!!
وهو ولأول مرة يمرر يديه على ذالك الشعر الذهبي الحرير ي ، غير مصدق وهو يمسك بخصلاته بين اصابعه يمسكه فينزلق ، ثم يمسكه مرة اخرى ويتركه لينزلق كالماء ،
ضايقه ذالك الفستان الذي لا يعطي جسدها حقه بوسعه الملفت نعم تبدو مذهلة فيه ولكن يريد ان يراها بدونه !!
رائحتها العذبة ذوبته فهو الان بالقوة يدافع عن نفسه امامها !
تقرب منها رويدا حتى وضع يديه تحت ظهرها ليفك بسرعة تلك العقدة التي تمسك بها قمة الفستان وهو يتقرب من وجهها اكثر وانفاسه تلفح وجهها النائم الغائب عن هذا العالم ليلثم ثغرها الندي لثمة صادقة ناعمة حريرية خاطفة اشعلته !!
لا يريد الحصول عليها نائمة ، يريدها بكامل وعيها !! لذالك تنهد تنهدات متلاحقة وهو يسيطر على تلك المشاعر الجياشة وببساطة يزيح ذالك الفستان عن جسدها لتبقى ملقاة على السرير بملابسها الداخلية ..!!
يبتعد عنها قبل ان يتهور ليلامس ذالك المخمل الباهر !! يجلس على الكرسي ويسند ظهره اليه ويشبك يديه ليضعهما قبال شفتيه ويغمض عينيه
في تلك الظلمة الحالكة تنير السماء ضوءا جميلا لامعاً كالألماس المتراقص حول تلك الصغيرة التي يلاحقها الصبية اينما ذهبت
محط انظار الجميع دون استثناء كانت بجمالها ودلاالها وادبها ، يراها ولا تراه ، فمن هم بجمالها لن يروا من هم ببشاعته !!
لا تقترب منه ولا تحدثه ولا تعيره انتباها كلما التقت نظراتهما ابتعدت عنها بنفور وتكبر !!
يذكرها عندما بدأ هذا الجسد يتفجر انوثة فلم يحتمل بعد الان منظرها وهي تجري وتلعب مع الصبية ، لم يواجهها بل بلّغ عمه الذي امرها بدوره بالتحجب والتستر عن العيون ، بدت اجمل واطهر وانقى !!
يتذكر ايضا انها كلما ذهبت الى المانيا تأتي محملة بأساطير وصور وذكريات عمن يُسمى يوسف !!
ساحرها كان ذاك اليوسف ، لم يعلم لماذا الا عندما رأى صورته !!
لا يقارنا ،لا مجال للمقارنة بينهما فالفرق بينه وبين يوسف كالفرق بين الثرى والثريا!! فالياسمين جميلة تحب الجمال !!
كره المانيا وكره نفسه لأنه يبدو بشعا !! لا يمت للجاذبية بصلة !!
ضخامته وسمنه وسمرته وفمه !!
كيف ستميل اليه ؟!! كيف سينافس يوسف البارع الجمال ؟!! كيف سينتصر عليه !!
هي اللعبة والخدعة والمناصب الجبارة !!
هي القوة والسلطة !!
هي السياسة !!
سيكون سياسيا جبارا وسيتقرب من اصحاب النفوذ حتى يكون منهم ففي رأسه خطة ولابد وان تنفذ !!
وكبر وتعلم وخاض تلك الاسلاك الشائكة السياسية ، حتى اصبح احقر منهم !!
بل اصبح زعيمهم !! فكل شيء اصبح يدار بين اصبعين ، حتى الحب !!
يفتح عينيه على هزات متتالية تصدر من السرير الملكي
يضيق ما بين عينيه مستغربا من اين تأتي تلك الاهتزازات ؟!!
ولكن الجسد الابيض الذي بدأ يرتعد وكأنه في مهب الريح باهتزازات سريعة قوية وصوت اصطكاك اسنانها لم يتوقف ارعبته
اقترب منها ليرى ما الأمر والأنّات التي كانت تخرج من بين شفتيها تتراجع اكثر فأكثر حتى تختفي
فيما زاد جسدها ارتعاشا ارتبك لم يدري ما يفعل اخذ فقط في النظر اليها بعينين مفتوحتين تائهتين مرتبكتين ماذا يحصل ؟!!
اقترب بجسده منها ولكن تلك الحرارة التي كانت تخرج من جسدها كانت كافية لسلق بيضة
ارتفع صوته وهو يحدث نفسه يالهي انها محمومة ، ابله كيف لم اعرف ؟!! وانا الناس طوال الوقت امامي يصابون بالحمى ؟!!
تلمس جبهتها التي لسعته حرارتها تراجع مخدرا واضعا يدا على رأسه يمسح عليه بسرعة ماذا يفعل ؟!!
.
.
رجليه التي تلقائيا اتجهتا الى تلك الثلاجة الصغيرة بجانب السرير المليئة بالحلويات والماء والشوكولا ، بحث في الفريزر الصغير ليجد تلك المكعبات الصغيرة من الثلج اخرجها بسرعة وانطلق يعدو الى المطبخ التحضيري ليجلب بعض الاكياس
فتش في جميع الادراج فلم يجد ، تركها ونزل مسرعا الى المطبخ الكبير في الصالة المفتوحة قلب الادراج رأسا على عقب ليجد بعض الاكياس الصغيرة في النهاية
ركض للاعلى وهو يتخطى الدرجات لاهثا منزلا على نفسه شتى انواع اللعنات !!
وصل الى المكعبات الثلجية التي ملأ بها كيسين يغلقهما بإحكام ويدق بهما على الطاولة لكي يفتتا قليلا وهو في كل مرة ينظر الى المرأة المهتزة على السرير ، يعلم انها لابد وان تنقل الى المستشفى في هذه االحال ولكن سيجرب اولا حظه فلربما تصبح أفضل !!
انتهى من الدق وركض نحوها ليضع الكيسين تحت ابطيها ثم انطلق الى الحمام ليحضر بعض المناشف البيضاء الصغيرة المليئة بالماء البارد ليضعها على رجليها وفوق رأسها متأملا ، يا لها من ليلة !!
انتظر جانبها ساعة بأكملها وهو يتلمّس جسدها ولكن الحرارة ترتفع ولا تنخفض
ياالهي لابد من نقلها الى المستشفى !!
ركض من جديد الى غرفة الملابس ليقلب بين ملابسها المعلقة والمكدسة على تلك الارفف الخشبية العتيقة فلم يجد شيئا مستورا : تبا يا الهي ما هذا اين هي الثياب اين وضعوهم ، اسقط كل الملابس على الارض في فوضى ، لم ينتبه الى العبي والجلابيب المعلقة على علاقة الملابس !!
فضل ان يتجه الى ملابسه لينتقي ثوبا اسودا طويلا تقليديا يلتقطه بسرعة ويتجه اليها يلبسها اياه على عجل وهي تهتز وتندلع حرارتها وكامل جسدها اصبح احمرا قانيا من الحمى !!
ينزل بسرعة الى المخرج ليرميها على الكرسي الخلفي ويدعس الفرامل التي اصدرت صوتا حادا الى المستشفى !!
امام غرفة للعناية الخاصة في مستشفى خاص لا داعي للانتظار امام حجراته للفت نظر الاطباء فقط هنا ان تدفع المال فتفتح كل الابواب امامك !! فما بالك بشخص بموقعه واهميته في البلاد ستغلق المستشفى بأكملها لأجلها فقط إن رغِب !!
ينظر الى الممرضتين ذواتي اللباس الابيض والقبعات البيضاء بدَونَ مسالمات أليس هؤلاء هم ملائكة الرحمة ، سيعتنون بها وستفيق !
محلول خفض الحرارة المعلق ليجري في عروقها وهي ملقاة فاقدة الوعي بما حولها قالوا له ان درجة حرارتها هي واحد واربعون !!
لا يعرفون السبب بعد ، تركيب كل ساعتين مضادات حيوية ووضع اكياس من الثلج على جانبي جسدها
يطمئنونه انها ستكون بخير تحتاج لثلاثة ايام ثم ستستعيد صحتها الا ان الطبيب الواقف امامه وهو ينزع نظارته شارحا له الوضع ومستفسرا : سيد فؤاد لا تقلق انها حمى ، اخذنا عينات من الدم للفحص بعد قليل سنطمئن اكثر عليها .يومئ له برأسه ويتركه قلقا مكانه !
ودقائق فقط حتى كانت النتيجة بين يديه وهو ينظر الى الطبيب الجالس امامه على مكتبه : سيد فؤاد المدام كما توقعت حامل في الشهر الرابع ، المرجح ان الحمل قد سبب صدمة لجسدها الذي لم يعرف كيف يتعامل مع الحالة الجديدة عليه فارتفعت الحرارة عادة هذه الحالة تحدث في بداية الحمل وليس بعد فترة ولكن في حالة ياسمين قد تكون حمى والحمل في ذات الوقت ، على كل ستكون بخير وقد اخذنا في الاحتياط امكانية ان تكون حاملا ، وهو يمد له يده بالمصافحة مهنئا ومبتسما : الف مبروك لا تقلق سيكونان بخير !!
كُسر وتحطم وتهشم ، وقع من اعلى قمة ليرتطم على رأسه بقوة مفتتا اياها
ياسمين حامل !!
زوجته التي تزوجها الليلة حامل ؟!!
حامل مِن مَن ؟!! من يوسف ؟!! قد خنتني يا ياسمين ؟!!
الخذلان وانكسار روحه وانشقاق قلبه ورغبة في تفجير رحمها الذي يحمل طفل غريمه ، يحمل دماء والده داخلها ؟!!
اذا يا ياسمين قد كنتي تعبثين معه وانا من ظن انك الشريفة العذراء ؟!!
ألست عذراء ؟!! ألن اكون اول رجل يلمسك ؟!! قد انتهى الامر ؟!!
سقط صريعا في الظلمات عشقه الابدي ليست عذراء بل هي حامل بطفل عمره اربعة اشهر ؟!!
أكانت تعلم ؟!!
ازدرد ريقه الجاف مئات المرات شعر بالاعياء الشديد وبروحه تخنقه على ابواب حنجرته التي فقد صوتها !
أخذ يضرب على وجهه بكلتا يديه بقوة وغضب سيمحوها من الوجود سيمحو يوسف من الوجود وسيمحو طفلهما من الوجود !
روحه التي كانت تزمجر زمجرات الموت المحتوم ، فليلة العمر تحولت الى كابوس لن يفيق منه الا بالموت !!
الرجوع الى تلك الغرفة كانت كالقبر الذي افرغ فيه سيول عينيه ،
وانفه وروحه قد تشبعا برائحة عطور الياسمين .،
تلك القنينات الفخمة التي تهشمت الى قطع مثله !!
بملابسه التي لم يخلعها منذ يومين
قد تساوى الليل مع النهار في تلك الغرفة المظلمة
من يدخل ذالك المنزل سيخيل له انه مسكون بصوت بكاء وعويل ثخين مخيف !
، يبكي نعم يبكي بوجه احمر ويديه تضمه وعينيه استرسلتا في البكاء قهرا ،
دموع الرجال الغالية التي سكبتها في سبيلك يا ياسمين ستبكينها دماً ويصر على اسنانه قهرا يكاد يكسر اسنانه من غيظه و بؤسه !
ياسمين اطاحت بقلبه و نسفت نسمات الشوق واللهفة !!
لم يشعر بالخجل من نفسه او من العالم فهو يريد الصراخ والبكاء عاليا حتى يفيق مجددا ، القى بجسده بقوة على السرير ،
سيتحول كل شيء الى السواد نفسه وحياتهما وهي !!
أعدك يا ياسمين خيانتك لن تمر مرور الكرام !!
ثلاثة ايام ملقاة في المستشفى لا أحد يعلم بوجودها فيه وهو لم يأتي ليراها منغمسا في أحزانه وخططه الانتقامية وكيفية التخلص من الحمل .. العار ؟!!
ايتركها تحمل وتلد وكأن شيئا لم يكن ؟!!، أيتركها الى ان تخبر عائلتها انها حامل من يوسف ، وهو ما منظره امام الناس ؟!!
طفل فقط خمسة اشهر ويحضر الى العالم ؟!!
طفل يحمل اسم ياسمين ويوسف الى ابد الابدين ، لن يحصل لن يحصل !!
على ذالك السرير الابيض والممرضة باللباس الابيض ووجهها الابيض .!
متعبة وترغب في النوم طوال الوقت تشعر بألم اسفل ظهرها وفي حوضها بالكامل ورغبة
متكررة في التقيء تجتاحها كل حين وحريق في جوفها لم تفهمه !
وبأعضائها تئن من الوجع والخمول
ترفع يديها وتنزلها بسرعة تريد ان ترفع تلك الخصل الكثيفة من الشعر التي تغطي عينيها تنظر الى الممرضة التي كانت تعدل وضع المغذي ثم تمسك بكراس الملاحظات لتسجيل حالتها اليوم وهي تبتسم مبتهجة وتقول بهدوء : سيدة ياسمين لا تقلقي فانت بأفضل حال وكذالك الجنين !! وتغمز لها بعينها !!
نظرت للممرضة لم تفهم وهي تشعر بدوار : جنين ؟!! اي جنين ؟!! وقلبها يخفق بقوة ارعبتها !!كم الفترة التي قضتها في غيبوبتها حتى تحمل ؟!!
: انت حامل بطفل ذكر يبلغ الاربعة اشهر وهي تبتسم ثانية !!
تدير رأسها في كل اتجاه حامل وطفل عمره اربعة اشهر؟
تغمض عينيها بسرعة وتفتحها شعرت بتنميل في اطرافها وقلبها صعد الى حلقها حتى كاد تنفسها أن ينقطع لتخرج منها شهقة قوية تضع يديها على فمها وعينيها قد اتسعتا في ذهول بينما الممرضة التي استمرت في الكلام : من الغريب ان زوجك لم يحضر منذ ان احضرك ولم يستجب للمكالمات الهاتفية اليوم موعد خروجك فلا بأس عليك وستكونين بخير والجنين كذالك ولكن قبلها الطبيب سيكتب لك على عدد من الفيتامينات والاطعمة الواجب عليك تناولها حتى نهاية فترة الحمل ، كذالك الطبيب قد فتح لك ملفا للمتابعة منذ الان تعرفين عينات الدم ونبضات الجنين وكل تلك الاشياء !!
سيدتي أهو حملك الاول ؟!!
ياسمين التي كانت في غير هذا الوجود كانت هناك في حجرة يوسف في شقتهما وهي تحسس على بطنها بكلتا يديها وهي تدور في تلك الغرفة الزرقاء الجميلة تتمدد على سريرها ويوسف بجانبها يربت على شعرها ويقبل وجهها فرحا بطفلهما وهو يتمنى ان تكون فتاة جميلة تشبهها تحمل نفس الملامح ونفس العينين ؟!!
فتستفيق على عينين باكيتين حمراوين تقدحان شررا بملابس الزواج !!
رفعت له رأسها في تحدي وعينيها تنطقان بما تنوي فعله
تنوي ان تخبر العالم اجمع اهلها ويوسف !
وهذه المشكلة ستنتهي الليلة بطلاقها الذي خالته سهلا من رجل مثله ..
سيتفاهمان ويطلقها بهدوء وترجع الى يوسف وتربي ابنهما بينهما ،
كل الحكاية لياسمين كانت بسيطة سهلة حلها في اطلاق سراحها والعودة طائرة الى جناحي يوسف .
ولكن وصولهما الى البيت الذي جمعهما ليلة واحدة خالفت كل امنياتها وتوقعاتها و تطلعاتها !!
وقفت امامه متنهدة متبرمة من النظر الى وجهه الذي تكرهه وهي تُحكِم غطاء رأسها حول وجهها وببرود خالف هيجانها الداخلي وفوضى جسدها: انظر يجب علينا ان نتطلق لا داعي لهذه المهزلة التي افتعلتها سأغفر لك كل شيء فقط طلقني !!
ولكن عيناه التي ارادتا ان يخرج الشيطان من بينهما ويده التي رفعها وبكل قوته يصفعها على وجهها
التفّت حول نفسها وسقطت على الارض بقوة مطلقة صرخة مدوية
اخذ ينتزع حزام بنطاله من خاصرته يرفعه عاليا وبقوة ينزله لينهال عليها ضربا ولسعا : ايتها الخبيثة الساقطة سلمت نفسك ليوسف ، ايتها الخائنة ! خائنة فاجرة !
اختلطت الصرخات ، صرخات تريد الهروب من العقاب بحمل طفل شرعي ، وصرخات الغضب من هذا الحمل الشرعي !!
قفز عليها وهي تتقلب على الارض لينهال بكلتا يديه صفعاً ولكماً متكررا على وجهها حتى ادماها وخارت قواها فهي ليست حمله !! ضربها وكأنها رجلا !!
أُنتزعت الرحمة من قلبه ، وهي يزفر ويزبد ويغلي من الغيظ والغضب
يصرخ بأعلى صوته : ستخسرين هذا الطفل ، ستخسرينه ، أسمعتي .؟!
حرام عليك ما تفعله اتقي الله يا فؤاد ارحمني ، كانت تستغيث وهي تحاول حماية وجهها وجسدها وبطنها من جبروته دون جدوى فالمنزل خالٍ إلّا منهما!.
أخذت تزحف شاردة تريد الفرار بجنينها و بنفسها وهي تصرخ وتستغيث بلا أحد !
اصطدما بالاثاث والكراسي والجدار الى ان امسكها و أخذ يهزها بقوة حتى اصطكت اسنانها ، شعرت بدوار وعينيها فقدتا التركيز والرؤية كل شيء اصبح ضبابيا هلاميا يتراقص امام عينيها الذابلتين !
لم يرحمها بل اخذ يجرها من شعر رأسها بعد ان نزع غطاؤه عنه ساحبا اياها وهي تصرخ وهو صامت !!
اتركني أجننت ؟!! يا الهي طفلي ، فؤااااد اتركني اترك شعري ايها المتوحش القذر اتريد قتلنا ، تنتقم من طفل لم يولد بعد ايها الحاقد المجرم !!
تستفزه وهو يريد ان يريها الويل ليال واياما حتى تقول ان الله حق !!
يسحبها بعنف الى حجرة صغيرة ضيقة اصبحت سجنها يرميها كأنها قمامة يريد التخلص منها !
يرفسها بقوة على بطنها رفستين ويتركها ممدة على الارض بلا حول ولا قوة
و بسرعة يغلق عليها لم تستوعب ما فعله وهي تحاول رفع نفسها من الارض مدهوشة تنظر حولها الى تلك الاكوام والغبار
النور الضئيل الذي يتسلل من الشباك المغطى بالصناديق
اقتربت ببطئ من الباب تدير المقبض وتدفعه لكنه لم ينفتح مرة واثنتين وثلاث
طرقت بالقوة على الباب وهي تصرخ فيه باكية منهارة فجسدها وحملها لا يتحملا كل ذاك
الضغط ستسقط على وجهها قريبا !
فهي متعبة متعبة حد الموت !
فؤااااد ايها المجنون افتح الباب اتريد قتلي ،
فؤاااااد اقسم ان لم تفتح الباب س س ، لم تعرف بما تهدده فلا مجال لتهديده
وهو من كان يقف خلف الباب مستندا عليه مستمعا لصراخها سيبقيها هنا حتى تفقد ذاك الطفل بإرادتها !
فؤاااااد ايها المختل اقسم اني سأقول كل شيء لأهلي عندما اخرج من هنا ليس لك الحق في سجني افتح ايها الحقير !
نعم انا حامل ، حامل بطفل يوسف ، مُت من قهرك ، يوسف لم يترك لك شيئا !
واخذت تضحك بالصوت العالي وهي تمسك على بطنها الى ان خفتت ضحكاتها تدريجيا
لتسقط على الأرض منهارة فمن هو في الخارج ينوي قتل طفلها .!
اقسم ان حصل شيء في هذا الطفل يا فؤاد سأقلب حياتك رأسا على عقب اقسم انك لن
تستريح ثانية واحدة .
.
.
.
.
. وهي تكمل القصة على لسانها وهي متوسدة الارض
ولكن ذالك الطفل لم يكمل ليلة يا يوسف
لا ادري كيف نمت ولا ادري كيف لتلك الصناديق الثقيلة ان تقع علي وهي تكفكف دموعها التي لم تتوقف أجهضتُ في ذات الليلة .. نزفت حتى كدت اموت ..
يوسف من كان مغمضا عينيه بشدة يريد ان يعتصر رأسه بيديه فهو ما عاد يحتمل
كان سيكون له طفل مع ياسمين ، طفل تلك الليلة الوحيدة التي جمعتهما ، كان سيكون له صبي ذكر يقول له ابي ؟!!
تمسكه ياسمين بين ذراعيها وتهدهده على صدرها وينام في احضانها وبينهما ؟!!
طفل كان سيكبر ويجري ويلعب و ينير حياتهما ؟!! كل ذالك قد قُتل بيدي فؤاد ؟!!
فؤاد قد نسف حياتهما وانهاهما ؟!! سيقتله سيقتله سيقتل من انتزع طفليهما من رحم امه سيقتله !!
أخذ يصرخ غاضبا متفجرا يمسك على رقبته كأنه سيختنق : سأقتله اقسم اني سأقتله ، من قتل طفلي يستحق الموت تبا لك يا فؤاد تبا لك فؤااااااد !
ينهض من كرسيه مترنحا متعرقا يريد ان يزفر دون عودة ما لفظته ياسمين !!
ياسمين لم تصبح ياسمين من ذالك اليوم الذي وكأنه يذلها يحصل على جسدها بالقوة وبالمحايلة !!
حبوب منومة او مسكرات او ضرب لم يعد يهمه كيف يحصل عليها المهم هو ان يذلها كما اذلته في اول ليلة !!
فقضى باقي حياته تحت رحمتها بعد ان استقوت ولم يعد يهمها شيء ولا حتى موت يوسف !!
.
.
اختفت من امام يوسف في لمح البصر خارجة منهارة تمسك ببطنها بيد وبالاخرى تغطي على فمها المرتعش بالشهقات ودموعها تملأ يدها و وجهها!
تلتقط معطفها الفرو الابيض بسرعة وتخرج من القصر بأكمله !!
تركته واقفا شاحبا شحوب الاموات اهتز جسده لثقله على ساقه المصابة
التفت حوله في كل مكان في الغرفة سيختنق ، سيختنق
و كل شيء يدور حوله بسرعة جنونية
وقع العكاز من يده على السجادة ليصدر صوتا مكتوما ليلحقه صاحبه متهاويا على الأرض مغمضا عينيه باستسلام !
نهاية المشهد الثامن عشر .