لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-14, 07:35 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 



( 9 )




الآن
يجلس في شرفة غرفته التي لا يكاد يغادرها
والهواء البارد يلعب بخصلات شعره وبجامة نومه القطنية البيضاء !
يستمع لحركات الخادمة الخافتة التي ترتب ملائات السرير !
منذ مشكلة تلك المرأة وهو متعب جدا
جسده منهار ومريض ..
نعم يعاني مرض الفقدان
فقدانك يا مريم !!
رجله حالتها من سيء الى أسوأ !
يجلس ناظرا الى زرقة السماء وخضرة الحديقة ،..
هذه الغرفة اصبحت سجنه
منزله اصبح سجنا لا يطيقه !
أصبح اسير كرسيه المتحرك !
والسجان كان انتي يا ياسمين !!
يلتفت الى مكتبته والى كل تلك الكتب التي على الأرفف
تنتظر من يفتحها ومن ينفض التراب عنها !
ينظر الى مكتبه الذي نقله الى غرفته وليس له رغبة في الجلوس خلفه
كوب القهوة الذي اصبح باردا امامه !
حتى القهوة كرهها بعد ان كانت الشيء الوحيد الذي يستسيغه صباحا !
الجرائد والكتاب الوحيد اللذان يستلقيان بجانب القهوة منذ ايام !
منذ الحادث الشنيع لم يأتي أحد ليسأل عنه
لم يأتي احد ليطمئن عليه سوى شقيقته الصغرى .. حليمة ..

كلما يتذكرها يبتسم
حليمة اسم على مسمى تشبه في حنيتها عليه أمه و.. مريم ..!

الشقيقة التي هددوها بقطع علاقاتهم معها اذا استمرت في رؤيته !

نعم هذه عائلته
العائلة التي طردته من املاكه ومن املاك ابيه !

بدون رحمة !

كان صغيرا وجاهلا !
استطاعوا ان يضحكوا عليه ويستغلوه !
يظنون أنهم قد خدعوه !!
ولكنهم لا يعلمون أنه يخبأ لهم المفاجآت !

فهو لم يعد يوسف من ذي قبل
فهو الآن رجل قارب الأربعين
غزا الشيب رأسه ولحيته
اصبحت عيناه أكثر جلادة بالخيوط الخفيفة حولهما مع ذالك السواد الذي تتشح بهما !
شفتاه اصبحتا اكثر قسوة واستقامة !

ليس ذالك اليوسف الذي نفي من بلاده !
ويعيش منفيا في بلاده !


وياسمين التي زرعت خناجرها في صدره خنجرا بعد آخر
لن ينسى ذلك اليوم الذي اتصلت فيه خالته لتخبرهم بحالها

تخبرهم انها قد تزوجت ابن عمها !!

لم يمضي على طلاقنا الا فترة العدة يا ياسمين !!

يفق من ذكرياته على صوت قرع الباب
يدفع سعد الباب ويدخل في هدوء
يجلس مقابلا له !
يرمي بتلك التذكرة على طاولته فها قد حان وقت الرحيل

يلتقط التذكرة بيديه كان سيمزقها
سيرحل بدون ان يجد مريم !

يسمع صوت سعد سائلا : يوسف ! ما الأمر !
لقد تردت احوالك كثيرا ، سنجدها ان شاء الله !
ينظر له يوسف متأملا : نعم سنجدها ..أو هي من سيجدنا !
سعد الذي غص بسؤال كم من مرة اراد معرفة جوابه !
تردد قليلا قبل ان ينطق : سيدي مالذي تريده من إمرأة متزوجه ؟!
لم يجبه .. هو نفسه لا يعرف مالذي يريده من إمرأة متزوجه !!
فلولا إيمانه كان ليستعين بشياطين الانس والجن لكي يعرف مكانها !!

وهناك في البعيد يلوح له خيالها ..

.
كان يجلس على ركبتيه بين وروده
يحمل - في يده التي ارتدى عليها قفازا جلديا اصفر اللون- مقصا صغيرا
ينظر الى تلك الورود الحمراء يقتلع هذه ويعتني بتلك
انها هوايته !
امه التي علمته كيف يعتني بالأزهار فصمم لنفسه حديقة صغيرة يحبها !
ينتعل في رجليه حذائا مطاطيا عالي الساقين

يلتفت على صوت سعد : سيدي سأخرج لساعات السيدة حليمة ارسلتني لتأدية بعض المهام
يستمع له ومازال منهمكا في عمله وقطرات العرق التي تلمع على ذراعيه المكشوفتين وخصلات قصيرة قد غطت جبينه المندى !
ينهض من مكانه : حسنا ولكن حاول ألا تتأخر !
فيما العم سعد اقترب منه وعينيه تلتمع بالإثارة : ما رأيك أن اريك شيئا لم ترى مثله في حياتك ؟!
نظر الى العجوز كما يسميه وعلى شفتيه ابتسامة محبه يخلع قفازيه
حسنا انتظرني أريد ان ارى ما لديك ايها العجوز !!

وفي سرعة كان قد قفز الى السيارة يجلس في المقعد الخلفي للسيارة العالية الكبيرة جدا !!
في اثناء القيادة كان العم سعد يخرج من طريق ويذهب الى آخر حتى أصبحوا على أطراف المدينة !
كان صبورا ينظر هنا وهناك خصوصا انه لا يخرج كثيرا الى القرى الصغيرة على جانبي المدينة !
الى ان دخل العم سعد الى ذالك المكان
أحياء مدقعة الفقر
بأزقة ضيقة جدّا لا تكاد السيارة تعبر منها
البيوت التي خال انها منذ القرون البعيدة
مبنية بالحجارة ومغطاة بالصفيح !
اغمض عينيه لا يصدق
ما هذا المكان أهناك بشر يعيشون هنا .
فهم بالسيارة قد يدمرون هذه الأكواخ !
الى اين يذهب العم سعد !
اخذ يتأمل وينظر وفعلا هو شيء لم يرى له مثيلا في حياته
كل حياته كانت مرفهة
بين هنا في قصره وبين وطنه المانيا التي تشبه الجنة !


اخذت السيارة في الارتجاج بقوة الى اسفل واعلى مارين على كل تلك الهضاب التي تملأ الطريق
البرك الكبيرة بل بحيرات من المياه المتعفنة
أكوام القمامة في كل مكان ورائحتها العفنة تسكر الأنوف !
والأطفال يا إلهي
إنهم يلعبون في القمامة وفي هذه البرك بملابسهم البالية ووجوههم المليئة بالطين والأوساخ
يركضون هنا وهناك وكأنهم في ملاهي ! يتسآئل اذا يعرفون ما شكل الملاهي !

أخذ يدعك عيناه بشدة غيرمستوعب لما يرى
أفي هذا الزمان توجد هذه الحياة !!

الى أن وصل العم سعد الى مبتغاه
يوقف السيارة بين مجموعة من البيوت التي يكاد يرى من داخلها !

يخرج العم سعد من السيارة يدق على أحد الأبواب !

وها هي قد فتحت الباب
تلتصق بعينيه
خيط رفيع من السحر ربط بينهما
رجلاها تسمرتا عن الحركة
تاهت في صفاء مقلتيه وتبحرت في اعماق عينيه
ابتلعت ريقها مرارا ساحبة انفاسا حارة تليها شهقات بصفير تنذر بعاصفة !
قوة مغناطيسية كبيرة ربطت بينهما كما وان الارض قد توقفت عن الدوران !
عيناها مبللتان بالدموع .. وانفها احمر قان .. وشفتاها استحالتا الى لون الدم !

تبدو عذبة وشهية !
نضرة ونقية !
تحمل على ذراعيها طفل جميل !

وانتهى السحر باليد الصغيرة التي دفعت وجهها في اتجاهه
تلقي عليه نظرة ممزقة بحاجبين معقودين !
وتتحرك الى المنزل المقابل تفتحه وتدخل ..

تابعها بنظراته
قلبه الذي قفز الى حلقه راكضا بسرعة جنونية !!
هل للسماء ان تنطبق على الأرض فتبعثره الى الف قطعة كما فعلت هذه الصغيرة توا ؟!!
تنفس بعمق ومرارة فمن الواضح انها مرتبطة !
التفت الى العم سعد الذي كان يتحدث مع فتاة اخرى ويعطيها ظرفا !!
يا اله العباد !
كم كانت بارعة في صعقه بشحنات كهربائية عجّلت بإنقاض بقايا حياته !
:
:
:
في الجانب الآخر من الأبواب .....
دخلت المنزل وهي لا تكاد ترى ..
تختنق بانفاسها المتلاحقة
كاد الصغير ان ينزلق من بين يديها
شعرت بدوار عنيف وصدرها الذي ضاق فجأة
وكأن صخرة عظيمة استراحت عليه

حاولت التنفس ولم تستطع

اخذت تبحث بعينيها عنه !
صدرها يرتفع وينخفض بسرعة محاولة التقاط بعض الهواء
هي تموت
ببطء شديد
خيال حمود الذي يجري في المكان

غمامة سوداء غشيت عينيها
وانهارت على الارض مرتخية مستسلمة
صوت صفير و شهيق عال يخرج من بين شفتيها
ووجهها الذي بدا يفقد لونه
حمود الذي بكى بصوت حاد عندما رآها مسجاة على الارض وكأنه يطلق زمور النجاة !
خالد الذي يجلس في غرفته يرسل بعض الرسائل الوسخة لصاحبته !

يسمع صوت حمود الحاد

يخرج ليرى ما به واذا به يصدم باخته تلفظ انفاسها
يركض لها صارخا في خوف باسمها
مريم مريم
يضربها على خدها لعلها تستيقظ
ينهض مسرعا الى غرفتها باحثا عن البخاخ الذي تستعمله لمثل هذه الحالات
ارتبك ولم يجده
يرجع لها في سرعة يحملها في رعب فاخته تموت بين ذراعيه

لا يا مريم لن تموتي الان
ما زلت صغيرة ، انا وقذاراتي من يجب ان يغادر عالمك !

مريم حبيبتي افتحي عينيك ارجوكي !
اعدك انني ساتغير فقط افيقي !
يخرج بها من الباب مسرعا

رأى تلك السيارة وهي تحاول الاستدارة في الحي الضيق

يصرخ بأعلى صوته وشقيقته بين يديه : انتظر ارجوك انتظر

العم سعد الذي كان مشغولا في محاولة الدوران وها قد نجح اخيرا لم يسمع الصراخ
بينما الآخر الذي يجلس في الخلف يشعر بشيء مختلف داخله
يسمع ذالك الصوت والصراخ
ينظر الى الوراء يرى ذالك الرجل الذي يحمل فتاة بين ذراعيه
يركض في اتجاههم
فتح النافذة التي بجانبه اكثر واخرج رأسه ليرى ويسمع نداء الاستغاثة !

يا الهي انتظر انتظر يا سعد

فيما سعد نظر الى حيث ينظر سيده
يتوقف خالد لاهثا تعبا لا يكاد يستطيع التحدث
ارجوك... خذني للمستشفى ...ارجوك
افتح الباب يا سعد ..

يحاول ان يجلس في الكرسي الامامي وشقيقته على ذراعه

ينظر الى الرأس المدلى بين يديه
يغمض عينيه مذهولا
ياالهي انها نفس الفتاة !
شعر بالخوف يتملكه !
ومن هذا الرجل الذي يحملها !
براكين غيرة قاتلة تفجرت في اعماقه !!
رجل يلمسها ؟!!
كاد ان يتهور ويزيح يداه عنها !!
ولكن بأي صفة قد يفعل ذالك فهو للتو قد علم بوجودها !
انطلق سعد في سرعة مطلقا بوق السيارة الى اقرب مستشفى
بينما الاخرى كانت قد فقدت الوعي تماما !

اه
يضمها بين ذراعيه باكيا
مقبلا عينيها ووجهها
متمتما .. مريم حبيبتي لا تموتي لا !!
مريم !


لم ينطق بكلمة كان مفجوعا
للتو رآها
للتو كاد ان يلمس محياها
للتو شعر بقلبه يتمزق حبا !
فقط منذ لحظات !

وذالك السحر ما هو ؟
ينظر الى وجهها ثانية فيما كان يغرق في حناياه حالما
ينظر الى شفتيها بامتلاك لا يكاد يدير عينيه عنها !

متمنيا ان يمنحها قبلة الحياة !
أفاق من غيبوبته أخيرا وهو يزيح كل تلك الأفكار الرديئة عن رأسه
يفكر في تقبيل إمرأة تكاد تموت بين ذراعي زوجها !
إنه جنون !

ابتعد بحدقتيه بشرود !
في حين توقف العم سعد امام المستشفى بقوة
ينزل خالد يركض نحو الداخل ..

فيما العم سعد واقفا بجانب السيارة مشدوها
والاخر جالسا مصدوما !

ركب سعد وانطلقا بالسيارة الى المنزل في جو ظاهره الهدوء !!
.
.
.


وداد التي سمعت صراخ خالد في الحي خرجت مسرعة
ترى مريم مجثاة بين يديه وهو يركض بها
تركض خلفه تبكي
مريم !
تمسك بحمود الذي كان يجلس امام المنزل بيدها وتدخل منزلهم وهي تدعو لمريم

فهي تعرف ما حلّ بها !!
.
.
.


مريم التي اسعفوها قبل فوات الأوان كانت في انفاسها الأخيرة
فنوبة الربو هذه المرة كانت قوية ولم تأخذ البخاخ اللازم

تفتح عينيها ببطء تخال انها في مثواها الأخير
ولكنها تشم رائحة تعرفها وتحفظها .. رائحة المستشفى !!
تفتح عينيها اكثر تشعر انها في دوامة
تحاصرها النظرات الخضراء من كل مكان
تحاصرها كلمات وداد التي قتلت آخر أمل لها
أمل الزواج !
:
:
تجلسان بجانب بعضهما البعض فيما كانت وداد جدا هادئة
لم ترد التحدث
منذ يومين قد خرج احمد من المستشفى
وهو الان يكمل علاجه في المنزل
احممممم كانت تصفي حنجرتها فما ستنطق به الآن سيقتل صديقتها !
وبصوت مبحوح : مريم !
تنظر لها مريم في تساؤل فحال وداد لا يسر


تواصل وداد الكلام وهي تشتت نظرها في كل اتجاه متضايقة ومحسورة على كليهما !
نافثة هما ثقيلا من صدرها فلابد ان تخبرها !
مريم .. أحمد لقد عذبوه بشدة في السجن هذه المرة
أرادت ان ترتاح من هذا الثقل في جملة واحدة
لقد افقدوه رجولته في السجن .. بينما تستدير برأسها متهربة ناطقة دامعة ..
هو يقول لكي بأنكي حرة !!

فيما الذهول والحسرة عبرت عنهما بشهقة من حنجرتها !
افقدوه رجولته في السجن !!
افقدوه رجولته في السجن !!
دموع لم تحسب لها حساب تقاطرت
تريد ان تلحقها اخواتها بـإصرار
لم تعقّب على شيء
وضعت وشاحها فوق رأسها وحملت حمود وخرجت !
تأسرها عينين خضراوين
تسمرت مكانها لم تستطع الحركة
حاولت ولكن لا لم تستطع ان تحيد بصرها عنه !
رعشة تملكت يديها
كتمت انفاسها واستيقظت على يد حمود الصغيرة على خدها
ابتعدت في بؤس
تلقي بنظرة اخيرة على صاحب العينين الخضراوين
لم تستطع التنفس
ها هو آخر امل قد اولاها ظهره !

فيما حملها اخاها بين ذراعيه تتمنى الموت فها هي لحظة الخلاص قد حانت !!


.نهاية الجزء التاسع
ايفاادم

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:36 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

بسم الله الرحمن الرحيم




المشهد

( 10 )





السماء ملبدة بالغيوم والجو بارد جدا
رمادي شديد الصقيع كالذي يلف قلبها
تجلس في غرفتها متدثرة بذالك اللحاف الوحيد
تراقب قطع الجمر الملتهبة التي امامها تترائى لها فيها عينان حيرتاها !
وحمود الذي يلعب بكرة صغيرة في الغرفة
مفكرة !!
منذ فترة طويلة لم تعمل
منذ ان تركت وداد المشغل ، فكل زبائنها كانوا من طرف وداد !
تعاني مرار الحاجة ، لا زال للصبر مكان في جوفها !
جسدها ومعدتها يستصرخانها الجوع
منذ زمن وهي تربط الحزام !!
هي تحكمها المعيشة والبيئة .... والسياسة !!
كل ما لديها توفره لحمود،
وكما قال خالد هم من لا لزوم لهم في المجتمع ، هم فقط عالة عليه !!
وهو كالعادة قد اخلف وعده !!
كم من السهل علينا ان نطلق الوعود عندما نتألم او نتذوق علقم الفقد !
كان على وشك فقدانها فوعدها ، وبعد ان طابت .. رجعت حليمة لعادتها القديمة ..!!
,,,
للحظة خالت انها قد سمعت شيئا
نظرت الى حمود الذي كان يدمدم بكلمات !!

آه يا الهي
تنهض من مكانها مسرعة الى حمود الذي امسكت به من يديه الصغيرتين

حمود ماذا قلت الآن ؟
تنظر له في لهفة فما سمعته لم يكن خيالا !
تصر عليه لكي ينطق مرة اخرى : حمود حبيبي ماذا قلت الان

ينظر لها الصغير بارتباك مصحوبا بشبح ابتسامة قائلا : ما .. ما ميم !!

آه يا الهي
احتضنته بشدة حتى كاد يختنق واخيرا يا حمود قد نطقت بكلمة ..
الحمد لله
كانت سعيدة جدا تكاد تطير
طوال هاتين السنتين لم ينطق حمود بكلمة خالت انه لديه عاهة او مرض
ولكن .. ها هو ينطق بكلمة محببة .. يقول لها .. ماما مريم ..

اه يا حبيبي يا حمود تحتضنه مرة اخرى في فرح
غير مصدقة فحمود بخير لا يعاني مرضا !!
دفىء عجيب غمر قلبها وعيناها !
في هذه الاثناء تدخل وداد من الباب حاملة معها ابريق شاي يتصاعد البخار منه
وفي يدها الاخرى صحن عليه فطائر بالجبن ,,,,

تسمع ضحكات مريم الفرحة .. لم تتخيلها تضحك بعدما مر بها الفترة الماضية ؟!!!

تدخل عليها ضاحكة : مريم ماذا حدث ؟ لماذا تضحكين ؟

آه يا وداد حمود نطق بأولى كلماته

اقسمي ؟!! قالتها باستغراب : اردفت : يا الهي الحمد لله قد كنت جدا خائفة
خصوصا أن ابناء وليد الاصغر منه بدأو الكلام !!
تجلس بجانب مريم تضع الابريق والفطائر وتخرج للمطبخ تحضر الاكواب ..

جلست الاثنتان سعيدتان تستمعان الى همهمة حمود وهو يلعب ويردد ماما ميم !! ( ماما مريم )

اخذت وداد تصب الشاي الحار وتناول مريم فنجانا
ارادت البدء بالكلام ولكن هناك من قاطعهن ...

_ اه حسنا ان وداد هنا ، سأخرج الان .. اعتني بها يا وداد
وقبل ان يغادر يسمع وداد تقول : أعتني بها ؟ أنت من يجب ان تعتني بها وليس انا ! انت اخاها ..
ام انك تهتم لكل النساء ما عدا اختك ؟

تنظر له بتحدي ان ينكر ما تقول ..
فيما مريم تمسك بفنجانها تدفيء يديها به وترتشف منه
مستمعة الى الجدال الذي لن ينتهي بين هاذين الاثنين !!
والاخر الواقف على عتبة الباب
بسروال جينز ازرق اللون وحذاء رياضي وبلوفر اخضر فوقه الجاكيت البني
كان في منتهى الاناقة والوسامة ..
ينظر الى عينيها مباشرة ثم الى الابريق
متمنيا في نفسه ان يسكب هذا الابريق الساخن على وجهها
ايتها الشمطاء الن تصمتي أبدا ، أقسم أنني في يوم من الأيام سأئدبك يا وداد ..
في كل مرة تستفزه وتختبر صبره
تشير له بيدها غير مبالية : هيا هيا اخرج نريد الحديث ولا نريدك حولنا !!

يا الهي هذه الفتاة لا يقدر على لسانها تطرده من بيته وهو واقف يتفرج !

خرج من البيت وهو يطبق الباب بصوت عال ..


لا يهم .. من يظن نفسه ؟!!
تتمتم مع نفسها فهي في حياتها لم ترى رجلا باردا و مستهترا ولا يكترث إلا لنفسه مثل خالد !!
تلتفت الى مريم الهادئة المتفرجة !
مريم ارجوك لا اريدك ان تحزني من أمر أحمد
انتي لا تعرفين ما الذي جرى له
انتي الحمد لله ما زلتي بصحتك وعافيتك وفرصة الزواج ما زالت امامك
اما اخي .. وتردف بحزن وشفقة على حال اخيها الغالي في قلبها
سيعيش حياته عاجزا
لن يستطع حتى الحلم بامرأة ولا اولاد .. اخي قد دمّر تماما !!

كيف حاله الآن ؟ تسأل في فضول !
ليس بخير ، كل ليلة يصرخ بشدة فائقا من كوابيسه
احيانا اظن ان الحي كله قد سمع صراخه
التعذيب الذي تعرض له طوال هذه الفترة دمره كلية !
صمتت الاثنتان ..
تحتسيان الشاي في هدوء ..
الى ان نطقت : وداد ، من الرجل الذي كان عندك منذ ايام ؟
اقصد الرجل صاحب السيارة الكبيرة
آه امممم وهي تضع الكوب امامها وتمضغ الفطائر : انه العم سعد يعمل احيانا لصالح السيدة حليمة التي اعمل عندها !!
تثرثر,,,
تعلمين اولاد الاكابر لا يهمهم احد ، ينطلقون بسياراتهم من الفجر الى الفجر
حتى الفتيات طوال الوقت يستخدمن السائق
والسيدة حليمة يا حرام كأنها وحيدة !!
اعلم ان شقيقها يقطن الفيلا المقابلة لهم
اهه يا مريم لو ترين تلك البيوت ستتمنين حينها فعلا الموت
واخذت تضحك مجلجلة ,,,
تعرف ان صديقتها حمقاء !
اهمم حسنا ، آه اممم ومن .. الرجل الذي كان يجلس في الخلف ؟
هه ، لا اعرفه !
ماذا ارادا منك ؟
منذ ان علمت السيدة حليمة بحالنا وهي لم تتخلى عنا ، ارسلت لنا المال لتساعد على العلاج !!
تشير برأسها تفهما ثم ..
تصمت ضائعة ، فتنك العينان قد عكرتا صفوها !
وداد التي نغزتها بكوعها في جنبها ضاحكة بلؤم : اهمم حسنا !!
.
.
.

التائه الذي كان يمشي في الحي ليس له رغبة ان يكمل مشواره

وقف الى حيث كانت تلك الايام ...
في ذالك اليوم الحارق منتصف الصيف
قرابة الساعة الثانية ظهرا، حيث الجميع في منزله مختبأ من الحرارة
وكأن جهنم تنفث احدى انفاسها اليوم ..


الحي هادىء
يمشي مسرعا يريد العودة الى البيت
ولكن اوقفه عن الحركة صوت همس انثوي يناديه
التفت يمنة ويسرة لا احد
تحرك واذا بالصوت يخرج اعلى باسمه
التفت الى ذالك الجدار وتلاقت نظراته مع تلك العينين ..

تهمس له في لهفة : خالد ؟!! كنت انتظرك !!
ينظر لها في استغراب ودهشة ناظرا حوله فربما احد سيراه يتحدث الى الجدار !

فيما تابعت : خالد هل لي ان اراك هنا في بيتي ؟!!

حاول التهرب من السؤال .. ومن الاجابة ..
شعر بالخجل فيما احمر وجهه ووضع يده على رأسه دليل ارتباكه
نطق بكلمة : ماذا تريدين ؟
أريدك أنت !! قالتها في كل وقاحة ودلال !
تنحنح وبدأ الشيطان الذي يشبه امرأة يعتلي كتفيه
احممم حسنا سنرى
فر من امامها وهو فرحا لا يصدق نفسه
فهذه اول مرة احدى النساء توليه انتباها !
النساء بالنسبة له لغز لم يستطع حله واراد الاقتراب منه اكثر !
آه ما اجمل النساء !!
هي
كانت اولى تجاربه في النساء

اولى تجاربه في الخيانة

تزوجها رغم عدم رغبته بها بعد الان ..
تعلم منها الكثير
تعلم منها أن لكل إمرأة طعما مختلفا وشكلا مختلفا
تعلم منها كيف ينام في احضان نساء غيرها
وهي تعلم
تشتّم رائحة النساء فيه وترى علامات الخيانة واضحة جلية
وتسكت عنها لأنها هي من علّمه ..!!

:
:


في مكان أخر يتقلب على فراشه كأنه على جمر
يلتهب جسده لتذكر عينيها السوداوين الدعجاوين !
فر النوم من اجفانه
لم يفهم مالذي جذبه لها ..
نظرة البرائة في عينيها ام دموع عينيها ام تلك الهالة من النقاء التي تحاوطها ؟!!
تبدو كطفلة ولكنها انثى !!
يغمض عينيه في يأس يا الهي ساعدني ما هذا الذي يحدث لي !!

جلس على فراشه مشتاقا حالما مربتا على الوسادة التي تستلقي بجانبه
الوسادة الميتة التي لم تعرف معنى رأس إمرأة تهمس له فيها !
كأنه يستشعر انفاسها على وجهه
ليغرق وجهه في كفيه فهذا مستحيل !!

سيبدو امامها وكأنه والدها بكل ذالك الشعر الرمادي
وبطوله وعرضه اللذان لن يعترفا بحجمها !
ولكنها اسرته !
اذا ضمن وجودها معه سيعدها
يعدها انها لن تنام الا على حكاياه
سيصبح لها شهريار المتفنن في ايقاضها
لا لن يدعها تنام ستنصت له ، الى كل كلمة سيتغزل بها
الى كل تفصيل سيرويه عنها

ولكن اولا عليه ان يتأكد انها حرة وحية !!!

فقلبه اصبح يتنفس عشقها ..
مريم ,,
ولابد ان يبحث عن السبب !!
سبب مشاعره الغير قابلة للتفسير
وسيبحث عن حقيقتها بنفسه !!

ارتدى ملابسه في الصباح مبكرا جدا بنطال كحلي اللون مع قميص ابيض وجاكيت كحلي ،
ساعة روليكس تلتف على معصمه الرجولي وخاتم فضي يزين أحد اصابعه
حذاءه وعطره
وشعره الجميل حتى وهو في حالة فوضى يمشطه بيده !
يحمل على ذراعه معطفه الأسود
ويخرج بحثا عن سعد

يجده يجلس على سفرة طعامه البدوية !
يأكل بأصابع يديه مفترشا الأرض
صحن من البيض المقلي وبعض الطماطم والبصل وصحن فول !!
مع قطع من الخبز البلدي الساخن
اممم نظر الى الأسفل الى حيث يشير العم سعد وجلس بجانبه
يضحك عليه
يشير له العم سعد لكي يأكل لقمة فيبدأ الأكل ولكنه لم يقرب البصل !
ينتهيا من الأكل وينطلقا الى المستشفى !!
ينظر سعد الى المرآة كل دقيقة فهو يشعر بشيء متغير في سيده !
نظرات عينيه اصبحت سعيدة ومتشوقة !
ملامح وجهه قد اضاءت وكل ذالك التعب الذي كان قد تلاشى فجأة !
لسنوات طويلة عاش على ذكرى واحدة مؤلمة !
المستشفى الى حيث الفتاة التي جلبناها منذ ايام !!
مالذي تفكر به يا يوسف ؟!

وصلا الى حيث اراد ناظرا الى الخارج
الى المكان الذي احتضنها بدلا عنه !
يلتفت اليه سعد في هدوء مستمعا : إذهب واسأل عنها !!
سعد ينظر له في ذهول : ولكن لا نعرف اسمها ؟!
ليقول في شوق وهمس وكأنه يتلذذ باسمها على لسانه : مريم !
حسنا هل ادخل الى هناك واقول مريم فقط ؟!
ستجد من يدلك عليها اذا لازالت موجودة سأنزل واذا لا سنتجه الى منزلها !!


يهز العم سعد رأسه في فهم .. فسيده ينوي على شيء مع هذه المرأة !

لم تكن في المستشفى فقد غادروا ذات اليوم مساءا !
قالوا له انها بخير
ولكن
هو يريد رؤيتها مرة اخرى !
اتجها الى الحي

توقف العم سعد امام المنزلين المتقابلين ناظرا الى سيده في تساؤل : والآن ؟

يخرج من جيبه ظرفا مغلقا يناوله لسعد انزل واعطها هذا !!
*| لم يدري بأنه بهذا السلوك الذي يتبع به شقيقته قد يجرح عزة نفسها !!
ينزل العم سعد ويطرق الباب ..!!
وها هي وللمرة الثانية يختبر هذا الشعور
ينظر لها وخافقه يعتصره طرقا كاد يبكيه هو مرهف المشاعر !
يبتسم مع نفسه بحب
ياالهي انه يحب !
ما اجمله من شعور .. وهذه الفتاة اعجوبة قد خلقها الله ليحيا من جديد !
لم يسال نفسه لماذا هي ؟ وكيف ؟ وما السبب ؟!!
اتبع قلبه الذي لن يخونه هذه المرة هو يعلم !
اتسعت ابتسامته فيما كان يحدق الى السواد المحيط بها
يحدق الى عينيها التي اسرته
الى اهتزاز شفتيها وفجأة اظلمت عيناه !
فهي تكاد تبكي .. ها هي تتبرم من العم سعد ماذا يحدث ؟!!

في الطرف الاخر من السيارة
لا ارجوك انا لا اقبل مال من شخص لا اعرفه !
يا ابنتي خذي المال فهو للصدقة ارجوكي
فيما كانت تطلق نظراتها باتجاه السيارة
ما السبب ؟ لماذا يحضرون لها المال ؟ هي لم ولن تشحذ المال من احد ؟ ولماذا هذا الرجل بالذات ؟
أحست بالاهانة تغلفها
رغم فقرهم هي طوال عمرها لم تطلب المال من احد ! حتى مال الصدقات لا تقبله !!
فيما وقف العم سعد يترجاها ان تأخذ المال
وهي طوال الوقت تدفع الظرف بعيدا عنها غير راغبة فيه !

الى أن خرج رجل المنزل الذي سمعها تتجادل مع احدهم ..
مريم ماذا يحدث هنا ؟
ارتبكت فهي تعرف جشع اخاها وقد يحرجها الآن أمامهم
يحيّ بيد ممتدة الى العم سعد وعلى وجهه ملامح سرور لرؤيته
شكره كثيرا على خدمته لهم قبل ايام
العم سعد الذي ارتبك لم يدري ماذا يفعل الان هل يعطيه المال ام يتراجع ويودعهم؟!
نظر مرارا الى السيارة والى الرجل الجالس خلف الشبابيك المعتمة
فهم الاشارة وهمّ بالنزول !!

.
.
سيد يوسف
سيد يوسف


التفت الى الخادمة التي احضرت طعام الغداء
شوربة ودجاج وسلطة
داعبت الرائحة انفه وشعر برغبة في الاكل
فكل مرة يتذكرها
تعيده الى حيث ينتمي
الى ارض البشر !!

نهاية المشهد العاشر ..

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:37 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

المشهد


( 11 )







الآن

اصبعه يعانق السماء للتشهد الاخير

يسلم عن يمينه وشماله

يرفع يديه بالدعاء راجياً

راجياً ان يغفر له الله خطاياه ونواياه !!

يمسح على وجهه بكفيه

ثم يتلمّس ذقنه

الجروح الغائرة التي لن ينبت الشعر مجددا في مكانها

لحيته اصبحت مبعثرة وقبيحة

انفه اصبح معوجّا !

يضحك لنفسه بسخرية

هل انتقم لك الله مني

هل انتقم مني لكل خططي معكي !

فكل القصة الان اصبحت تدور حول امرأة

كل النساء سيلذن بالفرار عندما سيرين وجهي المشوّه

وشعر رأسي المنتّف !!

وعجز خاصرتي !!

هل كتبت وسجّلت ملائكتك كل ما جال بخاطري لكي ..

كنت سأتزوجك فقط شفقة !!

لم ارغب بامرأة تكشف عن وجهها وتحادث وتصافح الرجال !!

لم ارغب بجاهلة لا تعرف كيف تقرأ القرآن



إمرأة سأُعاني معها تفسير امور دينها !!

لم اكن لامنحك الاطفال اتعلمين ذالك ؟!!

اتعلمين عن هذه النية البشعة ..

لن يكون لي معك اولاد يكون خالهم خالد

بسمعته وصيته وطيشه !!

كنت سأقهرك وآتي لكي بضرّة !!

أتعلمين الان لماذا كان عقابي عسيرا !!

لماذا كان انتقام الله جبّارا !

انتقم من كبري وتكبري !!



هل سيفعلون بك وبخالد كما فعلوا بي ؟!!

اسينتهكون جسدك ويستبيحون عرضك !

آه يا الله ,, اكتبت علينا المعاناة الى يوم نلقاك ؟!!



في الغرفة المجاورة حيث شقيقته تئن

فكل ايامها ولياليها اصبحت عزاءًا لا ينتهي ولا يُمل !!

نفتقدكِ يا مريم !!



يمسح الدموع التي تجمعت على زاوية عينيه

ينهرها ان تنزل رغما عنه !!

يا لقهرِ الرجال !!

.

.

.



بصعوبة استطاع ترتيب ثيابه في حقيبته

لا يحب للخدم ان يلمسوها

موعد رحلته الى المانيا

لابد وان يجري جراحة ثانية على فخذه المُتهتك !!

لا يستطيع ان يبتلع المسكنات كل الوقت !

فلم يعد تناولها مقتصرًا على الم فخذه

بل وعلى الم خافقه المتصدّع

غصة في حلقه يداريها بعجز

ولكن على الاقل سيرى الغالية

سيرى امه التي يتآكل قلبها قلقاً

تبكي له همه وبُعده وغربته عنها وغربتها عنه

عُد لي يا ولدي فلم يبقى في العمر الكثير



سعد الذي اسرع في حمل الحقيبة الى السيارة للمغادرة

يصعد بجانبه

مشوشاً .. ضائعاً ..



يقترح سعد عليه في هدوء

يوسف ما رأيك أن أسأل صديقتها عنها ؟!!

كي نعرف تفاصيل اكبر

يومئ برأسه حيرانا

فهل ينفع الان معرفة اي شيء عنها

فكل ما حدث حصل في غيابه

اثناء حادثه وجراحاته ولم يعلم !!



لقد تخاذلت في انقاذك من ذالك الجُحر يا مريم !!



يرد بهمس وحشرجة . لا

لا اريد لاحد ان يعلم بهذا الموضوع يا سعد

حليمة اذا علِمت ستقلب الدنيا علينا

لا اريد ان افعل شيئا قبل ان اجدها !!

وانت ايضا انتبه عندما تذهب الى الحي

فالعيون الخبيثة كثيرة

هم يراقبون الداخل والخارج اكيد

ومن ثم يبلّغون !!

لا اريدك ان تقع في المشاكل والمصائب بسببي



يسرح بنظره مخترقا كل تلك المباني العالية

الى حدود المدينة المظلمة !!

فتقلّب الحنين والمواجع ,,

.

.

.

الى أن خرج رجل المنزل الذي سمعها تتجادل مع احدهم ..

مريم ماذا يحدث هنا ؟

ارتبكت فهي تعرف جشع اخاها وقد يحرجها الآن أمامهم

يحيّ بيد ممتدة الى العم سعد وعلى وجهه ملامح سرور لرؤيته

شكره كثيرا على خدمته لهم قبل ايام

العم سعد الذي ارتبك لم يدري ماذا يفعل الان هل يعطيه المال ام يتراجع ويودعهم؟!

نظر مراراً الى السيارة والى الرجل الجالس خلف الشبابيك المعتمة

فهم الاشارة وهمّ بالنزول !!

يقترب من الباب المُشرَع على مصراعيه

يمشي بثبات ملتهما المسافة في خطوتين

ناظراً بحاجب مرفوع الى مُحياها المرتعب كأرنبٍ مُحاصر !!

نظرات الخوف والرهبة التي ملأت عينيها الثائرة

تختبئ خلف الباب ناظرة بعين واحدة مترقبة

الى ذالك الجسد الضخم الذي غطى قرص الشمس

حتى خالد بجانبه بدا ضئيلا !!

تبسّمت لنفسها في نفسها بخجل !!

ويبتسم ابتسامة صفراء في وجه من ظن انه زوجها

مادّا يده يسلم وكأنه سيصرعه !

تستمع الى صوته العميق الغليظ الواثق النبرة

يبدو مخيفاً وقادراً !

ضم خالد يده الى جنبه بألم !!

كان فرحا لقدومهم



هم الفئة المرموقة في المجتمع تسأل عنهم ؟!!

.

غطى بجسده العريض فتحة الباب التي القت بظلاله عليه

يشعر بيداه مثلّجة من الاثارة وترتعشان من هذا القرب الجنوني

يضعها في جيب بنطاله كي لا تكشف ما به



ولكن العرق النابض بعنفوان في صدغه لم يستطع اخفائه

انتي هكذا

كلما اراك واقترب تنقلب موازيني

ينقلب عالمي

اصبح طفلا يتمنى ان تحمليه بين ذراعيك وتضميه الى صدرك !

يتهدهد على نبضك

كلمات قليلة لم يفهم منها شيئا

ينصت الى ثرثرة خالد وضحكاته وحديثه مع سعد

وانا ويا انا

اكاد اخترق الباب او اكاد ادفعه لأُبصرك

حطمتي بلا جهد سدود قلبي

لتدفعي بمائك العذب وتغسلينه من همّ السنين

ايا طفلة مسحت على صدري

لينجلي عنه سواد المحن !

بعد ان نظرت الى عالمي من زاوية العميان !


,,,,


الطفل الصغير الذي جاء يجري من الحي

هو نفسه

يهرول شادّا طرف بنطاله بيديه كي لا يقع

وجهه محمّر ولاهث من اللعب

يدخل متجنبا لهم جميعا

يبحث عنها

عن ماما مريم

ماما مريم

اذا هي الحقيقة ولا مجال

مُحال !!

انها امه

يا ويل قلبي منكِ

اغمض عينيه في حسرة وكدر

نطق بالسلام وغادرهم كسير الظهر !

يكاد يخر باكيا

صارخا

ممزقا صدره وملابسه

فحبيبته ام وزوجة !!



.

.

.

.

الآن



يقف امام مرآة غرفتها

يزرر البدله العسكرية ذات الرتب الثلاث

ينظر الى انعكاسها

تنام على بطنها على السرير الكبير ذو الاعمدة الخشبية الايطالية

وحولها تلك الوسائد والاغطية الحريرية

يغطي ظهرها العاري شعرها الحريري الذهبي

لقد صحبته الى فراشها بنفسها

فقد رغبته فيها بعد كل تلك الكلمات البذيئة التي خرجت من بين شفتيها الورديتين

يعلم انها لم تكن في وعيها !!

لقد تغيرتي كثيرا

لقد غيرتُك بيدي هاتين

شكّلتك بمزاجي ولم يطب لي شكلك بعدها !

اصبحتي تشبهينني !!

لم تعودي تلك الملائكة التي حلّقت يوما في سمائي

ولكن ما زلت احبك

حب يائس وبائس يا ياسمين !!

.

.

.



كانت في غرفة مريم تنتظرها لتغسل لها شعرها

هادئة تحاول نزع بعض الخيوط البائدة من عبائتها

لابد وان تشتري واحدة جديدة وكذالك لمريم

يقضيان وقتا ممتعاً في السوق

نظرة خاطفة الى يسارها

الى النمر الرشيق الذي يحاصرها في داره

يحوم حولها

مقتربا منها بقفزة واحدة

بسرعة وقفت

اصبحا متقابلين

ينحني لها ويرفع اصبعه السبابة ويمر به على خدها الذي فقد لونه

يهمس لعينيها المرعوبة الجاحظة الدامعة خوفا

متى سترضين عني ؟!!... اعلم انك تحبينني !!

وحرارة انفاسه تلفح وجهها الشاحب



وصفعة علّمت باصابعها الخمس على خده

ليقف مستقيما ويعطيها ظهره ويغادر مهزوماً !

تركها خائرة القوى

انحنت راكعة حاضنة نفسها بذراعيها !!

تحاول تنظيم انفاسها المختنقة بيديه !



الملائكة امثالك لا يجب ان تنجّس

لا يجب ان تلوّث بلمسات امثالي !!

ولكن

احبك

حب يائس وبائس يا وداد!!

.

.

.

فاردة شعرها على طوله الذي عانق الارض الحجرية

تمسك بالمشط بين اناملها وتبدا بتسريحه

تصيخ السمع الى حمود الذي يجري فرحا في المكان

وترفع بصرها

حذاءُ لامعُ ملطخاً بالوحل

بنطال اسود بحزام بني يغطي ساقين طويلتين

قميص رمادي لصدر عريض

وفك قاس وشفتين مزمومتين

وعينين خضراوين تعاني مرّ حبها !

شهقة قصيرة ضعيفة خيالية



ينزلق المشط محدثا صوتا مكتوما يلفتها !!

ترفع نظرها ولا تجده

لقد كان خيالا

صرت اتخيلك امامي في كل مكان

ورائحة عطرك التفّت حولي كعناق !

دعني المسُك ايها السراب لِأُحولك الى حقيقة !

دعني بلمسة ارتكب معصية

حلّفتٌك

ألّا تتركني إلا وقد دعكت جسدي لتزيل عنه ... لوعة الحرمان !!



حور من حوريات الجنة

العذراء التي اتمنى !

احبك

حب يائس وبائس يا مريم !!



وكانت تلك بداية النهاية !!




نهاية المشهد الحادي عشر

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:39 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

المشهد

( 12 )





سبــــعُ منَ الملائـــكةِ





منذ ان وقعت في الحب معك ِ، وسبع من الملائكة تتصل بي
كلهم يخبرونني ما يلزم فعله
الملاك الاول يهمس * اذهب لحبها *
الملاك الثاني يزيد * الم تتعب من البقاء وحيدا *
الملاك الثالث يقول * افعل الشيء الصحيح وقابلها *
الملاك الرابع يردد * تفحص تلك الملاك التي تجوب الشوارع *
منذ ان وقعت في حبك والملائكة تتصل بي
الملاك الخامس معترضا * لا تقلق فالحب ينتظر ، خلف منعطف لاجلك يا بني *
الملاك السادس يهذي * من الافضل ان تسرع فالاشياء الجميلة تختفي فجاة *
تمشي على اجنحة مثيرة زرقاء
الملاك السابع يقول * انني غبي ! لدي سبع ملائكة تنادي حبي .. سبع شياطين يتسحبون داخلي ، سبع ملائكة يخبرونني بأي طريقة .. سأشعل قُبلة لأحرق بها روحي *






المـــواجهة الأولــــى ...




غائب هو عن عالم فضّل نسيانه ، عالم قد اجحف بحقه

منذ الأزل قد انفصل عنه !!

منذ ان وعى على عيني امه دون اب !!

منذ ان عاد الى ياسمين التي لم تتردد في قسم ظهره نصفين وكأنها تعاقبه على انه وُلِد واختارها هي دون النساء !!

ياسمين التي صبّت الرصاص الساخن في قلبه حتى تصلّب !!

أمِن عدل هنا ؟!!

لا زالت ذكراك حية وجرحك لم يندمل ،ولم افهم سطور حكايتك بعد !!

منذ ان كاد يذوق طعم الخيانة ولكن عقاب تردده في الخيانة كان مهلكا !!

وكأن عزرائيل كان يتربص به الزوايا والمطارح !!

فأطلق رصاصة تفجرت وفجرت بقايا امل !!

لم يغادره الا بعد ان تأكد من عجزه !! ، وبعثرته اشلاءا ً

عزرائيل اجتث روحه قبل انذاره بأربعين يوما !!

قد باغته !! بانتزاع نصف الروح !! ، والاجهاز على قلب كان قد مات في الأصل !!

في الحقيقة لا ادري لماذا كلّف نفسه عناء ملاحقتي !!

ولعنة غجرية تحققت دون ارادة مني وابعدت هذه المرة روح مريم عني !!

لعنات تغنو بها في ليال حالكات ٍ في اودية تردد صداها استجابة لتراتيل مبهمة!!

أُسقط بيدي يا مريم ، أُسقط بيدي ، فلا تلوميني !!

ولا زلت احلم بك ، رغم علمي انك ملك رجل اخر !!

رجل استمتع بك وارهقكِ حباً !!

فلقد رأيت بعيناي كيف كان يحبك ، رغم اجحاف الحياة معكم ما زال للحب مكان في قلوبكم .

الم تعرفي قبلا انني اغار ؟!!

اغار من كل من قد يلمح عيناك فيقع في هواكِ!!

تبا لرجل اذل نفسه لحب امرأة خارج نطاق زمانه !!

امرأة كتبتها في كتب العشق المنسية !!

ليتني رأيتك قبل ان أُولد !!

لماذا لم يكتب لي الله ان اراكي واملي عيناي من رؤيا عيناكي قبل ان تتخطفك الايادي !!

وها انا الان اعاني ، وروحي تعاني ، وجسدي يعاني !!

فقدتُ البصر عن كل الاناث حولي حتى ضننت انهن كلهن قد اجتمعن في وجهك الفاتن !!

نعم فأنتِ فاتنتي !!

هل تصدقين ما أهذي به هنا !!

حتى زوجك ربما رأى ما رأيت فاختارك دون النساء لتكوني خليلة !!

اعترف انكي لستي جميلة ، فأنتِ مخلوق قد وزّع الجمال ونسي نفسه !!

الى متى يا مريم ، ومتى سأجدك حتى ولو كنتي تحت الثرى سأنتشلك ..!

وأُشيّد لك محرابا ..

يضرب بيده بقوة على كرسيه الذي تدفعه الممرضة التي فزّت خائفة من الضربة المفاجأة

وعقدت حاجبيها بقلق !!

الى ان وصلت الى غرفته !!

ما لبث ان استكانت جوارحه

عودة وجولة اخرى على اراضي المانيا البلد الثاني

تحاوطه امه في غرفته الخاصة في احدى ممرات المستشفى العتيق بعنايتها

فرحة هي ، طفلها قد عاد !!

تحوم حوله لا تكِن ولا تهدأ ، ترتب الغرفة وتنظفها بيدها

تحضّر الطعام وتجلبه معها

مشتاقة للطبخ له ولما يحب ان يأكله من يديها ولا يجيده سواها

تتنقل بخفة وهي ترتب سريره بحركات خبيرة وسريعة

بيدين انيقتين بيضاوين بأظافر صغيرة مرتبة

ووجه كالبدر لا زال ضوءه ها هنا يسري !!

لا زالت جميلة ورقيقة وانيقة فهي تكبر ابنها بعشرين عاما فقط !!

حتى هي تبدو كطفلته !!

مطمئنة ، فسنوات البعاد قد تقلّصت وعاد الابن المهاجر قصّراً !!

قد أجرى عمليته بنجاح وهو الان في طور النقاهة

تلتفت الى صوت الباب الذي يُفتح

ويدخل منه على كرسي متنقل تدفعه الممرضة المتمرسة

يتحرك ببطء لكي ينتقل الى السرير وتمد الحنون يدها بالمساعدة

تخلط كلمة عربية بكلمة المانية في حوارها معه

بينما ارخى جسده على السرير

_ لا بد وان ترتاح ولا تجهد نفسك ، راحة تامة همم

وهي تغطيه بالملائة

_ اعلم اعلم ، بصوت كله تعب وارهاق فالقطع المعدنية التي ثبتوا بها العظام لا زالت تخزه !!

_ تقبله على وجنته كالطفل الصغير فهي حين تراه ترى والده في حنايا وجهه

والان عليك ان تهتم بطعامك وشرابك فما تأكله لا يكفي حتى عصفور !!

يتراجع على السرير بآهة اعيته

مناولا يدها في يده يقبلها ومعنفا بمحبة : امي لا بد وان ترتاحي في البيت

فما فعلته منذ حضوري كثير جدا ، ارجوكِ

تضربه بمودة على كتفه مرددة : اصمت ، انت فقط تعافى ثم سألتفت الى شؤوني

لينظر اليها في ريبة : شؤونك الا وهي انا !! اليس كذالك

تضحك مقهقهة مسرورة



وهل لي احد سواك الان لكي أُقلِق راحته ، صمتت ناظرة الى عينيه التي تروي الكثير والكثير

تومئ برأسها وكأنها تعلم ما حلّ به غير جراحه.. فهناك جراح من نوع اخر على ما يبدو !



تنهض من كرسيها مودعة اياه بقبلة على جبينه، سأتركك الان لتستريح وغدا سأحضر في نفس الوقت ان شاء الله

تمشي بسرعة خارجة بملابسها المحتشمة وغطاء رأسها الابيض ، رغم انه خطر عليها !!



خرج من سريره يجر رجله خلفه ليدخل دورة المياه

يغسل يديه وينظر الى ارهاق وسواد عينيه ووجهه

والسبب معروف ، فمنذ مجيئه لم يسمع خبرا من سعد الذي لم يصله اي جديد !!

بعد ان افترقنا قصرا ، ها انا ابتعد بإرادتي !!

مسافات اوطان بيننا يا اغلى مريم !!

التفت حوله متغضنا بريبة وقلق

فرائحة خطر تعبق في المكان !!

خرج واغلق الباب ويلتفت ليجد ,, صندوق باندورا في انتظاره !!

.

.

.



تقف في حمامهم الصغير تحمم ابناء وليد التوأم

المُعِز والمُعتَز ، اللذان كانا يتراشقان بالمياه

حتى ابتلّت ملابسها ، واقفة بينهما ساهمة

بعينان متورمتان وكأنها ضفدع !



وشعر مشعث لم تمشطه منذ ايام

وقفطان رمادي كلون وجهها !!

تشهق وبغير دموع

فلقد نفذ كل مخزونها لبكاءِ مريم !

شقيقتها التي لم تلدها امها

اصبحتُ خاوية الجسد فلقد كنتي روحي يا مريم !!

اتمزق انا واوشك على الموت منذ اختطافك !!

اين انتي ، حدثيني ، فروحي لم تكف عن مناجاة روحك !!

دليني على مخبأك وعلى من يخبأك وستجديني كطير احلق فوقك وانتزعك !!

لم يعد اي شيء كما كان يا مريم

فكل الروح تعصي الجسد وترغب بالفراق ، فراق الدنيا !!

نعم فلربما تكوني قد فارقتِ دون وداع ولا بد ان القاكِ في الطرف الاخر !!

يأتيها صوت امها الحنون من المطبخ تقلّب الصحون

تخرج في سرعة فاقدة صوابها

تمسح بقايا الصابون العالق في يديها على ملابسها

تجري لأمها الصامدة !

تمسكها من يديها وتسحبها الى حيث يجب ان تكون

على سجادة الصلاة !!

وهي تئن موجوعة

امييي

ارجوكي لا تتركي الصلاة والدعاء

فمريم تحتاجنا

وانكبت على يديها تقبلها وعلى رجليها

فلقد خارت قوى الصبر والاحتمال



ولابد الآن من الصياح والنواح ولطم الفخذين !!

ارجوكِ ، ادعِ لها

فانا لا استطيع الصلاة هذه الايام



الحاجّة عائشة

التي مشّت دموعها بطرف خمارها

تبكي حال وموّال

ابنتها وابنها وحال عائلة مريم !!

تمسكها من يديها النحيفتين لتهدئها على صدرها

ضامة اياها ببقايا عزم لا زال متشبثا بهم !!



تربت على شعرها بيديها الصغيرتين المجعدتين

ترفع صوتها بصوت عاجز مهزوز

يا الله يا الله

ارأف بحالنا

فما لنا أحد سواك

واستر على مريم

اللهم انا استودعناك مريم وحمود وخالد يا الله !!

وزوجة وليد هدى التي جلست تربِّت على ظهرها تهدأها !!

وتشفق عليها وعلى آلِ مريم !!

.

.

.

.



للمرة العشرين تغمض عينيها في غضب مستعر

يستفزها بجنون لتتحول هي الى مجنونة مسعورة

وهي حالها منذ شهور



تضع ذالك الشيء الصغير في جيب بنطالها



وتفتح الباب بقوة وتخرج جرياً

جريا له

وشعرها يتطاير حولها كجنية

تكز على اسنانها وتزيد سرعتها وسرعان ما قفزت على ظهره

تتشبث بساقيها بخاصرته

وتلوي يد على عنقه بقوة

ويد اخرى لتخرج ذالك الصغير وتغرزه في كتفه

تلوّى وزمجر وصرخ بالآهات الطويلة

يحاول ان يزيل هذه العلقة عن ظهره

فيما حاول بيده الاخرى تحسس موضع الطعنة الغادرة !!

ولكنها ابت ان تستسلم ، ففرصة قتاله الان لا تفوّت

وهي غاضبة خِلقة

ستنتقم منه

سأنتقم منكم جميعا اقسم

لم اعد انا مريم

فذالك الوحش الصغير الذي كان نائماً في الظلمات قد انتفض

قد عاد وخرج حرا طليقا ليعيث بها وبهم فساداً

لم اعد تلك المسكينة التي تترجى لقمتها



لم اعد تلك الخانعة الذليلة

سرقتموني من عالمي

حولتموني الى جارية !

تصرخ في اذنيه



قُطِعت يداك

قُطِعت يداك ايها العاق !!

اقسم اني ساخذ بثاري

بثأر خالد

وثأر حمود

ساشتتكم كما شتتموني

ساقتلكم كما قتلتم خالد

اآآآآه يا خالد

ودموعها تملأ شعره

وتحاول عضه في رقبته المحنية المدمية !

وهو ما زال يدور حول نفسه في يأس

ودمائه سالت ورائحتها فاحت !

وشعرها قد غطى عليه الرؤية

تبا لكي انزلي ايتها الشيطانة

الى ان امسكها من ساقها وبقوة جمعها

ليلقي بها ارضا

ارضا متكومة بجانب تلك العجوز التي كان يُعلِّم على جلدها بحذائه

انه الابن الضال

الابن العاق



الابن الذي يضرب امه !!



وهي تلهث بجانبها وقفت امامه بحجمها الصغير

وترفع له ذقنها بتحدي والشرر يتطاير حولها حتى كاد شعرها ان يتكهرب !

بوجهها المحمر المنفعل ومنخاريها المنتفخان غيضا وقهرا



وملابسها الملوثة بدمه

تجمع شعر خلف اذنها

وتجمع قبضتيها استعدادا للقتال كلبوة !!

ان افعل شيئا ان قدرت



ولكنه لا

لا يقدر ان يخالف امر مُعلمه !!

هو يعلم وهي كذالك تعلم !!

خرج مهتاجا ليداوي جراح طعنتها !

و فاهه يتغنى بشتائم قذرة لهما معا ً



تبا لكن ، تبا لكن جميعا ً

جلست بسرعة بجانب امه تمسك بعضدها

تبكي بحرقة

تبكي دما

تبكي ابنا وحيدا

ترمّلت ورفضت الزواج لاجله

وها هي تلقى جزاء تضحياتها !!



فجسمها اصبح خارطة عبور اقدامه ويداه

ووجهها اصبح لا يستقبل الا بُصاقه !!

وبجانبها مريم

مريم العبدة

ملك اليمين !!

من جاؤو بها في ليلة ظلماء !!







فالمعلم عندما يقول شيئا ينفّذ ولو كان قطع الاعناق !!

تصر عليها مريم ان تخبرها ما الامر هذه المرة

تريد ان تفهم هذا الجنون الذي يدور هنا

حتى خالد من كان زير نساء لم يفعل افاعيله المشينة

بل كان يقدّس امه

_ يا عمة قولي لي لماذا يفعل ابنك بك هكذا ؟ ارجوك اخبريني ؟

فانا اكاد اجن هنا

تنهض العجوز من اتكائتِها متألمة ودموعها قد ملأت وجنتيها المتدليتين هما ً!!

تبكي بحسرة وندم !!

_لا تلوميه يا مريم ، لا تلوميه فهذا دَينُ وهو الان يستحق الرد

ونهضت من مكانها ببطء شديد من الآم الضرب

وتتركها في حيرتها وتختفي داخل غرفتها ...



تجلس منهارة موجوعة

قلبها ينفطر على أحبائها

من تفرقت عنهم في ليلة سوداء دون قمر !

تبكي سواد سنينها وايامها



تضرب على وجهها وتخمشه باظافرها

فهي قد غدت مختلة عقليا

تون ونّاً متزامنا مع رثاء حمود وخالد

اني مددت على هذا الفضاء يدي .... كيما تصافح ارواحا تودعني !!

وتسقط على جنبها متقوقعة كجنين

قد شق الدمع اخاديدا على خديها !!

بيد ترفعها ترسم وجه حمود النقي في الهواء

ترسم صورته التي حاولت عابثة الامساك بها

حتى ضمة اخيرة لم اضمك يا حمود



آآآآه يا قلبي

آه يا خالد لقد قتلتنا وقتلت نفسك

لم ارتدي السواد

لم احتّد عليك يا خالد !! ، لم يسمحوا لي !!

أسكنت النفوس والضمائر هذا الكم من الهمجية والوحشية ؟!!

والشر !! نعم الشر !! الشر يا خالد ، شرّك وشرّهم من اودى بنا !!

تنهار ساقطة في احلامها بغمضة عين !!

.

.

.

غاب القمر وملئ السحاب السماء بارقاً وراعداً

استيقظت بصرخة على اثر كسر الباب وجري في المنزل

ورصاص طائش عبق الجو برائحته وصوته المدوي !!

الفزع !! يوم الفزع برجال يتحولقون حولهم حاملين سلاحا يقتل شعبا وليس إمراة !!



وثوان فقط كانت ثوان

حتى جرها احدهم من ناصية شعرها جرا عنيفا الى الخارج

صرخت ورفست وضربت وما استكانت

تمسك بيد من يحاول الاعتداء عليها

رجال باحذية سوداء عالية ، وبناطيل خضراء وقمصان بيضاء تكشف عن الاذرع المعضلة

ووجوه ملثمة يغطيها سواد لا يُرى منه سوى الاعين الحمراء

وهي تُجر

وكأن الطبيعة قد احتدمت هي ايضا بمعزوفات مطر هادر كإعصار ، ملئت الارض والوجوه

تبلل شعرها العاري الا من يد معتد اثيم !!

ترى خالد من طار في الهواء من غرفته ليرتطم بالارض

كان صريعا يحاول حماية جسده من ضربات متتالية

ركلا وصفعا وبالهراوات الثقيلة ، لم يوفروا مكانا في جسده

حاول النظر اليها وهم مجتمعون حوله يُفتِتُونه !!

مريم

لقد انتهينا يا مريم

تكاد عيناه ان تتدحرجا من محجريهما

يريد النطق ، فأنطقوه دما وحشروا لسانه في حلقه !!

حاول الزحف اليها فاخته تهان على ايد غريبة بشعة !!

وهم يقلبونه ارضا بجبروت قد قل مثيله !!

اذاقوه السم الزعاف ، وما السبب ؟!!

لما هذه الغارة الوحشية

فيما الفوضى عمّت المكان

وصراخ مريم التي لم تهدأ بين يدي جلادها

صرخت العون

صرخت النخوة والرجولة

صرخت وصرخت ولا مجيب

فكل الاذان تلك اللحظة قد صُمت

ورجل ضخم يدخل المكان المزدحم بهم !!

يدخل غرفتها وما لبثت ان رأت حمود بين ذراعيه !!

لاااااا

حموووود

حاولت الافلات وخربشة اليد المتشبثة بقوة بشعرها الذي انتثر في فوضى حولها !!

تبكي مفجوعة

وحمود الذي مد يديه لها يريدها صارخا باكيا هو الاخر كأنه يشعر بلحظة الفراق

جرجروهم وهي تسمع اصوات تحطيم الزجاج والمطبخ والغرف

كل في سيارة واهل الحي يختبؤون خلف الجدران خائفين والنساء ينوحن بالصياح على مريم !!

حموووود








خاااالد

يا الله يا الله

القوا بشقيقها في سيارة وغادروا به

ورأت الضخم يدخل السيارة الاخرى حاملا حمود المنهار صياحا

لااااا اتركني حموود لااااا

حاولت الافلات بعنف من يده حتى تقطّع شعرها وادمت جلدة رأسها

يأخذوون صغيرها

صغير قلبها

حمووود يا حموود

آآآآه يا خالد خاااااالد

قاومت وتلوّت وعضت الايادي وانزلقت بينها

هي حرب

حرب الوجود والبقاء !!

وداد التي خرجت ركضا من الباب وهي تبكي هائجة وتشتم اتركوهم ايها الاوغاد

ولكن ما لبث وليد ان كبلها من ذراعيها وكمم فمها وهي تنادي مريم

وترفس وليد الذي ادخلها واغلق الباب ، بالكاد سيطر عليها !!

ودااااد

حمووود يا وداد

يا الله انجدنا يا الله

صراخها وابتهالاتها ادمت قلوب من خلف الابواب الذين بدأو بالصياح

دفعها الى السيارة ودخل جانبها واطلقو العنان للفرامل

وهي تولول وتنتحب وهي ترى مأواهم يحترق !

ليحرق فؤادها المعتل اليتيم !

وافترقوا عنها تلك اللحظة !!

والدخان والغبار آخر مشهد جمعها بحَيها ، وقرّبها من جلّادِها !!

.

.




باب يفتح بقوة يجعلها تفيق من ذكراها الوعرة المحطمة للقلوب

على صوته

صوت المعلم المُحتد الغاضب !!




نهاية المشهد الثاني عشر .


 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:42 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

المشهد

( 13 )





المـــــــواجهة الثــــــــــانية






فيما مضى



يجرجر اخته التي تبكي وتنتحب وتخدش يديه اللتان منعتاها من الامساك بتلابيب مريم

تنهار على الارض ساجدة محطمة ، حولها امها ووليد و هدى وحتى الاطفال !!

ولم يروا من خرّ على الارض صريعا وكأن مساً أصابه منزلقا في غيبوبة الزنازين !!

.

.

يدخل عليهم بضخامته

فهو قد خُلق خصيصا ليجلدهم

ليريهم العذاب الوانا لم تكن لتخطر يوما على بال بشر

يمشي بينهم يرفس ذاك برجله

ويضرب ذاك على وجهه

ويجذب الآخر من شعره بقوة حتى ينفض شعرهم من اصابعه !

يحمل سوطا بيده

إنه مثال الرعب والقسوة إنه من لا يرحم

ينطق والشرر يتطاير من عينيه باحثا عن ضحية

هل شاهدتم المباراة ؟ من فاز فيها ؟ اي فريق ؟

السكون والرهبة هما من ملأ المكان لم ينطق أحد ، لم يجرؤ أحد على النطق

فهم بحرف سينسفون

ولكن ..

نطق ويا ليته لم ينطق ..( نعم شاهدناها .. فريق في الجنة وفريق في السعير )



يتجه صوبه جريا غاضبا حانقا كيف تجرأ على نطق تلك الكلمات ليهم بكل قوته بضربه على وجهه بحذائه الضخم الغليظ



صراخ وكر فها هم يسحبونه من رجليه على ظهره العاري المجلود بالسياط

الى حجرة التعذيب..

يجرونه جر ككلب ممزق وما بيده حيلة إحتكّ ظهره بالأرض الحرِشه حتى احرقت له جلده!

رفض الخضوع وحتى الكلام

رفض الانصياع لابتلائات العذاب !!

فيقوم اثنان بتعليقه من رسغيه في حلقتين مدلايتين من السقف

حتى كادت ذراعاه ان تنفصلا عن باقي جسده من قوة الشد

وترتفع رجلاه عن الارض

فيصرخ قاضي العذاب

بأن انتفوا لحيته

وانتفوا شعر رأسه ..

وما كاد يكمل كلامه حتى تقدم اثنان منه وكأنهما مصاصي دماء ويشرعا في خلق الفوضى في وجهه

يمسكان بشعر رأسه ولحيته ليقتلعونهما بقوة وسرعة من جذورهما بلا رحمة

تلك الكهرباء التي سرت في جسده الذي اصبح هزيلا وهو يشد على اسنانه بقوة

ويضغط على عينيه لاحكام اغلاقهما فيما كان العذاب يفترسه

اجتمعوا حوله كالضِباع الجائعة ولن تشبع الا بإرتشاف دمائه

سيصمُد ، حتى النهاية

إحتمل الاولى واحتمل الثانية

ولكن العقل رفض الانصياع للصمت فالالم اكبر من ان يُسكت عنه !!

كادت عيناه ان تخرجا من مكانيهما فلم يعد يرى امامه

وبقع ضبابية تترائى له امام ناظريه

وجبينه الذي تفصّد عرقا ليسقط بدوره على عينيه ووجهه المنتوف

واحمرار وجهه واختلاطه بدمائه





تعالت صرخاته من جوف فارغ مخيف حتى وصل مسامع باقي السجناء الذين ينظرون الى بعضهم البعض في شفقة وفزع

آآآآآآآه

آآآآآآآه لاااااا لااااا

يصرخ بهم من بين اسنانه وآلامه

عليكم لعنات الله ايها السفلة !!

واخذ يرفس متعلقا جيئة وذهابا

ويهز رأسه في عنف

بينما انهال عليه احدهم بالضرب بالعصى

تضعضعت عظامه وانزلق في غيبوبة لذيذة

لا فهذه ليست نهايته



نهاية صلاته ودعائه وقيامه الليل !! ليست هنا وليس على الايادي الخبيثة التي لا تعرف حتى كيف ترفع اياديها بالدعاء !!

ليس اليوم ، ليس اليوم يا أحمد

ولكن صرخ الجلاد حتى وصل صراخه مغارات عقله المظلمة !!

_ السعير هو ما ستراه الآن ايها الزنديق

وليصرخ بقوة في وجوههم

_ افتحوا ساقيه



وما لبث هاذان الاثنان المكلفان بانهاء حياته على شد رجليه بإحكام كل من جهة مثبتان اياها

ليهم الغاضب بكل قوة يملكها برفع رجله وتسديد ضربات متتالية بحذائه الغليظ على خاصرته ، وعلى وجهه كل الحقد الذي بالكون

وكأن قوته قد خلقها الله فقط لكي يستمتع بعذابات البشر

او كأنه في ثأر مع من يعذبهم لينتزع انفاسهم وارواحهم

تلبّس دور عزرائيل برداء اسود وعكاز خشبي فيطرق طرقاته على ابواب الموت

أفاق من غيبوبته اللعينة بوجه ازرق اختنق بانفاسه يرنو الى السماء بعينين جاحضتين مقلوبتين !!

تدلى رأسه بموت النهاية معلناً الاستسلام !!

انزلوه بسرعة من حلقاته !! قاموا برفعه من ذراعيه وسحبه الى باب السيارة المنتظرة

ليُلقى به امام بيتهم عاريا فاقدا للوعي ازرق اللون !!



فيستفيق حيا فاقد الرجولة !!



.

.
.
.
.



. زنزانة اخرى تُرمى بها مظلمة ضيقة صغيرة

دفع بها بقوة داخلها وهي تنتحب وتصيح

تنظر حولها خائفة !! نعم خائفة !! فهؤلاء لا يعرفون الرحمة

لا يفرقون بين الرجل والمرأة

بل الالذ والاعذب هو ان تكون هناك سجينات اناث !!

لن تنسى ما قالته وداد على لسان احمد

الرجال والنساء هنا يحترقون في بوتقة واحدة



والعذاب الذي تتعرض له النساء اقسى الاف المرات من عذاب الرجال

فهم لا يتركون امرأة الا والكل يتسلى بها

تذكر ان وداد اخبرتها ان احداهن قد خنقت نفسها بشعر رأسها !!

وهي شعرها طويل كفاية لكي تُعلّق نفسها الان وحالا في الشباك الصغير الذي لن تصله لصغر حجمها !!

اذا فلتخنق نفسها

هل يجب ان تنتظر العار !!



وحمود اين اخذوه ؟ اين ذهبوا به ؟!!

وخالد خالد الذي اهلكوه ضربا .. أسيُصيرونه كما أحمد ؟!!

تدافعت الافكار والتوجسات في نفسها مع خوفها الذي تعاظم وصار جليا على وجهها الشاحب الذي انقلب لونه الى الاصفر وكأن كل دمائها هي ايضا قد تخلّت عنها

اندفعت في اتجاه الباب واخذت في الطرق عليه بقوة بكلتا يديها وهي تصيح وتصرخ بكل عزم فيها

_ افتحوا ايها السفاحين ، افتحوا الباب ايها القتلة !!

حاولت وحاولت دفع الباب ولكنه اشد واعظم من قوتها الضعيفة !!

نظرت ثانية بسرعة لعل هناك فرجة ولا يوجد الا ذاك الشباك الصغير ولكنه مرتفع جدا ولن تستطيع باي شكل ان تصله !!

دارت ودارت حول نفسها لعل هناك مخرجا قبل ان يأتيها القضاء !

حاولت التسلق متشبثة باظافرها بكل يأس بجدران الحجرة وما لبثت ان سقطت ارضا !!

مدمية الاصابع ، قامت ثانية للمحاولة ترفع رجليها وتقفز تتراجع الى الجدار وتقفز للمرة الثالثة ولكن

كل محاولاتها بائت بالفشل، فأني لها ان تصل الى ذالك الشباك ؟!!

انزوت على نفسها في الحجرة ذات المتر الواحد المربع !

تعرقت ملابسها حتى ظنت انها للتو قد خرجت من البحر

ملامح وجهها المصدومة الغير مصدقة لما يجري

هي هنا في زنزانة جردوها من كل شيء

من خالد وحمود

مذهولة

هل تبكي ام تغلق وتفتح عينيها من جديد فلربما ما زالت نائمة بجانبها حمود

تتلمس الارض التي تحتها ليست مختلفة كثيرا عن ارضية حجرتها

ولكن اصوات الصراخ المختلطة برجال ونساء أصمت اذنها فرفعت يديها اليها لتسدها عنها

وكأن هذا المكان يقبع على فوهة الحجيم

تتسلل اليها روائح الحرق !

فتوقن انها هنا .. في زنزانة .. هي حقيقة يا مريم .. صدقيها



ترفع عينيها للسماء





_ يارب اني استعنت بك فاحفظني من اياديهم يا رب ، يارب ، وخرَّت ساجدة تدعو ببكاء حطم فؤادها وادمى روحها ، يارب اني مظلوم فانتصر !!



ويُفتح الباب

ويدخل ذات الرجل ويغلق الباب خلفه

تقف له متأهبة وشعرها التف حولها كأسوار حديدية

بدت كعفريت صغير بثياب سوداء رثة وعينان تقدحان شررا واحمرارا !!

وانعكاس الضوء الخافت وذرات الغبار المتطايرة حولهما تتقاذفها الانفاس

لوهلة شعر بالفزع من مظهرها

شيء ما خطف قلبه

شيء ما أخافه وزلزله !!

تعكر مزاجه والتوى وجهه وتعقد حاجبيه بسُلطة !

ولكنه رمى كل ذالك خلف ظهره و همَّ بنزع ملابسه

فكما اعتدى اخاها على عرضه !! هو كذالك سيهتك عرضه !! فواحدة بواحدة والباديء اظلم !!

ينطق في هدوء بينما يفك ازرار قميصه العسكري

جاءها صوته صاعقا ببروده وعنجهيته و حدّته

أعاصير من كرامة استبيحت واهدرت على يده !!

_ أتعلمين لماذا انت هنا ؟!!

انت هنا فقط لأجلي !! لاجل ان تدفعي ثمن خيانة كنت ارتقبها واتعقبها !!

والان الكل سيدفع الثمن .. ولو كان شرفه وروحه !!



ترفع اصبعها في وجهه ناطقة بعنف اصاب وترا منه

_ اقسم بانك لن تفعل !! وان فعلت فستعبر على جثتي اولا !!

تتحداه بمعركة ترنو اليها خاسرة ..!

عبارتها تردد صداها في جوفه قبل الزنزانة الضيقة التي لا تحتملهما معا بكل التحدي والغضب والثأر ؟!!



ولكنه كان قد خلع قميصه وظهر صدره العاري المشعر

طأطأت رأسها خجلا وحنقا وهي تتنفس بسرعة وحقد وخوف !! أهذه نهايتك يا مريم !!

اليوم ستضحين جسدا مهدرا تتلقفه ايادي العابرين ؟!!



رآه ، رأى شعرها الذي سقط على وجهها فغطاها باكملها فبدت ككتلة شعر لها رجلين !! بدت مخيفة !!

امعن النظر فيها فهي ساكنة لا تتحرك ولا يسمع صوت انفاسها ، شيء ما اهتز في صدره !!

ولكنه تراجع فهي للتو كانت امرأة عادية والان تبدو كعفريت كوابيس !!

اقترب منها وامسك عضدها فرفعت رأسها ولثانية بدى العراك

عراك بين ضدين ، بين عدوين غير متكافئين

عراك شرف !!

التوى فمه بحنق ونفور !!

والتوت بين يديه وحاولت تسلقه وعضه وشد رقبته

دارت حوله بسرعة وقوة

كان قتال الصمت والانفاس ، بل قتال النفس الطويل اللاهث !!

يمسكها تارة من خصرها وتارة من ذراعها

يريد السيطرة عليها فحجمها ورقتها جعلتها كبهلوان تتشقلب في المكان مستعينة بالجدران القريبة

لهثت ولهث هو كذالك، شعرت بكل عظامها تئن وقوتها تخور من هذه الحركات المفاجئة التي قامت بها

ستصمد حتى النهاية فلا شيء تملكه الان في الحياة سوى شرفها وستموت دونه

الى ان صفعها على خدها بقوة ادارت وجهها لتلتصق بالجدار فيحاصرها بين جسده وبين الجدار وهمَ بتقطيع ملابسها بجرأة وسرعة وكأنها عملية يقوم بها كل ساعة !!

_ سيدي ، سيدي

صوت قلق ينادي عليه ويطرق بقوة في الخارج افسد عليه اللحظة

ليقول الاخر في توتر وسرعة

_ سيدي الشاب الذي جئنا به الان قد مات !!



وفقط يلتفت على صوت صراخها الحاد خاااااااالد لاااااااا !!

:

وحينها لم تجد نفسها الا مرمية بين ذراعي رجل آخر ينفذ اوامر سيده !

:

:

:



جرها من شعرها الى حجرتها بل زنزانتها الثانية فهي وان تحررت من واحدة فالاخرى كانت بانتظارها

وهي تشد على يده التي تتشبث بشعرها محاولة تخليصه منها !!

_ ابتعد عني ايها الجلف الحقير

يُقرّب وجهه الغاضب ويضغط على شفتيه غيظا منها ومن افعالها المجنونة !!

وانفاسه تستقر على خدها المحترق من الدمع والتكفيف !

يرمي بها على السرير الذي يلتصق بالجدار

وهو يتنفس بعنف حتى كادت رئتاه ان تنفجرا من الغيظ منها ، يزمجر في المكان

_ لماذا فعلتِ ما فعلتِ بـــــعلي ؟!!

وهي لا زالت ملقاة على السرير

لتزحف الى اخره متكومة في زاويته تلتقط انفاسها وتبتلع ريقها الجاف

وترد عليه بذات الحدة

_ انت لا تعرف ما الذي يفعله صديقكك هنا ، الم تعلم انه يضرب امه !!

كانت جملتها المباشرة صادقة وصادمة له !! هو الصخر الجلمود !!

لان وجهه قليلا وغضّن جبينه واستقام في وقفته ناظرا الى شباك الحجرة الحديدي !!

_ منذ متى وانتِ المدافع عن الحقوق ؟!! من الأولى لكِ ان تدافعي عن نفسك فقط !!

_ ليس من شأنك كيف اتصرف مع حمقى امثال علي !!

ولست ايضا الوصي علي ، وأقسم ان اتيحت هذه الفرصة لي معك انت بالذات لن اتردد في غرزه في قلبك ايها السفاح

يتبادلا الاقسام والتهديدات والنفور



_ و انا اقسم انني اذا لم أمره بعدم المساس بك لكنتِ الآن تتوسدين التراب بجانب شقيقك !!



كان قولها سهلا وفعلها في قلبها عظيما



خارت قواها على السرير واخذت بالبكاء والهمهمة فقلبها مثقل ، مثقل بحياة لم تعد تفهمها فأين هي ، ومن هؤلاء ، ولماذا ؟!!

تنطق ببؤس وبشفتين مهتزتين الما وحقدا عليه بصوت يحمل كل ما تملكه من تشفي

_ لم يكن ذنب اخي أن زوجتك اختارته لتخونك !!



كانت الكلمات هادئة ولكن هدوئها كان كمن صوّب مسدس كاتم صُوِّب الى قلبه فأرداه قتيلا

_ نعم لا يجب ان ينسى لٌبَّ الموضوع .. فزوجته خائنة ..!!



انهار على الارض كطفل فقد للتو متعته باللعب معها لينهار باكيا

بكاء رجل محروم بصوت عال غليظ ليصدمها وتفتح عينيها و فمها في ذهول !!

وهو يهمس وكأنه لا يصدق ما يقوله ويداً توسدت الارض والاخرى يشد بها على صدره

وملابسه

_ زوجتي ليست خائنة ، انها حبيبتي !

كان صوتا مهزوما ووجهه المنهار ، بشكله الممزق ويدعو للرحمة ، يبدو كمريض ، نعم مريض نفسي هو هذا الرجل ، مرضه هو زوجته !!

رأسه الحليق تماما لا تعرف اذا كان الشعر قد عرفه يوما ، ووجه الدائري الاسمر بعينين كبيرتين بارزتين سوداوين تحيكان لؤما وحيلا !!

وفمه الكبير بأسنانه المتفرقة وشاربه الساقط على شفتاه



عندما ينتقم ينتقم ببأس ، وعندما ينهار ينهار كطفل !!



وقف مستدركا نفسه أعطاها ظهره ووجهه قد تجعد بحقد دفين ، خرج بسرعة مغلقا الابواب الحديدية خلفه !!

تنزل من السرير وهي تركض خلفه صارخة

لا ااا لا تذهب ، خذني الى حمود ، اين حموووود ، اين دفنتم خالد ؟!!

آآآآه يا الله يا الله .

.

.

بينما الرجل المجروح حبا يدخل منزله الخالي الا من بعض البكاء !!

يدخل غرفتها يتفحصها ، يتفحص اثار الخائنة

وانقلب مزاجه الذي ثارت براكينه اغلق الباب واشرع في تحطيم كل ما تلمسه يداه

لم يُسمع الا صراخه وحطام المرايا والاخشاب !!



نهاية المشهد الثالث عشر .

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العذراء, الكاتبة, ايفا, حارس
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t193144.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-08-14 11:34 PM
Untitled document This thread Refback 31-07-14 09:19 PM


الساعة الآن 04:44 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية