المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
زهرة النعناع ( جزء الاول )
_ زهرة النعناع _
من قلب دهاليز الحياة ودروبها الشائكه تمخضت روايتنا معلنة عن ولادتها على شاطىء الروايات والقصص رواية تضم بين حناياها صورا عديدة ! دمـاء ودموع ؛ حب وكراهية هـو مضمـون روايتنـا التـي تبدأ أحداث قصتـهـا في إحدى أمسيات شهر أبريل حيث :
1
كانت ليلة قمراء يعمـهـا السكـون , يتناهى إلى سمعنا صوت عجلات عربة تخترق جدار الصمت المخيم على المدينة مما يبدو على هذه العربة أنها لم تكن كأي عربة عادية فقد كانت تحمل شعار يميزها عن غيرها , كان هذا الشعار يعود لأعظم حاكم عرفته البلاد شعار الملك الفذ فريدريك حاكم مملكة وولامستر العظيمه .
يتقدم العربة السوداء جنديان بكامل لباسهم الحربي بيد أحدهم علما يحمل نفس شعار العربة بينما يخفرها من الخلف جنديان آخران سلكت العربة الطريق الفرعي المختصر والذي يقود مباشرة إلى القصر كان الوقت متأخرا والطرق خالية من الحركة توقفت العربة أمام بوابة القصر الضخمة التي كان يحرسها تمثالان من الأسود الجاثية عند المدخل ترجل الجندي عن حصانة و تقدم حاملا بيده العلم رفعة عاليا ولوح به مرتان وما هي إلا دقائق معدودة حتى رفعت السلاسل الثقيلة وفتحت البوابة للسماح لهم بالمرور وأغلقت بعدها ، إستمرت العربة في طريقها إلى أن توقفت أمام مدخـل الـقصر ترجل القائـد من عـلى حصانه وتوجه مباشرة إلى العربة وفتح بابها لتنزل فتاة في غاية الجمال والروعة ذات قوام رشيق ووجه خلاب يأسر قلب من يراه كانت هذه الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها السابعة العشر لم تكن سوى إبنة الدوق النبيل هامـلـر ألـفالتسـي الذي ذاع صيته بالثراء والنفوذ معا ويعد صاحب أكبر وأغنى إمارة تعرف بمقاطعة دوبلين نزلت بعدها وصيفتها وأمينة أسرارها ورفيقة دربها جوانا كاتلر كان باستقبالهم القائد العام كاستول والمستشار الأول لوبيز وبخطى ثابتة توجهت الأميرة إبنة الدوق الثري ووصيفتها المخلصة تتبعها بحرص نحو القصر ..
حيث تقدم المستشار الأول لوبيز وقال في رقة حمل نفسة عليها حملا :
ــ أهلا بك في قصر " وولامستر" يا مولاتي .. أنا أدعى لوبيز المستشار الأول ورئيس مجلس المستشارين أرحب بك بيننا . إبتسمت الأميرة أنابيل وأردفت بوداعة :
ــ هـذا لطف منك يا سيـدي . بادر القائد العام للحرس الملكي قائلا :
ــ إنه لشرف لنا أن تكوني بيننا في مملكتك الجديدة وبين شعبك المحب ، أرجو من مولاتي أن تمنحني شرف مرافقتها . وبرقة الزهور وسحرها تجيبه قائله :
ــ سيكون من دواعي سروري .
ويمد القائد كاستول يده لتضع الأميرة أنابيل يدها فوقها كعادة الملوك .. كانت خطاها تقودها نحو مليكها المنتظر وبداية حياتها الزوجية ، إلا أن خطاها كانت تقودها إلى أبعد من ذلك كانت تقودها إلى مصير مجهول ومستقبل قد لا يكون مشرقا كما منّت به نفسها !!
كان المستشار الأول لوبيز يتبعهم بنظراته الحادة التي كانت تبدي أمرا عظيما كان يخفيه ببراعة في قلبه دخلت الأميرة الصغيرة من ذلك الباب الضخم المزخرف بالنقوش الرومانية المبهرة لترى أمامها ما أدخل السرور إلى قلبها الصغير وأثار من دهشة صاحبتها قاعة كبيرة أرضيتها من الرخام الفاخر تتوسطها أعمدة من الرخام المعتق , الشموع تملأ القاعة فتكسبها لونا ذهبيا خلابا يتوسط القاعة تمثال غزال من العاج يخرج الماء من فمه و يملأ الحوض من أسفله كانت تحفة فنية رائعة الجمال نافورة لم يرى مثيلها أبدع صانعها في نحتها فبدت وكأنها صورة قد ألتقطت من عالم الأساطير فتجسدت في ذلك المنظر الخلاب , إنحنى القائد كاستول لسيدة في أواخر الثلاثين من عمرهـا ذات جمال هادىء بدى من مظهرها أنها الملكة كونستانسيا زوجة الملك فريدريك قال لها في وقار :
ــ مولاتي صاحبة الجلالة .. ويشيـر نحو الأميـرة فيكمـل قائلا :
ــ أميرة مقاطعة دوبلين . وبسرعة إنحنت الأميرة بدورها لتقول الملكة :
ــ أهلا بك يا أميرة ألفالتسي أرى أنك وصلت أخيرا ، لابد أنك متعبة فقد كان الطريق
من مقاطعة دوبلين إلى هنا شاقا ستتكفل مارتنيز بإصطحابك إلى جناحك الخاص أرجو أن
تكون إقامتك مريحه.
وما أن أنهت حديثها حتى إنصرفت بهدوء ليتبعها المستشار لوبيز كظلها , كانت مارتنيز هذه هي المدبرة الأولى للقصر والساعد الأيمن للملكة كونستانسيا في السر كانت جلفة الطبع حازمة الرأى يلفها الغموض ! هكذا يشعر كل من يراها للوهلة الأولى وهذا تماما ما شعرت به جوانا وصيفة أنابيل لحظة ما أن رأتها فقد كانت ترقبها بعين فاحصة أثناء توجههم إلى جناح الأميرة قالت المدبرة وهي تفتح الباب :
ــ أرجو أن يعجبك جناحك يا مولاتي .. فلقد عنيت الملكة كونستانسيـا بنفسها تجهيز
الجناح خصيصا لك وأنا بدوري سأحرص على أن تكون إقامتك فيه مريحة .
وما أن أتمت جملتها الأخيره حتى أعقبتها بإنحناءه وانصرفت من فورها.. كان الجناح فسيحا قد حرص جيدا على إنتقاء أثاثه الفلكلوري وجملت جدرانه بأروع الرسومات الفنية النادره فكان حقا يستحق أن يطلق عليه جناحا ملكيا إلا أن كل هذه الروعة والجمال الذي كان يحيط بها من كل زاوية لم يمسح نظرة الشحوب من على وجهها على عكس وصيفتها جوانا التي إهتزت طربا وقالت :
ــ لم أتخيل أن الجناح سيكون بهذه الفخامة , ألا توافقيني الرأي يا مولاتي ؟
لكن أنابيل أردفت بحماسة مصطنعة قائله :
ــ أجل .
لم يخفى على جوانا حزن وألم أنابيل فقد كانت تعرفها حق المعرفة وذلك بحكم كونها صديقتها المحببة والمقربة إلى قلبها منذ نعومة أظافرها إقتربت منها وسألتها بحنان :
ــ لماذا يبدو عليك الحزن يا مولاتي ؟ وبكبرياء وعزة نفس أبية تجيبها :
ــ لست حزينة؛ أنه التعب فقط لا غير .
لكن جوانا لم تصدق ما قالته أنابيل ولهذا عاودت سؤالها مجددا وبجرأة هذه المرة :
ــ هل الأمر يتعلق بسيدي الدوق ؟.. وما أن قالتها جوانا حتى تبدلت نظرات أنابيل فجأة لتمتزج نظرات الحزن والغضب معا وتتلون بها إمارات وجهها النقي فتقول بحزم :
ــ أشعر بالتعب وأريد النوم .
أدركت جوانا أن الأميرة أنابيل ترفض الحديث وأنها بشكل ما تهربت عن الإجابة بحجة الراحة , وعندها دقت أجراس الكنيسة معلنة منتصف الليل ليخلد الجميع إلى النوم وتطفأ الأنوار فيتسلل شبح الظلام إلى أروقة القصر اللامتناهيه بينما ظلت أنوار القصر الخارجية تحترق بصمت باكي في سبيل إنارة واجهته بعد أن تسيدت الظلمة داخله .
تمنياتي لكم بقراءه ممتعه وشيقه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) والشعار.. عبارة عن صورة رمزية لأسد يتخلله سيفان متلاحمان .
(2) هي إبنة دوق فرنسي ثري يدعى بـ .. بيير بوتيه .
|