لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-14, 02:31 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50998
المشاركات: 150
الجنس أنثى
معدل التقييم: kirara عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kirara غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kirara المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: زهرة النعناع ( جزء الاول )

 

كانت الأميرة أنابيل في حالة يرثى لها تتخبط بخطاها الشاردة على غير هدى فالظلمة حالكة والمطر يزداد هطوله وصوت الرعد يحتد كلما رعد لم تكن تعرف إلى أين تذهب فقد تبللت من رأسها حتى أخمص قدمها وتعثرت فوقعت على وجهها في بقعة وحل قذره ، كانت طلائع الفرق حينها قد إنتشرت في كلّ مكان واتجاه يحملون بأيديهم المشاعل وتعالت أصواتهم ينادون على الأميرة لم يكن بمقدور جوانا الذهاب معهم لأنها كانت طريحة الفراش من أثر حمى شديدة أصيبت بها ، بينما بقي الملك فريدريك في البلاط الملكي بصحبة كل من الملكة كونستانسيا والمستشار لوبيز والأسقف بريستوف ينتظرون الأخبار على أحر من الجمر وقد وقع الجميع تحت وطأة التوتر وأطبق شبح الصمت على شفاههم بينما ظلت أعينهم في ترقب مستمر لم يكن الملك فريدريك في أفضل حالاته فقد كان في أوج غضبه عندما تقدم نحوه الجندي قائلا :
ــ مولاي الملك أعتذر من جلالتكم لكني لم أجد سمو ولي العهد لقد بحثت في كلّ مكان
دون جدوى . الملك يصيح بحدة :
ــ لم آمرك بالعودة إلاّ بصحبته. إرتعدت أوصال الجندي المسكين وقال
بصوت مرتجف :
ــ حاولت يا مولاي لكني لم أوفق في إيجاده بحثت في كل مكان إعتاد إرتياده .
تتدخل الملكة كونستانسيا قائله :
ــ عزيزي أنت أدرى بإبنك ، لن نجده حتى يريد هو ذلك . صاح الملك في الجندي
قائلا :
ــ إنصرف الآن وما أن يعود حتى تخبره بملاقاتي في المكتبة .. رافقني أيها الأب بريستوف يشير بيده نحو الملكة ويقول :
ــ إنتظري أنت هنا في حال وصول الأخبار .

وما أن ألقى كلماته الغاضبة حتى إنصرف من فوره تلون وجه كونستانسيا بالغضب وكادت عروقها تتفجر لولا أن أمسك المستشار الأول لوبيز يدها قائلا :
ــ ليس هذا وقته يا مولاتي .

إزدادت حدة الأمطار واشتد البرد كانت كلّ لحظة تمر تنذر بالأسوء فالعاصفة كانت قريبة لم تكن لترحم من يقف بوجهها بدت وكأنها وحش أساطير يبتلع كل ما يجده أمامه غير أنه لا يسفك الدماء بل كان يبتلعهم أحياء ويرميهم جثث هامدة عاودت الأميرة النهوض وهي تكاد تموت من البرد أحست المسكينة بالبرودة تسري في جسدها الناعم كاد أملها في النجاة يتوارى خلف سحابات اليأس لولا أن برقت السماء فكان بريقها أشبه ببريق أمل بعيد يلوح في الأفق مما أمكنها من رؤية كهف لا يبعد عنها سوى بضع خطوات تحاملت على نفسها وسارت بخطى متثاقلة غير متوازنة نحوه وهي تسعل بشدة من شدة التعب والإعياء حتى وصلت إليه فرمت بنفسها داخله وكأنها تستنجد برحمته وتطلب حمايته ، إزداد الجو برودة فشعرت أنابيل بالنعاس الشديد حاولت أن تقاوم لكنها سرعان ما أطبقت جفنيها ونامت نومة أهل الكهف مرت الساعات الطوال على عملية البحث وكادت تستمر الليل بطوله لولا أمر القائد العام كاستول بالإنسحاب الفوري وذلك بسبب تدهور حالة الطقس واقتراب دنو العاصفة التي عرقلت عملية البحث وزادتها صعوبة لدرجة سقوط بعض الجنود مغميا عليهم من شدة الإعياء خشي القائد العام أن يزداد الوضع سوءا أكثر مما عليه فعاود أدراجه طافقا يجر أذيال الخيبة من خلفه على الرغم من يقينه بما ينتظره من عقاب وخيم ، وما أن إقتربت طلائع فرق البحت من البوابة الرئيسية حتى صاح الجندى معلما بعودتها وعلى صوت المنادي توجه الملك يسابق خطواته نحو البوابة لإستطلاع الأمر بنفسه وقد منى نفسه بالأمل لكنه تفاجأ بخيبة الأمل الكبيرة التي كانت تعلو وجه القائد كاستول وعلى الفور علم بالخبر السيء الذي يحمله ود لحظتها لو أنه أوقع أشد القصاص عليه لكنه تراجع ولجم غضبه لعلمه اليقين بأن لا ذنب له فالعاصفة ما كانت لتعطي أحدا فرصة كظم غيظه وعاد من حيث أتى يتبعه الأسقف بريستوف الذي كان يتلو صلواته ولا يكف عن الدعاء للحظة وعلى الرغم من سعادة الملكة كونستانسيا بهذا الحدث وبحالة الملك المؤسفة إلا أنها كانت تموت غيظا لعدم إستطاعتها الإنضمام إليهم في المكتبة الملكية والتي كانت تعد المكان المفضل لجلسات الملك فريدريك والأسقف بريستوف وأليكسيس أيضا الذي أحب مجالسة أمين المكتبة والمختص بالعناية بالمكتبة الملكية ريتشارد بالتون الذي وجد في صحبته متعة الحوار والنقاش الذكي.
إقترب المستشار لوبيز من الملكة وهمس بأذنها ساخرا :

ــ ألا يجدر بنا أن نرسل كتاب عزاء للدوق النبيل ألفالتسي . وبنظرة خبيثة وابتسامة تنظر إليه الملكة قائلة:
ــ ليس بعد.. لنتأكد أولا من صحة الخبر .
مر الوقت ببطىء شديد كاد الجميع خلاله أن يفقد صوابه ودقت أجراس الكنيسة تشيرإلى منتصف الليل ولم يعد أليكسيس بعد نفذ صبر الملك وكاد ينفجرغضبا بينما ظل الأسقف بريستوف يصلي لسلامة الأميرة المفقودة , كان أليكسيس وقتها يمضي سهرته بصحبة صديقة الشاعر ديمتري بعد أن تنبه إلى الوقت نهض يرتدي رداءه قائلا:
ــ لقد تأخرت كثيرا وعلي العودة .
ــ لا يزال الوقت مبكرا إبقى قليلا.
ــ إنها الثانية عشر يا رجل ؛ سأكرر زيارتي في وقت آخر علي العودة قبل أن تسوء حالة الجو فأضطرعندها للبقاء والإستماع إلى أشعارك المضجرة .
ــ فيمـا مضى كنت من أنصار الشعر يا صديقي .
ــ الوقت كفيل بتغيير النفوس.. إلى اللقاء .

كان جميع من في القصر قلقون بشأن مصيرالأميرة المجهول هذا وقد وقع الملك فريدريك أسيرا تحت هواجسه ومخاوفه الأمر الذي دفع بالأسقف بريستوف على البقاء بجانبه يشد من أزره ويهون مصابه؛ وصل أليكسيس إلى القصر لكنه فضل هذه المرة أن يدخل من خلال نفقه السري التي تؤدي دهاليزه المظلمة مباشرة إلى باب سري في غرفته سرعان ما قطع تلك الدهاليزالمظلمة إلى غرفته بدل ملابسه المبللة وأخرج ذلك الكتاب الأسود وشرد فكره معه لم يتحمل الملك فريدريك الإنتظار أكثر خرج يصرخ بالمستشارالاول لوبيز :

ــ ألم يعد أليكسيس؟
ــ لا يا صاحب النيافة .. لكني أوصيت الحرس بإبلاغي فور وصوله .
ــ وكأن لوصايتك أيّ قدرعندي .. يدفعه بيده قائلا .. إبتعد عن طريقي أيها الأخرق .
تلون وجه المستشار لوبيز غضبا هجم على جناح الملكة.. إخترق الباب صائحا :
ــ بدأ صبري ينفذ ولا أعرف إلى متى سأتحمل هذا العجوز الأحمق .
كونستانسيا بملابس النوم :
ــ أجننت يا لوبيز.. ماذا تفعل هنا في جناحي الخاص وفي مثل هذا الوقت؟
لوبيز يردف ساخرا:
ــ وكأن الوضع جديد عليك يا حبيبتي . كونستانسيا بعصبية:
ــ لا تناديني هكذا مرة أخرى , ماذا سيحصل لنا إن أكتشف أمرنا ؟.. لم أعهدك متهورا إلى هذه الدرجة .
ــ الصراحة هي أنني مللت البقاء في الظل دائما .. فكرت هذه المرة أن أجرب النور .
ويمسك يدها ويكمل :
ــ وأنت هي نوري يا حبي الوحيد .. لا أستطيع الإبتعاد عنك ولو للحظة.
ــ حبيبي .. سيتحقق كل هذا أعدك لكن عليك الانصراف الآن قبل أن يلحظ
أحدهم وجودك .
ــ وإن يكن ففي النهاية أنت صاحبة الجلالة .
ــ هذا صحيح .. لكن لا تنسى أن زوجي هو الملك وإن علم بما يدور خلف ظهره فلن يرحمنا حتى وإن كنت صاحبة الجلالة .. إنه قادرعلى أن يجردني من هذا اللقب ولا أستبعد أن يرميني في أحد سجونه المتعفنة لذلك إذهب الآن .
ــ لن أذهب قبل أن تعديني بأن تأتي الليلة .
ــ أجننت الليلة لا أستطيع ألا يكفينا توتر اليوم , إن الملك لن يغمض له جفن قبل
أن يطمئن على مصير الأميرة ومن واجبي البقاء بجانبه . وبغضب لوبيز مقاطعا :
ــ قولي أنك تريدين البقاء معه لماذا هل إشتقت إلى العجوز ؟
ــ تعرف أنك الوحيد مالك هذا القلب الذي ينبض بكل الحب والإخلاص لك يا لوبيز لذا إن كنت تريد أن يستمر هذا القلب بالحياة فلتغادر هذه اللحظة. لوبيز منصرفا :
ــ حسنا .. أنا ذاهب لكني لن أطيل الصبر كثيرا فللصبر حدود.. تذكري هذا !!
نعود إلى الوراء قليلا إلى حيث تركنا الملك فريدريك قد حاصرته مخاوفه من كل إتجاه إقترب الأسقف بريستوف منه قائلا :
ــ ليكن إيمانك قويا بالخالق يا مولاي .. إعلم أنها تحت رعايته وحده .
ــ أرجو ذلك يا أبتي .. لكني أعجب لأمر أليكسيس فليس من عادته السهر حتى منتصف الليل إنه يعلم جيدا أننا سنكمل ذلك الموضوع العالق بيننا عند عودته .
ــ قد تكون محقـا في أمر عـادته .. لكن ربمـا عـاد وغفل عنه الحرس .
أطرق الملك يفكر قليلا ثم بعدها خرج مسرعا وكأن الأسقف بريستوف قد أوحى إليه بأمر ما إتجه مسرعا نحو جناح أليكسيس إقتحم الغرفة فتفاجأ برؤية أليكسيس مستلقيا على فراشه .
الملك صائحا :
ــ أنت هنا طوال الوقت وأنا أنتظرك بالأسفل . أليكسيس مستغربا :
ــ تنتظرني ! لم يخبرني أحد بهذا . الملك مؤنبا :
ــ وكيف لهم ذلك ان لم يرك أحد عند دخولك ؟.. تعجب أليكسيس لما رآه من علامات
غضب وجدية تجلت على وجه والده سارع قائلا :
ــ ما الأمر يا أبي؟ لماذا تريد رؤيتي ؟
ــ الحق بي وستعرف . وسرعان ما اجتمع الملك والأسقف بريستوف وأليكسيس في القاعة أشار الملك لأليكسيس بالجلوس ثم قال :
ــ الأمر الطارىء الذي على أثره طلبت رؤيتك على الفور هو أمر يتعلق بالأميرة .
لكنه وقبل أن يكمل حديثه نهض أليكسيس من كرسية وبعصبية قال :
ــ مرة أخرى أميرة ألفالتسي.. حبا في الله يا أبي إنك تغضبني بكثرة حديثك عن تلك الأميرة . الملك بكل هدوء :
ــ دائما على عجلة من أمرك .. أنا لا أطلب منك سوى الإصغاء لما سأقوله لك لأنه هذه المرة مـا سأقوله يختلف كثيرا عن ما قلته قبلا الأميرة يا أليكسيس مفقودة .
أليكسيس بقليل من الدهشة :
ــ مفقودة .
ــ نعم كما سمعت لسوء الحظ خرجت هذا الصباح برفقة وصيفتها جوانا وكما جاء على لسان السائس الذي أقلهما أنها ضلت طريقها في الغابة.. ويصمت قليلا ثم يتابع :
ــ لقد أرسلت طلائع فرق للبحث عنها لكنهم رجعوا بخيبة أمل كبيرة .
ــ ووصيفتها مفقودة هي الاخرى ؟
ــ لا .. إنها طريحة الفراش تعاني من إرتفاع درجة حرارتها ، أمرها لا يهمني الآن فكري مشغول بالأميرة أنابيل .
ــ أنابيل أسمها ؟
ــ نعم أنابيل ألفالتسي .. يخيل إليّ أنّ الأمر لا يهمك .
ــ لا تسىء فهمي أنا حقا أشعر بالأسف تجاه كل هذا ، أخبرني أين هو السائس الذي
صحبهم بالنزهة . وبإستنكار يسأله الملك قائلا :
ــ وماذا تريد منه ؟.. كان أليكسيس واثق مما كان يريد الوصول إليه بسؤاله عن السائس
ولهذا أردف قائلا :
ــ ستعرف بعد أن تستدعيه . وماهي إلا لحظات حتى تقدم السائس بيتر يستأذن بالدخول
توجه إليه أليكسيس قائلا :
ــ بيتر هو اسمك ؟ ويهز السائس رأسه بالايجاب يكمل أليكسيس كلامه :
ــ حسنا يا بيتر .. أخبرني إلى أيّ مكان صحبتهما في نزهتهم الصباحية ؟.. بيتر وهو
يرتجف خوفا :
ــ لا أعرف بالضبط يا مولاي .. لكنا كنا قريبين من مشارف الغابة . أليكسيس ناهرا :
ــ لا تعرف أي سائس أنت أيها الأحمق . يتلعثم بيتر قائلا :
ــ عفوك يا مولاي .. إنني حديث العهد هنا .
ــ حسنا.. حسنا لا بأس حاول مرة أخرى إرجع بذاكرتك إلى الوراء قليلا واذكر لي بالتحديد ما جرى . السائس بعد تفكير مطول :
ــ أذكر يا مولاي أنني توقفت بالعربة في بقعة خضراء شاسعة قرب نبع نهر صغير يشق طريقه نحو الغابة.
ــ جيد .. وماذا أيضا ؟
ــ هذا كل شيء يا مولاي . في غضب ظاهر قال :
ــ هذا لا يساعدني بشيء ، لا بد أن يكون هناك شيئا ما يميز هذه البقعة ويجعلها مختلفة
عن الأخريات ؟ أطرق السائس بيتر يفكر قليلا ثم قال :
ــ نعم هذا صحيح .. أذكر أنه كانت هناك شجرة ضخمة لم أرى مثيلها من قبل وأننا أعددنا طعام النزهة وتجهيزه تحت جنح ظلها الظليل بينما ذهبت الأميرة تتمشى خلفها .
ــ هل هذه الشجرة باسقة الطول ممتدة الأغصان ؟.. بحماس كبير يجيبه بيتر قائلا :
ــ نعم يا مولاي هي كذلك . عندها أشار بيده قائلا :
ــ يمكنك الإنصراف . الملك وقد تملكته الحيرة :
ــ لم أفهم شيئا يا أليكسيس يبدو أنك تعرف شيئا ما أخبرني .
ــ أعتقد أني أعرف هذا المكان يا أبي .. إن الشجرة التي يقصدها بيتر حسب ظني ماهي سوى شجرة الصنوبر الضخمة .
ــ أتعني تلك التي إعتادت والدتك التنزه عندها ؟
ــ هي بعينها .
ــ حتى وإن صدق حدسك يا بني فهذا لا يغير من حقيقة أن الأميرة ما زالت تائهة في الغابة والله وحده أعلم بحالها .
ــ مخطأ يا ابي أنا أعرف هذه المنطقة جيدا ، وهي ستكون نقطة البداية التي سأنطلق منها للبحث عن الاميرة .
ــ ستذهب للبحث عنها لوحدك وبهذا الجو أجننت! . أليكسيس يسير نحو البـاب :
ــ لا لم أجن أنا وحدي قادر على ذلك .


لنا لقااااااء قريب مع تتمة الاحداث بالفصل الثاني من زهرة النعناع ^^

 
 

 

عرض البوم صور kirara  
قديم 13-02-14, 01:43 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50998
المشاركات: 150
الجنس أنثى
معدل التقييم: kirara عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kirara غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kirara المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: زهرة النعناع ( جزء الاول )

 

وبسرعة توجه أليكسيس إلى الإسطبل حيث كان بإنتظاره أحد العاملين بحصانه قفز أليكسيس على حصانه قفزة رشيقة وضرب اللجام بقوة فخب الحصان ، كانت حادثة الأميرة التي قريبا ما ستحمل لقب صاحبة الجلالة قد فجرت براكين من المشاعر الدفينة في أعماق القصر فبدت وكأنها المفتاح لكل باب ينفذ إلى خبايا نفوس ساكنيه!

ظلّ الأمير يعدو بحصانه مسابقا الريح والمطر بإزدياد مستمر والسماء *تبرق بشدة الجو بحالة أسوء من ذي قبل فعلى رغم المطر الهامر والبرد القارس والرياح اللاذعة لم يخطر في بال أليكسيس ولو للحظة التراجع فبفروسيته المعهودة وشجاعته الباسلة إستمر يقطع برك الوحل التي كانت تعترض طريقة لكنه تفاجأ بأن الطريق أمامه مسدود فالصاعقة قد تكفلت بإسقاط جذع شجرة عملاقة أعاقت عليه طريقه لم يشأ أليكسيس أن يخاطر بنفسه فقد كان بإمكانه أن يقفز من فوقها بسهولة *لكنه آثر على نفسه وقرر أن يسلك طريقا آخر فهذا ليس وقت إستعراض قوته كان الطريق الذي سلكه قد يكون مختصرا إلا أنه محفوف بالمخاطر فهو كثير الإنحدارات والإنزلاقات .

وبعد عناء طويل تمكن أليكسيس أخيرا من أن يصل إلى بغيته وجد أمامه الشجرة العملاقة التي إعتاد تسلق أغصانها أيام طفولته وعلى حسب أقوال السائس بيتر سلك الجهة الغربية وكأن حدسه يقوده مباشرة إلى حيث الأميرة ففي قرارة نفسه كان يعلم أن الأميرة *قريبة منه ترجلّ من على حصانه وأخذ يزيح بيديه العاريتين التي أدمتها أغصان الأشجار المتشابكة وبينما كان يشق طريقه في البحث تناهى إلى سمعه صوت غريب كان أقرب إلى الأنين المتقطع أخذ يستدل على الطريق وهو يصغي جيدا لهذا الأنين حتى إقترب من الصوت .

*

لم يكن الملك قادرا على إحتواء غضبه أكثر كالبركان الهادر صار يصرخ ويسب بأبشع العبارات كلّ من كان حوله ما كان أحد يجرأ على الوقوف بوجهه وهو بهذه الحالة المضطربة غير أن الأسقف بريستوف وحده الذي كان يدرك أن الملك فريدريك لم يكن يرتدي سوى أحد أقنعته القاسية وذلك من أجل أن يخفي خوفه وقلقه الشديد على إبنه أليكسيس الذي كان يقاوم برودة الجو القاسية وغضب العاصفة في سبيل العثور على الأميرة والتي كانت مرمية في ذلك الكهف المقفهر تصارع عبثا من أجل حياتها ما أن إقترب من ذلك الأنين حتى تمكن وبصعوبة من رؤية الكهف إقترب منه وقلبه يحدثه بأنه حتما سيجد الأميرة فيه هكذا شعر أليكسيس لحظة ما أن وقف أمام فتحة مدخل الكهف إلا أن الرؤية كانت معدومة فالظلمة حالكة في الداخل قرّب المشعل من الفتحة حتى يتسلل نوره إلى الداخل مما أمكنه من رؤية الأميرة ملقاة على الأرض *وقد غطى الوحل وجهها وبسرعة إقترب منها فوجد جسدها يشتعل من الحمى خلع رداءه وقام بلفه حول جسدها المنهك الواهن كانت الريح تعول وتهب عنيفة باردة مثلجة لسوء حظه أنّ المشعل قد إنطفأ ناره وذهبت الفرصة الوحيدة لتوفيرالدفء كانت المسكينة ترتجف بشدة لدرجة أن صوت إصطكاك أسنانها ببعضها البعض يعلو صداه في جنبات الكهف المهجورة , إحتارأليكسيس في أمره ولم يجد بدا سوى أن يلفها بذراعيه القويتين حتى يدفؤها. لم يغمض للملك أي جفن ظلّ واقف أمام النافذة يترقب عودة إبنه دخل عليه الأسقف بريستوف وبنبرة حانية قال :

ــ *لا يصح ما تفعله يا مولاي.. عليك أن ترتاح قليلا وإلا عاودك المرض من جديد .

الملك وقد صاحب صوتة حزن شديد :

ــ *لا أستطيع أيها الأسقف بريستوف .. فقلقي الشديد على أليكسيس قد حرمني النوم .

ــ *لكنك يا مولاي تعلم جيدا أن أليكسيس قوي وشجاع فإن كان هناك من هو قادر على إجتياز هذه العاصفة فهو أليكسيس وحده .

ــ *ليتني أستطيع أن أزرع الطمأنينة في نفسي وأصدقك ، لكن كما ترى إن هذه العاصفة أشد وأقوى من السابقات وأخشى أن يقع إبني فريسة لغضبها .. *وقبل أن ينهي الملك حديثه شعر فجأة بسكاكين ألم تنخر في صدره وبصعوبة في التنفس فهوى على الأرض صريعا إلا أن يدى الأسقف بريستوف تلقفته في اللحظة الأخيرة قبل أن يرتطم جسده بالارض وبخوف كبير صرخ مستنجدا ليقتحم الحرس القاعة والإسراع بنقله على جناح السرعة إلى جناحه حيث أسرع طبيب البلاط الملكي ولينغتون للإطمئنان عليه حالما سمعت المدبرة مارتنيز بالخبر حتى أسرعت من فورها إلى جناح الملكة كونستانسيا لتزف إليها خبر إنتكاسة الملك كان الجميع ينتظر خارج جناح الملك بإنتظار الأخبار وبعد أن إنتهى الطبيب ولينغتون من معاينته إلتفت إلى الأسقف بريستوف الذي كان جالسا بالقرب من الملك وبكل أسى أماء إليه بحركة وكأنه ينقل إليه الخبر السيء بخطورة حالته لم يتفاجأ الأسقف بريستوف بهذا الخبر فقد كان على علم بمرض الملك وخطورته الأمر الذي حاول الملك إخفاءه عن الجميع حتى عن إبنه أليكسيس وقبل أن يهم الطبيب بالإنصراف توجه إليه الأسقف بريستوف وأسر في أذنه بحديث ما وكأنه يوصيه بشيء ما؛ وبعد هنيهة إقتحمت الملكة كونستانسيا الغرفة بعد أن تصنعت الألم والحزن لتلقي بنفسها إلى جانب الملك وتجهش ببكاء مصطنع وكاذب لرؤيتة طريح الفراش لا يقوى حتى على الكلام إمتعض وجه الأسقف بريستوف لهذا المشهد الدرامي الذي أجادت الملكة تمثيله أشار بيده للطبيب أذونا له بالإنصراف لكن الملكة سرعان ما توقفت عن النحيب صرخت قائلة :

ــ *توقف.. لم آذن لك بالإنصراف أيها الطبيب ، هيا أخبرني ما خطب الملك ؟

نظر الطبيب إلى الأسقف بريستوف ثم أتبع رادفا :

ــ *إن حالة الملك مستقرة يا مولاتي .. وأنا على ثقة من أنه سيتجاوز هذه المرحلة الحرجة ويعود كسابق عهده . *الملكة وكأنها ترفض تصديق تشخيصة :

ــ *أرى أن الملك متعب جدا وما تقوله ليس بالأمر الجديد , ألا ترى أنك كثيرا ما تردد

هذه العبارات ما أن تنتكس صحة الملك.. هيا قل ما الذي تخفيه عني .

ــ *أنا لا أخفي شيئا يا مولاتي .. فكل ما هناك أن الملك يعاني من الإرهاق والتعب البسيط وهذا كل شيء . ***الملكة بعصبية :

ــ *بل الأمر يتعدى إلى أبعد مـا تشير إليه.. غدا سأحرص على أن أجلب له أمهر وأشهر الأطبـاء ليحرصوا على راحته وسأرى إن كنت محقـا في تشخيصك له!..

وهنا يتدخل الأسقف بريستوف مقاطعا الملكة قائلا *:

ــ *بعد إذن مولاتي أعتقد أن الوقت غير مناسبا للخلاف فالملك بحاجة للراحة ، كما أنه أوصاني أن أذكرك بأنه لا يثق سوى *بتشخيص الطبيب ولينغتون .

إعتلى على وجه الملكة تقطيبة وأشارت للطبيب بالإنصراف ثم قالت *:

ــ *أراك محقا أيها الأب المحترم ، فالملك بحاجة للراحة وسأحرص على البقاء بجانبه إلى أن يتحسن حاله .

ــ *أرجو من مولاتي أن تسمح لي بالبقاء والعناية به ؟ ***الملكة بإستنكار :

ــ *لا أرى داعي لهذا سأتكفل رعايته بنفسي .. إنصرف إلى شؤونك الخاصة .

إنصرف الأسقف بريستوف إلى صومعته الخاصة يصلي ويدعو أن تتحسن صحة الملك وأن يعود ولي العهد أليكسيس سالما مع الأميرة أنابيل ؛ وبعيدا عن كل هذا دار حديث سري بين خدم القصر في المطبخ حيث قالت بياتريس للطاهية :

ــ *تصورت أن تتحسن الأوضاع هنا بعد قدوم الأميرة .. لكن يبدو أن هذا القصر مشؤوم من كان ليصدق أن تحدث كلّ هذه الأحداث في يوم واحد!!

ــ *إلام تلمحين يا بياتريس؟ .. هل عدت إلى ثرثرتك المعهودة .

ــ *ألا يطرق الفضول بابك يا امرأة؟ إني أرى زواج الأمير من أميرة مقاطعة دوبلين ثم قدومها إلى القصر مع التكتم الشديد أمر غريب حقا! وفوق هذا كله يحيرني إختفاء البستاني قبل زواج السيد بيومين! ما تفسيرك على ما قلت ؟

ــ *كم مرة قلت لك أن البستاني قد إستقال من وظيفته وعاد إلى قريته بأمر من الملكة .

الخادمة وقد تلألأت عيناها ببريق الشك :

ــ *وهذا أكثر ما يخيفني أن يصدر الأمر من الملكة نفسها .

ــ *ماذا تعنين ؟.. *الخادمة تقترب منها وتهمس قائلة وهي تتلفت من حولها :

ــ *لقد سمعت أن الملكة قد أمرت بالتخلص من البستاني ذلك بأنه كشف سرا يخصها فسارعت إلى إطباق شفتيه وإلى الأبد . *الطاهية وهي ترتجف :

ــ *حبا بالله يا بياتريس لا تقولي المزيد.. إن سمعتنا إبنة الشيطان نتحدث بسيرة الملكة

فسيكون مصيرنا كمصير البستاني وأسؤ .

ــ *أتريدين أن تعرفي السر الذي إكتشفه البستاني وكلفه حياته .

ــ *لا..لا أريد أفضل أن لا أعلم شيئا . *بياتريس بإصرار أكثر :

ــ *أنا نفسي لم تكن لدي أي فكرة لكني أعتقد أني أعرفه الآن .

الطاهية وقد شدّها كلام بياتريس :

ــ *وكيف ؟ ..

ــ *إنها الصدفة يا عزيزتي . ****الطاهية :

ــ *الصدفة ! ! . .

ــ *نعم الصدفة.. *فبعد أن أنهيت عملي في غرفة الملكة تذكرت أني قد نسيت سطل

الماء والممسحة فعاودت أدراجي وما أن وصلت إلى الغرفة حتى سمعت حديثا غريبا دار

بين الملكة وخيال رجل . **الطاهية والفضول *يسوقها :

ــ *خيال رجل .. ومن عساة يكون ؟

ــ *لم أتمكن من رؤيته فقد كان في الناحية الأخرى من الباب , بينما كانت الملكة تقف

بمحاذاة الباب .

ــ *وعما كانا يتحدثان بشأنه ؟ **الخادمة :

ــ *هنا تكمن الغرابة يا صديقتي! كانا يتحدثان عن الأعشاب . *الطاهية بإستغراب :

ــ *الأعشاب !.. ومنذ متى كانت الملكة تهتم بهذه الأمور فما أعلمه جيدا أنها تكره علوم

الطبيعة والنبات.. أذكر يوما أنها صفعت إحدى الخادمات لوضعها أزهارا في غرفة نومها

وهذا أمر محير حقا فمن مناّ يكره رؤية الأزهار يا بياتريس؟.. نعم .. إنك محقة فهناك أشياء غريبة تحدث في القصر أشياء أفضل أن تكون في الخفاء ولا أعرف عنها شيئا لأني أخشى أن أقع في دوامتها ولا أخرج منها أبدا .

ــ *كنت أعلم أنك تتساءلين مثلي وبأن الفضول ينهشك من الداخل !!.. لذلك ذهبت

وتقسيت الأمر.. *وبإشارة من يدها تقول :

ــ *إقتربي سأسر لك بسر قد يطير آخر برج صواب في عقلك.. أظن أن الملكة تعمل بالشعوذة . **إمتقع وجه الطاهية فجأة وصبغ بصفرة الموت وبصوت متقطع قالت :

ــ *ليحمينا الرب .

 
 

 

عرض البوم صور kirara  
قديم 21-02-14, 01:13 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50998
المشاركات: 150
الجنس أنثى
معدل التقييم: kirara عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kirara غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kirara المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: زهرة النعناع ( جزء الاول )

 

وفي عتمة الفجر من صباح اليوم التالي .. ما لبثت أن هدأت العاصفة وتوقف المطر حتى سربل الضباب المحيط كله في غلاله الداكنة فلم يعد يرى شيئا، كان أليكسيس واقفا أمام فتحة مدخل الكهف ينظر بنظرات شبه شاردة في جيوش الضباب الجرارة التي كانت تغرق كل ما حولها دون رحمة , إلتفت نحو الأميرة التي كانت ترقد على الأرض الصلبة ملتحفة بردائه دنى منها ووضع يده على جبينها ليرى إن زالت الحمى أم لا لكنه تفاجأ بها وهي تحاول بقوة فتح عينيها والنظر مباشرة إلى وجهه قال لها بصوت هادىء :
ــ هل تقوين على النهوض يا مولاتي ؟ . وبالرغم من ضعفها الشديد أجابت :
ــ أظن ذلك .
فطوق أليكسيس يده حول خصرها وحاول مساعدتها على الوقوف لكنها لم تستطع الوقوف بثبات فقد كانت تتمايل بين يديه كتمايل أغصان الشجر بيدي الرياح لذا رفع أليكسيس يدها اليمنى ووضعها حول رقبته ثم طوق بيده الأخرى خصرها قائلا :
ــ إتبعي خطواتي برفق .. وما أن بدآ بالسير حتى صرخت متألمة :
ــ أشعر بألم شديد في معدتي .. ولا تكاد قدماي تحملانني .
فسارع أليكسيس بحملها ووضعها على الحصان ثم إمتطى حصانه يشق طريقه بحرص وتأن شديد فالضباب كان يزداد إنتشارا وتوسعا.

توجهت مارتنيز المدبرة الأولى إلى غرفة الملك طرقت الباب واستأذنت بالدخول لتجد الملكة جالسة بالقرب من المدفأة تتصفح بعض الصكوك في يديها إقتربت منها وهمست في أذنها وانصرفت بعد إشارة من يدها كان وقتها المستشار الأول لوبيز يعقد إجتماعا سريا خارج أسوار القصر بعيدا عن الأعين بصحبة رجل غريب مريب النظرة لم يكن هذا الإجتماع عادي بل كان يحمل في طياته أحداث مجلجلة سيكون لها أهمية كبيرة في الأيام القادمة؛ توجهت الملكة إلى غرفتها حيث كانت مارتنيز بإنتظارها وبعجل تسأل الملكة كونستانسيا :
ــ هل هي معك ؟
ــ نعم يا مولاتي ولقد حرصت على إحضارها بنفسي .
ــ أحسنت عملا .. أعطنيها. دفعت مارتنيز شيئا ما ملفوفا بقطعة قماش مخملي إلى الملكة التي قامت بدسها تحت ثيابها الفضفاضة ثم أردفت قائلة :
ــ خذي هذه الرسالة واحرصي على تسليمها للمستشار لوبيز .. وكوني حذرة فهناك
عيون تراقبنا بالخفاء هيا إذهبي .
إنطلقت مارتنيز مسرعة والرسالة في جيبها لم يكن الأسقف بريستوف على علم بما كان يجري فقد كان مشغولا بحديث دار بينه وبين الدوقـة إيديث إلا أنّ طرقا على الباب قطع عليهم حديثهم دخلت الخادمة بعد أن أذن لها بالدخول وانحنيت بإحترام قائلة :
ــ عذرا يا مولاتي .. لكن صاحبة الجلالة أرسلتني لأزف إليكم خبر إستيقاظ الملك من غيبوبة المرض وهو يطلب رؤيتكما معا وفي الحال .
وعلى الفور توجه الاسقف بريستوف والدوقـة إيديث لرؤية الملك والإطمئنان عليه دخلا الغرفة معا ليجدا الملكة كونستانسيا بصحبته إقتربت الدوقـة من الملك الذي كان يحاول الجلوس بصعوبة إنحنيت عليه وقبلته على جبينة قائلة :
ــ الحمد لله على سلامتك يا بن أخي لقد أخفتني .. هل تشعر بتحسن الآن ؟
ــ قليلا . الملكة كونستانسيا :
ــ سأنسحب الآن أعلم أنك تود الإنفراد بهم أرجو أن لا تطيلا البقاء فهو مازال ضعيفا .
إنصرفت كونستانسيا وقد إرتسمت إبتسامة خبيثة على وجهها بينما كانت الدوقـة إيديث تنظر بإستغراب نحو الأسقف بريستوف الذي كان يبادلها النظرات نفسها وبعد أن أغلقت الباب خلفها قال الملك :
ــ لماذا لم تبقى بجانبي أيها الأب بريستوف؟ أنت تعلم أنني لا أثق بكونستانسيا .
ــ لقد حاولت يا مولاي .. لكن الملكة رفضت بقائي وأمرتني بالإنصراف ولم أستطع
معارضتها يا مولاي .
ــ أخبرني هل هناك أيّ أخبار عن أليكسيس ؟
ــ لا أخبار عنه حتى الآن يا مولاي . الدوقـة إيديث :
ــ لا داعي للقلق يا عزيزي ستراه يدخل من هذا الباب بصحبة الأميرة سليما معافا.
ــ أرجو ذلك حقا إن حدث له مكروه ما فلن أسامح نفسي أبدا..
يطرق رأسه للأسفل قليلا ثم يقول :
ــ أيها الأب بريستوف.. لقد أردت رؤيتك حتى أوصيك بأن تعلم أمير مقاطعة دوبلين
الدوق ألفالتسي بما جرى .
ــ ولكن يا مولاي ألا يجدر بنا أن ننتظر حتى عودة الأمير , قد لا نحتاج لأن ننقل مثل هذا النبأ للدوق .
ــ قد تكون محقا ربما لن نحتاج لهذا الإجراء ، لكن من باب الحرص أرسل له دعوتي بأن ينزل في ضيافتنا قد لا تجري الأمور حسب مشيئتنا .
ــ أمر مولاي . وانصرف الاسقف بريستوف من فوره ليعمل بأمر الملك كانت الدوقـة إيديث تحدق النظر بالملك متسائلة :
ــ إنني أتساءل من باب الفضول يا بن أخي , لماذا طلبت رؤيتي؟
ــ لأمر خاص أريد أن أطلعك عليه يا عمتي .
ــ خير إنشاء الله . الملك وهو يشير بإصبعه نحو منضدة فاخرة الصنع من خشب السنديان قائلا :
ــ ستجدين خلف تلك المنضدة زر إضغطيه فيظهر لك درج سري يحتوي بداخله صك ختم عليه بالشمع الأحمر أريد منك أن تحفظيه عندك إلى أن أطلبه منك .
ــ ولماذا تريدني أن أحفظه؟.. هل هو مهم لدرجة تأتمني عليه؟
ــ يمكنك قول هذا فهذا الصك لا يقدَّر بثمن!.. كما أن أمره سر يجب أن لا يطَّلع عليه أحد معك سيكون بأمان يا عمتي .
ــ إذن لا داعي لأن تقلق سأحفظه لك .
كانت الملكة كونستانسيا في غرفتها تحتسي كوب شاي بشرائح الليمون عندما دخل عليها المستشار الأول لوبيز فقال لها :
ــ أَراك اليوم على غير عادتك يا مولاتي .
ــ ولماذا تقول هذا ؟
ــ أقوله لأنَّك لا تشربين الشاي بالليمون إلا في حالتين إما أن تكوني راضية عن شيء ما أَو أنك سعيدة بإنجاز حققته . الملكة وهي تبتسم :
ــ وما أدراك أنت بطباعي أيها المستشار لوبيز .
يقترب منها فيضع يده برفق على كتفها وينحني إلى أن يلامس بخدَّته الخشنة وجهها الناعم قائلا :
ــ هذا لأني أعرفك أكثر من زوجك الكهل يا مولاتي , أَم تُراك نسيت هذا!
الملكة بدلال وغنج صارخ :
ــ صدقت فلا أحد سِواك يَعرفني حقَّ المعرفة يا عزيزي المستشار، ولكن تذكر أنك تعرف فقط ما أريدك أن تعرفه!! المستشار بإلحاح أكثر :
ــ إِذن أَخبريني . الملكة مراوغة :
ــ أُخبرك ماذا ؟ المستشار لوبيز وهو يتمعَّن إلى محاسنها وينظر نظرة الفاحص الماكر.
ــ أَنت أَدرى يا مولاتي .
وعندها مدَّت الملكة كونستانسيا يدها بورقة ملفوفة بشريطٍ أَحمرٍ وما أن فتحها لوبيز حتى شخصت عيناه فقالت :
ــ أأدركت الآن سبب سعادتي يا عزيزي المستشار. المستشار متعجِّبا :
ــ وكيف حصلت عليه؟.. وبخفة سحبت كونستانسيا الورقة من بين يديه قائله:
ــ إنه سري الصغير . المستشار وهو يبتسم :
ــ إن رأَيتني يوما أَحيد عن طريقي وهدفي فنبِّهيني ويشير بإصبعه نحوها فيكمل قائلا :
ــ لأنَّ هدفي هو أَنت . ويضحك الإثنان معا بمكرهما في خُلوةٍ عن الجميع..
كانت جوانا قد إِستعادت عافيتها وبدأت تتماثل للشفاء دخلت عليها إحدى الخادمات بطعام الفطور فسارعت جُوانا بسؤالها :
ــ أَخبريني هل هُناك أَخبار عن الأَميرة ؟..

 
 

 

عرض البوم صور kirara  
قديم 22-02-14, 10:40 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50998
المشاركات: 150
الجنس أنثى
معدل التقييم: kirara عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kirara غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kirara المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
Hello رد: زهرة النعناع ( جزء الاول )

 

كنت اتمني ان ارى تفاعل متواضع مع روايتي ولو اقتصرت الردود بكلمة شكرا !!
الا ان الامر مخيب للامال ان لا تجد تشجيع او تقدير .. لذا بكل احترام وتقدير اعتذر
عن تكملة روايتي ..

شكر خاص للاخت شرقاويه عسل على متابعتها الصامته وشكرها .

ارجو من الاخوه المشرفين حذف الموضوع وعذرا للازعاج ..

 
 

 

عرض البوم صور kirara  
قديم 22-04-14, 02:02 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 215941
المشاركات: 93
الجنس أنثى
معدل التقييم: شرقاوية عسل عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 99

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شرقاوية عسل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kirara المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: زهرة النعناع ( جزء الاول )

 

مرحبا أخت كريرا اعذريني انشغلت كثير عنك يا ريتني شفت مشاركتك هذه من قبل كنت علقت لك

يمكن غلطتي من الأول إني ما نبهتك إن هذه الرواية مكانها يفضل أن يكون في رابط هذا القسم

http://www.liilas.com/vb3/f744/

لان هناك الروايات الفصحى الغربية أكثر شعبية واقبال

على العموم في يوم إن طلتي اطلبي نقل الرواية لهناك وتابعي من هناك

ولا تجعليها حصرية لكي تنتشر أسرع

موفقة يا قلبي

 
 

 

عرض البوم صور شرقاوية عسل  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النعناع, سهرة
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية