لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-14, 09:02 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50998
المشاركات: 150
الجنس أنثى
معدل التقييم: kirara عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kirara غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kirara المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: زهرة النعناع ( جزء الاول )

 

وبين تعالي أصوات ضربات المدافع الصاخبة التي تصم الآذان وصياح الجنود في ميدان التدريب يتقدم جندي نحو خيمة القائد يستأذن بالدخول قائلا :
ــ أحمل رسالة عاجلة من مولاي الملك فريدريك لمولاي الأمير أليكسيس .
وبسرعة سمح الجندي القائم على حراسة الخيمة له بالدخول ليسير الرسول بخطى حثيثة
نحو رجل جالس إلى طاولة وقد أدار له ظهره بدى من مظهره أنه الأمير أليكسيس..
وبعد أن أدى تحية السلام قال :
ــ مولاي الأمير.. بلغنا من والدكم صاحب الجلالة رسالة يبلغك فيها السلام ويطلب عودتك إلى القصر في الحال .
نهض ولي العهد من كرسيه واستدار نحوه ليظهر أمامنا رجل بكامل شواهد فروسيته الرشاقة المعجبة والوسامة الملتهبه ، كان نموذجا الوسامة والرجولة الطاغية شعر أسود فاحم ناعم ، عينان زرقاوان ونظرة غامضة ، أنف مستقيم وصدر عريض ، وذكاء فريد يتأجج شررها من عينين متقدتين .
اتجه نحو الجندي الشاب وبكل رفق ربت على كتفه قائلا :
ــ وصلتنا رسالتك أيها الجندي المحترم يمكنك العودة الآن وإبلاغ الملك بقدومي ..
وبسرعة الريح إنطلق الرسول حاملا رسالة الأمير ليلقيها على مسامع الملك ، وهنا يلتفت الأمير نحو جندي بقربه قائلا :
ــ أيها الرقيب هوبكينز.. مهمتك الآن أن تهتم بقيادة الجيش ريثما أعود وسأرسل إليك بأوامري حالما أصل إلى القصر بسلام .

في هذه الأثناء كانت الملكة كونستانسيا تحترق بنار الغضب عندما دخل عليها المستشار الأول لوبيز ولاحظ مدى توترها الشديد الذي كان يقودها على الحركة الدائمة قال لها بخبث واضح :
ــ مالِِ أراك شديدة التوتر يا صاحبة الجلالة ؟
نظرت إليه بعينين ناريتين وبصوت مرتفع قالت:
ــ إليك عني يـا لوبيز فمزاجي معكر ولا يتحمل تعليقاتك السخيفة . لكنه إبتسم قائلا :
ــ كنت أمزح معك يـا مولاتي أخبريني مـا سبب غضبك هـذا ؟ هل له علاقة بمولاي الملك ؟. إنفجر غضب كونستانسيا إلى كلمات علا دوي صداها أرجاء القاعة مزلزلة قائله :
ــ لقد ضقت ذرعـا بتصرفـاته التي لا تطـاق وكأني لست زوجه ! هـا أنـا ذا أحاول أن أهدىء أعصابه وأخفف من ثورة غضبه فما أن رأى الأسقف بريستوف يدخل البلاط حتى أمرني بكل وقاحة منه الخروج وكأن ما يريد قولة للأسقف لا يجب أن يعلم به أحد .
أسند المستشار لوبيز ظهره إلى الحائط وأردف بسخرية قائلا :
ــ هـذه ليست أول مرة يا صاحبة الجلالة ؛ الكل يعرف مدى تكتم الملك الشديد وحرصه الدائم على أن تكون جلساته مع الأسقف بريستوف سرية هذا بغض النظر عن الصلاحيات التي خصه بها .
ــ وهذا أكثر ما يغيظني ؛ مجرد التفكير به يثير غضبي .
ــ ومـا العمل الآن ؟ .. لقد علمت بأن الملك قد أبرق إلى ولي العهد يأمره بالعودة .
الملكة بتوتر شديد :
ــ مـاذا أليكسيس عـائد إلى القصر؟.. وكيف علمت بهـذا؟!.. يبتسم لوبيز بخبث ويقول:
ــ بطريقتي الخـاصه! حتى أنني وقفت أرقب الرسـول وهو ينطلق بسرعة البرق يبدو أن الملك يدبر لأمر مـا .
ــ لا داعي للقلق يا لوبيز، كل شيء يسير بإنتظام حسب الخطة التي رسمناها ولن يقف أحد بوجهنا حتى أليكسيس نفسه .
كانت جوانا حينها تنتظر عودة الأميرة أنابيل بفارغ الصبر فقد إستدعاها الملك فريدريك لحديث خاص كان القلق يتآكلها من الداخل لكنه سرعان مازال عنها لدى رؤية الأميرة تدخل عليها سارعت قائله :
ــ لقد طـالت مقـابلتك مع الملك كثيرا يا مولاتي .. هيـا إجلسي وأخبريني كيف كان اللقاء؟ . هزت أنابيل رأسها وابتسمت قائله :
ــ دخلت القاعة بكل ثقة .. فوجدت الملك جالسا بإنتظاري وبقربه تجلس إمرأة كبيرة في السن عرفت فيما بعد أنها الدوقـة إيديث عمة الملك فريدريك وكان برفقتهم أيضا الأسقف المحترم بريستوف .
ــ ومـاذا كـان سبب إستدعـائهم لك ؟
ــ كمـا توقعت , من أجل أن يبدو لي إعتذارهم على طريقة الإستقبـال التي قوبلت بهـا .
وبخيبة أمل كبيرة قالت جوانا :
ــ فقط .. هـذا كل شيء .
ــ أجل . لكن جوانا لم تتوقف عن طرح الأسئلة بل عاودت قائلة هذه المره :
ــ لا بأس .. أخبريني ما هو إنطباعك عن الملك ؟ . الأميرة بعد تفكير :
ــ الحق يقال أنه يتمتع بحكمة وذكاء نادر كما أنه يجيد الحديث النمق دون ريب لكني أحسست منه بصفات أخرى لا تقل أهمية عن ما ذكرت سابقا ؛ فعلى الرغم من عنجهيته الظاهرة للبيان فهو سريع الغضب أيضا . جوانا وقد شدّها وصف الأميرة للملك قائلة :
ــ هذا صحيح.. فلقد سمعت بأن من يقع ضمن دائرة غضبه فعليه السلام .
ــ وأين سمعت هـذا ؟
ــ من المصدر الموثوق به دائمـا والذي يحوي أسرار القصر ومقيميه!! المطبخ بالطبع .
إبتسمت الأميرة وقالت ساخره :
ــ صدقت أمي رحمها الله لم تخطىء يوما في حدسها .
ــ أتسخرين مني يـا مولاتي ؟.. إكتفت الأميرة بإبتسامة عريضة إرتسمت على وجهها
لتعاود جوانا طرح سيل الأسئلة مجددا :
ــ وماذا بشأن الأسقف بريستوف ؟ وبإستنكار تقول الأميرة :
ــ ومـاذا بشأنه ؟.. إنه رجل دين وقور لم أشعر تجاهه سوى بالطمأنينة والسلام ألا يقـال
أن رجال الدين رسل سلام . جوانا تجيبها بشيء من الغموض :
ــ ليس الكل البعض منهم فقط !!.. لكن الأميرة أنابيل أردفت قائلة وقد غالب الدفىء
على صوتها :
ــ لكن من شعرت حقـا بالإرتياح نحوها هي العمة إيديث هكذا تحب ان أدعوها إنها طيبه جدا وتملك جمالا خاصا على الرغم من كبر سنها.. لا أعرف لماذا شعرت ما أن رأيتها للوهلة الأولى بأنها ستكون لي عونا كبيرا في الأيام القادمة!!

وهنا تصمت أنابيل قليلا لترمق جوانا بنظرات غريبة أثارت من حفيظة صاحبتها وقد إنتابها شعور غريب لم تعرف تأويله!!

 
 

 

عرض البوم صور kirara  
قديم 29-01-14, 09:04 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50998
المشاركات: 150
الجنس أنثى
معدل التقييم: kirara عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kirara غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kirara المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: زهرة النعناع ( جزء الاول )

 

وعند حلول الظلام توجه الجميع إلى مخادعهم على عكس الملك فريدريك الذي توجه إلى قاعة المكتبة الملكية وعزل نفسه فيها؛ كانت أنابيل مستلقية على سريرها منهمكة في القراءة وفي ظلام الليل الدامس يتقدم جندي من البوابة الخارجية للقصر حاملا في يده مشعلا رفعه عاليا ولوح به مرتان بطريقة غريبة بدت وكأنها إشارة سرية ليعود ويختفي مجددا في الظلام وعلى أثره سارع الحارسان بسحب التروس الثقيلة لتفتح البوابة الأمامية للسماح للأمير وتابعيه بالدخول أحست الأميرة أنابيل بالضجة في الخارج فتوجهت من فورها إلى النافذة الشرقية والتي كانت تطل مباشرة على الساحة لترى سبب هذه الضجة الغريبة لكنها لم تستطع رؤية شيء مما في الخارج فقد كانت ليلة مظلمة غاب القمر فيها عادت إلى سريرها وادثرت بفراشها الوثير واستسلمت للنوم .
تعالت الخطى القادمة من مدخل القصر كان ولي العهد وتابعيه متجهين مباشرة إلى المكتبة الملكية , توقف الأمير لوهلة وأشار بيده لتابعيه بالإنصراف ثم وقف قليلا يرمق الباب بنظراته الشاردة التي بدت وكأنها تنشد الراحة. طرق الباب طرقا خفيفا ومن ثم دخل وأغلق الباب من خلفه تفاجأ الملك فريدريك برؤيته أمامه وسارع إلى إستقباله في أحضانه فرحا لعودته سالما معافا قال له برقة الأب الحنون :
ــ لماذا لم تنتظر حتى الصباح ؟
ــ تسلمت رسـالتك يـا أبي والتي بدت لي عـاجلة فانطلقت من فوري .
ــ نعم هي عـاجلة يـا بني .
ــ هل عـاودوا رجـال ديكستون أعمـال الشغب مرة أخرى ؟
ــ كلا.. فمنذ أن توليت أمرهم أصبحوا الآن من أوفى رجـالنـا , إن الأمر الذي إستدعيتك
من أجله لا صلة له بالعمل إنه أمر يخصك أنت .
ــ أوضح يـا أبي . يبتسم الملك قائلا :
ــ لا تقل لي إنك نسيت موعد وصول عروسك يـا أليكسيس ؟
إمتعض وجهه فجأة وبكل برودة قال :
ــ هل وصلت ؟
ــ نعم وهي الآن في جناحها الخاص.. ألا تود أن.. يقاطعه أليكسيس قائلا :
ــ لا تبدأ معي الآن يـا أبي .. لا أصدق أني تركت شؤون الجيش وتعنيت مشقة العودة في هذا الليل الدامس من أجل أن تخبرني بهذا .. كان بإمكانك أن تعلمني بقدومها دون الحاجة لإستدعائي إلى هنا .
ــ أليكسيس .. أعرف أنك مـا زلت رافضـا لفكرة زواجك منهـا لكن دعني أخبرك بأنها لم تعد فكره فأنت أصبحت رسميا متزوجا من أميرة دوبلين .. ولا تنسى الغرض الأساسي من وراء هذا الزواج . وبعصبية وحدة يصرخ أليكسيس قائلا :
ــ لقد قبلت أن أكون كبش فداء من أجل خططك المستقبلية لكن أعتقد أني أوضحت منذ البداية أنني لن ألتزم بشروط هذا العقد .
ــ لا حـاجة لك بتذكيري بشرطك يـا أليكسيس.. أنـا لا ألزمك بشروط العقد ولك حرية التصرف كما تشاء على ألا تنسى ما وعدتني به .
يلتفت أليكسيس نحو والده وبنظرة شبه شاردة يرد :
ــ لك مـا وعدت لكن لا تطمع في طلب المزيد ، أشعر بالتعب وأطلب الإذن بالإنصراف
لكن الملك فريدريك نظر إليه بحنان كبير وقال :
ــ أليكسيس.. إقترب يـا بني . يضمه إلى صدره ويهمس في أذنه قـائلا :
ــ لا تغضب مني يـا بني.. تعرف أنك الإبن المفضل لدي وأنني لا أفعل هـذا إلا من أجل سعادتك حتى وإن بدى لك الأمر عكس هذا!! عليك فقط أن تثق بي كما فعلت دائما .

لم يكن الملك فريدريك يظهر هذا الجانب من شخصيته لأحد سوى لإبنه أليكسيس الذي كان يحبه حبا كبيرا .. عرفه الجميع بغضبه السريع وقسوة قلبه ومزاجيته المتقلبة لم يسبق لأحد أن إطّلع على هذا الجانب المشرق في حياته سوى زوجته الراحلة جولييت وابنه أليكسيس ولي عهده والملك المنتظر .


قراءه ممتعه ^^

 
 

 

عرض البوم صور kirara  
قديم 29-01-14, 11:33 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50998
المشاركات: 150
الجنس أنثى
معدل التقييم: kirara عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kirara غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kirara المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: زهرة النعناع ( جزء الاول )

 

وفي صباح اليوم التالي .. ومع تبدد آخر خيوط الظلام تحوّل السكون فجأة إلى ضوضاء تعم أرجاء القصر الكل منشغل في تأدية أعماله تتقدم المدبرة الأولى والساعد الأيمن للملكة كونستانسيا وبجمود وجهها وملامحها القاسية تقترب من إحدى الخادمات فتنهرها بشدة :
ــ ألم تكن تعليماتي واضحة.. ممنوع إرتداء الخواتم أو أي ما شابه ذلك .
وتضطرب الخادمة المسكينة ومن شدة خوفها كادت تسقط دلو الماء من يدها قائله :
ــ الرحمة يا سيدتي .. لقد نسيت أني أرجو عفوك يا سيدتي .
لكن المدبرة القاسية تمد يدها لتسحب الخاتم من إصبعها عنوة من دون رحمة , و تأمر مساعدها الخاص الذي كان يفوقها خسة ولؤما بأن يتخلص منه تملك الحزن قلب الخادمة المسكينة وسالت الدموع على وجهها لفقدانها خاتم الزواج لم يجرأ أي من الخدم الموجودين حولها على الإعتراض والدفاع عنها فالكل يعلم بقسوة مارتنيز وظلمها ولهذا كانت تلقب فيما بينهم بإبنة الشيطان .

حينها كانت جوانا تسير في الرواق في طريقها إلى جناح الأميرة أنابيل وعندما وصلت طرقت الباب واستأذنت بالدخول لترتسم علامات الدهشة والذهول على وجهها لهول ما رأيت فقد أخرجت الأميرة أنابيل جميع فساتينها وأحذيتها فبدت الفوضى تعم المكان تسمرت جوانا في مكانها فاغرة الفم بينما الأميرة منشغلة في البحث بين أكوام الملابس المبعثرة لفت نظرها وقوف جوانا ساكنة دون حراك نظرت إليها لتنفجر بعدها ضاحكة عندها تبدلت نظرات جوانا هذه المرة لتعلو علامات التساؤل على وجهها قالت سائلة :
ــ لم هذه الفوضى يا مولاتي!.. وهل لي أن أعرف سبب هذا الضحك الهستيري ؟
لم تستطع أنابيل التوقف عن الضحك وكيف لها ذلك وقد كان مظهر جوانا مثيرا للضحك لكنها وبعد أن هدأت من نوبة الضحك قالت :
ــ إعذري وقاحتي يا جوانا لكن مظهرك كان لا يحتمل.. آه كدت أموت من الضحك .
ــ دعك من مظهري وأخبريني سبب هـذه الفوضى التي تعم المكـان ؟
نهضت أنابيل وجلست على الكرسي المقـابل للمرآة فأخذت تتلاعب بخصلات شعرهـا المنسدل على وجهها قـائله :
ــ كنت أبحث عن الفستـان النيلي الذي أهداه لي أبي في عيد ميلادي إنني لا أجده يا جوانا ؟؟
ــ ومـا سبب إهتمـامك المفـاجىء به الآن ؟.
ــ لا أعرف شعرت برغبة قوية في إرتدائه هـذا الصبـاح .
ــ إذن عليك بكبت هذه الرغبة لأنك لن تجديه . تجهم وجه أنابيل قائله :
ــ لماذا ؟
ــ لأنني لم أحزمه مع بقية الأمتعة . وبإستنكار تقول الأميرة :
ــ وكيف لم تضعيه في الحقيبة يا جوانا ؟.. تعرفين أنني أحب هذا الفستان كثيرا . تلتقط جوانا أحد الفساتين المرمية على الأرض وتقول :
ــ سترتدين هذا الفستان مؤقتا ريثما نرسل بطلب فستانك يا مولاتي .
ــ ولمـاذا هـذا الفستـان؟.. إنه كئيب .
ــ بل انه مناسب لك هيا إرتديه قبل أن نتأخر . وبإستغراب تقول :
ــ نتأخـر .. .. تضع جوانا يدها على رأسها وتقول :
ــ آه .. كدت أنسى الغرض الذي جئت من أجله منذ البداية ، لن تصدقي أبدا ما أحمله لك
من أخبار . وبلا مبالاة تجيبها أنابيل :
ــ وماذا عساه أن يكون؟ لا بد أنه أحد شكوكك التي لا تنتهي أبدا فمنذ قدومنا إلى هنا
وأنت لاتكفين عن الكلام . جوانا بكل حماس :
ــ لكن ما لدي هذه المرة يختلف كثيرا . تتناول أنابيل المشط بيدها وتقول :
ــ سرحي شعري يا جوانا فأنا أريد أن أبدو جميلة هذا الصباح .
فصاحت جوانا بحماس قائله :
ــ إذن أنت تعلمين !
ــ أعلم ماذا ؟ أنا لا أعرف عما تتحدثين عنه ؟
ــ إذن أصغي جيدا فما أحمله من أنباء قد تطير صوابك يا مولاتي ؟
وكما قالت مارتنيز فقد صاب حدسها بشأن التغييرات التي ستطرأ في القصر فقد أمر الملك فريدريك بأن يجتمع الجميع على مائدة الإفطار؛ تفاجأت كونستانسيا بسماع هذا الأمر فتقول لمارتنيز :
ــ لم يسبق للملك أن أصدر أمرا كهذا من قبل ما الذي يحدث في القصر يا مارتنيز؟
لتجيبها مارتنيز قائله :
ــ إنها التغييرات التي ستطرأ قريبا على القصر بسبب الأميرة , ألم أقل لك أنها ستسبب لنا المشاكل وهذه هي البداية فقط .

 
 

 

عرض البوم صور kirara  
قديم 30-01-14, 02:24 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50998
المشاركات: 150
الجنس أنثى
معدل التقييم: kirara عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kirara غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kirara المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: زهرة النعناع ( جزء الاول )

 

أثارت كلمات مارتنيز حفيظة الملكة كونستانسيا وتبدلت نظراتها بنظرات أكثر جدية فقد شعرت كونستانسيا أنها ربما قد أخطأت بحساباتها وأنها لم تولي هذه الأميرة الدخيلة أي أهمية كما كان يجدر بها ذلك منذ البداية.. نعود الآن إلى حيث تركنا أنابيل مع وصيفتها جوانا التي بعد أن أطلعتها على ما لديها إرتفع صوت الأميرة أنابيل مروعة :
ــ ماذا قلت ولي العهد هنا ؟ جوانا :
ــ كما سمعت .
ــ غير صحيح .. لا بد أنك مخطأة .
ــ صدقيني يا مولاتي.. فقد سمعته بأذني هذه والخبر أكيد بالمائة . إنتاب القلق أنابيل وفي محاولة يائسة منها أن تكذب ما سمعته قالت :
ــ قد يكون الخبر مجرد إشاعة.. فهذا ما يجيده الخدم دائما . وبخبث الثعلب ترد :
ــ بل على العكس تماما يا مولاتي.. لأني وبعد جهد طويل إستطعت أن أستدرج إحدى الخادمات التي في نهاية الأمر أسرت لي بالخبر والتي تبينت فيما بعد أنها الخادمة المسؤولة شخصيا عن إعداد فطوره يا مولاتي . وبإضطراب تقول أنابيل :
ــ إن صح ما تقولينه فهذا يعني .. يا إلهي .. كان هو ليلة البارحة .
ــ أتعنين أنك رأيته ؟
ــ لم يكن بوسعي ذلك أذكر أني كنت أقرأ حينما سمعت صوت جلبة في الخارج عندها نظرت من النافذة لكني لم أستطع رؤية شيء فقد كانت ليلة شديدة السواد .
جوانا بصوت حالم :
ــ كم أتحرق لرؤية وجهه !! فهو على قدر كبير من الوسامة والجاذبية هكذا قيل لي .
لكن أنابيل قالت مؤنبة إياها :
ــ سأتأخر على الإفطار أن لم تسرعي في تسريح شعري .

شعرت جوانا بأن الأميرة سرعان ما تغيرت فجأة وعادت إلى قوقعتها وعزلتها أحست أنها إختفت خلف ذلك الجدار الذي يشكل حاجزا منيعا يحول بينها وبين الوصول إليها وبين أروقة القصر الجميلة الواسعة يدخل رئيس الخدم هنري بيشوب غرفة ولي العهد وبيده صينية الإفطار كان أليكسيس جالسا على سريره برداء نومه الحريري ينظر إلى كتاب أسود صغير بين يديه نقش على غلافه من الخارج حرف " a" ما أن شعر بإقتراب الخادم حتى نهض ودس الكتاب تحت وسادته قائلا :
ــ لقد طلبت القهوة فقط . تلعثم الخادم قائلا :
ــ معذرة يا مولاي هل أعيده ؟ لكن أليكسيس أشار بيده قائلا :
ــ ضعه هنـاك وانصرف .

وفي القاعة الرئيسية في غرفة الطعام الفاخرة وحول المائدة الطويلة جلس الملك فريدريك وبمقابله جلست زوجته الملكة كونستانسيا بينما جلس على يمينه الأسقف بريستوف وعلى شماله المستشارالأول لوبيز بينما جلست الأميرة أنابيل على يمين الملكة كونستانسيا وبجانبها وصيفتها جوانا مع إنضمام بعض الأشرا ف ذوي المكانة الراقية والأصل النبيل أعجب الجميع بجمال الأميرة وبراءتها فقد كانوا يرمقونها بنظرات إعجاب وتقدير وكان على رأسهم المستشار لوبيز الذي على الرغم من غموضه المثير للفضول كان يحيطها بنظرات إعجاب التي سرعان ما اختفت لحظة ما أن رأى الملكة كونستانسيا ترمقه بنظراتها الحادة المؤنبة كان الصمت يخيم على الجو مما جعل أنابيل تشعر بالضيق فجأة وبحاجتها لإستنشاق الهواء إعتذرت بكل أدب ولباقة وانصرفت إلى الحديقة تبعتها وصيفتها جوانا التي أمسكتها من يدها قائلة:
ــ هل أنت على ما يرام ؟ الأميرة بضيق :
ــ شعرت بالإختنـاق فجأة وبحـاجة لمغـادرة القـاعه .
ــ هوني عليك يا مولاتي .
ــ جوانا .. أرجوك لنخرج في نزهة أريد أن أستنشق بعض الهواء النقي .
ــ ومـا عيب هـواء هذه الحديقة الرائعة ؟
ــ عيبها أنها في هذا القصر أريد الخروج خارج هذه الأسوار بعيدا عن أعين الجميع
ــ حسنا إهدئي سأتكفل بالأمر إنتظريني بالقرب من الغدير سأعود فورا .

جلست الأميرة بالقرب من غدير الماء بانتظار جوانا لم تدرك أنابيل أن نافذة ولي العهد أليكسيس تطل مباشرة عليها أخرج أليكسيس الكتاب من تحت وسادته وأخذ يتصفح أوراقه ثم أغلقه ودسه في أحد دروج خزانته وأقفل عليه جيدا ثم علّق الإقليد في سلسلة حزامه وأثناء سيره مرّ بالقرب من النافذة لكنه لم يتنبه لوجودها إرتدى عباءته السوداء وخرج ، عادت جوانا بسلة طعام للنزهة بعد أن أمرت السائس بيتر بتجهيز العربة الملكية توجهت هي والأميرة إلى الاسطبل حيث كان السائس بيتر بانتظارهم فتفاجأت جوانا بالعربة!! قالت مؤنبة :
ــ ما هذا أيها السائس أتريد منا ركوب هذا الشيء إنه كتلة حطام لا عربة ؟
السائس بيتر :
ــ لم أستطع أن أحضر العربة الملكية يا سيدتي فمولاتي صـاحبة الجلالة معتـادة على الخروج في نزهتهـا الصبـاحية بعد الإفطـار لذلك أضطررت أن أجهز هذه العربة.
الأميرة مقاطعة بصوت حاني :
ــ إسمع أيها الرجل الطيب , ألا توجد عربة أخرى أفضل من هذه .
ــ إن بقية العربات قد أعيدت الى الحداد فهي بحاجة لتصليح في كوابحها .
تلتفت الأميرة الى جوانا قائلة:
ــ لا بأس بها يا جوانا لا تبدو سيئة الى هذا الحد هيا لنذهب قبل أن يشعروا بنا .
لكن جوانا لم يعجبها حال العربة فهي لا تليق بمكانة الأميرة وبإستياء كبير قالت :
ــ ولكن .. إنها لا تليق بك يـا مولاتي .
ــ المهم أنها قادرة على أن تقلنا إلى وجهتنا هيا.. هيا بنا .
وانطلقت العربة خارج أسوار القصر كان أليكسيس في طريقه إلى البلاط الملكي حيث كان بانتظاره والده الملك فريدريك عندما إعترضت كونستانسيا طريقة قائله :
ــ أهلا بعودتك يا أليكسيس مضى وقت طويل ألن تلقي علّي التحية ؟
سارع أليكسيس بتقبيل يدها وقال :
ــ المعذرة لم أنتبه.. لقد كنت مشغول الفكر يبدو أني نسيت آدابي .
وبإهتمام مزيف بدى واضحا على نبرة صوتها وعلامات وجهها قالت :
ــ لا لوم عليك يا عزيزي البقاء لمدة 3 أشهر في مكان بعيد ونائي وسط خيمة في عمق الغابة الموحشة وبين أصوات المدافع المزعجة.. كم أرأف لحالك يا أليكسيس .
إكتفى أليكسيس بابتسامة باهتة على شفته ودخلا معا إلى البلاط الملكي فسارع أليكسيس قائلا :
ــ لقد قررت العودة إلى موقع التدريب يا أبي .. سألحق بجيوشي فلا أرى ضرورة لبقائي هنا . أجابه المستشار الأول :
ــ عذرا لتدخلي يا مولاي .. ولكن لبقاؤك هنا ضرورة قسوى للأيام القادمة .
ــ مـا قصدك أيهـا المستشـار لوبيز؟.. يشير الملك بيده إلى المستشار الأول بأن يصمت
فيجيب على أليكسيس قائلا :
ــ ما يقصده المستشار الأول يا أليكسيس هو أنه قد حان وقت تفرغك الدائم , فقد أمرت الجنرال هاكستبول بتولي أمر قيادة الجيش . وبغضب ظاهر وإستياء شديد صاح أليكسيس قائلا :
ــ ولماذا يا أبي ؟
ــ هذا لأنك ستتولى مسؤولية أهم بكثير ألا وهو الحكم فقد حان الوقت لتقعد على هذا الكرسي . جحظت عينا الملكة كونستانسيا لما قاله الملك فريدريك وبنظرة سريعة خصتها للمستشار الأول الذي كان هو الآخر يبادلها النظرات نفسها.. لكن سرعان ما تبدلت نظراتها لحظة ما أن سمعت أليكسيس يجيب والده قائلا :
ــ إن الوقت مـا زال مبكرا على تولي زمـام الحكم يـا أبي.. فهـذه مسؤولية كبيرة لا أظن أني قـادر على تحملهـا كمـا أنك مـا زلت بكـامل صحتك وعـافيتك .
إبتسمت كونستـانسيـا لمـا قـاله أليكسيس وظنت أن الأمر سيتوقف عند هـذا الحد غير أن الملك نهض من على الكرسي وأمر باخلاء البلاط الملكي ليخرج كل من الملكة كونستانسيا والمستشار لوبيز وقد علا على وجه كل منهما إمارات الضيق والقلق خوفا من أن يفلح الملك فريدريك في إقناع أليكسيس وتبديل رأيه ، إقترب منه ووضع يده على كتفه قائلا :
ــ لم أعد أفهمك يا بني , لما أشعر أنك بعيد عني؟.. وبحزن عميق زلزل كيانه ودفع بحمم الأسى تتفجر على لسانه قائلا :
ــ ربما لأنني أشعر بأني بعيد عن نفسي يا أبي .
ــ أليكسيس يا بني.. لقد أصبحت عصبيا المزاج بعد وفاة والدتك , منذ تلك الحادثة وأنت تغرق نفسك في تولي أمور الجيش على الرغم من وجود قواد أكفاء جديرون بتوليها؛ أعرف أنك مثل والدتك رحمها الله تحب القراءة والتأمل لست ممن يعشقون القتال يا بني .
ترقرق الدمع في عيني أليكسيس إثر حديث والده فأتبعها قائلا :
ــ إني ما زلت أفتقدها يا أبي.. كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لأشغل نفسي بعيدا عن الأحزان والذكريات . أيقظ أنين كلمات أليكسيس الحزينة عاصفة في نفس والده الذي آلمه ما سمعه قائلا :
ــ لماذا تنكأ الجراح يا بني .. يصمت قليلا وقد ترقرق الدمع في عينيه قائلا :
ــ لقد أحببت أمك كما لم أحب أحدا في حياتي فذكرى وجهها النقي لا يفارقني للحظه جولييت كانت كالكرة المضيئة التي تشرق كل صباح فتهب الدفء والضوء في عتمة حياتي .
وبشغف كبير بسماع المزيد سارع أليكسيس قائلا :
ــ حدثني عنها يا أبي فأنت لم تخبرني يوما كيف تزوجتها .
ــ إنهـا قصة طويلة وليس هـذا بالوقت المنـاسب لسردها .
ــ أرجوك يا أبي . الملك بعد تنهيدة طويلة يسترجع فيها الذكريات القديمة :
ــ أمك يا بني كانت وصيفة إبنة خالتي كوليت التي إختارها أبي زوجة لي وقتها لم أعترض على مشيئة والدي لأني كنت عندها قد عشت حياة صاخبة ومثيرة فالزواج عند الملوك يا بني يختلف كثيرا عن الذي عند العوام فنحن الملوك لا نتزوج من أجل الحب والإستقرار فقط بل الأمر يتعدى ذلك بكثير ولهذا عزمت على الزواج من إبنة خالتي كوليت مع الإحتفاظ بالطبع بنمط حياتي الأولى ومغامراتها اليومية.. ولكن الأيام كانت تخبئ لي مفاجأة لم تكن بالحسبان فقد شاءت الأقدار أن تنشأ قصة حب طاهرة وعفيفة بيني وبين والدتك رحمها الله لم أفكر يوما أنني سأكتشف معنى الحب الحقيقي بجانبها . يبتسم قليلا وكأن ذكرى حادثة جميلة مرت في باله فقال :
ــ كان لقائي بها غريبا وظريفا في آن واحد ففي أحد الأيام خرجت للصيد وفي معيتي بعض أبناء الأشراف وحصل ان رافقتني كوليت بصحبة والدتك.. لن انسى ذلك اليوم ما حييت فبعد أن قضينا اليوم كله في الصيد والمرح شعرت برغبة قوية في إعتزال الجميع لذلك إبتعدت عنهم وسرت في الغابة وحدي وبينما كنت غارقا بأفكاري تناهى إلى سمعي صوت غناء عذب أتى من الفراغ وجدت نفسي أتتبعه دون أن أشعر بخطواتي التي قادتني إلى نبع نهر جاري وهنا رأيت أمامي ما أذهلني إمرأة في غاية الجمال تقف بالقرب من ضفة نهر تتمايل برقة نسيم الليل العليل على وقع كلمات عذبة تشدو بها إقتربت منها دون أن تشعر بي وفاجأتها قائلا :
ــ غناؤك جميل.. ويا ليتني لم أفعل؟
ــ لماذا ؟
ــ لقد فزعت المسكينة واختل توازنها ووقعت في النهر هرعت لإنقاذها وعند تلك اللحظة بالذات تسارعت دقات قلبي بشدة ووجدت صعوبة في التنفس . كان أليكسيس يصغي بإهتمام لوالده الذي كان يتحدث بكل شوق وحب صادق :
ــ أسرتني عينيها الصافيتين وشعرها المبلل زادها جمالا أكثر لوهلة شعرت برغبة قوية بتقبيلها لكني لم أفعل ولا تسألني لماذا لأني لا أعرف ما أصابني لحظتها كانت تلك الحادثة الظريفة هي بداية حب عظيم شهد الكثير من العقبات .

 
 

 

عرض البوم صور kirara  
قديم 30-01-14, 11:13 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50998
المشاركات: 150
الجنس أنثى
معدل التقييم: kirara عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kirara غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kirara المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: زهرة النعناع ( جزء الاول )

 

ــ وقعت في حبها دون أن تشعر بذلك .
ــ هذا صحيح .. توالت الأيام وتعددت لقاءاتنا وازدادت عمقا شيئا فشيئا حتى أصبحت مركز حياتي وجدت نفسي متعلقا بها لدرجة أنه لم تعجبني إمرأة أخرى حتى وإن كانت آية في الجمال والروعة واعتزلت حياة المرح والعبث لكن سعادتي لم تكتمل يوم علم أبي بقصة غرامي بها هددني بحرماني من العرش وبمعاقبتي ولأني كنت أحب أمك بصدق وقفت بوجة أبي وعارضت زواجي من كوليت .
ــ وماذا حدث بعدها .
ــ وقع المحظور وسجنت في أحد السجون بأمر من والدي عقابا على تمردي .
ــ وأمي ماذا حدث لها ؟
ــ سجنها جدك في دير راهبات دون أن أعلم بهذا وقال لي أنها تخلت عني بعد أن أغراها بالمال رفضت التصديق لأني كنت واثقا من حبها وإخلاصها لي.. كم كانت تلك الأيام عصيبة ومريرة أن يسلب من المرء حريته والشخص الذي يحب.. لكن القدر كان بصفي هكذا شعرت يوم مرض أبي مرضا خطيرا لا علاج له أحس أنه لن يعيش طويلا فأفرج عني وطلب رؤيتي ودار بيننا حديث طويل أعلن بعده زواجي من والدتك وتوفي بعدها بأسبوع ووليت الحكم من بعده لأعيش حياة إستقرار بجانب والدتك .
ــ إذن فقد عشت قصة حب عنيفة يا أبي .
ــ لنقل أنه كان لي نصيب فيه .
ــ أتعلم يا أبي كم أتمنى أن أعرف الحب وأن أعيش لحظاته . الملك مراوغ :
ــ ان أردت فالفرصة مازالت أمامك فالأميرة رائعة الجمال وستجد بقربها كل ما تصبو
إليه نفسك .
ــ عدت من جديد !
ــ حسنا أنت أردت ذلك أتذكر . يضطرب أليكسيس ويسارع قائلا :
ــ أتأذن لي بالانصراف فأنا لم أرى عمتي منذ وصولي , لا بد أنها غاضبة مني الآن .
ــ يمكنك الإنصراف سنكمل حديثنا في وقت آخر .

وبـعـيـدا عـن أجـواء القـصـر تتوقف العربة التي تقل الأميرة ووصيفتها في بقعة خضراء شاسعة تكثر فيها الأشجار والأزهار البرية تترجل الأميرة من العربة وتقول لوصيفتها مرحة :
ــ كم أشعر بالسعادة الآن يا جوانا ؛ لطالما أحببت الطبيعة وأحببت هواءهـا النقي .
ــ هـذا واضح جدا يـا مولاتي.. فوجهك أصبح أكثر إشراقـا من ذي قبل .
ــ هذا لأني أشعر وكأن روحي معلقة بالطبيعة إنها عندي تساوي الكثير بشكل ما تنسيني همومي و ما يؤلمني وتصحبني معها إلى عالم آخر وهذا ما أفتقده بين أسوار القصر الكئيبة .
ــ لا تبالغي يا مولاتي إنك فقط لا تشعرين بالإنتماء هناك , أتعرفين ما أنت بحاجة إليه ،
أنت بحاجة للوقت نعم الوقت يا مولاتي سيمنحك الحلول لمشاكلك وسترين .
ــ من يدري قد تكونين محقة في النهاية.. والآن أين ستكون نزهتنا ؟
جوانا وهي تدفع الأميرة برفق قائلة:
ــ هذا سهل دعي هذه المهمة لي .. إذهبي أنت وتمشي قليلا أنا وبيتر سنتكفل بكل شيء لكن لا تبتعدي كثيرا يا مولاتي . تمشت انابيل في غيد قائله :
ــ حسنا .
توجهت جوانا إلى السائس بيتر الذي كان يهم بإنزال الأغراض من العربة ذهبا معا لإختيار البقعة المناسبة لنزهتهم بينما كانت الأميرة تتمشى لفت نظرها صغير غزال شارد يأكل بنهم حبات التوت البري المتدلية بكل حذر إقتربت الأميرة منه وهي تتمتم بصوت رقيق :
ــ ما أروعك أيها الصغير.. لا تخف أنا لن أوذيك يبدو أنك أضعت أمك يا مسكين , لا تخف دعني أمسح على رأسك الجميل.. لكن صغير الغزال جزع وانطلق يجري بسرعة لحقته أنابيل وهي تنادي عليه :
ــ لا توقف أرجوك لم أقصد إخافتك إنتظرني .. لم تدرك الأميرة أن جريها خلف صغير الغزال سيوقعها في ورطة كبيرة وأنها إبتعدت عن وصيفتها وتوغلت داخل الغابة .
كانت جوانا تهم بتجهيز طعام النزهة بعد أن وجدا البقعة المناسبة إقترب منها السائس بيتر وبدى متوترا قال :
ــ المعذرة يا آنستي.. لكن علينا أن نعاود أدراجنا .
ــ لمـاذا ؟ مـا زال الوقت مبكرا على العودة . يشير نحو السمـاء قـائلا :
ــ أنظري .. أترين تلك الغيوم السوداء المتفرقة ؟ وبإيجاب تهز جوانا رأسها يتابع :
ــ إنها تنذر على إقتراب عاصفة يا آنستي ، سوف تهطل الأمطار قريبا لذا علينا العودة
إلى القصر . جوانـا بخيبة أمل تقول :
ــ يبدو أننا لم نحسن إختيار اليوم للقيام بنزهة لكن لا بأس إبدأ بتحميل العربة وسأذهب
لإستدعاء الأميرة. صاحت جوانا تنادي سيدتها لكنها تعجبت لعدم إستجابتها للنداء
شعرت بالخوف وأسرعت إلى السائس بيتر جوانا والمخاوف تلعب بها :
ــ لا أجد للأميرة أي أثر يا إلهي أخشى أنّ مكروها وقع لها .
ــ لندعو الله أن لا تكون قد توغلت إلى الداخل . جوانا بإضطراب :
ــ ماذا تعني ؟
ــ إننا قريبون من مشارف الغابة يا آنستي أخشى أنّ الأميرة لم تنتبه إلى حيث كانت تسير .
ــ لا تكمل.. لنسرع بالبحث عنها قبل أن تبدأ العاصفة .

كانت الأميرة قد فقدت أثر صغير الغزال لكنها تنبهت متأخرا أنها قد إبتعدت وضلت الطريق وجدت نفسها في مكان مظلم كثير الأشجار قليلا ما يتخلله ضوء النهار فلقد كانت السماء ملبدة بالغيوم السوداء مما زاد الوضع سوءا دبّ الخوف في نفسها وبدأت بالصراخ لكنها كانت تبعد عنهم بمسافات بعيدة لم تدرك المنكوبة أنها في قلب الغابة الموحشة حيث لا فائدة ترجى من وراء صراخها حتى وإن علا صداه يعانق عنان السماء أخذت تتخبط بجذور الأشجار العملاقة وهي تصرخ مستنجدة ، سرعان ما تغير حال الجو فجأة وأرعدت السماء وهطل المطر بكثرة لتعصف الرياح الغاضبة بدورها لم يكن بإستطاعة السائس بيتر وجوانا الرؤية جيدا فلقد حجبت السحب السوداء الشمس وسادت الظلمة يعلو صوت السائس بيتر قائلا :
ــ لا فائدة من الإستمرار في البحث يا آنستي علينا العودة وطلب المساعدة لن نتمكن
من الاستمرار مع قدوم العاصفة . جوانا وقد أنهكها التعب :
ــ لا لن أعود لن أترك الأميرة وحدها في غابة تعج بالوحوش الضارية يا إلهي أين أنت يا مولاتي؟.. إنها غلطتي كيف سمحت لها بالذهاب وحدها إلطف بها يا إلهي .
بيتر محاولا إقناعها :
ــ علينا العودة فالمطر بدأ يزداد . تصرخ جوانا بهستيرية :
ــ لن أعود.. عد أنت إن شئت أما أنا فسأبقى . بيتر يجذبها من يدها :
ــ لن أغامر وأدعك وحدك في العراء ستعودين معي وسنتمكن من جلب المساعدة للبحث
عن الأميرة. ويصعدها العربة عنوة ويضرب باللجام فينطلق الحصان يعدو بسرعة الريح..
توجه أليكسيس إلى غرفة عمته الدوقـة إيديث طرق الباب فأجابته الدوقة قائله :
ــ أدخل يـا أليكسيس . أغلق البـاب خلفه وقـال متعجبـا :
ــ كيف عرفت أنه أنا يا عمتي .
ــ أنسيت أني من ربيتك إنـي أعرفك جيدا حتى بت أميز طرقك على الباب يا عزيزي .
يقترب منهـا فيقبلهـا على وجنتهـا ويدهـا قـائلا :
ــ سامحيني يا عمتي لقد أردت أن تكوني أول من يراني لكني إنشغلت بأمور أبعدتني عنك . الدوقة وهي تلاطفه :
ــ لا حاجة لأن تختلق الأعذار يا أليكسيس أنا أعرف كل ما يدور في هذا القصر وأعرف أيضا ما يجول بفكرك . أليكسيس باضطراب :
ــ ماذا تعنين يا عمتي ؟
ــ وكأنك لا تعرف.. صحيح أنني قد إعتزلت الجميع في داري ولم أعد أزاول لقـاآتي الإجتماعية كما كنت.. لكن هذا لا يعني أنني لست على دراية بما يدور حولي خاصة إن كان الأمر يتعلق بإبني الصغير المدلل .
ــ عمتي.. لقد أتيت لأراك وأطمئن عليك .
ــ فهمت.. لا تريد التحدث في الأمر .
ــ ليس هذا ما عنيته صدقيني أنت الوحيدة التي أستطيع أن أسر لها ما في قلبي لكن ليس الآن لأنني مرتبط بموعد . الدوقة ممازحة :
ــ موعد غرامي .. وارتفعت ضحكاتها لتردف قائلة:
ــ أعرف أنك تريد الذهاب لصديقك الشاعر . إبتسم أليكسيس ونظر إلىعينيها نظرات
ملؤها الحب قائلا :
ــ وكأنك تقرئين ما يجول بفكري لهذا أحبك يا عمتي . فيعاود تقبيلها وينصرف بإتجاه
الباب أوقفته الدوقة إيديث بسؤالها قائله :
ــ هل تعدني أن نكمل حديثنا عند عودتك .
ــ قد أتأخر في العودة لكني أعدك. توجهت الملكة كونستانسيا إلى غرفة الملك فريدريك حاملة بيدها كوب شاي دخلت عليه فوجدته منكبا على القراءة إقتربت منه وناولته الكوب قائله :
ــ من كان ليصدق يا عزيزي سرعان ما انقلب حال الجو. الملك وهو يتناول كوبه:
ــ وأين الغرابة فيه إنه علم الفلك الذي يصعب التنبأ به لنأمل أن يمر اليوم على خير.
ــ ولكن سيزارد عالم الطقس يزعم أن هناك عاصفة في الطريق إنه يقول أنها ستكون أقوى من التي حدثت في السنة الماضية .
ــ أرجو أن تخيب توقعاته .
ــ قلمـا مـا تخيب ، عزيزي هنـاك أمر أود منـاقشته معك .
ــ يمكننـا تأجيله إنني منشغل بهذه الصكوك والإتفـاقيـات .
ــ لن آخذ من وقتك الكثير .
ــ فليكن ماذا تريدين ؟
ــ كمـا تعرف يـا عزيزي أوزولدا عـائدة غدا من إيطـاليـا, حسب ظني أن سوء فهم طرأ بينها وبين زوجها الأمير ديفيشيو . إشتد غضب الملك فصاح قائلا :
ــ مرة أخرى .. ألا تعرف هذه الفتاة أن تحافظ على زواجها.. إنها للمرة الثانية التي تتزوج فيها وفي كل مرة تزعم أنّ سوء فهم حدث وبعدها تتقدم بطلب الطلاق لقد سئمت من تصرفاتها الطائشة . الملكة بضيق :
ــ لا تقل هذا عن إبنتك يا مولاي .. ليس ذنبها إن لم تجد بعد من يليق بها .
الملك يردف بسخرية لاذعة :
ــ ولن تجده .. فأوزولدا فتاة مستهترة طائشة وتحلم دائما بالمستحيل ليتها تكون كإبنة
خالتها أزميرالدا .
ــ أرجوك يا مولاي .. إنك بقولك هذا تسيء إلى نفسك قبل أن تسيء إلى إبنتك كان يجدر بك أن تدافع عنها وتحمي حقوقها الشرعية لا أن تسخر منها .
ــ هذا لأنها تستحق كلّ كلمة قلتها بحقها.. إبنتك يا عزيزتي هي حديث الجميع إنها لا تباعد أخاها العابث أوليفر الذي لا عمل له سوى السهر والشرب.. الملكة مقاطعة :
ــ أوليفر ليس كما تصفه ألا يكفيك أنك لا تعامله كإبنك بسببك هو يقتل نفسه بشرب السموم لكنه الآن أصبح شخصا آخر! لندع أوليفر وشأنه أتيت من أجل الحديث عن أوزولدا .
الملك بتهكم وازدراء :
ــ وما المطلوب مني يا مولاتي ؟
ــ لا أريد منك سوى أن تظهر محبتك لهـا .. فقط تجنب سخريتك اللاذعة معهـا إنهـا فتاة رقيقة ومرهفة الحس .
ــ بل إنها بقرة أكول .
ــ مولاي ..
ــ قلت ما لديك والآن إنصرفي ودعيني أكمل قراءة هذه الأوراق .
وصلت العربة إلى بوابة القصر نزل السائس بيتر وهو يصرخ على الجندي بأن يفتح البوابة حتى توجه وعلى الفور إلى ثكنة القائد العام كاستول طرق على بابه بشدة وهو يصرخ :
ــ سيدي القـائد كـاستول . خرج القائد العام قائلا :
ــ ما الأمر يا بيتر لما أنت مبلل هكذا ؟ بيتر وقد إختنق بالكلمات :
ــ سيدي لقد وقع حادث للأميرة أنابيل . وكمن أصابته الصاعقة إنتفض جسد القائد
كاستول وصرخ قائلا :
ــ ماذا قلت ؟ حادث. . بيتر وهو يلتقط أنفاسه :
ــ لقد أضعنـا مولاتي الأميرة في الغـابة ولم نستطع إيجـادهـا . لم يتحمل القائد كاستول ما سمعه أمسك بيتر من كتفيه يهزه قائلا :
ــ وكيف حدث هذا ؟ هيا قل عليك اللعنة .
وبعد لحظات إندفع القائد العام كاستول كالإعصار إلى جناح الملك وأطلعه بما جرى حتى يتعالى صوت الملك وهو يصرخ بعصبية :
ــ أيها القائد كاستول آمرك هذه اللحظة بالخروج على رأس طلائع فرق للبحث عن الأميرة ولا تعود إلا بها.. وكالبرق الخاطف غادر القائد كاستول للإهتمام بالأمر وبلمحة البصر إلتف الملك نحو الجندي فصاح به قائلا :
ــ أما أنت أيها الجندي فاذهب لإستدعاء أليكسيس في الحال.
تملك الخوف قلب الجندي الذي هاله صوت الملك الجهوري الغاضب وبجزع كبير لاح على وجهه قال مضطربا :
ــ لكن مولاي .. ولي العهد ليس في القصر .
فما كان من الملك فريدريك .. سوى أن أشار بإصبعه بوجهه وقال بصوت دوى صداه فخيل لسامعه وكأن الرعد دوى :
ــ إذهب للبحث عنه وإحضاره إلى هنا على جناح السرعة .
وما كاد ينهي الملك جملته حتى إختفى الجندي من أمامه وكأنه تبخر في الهواء ، وعند الإسطبل حيث إجتمع القائد العام كاستول بجنوده يلقي عليهم تعاليمه إنطلق من فوره بعد أن أنهى إرشاداته على رأس طلائع الفرق في مهمة العثور على الأميرة الضائعة .

 
 

 

عرض البوم صور kirara  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النعناع, سهرة
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية