الفصل الثالث
لكن لمحة عن حياة جوليس الخاصة صادفتها قبل ان تتوقع ذلك. في صباح اليوم التالي, دخلت امرأة طويلة شقراء ذات عينين خضراوين, كانت ثيابها عادية بنطال من الجينز وقميصا مشغولة باليد وقد تعددت ألوانها, لكن كان هناك شيء ما حولها يوحي بالمال والثقة. شعرها القصير المصفف بطريقة تظهر كم تصرف من المال عليه, كذلك لون بشرتها الرائعة تجعلها تبدو وكأنها فنانة.
واكثر شيء مميز فيها, ارتدائها لخاتم ماسي كبير في اصبع يدها اليسرى.
لم تكن النظرة الأولى إليها مشجعة, لكنها ابتسمت لآمي وقالت بسرعة "هل هناك احد مع جوليس في المكتب؟"
مع انهما لم تلتقيا من قبل, لكن فيونا هاربر ماكسويل تفترض ان كل موظف لدى جوليس يجب ان يعرف من تكون, وان ذلك من حقها الطبيعي.
شعرت آمي فجأة بالارتباك, فابتسمت لها بمهارة وقالت "من أقول انها تريده؟"
نظرت المرأة اليها بحدة وقالت بلهجة متعالية "لا تزعجي نفسك." وسارت نحو مكتب جوليس, لم تستطع آمي الا ان تفكر اي نوع من الاستقبال ستحظى به ان كان معه أحد في الداخل, أو ربما لأنها خطيبته, لا تطبق القواعد عليها؟ كانت زوو تعمل قب خزانة الملفات, نظرت الى آمي وقالت "لا تبدو العروس الأفضل, أليس كلك؟ ما هو رأيك بها؟"
كانت آمي تواجه ردة فعل غير متوقعة بالنسبة لها, قالت "من الصعب ان تبوحي برأيك عن أحد ما في خلال دقيقتين؟" وهزت كتفيها بعدم اهتمام. بالكاد تستطيع الاعتراف حتى لو لنفسها ان فيونا أثارت فيها احساسا من الغيرة صدمها فعلا. الأمر لا يتعلق مطلقا بمظهرها الخارجي, فهي لم تفكر يوما أن تشعر بالغيرة من أي امرأة حتى ولو كانت أجمل منها, لكن هناك شيئا ما م الثقة المفرطة لدى فيونا, وبالخاتم الكبير في اصبعها, هذان الأمران جعلاها تفكر بحياتها وبما خسرته من الأمان, من شخص يهتم بها حقا, والى من تكون مميزة وخاصة بحياته كما كانت بالنسبة لوالديها. او كيف ستكون لمن سيحبها.
قالت زوو بانتقاد "لم تكن ابدا فظة في المرات الأولى التي كانت تأتي بها الى هنا, وذلك قبل ان ترتبط, كانت تبدأ بالتحدث معنا وتبدي اهتمامها بما نقوم به. اعتقد الآن بما انها ستتزوج به فلا تعتقد انها بحاجة لبذل هذا المجهود."
انضمت اليها جاكي "انهما يتشاجران في الداخل." سألت زوو بفضول واضح "انت تقصدين أنهما يتشاجران حقاً؟"
"لست متأكدة. انهما صامتان بطريقة تثير الشك, لكن مستوى حديثهما متوتر حقا. لقد سمعت القليل مما يتحدثان به, لقد قالت شيئا عن "لا ادري لم عليك ان تقوم بذلك في نهاية هذا الاسبوع, انت تعلم ان ذلك مهم جدا بالنسبة لي." حاولت ان تقلد صوت فيونا وهي تهمس مما اثار حكهن, تابعت "لكنني لم اسمع اي كلمة مما قاله جوليس."
قالت زوو "لديه اجتماع عمل في نهاية الأسبوع المقبل, ومن المحتمل انها تريده ان يذهب معها الى السهرة." توقفت عن متابعة الحديث فجأة.
فتح باب مكتب جوليس, حدقت بهما زوو واحساس بالذنب واضح على وجهها, بينما جاكي تظاهرت انها تفتح جارور احد الملفات. نظر جوليس اليهن بوجه متجهم وكان من سوء حظ آيمي ان التقت عيناها بعينيه.
"فنجان من القهوة آمي من فضلك, طالما انك لست منشغلة الآن."
بدت مرتبكة بعدها سمعت ملاحظة من داخل المكتب. "لا اريد شرب اي شيء."
لم تتغير ملامح وجه جوليس, قال "فنجان واحد آمي, الآن من فضلك."
كان جزء من الباب مفتوحا, بعدها فتح الباب على مصراعيه. في هذا الوقت وجد جوليس زوو تفتح فمها لتبدي اعتراضها او رأيها بأمر ما.
قال بجدية وحزم "الوقت هو المال زوو, الوقت هو مقياس العمل في هذا المكتب. لا استغلال للوقت, لا وجود للمال."
أغلق الباب ثانية, وتنفست جاكي بهدوء داخل خزانة الملفات. كانت زوو كمن أصيب بصاعقة وقد بدأت دموعها بالانهمار.
وبصمت سارت آمي الى المطبخ. كانت متوترة من فكرة مقاطعة مهما كان يجري في المكتب. لكن ان تأخرت في تقديم القهوة له حتى تغادر فيونا قد تزيد من توتر الجو في المكتب. كانت تشعر بالخوف منه وهو في هذا المزاج. خائفة لأنه ان فقد اعصابه وانتقدهاومن خلال ما تشعر به فقد تجيبه بطريقة تدفعها لخسارة عملها. طرقت على الباب بهدوء ونعومة.
كان جوليس يجلس كالعادة في مكتبه مسترخيا وقد مال بكرسيه ناحية فيونا, التي كانت تقف قرب النافذة ممتكئة على جهاز التدفئة. كانت تعابير وجهه على الأقل مرحة عندما نظر الى آمي. بينما كان وجه فيونا متجهما. فكرت آمي وهي تخرج انها كانت كمن كان يقطع الجو بينهما بحد السكين. لا بد انهما في وسط مشاجرة حقيقية, حتى ولو انهما لم يصرخا او يرميا بعضهما بالأشياء.
همست جاكي "ما الذي يجري هناك؟" وهي لا تزال تحمل ذات الملف في يدها, رفعت آمي كتفيها ونظرت الى الأعلى. شعرت فجأة انه من غير المناسب ان تبحث علاقة رئيسها مع خطيبته.
غادرت فيونا بعد فترة قصيرة, ومن دون ان تنظر الى اي منهن, وربما ليست مهتمة الا بنفسها وبما تفعله. تمكنت آمي من كتابة قائمة للمشتريات وضعتها ضمن المغلف وهي تجيب على الهاتف وتطبع الرسائل, واكتشفت بعد ان بحثت في حقيبتها انها قد نسيت طعام الغداء في المنزل.
أمضت فرصة الغداء لليوم التالي وهي تدفع عربة المشتريات في المتاجر لشراء الأغراض المطلوبة, وعندما عادت كانت أكثر حذرا بالنسبة للأكياس الثلاثة التي عادت بهم الى المكتب. وضعت واحدا تحت مكتبها وواحدا وراء مكتبها وواحدا فقط تحت انظار الزبائن لكن على الاقل ليست بحاجة لشراء الطعام غدا.
شعرت بجوع شديد عند الساعة الثالثة وبدا لها ان العمل قليل والمكتب قد هدأ قليلا, كان جوليس قد غادر وخفت الاتصالات الهاتفية . نسيت ان تشتري سندويشا لتأكله, لكن هناك ستة قوالب من الكيك ستأخذها الى قرية اورتون لحفلة هورتكلتشر سوسايتي هذا المساء, فوجدت ان واحدة منها تلبي طلبها وما تحتاجه.
اخذت قطعة ملفوفة بورق الألمنيوم وبدأت بفتحها. انها بالطبع قاسية وان قطعتها باصابعها فلا بد انها ستوقع الكثير من الفتات على المكتب, ابعدت الملفات عن المكتب ووضعت ورقة كأنها صحن لها وبعدها غغير راغبة في الذهاب الى المطبخ لاحضار ما تحتاجه, قررت ان تستعمل المسطرة بدلا من السكين انها عملية في مثل هذه الظروف وبمكانها ان تغسلها عندما تنتهي.
قطعت قطعة صغيرة من الكيك ووضعتها في فمها ثم كبست عدة ملفات معا, لا يستطيع احد ان يتهمها بالكسل او التواني عن القيام بعملها, كانت حقا تشعر بجوع شديد.
شعرت بتغير الضوء في الغرفة, فنظرت الى الاعلى, بعدها جمدت في مكانها وهي تقطع قطعة كبيرة من الكيك بالمسطرة. آه لا ليس ثانية.
قال جوليس "هل هناك من مشكلة ما معك, آمي؟"
سألت "آه لا, أي نوع من المشاكل؟"
"مشكلة في امكانية السمع لديك مثلا؟"
شعرت بالسخرية الةاضحة في صوته لم يكن هناك اي شك فيما يعنيه.
"انني آسفة, لم يكن لدي اي وقت لتناول الغداء. كان علي القيام بكل هذه المشتريات."
"هذا ما أراه."
"لن يحدث ذلك ثانية." حسنا ليس قبل الاسبوع المقبل. وضعت يديها في حضنها ورأته ينظر باهتمام الى كيس المشتريات حيث تظهر منه ثلاث قوالب حلوى. عاد يحدق بها فنظرت اليه بتحد.
سألها ثانية "هل انت متأكدة انه ليس هناك اي سوء ما؟ فأنت شاحبة جدا."
اية علاقة له ان كانت شاحبة ام لا؟ اجابت بهدوء "انا لا اضع اية مساحيق تجميل على وجهي."
"لاحظت ذلك. لكن لا يبدو لي انك تتبعين حمية غذائية, هذا اذا حكمنا عليك مما تأكلينه في هذا المكتب."
قالت بصبر "لقد قلت لك, لا وقت لدي لأتناول وجبة جيدة لأنني مجبرة على القيام بكل هذا التسوق." سُمع رنين الهاتف ولأول مرة التقطت الهاتف وهي تشعر بالراحة. ولحسن الحظ كان لجوليس, وعندما ذهب الى مكتبه اكلت ما تبقى من الكيك ورمت الورقة وهي تمسح المكتب بدقة وانتباه. وما ان انتهت حتى ذهبت الى المطبخ.
دخلت جاك وهي تنظف المسطرة تحت الماء."
سألت جاكي بسرعة "هل انت بخير؟"
نظرت آمي اليها متفاجئة "انت الشخص الثاني الذي يسألني ذات السؤال! ما الأمر أهذه مؤامرة؟"
شعرت بالاستغراب عندما اصطبغ وجه جاكي بالاحمرار من الخجل, قالت بسرعة "لا بالطبع لا! كل ما في الامر ان جولييس طلب مني ان ابحث عنك, انه يعتقد انك تبدين غريبة قليلا. هذا كل شيء."
قالت باصرار "اي نوع من الغرابة؟"
قالت جاكي "انت تعلمين, تبدين شاحبة."
جففت آمي المسطرة بمنشفة ورقية وقالت وكأنها تدافع عن نفسها "من الطبيعي ان اكون شاحبة فبشرتي بيضاء اللون, وانا لا اضع اي نوع من المكياج, كما وأن ليس هناك من داع لصاحبة شعر احمر ان تعرض نفسها لأشعة الشمس, هذا ان كان لي الوقت الكافيللقيام بذلك على عكس محبوبته الغالية فيونا. كذلك لم احظى بأكثر من خمس ساعات من النوم البارحة لأنه كان علي القيام بتنظيف كومة من الصحون قبل الذهاب الى السرير وبعد ذلك ايقظتني الهرة قبل السادسة صباحا لكن بكل الاحوال لا ارى ما علاقة كل هذا بجوليس بريور, الا انه طلب مني عدم اكل طعامي في قاعة الاستقبال البارحة."
بدت جاكي متوترة وهي تقول لها "اتمنى ان ذلك لم يزعجك, انه فقط حسنا, مهتم بك قليلت.انه لطيف جدا واعتقد انه يشعر بنوع من الحماية نحوك."
"الحماية." تابعت آمي وهي تكاد تنفجر "منه؟ لقد كاد ان يصيبني بانهيار عصبي البارجة, من خلال اعطائه الاوامر بكتابة الرسائل وطلب مني الاجابة على الهاتف وعندما لم اعرف من كان الزبون او اي شيء اخر."
"هس! سيسمعك."
ابعدت شعرها عن وجهها ونظرت بعينين واسعتين الى جاكي وقالت "لا اهتم ان فعل ذلك! واذا اراد ان يطردني بعد يومين فقط فليفعل! انه يدين لي بأجر بكل الأحوال."
وسارت مبتعدة. كانت شبه متوقعة انها ستراه في الخارج بانتظارها. لكنها ما ان نظرت الى الهاتف حتى ادركت وبراحة انه لا يزال يتحدث على الهاتف بعدها لم تكن متأكدة ان كانت تريد ان تستمر بالعمل لديه.
********
لم تثر حفلة هورتكلتشر اهتمامها, هذا ما فكرت به وهي تتثاءب عندما أوشكت الحفلة على الانتهاء في قاعة اورتون. كانت تتمنى لو انها استطاعت العودة الى المنزل باكرا, لكن كان جزء من الاتفاق معهما ان عليهما البقاء للقيام بالتنمظيفات المطلوبة بعد الانتهاء. لقد تم الحجز مع والدة جسي, سيللا بيلي ولقد تممكنت من الحصول على ضعف المبلغ المطلوب هذا اذا بقيتا بعد الحفلة.
فكرت بحزن, من المؤكد ان الفاتنة فيونا ليست بحاجة لأي نوع من العمل لتتمكن من العيش. لا يمكنك البقاء جميلة ونشيطة اذا اضطررت للبقاء مستيقظة حتى منصف الليل ويدك في المغسلة.
قالت لجسي "لن اتمكن مطلقا من النهوض صباحا للذهاب الى العمل." تابعت وهي تتثاءب "ايقظيني ان غفوت وانا اغسل الصحون, ارغب حقا في ان افقد الوعي لمدة اسبوع, من حسن الحظ ان ليس هناك اي حجز للعمل لفترة الآن! لا استطيع ان اصدق انني قمت بكل هذا العمل خلال هذين اليومين ذهبت الى المقابلة للمرة الاولى يوم الاثنين."
"هذا ما يحدث معك ان عملت مع مدير مستبد. كيف كان حاله هذا اليوم بالمناسبة؟ لم يتسن لي الوقت من قبل لاسأل لانني كنت اتمنى ان انتهي من هذا العمل."
كان هناك ود ومحبة بينها وبين جسي من ايام الدراسة, ولقد كانتا معتادتان على المشاركة بما يحدث لهما بحياتهما. مع ان معظم اخبارهما كانت عادية وتافهة, لكن هذا لا يعني ان علاقتهما كانت سطحية.
قالت وهي تئن "لا تسألي, سأخبرك قصة الجاتو بالزنجبيل المفقود في وقت ما عندما اشعر بمزيد من الطاقة."
بدا على جسي فجأة الشك وقالت "اه ربما قد لا يكون الان الوقت المناسب, اذاً لنفتح موضوع.."
"أي موضوع تقصدين؟"
"عن ذلك الحجز يوم الجمعة.. لدي اكبر واهم خدمة اطلبها منك."
واصبحت الخدمة لجسي طلب يائس من آمي لتتمكن من تقديم العشاء بمفردها, فصديقها كيث يشارك بمباراة رقص في كورنول, حيث سيمضيان عطلة نهاية الاسبوع وهذا يعني ان عليها ان تغادر بعد ظهر يوم الجمعة.
قالت جسي تعدها "سأقوم بشراء كل ما نحتاجه وتحضير الطعام ايضا! كل ما ستقومين به هو تحضير الطعام الاساسي في المكان وربما تقديمه, ارجوك آمي."
وافقت آمي وهي تتثاءب "حسنا, على الاقل سأحصل على اسبوع كامل قبل ذلك وهكذا سأتمكن من النوم." ضمتها جسي اليها بفرح وفالت "شكرا كثيرا انت غالية جدا! اعدك انني سأرد لك صنيعك عندما تقابلين حب حياتك."
حب حياتها... مرة ثانية! فبقلقها على تأمين المال وايجاد العمل وكذلك تأمين منزل لها ولشقيقها تشارلي لم يترك لها اي وقت لتفكر بأي كان.
لقد اقتنعت مرة وبصدق انها قد التقت بحب حياتها لتكتشف انه لم يكن كذلك. مع انها لم تتعد صداقتهما هي وروبرت عطلة الصيف. بعد ذلك تمكنت من ايجاد تحليل فلسفي لما حدث معهما, فشاب وفتاة في التاسعة عشرة من عمرهما لا يستطيعان تحمل مفاجأة الحياة. لكنها كانت تعتقد ان روبرت كل ما تريده, لديه حس فكاهي دائم, مع انه كسول جدا حتى ليفكر بمستقبله. انه نقيض واضح عن شخص مفعم بالحيوية كجوليس, والذي لا يبدو انه يضيع دقيقة واحدة بلا عمل. هذا لا يعني ان رئيسها لا يملك حس فكاهي ايضا, في المناسبات, لكن ان حاولت ان تتخيل جوليس وهو يسير عبر الشارع والانظار تلاحقه, وبسرعة اعادتها الذاكرة الى روبرت وهو مستلق على كرسي طويل في حديقة منزل والديها وقد وضع كتابا على وجهه ليقيه حرارة الشمس عندما يمل من القراءة.
وفي النهاية كان قد اصابها بالجنون. حتى عندما افترقا كان انفصالهما عاديا.
فكرت بحزن, من المؤكد ان الحب يحتاج لرفاهية معينة, شيء يحتاج للوقت والطاقة. وهذا ما تفتقده تماما, خاصة مع شقيق مراهق, وعندما كادت تصل الى منزلها برفقة جسي التقت بسيليا التي ذكرتها بتشارلي لكن بطريقة مزعجة ومقلقة, قالت سيليا "مرحبا آمي عزيزتي, لقد تأخر الوقت لنتحدث الان, لكنني اتمنى ان مديرك الوسيم لا يقسو عليك بالعمل. اخبرتني جسي بكل شيء عن عملك الجديد, وعلي ان اقول ان جيمس يبدو رائعا.."
قالت جسي "جوليس يا امي."
"حسنا جوليس, انا لا جدوى مني مع الاسماء."
ابتسمت آمي "مديري يدعى دنيس انه في الخامسة والاربعين من عمره متزوج ولديه ثلاثة اطفال وعنده عدد من الكلاب! ان جسي تملك تجرك الى هذا الكلام ثانية."
ضحكت سيليا ضحكتها المعهودة "لا اصدق ذلك, سأذهب الى المكتب بنفسي في احد الايام لأرى ماذا يحدث معك! بالمناسبة ارسلي تحياتي لتشارلي واخبريه انني صنعت قالب حلوى بالشوكولا لنهاية الاسبوع. لقد رأيته في اكسفورد صباح نهار الاثنين لكنه لم يرني.."
"نهار الاثنين؟" ماذا كان تشارلي يفعل في اكسفورد نهار الاثنين؟ من المفترض ان يكون بالمدرسة..
"اعتقد انه كان يتجول بشأن مشروع للمدرسة, كلهم يفعلون ذلك الان.. علي الرحيل, الى اللقاء, عزيزتي لا تعملي كثيرا."
انها المرة الثانية التي يذكر لها احد انه راى تشارلي في اكسفورد في حين انه يجب ان يكون في المدرسة.
كان قد انتصف الليل قبل ان تعود آمي الى منزلها ولم ترغب ان تخوض اي شجار مع تشارلي لانه يتصرف بحماقة, وتجاهل الامر الان عمة مفضلة. دخلت الى غرفته قبل ان تذههب الى سريرها. كان نائما كالطفل, عليها ان تتذكر ان تقوم باستجوابه عن الرحلات خارج المدرسة, لكنها الان تشعر وكأنها بحاجة الى ارجاء تنفيذ الحكم.