كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1005- لم تنته فصولاً - فاليري باف - دار النحاس
اولا حبيت اتاسف منكم عن التاخير ولكن ضروف خارجة عن ارادتي...وهذا كعربون اسفي
قبل ان أبدا بكتابة الفصل أحب ان اهدي الرواية الى الأخت العزيزة زهرة منسية مع تمنياتي بشفاء الوالدة في القريب العاجل يا رب ؛؛؛
الفصل الثامن ؛؛؛؛؛؛؛؛؛
فاز سام وحصل على صحن ايس كريم كبير .
قفز قلب جيسي وهي تشاهد ادريان يدخل المطبخ بشعره الأملس المبلل بالماء وبشرته التي تنضح بالعرق الناتج عن سباقه مع سام بدا عليه الارتياح والسرور.الامل المفقود ؛؛؛
هل سبب هذه الحيوية هو رحلته المنتظرة على متن المكوك الفضائي ؟ رحلة كهذه تفقد صواب اي كان .
سالت جيسي سام عندما دخل المطبخ – هل تمتعت بنزهتك . ثم وضعت أمامهما صحون الأيس كريم اللذين أخذا بالتهامهما .
أجاب سام – اجل أفضل ما فيها كان النزول الى كهف النهر .
- انت تعرف ألان موقفي بالنسبة للنزول الى الكهف كل الأيس كريم واقرأ كتابا قبل ان تخلد الى النوم .
- يمكنك اذا أحببت ان تختار كتابا تقراه . اقترح ادريان .
لمعت عينا سام – كتابا عن الأنهار والكهوف ؟ ونظر جانبيا الى جيسي يتحداها في ان تعترض .
نظر أليها ادريان وهزت برأسها موافقة – اعتقد ان لذي كتابا عن الكهوف فوق احد الرفوف .
حالما انتهيا من التهام الأيس كريم ترك سام و ادريان المطبخ واختفيا داخل المكتبة ولم تسنح الفرصة لجيسي كي تساله عن رحلة المكوك الفضائي هل سيخبرها من دون ان تساله ؟ او انه سيضعها تحت الأمر الواقع مثلما فعل ع ند قيامه بالرحلات السابقة . ثم تعجب من اعتراضها على ذلك؟ أغضبها التفكير في هذا الموضع وأخذت تضرب الأشياء في المطبخ وهي ترتبها – هل انت ما تزالين غاضبة مني لأني أخذت سام الى النهر ؟ سال ادريان بعد ان عاد الى المطبخ .
- كان عليك ان تسألني أولا أجابت باستياء .
- لقد كنت اعرف مسبقا جوابك .
هذا الرجل لا يحتمل ضربت بقوة منشفة صغيرة على طاولة المطبخ – لقد كنت عديم المسؤولية بأخذه معك وأنت تعرف ما هو موقفي من ذلك .
- تقصدين أني عديم المسؤولية .رد ادريان على هجومها – لنكن أكثر دقة ان اي شخص لا يتبعك مثل ظلك هو إنسان عديم المسؤولية اليس هذا صحيحا ؟
- أتظن ذلك ؟ لمجرد ان اعترض على مجازفة غير ضرورية بحياة ولدي .
- لقد كان بأمان تام معي ولكن هذه هي المشكلة اليس كذلك ؟ انت تفضلين ربطة الى فوطة المطبخ التي ترتدينها كما حاولت معي في الماضي . بدلا من ان يكون سام معي بأمان .
- أنا افعل ذلك بسبب حبي . قالت جيسي وهي غير متأكدة من هو المفصود بهذا الحب سام أم ادريان .
- لماذا تتجادلان ؟ الامل المفقود ؛؛؛
لم تسمع سام وهو يدخل المطبخ ويقف في منتصفه وعيناه يغشاهما الحزن كان يرتدي ثياب الرجل الوطواط ذات الألوان الأسود والأبيض والأصفر وذكاؤه وان كان شديدا لا يسمح له بفهم مغزى الروابط بين البالغين .
اقتربت جيسي من سام – لا عليك يا حبيبي في بعض الأحيان يختلف الكبار على الأشياء تماما كما تختلف انت مع نيل على بعض الأشياء .
داعب ادريان شعر سام – الجدال انتهى ألان هيا عد الى فراشك وسوف أتي أليك وأغطيك ما رأيك ؟
- من الأفضل ان اخذ سام الى الفراش . قالت جيسي بصوت متهدج .
- هل تحبين الدكتور كول يا أمي ؟ سألها سام فيما كانت تدسه داخل الفراش .
أقفلت جيسي كتاب تسلق الجبال الذي كان سام يتصفحه ووضعته جانبا على الطاولة – نعم أنا أحبه أجابته بأمانة .
- هل ستتزوجين منه ؟
صكت ركبتاها عندما سمعت هذا السؤال وجلست على حافة السرير لقد حان الوقت كي يعرف سام جزاء من الحقيقة – أنا والدكتور كول كنا متزوجين قبل ولادتك .
بدأت جيسي القصة – ولكن في بعض الأحيان لا يتألف المتزوجون في ما بينهم كما هم يظنون قبل ان يتزوجوا .
- ولكنك تتألفين معه ألان .
- ألان نحن صديقان فقط والزواج يحتاج لكي يدوم الى أشياء أكثر وأقوى من الصداقة .
- وماذا يحتاج أكثر ؟
طبعت جيسي قبلة على جبهة سام المحترقة بفعل أشعة الشمس وتنهدت .
- انت تسال اسئلة صعبة . ادار ظهره لها وسمعت احتجاجه المكتوم – هذا ليس عدلا .
جيسي تعرف الحياة تماما – الحياة ليست عادلة يا حبيبي . لم يرد عليها ولاحظت انشراحه عندما دخل ادريان الغرفة ليلقي عليه تتحية المساء استحمت وذهبت الى الفراش ومعها كتاب لقد صممت على الا تلتقي ادريان مرة اخرى هذه الليلة .
عندما افاقت في الصباح التالي وجدت ان ادريان قد ذهب الى الاستديو نزلت الى المطبخ وحضرت طعام الافطار والسندويشات التي سياخذها سام معه الى المدرسة وكانت تشعر ان النوم قد اتعبها بدلا من اراحتها فوجئت عندما لاحظت ان سام على غير عادته لم يستيقظ قبلها فهو يكره البقاء في السرير والاسترسال في النوم وذهبت الى غرفته كي توقظه .
- سام استيقظ لقد حان وقت المدرسة نادته من خلال باب غرفته المفتوح لكنها لم تسمع جوابا دخلت غرفة النوم الاغطية كانت ملقاة جانبا والسرير خال .
- سام ؟ الامل المفقود ؛؛؛
وجدت غرفة الحمام خالية ونظافتها تشهد ان احدا لم يدخل اليها فاستبد بها الخوف بحثت عن ملابسه ولكنها لم تعثر عليها .
لم يثمر البحث عنه في الحديقة ولا اثر يدل على انه كان هناك طلبت رقم هاتف الاستديو باصابع مرتجفة وسالت عن ادريان . عندما امسك بالخط اخبرته ان سام مفقود .
- هل من عادة سام ان يهرب من البيت ؟
- ابدا اوه يا ادريان ماذا استطيع ان افعل ؟
- باستطاعتك البقاء هادئة لا يممكن ان يكون قد ذهب بعيدا . اجابها بصوت حازم – ساطلب الشرطة من هنا للوقاية فقط . ثم اتى مباشرة الى البيت واساعدك في البحث عنه واراهنك على اننا سنجده في بيت الحراس يبحث عن لعبة مفضلة تركها هناك .
- ارجو ان تكون على حق في استنتاجك اعصابها المشدودة اجهدت صوتها – سوف ابحث عنه هناك حالما انتهي من المكالمة معك .
وخلال ذلك اكون قد وصلت اليك .
وعد لها بالقدوم رفع من معنوياتها –ارجوك ان تسرع . رجته وعلقت السماعة .
طلبت جيسي رقم هاتف جو التي كانت تجهز نفسها لتاخذ سام معها الى المدرسة فقد كانت تعطي حصة موسيقى في مدرسته مرة في الاسبوع ونيل تتشوق الى اليوم الذي يرافقها فيه سام لم تتردد جو – ساتي في الحال واساعدك في البحث عنه .
- ولكن ماذا لو التقيت ادريان ؟
- سوف نتفق على ذلك فيما بعد في الوقت الحاضر يجب ان نعثر عليه سوف اتي مباشرة بعد ايصال نيل الى المدرسة .
- شكرا يا جو . قالت جيسي بصوت ملئ بالخوف وضعت السماعة بشدة في مكانها واسرعت الى منزل الحراس . لم تجده هناك ولم يبق الا مكان واحد للبحث عنه .
- الجدول ؟ ردد صوت ادريان صدى اسوا مخاوفها عندما قابلته على الطريق الفرعية وهي تركض باتجاه البيت الرئيسي لاحظ ارتباكها فامسك بمعصميها واجبرها على النظر اليه – ان ذهابه الى هناك لا يعني بالتالي ان مكروها سيحدث له .
- كان يجب ان لا امنعه من الذهاب الى الكهف معك قالت جيسي وهي تنتحب – ليتني لم اكن عنيدة بهذا الشكل ...
- لما شعر بالحاجة للذهاب وحده . اكمل ادريان جملتها – قد تكونين على حق ولكن لا فائدة من ذلك الان الشيء المهم هو العثور عليه واعادته سالما ساحتاج الى بعض العدة .
- ارتجفت بياس ضمن قبضته – ليس عندنا وقت كاف يجب ان ننزل الى هناك الان بلا أي تاخير .
سمحت له بان يسحبها على اعقابه وراقبته من غير ان تقدر على المساعدة وهو يضع الحبال والعدة في كيس الرحلات . الامل المفقود ؛؛؛
اخر ما التقطه ادريان بدا انه زحافة ثلج للولاد بلونها الاصفر البراق والمصنوعة من رغوة البلاستيك وزبطت من مقبضيها على كل جانب بالجبال زحافة ماء . قال بعبوس ولم تستطع جيسي ان تساله ما الفائدة التي يتوقعها من استعمال الزحافة .
صرت الدواليب بشدة عندما اوقفت جو سيارتها بفرملة سريعة فيما كانا يستعدان للذهاب – كيف استطيع مساعدتكما ؟ سالت وانتظرت التعليمات .
- ابقي بجانب الهاتف تحسبا ربما كان سام في مكان اخر واتصل واضاف ادريان – اخبري فرق النجدة اين باستطاعتهم ان يجدونا .
- سافعل ذلك الان كان وجه جو شاحبا ولكنها متمالكة اعصابها وشدت على ذراع جيسي قبل ان تدلف الى داخل المنزل .
- بدا الاخدود وكانه اكثر انسيابا وماء الجدول اكثر هياجا من أي وقت مضى وصلا الى الحافة ونظرا الى الاسفل - سام هل انت هناك ؟ ردد الصدى صوت ادريان في الاخدود ولكن مناداته لم تحظ بجواب .
- سوف انزل الى الاسفل ابقي انت هنا . امرها ادريان خوف جيسي اصابها بالرعونة – كلا انا اتية معك . سجلت نبضات قلبها تسارعا فيما كان ادريان يقدر مدى شدة تصميمها – اذن تعالي ولكن افعلي تماما ما اقوله لك .
- هل ستستعمل سقالة كي تنزل ؟ انها لم تفعل ذلك من قبل وارتجفت ركبتاها تحسبا
لما هو ات . ولكن احتمال ان يكون سام في الاسفل جعلها تصمم على الوصول اليه حتى ولو اقتضى الامر الزحف على زجاج مكسر .
- لحسن الحظ لا حاجة لذلك انا وسام وجدنا طريقا نستطيع ان ننزلق عليه هيا الحقي بي .
سهل ادريان الامر على جيسي بتوجيهاته واشار الى المواضع التي تستطيع ان تمسك بها او تضع قدميها وعلى الرغم من ذلك كانت ترتجف هلعا عندما وصلا الى القعر . التخت كما يسميه ادريان رفعت راسها وتفحصت الجدار الصخري شبه العمودي للاخدود – كيف استطاع سام النزول بمفرده ؟
- نحن لا نعرف الان اذا فعل ذلك ام لا . ولكن عندما يصمم أي شخص على القيام بشيء فانه يفعل اشياء مذهلة كان سام يقراء كتابي عن كيفية تسلق الجبال والصخور وكلانا يعرف سرعة استيعابه للمعلومات .
لاحظت جيسي ان ادريان يتكلم باستمرار ليمنعها من التفكير فيما هما بصدده وليباركه الله لذلك منظر الجدول ومياهه الهائجة مغطاة بالزبد دب الخوف في قلبها هل من الممكن ان يكون سام قد سقط فيه وجرفته المياه الى داخل الكهف ؟ هل من الممكن العثور عليه حيا ؟
خيوط العنكبوت كانت تسد مدخل الكهف وتحت ذلك كانت المياه تختفي في الارض من خلال شدقها المفتوح نظرت الى المدخل وارتجفت – هل تعتقد ان سام في الداخل ؟
- رفع ادريان حبلا ملفوفا على بعضه وشيئا ازرق مغطي بالطين – نعم اعتقد ذلك .
ارنب الهندسايت . صرخت جيسي وانتشلت الشيء الازرق من يده واحتضنته ودموعها المنهمرة اختلطت برذاذ ماء الجدول – لا شك ان سام جلبه معه للرفقة .
سحب ادريان الحبل الذي اختفى طرفه داخل الكهف بثبات – لقد لجا الى الطريقة الصحيحة . ولكنه لم ينجح تماما في استعمالها . ارتد الحبل على صدره بشدة من قوة السحب وظهر الالم واضحا على وجهه – قطعة ناتئة وحادة من الصخور قطعت الحبل .
- اوه يا الهي وضعت جيسي يدها على فمها كي تمنع نفسها من الصراخ الهستيري وفي ياس اخذت جيسي تمزق خيوط العنكبوت – يجب ان نصل اليه . الامل المفقود ؛؛؛
سحب ادريان سكينا من وسطه ذات نصل طويل لمع تحت ضوء الصباح دفعها بكتفه عن المدخل وضرب بالسكين قاطعا فتحة بين الاغصان ونظر اليها – هل انت متاكدة انك تريدين الدخول ؟
احتجت جيسي ببحة مسعورة ودلفت من خلال الفتحة وعلقت قدمها بخيوط من العنبوت على الدرجة العليا ولولا ان ادريان امسك بها وثبتها لوقعت وسقطت على راسها – اتركي لي القيادة .
انصت ادريان بانتباه شديد هنا هل سمعت ؟
- اسمع ماذا ؟ سام نادته .
- وجاءها الرد فقد سمعت صوتا ضعيفا يشبه صوت احتكاك الطبشور على لوح الخشب – انه هو انه سام . واكملت وهي تنتحب – نحن قادمان يا حبيب امك قادمة .
وضب ادريان على ضوء البطارية الحبال والعتلات وزحافة الماء الصفراء . ماذا تفعل ؟ يجب ان تذهب اليه . قالت جيسي .
لكنه لم يتوقف عن العمل – انه على الضفة الاخرى من النهر معلق بين جذور شجرة كبيرة ورقعة من الصخر ساذهب اليه .
اين ؟ اريد ان ارى . طلبت جيسي .
- لا وقت اذا ججرفه النهر قد لا نراه ابدا .
- يا الهي .
راقبت جيسي ادريان وهي في حالة من العذاب النفسي الممزق لعدم استطاعتها القيام باي شيء اخر يعلق العتلة على حبل ويربطهما الى الزحافة ثم يربط مشبكا في طرف الحبل امرها ان ترجع قليلا الى الوراء . وبتان بالغ رمى المشبك الى الضفة الاخرى حيث علق بين الصخور – هذا الحبل سيمنع المياه من جرفنا ويكون علامة طريق الرجوع عندما استعمل الزحافة .
ارتدى ادريان بعد ذلك سترة واقية من الغرق وخوذة متوجة ببطارية ضوء انارت الظلام امامه واعطاها المصباح المحمول باليد – اذا كنت تعرفين الصلاة جيدا فهذا هو الوقت المناسب للصلاة .
صلت جيسي كما لم تصل من قبل فيما كان ادريان يمسك بمقبضي الزحافة وينبطح عليها وينزلق نحو المياه المعتمه . لقى على وجه الماء مثل الفلينة وامسك بالحبل كي لا تجرفه مياه النهر بعيدا واهتز في يدها المصباح بشدة فيما كانت تراقب تقدمه نحو سام .
خرجت صرخة قوية من حلقها وقد شاهدته يفشل في الامساك بشجرة على الضفة الاخرى وتجرفه المياه عدة امتار بعيدا عن موقع سام ضربات الالم عصرت قلبها هل من الممكن ان تخسر الاثنين معا في فوهة الجحيم هذه ؟
توقف عن الانجراف فجاة فقد وجد نتوءا صخريا يتمسك به وببطء استطاع ادريان ان يتحامل على الامه ويسبح ضد التيار كي يصل الى سام فيما كانت جيسي تلمحه متقوقعا على نفسه عالقا بين جذور الشجرة - لقد وجدته . الامل المفقود ؛؛؛
ولكنهما لا يزالان بعيدين عن بر الامان . ازداد قلقها ثانية وهي تشاهد ادريان يربط سام الى الزحافة البلاستيكية هل اصابه مكروه ؟ وجاهدت جيسي كي تمنع نفسها من ان تقفز الى الماء وتلحق بهما .
استطاع ادريان في دقائق ان يسحب الزحافة مع حملها العزيز رجوعا الى الضفة الاولى ممسكا بشدة الحبل الممدود بين الضفتين ولكن جيسي احست بهذه الدقائق وكانها الدهر كله . قبل ان تمد يديها لتساعده في الخروج من الماء .
- لا تحركيه اتركيه مستلقيا تماما على ظهره .امرها ادريان .
- ماذا حدث له ؟ لماذا لا يتحرك ؟ اما ان لهذا الكابوس ان ينتهي ؟
دفع ادريان الزحافة خارج الماء بعناية بالغة ووضعها على قطعة ارض مستوية ثم خرج من الماء وجلس في مكانه ويداه ملتفتان حول ركبتيه .
لاحظت جيسي ان الصراع مع التيار ذهابا وايابا قد ارهقه فوضعت يدا على كتفه تتحسس عضلاته لارجاعه لي...
رفع ادريان نفسه بمجهود شديد ووقف على قدميه – ابقي معه هنا لا شك ان فريق النجدة قد وصل وهم يعرفون كيف ينقلونه من دون ان يسببوا أي اذى له .
فهمت جيسي ما يعني ادريان واصابها الهلع انه يشك في ان سام اصيب في ظهره . ولم تستطع تحمل التفكير في ان سام سوف يقضي بقية حياته على كرسي متحرك . تحرك سام قليلا . وتفحص الحزام الذي يربطه الى الزحافة – امي اشعر بالم في حنجرتي .
مسحت الماء عن وجهه المبلل – صه يا حبيبي سنخرج من هنا باسرع وقت .
- سام ساطلب منك شيئا واريدك ان تنفذه تماما قال له ادريان بلطف ورقة مما اشعر جيسي بالرغبة في البكاء اوما سام براسه بالموافقة وعيناه الكبيرتان تلمعان على ضوء البطارية – اريدك ان تبقى مستلقيا هكذا من غير ان تحرك أي عضلة في جسمك افهمت ؟
تقابلت نظراتهما الواثقة من بعضها – نعم فهمت . واصبح سام جامدا مثل التمثال على الزحافة استغربت جيسي التاثير القوي لادريان على سام من اين اتى هذا التاثير ؟ هل هو رباط روحي غامض يشدهما الى بعض ؟ لقد ظهر هذا الرباط من اللحظة التي التقيا فيها لاول مرة الان هذا الرباط سينفذ حياة سام .
في اللحظات التي تلت اختلطت الامور عليها رجال النجدة في سترات برتقالية اللون تدافعوا الى داخل الكهف وجلبوا معهم بطاريات اضاءة قوية وحمالة وضعوا سام عليها باقصى عناية وازاحوا جيسي من طريقهم بلطف وحزم فيما كانت تراقبهم يحملون سام الى خارج الكهف .
- اريد ان اذهب معه . طالبت جيسي ولكن منعها ادريان من ذلك .
- انهم سيستعملون الرافعة لنقله الى اعلى باقصى ما يمكن من الحذر قال لها ادريان – وسنكون عقبة في طريقهم من الافضل ان نعود من الطريق نفسها التي اتينا منها وسنصل في الوقت الذي ينتهوا فيه من رفع سام الى فوق .
لم تحس جيسي بالصعوبة وهي تتعلق فقد وضعت يديها وقدميها حيث ادريان اشار لها متتبعة صوت تعليماته حتى وصلا الى اعلى الاخدود . الامل المفقود ؛؛؛
واتت الدموع تنهمر بغزارة ادهشتها فوق وجنتيها واستمرت بالبكاء وهي تتنفس بصعوبة حتى جفت مقلتاها .
- هذا ما يجب ان تفعليه ابكي واتركي شيئا في داخلك دلك ادريان رجليها المرتجفين وشعرت جيسي بالدفء يسري في مفاصلها والاحساس بها يعود تدريجيا ويده القوية ترجعها الى العالم الحقيقي .
- هل تستطيعين الوقوف الان ؟
- اذا ساعدتني على ذلك . باستطاعتها ان تفعل أي شيء اذا كان ادريان بجانبها اتتها هذه الخاطرة على غير توقع لف ذراعه حول خصرها فيما كانت تحاول الوقوف على قدميها الضعيفتين.
طبع قبلة على جبينها وقال وهو يشاهدها تثبت قدميها على الارض – هذا ما اتوقعه من فتاتي .
وصلت الحمالة التي تنقل سام الى اعلى الاخدود وسمعت جيسي صوت صرير مروحية كانت تحوم بالقرب منهم قبل ان تهبط على قطعة ارض مستوية ورات جيسي الاشارات الخاصة بفرق النجدة مطبوعة على هيكلها بوضوح .
- سياخذون سام الى المستشفى بالمروحية اخبرها ادريان – انها اسرع واسلم طريقة لتجنب مضاعفات الاصابة .
- هل نستطيع الذهاب معه ؟ وقعت نظرة جيسي المتلهفة على وجه ادريان وقد ادركت انها اخذت تعتبر وجوده معها بديهيا .
- بالطبع نظر الى ملابسه المبللة – اذهبي انت بالمروحية وانا سوف اسرع بالذهاب الى المنزل واغير ملابسي ثم الحقك بسيارتي ولن ياخذ ذلك مني وقتا طويلا .
- حسنا سال ادريان قائد المروحية الى اين سياخذون سام ثم لوح لهم مودعا واختفى حول الزاوية متجها الى البيت . ولم تتذكر جيسي ان جو في البيت الا عندما اصبحت في الجو .
- هذه كانت تجربتها الاول على جناح المروحية وكانت ستموت من الرعب لولا ان قلقها الاقوى كان على سام الذي استلقى من دون حراك على حمالة مربوطة الى ارض المروحية شاحب الوجه وضعيفا قام رجال النجدة بالاسعافات الاولية اللزمة وقالوا لها انه من غير المستحسن الاسترسال في العلاج قبل ان يعطي المستشفى حكمه على حالته .
اعد المستشفى لاستقباله واسرع العاملون بنقله من المروحية قبل ان تقف
محركاتها تاركين جيسي تلاحق بنظراتها ما يعفلون بابنها قبل ان يبعدوه عن مرمى النظر .كادت ان تبكي من الارتياح الذي شعرت به وهي تشاهد ابواب غرفة الانتظار تفتح ويلج منها ادريان لم يضع وقتا طويلا في تغيير ملابسه بدا جذابا وهو يرتدي بنطال الجينز الباهت اللون وبلوزة البحرية القطنية وعلى الرغم من قلقها على سام لاحظت جيسي ان الممرضات تنظرن باعجاب اليه ويتهامسن كلما مر من امامهن . الامل المفقود ؛؛؛
تقدم نحوها منتصبا مثل السهم ووضع يديه على كتفيها – هل من اخبار عن سام؟
اجابت – لا . بهزة من راسها وبعينين مغمضتين –لقد اخذوه مني ولا اعرف ما يجري .
زم ادريان فمه في عبوس – ساحاول ان اعرف ماذا يجري .
تحلقت الممرضات حول ادريان وراتهن يهززن رؤوسهن مبديات الاسف لعدم استطاعتهن مساعدته والتقطت احداهن سماعة الهاتف وتكلمت فيها لوت منديلها بين اصابعها بتوتر ظاهر وارادت جيسي ان تصرخ بهم وتطالب بمعرفة ما يجري ولكن غريزتها اشعرتها بانها ستعرف مصير ابنها اذا تركت ادريان يتصرف ويتحمل هذه المسؤولية .
ظهر بعد احظات رجل يرتدي ثوب الاطباء الابيض في جيبه السماعة الطبية وعلى وجهه ابتسامة تحية ورات جيسي الرجلين يتصافحان ووقفت على قدميها عندما اتجها نحوها تكلم ادريان اولا – جيسيكا اقدم لك دكتور ادغارن انه المكلف بعلاج سام . تريفور كان المسؤول الطبي في رحلتنا الاخيرة الى القطب الجنوبي .
تبادلت ابتسامة مع الدكتور – اتشرف بمعرفتك يا دكتور ادغارد انا واتقة ان ابني بين ايد قديرة .
- تريفور هو الافضل . اكد لها ادريان .
ابتسم الدكتور ممتنا – شكرا ولكن لا تلقبني بالعبقري باكرا يا ادريان واضاف – نحن الان لا نزال في طور تقدير مدى اصابات سام . احست جيسي وكان دوشا من الماء البارد قد انصب عليها – ان الاصابة في ظهره اليس كذلك ؟
امسكت يد ادريان بها من تحت ابطها بعد ان راها تترنح – ان نتيجة اصابات الظهر ليست واحدة الا توافق يا تريفور ؟
لحسن الحظ اصابات الظهر لا تماثل بعضها انه من المبكر جدا اعطاء راي في حالته يا سيدة كول ولكن التشخيص الاولي اعطانا املا كبيرا .
- اذا هو لن يكون .... ولم تستطع جيسي ان تلفظ كلمة مقعد .
- نحن لا نعرف بعد . ابعد عنها الدكتور الامال المبكرة
- لما لا تنتظران ف مكتبي حتى نتبين نتائج الفحوص ؟ خذا فنجانا من القهوة وقليلا من الراحة انتما بحاجة الى ذلك .. كيف يمكن ان ترتاح وابنها مصصاب واحتمال
الشلل وارد ؟ ارادت جيسي ان تعارض ولكن القوة كانت تنقصها وقادها ادريان عبر الممشى الى مكتب الدكتور .
مكتب الدكتور مغطاة جدرانه بالخشب كان مريحا بالمقارنة مع غرفة الانتظار الموحشة جلسست جيسي على اريكة من الجلد الطبيعي وصب ادريان فنجانين من القهوة .
من حسن حظنا ان الدكتور تريفور هو الطبيب المعالج . قال ادريان فيما هو يناول جيسي فنجان القهوة – انه اختصاصي بارع في معالجة اصابات الظهر لقد انقد الكثير من الرياضيين من الشلل بمعالجتهم بطريقة الحقن بالاكسجين .
- اهذا ما يفعله الان مع سام ؟ الامل المفقود ؛؛؛
- انهم ما يزالون يجرون الفحوص الاولية لكي يعرفوا مدى الاصابة التي قد لا تكون بالسوء الذي تظنين .
- كان يجب ان اسمح له بالذهاب معك الى الكهف . قالت جيسي بلا انفعال – لكان ذلك اضمن واسلم .
- على الاقل انك تعترفين بتقتك بي . قال ادريان بلهجة جافة . ادركت جيسي تدريجيا ان اعصاب ادريان متوترة جدا لماذا الان ؟ وشبح الماساة التي كان يمكن ان تحدث بدا الانحسار .
- يجب ان اشكرك على انقادك حياته . اعترفت جيسي له بالجميل .
عندما توقف ادريان عن المراوحة في الغرفة شعرت جيسي بان توتر اعصابه وصل الى الذروة ونظر اليها – هذا اقل ما يجب ان اعمله اليس كذلك يا جيسيكا ؟
مثل الحيوان اشتمت جيسي في الهواء رائحة الخطر – ماذا تعني بذلك ؟
- انت تعرفين تماما ما اعني . اليوم انا انقدت حياة ابني .
لم تستطع جيسي الكلام وادريان واقف يحوم فوقها وظله يرمي قليلا من الظلام عليها . امسك فجاة بمعصمعا ورفعها على قدميها كي تقف وجها لوجه ازاءه – سام هو ابني اليس كذلك ؟
هل من نهاية لهذا الكابوس ؟ كم من الوقت تستطيع التحمل ؟ - انت لا تستطيع ان تبرهن شيئا همست جيسي حدق اليها بعينين تتاججان نار – اتظنين ذلك ؟ كنت بعد ان قابلت جو – جوزفين بالاحرى وجدت القطعة الاخيرة لحل هذا اللغز .
- ومع ذلك هذا لا يبرهن على انك والد سام .
- ربما لا استطيع انا تقديم البرهان ولكن تريفور ادغارد يستطيع . لقد طلبت منه اجراء فحص الجينات الوراثية عليه .
- الدم ليس برهانا قاطعا .
- هذا صحيح لكن بصمات الجينات الوراثية هي برهان قاطع انهم يفرزون قطعة
صغيرة من هذه الجينات الى عناصرها كل خط على بصمة الجينات الوراثية يجب ان يطابق خطا اخر من بصمات الاب او الام وانا متاكد ان هذا الفحص سيثبت بلا جدال ان سام هو ابني .
لولا امساك ادريان بها لكانت جيسي قد انهارت ارضا وعوضا عن ذلك ترنحت متالمة وذهبت منها كل مقاومة ولكن الغضب سارع ليحل محلها – ابنك البرهان على ذلك ... اهذا كل ما يهمك ؟ سام هو ابني ايضا .
لقد امضيت ست سنوات في هذا الوضع المميز يا جيسيكا . صرخ بها ادريان – هل تظنين اني كنت قد بقيت بعيدا ست سنوات لو عرفت بوجوده ؟
اذا كان سياتي الى البيت من اجل سام ليس من اجلها . الامل المفقود ؛؛؛
- لا اعرف . قالت بياس - ولكن كل الذي اعرفه الان هو اني امه وسام لا يعرف والدا غيري .
من غير ان يزحزح نظره عنها – لقد حان الوقت لتغيير هذا الوضع اليس كذلك ؟ على الرغم من قناعاتك انا لست وحشا وانا احترم دورك كام لسام .
لعب الامل في راسها هل سيكون منطيقيا ومعقولا بعد كل الذي حدث ؟ اذا لن تحاول ان تاخده مني ؟
- اخذ ولد عمره ست سنوات بعيدا عن امه هو عمل لا انساني . قال ادريان موضحا ولكن ملامحه الحادة دلت ان لديه شروطا معينة – انه لك ... ولكنه لي ايضا .
- انا لا استطيع التخلي عنه لن افعل . انكرت على ادريان حقه بفجاجة وصارعت لكي تتملص من قبضته .
جذب ادريان جيسي نحوه بشدة قطعت انفاسها وقال – يبدو لي انه لم يتبق انا الا حل واحد فقط .... الامل المفقود ؛؛؛؛؛؛؛
انتهى الفصل الثامن ؛؛؛؛؛؛؛
|