كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. حفل الختام
انتبه على صوت طرق الباب ليهتف عاليا بضعف
" تفضل "
لحظات قليلة فصلت بين صوته ودخول كمال وابنه الذي قال بابتسامة مرحة وهو يدفع كرسي والده
" صباح الخير جدي ، هل أنت بخير اليوم ؟!! "
" صباح الخير بني الحمد لله اشعر بتحسن كبير "
" الحمد لله ... سأبقى مع نور في الخارج أبي لقد أتت لتوها "
" حسنا بني يمكنك الذهاب "
ردد كمال بهدوء ليتحرك عمار بخفه بعدما استأذن الجد بإيماءة بسيطة برأسه ليومئ برأسه متفهما يراقبه بنظره حتى اختفى ليهتف بترحيب مثقل بحزن غامر
" تفضل كمال ... لقد مر الكثير منذ أن رأيتك أخر مرة "
" حمدا لله على سلامتك سيد شاكر "
" سلمك الله ... شكرا لك "
" على ماذا؟ أنا لم افعل شيئا عمي "
ابتسامة هادئة على عكس زوبعة الماضي شقت طريقها لملامح الجد ليتمتم بهدوء
" أنا مدين لك باعتذار أنا... "
" لا تكمل أرجوك عمي أنت لست مدين لي بأي شيء "
ردد كمال بقوة ليردف بهدوء وثقة
" أنت لم تفعل اي شيء ... "
" أحمد فع.... "
" احمد ايضا لم يفعل شيء نحن لا نعرف ما الذي حدث ربما نكون أخطأنا الحكم "
" لماذا لم تخبرني بالحقيقة اذا ؟"
تمتم شاكر بندم ليجيبه وهو يحرك رأسه نفيا
" وقتها كنت غاضبا للغاية ، غاضبا مما فعل وحانقا عليه كثيرا لأنه رحل " اطرق لبرهة ليتابع بألم " وبعدما هدأت كان قد مر وقتا ولم يكن هناك داعي لفتح دفاتر الماضي ، لقد كنت الخائن في نظرك ونظر ابن عمي ، لهذا التبرير لم يكن ليغير أي شيء "
" لم أظنك يوما هكذا "
انكر شاكر الاتهام بقوة صدمت كمال ليردف مكملا
" كنت مثلك غاضبا وحانق كثيرا لأنه رحل ولم اكن استوعبت بعد فكرة رحيل رأفت ليصدمني أحمد بموته و رؤيتك كانت اقوى من طاقتي فلطالما كنتما معا لهذا ... "
تنهد بتعب من المجهود الذي بذله ليهتف كمال بقلق
" لا تتعب نفسك في الحديث فيما فات فلن يعيده ولن يجدي نفعا "
" انا آسف حقا كمال أتمنى أن تسامحني وتغفر لي خطأي في حقك لقد قرأت جواب أحمد و وصيته و أشهد أنك أتممت الوصية على خير وجه لهذا شكرا لك كثيرا على كل ما فعلت "
" أنا لم اغضب منك حتى أسامحك عمي ، حقا لا داعي للاعتذار لا يهم ما حدث في الماضي المهم ما الذي سيحدث في الغد واحمد كان وسيبقى أخي الذي لم تلده أمي وأنا حقا سامحته على أي شيء منذ سنوات "
*****
" اهدئي نور وتوقفي عن القلق ارجوك "
" هل تعتقد حقا انه كان من الأفضل تركهم ؟ الا يجب ... "
اوقف حديثها المتوتر ممسكا بكفها ليضغط عليه هامسا بحنو
" هما بخير عزيزتي لا تقلقي أبي سيحل كل شيء بإذن الله "
ابتسمت بامتنان شاكرة وجوده تلك الفترة بجانبها فهو كان نعم العون لها فالأسابيع الماضية كانت متعبة للغاية وخصوصا مع حالة كارمن وتنقلها بين جدها وفريدة كان مرهق حقا عليها ولكنه خفف الكثير عنها بعنايته واهتمامه و وقوفه بجانبها رغم كل ما يمر به وتشتته بين الخالة سعاد و والده وفريدة وبين الجامعة وشركه والده الذي بدا العمل فيها مؤخرا ليحمل العبء قليلا عن العم كمال وأيضا ساند العم عزيز كثيرا فهو الآخر الله فقط من يعلم بحاله
تنحنحت بخجل لترجع شعرها خلف أذنها بحرج من نظراته العميقة التي تتأملها في صمت لتهمس بأسف وهي تجد طريق لحديث بددت فيه خجلها
" كيف حال فريدة اليوم ؟"
" انزعجت ملامحه لذكر أخته الصغرى التي أصبحت مجرد شبح لفريدته ليجيب بنبرة حزينة وبنظرة غائمة
" بخير او هذا ما تردده فهي لا تبدو لي بخير "
شعرت بوجعه لتمتم بحنو تسانده به
" ستكون بخير عمار أعطها بعض الوقت فهي تحمل نفسها ذنب كل ما يحدث "
أوما موافقا لتسأله من جديد وهي تقلب كوب النسكافية الذي أمامها
" وماذا عن الخالة سعاد الا جديد بحالتها ؟ "
أشار برأسه نفيا رافعا فنجان قهوته ليرتشف بعضا منه ليقول ما أن وضعه
" الطبيب يقول ان وضعها مستقر وقد تجاوزت مرحلة الخطر"
" الحمد لله يا رب يتمم شفاؤها علي خير "
أطرقت برأسها ليسقط شعرها كحاجب لملامحها التي لا يمل من تاملها ليأتيه سؤالها بشكل مباشر دون مواربة كالأيام السابقة
" و انس ماذا عنه وكيف ستتصرف معه ؟ "
رفعت رأسها بقلق خوفا من رد فعله كلما أتت بسيرة انس بشكل غير مباشر لتصدمها هدوء ملامحه الدالة على استكانته وليزيد من دهشتها صوته الغائم بنبره احتارت في تفسيرها
" لم يظهر حتى الآن ولم أتمكن من التواصل معه فهو لم يطلق فريدة بعد ولا اعرف ما الذي علي فعله "
" وهل حقا تنوي ان تتم انفصالهما عمار ؟ "
من جديد اشار برأسه نفيا وهو يردد بتشتت
" لا اعرف نور فمن ناحية أبي و وجعه الذي مازلت أراه في نظراته لفريدة ومن الناحية الأخرى فريدة التي أراها تذبل كل يوم وتتحول لأشباه فتاة ... لا اعرف حقا"
رحمت تشتته لتمسك كفه برقه متمتمة بحنو
" انفصالهم لن يحل الأمر ولن يعيد الذي كان ، فريدة بحاجة الى انس والا...."
اوقفها شاعرا بضيق من هذا الحوار فهذا الموضوع بالتحديد يشغل تفكيره كثيرا ويؤرقه ليلا فهو لا يريد أن يظلم اخته وأيضا لا يستطيع أن يتعامل مع الأمر وكان شيء لم يكن دعينا ننتظر حتي يظهر ولنرى ما الذي سيفعله هو اولا "
فهمت رغبته في عدم الحديث في هذا الموضوع لتحترم الأمر وتحول دفة الحديث لجانب آخر
استمر حديثهم المرح لدقائق قبل أن يسالها هو باهتمام
" كيف حال كارمن ؟ اهي بخير ؟ "
غامت حدقتيها بحزن لم يظهر في صوتها وهي تجيبه بهدوء مستعيدة شكل كارمن الباهت هذا الصباح
" الحمد لله بخبير او هكذا تبدو هي الاخرى "
" هل قابلتيها ؟! " سال بتعجب لتومئ بنعم ليعاجلها بسؤال آخر وهي يضع فنجان قهوته على الطاولة " هل سمحت لك برؤيتها ؟!! " ليردف موضحا سؤاله " فإسلام اخبرني قبل يومين انها لا تقبل رؤية احد وتلتزم الغرفة التي خصصها لها حمزة "
" ومن قال إنني كنت انتظر إذنها !ماذا بكم هل أخبرت أحد أنني كذلك ؟ "
قالتها بهدوء وبابتسامه متلاعبة لتكمل بنبرة عكست قوتها وعزيمتها وهي ترسم دوائر على حافة كوبها
" انا فقط كنت انتظر ان تتعافي من الصدمة وتركت لها بعض الوقت لترتاح قبل ان اذهب " لتقلب شفتيها بامتعاض مردفة " فهذه الحمقاء تدمر نفسها وأنا ليس لدي صبر لمثل تلك التصرفات الطفولية "
ضحك بخفه لتتابع هي بقوة
" عليها ان تعود وان لم تفعل سأجبرها على العودة "
ابتسم عمار لقولها الذي فاجأه بتلك الجنية الصغيرة فهي رغم شكلها الهادئ وملامحها الناعمة المسالمة ألا أنها لديها من القوة ما تكفي لتفعل ما تريد وليست ضعيفة كما كان يظن سابقا لتلمع عيناه بفخر وهو يتأمل ملامحها المنفعلة ليقول بمرح أزاح حدتها بعيدا بعض الشيء
" اوووه عليها ان تتوخى الحذر من العبث معك اذا "
" نعم عليها ان تفعل فليس لدينا فتيات يلتزمن غرفهن "
قالتها بمرح مماثل من بين ابتسامتها ليضحك بخفة قبل ان يقول وهو ينهض
" حسنا ايتها القوية دعينا نعود اليهما "
مد يده لها لتأخذها بعفوية وتتحرك معه دون ان تختفي ابتسامتها التي لم تعكس توترها ولكنه شعر بها وابتسم مطمئنا
*****
" أيمكننا الدخول ام مازال الاجتماع مغلقا ؟ "
سألت نور بمرح وارت به قلقها بينما عمار وقف خلفها بملامح جامدة يحاول أن يكتشف من نظرات والده وملامح الجد ما أل إليه الوضع بينهم
" تفضلي عزيزتي فالاجتماع ليس مغلق من الأساس "
قال كمال بحنو ابوي لتقترب نور بإشراق هاتفه بسعادة حقيقية وهي تميل مقبله وجنتيه بينما لانت ملامح عمار قليلا لاحقا بها
"اشتقت اليك عمي كيف حالك اليوم ؟ "
" بخير يا بهية العين "
أخجلها بقوله لتبتسم بحرج وهي تسرع لجدها الذي استقبلها في حضنه مبتسما لتبدد خجلها في سؤالها المهتم
" كيف حالك اليوم جدي ؟ "
" الحمد لله بخير أصبحت أفضل بكثير " ليتابع سائلا باهتمام " لما تأخرت اليوم عزيزتي هل حدث شيء ما ؟ "
ابتعدت عنه لتجيبه بهدوء " كلا جدي لا تقلق لقد ذهبت لكارمن في الصباح حتى اطمئن عليها "
أومأ متفهما ليوجهه الحديث للواقف خلفها
" كيف حالك عمار و كيف العمل معك ؟ سمعت من والدك انك أنت من تدير كل شيء الآن "
لمعت حدقتي نور بفخر متأمله ملامح عمار بحب بينما يجيب جدها بثقة و ثبات وهو يجلس على الكرسي الموضوع بالقرب من سرير الجد
" كل شيء بخير والعمل يسير بخطوات ثابتة و لله الحمد والفضل بعد الله لأدهم لقد ساندني كثيرا "
هز الجد رأسه استحسانا مستبشرا خيرا بأوصال الصداقة التي عادت تمتد بين حفيده وهذا الشاب القوي الذي يقف أمامه والذي نال إعجابه منذ أن قابله لأول مره و وافق على زواجه من نور ليس لأنه مجبرا أو لان نور وافقت ولكن لأنه شعر بحدسه الذي لا يخطأ عادة معدن عمار الجيد وقوته وشجعاته ليتمتم بحنو
" وفقك الله بني نور عزيزتي اجلسي بجانبي و استريحي "
امتثلت نور لطلب جدها لتجلس بجواره على سريره ليتشعب الحوار بين أربعتهم بشكل عفوي ممتزجة بضحكاتهم وكان السنوات لم تمر عليهم مفرقه بينهم.......
" أريت جدي كيف يسخر من رسمتي الجميلة "!
أدمعت عين الجد من كثرة الضحك ليقول من بينها برقة
" لا تغضبي عزيزتي فأنت رسمتك رائعة هو يغار منك لهذا يعيب بها "
لم يتمالك كمال نفسه ليضحك بصوت مرتفع بينما عمار لم يعد قادر على الضحك اكثر ليرد بصعوبة وهو بالكاد يستطيع ان يتنفس
" لقد كانت رائعة عزيزتي لدرجة أنني بقيت يومين أحاول افهم كيف رسمتها "!
ضحكت هي الاخرى لتتمتم بحرج
" حقا انا أيضا لا اعرف ، هذه الرسمة بالتحديد تفننت فيها "
" نعم ..نعم الفن واضح ولهذا أفضل لو توقفتِ عنه عزيزتي "
" أرأيت جدي كيف يسخر مجددا من فني الجميل "
تعالت ضحكات الأربعة من جديد ليسأل كمال باهتمام أبوي
" حسنا يا فنانة الجيل متى ستوقفين تعليق دراستك ؟ لقد اخبرني عمار بهذا قبل ايام "
" هل أوقفت دراستك نور " !
سألها جدها مستنكرا لترفع نظراتها الحانقة لعمار لهذا الموقف الذي وضعها فيه فهي لم تكن تنوي إخبار جدها كي لا يغضب ، لتمتم بخفوت
" نعم جدي فلم أكن قادرة على متابعة الدراسة فطلبت تأجيل الامتحان بشكل خاص لي وساعدني السيد عادل "
لمحت الغضب في ملامح جدها الذي هتف معنفا رغم حنو صوته
" ليس مبررا لتوقفي دراستك "
" أنت لم تكن بخير وأنا كنت حقا ...."
أوقفها كمال متمتما بهدوء على عكس جدها ليقيها غضبه الذي يعرفه جيدا بل هو خير من يعرفه "
"ها هو جدك بخير ولله الحمد وأنتِ تبدين بأفضل حال اذا عليك استكمال دراستك عزيزتي حتى تنتهي منها ونحدد موعد زفافك ما أن تسترد سعاد وعيها بإذن الله "
احمرت وجنتيها خجلا ما أن ذكرت سيرة زفافها لتخفض رأسها بخجل متمتمة به
" ان شاء الله عمي سأرى ماذا علي ان افعل "
هنا تدخل عمار الذي كان ملتزما الصمت طوال الحوار كما فعل طوال الأسابيع الماضية حتى لا يفرض رأيه عليها فهو كان يريدها أن تعود لدراستها ما ان تشعر برغبة في هذا وليس بناءا على طلب منه
" انا سأنهي لك كافة الأوراق المطلوبة "
" هذا جيد بني "
هتف كمال موافقا ليردف بينما يستعد لتحريك كرسيه " سنذهب نحن اذا الآن "
" لماذا كمال مازال الوقت مبكرا ؟ "
قالها الجد بهدوء لتأكد نور على قوله
" نعم عمي ابقى قليلا فوقت الزيارة لم ينتهي بعد"
" سندعك ترتاح قليلا عمي فنحن أتعبناك بكثرة حديثنا "
" كلا على الإطلاق فانا فرحت حقا لرؤيتكم "
" ونحن أيضا جدي "
قالها عمار غامزا وهو ينهض ليضحك شاكر بتلاعب هامسا بخبث أشعل وجنتي نور خجلا
" وأنت فرحت برؤيتي أم رؤية حفيدتي "
ضحك بقوة ليهتف بمرح
" ما يعيب الأمر أنك تفهمني صح جدي " مال مقبلا رأسه ليردف بسعادة صادقة من جديد " حمد لله على سلامتك "
" سلمك الله بني "
رد وهو يربت على كتفه ليبتعد عمار ويودع نور التي كانت انتهت من توديع والده مازحا
" أراك غدا يا فنانه الجيل "
" لا أريد رؤيتك "
همست بحنق ليقترب هامسا بجانب أذنها بنبرة اجشة أذابت أطرافها بينما يسير بجانبها خلف والده
" أحقا لا تريدين ؟ "
أسرعت بالابتعاد عنه حامده الله أن لا احد يرى ملامحها الآن لتمتم بغيظ وهي تضرب كتفه بغضب
" توقف عن فعل هذا فجدي يرانا "
" وماذا فعلت ؟ انا فقط أسال أن كنتِ حقا لا تريدين رؤيتي ! "
ضحك باستمتاع لإثارة حنقها لتبتسم رغما عنها ليهتف كمال بشدة مصطنعة
" هيا عمار أم تعجبك الوقفة أمام الغرفة "
ضحكت وهي تدفعه ليهتف بحزم قبل أن يتحرك خلف والده
" انتبهي لنفسك و اتصلي بي ما أن تعودي للمنزل "
" حسنا إلى اللقاء "
ودعها لاحقا بوالده لتعود للداخل وتنخرط في حديث ودي مع جدها الذي بدأه بالسؤال عن أحوال جدتها ...
****
|