كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. حفل الختام
" لقد عدت باكرا اليوم "
قالتها ريتال وهي تنهض بتعب خفيف من حملها لتستقبل ادهم الذي ضمها بحنو متمتما وهو يتحرك معها
" انتهيت من العمل باكرا ومررت جدي وكنت سأبقي معه لولا أن جدتي اصرت على ذهابي وعلى بقائها هي برفقته ... أنتِ متى عدت من عند والدك ؟ "
" قبل ساعتين تقريبا " أجابته بهدوء لتردف بأسف بينما تساعده في خلع السترة " كيف هو جدك اليوم ؟ لا جديد في حالته "
أشار نفيا ليتحرك نحو الخزانة مجيبا بألم
" كلا ... ولكن ياسر طمأنني أنه ربما يفيق قريبا فمؤشراته الحيوية كلها بخير "
" ان شاء الله " تمتمت بحزن لتردف بعتب وهي تعلق سترته " ولماذا تركت جدتك ؟ هي هناك منذ الصباح وبالتأكيد أرهقت نفسها حتى أنها لم ترتاح من عناء السفر وذهبت فورها إلى المشفى ما أن أتت في الصباح "
أغلق بابها بعدما أخرج ملابس جديدة قائلا
" أنا اعرف جدتي جيدا لم تكن لتقبل فراحتها بجانب جدي ولهذا لم أضغط عليها كثيرا "
أومأت متفهمه ليسألها بدوره وهو يقترب ليجلس بجانبها على طرف السرير
" أنتِ كيف حالك ؟ تبدين متعبه "
لمس بطنها بحنو لتضع يديها فوق كفه برقة وهي تجيبه بابتسامة دافئة كدفء ابتسامته
" بخير ، كان لي موعد اليوم مع الطبيبة ولكن أجلته قليلا فوالدتي بدت متعبه كثيرا ولم أشأ ان اشغلها "
" أهي بخير ؟!! "
" لا اعرف ، لم تبدو لي بخير ولكنها أكدت أنها بخير "
أجابت بحزن شفاف لتردف بألم وهي تريح رأسها على كتفه برقة
" هناك شيء يتعبها ولكنها ترفض مصارحتي وأبي أيضا بدا مهموما وحزينا للغاية "
" لا تحزني حبيبتي فالوضع الآن ليس سهلا عليهما "
" اعرف ولكن أنا قلقله عليهما للغاية فماما لم تتحدث مطلقا مع أبي منذ ذلك اليوم وهو الآخر متباعدا وغريبا جدا وأخشى أن أتحدث معه واقلب عليه المواجع وخصوصا مع وضع عمتي الصحي الذي اعرف جيدا انه يؤلمه "
ضمها من الجنب بخفة ليربت على كتفها متمتما برقة
" لا تشغلي بالك كثيرا سيكونان بخير وها هي كارمن أصبحت أفضل بكثير وكل شيء سيسر كما يجب أن يكون وعمتك وضعها الصحي مستقر وبإذن الله ستكون بخير "
دفنت نفسها في حضنه أكثر وهي تقول بتعب " يا رب يا أدهم يا رب "
قبل رأسها بحنو مرددا بتفاؤل زرعه بداخلها كعادته وهو يمدها بالقوة اللازمة لتستطيع المتابعة
" ان شاء الله قريبا حبيبتي "
ابتعدت قليلا لتقول بخفوت " هيا اذهب واستحم ريثما احضر العشاء "
" لا داعي لتتعبي نفسك "
" لست متعبة هيا اذهب وغير ذلك نور ستساعدني "
ضحك بخفة وهو ينهض قائلا بمرح
" اذا كان هكذا لا بأس دعيها هي من تحضر العشاء لعلها تترك الهاتف قليلا من يديها "
مد يده ليساعدها على النهوض لتمسكها ضاحكة وهي ترد مرحه بأخر مشابهه
" أنت غير قابل للإصلاح اترك نور وشأنها يكفيها ما فيها وصديقتها الحمقاء التي ترفض رؤيتها بتعنت والمسكينة لا تعرف ماذا عليها أن تفعل ! "
ارتفعت ضحكته وهو يتحرك نحو الحمام قائلا باستنكار
" من تلك المسكينة ! نور !! ربما أنت لا تعرفينها جيدا نور ابعد ما تكون على المسكنة أنها أختي وأنا أعرفها جيدا هي فقد تحمي للمعركة القادمة وأن لم أكن مخطئا فهي ستتحرك قريبا وقريبا جيدا "
لم تستطع أن تتوقف عن الضحك وهي تراه يتكلم بتلك الطريقة لتضع يديها على بطنها متألمة من حركة ابنتها الغاضبة لضحكتها على ما يبدو لتقول وهي تتحرك لتغادر الغرفة
" كفاك كلاما استحم سريعا والحق بنا والله يعينني على تلك المجنونة التي في الخارج فأنا الآن بت أعرف من أين لها بكل هذا الجنون "
********
" كيف حالك الآن ؟"
سأل حمزة وهو يجلس على السرير مقابل كارمن التي اعتدلت بخجل وضمت ركبتيها إلى صدرها لتقول بتعب وحساسية من وجودها في منزل عائلة حمزة
" أفضل بكثير شكرا لك "
ابتسم بأمل لتجاوبها الخفيف بعد الصمت الرهيب الذي كانت فيه طوال الأسابيع الماضية ليعاود سؤالها وهو يمسك بكفها الموضوع بحضنها
" هل تشعرين بأي الم ؟ "
" كلا على الإطلاق "
شعر بحرجها وليس غبيا ليفهم السبب والذي منعها من الحديث معه اليومان السابقان منذ أن احضرها إلى منزل والديه ولكن بعد خروجها من المشفى ولم يكن أمامه حلا آخرا بعد استعادتها لوعيها وتماثلها للشفاء وعليها أيضا أن تعتاد على ذلك فليس لها مكان أخر سوى بيته الى ان تعود لبيت والدها وهذا الأمر ترفضه تماما ليهمس برقة معاتبا
" لماذا لم تنزلي لتتناولي العشاء معنا اذا ؟ "
شحب وجهها قليلا أكثر من الأول لتجيبه بحرج ساحبه كفيها من بين يديه
" ليس لدي شهية للطعام ..."
" كارمن أعرف جيدا أنك تشعرين بالحرج من البقاء هنا ولكن عزيزتي عليكِ أن تتخطي الأمر وان كان هذا الوضع يضايقك كثيرا سأستأجر لك شقة بمفردك "
أسرعت برد نفيا " كلا الأمر ليس كذلك أنا فقط أشعر بأنني عاجزة عن التواصل مع أي شخص لهذا أريد البقاء هنا بمفردي "
لم يشأ أن يضغط عليها أكثر فهو خير من يعرف ما مرت به من تقلبات ومصائب ليهمس بنبرة أجشة دافئة هدأت روحها قليلا
" حسنا حبيبتي ولكن تذكري دوما أننا هنا جميعا من أجلك "
التزمت الصمت بألم أوجعه ليردف بحنو
" ارتاحي الآن ولا تشغلي بالك كثيرا في التفكير و أن احتجتِ لشيء ناديني "
هزت رأسها موافقة لينهض بخفة ويميل مقبلا رأسها قبل أن يغادر لتضم جسدها وتبكي في صمت كل شيء حياتها والديها حتى هو من عاني لسنوات بسبب خطئها فلو كانت أنقذت زوجته لكان على الأقل سعيدا الآن
*****
أيقظه صوت هاتفه الذي صدح معلنا عن متصل في ذلك الوقت المبكر من الصباح ليفتح عينه بصعوبة لعدم كفايته من النوم مغمغما بحنق قبل ان يستقبل الاتصال لريتال التي ايقظها صوت الهاتف هي الأخرى
" من السخيف الذي يتصل الآن ؟ "
" خير بإذن الله "
تمتمت ريتال بخمول اختفي تماما ما ان اعتدل ادهم بفزع وهتف بقلق
" نعم أنا هو .. هل حدث شيء له ؟ "
...
" حقا هل أنت متأكد ياسر ... يا الهي حسنا سأحضر على الفور "
اعتدلت ريتال بقلق وتعب لتسأله وهي تتابع ملامح وجهه المصدومة خوفا من أن يكون مكروها أصاب الجد ما ان ذُكر اسم طبيبه الخاص
" ما الأمر ادهم ؟"
" شكرا لك ياسر حسنا ... حسنا لن أتأخر مسافة الطريق فقط "
انهى المكالمة لتشرق ملامحه بفرح لم يخفيه في صوته وهو يلتفت لريتال قالا بجزل
" لقد استيقظ جدي ، فاق من غيبوبته ريتال الحمد لله ، اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك "
شد ريتال اليه بسعادة ليزرعها بين أحضانه وهو يتمتم بفرح
" لقد عاد جدي من جديد ريتال يا الهي مازلت لا اصدق الأمر "
ضمته بحنو لم تبخل به عليه وهي تشاركه سعادته لتبكي فرحة بالخبر وهي تهمس برقة
" حمدا لله على سلامته ادهم ليتمم الله شفاؤه على خير "
تركها برفق ليسرع للسجود الى الله شاكرا فضله وحامدا نعمته بينما هي تتأمله بحب لتسأله ما ان نهض وتحرك نحو خزانة ملابسه
" هل ستذهب الآن الى المشفى ؟"
" نعم سأفعل سأستعد على الفور "
لاحقا خرج من الحمام بعد دقائق بكامل أناقته المعتادة بسواده الذي يعكس هيبته ويزيده وسامة ليهدي انعكاس ابتسامتها الدافئة في المرآة أمامه ابتسامة مماثلة قبل أن يتحرك نحوها سائلا بهدوء
" ألا تريدين القدوم معي ؟ "
" اود بالطبع ولكن لنؤجل تلك الخطوة ادهم فهو لم يستعد صحته بأكملها بعد "
امسك بكفها ليرفعه ويقبله برقة هامسا بحب بجانب أذنها
" شكرا ريتالتي "
اغلقت عينها لتستمع لهمسه النادي وتميل دقات قلبها على عزف أنفاسه لتهمس بنبرة حانية وهي تريح رأسها على كتفه
" شكرا لك انت حبيبي فلولا وجودك لما استطعت الوقوف الآن "
ضمها برقة هاتفا بمزاح اعتادت عليه كجزء من شخصية أدهم التي تعيد اكتشافها
" ابنتك تسبب إزعاج لا استطيع أن أضمك جيدا "
عبست لتضربه بخفه على كتفه وهي تهتف بحنق مبتعدة عنه بغضب مفتعل
" سخيف اذهب الآن قبل ان تذهب الى جدك على نقالة "
ضحك بمرح ليضمها مجددا ويرفعها قليلا من فوق الأرض بسعادة وهو يدور بها لتتعلق برقبته ضاحكة وهي تصرخ بخوف من بين ضحكاتها
" حسنا حسنا أنزلني قبل أن تخسرني انا وابنتك المزعجة "
وضعها برفق على الأرض ليميل مقبلا وجنتيها قبل ان يبتعد قائلا
" سأذهب لأخبر نور وابشرها "
" ألن تأخذها معك ؟"
سألته وهي تلحق به ليجيبها دون أن يستدير
" كلا لن أفعل سأذهب بمفردي الآن "
طرق باب الغرفة قبل أن يفتحها بهدوء ليجدها نائمة كعادتها على جانبها الأيمن تضم الغطاء لصدرها برقة وتغفو في سلام كطفل في مولده لينحني أمام وجهها ويمسح على شعرها كما كان يفعل وهي صغيره بحنان أخوي حرم منه لسنوات بسبب حماقته وتهوره ليهمس برقة يعرف انها ستوقظها فلطالما كان نومها خفيف لا يحتاج لمجهود
" نور .... نور حبيبتي.... نور "
فتحت عينها بخفه لتصدمها للحظة حدقتي أدهم اللامعة قبل ان تستوعب الأمر وتنهض هاتفه بفزع
" ادهم ما الأمر هل حدث شيء ؟"
ابتسم مطمئنا ليحرك رأسه نفيا قبل أن يعتدل ويجلس بجانبها على السرير قائلا بهدوء وبسعادة تشبع بها صوته
" لقد استيقظ جدي ، لقد فاق من الغيبوبة "
بهتت ملامحها لبرهة لتشرق بسعادة وتلمع حديقتها بفرح انعكس على ابتسامتها التي أخذت تتسع ما أن ترجمت جملته لتقفز هاتفا بصرخة فرحة
" حقا ادهم ؟ هل أنت متأكد من ذلك ؟ "
" نعم عزيزتي لقد اخبرني ياسر قبل قليل "
اخفت وجهها بكفيها متمتمة بالحمد لتلقي بنفسها في حضن ادهم الذي استقبلها بسعادة واحتوى انفجارها في البكاء بصدر رحب وهو يتمتم بحنو
" اهدئي نور لا داعي لكل هذا البكاء "
" لا اصدق ادهم لقد كنت بدأت افقد الأمل الحمد لله الحمد لله "
اقتربت ريتال هاتفه بمرح كسرت به الجو المشحون من حولها لتجلس بجانبها
" يبدوا ان البكاء هو الراعي الرسمي لجميع مشاعرك ايتها الحمقاء "
ابتعدت نور عن ادهم لتحتضن ريتال بقوة وهي تهتف بفرح
" لقد عاد جدي ريتال لا اصدق "
" نعم حبيبتي لقد فعل ، جدك قوي وسيكون بخير بإذن الله "
نهض ادهم من جانبهم وهو يقول باستعجال
" سأذهب الآن الى المشفى وسأخبركم بكل جديد "
" سأتي معك "
هتفت نور بسرعه وهي تبتعد عن ريتال وتمسح على وجهها ليجيبها ادهم بتفهم
" ابقي الآن نور هذا ليس وقت الزيارة و ربما لن يسمح لك برؤيته ، الحقي بي بعد ساعة وانا سأخبرك بكل شيء لا تقلقي "
" أريد رؤيته ادهم أرجوك "
ستفعلين حبيبتي ولكن بعد قليل استعدي أنت وأنا سأتصل بالعم سعد ليحضرك ولكن وجودك الآن لن يفيدك بشيء "
وافقت على مضض لتومئ مرددة
" حسنا ولكن ابق معي على اتصال حتى آتي بنفسي "
" سأفعل لا تقلقي .... هيا انتبها لنفسيكما سأخبر الجدة في الطريق "
حركا رأسهما بالموافقة ليتحرك ادهم خارجا من الغرفة ومن ثم المنزل بأكمله تلحقه دعوات ريتال التي نهضت خلفه قائلة
" سأذهب لأخبر أبي بذلك لعل ذلك الخبر يسعده "
أشرق وجهه نور بسعادة وهي تميل على سريرها لتأخذ هاتفها الذي بالكاد تتركه من فوق الكمدينو وهي تقول بدورها
" وأنا سأخبر عمار والعم كمال سيفرحهم ذلك الخبر كثيرا
" حسنا أسرعي إذن "
*******
|