كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. حفل الختام
"بابا نور تريد رؤيتك أيمكنها الدخول ؟ "
سأله عمار ليضع نور أمام الأمر الواقع دون أن يترك لها الفرص لتتحجج بأي شيء كما فعلت الأيام السابقة لتضربه على كتفه بحنق من تهوره لم يبالي له بينما يسمع رد والده
" بالطبع عمار دعها تدخل "
ترك مقبض الباب الذي كان يمسكه ليتحرك جانبا بخفه سامحا لنور بالمرور من جانبه لتلتفت له بغضب ما أن خطت للداخل بضع خطوات ليسرع عمار بالقول وهو يهم بالحركة
"سأذهب لأحضر العصير أبي "
" حسنا "
" اهتم بها من اجلي بابا "
ختم جملته غامزا بتلاعب لتجز على أسنانها بحنق وهي تتوعده في سرها بالكثير تقدمت بحرج انعكس على خطواتها وحركة يديها المتوترة لتهمس بخفوت وهي تميل مقبلة رأسه باحترام
" حمدا لله على سلامة السيدة سعاد وفريدة سيد كمال "
" سلمك الله عزيزتي شكرا لك ولا داعي لسيد تلك فهي تبدو مخيفه كثيرا وتجعلني أبدوا عجوز "
اكتفت بابتسامه خجولة لم تخفي حرجها ليهتف كمال بحنو مشيرا للركنية أمامه
" استريحي حبيبتي "
شكرته بتمتمة خافته وهي تجلس بخجل لا تعرف كيف تنهيه وتعتذر عما فعلت وعن كل ما حدث فبجانب أحساس الندم الذي يكبلها الشعور الأقوى بالذنب للحال الذي وصلوا إليه
أطرقت برأسها للأسفل بينما تفرك أصابعها بتوتر وهي تبحث جاهده عن صوتها الذي هرب بعيدا اختنقت ملامحها لتهمس بأسف لمع بحدقتيها
" انا أسفه عمي "
" عن ماذا تتأسفين ابنتي ؟!! أنت لم تخطيئي في أي شي لتتأسفي عنه عزيزتي "
ردد بحنو لترفع رأسها وتقابل نظراته الدافئة التي أسكنت روحها قليلا ليردف مزيحا عنها حملها الثقيل
" أنت لم تخطئي نور بالعكس انا من أخطأ بحقك وكنت قاسيا عليك للغاية ولكن لم اكن املك خيارات كثيرة حينها بل لم أكن املك أي منهما من الأساس "
همت بالحديث ليوقفها متابعا
" لا تقولي اي شيء عزيزتي ، ما فعلتيه رد فعل طبيعي لكل ما مررت به وأنا اقدر لك حفظك للسر الذي كان بيننا طوال تلك المدة "
" انا حقا آسفة عمي لم أكن أريد أن يحدث كل هذا وأيضا أسأت كثيرا إليك "
" لا عليك حبيبتي " ردد وهو يربت على كفها ليكمل بحنان أبوي أوجع قلبها " انا من جعلك تسيئين فهمي ولهذا انا لا الومك ابنتي "
تنهد بأسي ليشد على كفها برقة قائلا بدفيء
" دعك من الماضي نور دعك منه عزيزتي و انا من علي ان يعتذر ليس انت "
" الماضي سيبقي مهما فعلنا عمي "
" ان تركناه يرحل سيفعل نور نحن من صنع الماضي ونحن من سننهيه "
" ولكن ابي ... "
" والدك لم يفعل اي شيء توقفي عن التفكير في الأمر أنتِ ابنتي وستظلين هكذا حتى وان أردتي إنهاء زواجك من عمار سأجعله يفعل لأجلك "
بكت في صمت حنو صوته وتفهمه الذي ذكرها بجدها فهي لا تتذكر والدها لأنه رحل مبكرا ليزيد إحساسها بالذنب ويخنقها شعورها المتزايد بالندم عن كل ما فعلت ضمها ليهدئها متمتما بمزاح عفوي جعلها تبتسم رغما عنها من بين دموعها
" يا الهي ألهذا الحد لا تريدين عمار "! أبعدها قليلا ليتابع ممازحا " حسنا حسنا توقفي عن البكاء وأنا سأجعله يبتعد عنك "
اتسعت ابتسامتها للتحول لضحكة مع سؤال عمار الذي انضم اليهم للتو
" من هذا الذي ستبعده عنها أبي ؟!! "
وضع العصير ليلتفت لنور التي احمر وجهها من البكاء ليمازحها هو الأخر بعفوية موجها الحديث لوالده
" ماذا فعلت بها أبي ! لقد تركتها برفقتك سليمة لأعود واجدها تشبه حبة الطماطم هكذا "
" انا لم افعل شيء هي من كانت تبكي وتتوسل لي أن أخلصها منك لأتزوجها انا " ختم كلامه بغمزه متلاعبة كابتسامته التي ردتها نور بأخرى دافئة ليكمل مردفا
" ماذا افعل بني ان كانت أغرمت بي ! أنت تعرف أنني لا استطيع رد الحسناوات عن الإعجاب بي "
" لا تفعل أي شيء " قالها بمرح ليردف مازحا وهو يجلس بجانب نور " اترك خطيبتي لي يكفيني ما أعانيه بسببها "
ضحك ثلاثتهم لينخرطوا في أحاديث عفوية لم تخلو من مشاغبة عمار ومزاحه الذي شابهه مزح والده كثيرا وكأنه نسخة مصغره منه
******
أغلقت باب الشقة خلفها بهدوء لتلقي بنسخة مفاتيحها فوق البار بإهمال وتتقدم للداخل حيث تجلس والدتها فهي أيضا حزينة ربما ليس من أجل أنس ولكن من أجل أختها بالتأكيد
" السلام عليكم "
قالتها وهي تجلس مقابل والدتها وبجانب عبد الله لتسألها إحسان بنبرة قلقة
" كيف حال خالتك هل هدأت قليلا ؟ "
" نعم وتركتها لترتاح " لتردف وهي تلف برأسها تبحث عن شقيقتها " أين تمارا؟!!"
" قالت أنها متعبة وتريد أن ترتاح "
أجاب عبد الله وهو يلعب بهاتفه لتومئ بمضض لم يظهر على ملامحها لشعورها الغريب بشيء تخفيه شقيقتها لتنهض قائلة بهدوء
" وأنا أيضا سأذهب لأستحم وارتاح قليلا فلدي الكثير من العمل وسأذهب باكرا للشركة "
همت بالتحرك لتوقفها والدتها بحزم وهي تسألها بهدوء مبطن بحدة خفيفة
" ماذا تسابيح ؟! أراك نسيت أمر خطبتك وعادت ريمه لعادتها القديمة "
اتسعت حدقتيها بصدمة من قول والدتها لتهتف بغضب لم تتحكم به رغما عنها وقهر من تلك الخطبة التي ترفضها تماما وفرضت عليها
" أي خطبة تلك ماما ! ألا تري الحالة التي نمر بها وحالة خالتي والعم عادل "
" وما دخل هذا بذلك ؟! موعد خطبتك اقترب واراك لم تستعدي بأي شيء "
جزت على أسنانها بقوة غمغمت بها وبنبرة مرتفعه بعض الشيء
" لتؤجل مرة ثانية ولكن خطبة وفي تلك الظروف لن تحدث ماما ابن خالتنا مختفي ولا نعرف مكانه وخالتي منهارة لأجله وعمي عادل متعب كثيرا وأنا أعد لحفلة خطبة ! كيف يعقل هذا ؟ "
" هو ليس ابن خالتك "
قالتها إحسان بحده ماثلت حدة ابنتها التي ردت بها "
" هي اعتبرته كذلك ولم تلقي به عندما آتى لها صغيرا
" اهدئي قليلا تسابيح "
أسرع عبد الله بالتدخل وهو يرى تغير ملامح والدته من شدة الغضب وكلام شقيقته الحاد والذي يرمي لشيء لم يفهمه لينهي الحوار هو بهدوء دون المزيد من الخسائر موجها الحديث لوالدته بأدب
" ماما تسابيح معها حق أنا سأتصل بعمي نادر وأخبره عن الوضع الذي نمر به وهو لن يمانع بالتأكيد والخطبة في كل الأحوال عائلية أي لن يحدث مشاكل بإذن الله "
تنهدت احسان بتعب تمتمت به وهي تنهض بخفة
" افعلوا ما تريدون "
راقبتها وهي تتحرك نحو غرفتها لتزفر بضيق وتتحرك هي الأخرى في الاتجاه المعاكس نحو غرفتها دون أن تضيف أي شيء
أمسكت بهاتفها لتجلس على سريرها بضيق لم تكن تريد أن تؤذي والدتها في الحديث ولكن هي من تدفعها لذلك فمنظر خالتها الباكي على ابن ليس لها يؤلم قلبها فكيف فعلت والدتها ذلك !
استغفرت ربها ودعت لوالدها بالرحمة قبل أن تجرب محاولتها اليومية البائسة في الاتصال بأنس عله يجيب هذه المرة
رفعت الهاتف لأذنها لتصلها الرسالة المسجلة الغبية تلك بأن الهاتف مغلق وإذا أرادت ترك رسالة لصاحب الهاتف عليها ان تضغط نجمة أولا
" اين أنت أنس ! الجميع قلق عليك وخالتي ليس بصحة جيدة والعم عادل أيضا وفريدة كذلك بحاجتك أتمنى أن تكون بخير أعتني بنفسك وهاتفني ما أن تسمع رسالتي لك "
انهت تسجيلها الذي لا تعرف عدده لتنهي الاتصال وتنهض بخفة ترى ما وراءها فالعمل بأكمله يقع على عاتقها في تلك الفترة فرحيل فريدة واختفاء انس عطلة حمزة اثر على الشركة بشكل سلبي هذا بجانب الشائعة السخيفة التي نشرتها فاتن وتسببت في طردها على الفور ما أن وصلت لزوج خالتها
رفعت الهاتف مرة أخرى لتتصل بفريدة وتطمئن على حال والدتها لتقفله وتضعه على المكتب أمامها وتبدأ في عملها ولتؤجل أمر فريدة قليلا فالمسكينة مازالت تعاني من كل شيء حولها والحديث في الهاتف لن يجدي نفعا
*****
" كيف حالها الآن ؟"
سأل عمار وهو يتقدم نحو فريدة التي رفعت رأسها له في لمحة خاطفة واخفضنها سريعا وهي تجيبه بأسى
" كما هي لا جديد ... هل أوصلت نور؟ "
" نعم وعدت للتو "
" وماذا عن لقائها بأبي هل انتهي بخير ؟"
" نعم أفضل بكثير مما ظننت "
" جيد "
وقف بجانبها متأملا مثلها زوجة أبيه التي مر أسبوع عليها وهي مستسلمة لنومتها تلك دون مقاومة فمن بعد ما تجاوزت مرحلة الخطر تم نقلها لغرفة عادية ولكنها لم تفق من غيبوبتها بعد ليغمغم بأمل
" ستنهض بالسلامة وستكون بخير"
التزم كلاهما الصمت وهما يرقبان الأجهزة المتصلة بها ليهمس عمار أولا بنبرة خافتة مهتمة بقلق سطع في صوته
" فريدة عليكِ أن ترتاحي عزيزتي فأنت بالكاد ترتاحين لساعة او اثنين في اليوم بأكمله "
هزت رأسها نفيا وهي تتمتم بوجع " أخشى أن يحدث لها شيء وأنا بعيدة عنها "لتردف بمرارة علقت بحلقها " لو حدث لها شيء لن اسامح نفسي مطلقا "
" لن يحدث بإذن الله ولكن عليكِ أن تنتبهي لنفسك عزيزتي انظري لحالك فريدة أنتِ تقفين بصعوبة وصحتك تسوء "
دمعت عينها في صمت لترده بحزن " أي صحة تلك لو بيدي لتخليت عنها بأكملها من أجلها ، حياتي لا تسوى شيء من دونها "
ربما والدتها لم تكن الأم المثالية ولكنها تبقي أمها وهي تحبها كثيرا وكم يؤلمها رؤيتها في تلك الحالة والمؤلم أكثر أنها السبب في كل هذا
شدها لحضنه لتبكي بنحيب موجع وهي تتعلق بعنقه
" انا آسفة عمار انا حقا آسفة "
"هششششش اهدئي عزيزتي "
زاد بكاؤها وهي تقول بصعوبة بينما هو يمسح على ظهرها بحنو
" لم أكن أريد أن يحدث كل هذا انا لا اعرف كيف فعلت هذا ؟ "
" لا داعي لهذا الحديث الآن فريدة ستكون بخير "
هدأت قليلا لتهمس بخفوت " أتظن ذلك ؟!! "
" نعم بإذن الله ستكون بخير " ليردف بحنو " هيا عودي للمنزل الآن ارتاحي قليلا وبدلي ملابسك ومن ثم ... "
" لا اريد عمار "
ابعدها قليلا ليهتف بحزم وهو يناولها مفاتيح سيارته
" هيا فريدة اسمعي الكلام اذهبي وانا سابقى "
" ولكن ... "
دفعها برقة موقفا اعتراضها الواهي " هيا اذهبي ولا تعودي إلا في الصباح "
استسلمت لأخيها في الآخر فهي كانت بحاجة ماسة للراحة ولم تشعر بهذا غير الآن لتتحرك مبتعدة تحت أنظار عمار الذي تحرك نحو الركنية التي في الزاوية ليرتاح هو الآخر ولم ينسى أن يرسل رسالة لنور كعادته مؤخرا ليصله الرد سريعا راسما ابتسامة على شفتيه ليبدأ في الحديث معها موقفا تفكيره قليلا عن التفكير في أي شي
******
|