لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-16, 10:03 PM   المشاركة رقم: 1651
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النجمة



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230815
المشاركات: 3,072
الجنس أنثى
معدل التقييم: الساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12170

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الساحره الصغيره غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الساحره الصغيره المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. حفل الختام

 


***
" آآآآه .."
تأوه بألم بينما تعدل وضعه الممرضة لتهتف بقلق
" هل أنت بخير ؟ "
" لا عليك أنا بخير "
تأكدت من وضعه ومن أن كل شيء بخير قبل أن تقول بلطف
" حسنا سيد عزيز حمدا لله على سلامتك أن احتجت أي شيء اضغط على هذا الجرس "
أشارت بيديها إلى زر صغير بجانب السرير ليومئ موافقا بهدوء قابلته هي بابتسامة دافئة قبل أن تتحرك مبتعدة
خرجت مغلقة الباب خلفها لتتركه بمفرده يسبح في تلك الهوة السوداء التي تشده للاسفل لا يصدق أنها فعلت هذا حقا أنها هددته بقوة السلاح حتى ينهي ارتباطهم
لم يخبر أحد بأنها من أطلق النار عليه بل أخبرهم أنها لم تكن في المنزل وقتها وبأنها ذهبت لزيارة قريبة لها قبل أيام وتأيدت القضية ضد مجهول ولكن على ما يبدوا أن هذا الوضع لم يعجب أي من أصدقائه أو شقيقته خاصة مع اختفاء زينب طوال تلك المدة رغم حجته بأن قريبتها في منطقة نائية ولا يوجد وسيلة للاتصال بها
انتبه على صوت الباب يفتح في ذلك الوقت الباكر من الصباح ليتوقع رأفت أو كمال أتوا باكرا لزيارته لتصدمه رؤيتها شاحبة باهتة يتملكها الخوف بقوة أثارت قلقه عليها ليس غضبا منها كما ظن أنه سيكون عندما يراها
"زينب ما الذي تفعلينه هنا ؟ هل جننت ربما يراكِ احد فأنت مشتبه بها في تلك القضية "
" كيف حالك عزيز؟ "
عقد حاجبيه استنكارا من قولها الذي لم يعكس أي من ملامحها بل كان قوي ثابت وواثق على غير عادتها ليجيبها باستنكار متهكم
" لا أعتقد أن صحتي تهمك كثيرا زينب "
جلست على طرف السرير بأريحيه وهي تجيبه ببرود وقسوة غلفوا قلبها ولم تعد تخجل من إظهارهم
" معك حق ... لذلك دعني أخبرك بما لدي لأرحل سريعا "
التبس عقله وهو يحاول ان يحلل تصرفاتها وقولها أي تحول هذا الذي بدلها بهذا الشكل ؟!! ... كيف أصبحت بين عشية وضحاها بتلك القوة والثبات ليتهكم عقله مرددا انها بركاتك أيها الإمبراطور وها هي مشاعرك المعقدة أتت بنتيجة أخيرا
انتبه على قولها وهي تساومه من جديد على تسوية مرضيه لانتهاء الارتباط فعليا تلك المرة نظرا لوقوع الطلاق في المرة السابقة لترتفع زاوية شفتيه بابتسامة حملت مرارة روحة الممزقة بداخله فجنيته الصغيرة لم تفهمه مطلقا كما كان يعتقد ويحارب من أجلها لسنوات ليقطع حديثها قائلا بهدوء وثقة كعادته ودون مواربة
" ورقتك ستصلك زينب لقد انتهى الأمر " ليردف بحزم لم يخلوا من نبرة قلقه كعادتها ترجمتها بشكل خاطئ " غادري سريعا قبل أن يأتي أحدهم "
" جيد أنك اقتنعت عزيز ولا تقلق لن أخرج الورق كما وعدتك "
حمقاء وستبقي للأبد أتظن أنه وافق بسبب تهديدها الأحمق تبا لغبائها .. راقبها وهي تبتعد لتختفي من الغرفة كما اختفت من عالمه لفترة ومن بعدها اختفت من العالم بأكمله وأستلم هو بنفسه شهادة وفاتها
***
صوت طرقات على باب المكتب نبهه لنفسه لينهي رحلة الماضي بكلمة " ادخل " الذي على بها صوته وأعادته للواقع ليفتح الباب بهدوء ويظهر من خلفه ادهم بابتسامه دافئة قائلا برفق
" هل أقاطعك عن شيء عمي ؟ يمكنني المغادرة إذ كنت تفضل البقاء بمفردك "
من جديد يردد ادهم لقب عمي بعفوية ويتقبلها الآخر بصدر رحب وكأن كل منهما معتاد عليها ليجيب عزيز بنبره اجشة دافئة وهو يحرك رأسه نفيا وغصة قوية استحكمت بحلقة حاول ان يبتلعها بمرارة ظل مذاقها في فمه
" تفضل ادهم انا لست منشغلا .... ما الأمر بني ؟ "
هو أيضا تقبل كلمة بني دون أي شعور بوجع الماضي أو مرارة الانتقام ليتقدم نحوه متمتما بخفوت
" لا شيء اردت فقط الاطمئنان عليك ... هل انت بخير ؟ "
ارتفعت شفتي عزيز بابتسامه نمت عن الوجع الذي بداخله والذي لم ينعكس في صوته وهو يجيبه بتعب
" انا بخير بني شكرا لك ... هل وضع ريتال على ما يرام ؟"
جلس بجانبه على الكرسي قائلا
" انها بخير تخطت الصدمة أسرع مما توقعت وذهبت لترى الخالة منال
أومأ عزيز متفهما ليردف ادهم بأسف حقيقي
" انا آسف عمي لكل ما حدث .... انا حقا آسف"
"على ما تتأسف ادهم ؟ أنت لا ذنب لك في هذا الأمر"
" ربما لو كنت أخبرتك انا بدلا من حمزة .... "
أوقفه عزيز قائلا بوجع انعكس بحدقتيه العسليتين
" لن يختلف الأمر كثيرا فانا كنت سأشعر بنفس الوجع.. "
أطرق ادهم رأسه أسفا دون أن ينبس ببنت شفه وهو يشعر بألم الرجل الذي كان له في الماضي أبا ثانيا وبسبب انتقامه الغبي أصبح عدوه لسنوات ليفقد كلا من أبويه في نفس اليوم إحداهما رغما عنه والآخر بإيرادته ، انتبه علي صوت عزيز الذي ردد مغمغما
" لو كان والدك هنا لما صدق ، هو كان أكثر من يواسيني ... كان يعرف مقدار رغبتي في ذلك الطفل وقتها "
غامت حدقتيه بحنين للماضي امتزج بأمواج الحزن الهادرة بصخب صم أذنه ليتابع بنبرة خافته متعبه كروحه
" لطالما كان لي الأخ الذي لم تلده أمي كان اقرب لي حتى من كمال ابن عمي ... "
أنفرجت أساريره عن ابتسامه مماثلة لصوته المكلوم
" حتى ان كمال كان أحيانا يغار من صداقتي به "
زاد أحساس الندم بداخل ادهم وهو يستمع لعزيز الذي أكمل مسترسلا وهو يعود للماضي من جديد "
" لا اصدق أن زينب استطاعت فعل كل هذا ! هي كانت ... "
غاص في تتمه جملته ليبتلعها مرغما ويبقيها بداخله غير قادرا على الخوض في ذكرياتها من جديد
" هونها عليك عمي ها هي ابنتك أتت وحلمك أراد له الله أن يتحقق "
" نعم تحقق وكم أخاف من تحقيقه هذا "
" كارمن فتاة رائعة ، صحيح انا اعرفها من فترة وجيزة ولكنها فتاة مرحة وروحها جميلة للغاية "
" وعلمت عن والدها للتو ادهم "
قالها عزيز بحسرة موقفا ادهم من جديد ليردف متابعا " بعد كل تلك السنوات تعرف أن والدها ليس والدها وإنما رجلا آخر لا تعرف عنه أي شيء ولا حتى اسمه "
نهض عزيز ليخفي غضبه من تلك الحقيقة المؤلمة والموجعة لرجولته وأبوته بشده ليسترد بغضب تحكم به بقوة يحسد عليها
" لا اعتقد ان هناك من سيكون سعيدا عندما يعرف بخبر كهذا "
تحرك نحو النافذة المطلة على حديقة المنزل الأمامية والتي تعتني بها منال بنفسها لسنوات وهو يستمع لأدهم الذي قال بنبرة متفائلة ذكرته بصديق عمره
" سيكون كل شيء بخير عمي "
ترك نفسه للماضي من جديد قبل أن يغمغم بألم قتل روحه وأعاده لواقعه مره أخرى
" أخشى أن احلم من جديد لأسقط تلك المرة من علو ولم اعد في عمر يسمح بذلك "
لحق به ليقف بجانبه صامتا مقدرا الحالة التي بها رغم أن بداخله يتألم لذلك ليترك الصمت يلتف حولهما وهو يتأمل كحماه الأفق الممتد أمامهما سابحا في الماضي بدوره متذكرا كم كان هذا الرجل مثال لأروع أب في العالم انتشله من تلك الهوة صوت عزيز الذي ردد بحنو أبوي دون ان يلتفت له
" اعتذر ادهم ... اعتذر بني عن كل ما سبته لك من ألم في الماضي بسبب سكوتي المخزي وتركي لك "
"وأنا أيضا اعتذر عمي لكل ما فعلته انا بك رغم أنني اعتقد أن ذنبي لا يغتفر "
" أنا من أخطأ عندما اعتقد ان تركتك تنفس عن غضبك وتكمل انتقامك هو الحل الأمثل والعقاب الأفضل لجرمي في حقك وحق والدك وحق نفسي ... ربما كان علي ان اخذك في حضني وقتها وأرحب بك كما أردت أن افعل عندما أتيت لي قبل أربع سنوات رافعا راية الانتقام عاليا أو ربما كان يجب ألا أتركك من الأساس طوال تلك السنوات وابتعد مكتفيا بمراقبتك من بعيد والاعتناء بك "
التفت له ادهم في صدمه متخليا عن جموده وهو يهتف باستنكار
" وهل فعلت ؟! "
" بالطبع أيها الأحمق وهل ظننت أنني ساترك ابني كل تلك السنوات ! لقد أبقيتك تحت عيني واعتنيت بك من بعيد حتى اشتد عودك وأصبحت لا أخشى عليك وبدأت تشق طريق النجاح بخطوات ثابتة واثقة كوالدك "
" لا تقل انك ساعدتني أيضا .. !!! "
" لم افعل كثيرا في بداية الأمر فقط فأنت لم تكن لتصمد وسط حيتان السوق وأنا لم أكن لأتركك لتسقط "
تعاظم إحساس الذنب بداخل ادهم وتضخم ليحبس نفسه ويعصر على قلبه بقلب من حديد ليغمغم بوجع وهو يعود بنظره للخارج
" لماذا .... لماذا لم تخبرني إذاً ؟ لماذا جعلتني أظن انك تخليت عني !.... "
" أخبرتك اعتقدت انه العقاب الأفضل لكل ما فعلت "
" لقد أخطأت بحقك كثيرا ... "
" كلانا اخطأ بني ... لهذا لا تحمل نفسك الكثير "
" أيمكنك أن تسامحني إذاً ؟"
قالها بخجل كتوم تسلل في صوته على استحياء دون أن يجرؤ على النظر له ليجيبه عزيز بثقة وحنو أبوي

 
 

 

عرض البوم صور الساحره الصغيره   رد مع اقتباس
قديم 06-07-16, 10:05 PM   المشاركة رقم: 1652
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النجمة



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230815
المشاركات: 3,072
الجنس أنثى
معدل التقييم: الساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12170

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الساحره الصغيره غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الساحره الصغيره المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. حفل الختام

 

" وهل تظن ايها الأحمق أنني لم افعل ؟"
" أحقا فعلت ! "
الاستنكار في سؤاله جعل عزيز يضحك برقة ليجيبه بمزاح بدد قليلا من التوتر الذي يحيط بهم
" لم أكن لأعطيك جوهرتي الغالية قبل ان افعل ادهم "
بهتت ملامحه واختنق صوته ليتألم ويخرج عاكسا مشاعره المتضاربة والثائرة
" انت لم تغضب مني يوما كنت تعلم بانتقامي ولو تقف في وجهي مطلقا "
" هل نسيت أنني من قام بتربيتك يا ولد ولهذا انا أعرفك جيدا أكثر حتى مما تعرف أنت نفسك وكنت متأكد بل و راهنت نفسي على ذلك أنت لم تكن لتؤذيني او تؤذي ريتال ... لم تكن لتفعل "
" ولكني فعلت "
قالها بندم ليردف مكملا " آذيتك وأذيتها كثيرا "
" ربما..... ولكن ها أنت تقف بجانبي وابنتي لم تكن يوما قريبه مني كما هي الآن وحامل بحفيدتي أيضا .. إذا أنت لست سيئا لهذا الحد "
ارتفعت شفتي ادهم بابتسامه واهنة كوهن فرحته ليقول ممازحا حماه بود عاد ليولد بينهم من جديد
" لا تقل أمامها حفيدتي مجددا فهي تتهمني بأنني من اثر على تفكيرك وجعلك تنجرف وراء إحساسي بكونها فتاة وهي تريد صبي قوي وشجاع كوالدها "
ضحك عزيز متناسيا وجعه قليلا ليرد مجاري مزحته
" أظن علي ان افعل فهي أصبحت لا تطاق فيما يخص طفلها "
" هل تتحدثان عني وعن ابني حبيبي ؟! "
صدح الصوت من خلفهما قادما من عند باب المكتب الذي أطلت من خلفه ليستديرا كلاهما بينما تابعت ريتال حديثها وهي تقترب نحوهما مبتسمة رغم الألم الذي بداخلها
" كنت على يقين بأنكما تتآمران على ابني ولهذا أتيت لأحبط مخططاتكما الشريرة "
ضم ادهم خصرها بنزعه تملك رحبت بها ممتنة لتتابع مزحتها وهي تضرب كتفه بخشونة مصطنعة
" عار عليك أي أب أنت اخبرني "
" وما ذنبي ؟ والدك هو من قال ان ابنك سيكون مزعجا كوالدته "
ضحك كاتما تأوهه الجديد جراء ضربتها الثانية والتي كانت حانقة غير متصنعه ليشدها عزيز ناحيته قائلا بخبث متلاعب
" لا تصدقيه عزيزتي أنتِ لم تكوني مزعجة في صغرك لقد كنتِ الإزعاج نفسه "
ضحك جميعهم بقوة متشبثين بذلك الإلهاء الذي أوقف عقولهم عن التفكير للحظات مرحبين بذلك الحوار المرح والذي لم يعكس أي من دواخلهم في تلك اللحظة يحاولوا أن يخفوه عن بعضهم البعض
انتهي بها المطاف بجانب ادهم بعدما شدها نحوه مرة أخري واحتضن خصرها من جديد ليهمس منهيا لحظات التجاهل للواقع
" هل نذهب الآن عزيزتي ؟ "
همت بعرض البقاء ولكن والدها سبقها وهو يقول بحزم غير قابل للنقاش
" هيا اذهبا فأنتما مزعجان وأتعبتموني كثيرا "
" ولكن بابا ... "
قطع اعتراضها بحنو قائلا
" اذهبي مع زوجك عزيزتي نحن بخير "
تحركت لتضمه برقه وتنعم بدفء حضنه الذي حرمت نفسها منه سابقا بغباء منقطع النظير لتهمس بخفوت مده بالقوة اللازمة ليستعيد شخصية الإمبراطور الحازمة مجددا
" سيكون كل شيء بخير ابي انا معك "
احتضنها برقة ليرد هامسا بحنو
" لا تشغلي بالك صغيرتي لقد اعتدت على الصدمات "
ابتعدت مبتسمة من قوله ليذهلها ادهم الذي تقدم وعانق والدها بحب صادق متمتما بدوره
" كل شيء سيعود كما كان "
تحكم عزيز في مشاعره الثائرة ببراعة يحسد عليها وهو يشعر كما لو انه عاد بالزمن لسنوات خلت ليشد من حضن ادهم بقوة مرددا بخشونة هذبتها نبرته الحانية وتخللها بعضا من ضعف الماضي بجملة عمرها أربع سنوات تمنى قولها عندما أتاه يومها
" مرحبا بعودتك بني "
اتسعت ابتسامة ادهم والتي دلت على سعادته التي لمعت بفيروز حدقتيه ليتمتم بنبرة أسف صادقة
" شكرا لك ابي "
مسحت ريتال انفها المحمر من اثر بكاؤها الخافت الفرح بعودة الحياة بين والدها وحبيب قلبها والذي اثبت طوال الفترة المنقضية صدق مشاعره ولم تعد تخشى من التصريح بالأمر بل أطلقت العنان لمشاعرها تنطلق بحرية دون تحفظات على الرغم من أنها لم تجيب سؤاله المعلق منذ ما بزيد عن شهر حتى الآن ولكن أفعالها كانت خير إجابة لردها شع وجهها بابتسامة مشرقة وهي تقترب لتتعلق بذراع والدها مزيحه ادهم بحنق تمثيلي
" هيا ابتعد عن أبي أتريد سرقته هو أيضا يكفيك والدتي التي أصبحت في صفك في كل شيء "
" هو والدي قبل ان يكون والدك بسنوات وفعليا أنت من قام بسرقته مني "
ضحك عزيز بدفء لتطبع ريتال قبله على وجنته مردده بنعومة
" اعتني بنفسك أبي سنعود في الغد بإذن الله "
ربت ادهم على كتف عزيز مرددا نفس الجملة باختلاف طفيف لتتعلق بذراعه ويتحركا معا تحت أنظار عزيز الذي كسا الغم ملامحه بمجرد ما اختفيا عن أنظاره
*****
" أتظن انه سيكون بخير ؟ اقصد أبي هل تعتقد انه سيتخطى الأمر ؟ "
سألت ريتال بتوتر مبدده حالت الصمت التي لفتهم منذ أن تحركوا ليجيبها ادهم بهدوء وهو يلتفت لها مبتسما بحنو انعكس في صوته بعدما اطمئن لخلو الطريق أمامه
" نعم عزيزتي لا تقلقي سيكون بخير كل شيء سيكون بخير حبيبتي "
ختم جملته ممسكا بكفها ليطبع قبله ناعمة عليه أسكنت روحها وهو يعود بنظره للطريق غير غافل عن نظرتها المحبة والتي ترجمتها ابتسامتها الساحرة التي تغفو على ثغرها بحنو
استمرت تحدق به لفترة تتأمل ملامحه الجذابة والتي كانت تمثل لها العذاب سابقا لتتسع ابتسامتها الممتنة انعكاسا لابتسامته التي أهداها إياها في لفته سريعة منه وهو ينتقل بنظره بينها وبين الطريق
تنحنحت لتخرج نفسها من تلك الحالة قبل أن تسأله بنبره خافته لم تخلو من توترها وقلقها
" هل سنمر على نور ام ..."
" كلا حمزة سيعيدها للمنزل لقد هاتفني عندما ذهبتِ لتحضري حقيبتك واخبرني انه سيفعل "
أومأت بتفهم لتسال من جديد باستحياء
" هل نور بخير ؟ اعني ربما تكون تأثرت برؤية كارمن في تلك الحالة "
ابتسم بتفهم مقدرا وضعها وقلقها ليجيب سؤالها بسعة صدر محاولا ان يتخطى ذلك الحاجز الوهمي الذي تضعه ريتالته ظنا منها انه يخفي حقيقة مشاعرها
" نعم هي بخير لا اعتقد انها ستضعف الآن فكارمن بحاجتها "
" صحيح ... فكارمن بحاجتها .... "
أطرقت برهة قبل ان تسال للمرة الثالثة بسؤال بعيدا تماما عن ذلك اللحوح الذي يقف على طرف لسانها منتظرا دوره
" وكيف حال حمزة بالتأكيد ليس بخير؟ "
" لا اعتقد انه بخير " قالها وهو يأخذ الملف ليتابع ما ان استقر طريقة " ولكنه يحاول من اجل كارمن فهي زوجته وعليه ان يفعل "
" نعم زوجته ... وانا بنفسي حضرت ذلك الحفل "
ابتسمت بمرارة ساخرة كسخرية قولها وهي تلتف نحو النافذة لتنظر للظلام الذي بدده الإضاءة القوية على جانبي الطريق لتتابع بتهكم خافت بالكاد وصل لمسامع ادهم
" ورأيت كارمن عروس حينها "
مالت برأسها على زجاج النافذة متأملة الطريق في صمت سابحة في ذكرى ذلك اليوم القريب والذي كانت فيه كارمن ملكة متوجة على عرش الجمال لتردف بعد وهلة
" بالتأكيد الخالة ماجدة تأثرت لما حدث لكارمن سأهاتفها واطمئن عليها "
تابعت حديثها بينما ادهم منشغلا بالطريق أمامه
" ترى ماذا سيكون رد فعل فريدة عندما تعلم ؟ "
" لا اعرف ولكن فريدة ستتقبل الأمر بهدوء "
أجابها برقة وهو يعود ليمسك بكفها لتغمغم هي بحزن
" ماما بدت متعبه كثيرا لم اخبر بابا حتى لا أزيد من تعبه فالأمر كان صعبا على الجميع " غامت حدقتيها لتنظر إليه وتسأله مرة أخرى بقلق " ادهم كيف تعتقد ان تكون حالة الخالة سحر ؟ اقصد زينب "
لم تنتظر رده وهي تتابع متمتمة بشرود تسترسل في حديثها بثرثرة يعرف جيدا أنها تخفي بها وجعها
" يا الهي لا اصدق انها استطاعت فعل كل هذا كيف أتتها الجرأة لترحل بعيدا بطفلها وتحرم أبي من حلمه ! "
وضعت يديها على بطنتها المنتفخة قليلا نظرا لدخولها الشهر السادس قبل يومين مغمغمة بوجع
" عندما تأكدت من الأمر عدت إليك لأجله فقط حينها .... فلم اكن لأدع ابني يعاني اي نقص مهما حدث "
كلاهما سرح في تلك الأيام المؤلمة والكريهة على نفسهما ليرد ادهم بدفء وهو يضغط على كفها الذي عاود الإمساك به
" لقد مر الأمر وانتهى كل شيء ريتال نحن معا الآن دعي الماضي عزيزتي تخلصي منه "
همت بسؤاله عن كارمن لتبتلع سؤالها وتلك الغصة التي تضخمت بحلقها مبتسمة بحب لتضغط بدورها على كفه كإشارة منها بموافقتها الضمنية على حديثه لفهما الصمت من جديد للحظات قبل ان تنهيه هي بسؤال جديد بعيدا عما يدور بداخلها
" لقد غادرت أسيا قبل كل هذا بالتأكيد ستحزن ما أن تعرف بما أصاب كارمن فهي كانت صديقتها وتحبها كثيرا "
أوقف ادهم السيارة أمام بنايتهم ليلتفت لريتال التي توقفت بدورها عن الحديث ما أن انتبهت لوصولهم متمتما برقة وحنو بالإجابة على سؤالها الصامت التي تخشى قوله
" كارمن بخير ريتال ... هي بخير وستكون أفضل بإذن الله وستتخطى الأمر وستأتي بنفسها لزيارة والدك كوني واثقة من هذا "
تركت العنان لدموعها الحبيسة ان تغسل وجعها وتعكس صدمتها التي اضطرت لتخطيها من أجل والدها ليردف ادهم بثقة
" كارمن الآن بحاجتك ريتال ... بحاجة إلى أختها لتتمكن من النهوض مرة أخرى لتتمكن من تخطي الأمر "
" ولكن أنا ... "
همست من بين دموعها بوهن أوقفه بقوة
" أنتِ اختها ريتال شئنا أم أبينا الأمر ليس بيدك هي بحاجتك وأنتِ ستقفين بجانبها "
ابتسم بدفء ليتابع بتفاؤل " بالإضافة إلى انكِ صديقتها وهذه ميزه أخرى ستشفع لكما معا فرغم كل تلك المسافات التي وضعتها والدة كارمن ألا أنكما اجتمعتما سويا قبل أنا تكتشفوا رابط الدم الذي يجمع بينكما "
هدأت ريتال قليلا ليكمل حديثه برقة وهو يمسح وجهها المحمر من اثر بكاؤها
" أنتِ وكارمن ستتخطيان الأمر وسيكون كل شيء بخير "
" حقا ؟!! "

 
 

 

عرض البوم صور الساحره الصغيره   رد مع اقتباس
قديم 06-07-16, 10:08 PM   المشاركة رقم: 1653
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النجمة



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230815
المشاركات: 3,072
الجنس أنثى
معدل التقييم: الساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12170

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الساحره الصغيره غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الساحره الصغيره المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. حفل الختام

 

" بإذن الله عزيزتي "
" وماذا أن رفضت ولم تتقبلنا ؟"
" مممم لا اعتقد انك ستتركينها تفعل ذلك " ضحك بخفه على ملامحها المنزعجة ليردف مازحا " وأن فعلت فلتستخدمي إذاً سلطتك كأختها الكبرى "
لوت شفتيها باستياء متمتمة بحنق
" للأسف هي الأكبر "
" جيد فالأخت الصغرى تفعل دوما ما تريد هذا وضع افضل بكثير "
كسرت حزنها بابتسامة طفيفة ليردد هو من جديد بثقة وقوة مدها بها
" كل شيء سيكون بخير ... هيا دعينا نصعد "
ترجلا من السيارة بالتزامن مع توقف سيارة حمزة أمامهم ليرتجل حمزة بدوره بصحبة نور التي سارعت نحو ريتال لترتمي بحضنها وتبكي صديقتها التي رأيتها قبل لحظات لا حول لها ولا قوة
صافح ادهم حمزة ليسأله باهتمام
" كيف هي الآن ؟ "
" بخير الحمد لله "
أجابه بشيء من الضيق لحال كارمن الغير مستقر نسبيا ليوجهه حديثه لريتال التي تحضن نور وتهدئها بحنو
" كيف حالك الآن ريتال وحال والدك ؟ اعتذر لما تسببت به من .... "
اوقفته برقتها مردده بهدوء اكتسبته من زوجها قبل لحظات
" لا عليك حمزة أنا بخير وأبي أيضا سيكون بخير المهم هو كارمن هل هي بخير؟ "
" ستكون بإذن الله "
أومأت بتفهم بينما تمسح على شعر نور لتهمس لها برقة وأمل زرعه أدهم بداخلها
" اهدئي نور هي ستكون بخير "
" سأذهب أنا الآن "
" هل ستعود لكارمن ؟ "
سألته ريتال بتوتر ليجبها بإيماءة بسيطة غير قادرا على الحديث فأحداث اليوم استنزفت قوته بأكملها ليتمتم أدهم بهدوء
" اعتني بها وكن على اتصال معي أن حدث أي شيء "
" بإذن الله .. مع السلامة "
" مع السلامة "
تمتما بها كلاهما ليراقباه وهو يبتعد حتى أستقل سيارته لتبتعد نور عن ريتال قليلا عندما علا صوت ادهم هاتفا ما أن تحرك حمزة بسيارته
" هيا بنا "
تحركا معا ليضم أدهم نور ساندا إياها بحرص وحذر كما فعل مع ريتال التي تعلقت في ذراعه الأخر دون اعتراض
**********
لم يتوقف عن التفكير في كارمن والسيد عزيز طوال طريق عودته لا يعرف على من يقع اللوم ؟ هل يقع على والدتها التي أنكرت بتعنت أبوة عزيز لكارمن و رحلت بها بعيدا بقسوة غير عابئة بأي شخص أخر عداها ! أم يلوم السيد إسماعيل الذي أخطأ هو الأخر باستمراره في تلك اللعبة متناسيا عواقبها الوخيمة التي يعيشوها الآن ؟ أم يلوم نفسه لجره لكارمن في لعبة انتقام واهية أطرافها هو وهو أيضا !
لسنوات ظل يعاقب الجميع على موت رهف واضعا أصابع الاتهام على كل شيء غير قادرا على مواجهة الحقيقة فموت رهف كان حادثا مقدر له ولكنه جبن من الاعتراف بهذا واسقط الذنب على إسماعيل الحداد لينتقم من طرف ثالث ليس له علاقة بكل ما يحدث
تذكر كيف كانت ردة فعله عندما عرف حقيقة الحادث ليشد على المقود بقوة ابيضت لها مفاصله ناعتا نفسه بالغباء
استغفر ربه وهو ينعطف نحو اليسار متخذا اقصر الطرق للوصول للمشفى في وقت قصير
أخذته أفكاره حيث أول مرة رأى فيها كارمن كم كانت مبهجة للعين مرحة وبهية للنفس يا ليته رحل مبتعدا وقتها ، يا ليته لم يسحقها بغبائه وينهي روحها بين يديه بانتقامه الأحمق من نفسه قبل أن يكون منها
تذكر كارمن بمرحها وضحكتها في الأيام التي تلت خطوبتهما بعفويتها وطفولتها التي سرقته من أحزانه وأعادت له روحه وحياته السابقة وصل بذاكرته لأخر يوم رأي فيها كارمن قبل تلك الحادثة حيث أتت له بنفسها لتحارب بشجاعة لم يمتلكها هو أشباح ماضية كم يتمنى لو انه يستطيع ان يبعد عنها نظرة الحزن والخوف التي رآها بعينها وهي تمسك بصور رهف كم يتمنى لو أن بإمكانه إعادة الزمن لما كان ليؤذيها بتلك الطريقة
توقف بسيارته أمام مبنى المستشفى الخاص الذي يديره والده والتي تم نقل كارمن له لينهي ذكرياته هذه بإصرار وعزم على أن يستعيد كارمن تلك مهما كلفه الأمر وليدع أمر اللوم لوقت آخر فزوجته بحاجته وهو لن يتخلى عنها لن يخطأ نفس الخطأ مرتين
*********
" لا حول ولا قوة ألا بالله ومتى كان هذا عمار ؟ "
......
" أهي بخير الآن ؟ "
.....
" الحمد لله على كل حال قدر ولطف "
....
" وفريدة كيف حالها ؟ "
" ليكن الله في عونكم سآتي على الفور "
" كيف يعني لا يهم ؟ توقف عن الحديث هكذا مسافة الطريق وسأكون أمامك "
هتفت بحزم موقفة اعتراضه الواهي فهي لمست حزنه في صوته المتعب وتعرف جيدا أن الأمر ليس هينا عليه وعلى عائلته بأكملها لترد كلامه بتفهم مراعاة لظروفه
" لا تشغل بالك أنا سأخبر ريتال بما حدث "
....
" حسنا اعتني بنفسك الى اللقاء "
وضعت الهاتف على المكتب لتتنهد بتعب وهي تضغط بسبابتها وإبهامها على عينها لتخف قليلا الصداع بداخلهما والذي لم يتركها طوال الليل حتى أنها لم تنم جيدا بسببه فرؤية كارمن والحقيقة التي فجرها حمزة البارحة في الظروف التي يمرون بها كان لها تأثير قوي عليها
مسحت على وجهها قبل أن تستجمع شجاعتها لتعود لغرفة المعيشة حيث تجلس ريتال التي اعتذرت منها لتستقبل اتصال عمار قبل قليل ليفاجئها وجود أدهم الذي انضم لها وتوجهه بالسؤال بدلا عن ريتال القلقة والتي زاد من قلقها ملامحها الحزينة
" من المتصل نور ؟ هل كل شيء بخير ؟"
" انه عمار أخي "
قالتها وهي تجلس مقابلهم لتحثها ريتال على متابعة حديثها وهي تشعر بقبضة قوية
" ما الأمر هل كل شيء بخير ؟ "
" الخالة سعاد تم نقلها للمشفى مساء البارحة "
قالتها دون مقدمات راميه بجملتها مرة واحدة لتكتم ريتال شهقتها بيديها بينما تولى أدهم دفة الحديث سائلا باهتمام
" أهي بخير ؟!! "
" نعم هي بخير لقد اخبرني عمار بذلك ولكن فريدة هي من تعاني "
" لا حول ولا قوة إلا بالله ، استغفر الله العظيم "
تمتمت ريتال بحزن من بين بكاؤها وهي تخفي وجهها بكفيها ليسرع أدهم لتهدئها وهو يضمه برقة هامسا بحنو
" اهدئي حبيبتي سنذهب إليهم ونطمئن على صحتها ستكون بخير بإذن الله "
نحبت بوجع وهي تردد بتعب
" لم اعد احتمل أدهم كل شيء يفوق قدرتي "
" لا تقنطي من رحمة الله ريتال استغفري ربك "
هتفت نور التي نهضت لتجلس بجانبها من الناحية الأخرى تواسيها حزنها وهي تمسح برفق على ظهرها ليؤيد أدهم قولها برقة
" اهدئي ريتال وادعي الله أن يشفيها "
" بالتأكيد فريدة منهارة الآن هل أخبرك عمار كيف هي ؟ "
سألت نور وهي تستدير ناحيتها لترد الأخرى بألم انعكس على ملامحها
" تعاني من انهيار عصبي وتم إعطائها مهدئ لترتاح قليلا "
بكت من جديد لترمي بنفسها على صدر أدهم الذي استقبلها وأخذ يهدئها برقة بينما نور تربت على ظهرها برفق
" اهدئي ريتال اهدي عزيزتي من فضلك هذا ليس جيد على حملك "
" سأذهب أنا لاستعد أخي "
تمتمت نور بحرج وهي تسرع بمغادرة الغرفة بينما ادهم مستمر بالمسح على خصلات شعر ريتال وهو يهدئها كطفل صغير فهي بالكاد تخطت صدمة البارحة ليفجعها هذا الخبر ويهز ثباتها الواهي مرة أخرى
أبعدها عنه قليلا بعدما هدأ بكاؤها ليهمس بقوة بثها بداخلها وبحنو لمس روحها المتعبة
" حبيبتي كل شيء سيكون بخير تمالكي أعصابك قليلا عليك أن تكوني أقوى من هذا "
حركت رأسها نفيا دون أن تقوى على إخراج صوتها ليردف بنبرة أجشة دافئة
" يمكنك ذلك ريتال من أجل والدك ومن أجل عائلتك أنا بجانبك ولن أتركك مطلقا "
عادت لتبكي من جديد في صمت ليضمها مرة أخرى بقوة وهو يهمس بجانب أذنها
" انا هنا ريتال ولن أتركك حبيبتي .... أنا بجانبك حبيبتي وسأظل دائما "
****
" حمزة عليك أن ترتاح قليلا أنت هكذا منذ البارحة لم ترتاح مطلقا "
رفع رأسه لإسلام الذي وضع كفه على كتفه ليعود بنظره لكارمن النائمة أمامهما لا حول لها ولا قوة بالكاد تفتح عينها للحظات لتعود وتغلقهم من جديد ليتمتم بتعب
" أنا بخير لا تقلق "
" أنظر إلى حالك تبدو منهك للغاية وبالكاد تستطيع الوقوف ، هيا أذهب الى البيت استحم وبدل ملابسك وتناول أي شيء وأنا سأبقى هنا بجانبها حتى تعود "
" ولكن ...."
انهي اسلام أي اعتراض وهو يشده بقوة من فوق الكرسي الذي وضعه البارحة بجانب سرير كارمن ليدفعه نحو الباب قائلا
" هيا أذهب لن اقبل بأي اعتراض يكفي أنك لم تنم مطلقا ليومين هيا اذهب واطمئن أنا لن أغادر "
تنهد بتعب مرددا "حسنا لن أتأخر وان حدث أي شيء اتصل بي على الفور "
" لا تقلق لن يحدث شيء بإذن الله هيا أذهب "
تابع حمزة بنظره حتى اختفى ليجلس مكانة مقابل كارمن التي بدت واحدة أخرى ولولا بياناتها وبقاء شقيقه بجانبها طوال الليل لكان اقسم أن هذه ليست كارمن التي يعرفها
ابتسم بألم لذكريات كارمن المرحة والعفوية التي جمعته بها ليلوم نفسه على تفكيره السابق وعلى المشاعر الواهية التي كان يعتقد انه يملكها اتجاهها فمواجهته لحمزة سابقا جعلته يكتشف أنه مخطئ ، ان كارمن لا تتعدى كونها زوجة أخيه وصديقة مقربة منه وكم يود استرجعاها
انتبه من شروده على صوت هاتفه ليسرع بإخراجه كاتما الصوت ويتحرك خارجا من الغرفة ليستقبل اتصال سليم الذي حاول الاتصال به قبل قليل
****

 
 

 

عرض البوم صور الساحره الصغيره   رد مع اقتباس
قديم 06-07-16, 10:09 PM   المشاركة رقم: 1654
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النجمة



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230815
المشاركات: 3,072
الجنس أنثى
معدل التقييم: الساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12170

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الساحره الصغيره غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الساحره الصغيره المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. حفل الختام

 

" حمدا لله على سلامتك فريدة وعلى سلامة والدتك "
قالها أدهم وهو يضع باقة الورد الذي احضرها من أجل فريدة التي استيقظت قبل مجيئهم والتزمت الصمت من وقتها بجانبها بينما ريتال أسرعت بخطواتها لتضمها بقوة هاتفه بلهفة
" فريدة حبيبتي اشتقت إليك ... حمد لله على سلامتك غاليتي "
انفجرت فريدة في البكاء ما ان ارتمت على صدر ريتال التي أخذت تمسح على ظهرها وتهدئها برفق متممة بحنو بصوت غلبه البكاء
" اهدئي حبيبي اهدئي وكل شيء سيكون بخير "
" ماما ريتال ، أريت ما حدث لها بسببي "
" أنه قضاء الله حبيبتي أنت لا دخل لكِ فيما حدث "
أخذت فريدة تحرك رأسها نفيا وهي ترد بقوة
" أنا السبب كل هذا بسببي "
" هي بخير فريدة ادعي لها بالشفاء"
تدخل أدهم بحده ليوقف هذيانها بقوة لتكتم شهقاتها في صدر ريتال التي رفعت رأسها لأدهم معاتبة حدته بنظرات لائمة لتعود لفريدة التي على صوت نحيبها الموجع وهي تدفن نفسها أكثر في حضنها لتهمس برقة
" اهدئي قليلا عزيزتي البكاء لن يجدي نفعا "
اسكت ريتال طرقات الباب الهادئة التي تبعها دخول السيد كمال ليقترب أدهم منه باحترام ويميل مقبلا رأسه بأدب قائلا بهدوء
" الحمد لله على سلامة السيدة سعاد عمي وعلى سلامة فريدة "
" سلمك الله بني ... لم يكن هناك داعي لقدومك "
" لا تقل هذا عمي نحن لم نفعل أي شيء "
ردت ريتال من مكانها دون ان تترك فريدة ليهديها كمال ابتسامة دافئة وهو يتقدم ناحيتها بكرسيه قائلا
" سلمك الله عزيزتي .. هل أخبرت والدك ؟ "
أشارت برأسها نفيا قائلة " لم أستطع عمي فحالة أبي الآن لا تسمح لخبر هكذا لم أتمكن من ذلك"
" لماذا ؟ ماذا به والدك ؟! "
حرك نظره بينها وبين أدهم الذي انزل رأسه للأسفل بأسف بينما هي التزمت الصمت عاجزة عن الرد ليعيد كمال سؤاله بقلق نبه فريدة التي رفعت رأسها لريتال بعدما هدأت قليلا
" ما الذي حدث لوالدك ريتال ؟ أهو بخير؟"
" نعم هو بخير عمي لا تشغل بالك انه فقط ........"
رفع رأسه لأدهم الذي أجابه ليحثه على متابعة حديثه بنظرة متسائلة لم يتمكن الآخر من الهرب منها لتجيب ريتال بدلا عنه وهي تبتعد قليلا عن فريدة
" لقد اكتشف بأن السيدة زينب زوجته السابقة مازالت على قيد الحياة وان لي أختا منها "
" ماذا ؟!!! "
*****
" كارمن تكون ابنة السيد عزيز "
هزت رأسها بالإيجاب ليتمتم عمار بتكذيب " هذا غير ممكن كيف ذلك !!! "
" هذه الحقيقة للأسف و كارمن الآن في مشفى السيد ناصر والد حمزة تعاني من مشاكل نفسيه وانهيارات عصبية نتيجة ما حدث "
" ليكن الله في عونها الأمر ليس سهلا نور ان تكتشف انها شخص أخر بعد كل تلك السنوات لأمر صعب للغاية "
" اعرف هذا عمار ولكن رؤيتها بتلك الحالة مؤلمة كثيرا ... حمزة يقول أنها هكذا افضل وتعتبر حالتها في تحسن ولكن ... "
امسك بكفها الموضوع بجانبها ليشد عليها متمتا بخفوت
" ستكون بخير نور لا تقلقي ولكنها بحاجة إلى بعضا من الوقت "
اراحت رأسها على كتفه ليرفع يديه ويضمها من الجنب برقة ليسأل بأسف قائلا
" و ريتال كيف حالها بعد الخبر والسيد عزيز ؟ "
" ريتال لا تبدو بخير رغم انها تتظاهر عكس ذلك والسيد عزيز اعتذر وغادر قبل حتى أن يعرف هويتها او هوية السيدة سحر اقصد زينب "
" ليكن الله في عونهم "
غمغم بها لتسأله وهي تشد على كفه الممسكة بكفها الصغير
" وأنت كيف حالك الآن ؟"
" الحمد لله "
ابتعدت قليلا لتهمس بتفاؤل وابتسامة دافئة
" سيكون كل شيء بخير بإذن الله .. دعنا نذهب لنرى فريدة "
لم تفتها تغير ملامحه لتردف بقوة أجبرته على الاستماع لها
" عمار صحيح فريدة أخطأت ولكن أنت لن تعالج الخطأ بخطأ أكبر لن تتركها في وضع كهذا "
" لا استطيع نور فرؤيتها تذكرني بما حدث "
" انا افهم ما تشعر به ولكن أنت لن تترك أختك بمفردها في محنة كتلك أليس كذلك ؟ "
أومأ بتعب لتتسع ابتسامتها قائلة بحزم
" اذا هيا بنا كن بجوارها كما يجب أن تفعل وعندما تستعد قوتها وينتهي كل هذا الأمر عاتبها وعاقبها كما تحب ولكن ليس الآن فهي بحاجتك "
ابتسم بدوره ليتمتم بحب وبقوة استمدها من تلك الساحرة الصغيرة التي قلبت عالمه بأكمله
" حسنا ولكن سأعاقبك معها ؟"
" لماذا ؟ "
سألته ضاحكه بمرح لينهض جاذبا إياها معه وهو يجيبها بمرح مشابهه بدد القليل من الحزن المخيم في قلبه
" لأنك تتفنني في تعذيبي حتى الآن "
" وماذا فعلت ؟! "
" ترفضين ان تريحي قلبي بردك وقولها صراحة أيتها المستبدة "
أطلقت ضحكة خافتة خجلة حملت معها بعضا من أحزانها هي الأخرى لتقول ببراءة تلاعبت بها
" سأخبرك بردي لا تقلق ولكن عليك أن تنتظر مازال الطريق بأوله هل تعبت من الآن دكتور عمار علينا أن ننتظر أولا إفاقة جدي ومن ثم نقرر بعد ذلك "
" وانا سأنتظر نور "
" جيد هيا بنا الآن أستاذ منتظر "
ابتسمت لملامحه الحانقة التي اخفى وراءها حزنه ولكنها لمسته في صوته وهو يقول متحركا نحو غرفة فريدة
" هيا بنا .... "
*****
التزم الجميع الصمت دون أن يجرؤ أحد على كسره بينما السيد كمال بدا عليه التأثر الشديد بما أخبره أدهم فالأمر ليس هينا كما يعتقدوا هؤلاء الشباب فما يشعر به الآن مشاعر معقدة عمرها أكثر من عشرون عاما وهو وحده من يستطيع أن يشعر بابن عمه وصديق عمره أي عجز هذا الذي يكبل روحه فها هو غير قادرا على أن يفرح بهذا الخبر ولا أن يواسي عزيز أيضا والذي يعرف جيدا حجم معاناته الآن
" عمي كمال هل أنت بخير ؟"
سألت ريتال كاسرة حواجز الصمت الواهية التي لفتهم ليهز رأسه بإمائه بسيطة مرددا
" أنا بخير عزيزتي ... ماذا عن والدك أهو بخير ؟"
" لا تخشى على أبي سيجتاز الأمر بإذن الله "
" ان شاء الله "
تمتم بها بخفوت مع صوت الطرقات على الباب الذي علا ليدخل عمار برفقة نور التي أطرقت رأسها بأسف وخجل ما أن قابلت نظراتها نظرات والد عمار الذي رحب بها بحنو زاد من إحساسها بالذنب وذكرى آخر لقاء بينهم تتزاحم في مخيلتها لتسرع نحو فريدة وتخفي توترها في سؤال مهتم عن حالها بينما تميل مقبله وجنتيها لترتاح بجانبها من الناحية الأخرى في هدوء
" كيف حالك أدهم ؟ "
قالها عمار وهو يرحب به بينما لم يفته رد فعل نور والتي حاولت أن تخفي توترها كما فعل هو بغضبه ليجبه أدهم بهدوء
" بخير حمدا لله على سلامة والدتك وفريدة "
" سلمك الله "
رد بها وهو يرفع رأسه لأخته التي انكمشت في حضن ريتال لتسرع نور بسؤالهم عن احوال الخالة سعاد في محاوله منها لتهدئة فريدة وأبعاد غضب عمار الذي لمسته في صوته ليجيبها كمال في هدوء قبل ان يحرك كرسيه بتعب
" بخير شكرا لسؤالك عزيزتي ... سأذهب لأراها "
نهض عمار بسرعة ليساعده ليوقفه متمتما بهدوء
" ابقي حيث أنت بني ...سأذهب بمفردي"
تحرك متعبا غاضبا ثائرا مكبلا بعجز أضعفه ليأخذ طريقه نحو العناية المركزة التي تحتجز بها زوجته وتفكيره بأكمله انحصر في الماضي وفي زينب التي كسرت عزيز وبأبشع طريقة
*****
" ارتاحي خالتي أنا سأفتح "
نهضت تسابيح مسرعة لتفتح باب الشقة لزوج خالتها و والدها الروحي والذي ولأول مرة ينسى نسخة مفاتيحه في المنزل على غير العادة أو ربما هذه أصبحت مؤخرا عادته فهو بات كثير النسيان سريع الغضب وظهرت عليه علامات تقدم السن بصورة واضحة
" تسابيح أنتِ هنا كيف حالك عزيزتي ؟ "
ابتسمت برقة مجيبه وهي تفسح له المجال للمرور
" بخير حال عمي هل كنت في الشركة حتى الآن ؟ "
" نعم كان هناك الكثير من العمل "
عادا معا للداخل حيث تجلس هالة بتعب بدا واضحا هو أيضا على ملامحها الشاحبة والمجهدة ليلقي عادل السلام بهدوء ويجلس مقابلها في كرسي منفرد قائلا باهتمام
" ماذا بك هالة ؟ هل أنت بخير ؟!! هل كنتِ تبكين ؟"
همت بالرد بحدة أسرعت تسابيح بذكاء لتلاشيها وهي تجيب بقصة بعيدة عن الحقيقة
" لا شيء عمي كنا نشاهد فلما وأنت تعرف خالتي تتأثر سريعا "
مرر الرد برحابة صدر كي لا يدخل في جدال يعرف جيدا أنه سيخسر فيه فهو منذ طرد أنس وهو من يعجز الآن عن الوصول إليه ويعلم جيدا ما تعانيه زوجته من وجع وحزن على ابنها حتى وأن كان ليس ابنهما فعليا ولكن طوال تلك السنوات كان لهما الابن والسند
نهض بخفه هاتفا لينهي ذلك اليوم الطويل والمرهق والذي اجهده كثرا
" ساذهب لأرتاح فأنا متعب كثيرا "
" تفضل عمي "
تحرك هاربا من نظرات هالة اللائمة والتي تعاتبه في صمت على ما فعل قبل أسابيع هو نفسه حتى تلك اللحظة لا يصدق أنه فعل ذلك أنه ضرب أنس وأخرجه من البيت بل وأخبره أنه نادما على تربيته
زفر بضيق وهو يحل ربطة عنقه ليلقيها جانبا على ظهر الكرسي متبعا إياها بسترته وجسده ليخرج أنفاسه التي حبست بالداخل رافضة الخروج لا يعرف كيف تخلى يومها عن هدوءه وحكمته فلطالما لم يتمكن منه الغضب ولم يكن حادا في ردود أفعاله ولكن أنس فاجأه بقوله يومها وكان عليه أن يعيده لصوابه
أختنق في ذكرى الحقيقة التي وضحتها له فريدة قبل أيام عندما زارته بنفسها تعتذر منه وتخبره عن حال والدتها وتتمنى منه أن يسامحها ويغفر لأنس وتطلب منه أن يتوسط لها عنده لعله يسامحها ويسامح والدتها ظنا منها أنه عاد لمنزل والده ولم يشأ أن يزيد حزنها ويخبرها أن هذا الأحمق مختفي منذ أخر مرة رآه فيها فهو رغم غضبه منها ألا أن رؤيتها بهذا الشكل ألمته وجعلته يجاريها حديثها برفق وحنو
جفل لفتح الباب لينتبه على نفسه وينهض بتعب قاطعا على هالة سؤالها الذي لا يملك له إجابة فهو لا يعرف مكان أنس ولا يمكنه اعادة الزمن و أصلاح الوضع
******

 
 

 

عرض البوم صور الساحره الصغيره   رد مع اقتباس
قديم 06-07-16, 10:11 PM   المشاركة رقم: 1655
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النجمة



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230815
المشاركات: 3,072
الجنس أنثى
معدل التقييم: الساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12170

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الساحره الصغيره غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الساحره الصغيره المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. حفل الختام

 

"بابا نور تريد رؤيتك أيمكنها الدخول ؟ "
سأله عمار ليضع نور أمام الأمر الواقع دون أن يترك لها الفرص لتتحجج بأي شيء كما فعلت الأيام السابقة لتضربه على كتفه بحنق من تهوره لم يبالي له بينما يسمع رد والده
" بالطبع عمار دعها تدخل "
ترك مقبض الباب الذي كان يمسكه ليتحرك جانبا بخفه سامحا لنور بالمرور من جانبه لتلتفت له بغضب ما أن خطت للداخل بضع خطوات ليسرع عمار بالقول وهو يهم بالحركة
"سأذهب لأحضر العصير أبي "
" حسنا "
" اهتم بها من اجلي بابا "
ختم جملته غامزا بتلاعب لتجز على أسنانها بحنق وهي تتوعده في سرها بالكثير تقدمت بحرج انعكس على خطواتها وحركة يديها المتوترة لتهمس بخفوت وهي تميل مقبلة رأسه باحترام
" حمدا لله على سلامة السيدة سعاد وفريدة سيد كمال "
" سلمك الله عزيزتي شكرا لك ولا داعي لسيد تلك فهي تبدو مخيفه كثيرا وتجعلني أبدوا عجوز "
اكتفت بابتسامه خجولة لم تخفي حرجها ليهتف كمال بحنو مشيرا للركنية أمامه
" استريحي حبيبتي "
شكرته بتمتمة خافته وهي تجلس بخجل لا تعرف كيف تنهيه وتعتذر عما فعلت وعن كل ما حدث فبجانب أحساس الندم الذي يكبلها الشعور الأقوى بالذنب للحال الذي وصلوا إليه
أطرقت برأسها للأسفل بينما تفرك أصابعها بتوتر وهي تبحث جاهده عن صوتها الذي هرب بعيدا اختنقت ملامحها لتهمس بأسف لمع بحدقتيها
" انا أسفه عمي "
" عن ماذا تتأسفين ابنتي ؟!! أنت لم تخطيئي في أي شي لتتأسفي عنه عزيزتي "
ردد بحنو لترفع رأسها وتقابل نظراته الدافئة التي أسكنت روحها قليلا ليردف مزيحا عنها حملها الثقيل
" أنت لم تخطئي نور بالعكس انا من أخطأ بحقك وكنت قاسيا عليك للغاية ولكن لم اكن املك خيارات كثيرة حينها بل لم أكن املك أي منهما من الأساس "
همت بالحديث ليوقفها متابعا
" لا تقولي اي شيء عزيزتي ، ما فعلتيه رد فعل طبيعي لكل ما مررت به وأنا اقدر لك حفظك للسر الذي كان بيننا طوال تلك المدة "
" انا حقا آسفة عمي لم أكن أريد أن يحدث كل هذا وأيضا أسأت كثيرا إليك "
" لا عليك حبيبتي " ردد وهو يربت على كفها ليكمل بحنان أبوي أوجع قلبها " انا من جعلك تسيئين فهمي ولهذا انا لا الومك ابنتي "
تنهد بأسي ليشد على كفها برقة قائلا بدفيء
" دعك من الماضي نور دعك منه عزيزتي و انا من علي ان يعتذر ليس انت "
" الماضي سيبقي مهما فعلنا عمي "
" ان تركناه يرحل سيفعل نور نحن من صنع الماضي ونحن من سننهيه "
" ولكن ابي ... "
" والدك لم يفعل اي شيء توقفي عن التفكير في الأمر أنتِ ابنتي وستظلين هكذا حتى وان أردتي إنهاء زواجك من عمار سأجعله يفعل لأجلك "
بكت في صمت حنو صوته وتفهمه الذي ذكرها بجدها فهي لا تتذكر والدها لأنه رحل مبكرا ليزيد إحساسها بالذنب ويخنقها شعورها المتزايد بالندم عن كل ما فعلت ضمها ليهدئها متمتما بمزاح عفوي جعلها تبتسم رغما عنها من بين دموعها
" يا الهي ألهذا الحد لا تريدين عمار "! أبعدها قليلا ليتابع ممازحا " حسنا حسنا توقفي عن البكاء وأنا سأجعله يبتعد عنك "
اتسعت ابتسامتها للتحول لضحكة مع سؤال عمار الذي انضم اليهم للتو
" من هذا الذي ستبعده عنها أبي ؟!! "
وضع العصير ليلتفت لنور التي احمر وجهها من البكاء ليمازحها هو الأخر بعفوية موجها الحديث لوالده
" ماذا فعلت بها أبي ! لقد تركتها برفقتك سليمة لأعود واجدها تشبه حبة الطماطم هكذا "
" انا لم افعل شيء هي من كانت تبكي وتتوسل لي أن أخلصها منك لأتزوجها انا " ختم كلامه بغمزه متلاعبة كابتسامته التي ردتها نور بأخرى دافئة ليكمل مردفا
" ماذا افعل بني ان كانت أغرمت بي ! أنت تعرف أنني لا استطيع رد الحسناوات عن الإعجاب بي "
" لا تفعل أي شيء " قالها بمرح ليردف مازحا وهو يجلس بجانب نور " اترك خطيبتي لي يكفيني ما أعانيه بسببها "
ضحك ثلاثتهم لينخرطوا في أحاديث عفوية لم تخلو من مشاغبة عمار ومزاحه الذي شابهه مزح والده كثيرا وكأنه نسخة مصغره منه
******
أغلقت باب الشقة خلفها بهدوء لتلقي بنسخة مفاتيحها فوق البار بإهمال وتتقدم للداخل حيث تجلس والدتها فهي أيضا حزينة ربما ليس من أجل أنس ولكن من أجل أختها بالتأكيد
" السلام عليكم "
قالتها وهي تجلس مقابل والدتها وبجانب عبد الله لتسألها إحسان بنبرة قلقة
" كيف حال خالتك هل هدأت قليلا ؟ "
" نعم وتركتها لترتاح " لتردف وهي تلف برأسها تبحث عن شقيقتها " أين تمارا؟!!"
" قالت أنها متعبة وتريد أن ترتاح "
أجاب عبد الله وهو يلعب بهاتفه لتومئ بمضض لم يظهر على ملامحها لشعورها الغريب بشيء تخفيه شقيقتها لتنهض قائلة بهدوء
" وأنا أيضا سأذهب لأستحم وارتاح قليلا فلدي الكثير من العمل وسأذهب باكرا للشركة "
همت بالتحرك لتوقفها والدتها بحزم وهي تسألها بهدوء مبطن بحدة خفيفة
" ماذا تسابيح ؟! أراك نسيت أمر خطبتك وعادت ريمه لعادتها القديمة "
اتسعت حدقتيها بصدمة من قول والدتها لتهتف بغضب لم تتحكم به رغما عنها وقهر من تلك الخطبة التي ترفضها تماما وفرضت عليها
" أي خطبة تلك ماما ! ألا تري الحالة التي نمر بها وحالة خالتي والعم عادل "
" وما دخل هذا بذلك ؟! موعد خطبتك اقترب واراك لم تستعدي بأي شيء "
جزت على أسنانها بقوة غمغمت بها وبنبرة مرتفعه بعض الشيء
" لتؤجل مرة ثانية ولكن خطبة وفي تلك الظروف لن تحدث ماما ابن خالتنا مختفي ولا نعرف مكانه وخالتي منهارة لأجله وعمي عادل متعب كثيرا وأنا أعد لحفلة خطبة ! كيف يعقل هذا ؟ "
" هو ليس ابن خالتك "
قالتها إحسان بحده ماثلت حدة ابنتها التي ردت بها "
" هي اعتبرته كذلك ولم تلقي به عندما آتى لها صغيرا
" اهدئي قليلا تسابيح "
أسرع عبد الله بالتدخل وهو يرى تغير ملامح والدته من شدة الغضب وكلام شقيقته الحاد والذي يرمي لشيء لم يفهمه لينهي الحوار هو بهدوء دون المزيد من الخسائر موجها الحديث لوالدته بأدب
" ماما تسابيح معها حق أنا سأتصل بعمي نادر وأخبره عن الوضع الذي نمر به وهو لن يمانع بالتأكيد والخطبة في كل الأحوال عائلية أي لن يحدث مشاكل بإذن الله "
تنهدت احسان بتعب تمتمت به وهي تنهض بخفة
" افعلوا ما تريدون "
راقبتها وهي تتحرك نحو غرفتها لتزفر بضيق وتتحرك هي الأخرى في الاتجاه المعاكس نحو غرفتها دون أن تضيف أي شيء
أمسكت بهاتفها لتجلس على سريرها بضيق لم تكن تريد أن تؤذي والدتها في الحديث ولكن هي من تدفعها لذلك فمنظر خالتها الباكي على ابن ليس لها يؤلم قلبها فكيف فعلت والدتها ذلك !
استغفرت ربها ودعت لوالدها بالرحمة قبل أن تجرب محاولتها اليومية البائسة في الاتصال بأنس عله يجيب هذه المرة
رفعت الهاتف لأذنها لتصلها الرسالة المسجلة الغبية تلك بأن الهاتف مغلق وإذا أرادت ترك رسالة لصاحب الهاتف عليها ان تضغط نجمة أولا
" اين أنت أنس ! الجميع قلق عليك وخالتي ليس بصحة جيدة والعم عادل أيضا وفريدة كذلك بحاجتك أتمنى أن تكون بخير أعتني بنفسك وهاتفني ما أن تسمع رسالتي لك "
انهت تسجيلها الذي لا تعرف عدده لتنهي الاتصال وتنهض بخفة ترى ما وراءها فالعمل بأكمله يقع على عاتقها في تلك الفترة فرحيل فريدة واختفاء انس عطلة حمزة اثر على الشركة بشكل سلبي هذا بجانب الشائعة السخيفة التي نشرتها فاتن وتسببت في طردها على الفور ما أن وصلت لزوج خالتها
رفعت الهاتف مرة أخرى لتتصل بفريدة وتطمئن على حال والدتها لتقفله وتضعه على المكتب أمامها وتبدأ في عملها ولتؤجل أمر فريدة قليلا فالمسكينة مازالت تعاني من كل شيء حولها والحديث في الهاتف لن يجدي نفعا
*****
" كيف حالها الآن ؟"
سأل عمار وهو يتقدم نحو فريدة التي رفعت رأسها له في لمحة خاطفة واخفضنها سريعا وهي تجيبه بأسى
" كما هي لا جديد ... هل أوصلت نور؟ "
" نعم وعدت للتو "
" وماذا عن لقائها بأبي هل انتهي بخير ؟"
" نعم أفضل بكثير مما ظننت "
" جيد "
وقف بجانبها متأملا مثلها زوجة أبيه التي مر أسبوع عليها وهي مستسلمة لنومتها تلك دون مقاومة فمن بعد ما تجاوزت مرحلة الخطر تم نقلها لغرفة عادية ولكنها لم تفق من غيبوبتها بعد ليغمغم بأمل
" ستنهض بالسلامة وستكون بخير"
التزم كلاهما الصمت وهما يرقبان الأجهزة المتصلة بها ليهمس عمار أولا بنبرة خافتة مهتمة بقلق سطع في صوته
" فريدة عليكِ أن ترتاحي عزيزتي فأنت بالكاد ترتاحين لساعة او اثنين في اليوم بأكمله "
هزت رأسها نفيا وهي تتمتم بوجع " أخشى أن يحدث لها شيء وأنا بعيدة عنها "لتردف بمرارة علقت بحلقها " لو حدث لها شيء لن اسامح نفسي مطلقا "
" لن يحدث بإذن الله ولكن عليكِ أن تنتبهي لنفسك عزيزتي انظري لحالك فريدة أنتِ تقفين بصعوبة وصحتك تسوء "
دمعت عينها في صمت لترده بحزن " أي صحة تلك لو بيدي لتخليت عنها بأكملها من أجلها ، حياتي لا تسوى شيء من دونها "
ربما والدتها لم تكن الأم المثالية ولكنها تبقي أمها وهي تحبها كثيرا وكم يؤلمها رؤيتها في تلك الحالة والمؤلم أكثر أنها السبب في كل هذا
شدها لحضنه لتبكي بنحيب موجع وهي تتعلق بعنقه
" انا آسفة عمار انا حقا آسفة "
"هششششش اهدئي عزيزتي "
زاد بكاؤها وهي تقول بصعوبة بينما هو يمسح على ظهرها بحنو
" لم أكن أريد أن يحدث كل هذا انا لا اعرف كيف فعلت هذا ؟ "
" لا داعي لهذا الحديث الآن فريدة ستكون بخير "
هدأت قليلا لتهمس بخفوت " أتظن ذلك ؟!! "
" نعم بإذن الله ستكون بخير " ليردف بحنو " هيا عودي للمنزل الآن ارتاحي قليلا وبدلي ملابسك ومن ثم ... "
" لا اريد عمار "
ابعدها قليلا ليهتف بحزم وهو يناولها مفاتيح سيارته
" هيا فريدة اسمعي الكلام اذهبي وانا سابقى "
" ولكن ... "
دفعها برقة موقفا اعتراضها الواهي " هيا اذهبي ولا تعودي إلا في الصباح "
استسلمت لأخيها في الآخر فهي كانت بحاجة ماسة للراحة ولم تشعر بهذا غير الآن لتتحرك مبتعدة تحت أنظار عمار الذي تحرك نحو الركنية التي في الزاوية ليرتاح هو الآخر ولم ينسى أن يرسل رسالة لنور كعادته مؤخرا ليصله الرد سريعا راسما ابتسامة على شفتيه ليبدأ في الحديث معها موقفا تفكيره قليلا عن التفكير في أي شي
******

 
 

 

عرض البوم صور الساحره الصغيره   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاسياد, انتقام
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:34 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية