كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. الفصل الثاني و العشرون
" شكرا خالة منال اتعبتك معي "
قالها حمزة وهو يضع فنجان القوة الذي صنعته له السيدة منال بنفسها على الطاولة أمامها لترد منال بحنان صادق
" لا تعب على الإطلاق بني "
" أخبرني أدهم ان هناك موضوع خاص تريد أن تحدثني فيه حمزة "
هتف عزيز بثقة وهدوء وملامح متزنة وهو يميل بدوره ليضع كوب الشاي أمامه جاذبا انتباه حمزة الذي شحبت ملامحه وتنتح بتوتر ليخرج صوته متزنا قليلا
" نعم عمي عزيز هناك موضوع مهم أريدك فيه حقيقة أود أن أحدثكم فيه جميعا "
" خيرا بإذن الله ما الأمر حمزة ؟ "
سألت ريتال التي عادت بعدما اعتذرت للحظات لتجلس بجانب نور بينما حمزه يجيبها
" خيرا بإذن الله لا تقلقي "
طلب مساعدة ادهم بنظرات متوترة قبل أن يفتح الموضوع سائلا بنبرة غريبة جذبت انتباه السيد عزيز
" عمي هل تعرف سيدة تدعي زينب عبد الحميد ؟ "
رفعت منال رأسها بحدة محدقة بأدهم ببلاهة كان عزيز الأسرع بالخروج منها وهو يجيبه بثبات رغم الثورة التي اشتعلت بداخله من ذكر اسمها فقط
" نعم بني من أين لك بمعرفتها ؟"
" هل كنت متزوج منها سابقا ؟"
سأله حمزة بهدوء يخالف التوتر الذي بداخله ليجيبه عزيز بهدوء مماثل
" نعم رحمة الله عليها كانت زوجتي الأولى "
" ما الأمر بني لما تسأل عنها ؟ "
سألت منال بفزع أحال ضربات قلبها لفرقة فنون شعبية لتساندها ريتال سؤالها وهي تسأل باستنكار
" حمزه ما دخل تلك السيدة بالموضوع ؟!"
ليتدخل منال من جديد قائلة بقلق وهي تضع كوب العصير الخاص بها جانبا بعدما عجزت عن حمله بسبب تلك الرعشة الغريبة التي تملكتها
" لقد توفيت منذ اكثر مما يزيد عن عشرون عاما بني لما تتذكرها الآن ؟ ومن أين لك معرفتها !"
تحكم حمزة بمشاعره وهو يضبط أعصابه ليكمل حديثه بنفس نبرته الهادئة موجها الحديث للسيدة منال
" هي لم تمت خالتي مازالت على قيد الحياة "
شهقت ريتال بفزع كوالدتها التي شحب وجهها وكتمت شهقتها بيديها بينما ظلت ملامح عزيز ثابتة وكأنه لم يسمع ما قيل ليعيد حمزة جملته وهو يتابع بأسف لما سببه لهم من صدمة
" السيدة زينب مازالت على قيد الحياة عمي ولهذا انا هنا اليوم "
" ما هذا الذي تقوله حمزة ! لا يمكن ذلك "
هتفت به ريتال وهي تخرج أولهم من الصدمة ليجيبها ادهم بدلا عنه بهدوء
" هي مازلت على قيد الحياة ريتال وانتِ تعرفينها جيدا "
التزمت نور الصمت وهى تلمح الصدمة على أوجه الجميع والتي نالت منها جزءا هي الأخرى فليس كل يوم ستعود امرأة من الموت ولكن ما لا تفهمه ما علاقتها هي بتلك المرأة ولماذا أصر حمزة على حضورها معهم ليفاجئها سؤال حمزة الغريب والذي سأله للسيد عزيز
" اخبرني عمي هل تأكدت بنفسك من خبر وفاتها ؟ "
" كلا بني لقد كنت انفصلت عنها قبلها بمدة ولذلك عندما وصلني الخبر لم ابحث كثيرا ولكن منال فعلت أليس كذلك ؟ "
" لقد فعلت وتأكدت من الأمر لقد تسلمت بنفسي شهادة الوفاة "
رددت منال بقوة وهي تحاول فهم ما يحدث حولها ليجيبها حمزة بتفهم وبمنطق
" شهادة الوفاة ليست الدليل القاطع لموتها خالتي ربما لم تكن حقيقة "
" ولماذا ستفعل بني ؟ لما ستفتعل موتها أن كانت على قيد الحياة ؟!"
سألت منال التي ازداد قلقها من تلك المقدمة التي لا تبشر بالخير فأن كانت ذكرى زينب تثير غضب زوجها فهي تؤلمها فيكفي انها تعرف جيدا أن هذه المرأة هي الوحيدة التي ملكت قلب عزيز وهي السبب في كل آلامه طوال تلك السنوات وايضا حدثها القوي الذي يؤكد لها ان القادم ليس جيدا ومتعلقا بزينب على ما يبدو
" لأنها كانت خائفة أن يُأخذ منها طفلها أن عُرف بأمره "
" مااااذا ؟" صرخت ريتال بتكذيب ما ان استوعبت جملة حمزة المبررة لتصرف تلك المدعوة زينب والتي كانت زوجة لوالدها سابقا لتهتف السيدة منال بصدمة
" ماذا تقصد ؟ أي طفل ؟! يا الهي هل هذا صحيح ؟ "
حرك رأسه دون ان يضيف أي تعليق فالصمت الغريب الذي يلف السيد عزيز يقلقه ليرفع رأسه نحو ويقابل نظراته المبهمة والتي اخفت مشاعر الغضب العنيفة التي تموج بداخله لينتبه على سؤال ريتال الغاضب
" وهذا الطفل الذي خافت عليه أخي أليس كذلك ؟ "
" أختك في الواقع "
رد حمزة بهدوء ليعم الصمت من جديد ويدور حولهم ليسحبهم في دوامته التي كادت ان تبتلعهم لولا صوت عزيز الذي أحبط مخططها وهو يسأل بصوت رخيم
" وهل ابنتي بخير؟ "
" نعم عمي بخير لقد عرفت بحقيقة الوضع ولهذا هي متعبة قليلا فالأمر لم يكن سهلا عليها "
أومأ عزيز بتفهم لتسرع ريتال بسؤاله مجددا بتعب وهي تشعر بتقلصات قوية لتلمس بطنها بخفة لتهدئه صغيرها
" وهل يمكننا رؤيتها ؟ اعني هل تعرفها أنت ؟"
انتبه ادهم لصوت ريتال المتعب ليسرع لاحتوائها وهو يضم كتفها اليه هامسا برجاء
" اهدئي ريتال من فضلك "
نظرت لأدهم بغضب متناسيه وجعها فتصرفاته الهادئة تدل انه على معرفة بالأمر سابقا لتسأله بألم
" هل كنت تعرف بالأمر أدهم ؟ "
" اهدئي أرجوك لقد أخبرني حمزة قبل يومين فقط "
أبعدت يديه بحدة هاتفة بسؤال غاضب
" وهل تعرف من هي أيضا ؟"
ابتلع ادهم رده لا يعرف بما يجيب ليجيب حمزة بدلا عنه بأسف
" وأنتِ أيضا تعرفينها ريتال "
" من ؟!! من هذه التي اعرفها ؟"
اتسعت حدقتي نور بصدمة وهي تجمع الخيوط معا وتربط بين وجود حمزة وكلامه سابقا وحديثه الآن وملامح ادهم الآسفة ومرض تلك التي اختفت فجأة دون سابق إنذار لتشهق بقوة هامسة بتكذيب آثار ريبة ريتال التي تعوم في فوضى تكاد تنهي على عقلها
" لا يمكن حمزة ، هذا غير معقول ! "
وجه حمزة أنظاره لنور التي شحبت ملامحها ليومئ بأسف غير قادرا على قول المزيد ليتحرك بنظره للسيد عزيز الذي اسودت ملامحه وزادت عشر سنوات ليهمس باعتذار صادق
" آسف لما حدث عمي واعتذر كثيرا لذلك "
" أنت لا ذنب لك حمزة لا داعي للاعتذار "
تمتم عزيز بهدوء متخليا عن صمته لينهض بتعب هاتفا
" اعتذر لا اشعر أنني بخير ، سأذهب إلى غرفتي "
" ألا تريد أن تعرف أين هي السيدة زينب ؟ "
اوقفه سؤال حمزة المفاجئ ليغلق عينه بألم مرددا بحسرة علقت مرارتها بحلقة
" لن يفرق معي الأمر ، المهم أن أرى ابنتي ، افعل هذا من اجلي في أسرع وقت أريد رؤيتها "
قالها بهدوء ليتابع سيره تلحقه نظرات منال المتألمة من أجله لتنتفض ريتال بحده هاتفة بغضب من الهدوء الذي يثير حنقها
" من هي حمزة بالله عليكم أحدكم يجيبني ويريح عقلي من التفكير "
امسك ادهم بمعصمها ليعيدها للكرسي بجانبه مرددا بحزم
" اجلسي ريتال وسنخبرك بكل شيء "
أكمل حمزة الحديث عن ادهم قائلا بتفهم لحالة عدم الاتزان التي تعيشها وهو يختار جمله بعناية
" بعد انفصال السيدة زينب عن والدك غيرت اسمها لسحر الحداد وتزوجت من السيد إسماعيل "
سكت ليرى تأثير كلامه على ريتال التي أخذت تحرك رأسها بعدم فهم ليتابع بحذر خاشيا ان الحقيقة تؤثر على حملها خاصة لمعرفته المسبقة من ادهم بأمر وعكتها الصحية
" إسماعيل الحداد ريتال الذي سجل الطفلة باسمه "
" وماذا يعني ذلك ؟ "
رفعت رأسها ببلاهة لنور التي منعت شهقتها بيديها لتسقطها على ادهم التي انزل رأسه بأسف لتحركها نحو والدتها التي اتسعت حدقتيها بذهول حبس أنفاسها لتعود لحمزة الذي ردد بأسف
" أنها كارمن ريتال "
" من ؟!! " سألت باستهتار لتردف ساخرة بابتسامة متهكمة " اي كارمن ؟!! بالتأكيد لا تقصد صديقتنا " أغلقت عينها لتركز في الجملة التي تحاول تجميع كلماتها وهي تحرك يديها بعصبية " أنت ..لا تقصد كارمن صديقة نور ... خطيبتك اقصد زوجتك ... "
" أنها هي ريتال "
أجابها ادهم راحما تشتتها لتنظر إليه ببلاهة هامسة " هي من ؟!! "
" هذه بالتأكيد مزحة ولكن مزحة سخيفة ... " تبدلت نبرة صوتها لتردف بحدة " سخيفة للغاية "
رد فعل ريتال تقبله حمزة بصدر رحب ليخرج شهادة الميلاد الأخرى لزوجته التي استخرجها والدها لها
" هذه شهادة ميلادها الحقيقية "
أزاحت الورقة بعنف صارخة بغضب " اي ورقة حمزة هل تستمع لما تقول ؟ كارمن أختي ! يا الهي هذا بالتأكيد كابوس لأنه لا يمكن أن يكون حلم "
طلب نجدة والدتها وهي توجه لها الحديث حانقة من الأحداث التي تسير من حولها
" ماما لما أنتِ صامتة ؟! "
نهضت والدتها لتقول بتعب وهي بالكاد تستطيع الوقوف على قدميها متجاهلة استجداء ابنتها فهي نفسها لا تستطيع أن تكذب أو تصدق ما قيل حتى تقول أي شيء
" سأصعد لغرفتي اعذروني "
" ليقل أحدكم ما الذي يجري هنا ؟ كيف تكون كارمن أختي ؟ يا الهي هل هي بخير ؟!! هل ... "
" انها بخير ريتال " أسرع حمزة لطمأنتها ليلتفت لنور التي قلت من بين بكاؤها الصامت
" أريد رؤيتها حمزة يجب أن أراها "
" حسنا سأأخذك إليها لاحقا "
" وأنا أيضا أريد أن أراها "
قالتها ريتال باندفاع ليعتذر حمزة بتردد
" الوضع بالنسبة لك لن يكون سهلا ريتال فهي لم تتقبل الحقيقة بعد ورؤيتها لك ربما تنكس حالتها "
" افهم ذلك " بالكاد استطاعت التقاط أنفاسها وهي تحاول ان تهدئ أعصابها المنهارة ليشد ادهم على كفها بحنو ما ان شعر بها يساندها بقوة استمدتها هي منه مرحبة بوجوده وممتنة لذلك لينهض حمزة قائلا باعتذار لما سببه
" اعتذر لقولي الحقيقة بتلك الطريقة ولكن لم أجد غيرها سأذهب الآن "
حاول ادهم ان ينهض ليعترض قائلا باهتمام اخوي
" ابقي بجانبها ادهم انا اعرف الطريق "
" سآتي معك الآن "
نظر لنور التي أردفت بحزم وهي تحمل حقيبتها مستعدة للمغادرة وتمسح انفها المحمر من كثرة البكاء
" لن انتظر أكثر من ذلك يجب أن أراها حمزة "
" حسنا تعالي معي ربما رؤيتها لك تعيد إليها هويتها التي لا تعرفها حاليا "
تحكمت بنفسها لتتحرك معه وهي تحاول ان تقلل الوجع بداخلها وتهدئ من الم قلبها حزنا على الوضع الذي فيه اغلي إنسانة لديها
احاط ادهم كتف ريتال بحنو لتدفن نفسها كعادتها مؤخرا في حضنه تستمد منه القوة والأمان وتريح عن قلبها الحمل الذي يثقله لتهمس بتكذيب
" لا اصدق أدهم هذا ليس صحيح بالتأكيد "
" انه كذلك حبيبتي "
" لقد تعبت ادهم ، كل المصائب أتت تباعا في وقت واحد ، لن اقوى على مواجهة كل هذا بمفردي "
" انا معك ولن أتركك مطلقا ريتالتي "
" ابي لن يتمكن من تخطي هذه الكارثة "
" سنقف معا بجانبه وسنساعده على اجتياز الأمر "
" هل تظنها ستتقبل الأمر ؟ "
" ستفعل بإذن الله "
ابعدها ليمسح على وجهها مرددا بقوة وبثقة وبحب صادق شع بحدقتيه
" أنا وأنت سننجح ، سنتخطى كل هذا القادم ليس سهلا ريتال لن يكون مطلقا "
" اعرف ..... اعرف ذلك ادهم "
ضمها إليه بقوة لتتعلق برقبته هامسة بحب وبامتنان لوجوده والصدمة مازلت تشوش على تفكيرها
" شكرا ادهم شكرا على كل شيء "
" سأكون بجانبك دوما "
*****
|